
حمدي رزق : مصر قدس الأقداس
بقلم : حمدي رزق
الله يرحمه طيب الذكر الفيلسوف جمال حمدان، يقول عن مصر : 'أقدم وأعرق دولة في الجغرافيا السياسية للعالم، غير قابلة للقسمة على اثنين أو أكثر مهما كانت قوة الضغط والحرارة. مصر هي 'قدس أقداس' السياسة العالمية والجغرافيا السياسية'.
صدق الفيلسوف، مصر عصية على التقسيم أو التقزيم ، وكما كتب 'إسماعيل الحبروك' وتغنت 'نجاح سلام'، تفوت عليكي المحن، ويمر بيكي الزمان، وانتى أغلى وطن، وانتى أعلى مكان، ومهما كان انتى مصر' حفظ الله مصر وشعبها وجيشها من كل سوء .
في إقليم مضطرب تعمه الفوضى، وتملأ سماؤه أزيز المسيرات، وتخرق صواريخه حاجز الصوت (الفرط صوتية)، ويسقط المدنيين بالآلاف ضحايا، وتتداعى دول عريقة، وتسقط عواصم شقيقة، ويجتاح مغول العصر الشام، ويقطع الحوثيون البحر، وتتربص تركيا بالغاز، وتبحث موسكو عن موطئ قدم دافيء يعوضها عن اللاذقية، وتتمدد الصين في الجوار الأفريقي، وترسم واشنطن خرائط العالم القديم بتوقيع دونالد ترامب.
قدرها، قدر مصر، دول القلب دوما ممتحنة، ومصر في قلب الفوضى الضاربة، تذب عن وجهها الصبوح المسيرات، وتحافظ على مقدراتها من الصواريخ العابرة، وتحمي حدودها، وتحابي على شعبها، وتسلح جيشها، وتبني مدنها ، وتستثمر في البشر والحجر، وتتشوف مستقبل شبابها، وتبحث عن ضالتها الاستثمارية.. إن ذلك لمن عزم الأمور.
مصر ترسم نفسها بلد الأمن والأمان ، وأدخلوها بسلام آمنين ، وهكذا جبلت منذ فجر التاريخ، تنام وتصحو على آذان السلام، تنادي من فوق ماذنها بالسلام، وعنوانها السلام، وفيها مدينة السلام .
مصر المقدرة في القران والانجيل والتوراة ، لا تعادي ولا تعتدي ، معتمدة سياسة حسن الجوار، ودينها وديدنها السلام، وعينها وعبادتها السلام، لا تعرف سوى لغة السلام، وتحمي سلامها بقوة رشيدة عاقلة.
فلسفتها الراسخة في كتب العلوم الإنسانية، ما يحل بالسلام لا تحله الحرب، والحرب ليست واردة في القاموس المصري المعاصر، وإن جنحوا للسلم، وفي الوقت نفسه وأعدوا لهم ما استطعتم..
عبقرية مصر التي ألهمنا إياها الفيلسوف ' جمال حمدان' ، تتحدث عنها الخطوب التي تدق الرءوس في الإقليم المضطرب، وياما دقت علي الرءوس طبول، مصر تتحدث عن نفسها بكلمات شاعر النيل 'حافظ إبراهيم' غناء كوكب الشرق 'أم كلثوم' (كم بغت دولة عليّ وجارت، ثم زالت وتلك عقبى التعدي، إنني حُــرة كســرت قـيودي، رغم أنف العدا وقطعت قيدي).
لسان الحال، سؤال، كيف تنأى بشعبك وجيشك وحضارتك، وأنت محاصر من خاصرتك بحلقة نار موقدة، كيف تبرد حدودك من لهيب الحرب، وتحافظ على أرضك سالمة، وتقف سدا منيعا امام مخططات توسعية تنتمي إلى عصر (لعبة الأمم) ؟
كيف ترسم خطوطك الحمراء، وكيف تحافظ على خطوطك وحظوظك، كيف تقنع عالم مجنون بحقك وشعبك في الحياة الهادئة الهانئة المستقرة ؟
عبقرية المكان مجسدة في عبقرية شعب يحب الحياة، ويدافع عن حقه في الحياة، ولا يرتضي بغير الحياة بديلا، شعب عظيم علم العالم معنى الحضارة، موروثه إنساني اخلاقي حضاري، نتاج عصور البناء والعمران، ( فقه العمران ) نشأ على ضفتي وادي النيل الخصيب.
عبقرية مصر الحاضرة في مصداقية قيادتها الحكيمة التي تفي بالوعود والعهود، ولا تبرم اتفاقيات سرية، وتتعاطى بشفافية، ولا تجيد اللف والدوران، وأقصر الطرق لديها الخط المستقيم.
استقامة السياسة الخارجية المصرية محل اعتبار من دعاة السلام، وعنوانها من كلام الرئيس السيسي ' مصر تتعامل بشرف في زمن عز فيه الشرف '.
عبقرية الشعب المصري في صبره، صبر جميل، و ( دبلوماسية الصبر الجميل ) كانت محل اتفاق مع الدكتور ' بدر عبد العاطي ' وزير الخارجية في لقاء جمعنا أخيرا، واتفقنا على أن مصداقية القيادة المصرية، حفظت لمصر مكانا معتبرا على كل طاولة سلامية تمد، وثقة الفرقاء في مصداقية الموقف المصري وحكمته، لا يختلف عليها حتى ألد الأعداء، وعبقرية السياسة الخارجية المصرية سرها في المصداقية التي باتت عنوان القاهرة الأثير.
جمال حمدان : عبقرية المكان والزمان
دعاة السلام يحجون لقدس الأقداس في المنطقة، ضالتهم في القاهرة، لو تمنح جائزة نوبل للعواصم لاستحقتها القاهرة عاصمة السلام في العالم ، لا يصدر عن القاهرة سوى دعوات السلام وإيقاف الحروب .
تحليل مضمون البيانات القاهرية جميعا، تبدأ وتنتهي بالدعوة للسلام.
وهذا لا يعجب الذي في قلبه مرض، والغرض مرض، ومرضى القلوب يتعبهم موقف القاهرة، يفكرون يتساءلون في جنون، كيف نجت القاهرة من حروب الإقليم، كيف حافظت علي حدودها من مخطط التفكيك والتقسيم، تقسيم 'المقسم' وتجزئة 'المجزأ' نظرية الأمن الصهيوني، لم تفلح مع القاهرة، لماذا؟
الاجابة في عبقرية المكان الذي تحدث بها جمال حمدان 'مصر غير قابلة للقسمة على اثنين أو أكثر مهما كانت قوة الضغط والحرارة' والحرارة والضغط الدولي لا يطاق، ولكنها مصر الصابرة على الأذى، ومهما كان انتى مصر. وكل خطوة بنصر. نعيش لمصر. ونموت لمصر. مصر مصر. تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.
Tags:
حمدي رزق
قدس الأقداس
مصر

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأسبوع
منذ ساعة واحدة
- الأسبوع
قافلة دعوية كبرى للواعظات بالفيوم لمواجهة التنمر وتعزيز ثقة الأطفال
أحمد وفدي انطلقت اليوم الجمعة، قافلة دعوية كبرى للواعظات نظمتها مديرية أوقاف الفيوم بإدارة مركز جنوب، تحت عنوان: "آفة التنمر وأثرها على فقدان الثقة لدى الأطفال"، وذلك ضمن برنامج القوافل الدعوية للواعظات، وتنفيذًا لتوجيهات الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، وبرعاية مدير المديرية الشيخ سلامة عبد الرازق، وبإشراف مدير الدعوة الشيخ يحيى محمد، وبمشاركة نخبة من الواعظات المتميزات. تأتي هذه القافلة في إطار جهود وزارة الأوقاف لنشر الفكر الوسطي المستنير، وترسيخ القيم الأخلاقية والمجتمعية، ومواجهة مظاهر الانحراف السلوكي، لا سيما ما يتعلق بضعف منظومة القيم وتراجع الثقة لدى الأطفال نتيجة التنمر. وأكدت الواعظات أن التنمر يعني الانتقاص أو الاستهزاء بالآخرين أو السخرية منهم وذكر عيوبهم بطريقة تنال من كرامتهم، سواء بالقول أو الفعل أو الإشارة أو الحركة، وهو خلق ذميم يتنافى مع الفطرة السليمة والأخلاق القويمة. وشدد الشرع الحنيف على تحريمه، حيث يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}. كما يقول سبحانه: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ}، ويقول النبي ﷺ: (بِحَسْبِ امرِئٍ من الشَّرِّ أنْ يَحْقِرَ أخاهُ المسلِمَ، كلُّ المسلمِ على المسلمِ حرامٌ، دمُهُ، ومالُهُ، وعِرضُهُ). وتؤكد المديرية أن هذه القوافل الدعوية تستهدف بناء الشخصية المصرية على أسس دينية ووطنية، وترسيخ ثقافة الانضباط الذاتي، ونشر الوعي المجتمعي لمواجهة الظواهر السلبية مثل التنمر.

الجمهورية
منذ ساعة واحدة
- الجمهورية
استهداف الأوطان وترويع الآمنين.. جريمة في حق الوطن والدين
قال العلماء إن حرق المنشآت حرام شرعا وفساد في الأرض.. وطالبوا بمحاكمة سريعة لكل من يخرج علي القانون ويتسبب في إثارة الفوضي و الأعمال التخريبية. ثمّن فضيلة أ.د نظير محمد عياد. مفتي الجمهورية. رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم. الجهود الوطنية المخلصة التي تبذلها الدولة المصرية بكافة أجهزتها ومؤسساتها للتصدي لمحاولات المساس بأمن الوطن والمواطن. مؤكدًا أن هذه الجهود تُجسد يقظة دائمة ووعيًا عميقًا بمسؤولية حماية البلاد. أكد فضيلة مفتي الجمهورية أن استهداف الأوطان وترويع الآمنين جريمةى دينية ووطنية وأخلاقية. تتنافي وتعاليم الدين الإسلامي الذي عظّم حرمة الدم. وجعل الاعتداء علي النفس المعصومة عدوانًا علي الإنسانية جمعاء. لقوله تعالي: ¢مَنْ قَتَلَ نَفْسًا¢ بِغَيْرِ نَفْسي أَوْ فَسَادي¢ فِي ¢لْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ ¢لنَّاسَ جَمِيعًا¢. مشددًا علي أهمية ترسيخ الوعي واليقظة لدي جميع فئات المجتمع. لا سيما في ظل ما تتعرض له الدول من تهديداتي ومخططاتي آثمة. تُوجب علينا جميعًا ــ من منطلق المسؤولية الشرعية والوطنيةــ أن نتصدي لها بكل قوةي وحزم» حمايةً لأمننا وصيانةً لمكتسبات وطننا العزيز. خارجون علي شرع الله يقول الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر إن ما كان مخططا له من تخريب واعتداء علي المنشآت العامة والخاصة أمر يحزن كل مخلص لهذا البلد فكل الذين يخربون أو يشعلون النار في منشآت الدولة ليسوا من أبناء مصر الحقيقيين الذين يحافظون علي أمنها وسلامة منشآتها بل ويضحون بأرواحهم في الدفاع عنها فالذين يقومون بهذه الأعمال خارجون علي شرع الله الذي يدعو إلي المحافظة علي ممتلكات الآخرين وعلي أنفسهم وأعراضهم وهؤلاء قد انتهكوا كل هذه الحدود واعتدوا علي الأموال والأنفس والأعراض.. وبالتالي فإن كل من يثبت عليه أنه اشترك في هذه المآسي يجب أن يعامل بالقانون معاملة عادلة تحاسب المسيء وتبريء البريء. وعن العقوبة الشرعية للمخربين في الأرض من قتل إنسانا معصوم الدم بغير حق فإن عقوبته تكون القصاص منه لقتله وإزهاق روحه بعدما تثبت عليه هذه الجريمة ثبوتا لا شبهة فيه مثلما حدث مع المهندس الذي راح ضحية الإرهاب.. وقد ذكر القرآن الكريم أن النفس بالنفس.. وذكر أيضا أن قتل القاتل والقصاص منه واجب شرعا فقال سبحانه وتعالي "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون". أما عقوبة الاعتداءات والخروج علي نظام الدولة وأمنها وسلامتها والتورط في الأعمال التي تسيء إليها وتعطل مصالح الناس فيها وتجعلهم غير آمنين علي أنفسهم وأموالهم وأعراضهم فهؤلاء يعاملون بأنهم مفسدون في الأرض لأنهم يخربون فيها ولا يعمرون وهم الذين يبثون الخوف والفزع في قلوب الآمنين وبالتالي يطبق عليهم حد الحرابة وهذا ما قاله بعض أئمة المالكية لأنهم اعتدوا علي الأموال والأنفس بغير حق في مكان لا يسرفه الغوث والمعتدي عليه لا يملك حتي ولو كانت في داخل المدينة فإن المعتدي فيها يكون محاربا لله ورسوله ويطبق عليه هذا الحد لأنه تطبيقه ليس شرطا أن يكون لقطع الطريق والاعتداء عليه في الصحراء أو بعيدا عن العمران ويكتفون بأن المعتدي عليه أو علي عرضه أو ماله يكون في وضع لا يستطيع أن يدركه من يغيثه ضد هذا الاعتداء. أكد د. عبد العليم شرف أستاذ التربية بجامعة الأزهر أن مناهضة الإسلام للفوضي يأتي من منطلق كونها سبيلا لانهيار الدولة وسقوط نظامها في أعين الأفراد ومقدمة لتجرؤهم علي اختراق مبادئها مستقبلا. أشار إلي أن احترام القواعد القانونية العامة أصلا من الأصول الثابتة التي لا يمكن لأي شخص تجاوزها مهما كانت الدوافع باعتبار أن ذلك يحفظ النظام والاستقرار لأمن الوطن.. لافتا إلي أن من عناية الله بالإنسان أن حرم الاعتداء عليه بالقتل أو بما دون ذلك من قطع أو جرح وتعددت الآيات القرآنية التي تنهي وتحذر من قتله بغير حق قال تعالي "ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق" وجعل الله ذلك وصية منه لعباده. أضاف أن من تعظيم حرمة الدماء في الإسلام أن الله جعل التعدي علي حياة شخص واحد يعد تعديا علي حياة الناس جميعا حيث قال سبحانه "من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا". كما أن الشريعة الإسلامية أولت عناية كاملة بحقن الدماء وصونها كما حفظتها الشرائع السابقة. فنهت عن القتل المحرم والغدر وكل سبب يؤدي إلي إهدار حفظ هذا القصد إلا ما أذنت فيه. أشار إلي أنه لما بين الله تعالي حكم القتل الخطأ شرع في بيان حكم القتل العمد فقال "ومن يقتل مؤمنا متعمدا" وهذا تهديد شديد ووعيد أكيد لمن تعاطي هذا الذنب العظيم الذي هو مقرون بالشرك بالله في غير ما آية في كتاب الله. أكد أن القتل جريمة نكراء يهتز لها عرش الرحمن وتضطرب منها الدنيا فقد قال صلي الله عليه وسلم "لزوال الدنيا أهون علي الله من قتل رجل مسلم" فدم رجل مسلم واحد أغلي عند الله سبحانه وتعالي من الدنيا وما فيها. وهذا الأمر موجه للذين استأجروا واستعملوا. استأجروا وهم من ساقطي الهمة من المنتسبين للإسلام بالبطاقة ومن العملاء ومحترفي الإجرام الذين استؤجروا لضرب المسلمين. يغرون صغارهم بالأموال ويلوحون لكبارهم بأحلام المناصب. لكن أين هم من عقاب الرحمن. تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

يمرس
منذ 2 ساعات
- يمرس
توافد جماهيري غير مسبوق الى ساحات نصرة غزة
وكان السيد القائد -يحفظه الله- دعا الشعب اليمني إلى الخروج المليوني غير المسبوق اليوم الجمعة نصرةً للشعب الفلسطيني وغزة. وقال السيد القائد في خطابه أمس حول آخر التطورات: إننا في مرحلة استثنائية مع التخاذل الفظيع المخزي من معظم البلدان الإسلامية، موضحًا أنه في ظل المعاناة والمأساة غير المسبوقة التي يعيشها الشعب الفلسطيني ينبغي أن يكون الخروج المليوني غدًا غير مسبوق. وأكد أن نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم فيما يعانيه من ظلم ومأساة واجب إنساني وأخلاقي يدفع إليه الشعور الإيماني والإنساني، آملاً أن يكون الخروج المليوني واسعًا في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات والمديريات. وخاطب السيد القائد الشعب اليمني قائلًا: "خروجكم المستمر في كل أسبوع بهذا الزخم العظيم هو جهاد لن يضيع عند الله، وهو يرسخ المعاني والقيم الإيمانية والإنسانية". وأشاد السيد القائد بالمظاهرات والوقفات في الجمعة الماضية، مؤكدًا أنها كانت حاشدة وكبيرة وعظيمة ولائقة بشعبنا.