
الأمم المتحدة تقلّص خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن وسط تراجع كبير في التمويل
يمنات
قلصت الأمم المتحدة خططها لتقديم الدعم الإنساني في اليمن خلال السنوات الأخيرة، كما تضاءل حجم الدعم الذي يقدمه المانحون الدوليون لهذا البلد بشكل كبير، خاصة خلال العامين الماضيين، الأمر الذي يهدد بعواقب جسيمة قد يتعرض لها السكان الأكثر ضعفاً في البلاد.
ويأتي ذلك رغم استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي لملايين اليمنيين.
وبعد أن كان حجم خطط الأمم المتحدة السنوية يتجاوز 4 مليارات دولار عام 2019 لتقديم الدعم لأكثر من 21 مليون شخص من أصل أكثر من 24 مليونا هم بحاجة للحصول على المساعدات، وضعت الخطة الأممية للعام الحالي في هدفها تقديم الدعم لـ10.5 ملايين شخص، بموازنة 2.5 مليار دولار. لكنها حتى منتصف العام، لم تتلق سوى 10.7 ملايين دولار من التمويل المطلوب من المانحين الدوليين.
وقال مكتب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن إن التراجع الكبير في التمويل أجبر المنظمة على صياغة خطة طارئة تركّز على الأولويات القصوى من أجل مواصلة إنقاذ الأرواح.
وأضاف المكتب في إجابة عن أسئلة من الجزيرة نت أن الخطة المعدّلة تدعو لتوفير مبلغ 1.4 مليار دولار للوصول إلى 8.8 ملايين شخص من الفئات الأشد ضعفًا، مقارنة بالخطة الأصلية التي استهدفت 11.2 مليون شخص بتمويل قدره 2.4 مليار دولار.
حجم الأزمة
قالت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية جويس مسويا إن أكثر من 17 مليون شخص في اليمن يعانون من جوع حاد، وهو ما يقارب نصف سكان البلاد، مشيرة إلى أن سوء التغذية يؤثر على 1.3 مليون حامل ومرضعة، إضافة إلى 2.3 مليون طفل دون سن الخامسة.
وأضافت مسويا في إحاطة خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن الوضع في اليمن الشهر الجاري أنه 'من دون دعم إنساني مستدام، قد ينتهي الأمر بنحو 6 ملايين شخص آخرين إلى مستويات طارئة من انعدام الأمن الغذائي '.
وكانت 116 وكالة بالأمم المتحدة ومنظمات إغاثية دولية ومحلية يمنية قالت -في بيان مشترك أصدرته في مايو/أيار الماضي- إن اليمنيين يواجهون 'ما يمكن أن يكون أصعب عام بالنسبة لهم حتى الآن'.
وقد انعكس استمرار الانقسام النقدي والتدهور الاقتصادي في اليمن على الوضع المعيشي لملايين الأشخاص الذين تأثروا بشكل مباشر بفقدان العملة المحلية في مناطق سيطرة الحكومة لأكثر من نصف قيمتها خلال عامين ونصف العام، مما أدى لارتفاع أسعار السلع ومشتقات الوقود، إذ زادت تكلفة سلة الغذاء بنسبة 33% خلال عام.
نقص المساعدات
ومع استمرار تخفيضات المانحين رغم تقليص الأمم المتحدة خطتها الطارئة في اليمن للعام الحالي، تحذر المنظمة الدولية من أنه إذا لم تلب المتطلبات التمويلية العاجلة فستدهور حالة الأمن الغذائي في جميع أنحاء اليمن، وسيعاني ما يقرب من 6 ملايين شخص إضافي من مستويات طارئة من انعدام الأمن الغذائي، كما سيفقد حوالي 400 ألف من صغار المزارعين الضعفاء مصدرهم الرئيسي للغذاء والدخل على الفور.
وأشارت الأمم المتحدة إلى أن جزءًا كبيرًا من النظام الصحي في اليمن سيقترب من الانهيار من دون التمويل اللازم، وسيتوقف 771 مرفقًا صحيًا عن العمل، مما يعني أن 6.9 ملايين شخص لن يتلقوا خدمات الرعاية الصحية الأولية والثانوية المنقذة للحياة، كما ستتعرض القدرة على الاستجابة لمنع تفشي الأمراض والأزمات البيئية لعراقيل صعبة، مما يؤدي إلى زيادة الأمراض والوفيات التي يمكن تجنبها.
وبدأت تأثيرات نقص تقديم المساعدات تظهر جليًا، وقال تقرير صادر عن 6 وكالات أممية ودولية إن أكثر من 88 ألف طفل دون سن الخامسة دخلوا المستشفيات نتيجة سوء التغذية الحاد الوخيم، خلال الفترة من يناير/كانون الثاني وحتى أبريل/نيسان من العام الجاري.
ويرى مدير مركز قرار للدراسات الإنسانية سليم خالد أن الأزمة الإنسانية في اليمن تُعد واحدة من أكثر الأزمات تعقيداً من حيث الحجم والمدة والتحديات التشغيلية، مشيراً إلى أن العملية الإنسانية تواجه تأثيرات مختلفة ومركبة على مستوى جميع القطاعات الرسمية والأهلية مع تراجع التمويل الدولي.
وقال خالد -في حديث للجزيرة نت- إن عدداً من المنظمات المحلية التي تعتمد على الشراكات والتمويل من المنظمات الدولية أغلقت أبوابها بسبب تراجع التمويل، مما يمثل ضربة قاسية للقدرة المحلية على الاستجابة للاحتياجات، ويقلل من الوصول إلى المناطق المتضررة.
وأشار مدير مركز قرار إلى أن التدخلات الإنسانية التي لا تشرف عليها وكالات الأمم المتحدة ليست أحسن حالاً، فقد شهدت كثير من المنظمات المحلية تقليصاً كبيراً في مشاريعها بسبب تراجع التمويلات القادمة من الجاليات اليمنية في الخارج أو من الهيئات الخيرية والإغاثية العربية.
ويتضح من خلال بيانات الأمم المتحدة أن نسبة تمويل العمليات الإنسانية في اليمن كانت مرتفعة خلال الأعوام الماضية التي كانت تشهد ذروة المعارك، إذ حصلت خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2019 على تمويل مرتفع بنسبة تقترب من 87% من أصل نحو 4.2 مليارات دولار طلبتها الأمم المتحدة.
وقال مكتب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية باليمن للجزيرة نت إن أبرز عوامل نقص التمويل قرار بعض الجهات المانحة الرئيسية، بما في ذلك قرار الوكالة الأميركية للتنمية الدولية 'يو إس إيه آي دي' (USAID) تعليق أو تقليص تمويلها، إضافة إلى التحديات التي يواجهها الاقتصاد العالمي، إلى جانب تعدد الأزمات الإنسانية بأماكن أخرى مثل أوكرانيا وجنوب السودان وغزة.
وكانت الولايات المتحدة مانحاً رئيسياً للعمليات الإنسانية في اليمن خلال السنوات الماضية، إذ قدمت بمفردها نصف قيمة التمويل الذي حصلت عليها خطة الأمم المتحدة عام 2024، عبر برنامج الوكالة الأميركية للتنمية الدولية.
وأمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب -فور توليه المنصب مجددا في يناير/كانون الثاني الماضي- بإيقاف المساعدات الخارجية للوكالة الأميركية، الأمر الذي حرم اليمن من جزء من المساعدات.
وحسب بيانات المكتب الأممي الإنساني باليمن بين عامي 2021 و2024، ذهبت أكثر من نصف نفقات خطط الاستجابة الإنسانية تلك الفترة على توفير الغذاء الآمن والمنقذ لحياة الأسر الأكثر ضعفاً، بمتوسط بلغ 54% من إجمالي المساعدات.
وأنفقت الأمم المتحدة -خلال الأعوام الأربعة الماضية- ما نسبته أكثر من 10% من خططها لتقديم التغذية للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية والحوامل والمرضعات، بينما خصصت نحو 9% من مساعداتها لصالح القطاع الصحي الذي تأثر بشكل كبير بسبب عقد من الصراع في البلاد.
وقد تفرقت المساعدات الأخرى لقطاعات أخرى مثل التعليم والنازحين وتقديم المأوى والمواد غير الغذائية، وآليات الاستجابة السريعة، والخدمات لصالح اللاجئين والمهاجرين، وكذلك المياه والصرف الصحي والنظافة الشخصية، إضافة إلى تقديم مساعدات نقدية.
ودفعت تخفيضات المانحين منظمة اليونيسيف لإيقاف مشروع التحويلات النقدية الطارئة، والذي استفادت منه أكثر من مليون و400 ألف أسرة يمنية خلال الفترة من 2017 وحتى أواخر 2024، بعد 19 دورة صرف.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


يمن مونيتور
منذ ساعة واحدة
- يمن مونيتور
عبر علاقة تعاونيه مع الحوثيين.. تنظيم القاعدة يسعى إلى تعزيز حضوره مستغلاً الغضب الإقليمي
ترجمة وتحرير 'يمن مونيتور' يتضمن أحدث فيديو صادر عن فرع تنظيم القاعدة في اليمن تهديداتٍ للولايات المتحدة والرئيس دونالد ترامب بسبب الحرب في غزة، في إشارةٍ، بحسب خبراء، إلى سعي التنظيم لاستعادة نفوذه عبر استغلال الغضب الإقليمي إزاء الصراع. وتُحاكي جهود التنظيم لاستغلال الحرب تحركاتٍ مماثلةً للمتمردين الحوثيين في اليمن. في الفيديو، الذي نشره تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية بعنوان 'حرّض المؤمنين'، يظهر زعيم التنظيم، سعد العولقي، وهو يلقي أول خطاب علني له. وقد انتشر الفيديو على الإنترنت في 7 يونيو/حزيران. وفيه، وصف العولقي ترامب ومسؤولين كبارًا، مثل وزير الدفاع بيت هيغسيث ونائب الرئيس جيه دي فانس، بأنهم 'حثالة الأرض'، وحثّ المسلمين على استهدافهم. 'الاحقوهم وعائلاتهم وكل من له أي صلة أو صلة بسياسيي البيت الأبيض. لا خطوط حمراء بعد كل ما حدث لشعبنا في غزة'، قال العولقي. كما دعا الجنود في الدول العربية إلى 'ضرب اليهود' وأيد الهجمات على الزعماء الإقليميين. وقال 'إن كل من يستطيع إحياء تقليد الاغتيالات وهو قريب من زعماء الردة – أولئك الذين يدعمون الحرب في غزة بالمال والمساعدات واللوجستيات، والعرب اليهود، مثل حكام مصر والأردن وكل حكام شبه الجزيرة العربية – يجب ألا يتردد ولو للحظة واحدة'. وتضمن الفيديو أيضًا تهديدات ضد الشركات المملوكة لإيلون ماسك، الذي كان حتى وقت قريب مستشارًا للرئيس. واستشهد العولقي بمحاولة اغتيال ترامب في يوليو/تموز 2024 وإطلاق النار المميت على اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن في مايو/أيار الماضي في محاولة لإلهام المزيد من الهجمات. وقال 'فماذا تفعلون أمام هذه التضحيات؟. تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية هو فرع من تنظيم القاعدة الجهادي العابر للحدود، والذي ينشط بشكل رئيسي في اليمن. ينشط التنظيم بشكل رئيسي في محافظتي أبين وشبوة الجنوبيتين، ويُقدر عدد أعضائه بما بين 3000 و4000 عضو، وفقًا لمركز رصد الصراعات في اليمن .ACLED أصبح العولقي زعيمًا لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في مارس/آذار 2024، عقب وفاة سلفه خالد باطرفي. ويعرض برنامج مكافآت العدالة التابع للحكومة الأمريكية ما يصل إلى 6 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن العولقي، متهمًا إياه بالتحريض على هجمات على الولايات المتحدة وحلفائها. ويُقال إن العولقي، المنحدر من شبوة، كان عضوًا سابقًا في مجلس شورى تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية قبل توليه القيادة. لقد عانى قطاع غزة من دمارٍ كبير جراء العدوان الإسرائيلي الهمجي منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، واستشهد أكثر من 55 ألف فلسطيني. غضب غزة وقالت الخبيرة في الشؤون اليمنية إليزابيث كيندال إن الفيديو هو محاولة من جانب تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية 'لاستغلال الصراع في غزة بشكل انتهازي'. وقالت كيندال، الذي يشغل منصب رئيس كلية جيرتون في جامعة كامبريدج، لموقع 'المونيتور': 'منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، شهدنا دفعًا إعلاميًا متجددًا من قبل وحدات الدعاية التابعة لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية للاستفادة مما يحدث في غزة لتجنيد أعضاء جدد لجهادها العالمي'. وفقًا لكيندال، يستهدف الفيديو جمهورًا دوليًا وليس يمنيًا. وقالت إن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية 'ليس قويًا جدًا في اليمن'، مع أنها أوضحت أن التنظيم 'مُضعَّف ولكنه لم يُهزم'. وقالت ندوى الدوسري، الباحثة في معهد الشرق الأوسط، إن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في اليمن يسعى إلى 'كسب الاهتمام' من خلال الاستفادة من الغضب الإقليمي بسبب الحرب. قالت الدوسري لموقع المونيتور: 'كان تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية هادئًا نسبيًا، مع انخفاض قدرته العملياتية. لكن هذا الفيديو يُشير إلى محاولة لإعادة تأكيد أهميته وإحياء الزخم الجهادي العالمي من خلال استغلال غضب غزة والمشاعر المعادية للغرب'. رغم الهدنة الرسمية في الحرب الأهلية اليمنية عام ٢٠٢٢، إلا أن الصراع ظل هادئًا نسبيًا منذ ذلك الحين. وتنخرط في الحرب جهات فاعلة متعددة، منها الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً المدعومة من السعودية، والحوثيون المدعومون من إيران، وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، والمجلس الانتقالي الجنوبي المتحالف مع الإمارات، والتابع للحكومة الحالية. وقد أعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب مسؤوليته عن تفجير انتحاري استهدف المجلس الانتقالي الجنوبي في أغسطس/آب ٢٠٢٣، بالإضافة إلى عدة هجمات أخرى في ذلك العام. حافظ تنظيم القاعدة على وجوده في اليمن منذ تسعينيات القرن الماضي، وكان وراء تفجير المدمرة الأمريكية كول في ميناء عدن عام 2000. تأسس تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية عام 2009 من خلال اندماج فرعي القاعدة في اليمن والسعودية. ليس هذا الفيديو الأخير المرة الأولى التي يسعى فيها تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية إلى استغلال الغضب الشعبي بشأن غزة. ففي تقرير صدر في مايو/أيار 2024، أشار مركز صوفان إلى أن التنظيم كان يُصعّد خطابه المعادي للغرب ويُشجع على شن هجمات على أهداف يهودية وغربية في سياق الحرب. وذكر التقرير أن 'تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية دعا المسلمين في الولايات المتحدة وأوروبا إلى شن هجمات لدعمهم إسرائيل، وشجع على استهداف اليهود المقيمين في الغرب'. وأضاف: 'كما نشر التنظيم عبر الإنترنت فيديوهات تعليمية خطوة بخطوة لصنع القنابل ووضع عبوات ناسفة على طائرات مدنية'. الديناميكيات المتغيرة في اليمن وقالت كيندال إن رسائل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في الفيديو الأخير تتوافق مع رسائل المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن. وأضافت أن 'العديد من العناصر في هذا الفيديو تتوافق مع ما يعتقده الحوثيون وما يحاولون تحقيقه'. منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة جعل الحوثيون – الذين يسيطرون على معظم غرب اليمن – غزة محورًا رئيسيًا لعملياتهم. واستهدفوا بانتظام الشحن الدولي في البحر الأحمر، وأطلقوا صواريخ وطائرات مسيرة على إسرائيل، وهي خطوات أكسبتهم شعبية إقليمية واسعة. على الرغم من أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية والحوثيين أعداء ظاهريًا ويفتقرون إلى تحالف رسمي، إلا أنهما لم يقاتلا بعضهما البعض منذ يونيو/حزيران 2022. في بداية الحرب، التي بدأت عام 2014، اشتبكت الجماعتان بشكل متكرر. ولكن وفقًا لـ ACLED، بدأ تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية بتحويل تركيزه نحو المجلس الانتقالي الجنوبي بدءًا من عام 2021. وحذرت كيندال من المبالغة في تقدير العلاقة بين تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية والحوثيين، ووصفها بدلا من ذلك بأنها 'علاقة تعاونية' وليس تحالفا. من الواضح تمامًا وجود اتفاقية عدم اعتداء متبادلة بينهما. ويبدو أن هذه خطوة مهمة في وقت لا يزال فيه الكثيرون في اليمن يقاتلون الحوثيين. إنهم يشنون هجمات، ولكن ليس على بعضهم البعض. قد يُعزى تراجع الاشتباكات إلى علاقات كلا التنظيمين بإيران. يمتلك سيف العدل، الذي أصبح الزعيم الفعلي لتنظيم القاعدة عام ٢٠٢٢ بعد أن قتلت الولايات المتحدة أيمن الظواهري، علاقات طويلة الأمد مع إيران. وأشار تقرير صادر عن برنامج التطرف بجامعة جورج واشنطن عام ٢٠٢٣ إلى أن سيف العدل انتقل إلى جنوب شرق إيران أواخر التسعينيات، وتلقى تدريبًا على يد عماد مغنية، القيادي في حزب الله، في أوائل التسعينيات. وقالت الدوسري إن الفيديو يكشف عن 'تقارب متزايد' بين تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية والحوثيين. لقد تعاونت الجماعتان سرًا داخل اليمن لسنوات، وقد توصلتا مؤخرًا إلى اتفاق لتنسيق هجمات ضد المصالح الأمريكية والغربية في المنطقة بذريعة دعم غزة، كما قالت. وأضافت: 'لا ينبغي اعتبار أي هجمات مستقبلية لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية بدعم من الحوثيين احتمالًا حقيقيًا فحسب، بل يجب التحقيق فيها بجدية'. وأكد مركز مكافحة الإرهاب في ويست بوينت هذا الرأي في تقرير صدر في ديسمبر/كانون الأول، مشيرا إلى أن الحوثيين وتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية لديهما مصلحة مشتركة في محاربة المجلس الانتقالي الجنوبي. منذ أوائل عام ٢٠٢٣، تعمّق التحالف البراغماتي بين تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية والحوثيين. وأفاد التقرير بأن الحوثيين والقاعدة انخرطوا في عمليات تبادل أسرى متعددة، ويتبادلون معلومات استخباراتية متزايدة عن أعداء مشتركين، وتحديدًا المجلس الانتقالي الجنوبي. ونفذت المجموعتان عدة عمليات تبادل للأسرى في السنوات الأخيرة، أولها يعود إلى عام 2015. ولم يستجب المتحدث باسم الحوثيين لطلب 'المونيتور' للتعليق. وأكد الدوسري أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية 'لم ينجح أبدا' في إقامة معقل له في اليمن ويفتقر إلى السيطرة الإقليمية والدعم المحلي الحقيقي. وقالت إن 'هذا يرجع إلى حد كبير إلى أن أيديولوجية القاعدة تتمتع بجاذبية محدودة بين اليمنيين، الذين يميلون إلى إعطاء الأولوية للمخاوف المحلية والقبلية والبراغماتية على الأجندات الجهادية العابرة للحدود الوطنية'. ومع ذلك، أضافت أن التعاون مع الحوثيين قد يوفر لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية طريقا لزيادة أهميته. وأضافت أنه 'نظرا لتعاونها الهادئ مع الحوثيين، وعدم الاستقرار المستمر الناجم عن الحرب وضعف الحكومة اليمنية، فإن الجماعة قادرة على خلق الاضطرابات في اليمن وعلى طول البحر الأحمر'. تهديدات فارغة؟ قال آرون زيلين، الزميل البارز في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن دعوات تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية لشن هجمات على ترامب وماسك وآخرين من غير المرجح أن تُترجم إلى عنف حقيقي. وأشار إلى أن الهجمات الجهادية الأخيرة في الغرب ارتبطت في المقام الأول بتنظيم الدولة الإسلامية، وليس بتنظيم القاعدة. وقال زيلين لموقع 'المونيتور': 'في حين أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية ينشر هذه الرسائل منذ سنوات عديدة الآن، على الأقل في الماضي القريب، إلا أنه لا يوجد حقًا أي مؤشر على أن أي شخص يستمع'. حتى عام ٢٠٢٥، ارتبط تنظيم داعش بهجوم الشاحنة في نيو أورلينز في يناير/كانون الثاني، وحادثة الطعن في فيينا في فبراير/شباط. وكان آخر هجوم مرتبط بتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية على الأراضي الأمريكية هو إطلاق النار في قاعدة بينساكولا البحرية عام ٢٠١٩، والذي نفذه ضابط في سلاح الجو السعودي، والذي قال مسؤولون أمريكيون إنه تم تنسيقه مع تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. ورغم وقوع هجمات على مواقع يهودية ومواقع مرتبطة بإسرائيل في الولايات المتحدة هذا العام مرتبطة بحرب غزة، إلا أنه لم يتم العثور على أي روابط مباشرة مع تنظيم الدولة الإسلامية أو تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. وخلص زيلين إلى أن أهمية تنظيم القاعدة المتبقية تكمن في 'ساحات المعارك المحلية'، مشيراً إلى حركة الشباب في الصومال وجماعة نصر الإسلام والمسلمين في منطقة الساحل باعتبارهما الجماعتين التابعتين لها الأكثر نشاطاً. وأضاف 'بخلاف ذلك، فإن تنظيم القاعدة ضعيف للغاية، خاصة بالمقارنة مع انتشار تنظيم الدولة الإسلامية على مستوى العالم'. المصدر: المونيتور


وكالة الصحافة اليمنية
منذ ساعة واحدة
- وكالة الصحافة اليمنية
وزير صهيوني يُطالب دول الخليج بتحمّل تكاليف حرب إيران
القدس المحتلة/وكالة الصحافة اليمنية// قال وزير المالية الاحتلال الإسرائيلي ، بتسلئيل سموتريتش، إن على دول الخليج ودول أخرى أن تشارك في تحمّل تكاليف الحرب الإسرائيلية على إيران. ونقلت القناة '14' العبرية عن سموتريتش قوله: 'على دول الخليج، التي تكسب تريليونات الدولارات، وألمانيا، وبريطانيا، وفرنسا، المشاركة في تكاليف هذه الحرب، على الأقل اقتصادياً'. ويأتي هذا في الوقت الذي قال فيه خبراء لصحيفة 'وول ستريت جورنال' إن الصراع مع إيران يكلّف 'إسرائيل' مئات الملايين من الدولارات يومياً. وأشاروا إلى أن أكبر تكلفة تتحمّلها 'إسرائيل' تتمثّل في الصواريخ الاعتراضية للتصدّي للضربات الإيرانية، والتي قد تصل إلى 200 مليون دولار يومياً. وتتزامن تصريحات سموتريتش مع دخول الحرب بين إيران و'إسرائيل' يومها الثامن، واستمرار تبادل الضربات الجوية والصاروخية بين الجانبين، ما تسبب بوقوع خسائر وأضرار كبيرة.


يمن مونيتور
منذ 2 ساعات
- يمن مونيتور
إيران ترفض المفاوضات تحت القصف الإسرائيلي وسط مطالبات بضبط النفس
(رويترز) – قالت إيران يوم الجمعة إنها لن تناقش مستقبل برنامجها النووي مع القصف الإسرائيلي عليها في وقت تسعى فيه أوروبا لإعادة طهران إلى طاولة التفاوض وتدرس فيه الولايات المتحدة ما إذا كانت ستتدخل في الصراع. وبعد أسبوع من بدء الهجوم على إيران، قال الجيش الإسرائيلي إنه قصف عشرات المواقع العسكرية خلال الليل شملت مواقع لإنتاج الصواريخ ومؤسسة بحثية تشارك في تطوير أسلحة نووية في طهران ومنشآت عسكرية في غرب إيران ووسطها. وقال الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق إنه استهدف أيضا بطاريات صواريخ سطح-جو في جنوب غرب إيران في إطار الجهود الرامية إلى تحقيق التفوق الجوي فوق البلاد. وذكرت وكالة فارس الإيرانية للأنباء أن خمسة أشخاص على الأقل أصيبوا عندما قصفت إسرائيل مبنى من خمسة طوابق في طهران يضم مخبزا وصالونا للحلاقة. وأطلقت إيران صواريخ على مدينة بئر السبع في جنوب إسرائيل في الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة، وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن تقارير أولية أشارت إلى سقوط صواريخ في تل أبيب والنقب وحيفا. وحذّر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة رافائيل جروسي من شنّ هجمات على المنشآت النووية ودعا إلى أقصى درجات ضبط النفس. وقال أمام مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة 'الهجوم المسلح على المنشآت النووية… قد يؤدي إلى انبعاثات إشعاعية ذات عواقب وخيمة داخل حدود الدولة التي تتعرض للهجوم وخارجها'. وجاءت تصريحات جروسي بعد يوم من قول مسؤول عسكري إسرائيلي إن المتحدث باسم الجيش 'أخطا' عندما ذكر أن إسرائيل قصفت بوشهر، محطة الطاقة النووية الوحيدة في إيران. وذكر جروسي أنّه لا يستطيع تأكيد أو نفي استهداف محطة بوشهر الواقعة على ساحل الخليج. وأعلنت إيران يوم الجمعة تفعيل الدفاعات الجوية في بوشهر، دون الخوض في تفاصيل. وتقول إسرائيل إنّها عازمة على تدمير القدرات النووية لإيران، لكنها تريد تجنّب أيّ كارثة نووية. * 'إعطاء فرصة للسلام' قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أمام مجلس الأمن إن الصراع الإيراني الإسرائيلي قد يُشعل نارا لا يمكن لأحد السيطرة عليها، ودعا جميع الأطراف إلى 'إعطاء فرصة للسلام'. وقال البيت الأبيض أمس الخميس إن الرئيس دونالد ترامب سيقرر ما إذا كان 'سيمضي قدما أم لا' في مشاركة بلاده في الصراع خلال الأسبوعين المقبلين. ونقلت وكالة فارس عن متحدث عسكري إيراني قوله إن أحدث موجة من الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة تضمنت استخدام صواريخ بعيدة المدى وثقيلة للغاية لاستهداف مواقع عسكرية وصناعات دفاعية ومراكز للقيادة والسيطرة. وقال مسؤول عسكري إسرائيلي إن نحو 20 صاروخا أطلقت في أحدث هجوم، مما أدى وفقا لخدمة الإسعاف الإسرائيلية إلى إصابة شخصين على الأقل. وفي مؤشر على تزايد القلق من استهداف منشآت الطاقة في إيران أو أي مكان آخر في الخليج مما قد يؤثر على الإمدادات، قال مصدر في قطاع الطاقة ودبلوماسي في المنطقة لرويترز إن قطر أجرت هذا الأسبوع محادثات أزمة مع شركات طاقة كبرى. وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يوم الجمعة إنه لا مجال للتفاوض مع الولايات المتحدة 'حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي'. لكنه وصل في وقت لاحق إلى جنيف لإجراء محادثات مع وزراء خارجية أوروبيين، إذ تأمل أوروبا في إرساء مسار للعودة إلى السبل الدبلوماسية فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني. وقبيل الاجتماع مع فرنسا وبريطانيا وألمانيا ومسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، قال دبلوماسيان إنه سيتم إبلاغ عراقجي بأن الولايات المتحدة لا تزال منفتحة على إجراء محادثات مباشرة. وذكر دبلوماسيون أن التوقعات بتحقيق انفراجة ضئيلة. * تخصيب اليورانيوم قال مسؤول إيراني كبير لرويترز إن طهران مستعدة لمناقشة القيود على تخصيب اليورانيوم، لكنه أشار إلى أن إيران سترفض أي مقترح لوقف التخصيب نهائيا 'وخاصة الآن في ظل الهجمات الإسرائيلية'. وبدأت إسرائيل مهاجمة إيران يوم الجمعة الماضي، قائلة إنها تهدف إلى منعها من تطوير أسلحة نووية. وردت إيران بهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل. وتقول طهران إن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية. ويعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل لديها ترسانة نووية، وهو أمر لا تؤكده ولا تنفيه. قالت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) ومقرها الولايات المتحدة إن الهجمات الجوية الإسرائيلية قتلت 639 في إيران. ومن بين القتلى مسؤولون عسكريون كبار وعلماء نوويون. وقالت إسرائيل إن 24 مدنيا لقوا حتفهم في هجمات صاروخية إيرانية. ويتأرجح ترامب بين تهديد طهران وحثها على استئناف المحادثات. وقالت مصادر إن المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف تحدث إلى عراقجي عدة مرات خلال الأسبوع المنصرم. وأعلنت إدارة ترامب يوم الجمعة فرض عقوبات جديدة مرتبطة بإيران استهدفت كيانات مختلفة بهدف تعطيل جهود طهران للحصول على التكنولوجيا ذات الاستخدام المزدوج. ويقول مسؤولون غربيون وإقليميون إن إسرائيل تسعى إلى إسقاط نظام الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي. وتعتقد جماعات إيرانية معارضة أن الوقت المناسب ربما صار أقرب، لكن نشطاء شاركوا في موجات احتجاج سابقة يقولون إنهم يرفضون إطلاق العنان لاضطرابات حاشدة في ظل تعرض بلادهم لهجوم. وذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن مسيرات وصفتها بأنها مسيرات 'غضب ونصر' و'تضامن ومقاومة' خرجت في عدة مدن.