logo
ألاسكا... قمة صانع الصفقات ورجل المخابرات

ألاسكا... قمة صانع الصفقات ورجل المخابرات

الشرق الأوسطمنذ 4 ساعات
لكلٍّ سمةٌ مميزةٌ، ومع ذلك فهناك تقاطعاتٌ ومشتركاتٌ كثيرة. الرئيس ترمب يفضل لقبَ صانع الصفقات. لا يهم كيف تكون الصفقة ومن الطرف الآخر، المهم أن تكون في صالح مجد بلاده، ورصيداً شخصياً يدعم رغبة دفينة لنيل لقب صانع السلام. الرئيس بوتين؛ الأصل رجل مخابرات، والامتداد رئيس روسيا؛ انتشلها من أصعب الأوقات بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وصعد بها قليلاً وأعاد تموضعها العالمي، وأكسبها قدراً من الاحترام لدى كثير من الدول، وقدراً من العداء لدى الغرب المتوجس من روسيا دائماً. ولكنه يعاني وبلاده كثيراً من عواقب العملية العسكرية في أوكرانيا، التي لا يعرف أحد كيف ومتى تنتهي.
قمة ألاسكا وصفت خطوةً من أجل البحث عن حل لتلك المعضلة في صيغة صفقة بين رجلين أحدهما يرغب في أن يحقق حلمه الأكبر؛ جائزة نوبل للسلام. والثاني يبحث عن مخرج من حرب مفتوحة وعقوبات قاسية وعزلة دولية، ولكن دون أن يتخلى عن المكاسب الإقليمية التي حققها في الأراضى الأوكرانية، فضلاً عن ضمانات أخرى مكتوبة وموثقة بوقف تمدد «الناتو» صوب حدود بلده، والمهم أيضاً تخفيف العقوبات الاقتصادية ولو تدريجياً، ووصولاً إلى رفعها كلياً.
الرمزيات في قمة ألاسكا كانت كثيرة، وعبرت عن الأسلوب الذي أراد كل طرف أن يوثقه رسالةً عملية. ترمب من جانبه عبر عن قوة أميركا العسكرية؛ طائرات الشبح تحوم لحظة استقبال الضيف، وخلفية اللقطة الرئيسية الأولى عدد كبير من الطائرات المقاتلة حديثة الصنع. ألاسكا نفسها رمزية تاريخية عن قطعة من الأرض تم التنازل عنها بمقابل مادي، فلمَ لا تتنازل أوكرانيا عن بعض أراضيها مقابل ضمانات أمنية مثلاً!؟
بوتين من جانبه قال: «صباح الخير يا جاري»، الجيرة هنا رسالة بأن يتواصل الطرفان إلى حل ما بينهما من مشكلات، لا أن يتعاركا أو يعاقب طرف الطرف الآخر. قيام بوتين بزيارة ضريح الطيارين السوفيات الذين شاركوا في عملية أميركية - سوفياتية قبل ثمانية عقود لمواجهة عدو مشترك (ألمانيا النازية)، لا يخلو من معنى كبير ركز عليه بوتين في كلمته الأخيرة أمام الصحافيين، فثمة إرث مشترك بين البلدين مُعبد بالدماء المشتركة، فلمَ لا نعيد البناء عليه، وننظر للمستقبل برؤية غير تلك السائدة الآن؟
أمام الصحافيين، الذين استفاضوا قبل القمة في وضع تصورات، عن المدة الزمنية الممتدة للمباحثات، وعن قدرة ترمب في انتزاع موافقة بوتين على إعلان وقف إطلاق النار، كما دعا إلى ذلك قادة أوروبا حلفاء الرئيس زيلينسكي، وهؤلاء الذين أفاضوا في المغريات الاقتصادية التي قد يقدمها ترمب لبوتين، لم يجدوا أياً من تلك الأمنيات في كلمة بوتين، أو تعليق ترمب الأخير. المؤكد هنا أن خيبة الأمل كانت كبيرة، ما دفع كثيرين إلى تصوير الأمر على أنه فشل لترمب وانتصار معنوي لبوتين. وكلا الأمرين بعيد تماماً عما حملته كلمات الرئيسين من أمور تم التباحث حولها. صحيح لم تصل إلى اتفاق كامل، ولكن الطرفين لمّحا إلى نقاط اتُفق عليها، وبقيت أخرى تحتاج إلى قرارات من قبل أصحابها؛ زيلينسكي والأوروبيين. وهو ما أكده لاحقاً ترمب في حواره التلفزيوني مع قناة «فوكس». الاستنتاج هنا بسيط ولكنه جوهري. فثمة أمور اتفق عليها ترمب وبوتين، بعضها يتعلق بأوكرانيا، و«الناتو»، والضمانات التي ستقدم لأوكرانيا بعد قبول مطالب روسيا المتعلقة بأمنها القومي غير القابلة للتصرف، ولو في خطوط عريضة. والأكثر يتعلق بالعلاقات الثنائية، والتي بدورها سوف تشهد لقاءات بين مسؤولين من الجانبين، تمهد لتطبيع العلاقات، وبحث آفاق الاستثمارات المتبادلة، ورفع العقوبات تدريجياً، وكذلك معاهدة «نيو ستارت» الخاصة بالقدرات النووية للبلدين التي تعد أحد أعمدة الأمن العالمي. كلمة الرئيس بوتين تؤكد هذا الاستنتاج، والذي تدعمه الدعوة العابرة حول إمكانية عقد لقاء ثانٍ قريب بين الرئيسيْن في موسكو، والتي استقبلها ترمب باحتمال الحدوث رغم ما قد يتعرض له من انتقادات.
ستشهد الأيام المقبلة كيف سيتحرك الأوروبيون ورئيس أوكرانيا في ضوء المعلومات التي قدمها لهم الرئيس ترمب، والذي نصح أيضاً زيلينسكي بأن يعقد صفقة عن طيب خاطر توفر على بلاده كثيراً من المعاناة؛ اقتصادياً وإنسانياً وأمنياً، مع إشارة واضحة في لقاء قناة «فوكس»، إلى إعداد لقاء ثلاثي يجمع بوتين وزيلينسكي وترمب، فضلاً عن دعوة قادة أوروبا و«الناتو»، لبحث ملامح الصفقة المحتملة لوقف الحرب بأسس مستدامة. إشارات الرئيس بوتين بشأن الأصول المشتركة للشعبين الروسي والأوكراني، تفسر جزئياً اقتناع الرئيس ترمب بأن نظيره الروسي قادر على التوصل إلى اتفاق شامل، وليس مجرد وقف إطلاق النار، يوفر الأمن لبلاده ولكل القارة الأوروبية.
وعلى الرغم من تضارب التقييمات، فقمة ألاسكا تُعد بداية نحو نمط أقل عدوانية، يسعى لتفكيك أعقد المشكلات بين قوتين، وإن اختلفتا في القدرات الاقتصادية والنفوذ السياسي العالمي، فإن كونهما الأكبر من حيث امتلاك الرؤوس النووية والقدرات الصاروخية المدمرة، يجعل لتلك البداية قيمة تاريخية كبرى.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مكاسب محدودة للأسهم الآسيوية وسط ترقب لاجتماع ترمب وزيلينسكي
مكاسب محدودة للأسهم الآسيوية وسط ترقب لاجتماع ترمب وزيلينسكي

الشرق للأعمال

timeمنذ 25 دقائق

  • الشرق للأعمال

مكاسب محدودة للأسهم الآسيوية وسط ترقب لاجتماع ترمب وزيلينسكي

سجلت الأسهم الآسيوية مكاسب محدودة مع ترقب المستثمرين لمحادثات الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بحثاً عن اتجاه واضح قبل زيادة انكشافهم على الأسهم. ارتفعت معظم المؤشرات في آسيا والمحيط الهادئ، فيما تراجعت أسهم كوريا الجنوبية وشركات الرقائق مثل "تايوان لأشباه الموصلات" و"سامسونغ". وصعدت العقود الآجلة للأسهم الأميركية والأوروبية في التداولات الآسيوية بنسبة 0.2%. تذبذبت أسعار النفط بعد أن انتهت قمة أميركية روسية يوم الجمعة من دون تصعيد جيوسياسي، مما هدأ المخاوف من تعطل الإمدادات. مؤشر الدولار لم يشهد تغيراً يُذكر، فيما ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأميركية بشكل طفيف مع تراجع العائد على السندات لأجل 10 سنوات نحو نقطة أساس واحدة إلى 4.31%. كما صعد الذهب بنسبة 0.3%. قمة جاكسون هول تحت الأنظار أيضاً يتجه اهتمام المستثمرين إلى محادثات ترمب وزيلينسكي في واشنطن لمعرفة المسار التالي للأسواق بعد انتهاء القمة الأميركية الروسية من دون فرض عقوبات جديدة على موسكو أو مشتري نفطها. كما يحافظ المتعاملون على الحذر قبل الاجتماع السنوي لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في "جاكسون هول"، حيث ينتظر أن يقدم رئيسه جيروم باول توجيهات بشأن خفض الفائدة في سبتمبر بعد البيانات الأميركية الأخيرة. وقال جوردان روتشستر، رئيس استراتيجية الاقتصاد الكلي لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في "ميزوهو كورب" إن "التوقعات كانت منخفضة أصلاً قبل قمة ترمب بوتين، ورد فعل السوق سيكون محدوداً، لأن الكثير يعتمد على استعداد أوكرانيا لقبول شروط روسيا". وأضاف: "لكن الأمل يظل عاملاً قوياً، وهذه النتيجة ستبقي الاتجاه الصعودي البطيء في معنويات المخاطرة قائماً". قلق أوكراني وحذر أوروبي من المقرر أن يصل زيلينسكي وحلفاؤه الأوروبيون إلى واشنطن يوم الإثنين لمعرفة ما الذي التزم به ترمب خلال قمته مع بوتين، وسط مخاوف من أن يجبر كييف على تقديم تنازلات غير مقبولة. وأوضح شخص مطلع أن الولايات المتحدة ستركز على التنازلات الإقليمية التي تطالب بها روسيا، فيما ستسعى كييف إلى الحصول على ضمانات أمنية. وكتب كريس ويستون، رئيس الأبحاث في "بيبرستون غروب" في ملبورن أن "توقعات السوق لأي مفاجأة إيجابية تظل منخفضة للغاية". وقالت هيليما كروفت رئيسة استراتيجية السلع في "آر بي سي كابيتال ماركتس": "النتيجة النهائية من قمة الجمعة هي استمرار الوضع كما هو، والأنظار قد تتحول مجدداً إلى الهند والصين مع سعي الولايات المتحدة لإيجاد طرق جديدة لتقييد عائدات النفط الروسية"، مضيفة أن ترمب يبدو أنه يضع على الرف أي عقوبات إضافية أو رسوم ثانوية على الطاقة. وول ستريت ومخاوف الاستهلاك الأميركي يوم الجمعة، تراجعت الأسهم الأميركية من مستويات قياسية بعد بيانات متباينة حول ثقة المستهلكين في الاقتصاد. كما أنهت سندات الخزانة الأسبوع على انخفاض قبيل اجتماع جاكسون هول في وايومنغ. ويُنظر إلى خطاب باول يوم الجمعة المقبل في الاجتماع السنوي للبنك المركزي كمرحلة حاسمة لسوق السندات، حيث يُسعّر المستثمرون خفضاً بمقدار ربع نقطة في سبتمبر باعتباره شبه مؤكد، مع احتمال خفض آخر على الأقل بنهاية العام. ما يقوله استراتيجيو "بلومبرغ"؟ كتب المحللون بقيادة ماري نيكولا أن المستثمرين سيراقبون تصريحات باول في جاكسون هول لتأكيد أن خفض الفائدة الأميركية بات قريباً. وأضافت: "يجري تسعير خطوة في سبتمبر بالكامل تقريباً، فيما تظل الظروف المالية الأكثر مرونة في الولايات المتحدة محركاً رئيسياً لمكاسب الأصول عالية المخاطر حول العالم"، وتابعت: "الأسواق تتطلع لتأكيد أن التيسير النقدي قادم عاجلاً وليس آجلاً". عوامل إضافية في آسيا في غضون ذلك، ارتفعت حيازات المستثمرين الأجانب من سندات الخزانة الأميركية إلى مستوى قياسي في يونيو، ما يعكس استمرار الطلب الخارجي على الدين الحكومي الأميركي، حتى مع تراجع الدولار الذي أثار المخاوف بشأن الإقبال على الأصول الأميركية. هذا الأسبوع، سيراقب المستثمرون بيانات التضخم اليابانية لمعرفة ما إذا كان بنك اليابان سيرفع أسعار الفائدة مرة أخرى هذا العام. كما ستركز الأنظار على معدلات الفائدة الأساسية على القروض في الصين، وسط توقعات بمزيد من الحوافز من بكين لمواجهة تداعيات حرب ترمب التجارية.

ترمب: يوم كبير في البيت الأبيض وإنهاء الحرب "على الفور" بيد زيلينسكي
ترمب: يوم كبير في البيت الأبيض وإنهاء الحرب "على الفور" بيد زيلينسكي

Independent عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • Independent عربية

ترمب: يوم كبير في البيت الأبيض وإنهاء الحرب "على الفور" بيد زيلينسكي

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في وقت مبكر الإثنين، إن اليوم سيكون "كبيراً" في البيت البيض، الذي سيستضيف عدداً من القادة الأوروبيين لبحث سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا. وفي سلسلة تغريدات على منصته "تروث سوشال"، أوضح ترمب: "يوم كبير في البيت الأبيض. لم يسبق أن استقبلنا هذا العدد من القادة الأوروبيين في آن واحد. شرف عظيم لي أن أستضيفهم!". وأضاف: "ستقول الأخبار الكاذبة إن استضافة هذا العدد من القادة الأوروبيين العظماء في بيتنا الأبيض الجميل خسارة كبيرة للرئيس ترمب. في الحقيقة، إنه لشرف عظيم لأميركا". وتابع: "قبل عام، كانت الولايات المتحدة دولة شبه ميتة. أما الآن، فنحن محط حسد الجميع. يا للفرق الذي يمكنه أن يحدثه رئيس". وبشأن الحرب في أوكرانيا، ذكر ترمب: "بإمكان زيلينسكي، رئيس أوكرانيا، إنهاء الحرب مع روسيا على الفور تقريباً، إن أراد، أو مواصلة القتال". وأشار إلى أن استعادة أوكرانيا لشبه جزيرة القرم والانضمام إلى حلف شمال الأطلسي هما أمران غير مطروحين على الطاولة ضمن أي تسوية محتملة. وفي وقت سابق، أعلن الرئيس الأميركي عن إحراز "تقدم كبير" بشأن روسيا، بعد يومين من قمة عقدها مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا بهدف بحث سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا. وكتب ترمب على "تروث سوشال" "تقدم كبير حول روسيا. ترقبوا الأخبار!"، من دون أن يورد مزيداً من التفاصيل، لكن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو حذر من "تداعيات" تشمل إمكان فرض عقوبات جديدة على روسيا، في حال عدم التوصل إلى اتفاق سلام. موسكو تحتاج إلى ضمانات أمنية من جانبه، قال ميخائيل أوليانوف، مبعوث روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا، إن روسيا توافق على أن أي اتفاق سلام مستقبلي بشأن أوكرانيا يتعين أن يوفر ضمانات أمنية لكييف، لكن موسكو تحتاج أيضاً إلى ضمانات أمنية موثوقة. وقال أوليانوف على موقع إكس "يؤكد عدد من قادة دول الاتحاد الأوروبي على أن اتفاق السلام المستقبلي يجب أن يوفر تأكيدات أو ضمانات أمنية موثوقة لأوكرانيا". وأضاف "روسيا توافق على ذلك. لكن من حقها أن تتوقع بنفس القدر أن تحصل أيضاً على ضمانات أمنية فعالة". Many leaders of #EU states emphasise that a future peace agreement should provide reliable security assurances or guarantees for Ukraine. Russia agrees with that. But it has equal right to expect that Moscow will also get efficient security guarantees. What the West has to… — Mikhail Ulyanov (@Amb_Ulyanov) August 17, 2025 وحدة الأوروبية التف القادة الأوروبيون الأحد حول الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي سيرافقونه اليوم الإثنين إلى البيت الأبيض، بعد قمة بين الرئيسين الأميركي والروسي لم تصدر عنها أي خلاصة بشأن الحرب في أوكرانيا. وأعلن حلفاء كييف الأوروبيون أنهم سيرافقون زيلينسكي إلى واشنطن، قبيل عقدهم مؤتمراً عبر الفيديو لـ"تحالف الراغبين" المؤلف من داعمي أوكرانيا لبحث مسألة الضمانات الأمنية لكييف والخطوط العريضة لاتفاق سلام محتمل. وسيكون الاجتماع في واشنطن الإثنين مع الرئيس الأميركي، الأول من نوعه منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، وقد جاء نتيجة المحادثات الدبلوماسية المكثفة. وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني والأمين العام للحلف الأطلسي مارك روته أنهم سيكونون حاضرين في واشنطن. ورحب الرئيس الأوكراني بهذه "الوحدة" الأوروبية خلال مؤتمر صحافي في بروكسل، مضيفاً أنه لا يعرف "بالتحديد" ما ناقشه الرئيسان الروسي والأميركي خلال قمتها التي عقدت في ألاسكا الجمعة. وأكد المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف الأحد أن روسيا قدمت "بعض التنازلات" بشأن خمس مناطق أوكرانية، في إشارة إلى خيرسون وزابوريجيا ودونيتسك ولوغانسك إضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) الضمانات الأمنية في أعقاب اجتماع "تحالف الراغبين" الأحد، انتقد ماكرون نظيره الروسي معتبراً أنه "لا يريد السلام" مع أوكرانيا بل يريد "استسلامها". وأكد الرئيس الفرنسي أنه "لا يمكن إجراء مناقشات بشأن الأراضي الأوكرانية بدون الأوكرانيين"، مطالباً بدعوة الأوروبيين إلى أي قمة مقبلة بشأن أوكرانيا. وفي ما يتعلق باجتماع الإثنين، قال ماكرون إن "رغبتنا هي تشكيل جبهة موحدة بين الأوروبيين والأوكرانيين"، وسؤال الأميركيين "إلى أي مدى" هم مستعدون للمساهمة في الضمانات الأمنية لأوكرانيا. فون دير لايين وزيلينسكي خلال مؤتمر عبر الفيديو مع ماكرون في إطار ما يعرف بـ"تحالف الراغبين" (أ ف ب) ورحبت فون دير لايين "بعزم الرئيس ترمب على توفير ضمانات أمنية مشابهة للمادة الخامسة" من معاهدة الناتو لأوكرانيا، مشددة على وجوب أن تتمكن كييف من الحفاظ على وحدة أراضيها. كما رحب زيلينسكي بقرار الولايات المتحدة بشأن الضمانات الأمنية. المادة الخامسة عند عودته من ألاسكا، أشار ترمب إلى إمكانية تقديم ضمانات مستوحاة من المادة الخامسة من معاهدة الناتو، ولكن من دون منح أوكرانيا عضوية في الحلف، وهو أمر تعتبره موسكو تهديداً وجودياً. من جانبها، دعت ميلوني إلى العمل على تحديد "بند أمن جماعي يسمح لأوكرانيا بالحصول على دعم جميع شركائها، بمن فيهم الولايات المتحدة، ليكونوا مستعدين للتحرك إذا تعرضت للهجوم مجدداً". ويأتي هذا الحراك الدبلوماسي بعد قمة ألاسكا التي لم تفض إلى أي اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا ولا إلى فرض عقوبات جديدة على موسكو، بل أتاحت لبوتين العودة إلى الساحة الدولية بعدما سعت الدول الغربية إلى عزله بعد بدء الهجوم أوكرانيا عام 2022. وكان زيلينسكي وحلفاؤه الأوروبيون يدعون إلى وقف إطلاق نار يسبق تسوية للنزاع، لكن ترمب أوضح بعد محادثاته مع بوتين أن جهوده باتت تركز على بلورة اتفاق سلام لم يحدد معالمه، غير أنه يعتزم كشف تفاصيل عنه الإثنين عند استقباله القادة الأوروبيين. مقترح روسي يؤيد ترمب أيضاً مقترحاً قدمته روسيا يقضي بتعزيز وجودها في شرق أوكرانيا، وفق ما علمت وكالة الصحافة الفرنسية من مسؤول مطلع على المحادثات الهاتفية التي جرت السبت بين ترمب وقادة أوروبيين. وقال المصدر المطلع إن بوتين "يطالب بحكم الأمر الواقع بأن تغادر أوكرانيا دونباس" التي تضم منطقتي دونيتسك ولوغانسك في شرق أوكرانيا. كما يعرض الرئيس الروسي تجميد الجبهة في منطقتي خيرسون وزابوريجيا (جنوب). وبعد أشهر من بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، أعلنت روسيا في سبتمبر (أيلول) 2022 ضم هذه المناطق الأربع الأوكرانية، ولو أن قواتها لا تسيطر عليها بالكامل حتى الآن. لكن زيلينسكي يرفض التنازل عن أي أراض، مؤكداً أن دستور بلاده يحول دون ذلك. قمة ثلاثية لمح الرئيس الأميركي إلى إمكان عقد قمة ثلاثية مع بوتين وزيلينسكي إذا "سارت الأمور على ما يرام" خلال استقباله الرئيس الأوكراني، بعد لقاء عاصف في وقت سابق هذه السنة، قام خلاله ترمب ونائبه جاي دي فانس بتوبيخه أمام الصحافيين، في مشهد أثار صدمة في العالم ولا سيما بين الحلفاء الأوروبيين. وقالت فون دير لايين الأحد إن قمة ثلاثية يجب عقدها "في أسرع وقت ممكن". لكن زيلينسكي أبدى تشاؤماً مؤكداً "في هذه المرحلة، لا يتوافر أي مؤشر من جانب روسيا إلى أن القمة الثلاثية ستعقد". وبعد ثلاث سنوات ونصف سنة من النزاع الأكثر دموية على الأراضي الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، باتت القوات الروسية تحتل نحو 20 في المئة من أراضي أوكرانيا من ضمنها منطقة لوغانسك بصورة شبه تامة وقسم كبير من منطقة دونيتسك حيث تسارع تقدمها أخيراً. أما زابوريجيا وخيرسون، فلا تزال كييف تسيطر على مدنهما الرئيسية. ميدانياً، تواصلت الهجمات بين البلدين مع شن كييف وموسكو ليل السبت الأحد هجمات بطائرات مسيرة أوقعت عدة قتلى.

ترمب يستبعد استرجاع أوكرانيا للقرم: بإمكان زيلينسكي إنهاء الحرب الآن
ترمب يستبعد استرجاع أوكرانيا للقرم: بإمكان زيلينسكي إنهاء الحرب الآن

الشرق السعودية

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق السعودية

ترمب يستبعد استرجاع أوكرانيا للقرم: بإمكان زيلينسكي إنهاء الحرب الآن

استبعد الرئيس الأميركي دونالد ترمب استرجاع أوكرانيا لشبه جزيرة القرم من روسيا، معتبراً أن بإمكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنهاء الحرب "الآن" إذا أراد ذلك. وقال ترمب إنه "لا عودة للخلف" بشأن مسألة شبه جزيرة القرم، متهماً الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما بـ"منحها إلى روسيا قبل نحو 12 عاماً من دون إطلاق رصاصة واحدة". واعتبر ترمب أن الرئيس الأوكراني بإمكانه أن ينهي الحرب مع روسيا "تقريباً الآن إذا أراد ذلك، أو يمكنه مواصلة القتال"، مجدداً التأكيد على أن كييف لن تنضم إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو". وأضاف ترمب: "بعض الأمور لن تتغير أبداً"، في إشارة إلى مسألتي شبه جزيرة القرم وانضمام أوكرانيا إلى "الناتو". ويستضيف ترمب، الاثنين، زيلينسكي وقادة أوروبيين في مباحثات حاسمة بشأن الحرب بين روسيا أوكرانيا. وأضاف ترمب في منشور آخر: " يوم كبير في البيت الأبيض (الاثنين)، لم يحدث أن اجتمع هذا العدد الكبير من القادة الأوروبيين في وقت واحد من قبل". أوروبا قبل لقاء ترمب: جبهتنا موحدة وفي وقت سابق، الأحد، قال بيان صادر عن اجتماع مجموعة من قادة "تحالف الراغبين" بشأن أوكرانيا، إن التحالف سيؤدي دوراً في الضمانات الأمنية المقدمة لكييف من خلال قوة متعددة الجنسيات، وذلك ضمن الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب والتوصل إلى سلام دائم قبيل لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاثنين في واشنطن. وأضاف البيان أن القادة أكدوا دعمهم المستمر لأوكرانيا، وأشادوا برغبة الرئيس فولوديمير زيلينسكي في تحقيق سلام عادل ودائم، وأشاروا إلى استعداد التحالف لنشر "قوة طمأنة" فور وقف القتال للمساعدة على تأمين المجال الجوي الأوكراني وحدودها البحرية. وأوضح بيان تحالف الراغبين أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، سيتوجهون إلى واشنطن. كما ستتوجه رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إلى واشنطن، وكذلك رئيس فنلندا ألكسندر ستوب ورئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، وأمين عام "الناتو" مارك روته.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store