logo
الـ AI.. جبهة الحرب الباردة الرقمية بين واشنطن وبكين

الـ AI.. جبهة الحرب الباردة الرقمية بين واشنطن وبكين

سكاي نيوز عربيةمنذ 8 ساعات

في هذا السياق المتسارع، تتكثف التحركات من الجانبين، ويتحوّل الذكاء الاصطناعي من ساحة اختبار تقني إلى ورقة استراتيجية في صراع النفوذ الجيوسياسي ، فما بين التشريعات الأميركية، والحظر التكنولوجي، وتوسيع التحالفات الرقمية، تتحرك واشنطن لتعزيز موقعها، بينما تستمر بكين في تقليص الفجوة والانطلاق بخطى واثقة نحو قيادة النموذج القادم للعالم الرقمي.
وسط هذا السباق، تتعقد حسابات الدول الأخرى، إذ صار خيار "الحياد الرقمي" صعباً، في عالم الذكاء الاصطناعي ومعايير التحكم في البيانات.
ثلاثة أحداث
في هذا السياق، يشير تقرير لمجلة thediplomat، إلى ثلاثة أحداث وقعت الشهر الجاري، تكشف عن أن التنافس بين الولايات المتحدة والصين على الذكاء الاصطناعي قد دخل مرحلة جديدة وأكثر خطورة، وهي كالتالي:
أولًا: عقدت جلسة استماع في مجلس الشيوخ بعنوان "الفوز في سباق الذكاء الاصطناعي"، عبر خلالها المشرعون الأميركيون عن مخاوفهم من تآكل تفوق الولايات المتحدة على الصين بسرعة.
ثانياً: الحظر الأميركي الشامل على رقائق الذكاء الاصطناعي من هواوي ، والذي امتد عالمياً.
ثالثاً: زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط (في الجولة الخليجية التي ضمت السعودية وقطر والإمارات) لتوقيع صفقات ضخمة في قطاع الذكاء الاصطناعي مع حلفاء إقليميين رئيسيين.
تُبرز هذه الأحداث المستقلة جهوداً مترابطة، تعكس قلقاً أعمق من جانب الولايات المتحدة؛ فالصين لم تعد تكتفي بمواكبة الركب في أداء الذكاء الاصطناعي؛ بل أصبحت تُحدد وتيرة التقدم وتُشكل القواعد بشكل متزايد. ولن تسمح الولايات المتحدة بحدوث ذلك.
وفق التقرير، فإن هذه الأحداث الثلاثة مجتمعة تشير إلى تحوّل في سباق الذكاء الاصطناعي من الاحتواء الاستراتيجي إلى تشكيل التكتلات، إذ لم يعد الأمر يقتصر على نماذج الذكاء الاصطناعي فحسب، بل أصبح يشمل المعايير والتبني، وبنية النظم البيئية الرقمية العالمية.
في يوم 8 مايو، شهد مسؤولون تنفيذيون من OpenAI وMicrosoft وCoreWeave وAMD أن تقدم الولايات المتحدة على الصين في مجال الذكاء الاصطناعي قد تقلص نسبياً.
وفي وقت مبكر من العام، صدم نموذج DeepSeek الصيني - الذي تم تطويره بميزانية محدودة ولكنه تنافسي مع نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة من الشركات الأميركية - الكثيرين في واشنطن.
وردد الشهود هذا الشعور، وقارنوه بـ " لحظة سبوتنيك الذكاء الاصطناعي "، مستحضرين قلق الحرب الباردة الذي أثاره إطلاق القمر الصناعي السوفيتي في العام 1957.
ويشير التقرير إلى أنه بينما تواصل الولايات المتحدة ريادتها في الابتكار الرائد، فإن قدرتها على التوسع متأخرة. على سبيل المثال، تأخر مركز بيانات Microsoft بقدرة 400 ميغاوات في ويسكونسن لسنوات بسبب الامتثال البيئي. بينما على النقيض من ذلك، يمكن للصين نشر بنية تحتية مماثلة في غضون أشهر، مدعومة بتكاليف طاقة أقل وتنسيق مركزي.
ولم يعد السباق بين القوتين العظميين الرائدتين في مجال الذكاء الاصطناعي صراعاً على الأجهزة أو أسواق النمو، بل أصبح تنافساً عالمياً على من يبني العالم الرقمي ويحكمه ويسيطر عليه.
من جانبه، يقول استشاري العلوم الإدارية وتكنولوجيا المعلومات في شركة G&K، عاصم جلال، في تصريح خاص لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن:
"الولايات المتحدة كانت وما زالت إلى حد كبير القوة العظمى المهيمنة، وقد يستمر هذا الوضع لعقود قادمة، رغم أن الصين بدأت مؤخراً تُشكّل منافسة حقيقية".
"الوضع القديم الذي تهيمن فيه أميركا لا يزال حاضراً في الذاكرة الجمعية ولم يتغير جذرياً بعد، مما يجعل الولايات المتحدة تميل إلى استخدام سياسة (العصا) عند فرض مواقف معينة، عبر الحظر والعقوبات، في حين تعتمد الصين على سياسة (الجزرة)، من خلال توفير المنتجات بأسعار منخفضة أو حتى مجاناً أحياناً، إلى جانب تسهيلات في الدفع ودعم مباشر".
ويشير إلى أن "الذكاء الاصطناعي يمثل ورقة استراتيجية بالغة الأهمية في ترسانة كل من الولايات المتحدة والصين، لكن الولايات المتحدة لا تزال تحتفظ بتفوق نسبي في مجال الرقائق الإلكترونية، والتي تُعد العمود الفقري لتقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة".
ويتابع: "هذه الرقائق تُنتَج في تايوان باستخدام تقنيات أميركية ويابانية وهولندية، وتُهيمن أميركا على هذه المنظومة بشكل شبه كامل، خاصة من خلال شركات مثل إنفيديا ، ما يجعلها ورقة رابحة في التوازنات التقنية والاقتصادية العالمية".
سباق متسارع
ويذكر تقرير لمعهد تشاتام هاوس، أن سباق الهيمنة على الذكاء الاصطناعي يتسارع، في وقت تعكس فيه التحركات الأخيرة لواشنطن وشركات التكنولوجيا الأميركية الكبرى محاولةً لإجبار الدول الأخرى على اتخاذ خيارٍ ثنائي: هل ستُزوّدها أميركا بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أم الصين؟
وأشار التقرير إلى تصريحات رئيس شركة مايكروسوفت براد سميث، في جلسة استماع بمجلس الشيوخ حول الذكاء الاصطناعي، عندما قال "إن العامل الأول الذي سيحدد ما إذا كانت الولايات المتحدة أو الصين ستفوز في هذا السباق هو التكنولوجيا التي سيتم اعتمادها على نطاق واسع في بقية العالم".
ويضيف التقرير: خوفاً من التحدي الذي تمثله بكين، اتخذت الولايات المتحدة مؤخراً عدة خطوات لتعزيز جاذبية عروضها في مجال الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك حملة ترويجية في أوروبا. وكانت العلاقات قد وصلت إلى أدنى مستوياتها في فبراير، عندما اتهم نائب الرئيس الأميركي، جيه دي فانس، الاتحاد الأوروبي بالتجاوزات التنظيمية والعداء غير الديمقراطي لحرية التعبير في خطابه في ميونيخ.
بينما في الأسابيع الأخيرة شهدت العلاقت تحولًا في نبرة الخطاب الأميركي تجاه أوروبا، إذ وصف نائب الرئيس العلاقة بأنها "ضمن فريق واحد"، تزامنًا مع سلسلة تحركات لترويج البنية التحتية للذكاء الاصطناعي بقيادة أميركية. كما أعلنت مايكروسوفت التزامها ببناء مراكز بيانات سيادية في أوروبا تحترم قوانينها، بينما أطلقت شركة OpenAI مبادرة لدعم الدول الراغبة في تطوير الذكاء الاصطناعي ضمن أطر ديمقراطية، مؤكدة التنسيق المباشر مع الحكومة الأميركية.
وبشكل مفاجئ، دفعت إدارة ترامب لتخفيف قيود تصدير الشرائح المتقدمة، ما قد يصب في مصلحة شركات أميركية مثل NVIDIA، ودول مثل الهند وسنغافورة وماليزيا التي كانت تواجه قيودًا صارمة. ومن شأن هذه التغييرات تؤكد أن ميدان التنافس لم يعد يقتصر على الابتكار، بل امتد ليشمل البنية التحتية الرقمية العالمية، في وقت تتمتع فيه الصين بقدرة كبيرة على نشر تقنياتها على نطاق واسع، خاصة في الجنوب العالمي، وفق التقرير.
ويشير التقرير نفسه إلى أنه رغم ضغوط الولايات المتحدة لحمل الدول على اتخاذ قرار حاسم، إلا أن العديد من الدول ما زالت تفضل الموازنة بين القوتين العظميين بدلًا من الانحياز.
وإلى ذلك، يوضح الخبير التكنولوجي، العضو المنتدب لشركة "أي دي تي" للاستشارات والنظم التكنولوجية، محمد سعيد، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" أن:
"المشهد الحالي معقّد جداً.. والتكنولوجيا باتت تفرض نفسها كسلاح جديد في ترسانة الدبلوماسية الأميركية، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، الذي أصبح محوراً رئيسياً للتنافس بين القوى الكبرى".
الولايات المتحدة لا تروّج لتقنياتها المتقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي باعتبارها أدوات لتنمية اقتصادية فقط، بل تسعى لاستخدامها كوسيلة لتعزيز نفوذها الاستراتيجي، لا سيما في المناطق التي تُعد من الأكثر حيوية في العالم.
الاستراتيجية الأميركية الجديدة تمثل تحولًا واضحًا عن النهج السابق. فبعد أن شهدنا مرحلة من القيود المفروضة على صادرات رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة لدول معينة، بدأت المؤشرات مؤخرًا تُظهر اتجاهًا نحو تيسير هذه القيود تجاه الحلفاء الموثوقين.
الهدف من ذلك، كما أراه، هو تمكين عمالقة التكنولوجيا الأميركية من الدخول بقوة إلى تلك الأسواق، ومنها أسواق الخليج، التي تتمتع بطموحات كبيرة واستعداد لضخ استثمارات ضخمة في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.
ويستطرد: "إن ما يحدث اليوم ليس مجرد بيع شرائح أو أجهزة، بل هو بناء شراكات استراتيجية عميقة تضمن استمرار النفوذ التكنولوجي الأميركي في المنطقة على المدى الطويل"، منبهاً إلى أنه "من ناحية أخرى، لا يمكن تجاهل الحضور الصيني، ذلك أن بكين تقدم عروضًا تكنولوجية متكاملة بطابع مختلف، تشمل الجيل الخامس، والمدن الذكية، والبنية التحتية السحابية، مع تركيز ملحوظ على مسألة "السيادة على البيانات"، وهي نقطة تهم العديد من الدول التي تحرص على التحكم الكامل في معلوماتها.
ويضيف: "من وجهة نظري، قد يكون النموذج الصيني أكثر جاذبية في بعض الحالات، نظرًا لبساطته وقلة تعقيد شروطه مقارنةً بالعروض الأميركية التي غالبًا ما تتضمن اشتراطات متعلقة بأمن البيانات وسلاسل الإمداد"، مشدداً على أن "هذا التنافس بين واشنطن وبكين يضع الدول الأخرى في موقع تفاوضي قوي حيث يمكنها الاستفاده من الجانبين لتحقيق أهدافها التنموية بأفضل الشروط الممكنة".
ويختتم حديثه قائلاً:
"في النهاية، أرى أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة تقنية، بل أصبح عنصرًا رئيسيًا في لعبة النفوذ. تسعى واشنطن إلى ترسيخ موقعها كشريك تكنولوجي موثوق، في حين تعرض الصين نفسها كشريك شامل في بناء المستقبل الرقمي".
هذا المشهد سيواصل تطوّره، وستكون خيارات الدول الأخرى، بما فيها دول الخليج في تبنّي هذه التقنيات عنصرًا حاسمًا في إعادة تشكيل موازين القوى في المنطقة خلال السنوات المقبلة".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

النماذج اللغوية والبحث الأكاديمي
النماذج اللغوية والبحث الأكاديمي

صحيفة الخليج

timeمنذ 20 دقائق

  • صحيفة الخليج

النماذج اللغوية والبحث الأكاديمي

سلطت دراسة جديدة أجرتها جامعة ماساتشوستس الأمريكية الضوء على التأثير العميق لنماذج اللغات الكبيرة في مشهد البحث الأكاديمي. تتمتع هذه النماذج اللغوية المتطورة بالقدرة على معالجة كميات هائلة من البيانات النصية، وتوليد استجابات متماسكة، بل المساعدة على صياغة فرضيات البحث. ونتيجةً لذلك، تتوسع آفاق البحث الأكاديمي، وتُكشف آفاق جديدة للاستكشاف. أصبحت نماذج اللغات الكبيرة، التي تتميز بحجمها الهائل وتعقيدها، أدواتٍ لا غنى عنها في مجال البحث الأكاديمي. فباستخدام خوارزميات التعلم الآلي المتقدمة، تستطيع هذه النماذج تحليل النصوص وتفسيرها وتوليدها بمستوى كفاءة لم يكن من الممكن بلوغه سابقاً. وأحدثت هذه القدرة ثورةً في عملية البحث، ما مكن الباحثين من التعمق بمواضيع معقدة واستخلاص رؤى قيمة من مستودعات معلومات هائلة. ومن أهم فوائد دمج برامج الماجستير في القانون بالبحث الأكاديمي تعزيز كفاءة البحث بشكل ملحوظ. إذ تستطيع هذه النماذج تقليص مجموعات البيانات الضخمة بسرعة، وتحديد الأنماط، واستخلاص المعلومات ذات الصلة، ما يُبسط عملية البحث ويُسرع وتيرة الاكتشاف. ومن خلال أتمتة جوانب معينة من تحليل البيانات وتفسيرها، يمكن للباحثين تركيز جهودهم على مهام أكثر تعقيداً تتطلب براعة بشرية وتفكيراً نقدياً. وتُعزز برامج الماجستير في القانون أيضاً تعاوناً أكبر بين مختلف التخصصات الأكاديمية. فمن خلال توفير إطار عمل لغوي مشترك وتسهيل التواصل بين الباحثين من مختلف المجالات، تُكسر هذه النماذج الحواجز التقليدية وتُشجع التعاون بين التخصصات. ويؤدي هذا التعاون المتبادل للأفكار والخبرات إلى مشاريع بحثية مبتكرة تتجاوز حدود التخصصات وتُحقق إنجازات متعددة التخصصات. مع أن دمج برامج الماجستير في القانون بالبحث الأكاديمي يوفر مزايا عديدة، إلا أنه يطرح أيضاً تحديات ويثير اعتبارات أخلاقية مهمة. ويجب معالجة القضايا المتعلقة بخصوصية البيانات، والتحيز في اتخاذ القرارات الخوارزمية، والاستخدام المسؤول لتقنيات الذكاء الاصطناعي بعناية لضمان قوة نتائج البحث وشفافيتها وسلامتها الأخلاقية.

مكالمة الساعتين بين ترامب وبوتين.. كلمات دافئة.. لا وعود ملموسة لوقف إطلاق النار
مكالمة الساعتين بين ترامب وبوتين.. كلمات دافئة.. لا وعود ملموسة لوقف إطلاق النار

صحيفة الخليج

timeمنذ 31 دقائق

  • صحيفة الخليج

مكالمة الساعتين بين ترامب وبوتين.. كلمات دافئة.. لا وعود ملموسة لوقف إطلاق النار

«الجذور الحقيقية للصراع ممتدة».. كانت تلك كلمات صادمة صدرت عن رجل يُفترض أنه يسير على طريق السلام. إلا أنها تُجسد جوهر موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن ما يجب حله لتحقيق السلام، بعد أسابيع من تزايد الضغوط للمطالبة بوقف إطلاق نار فوري في أوكرانيا وغير مشروط لمدة 30 يوماً. وقبل ساعات من هذه التصريحات، ظهرت عبارة مختلفة قد تكون ترددت في أذني بوتين أثناء مكالمته التي استغرقت ساعتين مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: «هذه ليست حربنا». قال نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس في وقت سابق، إن الولايات المتحدة قد تنسحب من الحرب على الجانبين الدبلوماسي، والدعم العسكري لأوكرانيا، ما لم تتخذ روسيا خطوات نحو اتفاق سلام، وهي خطوات لا تبدي موسكو أي رغبة فيها. الانسحاب الأمريكي هو تماماً ما تأمله روسيا، ويبدو أن بوتين لتحقيق هذا الهدف الحلم، لا يحتاج إلى فعل شيء على الإطلاق سوى مواصلة نهجه. وبالنسبة لبوتين، بدا أن المكالمة مع ترامب أمس لم تكن بنفس القدر من الأهمية. عكس ترامب، الذي أجرى مكالمة استمرت ساعتين من المكتب البيضاوي، وسبقها بإعلان صاخب بأحرف كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي. لم يُفرغ بوتين جدول أعماله، بل اتصل من مدرسة للأطفال الموهوبين في منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود، وخصص وقتاً قصيراً لترامب ضمن جولة له، بحسب ما نشرت «نيويورك تايمز». وبعد المكالمة، كان واضحاً أن الرجلين نظرا إلى الحدث من زاويتين مختلفتين تماماً. وقال ترامب: «لو كنت أعتقد أن الرئيس بوتين لا يريد إنهاء هذا الوضع، لما تحدثت بالأصل، كنت سأنسحب فوراً، أظن أنه اكتفى من الحرب». وفي حين أعلن ترامب بتفاؤل على وسائل التواصل الاجتماعي، أن المكالمة كانت جيدة جداً، وأن روسيا وأوكرانيا وافقتا على بدء مفاوضات فورية نحو وقف إطلاق النار. أوضح بوتين في تصريحاته الخاصة، أنه لم يتزحزح عن مطالبه القصوى لإنهاء العنف. وظهر ترامب عقب المكالمة، وكأنه يتراجع عن ساحة الصراع. فقبل خمسة أيام فقط، كان الوسيط الحماسي الذي يسعى للجمع بين بوتين وزيلينسكي في لقاء محتمل بتركيا. لكنه بعد مكالمته مع بوتين الاثنين، اكتفى بالقول إن على أوكرانيا وروسيا أن تتحادثا مباشرة، «فقط هما يمكنهما ذلك». حتى إنه أشار إلى الفاتيكان، موطن البابا الأمريكي الجديد، كمكان محتمل للمفاوضات. وربما لا تزال الولايات المتحدة جزءاً من العملية، لكنها تتحدث كما لو أنها تريد من طرف آخر أن يتولى القيادة. - ترامب يعلن بدء مفاوضات فورية لوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا تتواصل المحادثات الحاسمة بين أطراف دولية رئيسية في محاولة للتوصل إلى سلام في أوكرانيا، وذلك في وقت أجرى فيه ترامب أمس اتصالات منفصلة مع كل من بوتين وزيلينسكي. وقال الرئيس الأمريكي، إن محادثاته مع بوتين كانت جيدة جداً، مشيراً إلى أن روسيا وأوكرانيا ستبدآن فوراً، مفاوضات نحو وقف إطلاق النار. واعتبر أن هذه المحادثات تمثل تقدماً، لكنه شدد على أنه يجب ترك تحديد شروط وقف إطلاق النار للطرفين المتحاربين أنفسهم. بينما، صرّح الرئيس الروسي للصحفيين، بأن بلاده مستعدة للعمل مع أوكرانيا للتوصل إلى مذكرة سلام، وأعرب عن استعداده لمناقشة تنازلات دون أن يوضح طبيعة هذه التنازلات. وأضاف أنه يريد معالجة الأسباب الجذرية للأزمة، لكنه أكد أن المفاوضات تسير في الاتجاه الصحيح. من جانبه، اقترح زيلينسكي عقد اجتماع رفيع المستوى يضم أوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، بهدف وضع حد للحرب. كما حثّ الولايات المتحدة على عدم النأي بنفسها عن المناقشات، مشدداً على أن ما نحتاج إليه هو استعداد مماثل من روسيا للدخول في محادثات جادة وذات مغزى. - هل يتدخل الفاتيكان في الأزمة الروسية الأوكرانية؟ قال ترامب إنه لا يعتقد أن مشاركة البابا ليو الرابع عشر في محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا تعني تقليص دور الولايات المتحدة، معرباً عن إعجابه بفكرة عقد المفاوضات في الفاتيكان. وأضاف ترامب: «أعتقد أنه سيكون أمراً رائعاً أن تُعقد في الفاتيكان، ربما يكون لذلك بعض الدلالة الإضافية، أعتقد أنه قد يكون مفيداً أيضاً». وأضاف: «هناك مرارة هائلة، وغضب كبير، وربما يمكن أن يساعد ذلك على التخفيف من هذا الغضب، لذلك، فإن عقدها بالفاتيكان في روما سيكون، برأيي، فكرة ممتازة» بحسب ترامب. وقال الرئيس الأوكراني للصحفيين مساء الاثنين، إنه تحدث إلى نظيره الأمريكي مرتين، الأولى قبل مكالمة ترامب مع بوتين، والثانية بعدها. وفي المكالمة التي جرت بعد حديث ترامب مع بوتين، ناقش زيلينسكي مع القادة الأوروبيين ضرورة فرض المزيد من العقوبات على موسكو. وأكد أن الولايات المتحدة لا تزال بحاجة إلى الضغط عليها للموافقة على تنفيذ عقوبات إضافية. وأشار زيلينسكي إلى أن مباحثات ستجري قريباً حول الموقع المحتمل للجولة المقبلة من المحادثات، والتي سيكون هدفها الأول التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وذكر أن تركيا وسويسرا والفاتيكان من بين المواقع المقترحة لاستضافة هذه المحادثات. - بوتين يرفض وقف إطلاق النار الفوري ويشترط تنازلات أوكرانية مكالمة الساعتين أنتجت الكثير من الكلمات الدافئة، لكن القليل من الالتزامات الملموسة. فلم يتفقا على وقف لإطلاق النار لمدة 30 يوماً في الوقت الراهن، ولم تتضمن إعلاناً عن لقاء مرتقب بين ترامب وبوتين. ولا أي إشارة إلى أن المفاوضات الموعودة ستكون على أعلى مستوى، أو مؤشرات على أن روسيا مستعدة لتقديم تنازلات بشأن مطالبها المستمرة منذ بدء الحرب. وربما كانت أكثر العبارات دلالة من واشنطن تلك التي قال فيها ترامب، إن شروط إنهاء الحرب سيتم التفاوض عليها بين الطرفين فقط أوكرانيا وروسيا. وصدر ذلك من الرجل الذي لطالما أكد أنه الشخص الوحيد القادر على إنهاء هذا الصراع. ولمّحت واشنطن منذ فترة إلى أن صبرها بدأ ينفد، وأن الإدارة الأمريكية قد تنسحب ببساطة من المشهد. وبالنسبة لأوكرانيا، سيكون ذلك كارثياً، خاصة إذا ترافق مع وقف الدعم العسكري والإنساني والاستخباراتي. ورغم أن القادة الأوروبيين ما زالوا يدعمون زيلينسكي بقوة، إلا أن هذا الدعم من دون المال والقوة الأمريكية قد لا يكون كافياً للحفاظ على قدرة أوكرانيا على المقاومة. وبحسب تحليل نشرته «شبكة CNN»، لا يمكن إجبار موسكو على تقليص أهدافها، إلا إذا واجهت حلف الناتو موحداً إلى أقصى حد. وقد تتعثر روسيا في اقتصادها، أو في احتياطياتها المالية، أو في قواها البشرية أو العسكرية، ويكفي تعثر عنصر واحد لتتوقف آلة الحرب عن الدوران. الوضع قاتم، لكن أوروبا لا تملك ترف الاختيار، أما أوكرانيا فلا تملك أي خيار على الإطلاق، ولا أحد يعلم حدود التنازلات التي قد يفرضها بوتين لوقف القتال.

روبيو: ترامب لم يقدم تنازلات لبوتين
روبيو: ترامب لم يقدم تنازلات لبوتين

صحيفة الخليج

timeمنذ ساعة واحدة

  • صحيفة الخليج

روبيو: ترامب لم يقدم تنازلات لبوتين

واشنطن - أ ف ب أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الثلاثاء، أن الرئيس دونالد ترامب لم يُقدّم أي تنازلات لروسيا، رافضاً الانتقادات الموجهة إليه بشأن سياسة إدارته تجاه أوكرانيا. وخلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ، قال روبيو متحدثاً عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «لم يحصل على أي تنازل». وسألته السناتور الديمقراطية جاين شاهين، ما إذا كان الرئيس الروسي يحاول «كسب الوقت» في غياب ضغوط أمريكية أو عقوبات جديدة كتلك التي تبناها الاتحاد الأوروبي الثلاثاء. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدث مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين هاتفياً الاثنين، من دون نتائج ملموسة على الرغم من إعلان ترامب أن على الروس والأوكرانيين إطلاق مفاوضات فوراً لوقف إطلاق النار. وأعلن روبيو أن ترامب لا يريد فرض عقوبات جديدة على روسيا، لأنه «يعتقد أنه حالياً إذا بدأنا التهديد بعقوبات، سيتوقف الروس عن التحاور ومن المفيد أن نتحاور معهم وندفعهم للجلوس إلى طاولة المفاوضات». وأضاف: «إذا كان من الواضح أن الروس غير مهتمين باتفاق سلام ويريدون فقط مواصلة الحرب، فقد نصل إلى ذلك». ودحض فكرة مفادها بأن واشنطن لم تعد تساعد أوكرانيا، قائلاً إن الأوكرانيين طلبوا بشكل أساسي «دفاعات جوية وأنظمة باتريوت والتي بصراحة لا نملكها، لكننا نعمل بشكل وثيق مع حلفائنا في حلف الناتو» لتزويدهم بها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store