
بمناسبة اليوم العالمي لصون النظم البيئية للقرم.. ريادة إماراتية في حماية غابات القرم
حققت دولة الإمارات العربية المتحدة إنجازات ملموسة في مجال حماية واستعادة النظم البيئية الساحلية، وفي مقدمتها أشجار القرم، التي تُعد من أهم عناصر البنية الطبيعية لمواجهة تغير المناخ. وبفضل رؤية بيئية طموحة، مدعومة من القيادة الرشيدة، تبنّت الدولة مجموعة واسعة من المبادرات النوعية والبرامج البحثية والميدانية، التي أسهمت في توسيع الرقعة الخضراء على السواحل، وتعزيز التنوع البيولوجي البحري.
وقد رسّخت هذه الجهود موقع الإمارات كدولة رائدة في الحفاظ على النظم البيئية لأشجار القرم إقليمياً ودولياً، وجعلت منها نموذجاً يُحتذى به في استخدام الحلول الطبيعية لمواجهة التحديات المناخية. وتتزامن هذه الجهود مع اليوم العالمي لصون النظم البيئية لأشجار القرم، الذي يوافق 26 يوليو من كل عام، وهو مناسبة عالمية تؤكد أهمية تعزيز الوعي البيئي، وتُبرز دور أشجار القرم كدرع طبيعي في مواجهة ارتفاع منسوب مياه البحر، وتآكل السواحل، واختلال التوازن البيئي. وتأتي هذه المناسبة لتجدد التزام دولة الإمارات بمسارها الطموح نحو الحياد المناخي، حيث تضع حماية القرم، وتوسيع نطاقها في قلب استراتيجيتها الوطنية للاستدامة.
وضمن توجهها البيئي الاستراتيجي، أطلقت دولة الإمارات مبادرة زراعة 100 مليون شجرة قرم بحلول عام 2030، وهي من أكبر المبادرات المناخية في المنطقة. وتسعى هذه المبادرة إلى تعزيز قدرة السواحل على مقاومة التغير المناخي، وزيادة امتصاص الكربون، في إطار التزام الدولة بتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، إلى جانب دعم التنوع البيولوجي عبر توفير بيئة حاضنة للكائنات البحرية. وقد تم حتى منتصف عام 2025 زراعة أكثر من 30 مليون شجرة قرم ضمن هذه المبادرة، باستخدام أساليب مبتكرة مثل الزراعة عبر الطائرات المسيّرة وتقنيات الاستزراع النسيجي.
شريان حياة بيئي
في كلمتها بهذه المناسبة، قالت معالي الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك، وزيرة التغير المناخي والبيئة: «إنها لحظة ملهمة لتأمل جمال وعظمة أشجار القرم التي تزين سواحلنا، وتشكل درعاً طبيعياً يحمي من ارتفاع منسوب مياه البحر وتداعيات تغير المناخ». وأكدت معاليها أن أبرز ما يميز هذه الأشجار هو قدرتها العالية على احتجاز ثاني أكسيد الكربون، بواقع أربعة أضعاف قدرة الغابات الاستوائية، إلى جانب دورها في توفير الغذاء والمأوى للكائنات البحرية، ما يجعلها نظاماً بيئياً متكاملاً. وشددت على أهمية الشراكات المجتمعية والمؤسسية في تحقيق رؤية الدولة في هذا المجال، مؤكدة أن «وجودنا يعتمد بشكل مباشر على وجودها».
مبادرات وطنية
تُعد الإمارات من الدول السباقة في إطلاق برامج متقدمة لحماية وتوسيع غابات القرم، ومن أبرز هذه المبادرات، برنامج «إكثار القرم» الذي يركز على تطوير أساليب استزراع شتلات القرم باستخدام التكنولوجيا الحيوية، بما يضمن إنتاج شتلات عالية الجودة قادرة على التكيف مع البيئات الساحلية المختلفة.
ومشروع زراعة القرم باستخدام الطائرات المسيّرة الذي يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي والطائرات من دون طيار لنثر بذور القرم بكفاءة ودقة في المواقع المستهدفة، مما يُسهم في تسريع وتوسيع نطاق عمليات الزراعة.
تحالفات عالمية
وإلى جانب جهودها المحلية، تلعب الإمارات دوراً محورياً في حماية أشجار القرم عالمياً من خلال، تحالف القرم من أجل المناخ الذي يضم 45 عضواً من حكومات ومنظمات غير حكومية، ويهدف إلى دعم التمويل والاستراتيجيات الدولية لحماية القرم، إضافة إلى مركز محمد بن زايد - جوكو ويدودو لأبحاث القرم في جزيرة بالي الإندونيسية، والذي يمثل منصة علمية عالمية لابتكار حلول فعالة في مجال استعادة النظم البيئية الساحلية.
وتواصل دولة الإمارات جهودها العالمية من خلال استضافة المؤتمر العالمي لحماية الطبيعة (IUCN) في أكتوبر المقبل بأبوظبي، حيث سيتم تخصيص محور رئيسي لأهمية القرم، ودورها في تعزيز صمود البيئة عالمياً.
وتؤكد دولة الإمارات أن صون النظم البيئية لأشجار القرم هو ركيزة محورية ضمن مسيرة التنمية المستدامة في دولة الإمارات. وبينما تمضي الدولة بخطى ثابتة نحو تحقيق أهدافها البيئية، تبقى حماية القرم مسؤولية جماعية تتطلب تضافر جهود الأفراد، المؤسسات، والحكومات، فوجود هذه الأشجار لا يحافظ فقط على توازن البيئة، بل يشكل استثماراً مباشراً في مستقبل الأجيال القادمة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ 6 أيام
- العين الإخبارية
الشعاب المرجانية في سباق مع الزمن.. تحمّض المحيطات يهدد إرث آلاف السنين
تم تحديثه الخميس 2025/7/31 11:40 م بتوقيت أبوظبي تتزايد انبعاثات الكربون يومًا بعد يوم، الأمر الذي يقود إلى تفاقم الاحتباس الحراري، وتناقص ميزانية الكربون، ما يضع الحياة في كوكب الأرض في مواجهة الخطر. ومن ضمن الكائنات الحية التي تعاني بشدة بسبب الاحتباس الحراري، الشعاب المرجانية؛ إذ تواجه ظاهرة الابيضاض، وقد أظهرت العديد من الأبحاث العلمية الخطر المحدق بتلك الكائنات؛ خاصة في ظل الظروف التي تشهدها المحيطات؛ بسبب ارتفاع درجة الحرارة وزيادة انبعاثات الكربون التي تمتصها المحيطات، ما يزيد من درجة حموضتها. وبالتالي تتأثر الكائنات الحية التي تعيش فيها، منها الشعاب المرجانية على وجه الخصوص. وفي هذا الصدد، أجرت مجموعة بحثية من جامعة هاواي في مانوا بالولايات المتحدة الأمريكية دراسة للبحث في كيفية تأثر الشعاب المرجانية بتحمض المحيطات، ومدى قدرتها على التكيف مع التغيرات الحاصلة حولها. ونشر الباحثون دراستهم في نماذج حاسوبية متطورة استخدم مؤلفو الدراسة نماذج حاسوبية متطورة لإجراء تنبؤات دقيقة حول كيفية تغير التركيب الكيميائي للمحيطات حول جزر هاواي الرئيسية في أثناء القرن الحادي والعشرين في ظل سيناريوهات مناخية متنوعة؛ بناءً على كمية ثاني أكسيد الكربون المنبعثة من المجتمعات. من جانب آخر، قام الباحثون بحساب الفرق بين تحمض المحيطات المتوقع والتحمض الذي شهدته الشعاب المرجانية في منطقة معينة خلال التاريخ الحديث. ماذا وجدوا؟ خلص مؤلفو الدراسة إلى أنه من المتوقع أن يزداد تحمض المحيطات خاصة في المياه السطحية حول جزر هاواي، حتى في حال استقرار انبعاثات الكربون بحلول منتصف القرن. وهذا يعني أنّ الشعاب المرجانية ستشهد زيادة غير مسبوقة في معدلات التحمض لم تشهده منذ آلاف السنين. لاحظ الباحثون أيضًا أنه في السيناريوهات التي تزداد فيها الانبعاثات الدفيئة؛ سيختلف التركيب الكيميائي للمحيطات بصورة جذرية عما شهدته الشعاب المرجانية على مر التاريخ، ما قد يُولد تحديات جديدة وتصعب قدرتها على التكيف. تزداد الضغوطات على الشعاب المرجانية يومًا بعد يوم، ويرى الباحثون أنه في أفضل السيناريوهات، ستتأثر الشعاب المرجانية بالتغيرات المناخية. لذلك، هناك حاجة ملحة لإجراء أبحاث أكثر عمقًا حول الضغوطات البيئية المؤثرة على المرجان. aXA6IDE1NC4xNi4yNTQuMjM1IA== جزيرة ام اند امز FR


العين الإخبارية
منذ 6 أيام
- العين الإخبارية
مروج الأعشاب البحرية في تونس.. درع خفي في معركة الكربون (خاص)
في أول دراسة شاملة من نوعها، تم الكشف عن دور خفي لكن بالغ الأهمية، تلعبه مروج الأعشاب البحرية، في احتجاز الكربون ومكافحة تغيّر المناخ. ابتكار علمي مذهل.. تقنية لاحتجاز الكربون مستوحاة من النباتات الدراسة، التي قادها علمي من مختبر الموارد المعدنية والبيئة بقسم الجيولوجيا بكلية العلوم، جامعة تونس، ونُشرت في دورية (مارين بولوشن بلتن)، اعتمدت على تحليل 32 عينة أساسية من الرواسب البحرية في ثمانية أنظمة بيئية مختلفة بطول السواحل التونسية، شملت بحيرات وشطوط ومروج الأعشاب البحرية، بالإضافة إلى خليجي تونس وقابس. وأظهرت النتائج أن مروج الـ "بوسيدونيا" في خليجي سيدي رائس والمنستير حققت أعلى معدلات لدفن الكربون، رغم أن نسبة الكربون المحبوس بشكل دائم لم تتجاوز 40% من الكمية التي تترسب سنوياً. وفي المقابل، أظهرت بحيرتا غار الملح وكوربا مقاومة للاحتجاز نظراً لتحلل المادة العضوية، بينما برزت بحيرة إشكل كفخ جيد للكربون بمعدل احتجاز بلغ 49 غرام كربون لكل متر مربع سنوياً. وتقدّر كمية الكربون المحبوس بشكل دائم في رواسب هذه البيئات بحوالي 1.2 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، وهو ما يعادل نحو 4% من إجمالي انبعاثات تونس من ثاني أكسيد الكربون في عام 2021. والأهم، بحسب الدراسة، أن هذه النسبة يمكن أن تتجاوز 100% مستقبلاً إذا تم توسيع وحماية النطاق البيئي لمروج الأعشاب البحرية في البلاد، التي تمتد على أكثر من 1.3 مليون هكتار. وتسلط هذه النتائج الضوء على الأهمية المناخية الكبرى للنظم البيئية الساحلية في تونس، التي لا يُنظر إليها تقليدياً كخط دفاع بيئي، لكنها في الواقع تعمل كـ"درع كربوني" صامت وفعّال في مواجهة التغير المناخي العالمي. aXA6IDE0Mi4xNDcuMjQzLjY4IA== جزيرة ام اند امز US


الاتحاد
منذ 7 أيام
- الاتحاد
600 ألف كيلومتر من دون حوادث للمركبات ذاتية القيادة في أبوظبي
هالة الخياط (أبوظبي) تواصل إمارة أبوظبي تعزيز مكانتها كمركز عالمي للابتكار في مجال التنقل الذكي، مع تحقيق التاكسي ذاتي القيادة إنجازاً غير مسبوق بتسجيله أكثر من 600 ألف كيلومتر من التشغيل من دون أي حوادث. ووفقاً لإحصاءات مركز النقل المتكامل، التابع لدائرة البلديات والنقل، فقد تم إنجاز 40 ألف رحلة مكتملة لخدمة المركبات ذاتية القيادة، بنسبة تشغيل ذاتي بلغت 99% من خلال أسطول يتكون من 22 مركبة ذاتية القيادة. وتمثل هذه الأرقام محطة مفصلية في مسيرة تبني تقنيات القيادة الذاتية في إمارة أبوظبي، إذ يعكس الأداء المذهل للمركبات ذاتية القيادة مدى تطور التكنولوجيا المستخدمة، ومدى استعداد البنية التحتية في أبوظبي لدعم وسائل النقل المستقبلية. وقد أسهمت عوامل عدة في هذا النجاح، منها البيئة التنظيمية المرنة، وشبكات الطرق الحديثة، وتكامل الأنظمة الذكية في منظومة النقل. ويطمح مركز النقل المتكامل، من خلال خطته الحالية لتطوير قطاع التنقل ذاتي القيادة، إلى تحقيق عدة أهداف بحلول عام 2040، أبرزها رفع نسبة الرحلات باستخدام المركبات ذاتية القيادة إلى 25% من إجمالي الرحلات في أبوظبي، إلى جانب خفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 15%، وتقليل الحوادث المرورية بنسبة 18%. ويعمل مشروع المركبات ذاتية القيادة ضمن عدد من المناطق الحيوية في أبوظبي، وعلى رأسها جزيرة ياس وجزيرة السعديات، إلى جانب مطار زايد الدولي. وتشمل الخدمة مناطق تجارية وسكنية وسياحية، مما يسمح بتجربة واقعية متنوعة تساعد على تحسين أداء المركبات باستمرار، مع الاستفادة من التحليلات البيانية في تطوير الخوارزميات وأنظمة القيادة. ثقة متزايدة من الجمهور ويلاحظ تنامي الإقبال على استخدام التاكسي ذاتي القيادة، حيث أبدى المستخدمون ارتياحهم الكبير للتجربة، لا سيما فيما يتعلق بالدقة في الوصول، والقيادة السلسة، ومستوى الأمان. وتتم مراقبة المركبات عن بُعد عبر مركز عمليات متطور، يضمن التدخل الفوري عند الحاجة، على الرغم من أن 99% من التشغيل يتم دون تدخل بشري، مما يعزز الثقة بقدرات التقنية. تعزيز الاستدامة يتماشى هذا النجاح مع رؤية أبوظبي 2030، الهادفة إلى تعزيز الاستدامة وتبني حلول النقل الذكي، وتقليل الانبعاثات الكربونية، وتحقيق تكامل بين وسائل النقل العامة والخاصة. وتُعد هذه الخطوة تمهيداً لتوسيع نطاق الخدمة مستقبلاً لتشمل مناطق إضافية في الإمارة وربما خارجها. مدن ذكية يشكل أداء التاكسي ذاتي القيادة في أبوظبي، نموذجاً يُحتذى به عالمياً، ويؤكد التزام الإمارة بالتحول نحو مدن ذكية تستخدم الابتكار لخدمة الإنسان. ومع استمرار تطوير هذه الخدمة، من المتوقع أن تشهد أبوظبي مزيداً من التحولات في منظومة النقل تعزز مكانتها كعاصمة ذكية للمستقبل.