
بيان مشترك لـ25 دولة يطالب بإنهاء الحرب في قطاع غزة فوراً
طالب بيان مشترك لـ25 دولة صادر عن الحكومة البريطانية، اليوم الإثنين، بضرورة إنهاء الحرب في قطاع غزة فوراً.
وأكد البيان الموقع من وزراء خارجية 25 دولة، أن معاناة المدنيين في غزة بلغت مستويات غير مسبوقة، مشدداً على أن نموذج حكومة "إسرائيل" بتقديم المساعدات خطير ويؤجج عدم الاستقرار، ويحرم المدنيين من كرامتهم الإنسانية.
وندد البيان بسياسات حكومة الكيان الإسرائيلي، بما في ذلك حرمان السكان من المساعدات، وقتل المدنيين، ومخططات التهجير التي تُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي.
واستهل بعبارة: "نحن الموقعون أدناه، نجتمع برسالة بسيطة وعاجلة: يجب أن تنتهي الحرب في غزة فوراً".
وقال البيان إن "أكثر من 800 فلسطيني قتلوا أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات الإنسانية من ماء وغذاء"، واصفًا ذلك بأنه "أمر مروع وغير إنساني".
وأكد أن حرمان المدنيين من المساعدات الأساسية "غير مقبول، ويجب على "إسرائيل" الامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي'.
ورفض البيان بشدة مقترحات "إسرائيل" بشأن إنشاء ما يسمى بـ"المدينة الإنسانية"، مؤكدًا أنها "غير مقبولة تمامًا"، وأن التهجير القسري الدائم يُعد انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي.
وعبر الموقعون على البيان، عن معارضتهم الشديدة لأي خطوات نحو تغيير جغرافي أو ديموغرافي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأشار إلى أن خطة الاستيطان E1، إذا تم تنفيذها، فإنها ستؤدي إلى تقسيم الدولة الفلسطينية إلى جزأين، ما يشكل "انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي'.
وأدان البيان تسارع الاستيطان وعنف المستوطنين في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، داعيًا إلى وقفه فورًا.
ودعا حكومة الكيان الإسرائيلي إلى رفع القيود فورًا عن تدفق المساعدات الإنسانية، وتمكين الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية من أداء مهامها بشكل آمن وفعّال لإنقاذ الأرواح.
وشدد على ضرورة حماية المدنيين والوفاء بالالتزامات القانونية الدولية، في ظل الوضع الكارثي الذي يعيشه سكان القطاع.
وتطرق البيان إلى قضية الأسرى، مؤكدًا أن من لا يزالون أسرى لدى "حماس" منذ 7 أكتوبر 2023 "يعانون معاناة شديدة"، معتبرًا أن وقف إطلاق النار المتفاوض عليه هو "أفضل أمل" لإعادتهم وإنهاء معاناة عائلاتهم.
وفي ختام البيان، دعت الدول الموقعة إلى وقف إطلاق نار فوري ودائم وغير مشروط، مؤكدة أن "مزيدًا من إراقة الدماء لا طائل منه".
وجدّدت الدول الموقعة للبيان، دعمها الكامل لجهود مصر وقطر والولايات المتحدة من أجل إنهاء "الحرب".
ووقع البيان وزراء خارجية كل من: المملكة المتحدة، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، إسبانيا، بلجيكا، السويد، أيرلندا، الدنمارك، النرويج، فنلندا، أيسلندا، إستونيا، لاتفيا، ليتوانيا، لوكسمبورغ، هولندا، بولندا، النمسا، سلوفينيا، البرتغال، كندا، أستراليا، نيوزيلندا، واليابان.
وبدعم أميركي وأوروبي، يواصل جيش العدو الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023، ارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة أسفرت عن استشهاد 59,029 مدنياً فلسطينياً، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 142,135 آخرين، حتى اليوم الاثنين، في حصيلة غير نهائية، حيث لا يزال الآلاف من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المشهد اليمني الأول
منذ 2 ساعات
- المشهد اليمني الأول
حين يتحوّل التدمير إلى خطة، والجرافة إلى مقدس
بنظرة سريعة إلى صور الأقمار الصناعية الأخيرة لقطاع غزة، يبدو المشهد كما لو أن قنبلة نووية قد ضُربت هناك. فحسب تقرير مركز 'يونوسات' التابع للأمم المتحدة، الصادر في تموز/ يوليو 2025، فإن 69.9% من منازل غزة قد دُمّرت أو تضررت بشكل بالغ، أي ما يقارب 174,000 مبنى من أصل 250,000. مدينة رفح محيت فعلياً عن الخريطة، وأجزاء واسعة من خان يونس وشمال غزة لاقت المصير ذاته. أكثر من 1.3 مليون فلسطيني باتوا بلا مأوى، وتقارير الأمم المتحدة تتحدث عن 50 مليون طن من الركام في قطاع غزة، لتتّضح النية الإسرائيلية في تدمير شبه شامل لغزة. فما الذي يفسّر هذا العنف التدميري الذي يتخطّى الحاجة الأمنية، ويغدو سلوكاً متكرّراً واحتفالياً في آنٍ؟ هناك ثلاثة أبعاد في مجموعها وتكاملها، نستطيع فهم وإدراك الأسباب الحقيقية من وراء سحق غزة وتدميرها: أولاً: البعد العسكري تسعى 'إسرائيل' لتبرير سياسة الهدم عبر الذريعة الأمنية: 'تدمير البنية التحتية العسكرية لحماس'. ويُقصد بذلك تفكيك الأنفاق، وهدم البيوت التي يُشتبه بأنها تحتوي مخازن سلاح أو تُستخدم كمراكز قيادة. هذه الذريعة تتكرّر في الخطاب الرسمي، وتُستخدم لتبرير قصف عشوائي أو مركّز على مناطق مدنية. لكنّ هذه الحجة تنهار أمام وقائع عديدة: كمّ البيوت المهدّمة وتنوّع المناطق المستهدفة لا يتناسب مع أهداف تكتيكية. الطريقة التي يتم بها الهدم (تفجيرٌ كامل، تسوية بالأرض، ترك الكاميرات توثّق المشهد) تُحيل إلى غريزة تدمير لا وظيفة لها عسكرياً. التوثيقات البصرية لجنودٍ يرقصون بعد التفجير، أو يتلون صلوات توراتية قبل تسوية بيتٍ بالأرض، تشير إلى دوافع تتجاوز البعد الأمني. إذاً، الهدم ليس مجرد ضرورة عسكرية. فما الدوافع الأعمق. ثانياً: البعد الاقتصادي رغم أن المبرر العسكري هو الغطاء الرسمي لعمليات الهدم، فإن البعد الاقتصادي لا يمكن تجاهله كعامل مؤثر في تعميق هذه الظاهرة. كما أشار الصحافي الإسرائيلي أوديد شالوم في مقاله المنشور في صحيفة 'يديعوت أحرونوت' بتاريخ 23 تموز/يوليو 2025، تتحوّل عمليات الهدم إلى مشروع اقتصادي واسع تشارك فيه شركات خاصة مرتبطة مباشرة بوزارة الدفاع الإسرائيلية، وتشغّل سائقي جرافات يتقاضون أجوراً تتراوح بين 2,500 و5,000 شيكل يومياً. كما أظهر التقرير أن بعض المشغلين يحققون أرباحاً صافية تصل إلى 30 ألف شيكل شهرياً. هدم آلاف المنازل وتحويله إلى 'مشروع اقتصادي' يضمن استمرار دوران عجلة التدمير ويخفف العبء المالي واللوجستي عن 'الجيش'، كما يشجع على التوسع في نطاق الهدم من دون توقف. فالربحية التي تحققها شركات المقاولات والأشخاص العاملون في تشغيل المعدات تدفع إلى استمرار هذه العمليات وتكثيفها. وبالتالي، يصبح الهدم ليس فقط وسيلة عسكرية بحتة بل نشاطاً اقتصادياً له مصالحه الخاصة، حيث يتم تجنيد القوى المدنية للمساهمة في عملية التدمير، ما يعزز من قدرة 'الجيش' على تنفيذ خططه الواسعة من دون قيود مالية أو لوجستية. ثالثاً: البعد الديني 'التوراتي' في الرواية الدينية الصهيونية، تشكّل غزة جزءاً من أرض 'اليشوع' التي يُفترض أن تُطهَّر من الغرباء. ويستند هذا الفهم إلى نصوصٍ توراتية حول 'المدن الفلسطينية الخمس' (غزة، أشدود، عسقلان، جت، وعقرون) والتي أُعطيت لبني إسرائيل بقيادة يشوع بن نون. هذه الرؤية يُعاد تفعيلها في كل مواجهة، وتبرز في خطاب الحاخامات والجنود المتدينين: حاخام مستوطنة 'يتسهار' وصف غزة بأنها 'المدينة التي يجب أن تُمحى عن وجه الأرض لأن الرب أمر يشوع بذلك ولم يُكمل المهمة'. حاخامات 'كريات أربع' أصدروا فتاوى ترى في كل بيتٍ في غزة 'ملكية مغتصبة' يجب تدميرها كي تُطهّر الأرض. بل وتجاوز الخطاب ذلك إلى وصف 'تدمير غزة' بأنه شرطٌ ضروري لـ'تسريع الخلاص الميسّياني'. وبالتالي، لا يُنظر إلى غزة كتهديد أمني فحسب، بل كـ'نجاسة قومية' يجب محوها، رمزاً وتاريخاً ووجوداً. اللافت أن العديد من سائقِي جرافات الـD9 (وهي الجرافات التي تُستخدم في تفجير وتدمير المنازل) ينتمون إلى التيار الصهيوني الديني، بعضهم يروّج لهدم غزة كـ'عملٍ تعبّدي'، ويربط بين قيادة الجرافة وتلاوة التوراة. ومن أبرز الأمثلة: 'أوفير زرابييف'، جندي احتياط، وحاخام من التيار الصهيوني الاستيطاني، تطوع لقيادة D9، اشتهر بتدمير المباني في رفح بينما يتلو التوراة بصوتٍ عالٍ عبر مكبر الصوت. انتشرت فيديوهاته بشكل واسع، حتى إن نتنياهو نفسه زاره في رفح وأشاد به واصفاً إياه بـ'بطل إسرائيل الجديد'. يعمل زرابييف ضمن شبكة غير رسمية تتكوّن من مجموعات دينية متطرفة تنشط في يتسهار، كريات أربع، وبؤر في الضفة الغربية، تقوم بتشجيع الشبان المتدينين على التجنّد في وحدات 'الهندسة القتالية'، وتحديداً كسائقي جرافات، بهدف 'تنفيذ الشريعة على أعداء الرب'، على غرار 'شبيبة التلال' الإرهابية في الضفة الغربية. وبذلك، حوّلت الصهيونية الدينية الجرافة (D9) من أداة عسكرية إلى رمزٍ ديني: آلة لتطبيق النبوءة. فمنذ انسحاب 2005، تحوّلت غزة في المخيال الصهيوني إلى رمزٍ للندم القومي. إذ يراها التيار الديني بمختلف مشاربه على أنها 'الأرض التي فُقدت بسبب ضعف القيادة'، وأن استعادتها الكاملة -بما فيها تدمير عمرانها وسكانها– شرطٌ لبناء 'الهيكل الثالث'. لذلك، فإن تدمير غزة يُقدَّم ضمنياً كـ: *. تكفيرٍ عن خطيئة الانسحاب. *. تمهيدٍ لاستعادة السيطرة الكاملة، ومنع قيام أي كيان سياسي فلسطيني. *. إعلان عن العودة إلى الجذور التوراتية للدولة. إن مشهد الدمار، من منظورهم، هو بالضبط 'مشهد الولادة الجديدة لإسرائيل الحقيقية'، وليس مجرد عملية حربية. الأمر الذي يفسر مشاهد الرقص على أنقاض البيوت، أو الضحك عند تفجير مسجد، أو تصوير الجنود وهم يرقصون ويغنّون 'أُمرنا بمحو عماليق'، لأن الذهنية العقائدية المتجذّرة، لا ترى في الفلسطيني خصماً عسكرياً بل 'عدواً دينياً'، وتحوّلت الحرب إلى طقسٍ ديني، لا إلى مواجهة بين جيشَين، وبالتالي فقدان للحدود الأخلاقية، لأن تدمير العدو في هذه الحالة 'عبادة'، لا جريمة. هذا التداخل بين الهدم والعبادة هو جوهر الفهم الديني لهدم غزة، وهو ما يجعل الحرب الحالية تختلف عن الحروب السابقة: إنها ليست فقط حرباً لإسكات المقاومة، بل هي 'حربُ تطهيرٍ لاهوتي' في نظر العديد من الجنود والمحرّضين. إن ما يجري في غزة من هدم وتفجير وتسويةٍ للأحياء السكنية ليس استثناءً ظرفياً، ولا خطأ في تقديرٍ عسكري، بل هو سياسة مُمنهجة تتغذّى على رؤيةٍ دينيةٍ توراتية، وتُنفَّذ بأدواتٍ عسكرية يُعاد تعريفها كمقدّسات، وبذلك يتحوّل تدمير غزة إلى فعلٍ طبيعي، بل إلى لحظة 'إشراق روحي' في المخيال الإسرائيلي الديني. تمضي 'إسرائيل' بكل أذرعها—الدينية والعسكرية والاقتصادية— في مشروعها ضد غزة، مشروع في كل ساعة يقضم العمران في غزة ويقتل السكان، ويحوّل غزة إلى فراغٍ لا يهدد الرواية الصهيونية ولا يذكّر العالم بجرائمه. ومع الأسف، الوقت يلعب لمصلحة الإسرائيلي في ظل غياب رادع دولي وعربي، وتواطؤ الولايات المتحدة الأميركية وشراكتها معها، لذا إن أعظم انتصار يمكن أن يُنتزع من بين أنياب هذا المشروع التدميري، هو أن يبقى الفلسطيني في غزة. كل تنازل سياسي يمكن ترميمه، وكل مكسب يمكن تعويضه، إلا التهجير؛ فهو استسلام تاريخي كامل. وعلى الجميع أن يدرك أن وقف الحرب – بأي ثمن – هو الواجب الأول، لأن بقاء الناس هو هزيمة استراتيجية للمخطط الصهيوني ذاته، ولأن المعركة اليوم لم تعد على شروط اليوم التالي، بل على من سيبقى ليشهد اليوم التالي. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حسن لافي


المشهد اليمني الأول
منذ 2 ساعات
- المشهد اليمني الأول
ترامب: "دول الخليج" في قلب أخطر مخطط "أمريكي إسرائيلي" لتصفية المقاومة
كشف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اليوم السبت، مخطط كانت تشارك فيه دول عربية وخليجية ويهدف للإيقاع بالمقاومة في غزة. يتزامن ذلك مع إعلانه الانسحاب رسميا من المفاوضات. وارجع ترامب رفض حماس اتفاق جديد إلى ما اعتبره ادراكها بالذي ينتظرها بعد اطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في إشارة إلى ان المخطط كان يتضمن تصعيد الحرب على القطاع بدلا عن وقفها وأكد ترامب، في تصريحات رسمية من البيت الأبيض، أن حماس 'فهمت الرسالة' ورفضت التوقيع على الاتفاق بعدما تبين أن إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين كان سيمهّد لتصعيد عسكري أعنف، لا لوقف القتال. وأضاف: 'كانت هناك خطة واضحة، وكان يجب إنهاء المهمة، لا تعليقها'. هذا التصريح فُسّر سياسيًا بأنه منحٌ مباشر لضوء أخضر لإسرائيل لمواصلة جرائم الإبادة الجماعية في القطاع المحاصر. وجاءت تصريحات ترامب متزامنة مع انسحاب الوفدين الأمريكي والإسرائيلي رسميًا من مفاوضات الدوحة، في إعلانٍ صريح عن انهيار المسار الدبلوماسي وبدء مرحلة تصعيد عسكري مفتوح. ترامب، الذي قدّم نفسه 'عرّابًا للحسم'، وجّه تعليمات واضحة لإنهاء 'المهمة' في غزة، مانحًا الاحتلال ضوءًا أخضر لمواصلة المجازر، ومتوعدًا بموجة جديدة من العنف تحت غطاء 'استراتيجية شاملة' تُدرس في واشنطن وتل أبيب. مصادر أمريكية و'إسرائيلية' كشفت عن تفاصيل تلك الخطة، مشيرة إلى أنها تتضمن اغتيالات لقادة المقاومة في الخارج، وتشديد الحصار، وتكثيف الضربات الجوية على ما تبقى من البنية التحتية في غزة، في سيناريو يبدو أنه تم التوافق عليه خلف الكواليس مع عواصم خليجية بارزة، كانت تراهن على تمرير الاتفاق تحت ضغط المجاعة ووطأة الحصار. وفيما انكشف الغطاء عن الدور الخليجي في تمرير المخطط، تشهد الساحة الخليجية حملة قمع غير مسبوقة استهدفت أصواتًا تضامنية مع غزة. ففي السعودية، اعتقلت السلطات معتمرًا مصريًا دعا على الملأ في الحرم المكي بـ'تفريج الهم عن أهل غزة'، ولا يزال مصيره مجهولًا. أما في البحرين، فقد جرى توقيف أربعة مواطنين احتجوا أمام سفارة الاحتلال تضامنًا مع المدنيين في القطاع المحاصر. التحركات القمعية في العواصم الخليجية ترافقت مع موجة سخط شعبي متنامية، خاصة مع تفاقم المجاعة في غزة، وورود تقارير عن تجويع أكثر من 100 ألف طفل، وارتفاع أعداد الوفيات نتيجة الحصار. هذه الممارسات الخليجية، التي تتزامن مع تزايد أعداد ضحايا المجاعة وانهيار القطاع الصحي في غزة، تعكس ــ بحسب مراقبين ــ شراكة ضمنية في الحصار، تهدف إلى تطويع الوجدان العربي لصالح مشروع صهيوني أكبر يقوم على التهجير والإبادة. وبحسب متابعين، فإن الولايات المتحدة، التي سبق أن أطلقت سراح أسراها في صفقات غير مكتملة، دون الوفاء بالتزاماتها تجاه إدخال المساعدات أو التهدئة، تسعى لتكرار ذات السيناريو مع غطاء عربي ــ خليجي، لا يعكس سوى تواطؤًا تاريخيًا ضد حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال. وتتهم أوساط سياسية وحقوقية الإدارة الأمريكية بقيادة ترامب باستخدام الدول الخليجية كورقة ضغط على المقاومة، عبر الترويج لـ'صفقة وهمية' لا تتضمن أي ضمانات بوقف الحرب، بل تسعى لتكرار سيناريو إطلاق سراح الأسرى مقابل لا شيء، كما حصل مع الجندي الأمريكي ألكسندر عيدان سابقًا. وفيما تغرق غزة في الظلام والدم، وتواصل الأمهات إرضاع أطفالهن الماء بدل الحليب، تقف الأنظمة العربية ــ وفي مقدمتها الخليجية ــ في خانة المتفرج الصامت أو الشريك المتواطئ، بينما يُرسم مستقبل فلسطين بأقلام القتل والحصار، لا بالدبلوماسية أو 'الوساطات'.


وكالة الصحافة اليمنية
منذ 2 ساعات
- وكالة الصحافة اليمنية
برلماني إيطالي يتهم حكومة بلاده بالتواطؤ في 'إبادة' غزة ويدعو لتحالف عالمي من أجل فلسطين
وجه البرلماني الإيطالي أنجيلو بونيلي اتهامًا صريحًا للحكومة الإيطالية وعدة حكومات غربية بـالتواطؤ في ما وصفه بـ'جرائم الحرب والإبادة الجماعية' التي ترتكبها 'إسرائيل' ضد الشعب الفلسطيني. جاء ذلك خلال كلمته أمام المؤتمر العالمي التضامني مع فلسطين في لندن يوم السبت، حيث شدد بونيلي على أن الأحداث في غزة والضفة الغربية 'تضعنا أمام اختبار أخلاقي وإنساني لا يمكن التهرب منه'. وندد بونيلي بـ'الازدواجية الفاضحة في المعايير' التي يتبناها الغرب، مشيرًا إلى العقوبات التي فرضت على روسيا لانتهاكها القانون الدولي، بينما 'يصمت الغرب، بل ويهاجم من يتضامن مع الضحايا' عندما يتعلق الأمر بـ'المجازر بحق المدنيين في فلسطين'. وكشف بونيلي أن الحكومة الإيطالية رفضت مرارًا مقترحات تقدمت بها المعارضة في البرلمان لإلغاء الاتفاقيات العسكرية مع 'إسرائيل' والاعتراف بدولة فلسطين. واستنكر مزاعم رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني بأن الاتفاق العسكري وسيلة للحوار، متسائلاً: 'كيف يكون تصدير السلاح وسيلة للحوار؟'. وفي إدانة خطيرة، أفصح بونيلي عن نتائج تحقيق مستقل في إيطاليا أظهر أن الحكومة الإيطالية صدّرت لـ'إسرائيل' ستة أطنان من نترات الأمونيوم، وهي مادة أساسية في صناعة المتفجرات، وذلك بين نوفمبر 2023 ومارس 2025. روى بونيلي خلال كلمته موقفًا مؤثرًا من زيارته لمستشفى فلسطيني في القاهرة، حيث التقى بطفل من غزة فقد ساقه جراء القصف الإسرائيلي، وبصوت مفعم بالأسى، قال بونيلي: 'عندما دخلت الغرفة، كانت الأم تحتضن طفلها البالغ من العمر أربع سنوات، والطفل يصرخ: 'أمي، أين ساقي؟ أريد ساقي'. لن أنسى دموع تلك الأم أبدًا، شعرت حينها بأنني إنسان صغير جدًا، عاجز أمام هذه الكارثة الإنسانية'. كما تطرق البرلماني الإيطالي إلى زيارته للضفة الغربية قبل ثلاثة أشهر، حيث شهد 'عمليات الاستيطان العنيف وهدم منازل الفلسطينيين'، معتبرًا أن 'الهدف الإسرائيلي هو ترحيل الفلسطينيين من أراضيهم وفرض تسوية دائمة تقوم على طردهم من الضفة وغزة'. وحذر بونيلي من أن العالم 'يعيش لحظة تاريخية خطيرة تهدد مصداقية المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة ومحكمة الجنايات الدولية'، مشيرًا إلى أن تقرير المقررة الخاصة للأمم المتحدة فرانشيسكا ألبانيزي 'أُدين فقط لأنها قالت الحقيقة عن الإبادة'، واختتم تحذيره بالقول: 'العالم يُعاد تشكيله الآن على أساس القوة العسكرية، وهذا الجنون سيجلب الحروب والفقر'. وفي ختام كلمته، دعا بونيلي بوضوح إلى 'الوقوف في الجانب الصحيح من التاريخ، أن نقف مع فلسطين الحرة، وأن نبني تحالفًا عالميًا من أجل فلسطين، ومن أجل الإنسانية'.