
مركز أبحاث أمريكي: الإسلام الأسرع نمواً في العالم واليهود لم يبلغوا أعداد ما قبل الحرب العالمية
مركز أبحاث أمريكي: الإسلام الأسرع نمواً في العالم واليهود لم يبلغوا أعداد ما قبل الحرب العالمية
عدد المسلمين ارتفع بنسبة 21% بين عامي 2010 و2020
كتب – محمد السيد راشد
في تقرير عالمي جديد يرصد المشهد الديني والديموغرافي، كشف مركز 'بيو' الأمريكي للأبحاث أن الإسلام هو أسرع الأديان نموًا في العالم، فيما لم يتمكن اليهود بعد من استعادة أعدادهم التي كانوا عليها قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية، رغم مرور قرابة ثمانية عقود
نمو لافت في عدد المسلمين عالميًا
جاء في التقرير أن عدد المسلمين ارتفع بنسبة 21% بين عامي 2010 و2020، حيث ارتفع عددهم من 1.7 مليار نسمة إلى نحو ملياري نسمة، وهو ما يضع الإسلام في صدارة الأديان من حيث معدل النمو السكاني العالمي.
تراجع النمو بين اليهود وعدم استعادة ما قبل الهولوكوست
في المقابل، أشار التقرير إلى أن عدد اليهود لم يزد خلال الفترة نفسها إلا بنسبة 6% فقط، حيث ارتفع من 13.9 مليون نسمة إلى نحو 14.78 مليون نسمة، وهي نسبة تقل عن متوسط النمو السكاني العالمي البالغ 12%. وبذلك، لا تزال أعداد اليهود أقل من مستويات عام 1939 التي بلغت نحو 16.6 مليونًا قبل أن تتعرض للتراجع الحاد جراء الهولوكوست النازي.
مقارنة بالمسيحية
أما المسيحيون، فقد شهدوا نمواً في العدد من 2.1 مليار إلى 2.3 مليار نسمة في نفس الفترة، مما يضع معدل نموهم قريباً من النمو اليهودي، ولكنه أعلى قليلاً من حيث الأرقام المطلقة.
التعريفات المختلفة لليهود في الإحصاءات
أوضح التقرير، نقلاً عن الخبير الديموغرافي البارز سيرجيو ديلا بيرغولا من الجامعة العبرية في القدس، أن التعريف المستخدم لليهود يؤثر بشكل كبير على الإحصاءات. ففي حين يعتمد مركز 'بيو' على تعريف ديني بحت، يقدم بيرغولا تصنيفات أوسع، تشمل:
اليهود الأساسيون : 15.7 مليون شخص ممن يعرفون أنفسهم يهودًا دينيًا أو ثقافيًا أو عرقيًا.
أبناء أحد الأبوين اليهود : 18.8 مليون شخص.
ذوو الخلفية أو الروابط اليهودية : 21.8 مليون شخص.
المؤهلون للهجرة إلى إسرائيل بموجب 'قانون العودة': 24.8 مليون شخص.
التوزيع الجغرافي لليهود
أظهر التقرير أن اليهود يتركزون بشكل رئيسي في إسرائيل والولايات المتحدة:
46% (نحو 6.78 مليون شخص ) يعيشون في إسرائيل.
39% (نحو 5.7 مليون شخص ) يعيشون في الولايات المتحدة.
بقية التوزيع يشمل: فرنسا: 460 ألفًا كندا: 350 ألفًا المملكة المتحدة: 300 ألف
الفروق السكانية بين يهود إسرائيل ويهود الشتات
أبرز التقرير وجود فروقات ديموغرافية واضحة بين يهود إسرائيل والشتات. ففي إسرائيل، تُسجل معدلات مواليد مرتفعة، خاصة بين فئة المتدينين واليهود الحريديم (أشد طوائف الأرثوذكسية محافظة)، حيث يبلغ معدل الخصوبة 3 أطفال لكل امرأة، وهو رقم استثنائي بين الدول المتقدمة.
أما في الشتات، فقد ظلت معدلات الخصوبة لعقود أقل من المعدلات الوطنية للدول المضيفة، غير أن اتجاهاً معاكساً بدأ في الظهور، كما هو الحال في المملكة المتحدة، حيث بدأ عدد اليهود في الارتفاع مجددًا بفضل ارتفاع خصوبة الحريديم.
تحوّل مفصلي في التوزيع العالمي لليهود
توقع ديلا بيرغولا أن يشهد العقد القادم تحوّلًا كبيرًا، يتمثل في إقامة نصف يهود العالم على الأقل في إسرائيل، معتبرًا ذلك 'إنجازًا تاريخيًا'، رغم أن بعض المراقبين لا يتفقون بالضرورة مع هذه النظرة التفاؤلية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بوابة ماسبيرو
منذ 3 ساعات
- بوابة ماسبيرو
مفهوم حب الوطن في الإسلام
في حلقة خاصة من برنامج (صباح الخير يا مصر) استضاف البرنامج الشيخ إبراهيم حلس مدير إدارة الشئون الدينية بالجامع الأزهر للحديث عن مفهوم حب الوطن في الإسلام وأهمية الحفاظ على استقراره. أكد الشيخ إبراهيم حلس أن الشريعة الإسلامية تقوم على مقاصد عظيمة تهدف إلى تحقيق مصالح الناس، حيث حدد العلماء خمسة مقاصد رئيسية هي: حفظ الدين، وحفظ النفس، وحفظ العقل، وحفظ النسب، وحفظ المال. وأشار إلى أن هذه المقاصد الشرعية لا يمكن أن تتحقق بالشكل الأمثل إلا في ظل وطن آمن ومستقر، مؤكداً أن حب الوطن والإخلاص له من صميم الإيمان، واستدل على ذلك بقوله تعالى: "الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ" (سورة قريش: 4)، موضحاً أن نعمتي الأمن والاستقرار تمثلان الركيزة الأساسية لبناء المجتمعات وتنميتها. وشدد على أن هذه المقاصد الشرعية تتكامل فيما بينها، حيث أن حفظ الدين يعزز الأمن الفكري، وحفظ العقل يضمن سلامة التفكير، وحفظ المال والنفس يوفر مقومات الحياة الكريمة، وجميعها تتحقق في إطار الوطن الآمن الذي يحفظ حقوق أبنائه ويصون كرامتهم. وعن مشاركة الاخبار على وسائل التواصل الاجتماعي، استدل فضيلته بالحديث النبوي الشريف: "كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ" (رواه مسلم)، مؤكداً أن هذا الحديث يضع ضوابط أخلاقية لاستخدام وسائل التواصل الحديثة، حيث يحذر من تداول الأخبار دون تحقق أو تبين، لما في ذلك من مخاطر على أمن المجتمع واستقراره. وحذّر من مخاطر التطرف الفكري بجميع أشكاله، سواء أكان تشدداً في الدين أم إفراطاً في التساهل، مستنداً في ذلك إلى سيرة الخوارج الذين ضلّوا طريق الوسطية والاعتدال، مستذكراً تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من الغلو في الدين بقوله: "إياكم والغلو في الدين، فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين". كما استشهد بقوله تعالى: "وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ" (البقرة: 143)، موضحاً أن الوسطية الإسلامية تمثل منهجاً متوازناً يجنب الأمة مغبة التطرف والغلو من جهة، والتفريط والإهمال من جهة أخرى، وأكد أن هذه الوسطية تشكل ضمانة لحماية الوطن من الأفكار المتطرفة التي تهدد نسيجه الاجتماعي. وأكد أهمية التمسك بالمنهج العلمي الرصين في فهم النصوص الشرعية، داعياً إلى الرجوع إلى علماء الأمة الذين يجمعون بين العلم الشرعي والحكمة العملية، مشيراً بخصوصية إلى دور الأزهر الشريف العريق كمؤسسة علمية رائدة تحرس الاعتدال وتصون الوسطية، وتقدم الفهم الصحيح للإسلام القائم على السماحة والاعتدال والانفتاح على الحياة دون تفريط أو إفراط. وذكر أن هذه المرجعيات العلمية الموثوقة تمثل الدرع الواقي للأمة من الانحرافات الفكرية، والحصن الحصين الذي يحمي الشباب من الوقوع في براثن التطرف أو الانزلاق نحو الإفراط، مؤكداً أن الفهم المتزن للدين هو الضمانة الأكيدة لبناء مجتمع متماسك يحقق الأمن والاستقرار. وفي ختام اللقاء دعا الشيخ إلى التربية السليمة والوعي بدور الفرد في الحفاظ على أمن الوطن واستقراره، مؤكدًا أن الإسلام يحث على التعاون والبناء وليس الهدم. يذاع برنامج ( صباح الخير يا مصر ) يومياً على شاشة قناة مصر الأولى في تمام الساعة السابعة صباحًا.


أهل مصر
منذ 4 ساعات
- أهل مصر
أجواء من الفرحة.. الصلح بين عائلتين بقرية بندار الرملية بجرجا بسوهاج
أنهت الجهات الأمنية مراسم الصلح بين أبناء العمومة من عائلة آل دراع بقرية بندار الرملية التابعة لمركز جرجا، بعد نزاع عائلي دام سنوات، بحضور عدد من القيادات الأمنية والتنفيذية والدينية بمحافظة سوهاج، وسادت أجواء من الفرحة والارتياح بين جميع الحضور، في تأكيد على أهمية التسامح وطي صفحة الخلافات. وجاءت مراسم الصلح في أجواء من الود والتسامح، في إطار جهود الدولة والمؤسسات الدينية لترسيخ قيم التسامح ونبذ العنف وحقن الدماء، حيث أثنى الحضور على تجاوب العائلتين مع مبادرات الصلح وحرصهما على إنهاء الخلافات وعودة العلاقات الطيبة بين أبناء العائلة الواحدة. وألقى الدكتور أحمد حمادي، رئيس فرع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر الشريف بسوهاج، مفوض لجنة مصالحات الأزهر الشريف بسوهاج، كلمة خلال مراسم الصلح، أكد فيها دور الأزهر الشريف في دعم السلم المجتمعي والعمل على تعزيز ثقافة التسامح والمصالحة، مشيرًا إلى أن الإسلام يحث على إصلاح ذات البين ويعتبره من أعظم القربات إلى الله تعالى. وأشاد بدور الأجهزة الأمنية ولجنة المصالحات والعائلات الكبرى التي ساهمت في إتمام هذا الصلح، مؤكدًا أن مثل هذه المبادرات تعكس مدى وعي المجتمع بأهمية التكاتف ونبذ الفرقة من أجل مستقبل آمن ومستقر. وجرى إنهاء الخصومة بين أبناء العمومة وعبّر الحاضرون عن تقديرهم لجهود جميع المشاركين في إتمام هذا الصلح المبارك، متمنين دوام الأمن والاستقرار لأهالي القرية ومحافظة سوهاج بشكل عام.

مصرس
منذ 4 ساعات
- مصرس
رسالة ماجستير فى كينيا تناقش مفهوم الخطايا عند المسلمين والمسيحيين.. بعض الخطايا لا نتغاضى عن الاعتراف بها.. ويحب على الجميع مواجهتها
بعض الخطايا لا نتغاضى عن الاعتراف بها.. ويحب على الجميع مواجهتها القيم العامة واحدة فى كل من المسيحية والإسلام.. ولكن موضوع الخطية مثار خلاف كبير الباحث القس سمير داود: دراسة الخطية أكبر من البحث فى القيم لأن نفوسنا عاصية وأمارة بالسوء الخطايا فى المسيحية أو الإسلام تجعلنا نبنى أرضية مشتركة لتصحيحها من أجل الحياة بسلام وأمان يجب أن يكون لدينا حوار دينى مسيحى عملى حقيقى على أرض الواقع«المجتمع الغربى يختلف كليًا عن المجتمع الشرقى.. وبالتالى ما يُعتبر خطية فى الغرب قد لا يُعدّ كذلك فى الشرق.. والعكس صحيح» القس سمير داودفهم العقائد عمومًا، ومفهوم الخطية خصوصًا فى كل من المسيحية والإسلام، يُسهم فى بناء أرضية مشتركة للحوار. من هذا المنطلق حصل الباحث القس سمير داود ونيس إبراهيم على درجة الماجستير من جامعة سانت بول فى كينيا عن رسالته "مفهوم الخطية فى المسيحية والإسلام وأثره على العلاقات المسيحية الإسلامية"وتتضمن الرسالة 3 أهداف هي:أولا: ما هى الخطية والتأسيس اللاهوتى فى كل من الإسلام والمسيحية.ثانيا: ارتباط مفهوم الخطية بالعقائد والطقوس والممارسات فى المسيحية والإسلامثالثا: الفهم المعاصر للخطية وأثره على العلاقات المسيحية الإسلاميةوأكد القس سمير أن الأهداف التى طرحها فى عمله الأكاديمى الفريد تدور حول سؤال هل فهمنا للعقائد مثل عقيدة الخطية سواء فى المسيحية أو الإسلام يجعلنا نبنى أرضية مشتركة لأن هناك بعض الخطايا لا نتغاضى عن الاعتراف بأنها خطية، على سبيل المثال الشذوذ الجنسي، فالمسيحية تعتبر ذلك خطية سواء على المستوى الدينى أو الأخلاقى أو الاجتماعي. فلابد من فهم المسلم لمفهومى كمسيحى عن الخطية يتطابق مع ما تعلنة كلمة الله فى الكتاب المقدس وهو نفس الشيء فى الإسلام النقطة الأخيرة فهمنا للمعتقدات يجعلنا ندرك أهمية أن يكون لدينا حوار دينى مسيحى عملى حقيقى على أرض الواقع فليس فقط مفهوم الخطية لكن كل ما يتعلق بالمسيحية والإسلام أن الأوان أن تدرس هذه العقائد بانفتاح كبير تحت مظلة أكاديمية علمية سواء من الأزهر أو كنائس المختلفة وما تمثلها من كليات اللاهوت المعتمدة.. وحول هذه الرسالة الفريدة فى مضمونها التقينا القس سمير بالكنيسة الانجليكانية. البوابة التقت مع الباحث وكان هذا الحوار. القس سمير داود يتحدث لمحرر «البوابة» ■ فى البداية لماذا نوقشت الرسالة فى كينيا؟لم نكن نقصد كينيا تحديدًا، بل كنت أبحث عن برنامج يُعنى بالإسلام والعلاقات المسيحية الإسلامية. وأثناء مشاركتى فى مؤتمر كليات اللاهوت فى أفريقيا، الذى عُقد فى مصر، التقيت بعميد جامعة القديس بولس فى كينيا، دكتور "ديفوس شيرمونيون" وبترشيح من رئيس الأساقفة، المطران سامى فوزي، تم الاتفاق على تبادل الخبرات بين كليات اللاهوت، وبخاصة بين كلية القديس أثناسيوس التابعة لإقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية الإنجيليكانية، وجامعة القديس بولس فى كينيا، وهى جامعة عريقة وكبيرة، ومعتمدة دوليًا. وبناءً على هذا التعاون، تم ترشيحى للدراسة فى جامعة القديس بولس فى كينيا، للالتحاق ببرنامج الماجستير هناك، مقابل تدريس أبجديات اللغة العربية. ■ فى العادة يتم اختيار قيمة مشتركة والبحث فيها لتأكيد التعايش بين الأديان لماذا اخترت الخطية وهل تصلح لتكون كذلك؟فى العادة هذا ما يتم مناقشته لكن تأثيره على المجتمع لا يتجاوز إلا عدد محدد من الناس وهناك عدد من القيم المشتركة فى كل من المسيحية والإسلام. لكن كان موضوع الخطية مسار خلاف كبير فى كل من المسيحية والإسلام هذا الموضوع له أثره سواء على القيم الأخلاقية الممارسات الدينية كما يمتد أثره للمجتمع ككل فعندما يقع حادث أو جريمة لابد ان تجد أن هناك وصية دينية كسرت تمثل خطية يمتد أثرها على المجتمع الأفراد والأخلاق والقيم. فاعتقد أن موضوع الخطية دراسته أكبر من دراسة القيم المجتمعية فقط إذا عرفنا أن نفوسنا عاصية ومتمردة وأمارة بالسوء. ■ يقال إن فى الغرب الكذب هو الخطية الكبرى وفى الشرق الخطية الكبرى الزنا ما حقيقة ذلك وما تعليقك عليه وهل الخطية الكبرى فى الاسلام غير فى المسيحية؟ المجتمع الغربى يختلف كليًا عن المجتمع الشرقي، وبالتالى ما يُعتبر خطية فى الغرب قد لا يُعدّ كذلك فى الشرق، والعكس صحيح. فعلى سبيل المثال، ينظر الغرب إلى الجنس باعتباره غريزة طبيعية يمكن إشباعها فى أى وقت، دون أن يرتبط ذلك برابط دينى أو أخلاقى يبعث على تأنيب الضمير. ومن هذا المنطلق، لا يُعدّ الجنس خارج إطار الزواج خطيةً عند الكثيرين فى المجتمعات الغربية. كما أن الحياة فى الغرب تُبنى على الفردانية؛ فكل شخص حرٌّ فى خياراته الشخصية، ولا يُسأل عادةً عمّا فعل أو ارتكب، ما دام ذلك لا يتعدى على حرية الآخرين. أما فى المجتمعات الشرقية، فالأمر مختلف؛ إذ تُولى المجتمعات أهمية كبرى للأعراف الدينية والاجتماعية، ويُنظر إلى السلوك الشخصى على أنه جزء من النسيج العام للأسرة والمجتمع. لذلك، يختلف مفهوم الخطية بين الشرق والغرب، ويضعف لدى الغربيين التمييز بين "خطية كبيرة" و"خطية صغيرة"، كما هو الحال فى السياق الدينى أو الاجتماعى فى الشرق.الخطايا الكبرى فى المسيحية والإسلامفى المسيحية، لا يوجد تقسيم رسمى للخطايا إلى "كبيرة" و"صغيرة" كما هو الحال فى الإسلام. فالمبدأ اللاهوتى العام يقول إن "الخطية خطية"، بغض النظر عن اسمها أو مرتكبها، لأن أى خطية تُعد انفصالًا عن الله.أما فى الإسلام، فهناك تفريق واضح بين الكبائر والصغائر، وتُسمى كذلك "ذنوبًا" أو "آثامًا" أو "معاصي"، وهى مصطلحات أكثر تداولًا من كلمة "خطية" التى تُستخدم فى المسيحية. وقد توعّد الله فاعلى الكبائر بعقوبات فى الدنيا والآخرة إن لم يتوبوا. من أمثلة هذه الكبائر: الزنا، وقد ورد فيه قوله تعالى: "وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَىٰ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا" (الإسراء: 32). الكذب، وخاصة الكذب الذى يؤدى إلى الظلم أو شهادة الزور. وقد جاء فى الحديث النبوي: "وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدى إلى الفجور، وإن الفجور يهدى إلى النار" (رواه البخارى ومسلم).■ هل توجد أيضا خطية صغرى؟- حسب المفهوم الإسلامى إذا كان هناك كبائر فبالتالى يكون هناك خطايا صغرى فى ومن أمثلة ذلك نسيان ذكر الله أو التقصير فى السنن والنوافل. لكن المسيحية لا تذكر هذا المفهوم عن الخطية.■ ما أبرز تعليقات المناقشين حول الرسالة؟- فى البداية كان المشرف على الرسالة الدكتور. "عدن جيرسو" دكتور مسلم كينى حاصل على دكتور فى الفلسفة من جامعة تركيا ومحاضر فى العديد من الجامعات فى كينيا وكان يجيد اللغة العربية جيدًا كذلك هناك مشرف آخر هو دكتور "جون كيبوي" أستاذ دراسات اللاهوت النظامي. أم الذين باشروا فحص الرسالة دكتور "جون بويير" أستاذ الفلسفة الإسلامية، وطرق البحث العلمي، ودكتور "جوزيف موتيه" عميد طلبة كلية سانت بولز وأستاذ التاريخ الإسلامي، العلاقات المسيحية الإسلامية. ويُعد هذا الموضوع جديدًا من الناحية الأكاديمية، فعلى الرغم من وجود تاريخ طويل وحافل من الحوارات المسيحية–الإسلامية، إلا أن مفهوم "الخطية" لم يُشرح بوضوح لأتباع الديانة الأخرى. فغالبًا ما كانت الشروحات تتم داخل كل مجتمع دينى ووفقًا لثقافته الخاصة، دون أن يكون هناك جهد منهجى لتقديم هذا المفهوم للطرف الآخر بلغة علمية مفهومة. كما أن معظم الدراسات السابقة كانت إما بالعربية أو بالإنجليزية، ولكنها لم تتناول موضوع "الخطية" من منظور مقارن، بل اقتصرت على عرض المفهوم داخل كل ديانة على حدة. وحتى بين العلماء الحاصلين على درجات أكاديمية فى الدراسات الإسلامية أو المسيحية، نادرًا ما نجد من تطرّق إلى شرح مفهوم الخطية فى الإسلام بلغة إنجليزية موجهة لغير المسلمين، أو العكس.وقد لاحظت ذلك شخصيًا أثناء مناقشة الرسالة، إذ كانت اللجنة المشرفة – وبعضهم متخصصون فى الدراسات المسيحية – يسمعون للمرة الأولى عن مفاهيم إسلامية أساسية، مثل: عدم وجود "الخطية الأصلية (Original Sin) أو مفهوم "وراثة الخطية"، الذى يُعد ركيزة أساسية فى اللاهوت المسيحي. من هذا المنطلق، أعتبر هذه الرسالة بمثابة بذرة أولى فى مجال دراسة مفهوم الخطية فى كل من المسيحية والإسلام، وهى محاولة لردم الفجوة المعرفية بين الديانتين. وقد كان للموضوع تأثير واضح على الطلبة المسيحيين من أفريقيا، الذين كانوا يعتقدون أن مفهوم الخطية متطابق فى الديانتين. كما أثّر الموضوع فى بعض الطلبة المسلمين الذين كانوا يتصورون أن المسيحية تُبيح جميع الخطايا ولا تضع لها ضوابط دينية أو أخلاقية، وهو تصور خاطئ شائع.■ ما أثر هذا الموضوع على العلاقات المسيحية الإسلامية؟ - كما ذكرت سابقًا، فإن فهم العقائد عمومًا، ومفهوم الخطية خصوصًا فى كل من المسيحية والإسلام، يُسهم فى بناء أرضية مشتركة للحوار. فمثلًا، الشذوذ الجنسى يُعد خطية فى المسيحية من الناحية الدينية والأخلاقية والاجتماعية، وهو كذلك فى الإسلام. ومن هنا، فإن فهم المسلم لرؤية المسيحى للخطية يجب أن يكون منسجمًا مع ما تعلنه كلمة الله فى الكتاب المقدس، والعكس صحيح. إن إدراكنا المتبادل لهذه المفاهيم لا يقتصر على "الخطية" فحسب، بل يشمل كل ما يتعلّق بالإيمان المسيحى والإسلامي، ويمهد لحوار حقيقى وفاعل على أرض الواقع.■ كيف يؤثر هذا المفهوم على الواقع المعاصر اليوم؟- فى الواقع، بدأ مفهوم الخطية ينفصل تدريجيًا عن جذوره الدينية، وأصبح يرتبط بمجموعة من المفاهيم الثقافية والاجتماعية المتنوعة. وقد ساهمت التيارات الدينية المختلفة داخل كل من المسيحية والإسلام فى تعقيد هذا المفهوم، حيث لم يعد الحكم الدينى هو المعيار الوحيد لتقييم تصرفات الأفراد، بل أصبح واحدًا من عدة معايير تشمل الأطر الثقافية والاجتماعية وحتى السياسية. فعلى سبيل المثال، يختلف تعريف الخطية لدى المسيحيين الليبراليين عن نظرائهم المحافظين أو أتباع لاهوت التحرير فى أمريكا اللاتينية. وهذا التباين لا يعكس فقط تنوع التوجهات اللاهوتية، بل يشير أيضًا إلى انتقال المفهوم من إطار دينى محدد إلى إطار أوسع يستند إلى مبادئ مثل قبول الآخر، والتسامح، واحترام التعددية. غير أن هذا "التحرر" من المفهوم الدينى جعل من الصعب الوصول إلى تعريف مشترك للخطية، بل وأضعف إمكانية الحكم الأخلاقى الموحد على الأفعال، مما زاد من صعوبة فهم الآخر وقبوله، إذ بات كل فرد أو تيار يُعرّف الخطية وفق مرجعيته الخاصة.■ ما المدة التى قضيتها فى كينيا؟- امتد البرنامج على مدار عامين دراسيين، تضمن دراسة مجموعة من المواد، كانت أبرزها مادة "العلاقات المسيحية الإسلامية"، والتى تُعد جوهر برنامج الماجستير فى سنته الأولى. وقد اشترط البرنامج أن يكون موضوع الرسالة مرتبطًا بأثره المباشر على هذه العلاقات. من هذا المنطلق، وقع اختيارى على "مفهوم الخطية"، لما لاحظته من سوء فهم مشترك يحيط به، خاصة فى السياق المعاصر، سواء من الطرف المسيحى أو الإسلامي. فقد رأيت أن توضيح هذا المفهوم يسهم فى تصحيح كثير من التصورات المغلوطة، ويمهّد لحوار أكثر عمقًا وصدقًا بين الطرفين. أما فى السنة الثانية، فكان على الطالب إعداد مقترح الرسالة والدفاع عنه أولًا، ثم كتابة الرسالة الكاملة وتقديم الدفاع النهائى أمام اللجنة الأكاديمية.■ ما أبرز سمات الحياة فى كينيا وأهم معالمها؟- كينيا دولة زراعية فى المقام الأول، وتتميز بمناخ استوائى معتدل، حيث تهطل الأمطار الموسمية على مدار ما يقرب من تسعة أشهر متواصلة فى بعض المناطق. وعلى عكس ما هو مألوف فى مصر، فإن فصول السنة فى كينيا تختلف تمامًا؛ ففصل الشتاء يبدأ من شهر مايو ويمتد حتى يناير أو فبراير من العام التالي، بينما يكون الصيف فى الأشهر الأخرى، مصحوبًا بدرجات حرارة تصل غالبًا إلى 30 درجة مئوية، مما يؤدى إلى نزوح مياه المحيط طوال العام نحو السواحل.تُعد كينيا من الوجهات السياحية الشهيرة، لما تتمتع به من طبيعة خلابة، حيث تضم عددًا كبيرًا من المحميات الطبيعية والغابات المفتوحة التى تحتوى على تنوع كبير من الحيوانات البرية، بالإضافة إلى الشواطئ الجميلة على المحيط، خصوصًا فى مدينة ممباسا. ويزور البلاد عدد كبير جدًا من السياح سنويًا للاستمتاع بهذه المظاهر الطبيعية. أما العاصمة نيروبي، فهى مدينة حديثة تضم العديد من المبانى المرتفعة والمراكز التجارية الكبرى (المولات)، وتُعد من أكثر مدن كينيا تطورًا من حيث البنية التحتية والخدمات.المجتمع الكينى يتميز بالبساطة والانفتاح، فهو مجتمع مسالم ومحب، يكاد يخلو من الشجار والعنف فى الحياة اليومية، ويُلاحظ أن عدد المدخنين قليل جدًا، مما يعكس طبيعة صحية إلى حد كبير.أما من الناحية التعليمية، فإن التعليم يُعتبر قيمة أساسية فى المجتمع الكيني، وتُعتمد ثلاث لغات رئيسية فى الحياة اليومية:1. لغة القبيلة، وهى اللغة الأم.2. اللغة السواحلية، وهى اللغة المشتركة بين مختلف القبائل والمجتمعات.3. اللغة الإنجليزية، وهى اللغة الرسمية وتُستخدم على نطاق واسع، ويتحدث بها الجميع، من الكبار إلى الصغار، بطلاقة.■ كيف تتعايش الطوائف المسيحية والأديان الأخرى فيها؟تُعد المسيحية الديانة الأكثر انتشارًا فى كينيا، حيث يُقدَّر أن أكثر من 80٪ من السكان يدينون بالمسيحية، بمختلف طوائفها. أما الإسلام، فيمثل نحو 11٪ من السكان، وهو منتشر بشكل خاص فى المناطق الساحلية مثل ممباسا ولامو، بالإضافة إلى بعض المناطق الشمالية الشرقية القريبة من حدود الصومال. صحيح أن بعض المسلمين فى كينيا من أصول صومالية أو إثيوبية، لكن نسبة كبيرة منهم يحملون الجنسية الكينية ويُعدّون جزءًا أصيلًا من النسيج الوطني.فى المجتمع الكيني، تُعتبر حرية المعتقد قيمة أساسية ومحترمة. فلا يُسمح لأى شخص أن يُسأل عن دينه، ولا يجرؤ أحد على التدخل فى معتقدات الآخرين. لكل فرد مطلق الحرية فى عبادة ما يشاء، سواء كان مسيحيًا أو مسلمًا أو يهوديًا أو هندوسيًا أو حتى لا دينيًا، ما دام لا يفرض معتقده على الآخرين بالقوة أو الإكراه.هذا المبدأ فى احترام الحرية الدينية ترسّخ بشكل أعمق بعد تفجير السفارة الأمريكية فى نيروبى عام 1998، حيث بادر قادة الأديان إلى تنظيم لقاءات مشتركة للدعوة إلى السلام ونبذ العنف والتطرّف، مما عزّز ثقافة التعايش والتسامح الديني.ومن مظاهر هذا التعايش أيضًا أن الزواج فى كينيا لا يُقيَّد بالدين، بل يمكن أن يتم بين أشخاص من ديانات مختلفة، طالما هناك محبة وإخلاص واحترام متبادل. ومن الطبيعى أن تجد فى العائلة الواحدة أفرادًا مسيحيين ومسلمين يعيشون فى تناغم. فالتنوع الدينى لا يُنظر إليه كتهديد، بل يُعتبر وسيلة للحفاظ على وحدة الأسرة واستقرار المجتمع.