logo
يوم الفرار الرهيب: الحرب تنتقل

يوم الفرار الرهيب: الحرب تنتقل

العرب اليوم٠٨-٠٥-٢٠٢٥

كان قسم «الأخبار الخارجية» لا يزال يعمل بنظام الأجراس. كلما جاء نبأ مهم ترن أجراس «التلبرنتر» منبهة المحررين. وتلك الأيام التي سبقت 21 أبريل (نيسان) 1975 قبيل سقوط سايغون، كانت أجراس وكالات الأنباء ترن واحدة بعد الأخرى، كأن مساً أصابها.
كانت غرفة «القسم الخارجي» في «النهار» مؤلفة من الزملاء فؤاد مطر، رفيق خوري، الراحل عبد الكريم أبو النصر، أمين معلوف، والمحبّر. وكنا نتبادل السفر إلى أمكنة الأحداث، كل وفق اختصاصه. انضم إلى القسم فتى في الثانية والعشرين، وقرر بكل حماسة أن يذهب هو إلى سايغون، لكي يغطي الأيام الأخيرة من الحرب. لم يكن أحد منا يعرف، أو يتوقع، أن الشهر الذي تنتهي فيه حرب فيتنام، سوف تبدأ حرب لبنان، وسوف تستمر 15 عاماً، وسوف تشتت أهل «القسم الخارجي» جميعاً، ونلتقي في باريس التي سوف يحصد أمين معلوف جوائزها، وألقابها، وأطنابها الكبرى.
كانت حرب فيتنام «أهلية» هي أيضاً: شمال وجنوب، بدل «شرقية وغربية»، وأضيفت إليها طبعاً، وسريعاً، القضية الفلسطينية. وكتب الرئيس شارل حلو في مذكراته لاحقاً، إنه يوم أفاق ورأى 100 ألف متظاهر في قلب بيروت، قرر أنه لم يعد هناك سوى حل واحد: التقسيم!
انتقلت الحروب الباردة من جنوب شرقي آسيا إلى الشرق الأوسط. وتغيرت مواقع ومواقف. وخرجت مصر من الحلف السوفياتي. وكذلك سوف يفعل ياسر عرفات ومنظمة التحرير. ذلك كان ما سوف يسمى الآن الشرق الأوسط الجديد. وهذا لا تهدأ حروبه، بينما دخلت أميركا وفيتنام في مسابقة المودات والعلاقات الممتازة، والاستثمارات المتبادلة.
منذ ذلك الوقت لم تكف انفراجات آسيا عن التوسع، ولم تكف أوضاع الشرق الأوسط عن التدهور. وعلى خريطة المنازعات تغيب وتعود شهوات الشرر، مثل كشمير، لكنها لا تلبث أن تخبت، تاركة النزاعات المزمنة لأهلها.
فلنعد إلى أجواء ومناخات تلك المرحلة: الجيش الأميركي يعبر المحيطات، قادماً إلى أدغال فقيرة لكي يمنع الشيوعية من الانتشار. المليارات تهدر، لكي لا تهان أميركا، والعالم ينقسم.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

يوم الفرار الرهيب: الحرب تنتقل
يوم الفرار الرهيب: الحرب تنتقل

العرب اليوم

time٠٨-٠٥-٢٠٢٥

  • العرب اليوم

يوم الفرار الرهيب: الحرب تنتقل

كان قسم «الأخبار الخارجية» لا يزال يعمل بنظام الأجراس. كلما جاء نبأ مهم ترن أجراس «التلبرنتر» منبهة المحررين. وتلك الأيام التي سبقت 21 أبريل (نيسان) 1975 قبيل سقوط سايغون، كانت أجراس وكالات الأنباء ترن واحدة بعد الأخرى، كأن مساً أصابها. كانت غرفة «القسم الخارجي» في «النهار» مؤلفة من الزملاء فؤاد مطر، رفيق خوري، الراحل عبد الكريم أبو النصر، أمين معلوف، والمحبّر. وكنا نتبادل السفر إلى أمكنة الأحداث، كل وفق اختصاصه. انضم إلى القسم فتى في الثانية والعشرين، وقرر بكل حماسة أن يذهب هو إلى سايغون، لكي يغطي الأيام الأخيرة من الحرب. لم يكن أحد منا يعرف، أو يتوقع، أن الشهر الذي تنتهي فيه حرب فيتنام، سوف تبدأ حرب لبنان، وسوف تستمر 15 عاماً، وسوف تشتت أهل «القسم الخارجي» جميعاً، ونلتقي في باريس التي سوف يحصد أمين معلوف جوائزها، وألقابها، وأطنابها الكبرى. كانت حرب فيتنام «أهلية» هي أيضاً: شمال وجنوب، بدل «شرقية وغربية»، وأضيفت إليها طبعاً، وسريعاً، القضية الفلسطينية. وكتب الرئيس شارل حلو في مذكراته لاحقاً، إنه يوم أفاق ورأى 100 ألف متظاهر في قلب بيروت، قرر أنه لم يعد هناك سوى حل واحد: التقسيم! انتقلت الحروب الباردة من جنوب شرقي آسيا إلى الشرق الأوسط. وتغيرت مواقع ومواقف. وخرجت مصر من الحلف السوفياتي. وكذلك سوف يفعل ياسر عرفات ومنظمة التحرير. ذلك كان ما سوف يسمى الآن الشرق الأوسط الجديد. وهذا لا تهدأ حروبه، بينما دخلت أميركا وفيتنام في مسابقة المودات والعلاقات الممتازة، والاستثمارات المتبادلة. منذ ذلك الوقت لم تكف انفراجات آسيا عن التوسع، ولم تكف أوضاع الشرق الأوسط عن التدهور. وعلى خريطة المنازعات تغيب وتعود شهوات الشرر، مثل كشمير، لكنها لا تلبث أن تخبت، تاركة النزاعات المزمنة لأهلها. فلنعد إلى أجواء ومناخات تلك المرحلة: الجيش الأميركي يعبر المحيطات، قادماً إلى أدغال فقيرة لكي يمنع الشيوعية من الانتشار. المليارات تهدر، لكي لا تهان أميركا، والعالم ينقسم.

ما خيارات المقاومة الفلسطينية في ضوء استئناف حرب الإبادة على قطاع غزة؟
ما خيارات المقاومة الفلسطينية في ضوء استئناف حرب الإبادة على قطاع غزة؟

سواليف احمد الزعبي

time١٦-٠٤-٢٠٢٥

  • سواليف احمد الزعبي

ما خيارات المقاومة الفلسطينية في ضوء استئناف حرب الإبادة على قطاع غزة؟

#سواليف أصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات ورقة سياسات بعنوان: 'موقف #حركة_حماس و #المقاومة_الفلسطينية ما بعد #استئناف_الحرب على #غزة'، وهي من إعداد الكاتب والباحث الفلسطيني ماجد أبو دياك. واستعرضت الورقة مواقف #الاحتلال الإسرائيلي ومؤسسات السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، ومواقف كل من أمريكا وأوروبا وإيران وروسيا والصين بالإضافة لمحور المقاومة. وتحاول الورقة تقديم تحليل شامل للموقف الذي وصلت إليه# حرب_الإبادة على غزة في ضوء استئنافها بعد وقف إطلاق النار الذي استمر قرابة الشهرين، مع التركيز على العوامل المتنوعة التي أثرت وتؤثر فيها. وتنطلق الورقة من تلك المعطيات لمحاولة استقراء الخيارات المتاحة أمام المقاومة الفلسطينية، وذلك في ضوء تطور العوامل الإقليمية والدولية، وبعد قدوم الرئيس الأمريكي ترامب وتأثير سياساته على المنطقة بما فيها 'إسرائيل'. ولخصت الورقة المحددات التي تحكم المقاومة في المرحلة المقبلة بإتمام عملية تبادل الأسرى، وصولاً إلى وقف إطلاق النار وانسحاب 'إسرائيل' من قطاع غزة وتوفير الإغاثة والإيواء للشعب الفلسطيني بأفضل صورة ممكنة. بالإضافة إلى الحفاظ على الكتلة الصلبة للمقاومة في الإطارين المدني والعسكري، وتطويرها لمواجهة محاولات إقصائها أو اقتلاعها أو القضاء عليها، والمحافظة على دورها في أي ترتيبات سياسية وميدانية مستقبلية، وتطوير دور المقاومة في الضفة الغربية لمواجهة مخططات الضم والتهجير الإسرائيلية، والعمل على تفعيل دور الشتات في دعم وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني في غزة. كما أشارت الورقة أن من بين المحددات الحاكمة لعمل المقاومة في المرحلة المقبلة العمل على تحقيق استدامة الصراع، واعتبار المعركة الراهنة مقدمةً ومحطةً مهمةً على طريق التحرير، والسعي لمواصلة الجهود بالتعاون مع القوى الفلسطينية لتشكيل جبهة أو إطار فلسطيني لدعم المقاومة والحفاظ على الثوابت. ورأى الباحث خيارات قوى المقاومة للتعامل مع الواقع في ظلّ تعقيدات المشهد وصعوبته، وفي أعقاب العدوان المنفلت من عقاله والمتسلح بالدعم الأمريكي والخذلان العربي والصمت الدولي، تنحصر في ثلاثة خيارات، تتراوح بين وقف التفاوض مع الاحتلال الإسرائيلي، والذهاب للاشتباك والتصعيد معه إلى حين قبوله بالدخول في المرحلة الثانية دون قيد أو شرط، وبين القبول بمطالب الاحتلال الحالية، والتوصل لهدنة جديدة، مع خوض مفاوضات جديدة للدخول للمرحلة الثانية وتطبيق مطلبَي وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة. وخلص الباحث إلى أنّ الخيار الأول بالتخلي عن التفاوض والاشتباك مع العدو سيؤدي إلى زيادة معاناة أهل غزة، كما أنه يعطل عمليات الإغاثة، وقد يؤدي إلى إضعاف الحاضنة الشعبية، واستنزاف مقدِّرات المقاومة مع صعوبة تجديدها في ظلّ الحصار المطبق. في حين أن الخيار الثاني لن يؤدي إلا إلى استمرار التعنُّت الإسرائيلي، ومواصلة سعيه لابتزاز التنازلات من المقاومة، لأنه سيعتقد بذلك أن المزيد من الضغط العسكري هو ما سيُخضعها ويجعلها تفرج عن الأسرى في نهاية المطاف بدون قيد أو شرط. أما الخيار الثالث، فأشارت إليه الورقة باعتباره الخيار الأنسب في الوقت الحالي، ويتمثّل بالاستمرار في المفاوضات والتمسك بورقة الأسرى لمحاولة تكييف مقترح ويتكوف الأخير ضمن معطيات المقاومة، ومن ثَمَّ الدخول في المرحلة الثانية من الاتفاق لتحقيق وقف دائم للنار والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة. وأشارت الورقة أن ذلك يتطلب المرونة في التعامل مع قضية الأسرى لصالح تأمين الإغاثة للشعب الفلسطيني، جنباً إلى جنب مع العمل على إفشال العدوان والتصدي لقوات الاحتلال وإيقاع الخسائر البشرية والمادية فيها، ما سيؤدي إلى تأزيم الوضع الداخلي الإسرائيلي، ويفشل مخطط الاحتلال. وفي ضوء هذا الخيار، حددت الورقة مجموعة من المهمات التي يمكن أن تعمل عليها حماس والمقاومة الفلسطينية في المرحلة المقبلة، وفي مقدمتها أن يتم التعامل مع المعركة على أنها مستمرة وطويلة، ورجَّحت أن تتجدد الحرب بأشكال وطرق مختلفة في حال تمّ، ورأت الورقة أن ذلك قد يستحق الأمر من حماس وقوى المقاومة دراسة جدوى فكرة الاتفاق على هدنة مطوّلة (5-10 أعوام) في غزة فقط، مع عدم توسيعها للضفة حرصاً على استمرار فاعلية المقاومة ومواجهة خطوات الضم والتهجير، حيث قد ينجح ذلك في تجاوز الفيتو على الحركة إسرائيلياً وأمريكياً بل وحتى عربياً، بما يؤهل الحركة للاحتفاظ بقوتها العسكرية التي هي ذخر للشعب الفلسطيني. وأوصت الورقة بصياغة مبادرة حقيقية للهدنة تقدم للفضاء العام، أو للإدارة الأمريكية من خلال الحوار المباشر معها، مع ضرورة الانتباه لمخاطر هذا الحوار بدون أن ينبني على خطة وضوابط واضحة تمنع الانزلاق نحو التجاوب مع الابتزازات والمطالب الأمريكية. كما أوصت لورقة استثمار فتح قناة الاتصال مع أمريكا لمحاولة لتطوير ورفع سقف العلاقة مع أوروبا وروسيا والصين. ودعت أيضاً إلى تطوير الأداء التفاوضي الفلسطيني في مفاوضات وقف النار من خلال إشراك بقية القوى المقاومة فيه بشكل مباشر، ما يقتضي تشكيل فريق لإدارة التفاوض يضم القوى الفلسطينية الفاعلة في المقاومة مثل حركتَي الجهاد والشعبية، ضمن سياسات تفاوضية تعمل على مواجهة مراوغات العدو الإسرائيلي. ودعت الورقة إلى مواصلة العمل على خلخلة جبهة العدو الداخلية من خلال استخدام ورقة الأسرى، باعتبارها قد تخلخل دعم الجبهة الداخلية لاستمرار الحرب، كما دعت إلى مواصلة استمرار حثّ فلسطينيي 48 على استعادة دورهم، ودعت أيضاً إلى تفعيل دور الضفة والقدس، ليس على صعيد المقاومة فحسب، وإنما في المواجهات الجماهيرية الشعبية مع الاحتلال أيضاً، بهدف التصدي للاستيطان وعبث وجرائم المستوطنين في الضفة.

مشروع قانون في الكنيست لإلغاء اتفاقيات أوسلو والخليل و واي ريفر
مشروع قانون في الكنيست لإلغاء اتفاقيات أوسلو والخليل و واي ريفر

السوسنة

time٠٩-٠٣-٢٠٢٥

  • السوسنة

مشروع قانون في الكنيست لإلغاء اتفاقيات أوسلو والخليل و واي ريفر

وكالات - السوسنة قدم وزير الأمن الإسرائيلي السابق، المتطرف إيتمار بن غفير، إلى جانب أعضاء كتلة حزبه ('عوتسما يهوديت') البرلمانية، مشروع قانون للكنيست، يسعى إلى إلغاء اتفاقيات أوسلو، واتفاق الخليل، واتفاق واي ريفر، بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية.جاء ذلك بحسب ما أعلن بن غفير في بيان صدر عنه اليوم الأحد، وقال: إن مشروع القانون يهدف إلى 'إعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل توقيع هذه الاتفاقيات، بما في ذلك استعادة الأراضي التي تم تسليمها بموجب الاتفاقيات'، وفق تعبيره.وبحسب نص المشروع، فسيتم إلغاء القوانين التي تم سنها لتنفيذ هذه الاتفاقيات، كما سيُمنح رئيس الحكومة الإسرائيلية صلاحيات إصدار لوائح لتنفيذ القانون المقترح، بما في ذلك اتخاذ إجراءات تلغي ما ترتبت عليه الاتفاقيات المذكورة . إقرأ المزيد :

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store