logo
اسم يشعل خلافا حادا بين زياد الرحباني والرئيس السوري الراحل حافظ الأسد

اسم يشعل خلافا حادا بين زياد الرحباني والرئيس السوري الراحل حافظ الأسد

العرب اليوممنذ يوم واحد
على مدى الساعات الماضية اشتعلت "حرب شعواء" على مواقع التواصل بين محبي الفنان والملحن زياد الرحباني في لبنان.فبعد إقرار الحكومة اللبنانية مساء أمس الثلاثاء تغيير اسم "جادة حافظ الأسد" على طريق المطار إلى جادة الرحباني الذي رحل عن عمر 69 عاماً قبل أيام، اشتعل السجال بين مؤيد ومعارض.
وفيما رحب العديد من محبي زياد بتلك الخطوة، تكريماً لفنان يصفه لبنانيون كثر بالعبقري. انتقد البعض الآخر القرار، لاسيما أن تلك المنطقة لا ترتبط عاطفيا بذكر زياد الذي عاش أغلب حياته في منطقة الحمرا الشهيرة ببيروت.
بينما رأى آخرون أن تغيير جادة كانت لرئيس سوري راحل، "غير محبوب" جداً من قبل اللبنانيين لا يليق بزياد.
أما البعض من مؤيدي النظام السوري السابق والمدافعين عنه، فرأوا أنه لا يحق للحكومة تغيير اسم جادة أو شارع، إنما تعود هذه الصلاحية للبلديات حصرا بموجب القوانين.
"كيدية سياسية"
فقد اعتبر المحلل السياسي المؤيد لحزب الله، فيصل عبد الساتر على سبيل المثال، بتغريدة على حسابه في "إكس" أن "ما قررته الحكومة بتغيير اسم جادة الرئيس حافظ الأسد إلى أي اسم آخر مرفوض جملة وتفصيلا، لأنه ناتج عن كيدية سياسية ولن نقبل بهذا الأمر وندعو بلدية الغبيري إلى رفضه".
في المقابل، رحب النائب مارك ضو بالقرار، مشددا على أن "طرقات لبنان رمز هويتنا اللبنانية" حصراً.
وعلى مدى ثلاثة عقود، كان لسوريا خلال عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد ثم نجله بشار، وجود عسكري ونفوذ واسع في لبنان وتحكّمت بمفاصل الحياة السياسية فيه، قبل أن تسحب قواتها منه في العام 2005 تحت ضغوط شعبية داخلية وأخرى دولية بعد اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري. لكن بقيت لها اليد الطولى في الحياة السياسية، وشكّلت أبرز داعمي حزب الله.
يذكر أن زياد ابن أيقونة الأغنية اللبنانية فيروز والموسيقار الراحل عاصي الرحباني كان توفي في 26 يوليو الفائت، بعد إصابته بـ "تليف في الكبد".
وعرف الراحل بمواقفه اليسارية بشكل خاص، وتأييده للقضية الفلسطينية ولحزب الله أيضاً وما دأب على تسميتها بـ "المقاومة" عامة، على الرغم من أنه انتقد خلال السنوات الأخيرة في أحد المواقف النادرة، انخراط حزب الله في الحرب السورية دفاعاً عن نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد.
فيما دشن نشطاء ومثقفون قبل أيام إثر رحيله حملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لإطلاق اسمه على شارع من شوارع الحمرا التي عاش فيها لسنوات حتى خلال الحرب اللبنانية الأهلية.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الإمكانيات الاستخباراتية التي وظفتها إسرائيل في لبنان(3)
الإمكانيات الاستخباراتية التي وظفتها إسرائيل في لبنان(3)

الغد

timeمنذ 4 ساعات

  • الغد

الإمكانيات الاستخباراتية التي وظفتها إسرائيل في لبنان(3)

جمال المضاعين* اضافة اعلان ما حققته إسرائيل في حربها الأخيرة مع حزب الله لم يكن ليتسنى بدون الجهود الاستخباراتية المُعدة مُسبقًا، بالإضافة إلى الإمكانيات الأخرى المتاحة، سواء كان ذلك بالدخول على شبكات الاتصالات والتقاط بياناتها وإشاراتها دون اختراقها، أو باختراق أجهزة الخلوي وتتبع حامليها، والحصول على بيانات كاميرات المنازل والكاميرات العامة لتتبع قائمة المستهدفين بالمراقبة أو التصفية.كيف نفذ الاختراق؟وظفت إسرائيل ومن خلال شركاتها تقنيات استخبارية متقدمة، منها اختراق تطبيق واتساب للمراسلة من قِبل شركة (NSO Group) الإسرائيلية منذ عام 2019، والذي أتاح الاطلاع على الرسائل النصية والصوتية المُرسلة من خلالة، ثم برنامج التجسس (Pegasus spyware)، والذي يتعقب الهواتف بعد أن يتسلل إليها بواسطة رسائل نصية مُفخخة؛ حيث يُمكن تنزيل البرنامج سرا على الهاتف حتى لو لم يُرد على المكالمة، ومؤخراً حقق هذا البرنامج تقدماً نوعياً آخر تمثل بالنفاذ إلى ثغرة أمنية في تطبيق (I Massage) الذي طورته شركة آبل، مما أتاح الوصول التلقائي إلى الملايين من أجهزة (I Phone) المستخدمة حاليًا، بكل ما تتضمنه من (رسائل، بريد الإلكتروني، صور ملتقطة، مكالمات، تتبع مواقع)، كما يوفر هذا التطبيق إمكانية تصوير المُستخدم من خلال كاميرا هاتفه، ثم القدرة على إخفاء جميع آثار الاختراق، من جهة أخرى فإن كل الدلائل تشير إلى أن إسرائيل قد وظفت هذه الإمكانيات في عمليات تتبع القادة وتصفيتهم، ومنهم فؤاد شكر، نبيل قاووق، صالح العاروري وعلي الكركي وغيرهم.كيف دخلت إسرائيل على معيدات البث "راوتر" ؟استعانت إسرائيل بعملاء محليين ومنهم اثنان تم ضبطهم في منطقة عين التينة في البقاع الغربي وبحوزتهم أجهزة مسح للترددات قادرة على التقاط موجات البيجر والتوكي ووكي وأجهزة اللاسكي وتتبع طائرات الدرون، وكانت محملة بكميات كبيرة من المعلومات، حيث أظهر تحقيق فرع المعلومات اللبناني علاقتهما بإسرائيل، وتم فحص الأجهزة الذي بحوزتهم وتبين انها مخصصة لمسح جميع أجهزة "الراوتر" الموجودة في منطقة الاهتمام، بما في ذلك كلمات المرور الخاصة بها، وهذا يوفر ضمناً تحديد مواقع الهواتف الملتقطة، وأماكن المستخدمين للشبكة الخلوية؛ علماً بإن جهاز "الراوتر" وحدة هو قادر على معرفة كل ما يقوم به المستخدم على الشبكة، وصولاً إلى نوع الهاتف والأجهزة الإلكترونية، وحركة الدخول والخروج، ووقت إجراء الاتصالات عبر الواتساب، والجهة المتلقية للاتصال ونوعية الاتصالات، والحركة المالية وغيرها؛ وللمزيد من التوضيح فقد دأبت إسرائيل على الاتصال ومن أرقام لبنانية بسكان المنازل المنوي قصفها في جنوب لبنان مستفسرة عن أفراد العائلات بأسمائهم وهواتفهم، وعلى فرضية الربط بين الهاتف وحركة صاحبه، ولا حاجة للتذكير بأن مثل هذه التفاصيل لا يمكن أن تتسنى دون السيطرة على الخوادم والأجهزة.الاختراق الأكبر: جهاز "البيجر"ذهب حزب الله إلى خيار استخدام أجهزة النداء المشفر"البيجر" مضطراً، بعد تأكده من الاختراق الإسرائيلي لشبكات الاتصال الأخرى، حيث طبق إجراءات مقيدة للاتصالات وبالغ بها كثيراً إلى أعاقت منظومة القيادة والسيطرة وإيصال التعليمات لديه، مما دفعه إلى خيار "البيجر" وهو جهاز اتصالات قديم يستقبل الإشارات والأرقام والرسائل النصية؛ دون الحاجة إلى إنترنت ولا يوفر رسائل صوتيه ولا يحتوي مايكروفونات، وهو يعمل ببطارية ليثيوم تنفجر في الحرارة العالية، مما يُسبب انفجارا جزئيا يُخرج النار من أضعف جزء من البطارية، ومن أجل ذلك فقد تواصل الحزب عبر وكيل بشركة (Gold Apollo). التايوانية والتي تعاقدت بدورها مع شركة (Consulting BAC) الهنغارية لتصنيع الأجهزة. أما تنفيذ العملية فقد تم من خلال اعتراض الأجهزة تم تفخيخها عبر شريحة الـ(IC) التي حملت (25) غراما من مادة (C4) شديدة الانفجار داخل مكونات الجهاز نفسه، وهي من نوع لا يمكن كشفه بأجهزة الفحص في المطارات، ومن المرجح أن ما جرى كان بتواطؤ من هنغاريا التي شهدت علاقتها بإسرائيل تطوراً ملحوظاً بلغ حد قرار نقل السفارة الهنغارية إلى القدس، وقد بدأ التفجير باختراق الطيف الترددي لاتصالات الحزب، وذلك عبر رسالة قصيرة للجهاز أيقظت المادة المخفية المتفجرة وتفاعلت مع مادة الليثيوم التي تغذي الجهاز، مما أسفر عن تدمير المئات من أجهزة الحزب في وقت واحد دون أن تنفجر الأجهزة المستخدمة مع جهات أخرى.ما ذكر من تقنيات لدى إسرائيل قد يثير المخاوف؛ لكن القسم الأكبر مما حققته الأجهزة الإسرائيلية كان من الممكن تجنبه بتعليمات أمنية تحمي المعلومات الوطنية ( Data)، اما ما يتعلق بالدخول على الشبكات الوطنية دون اختراقها؛ فإن ذلك لا يمكن أن يتم إلا في ظل إهمال إداري وقصور في تعميم ومتابعة التعليمات الأمنية، وعليه فإن ما تنطوي عليه التكنولوجيا من تحدي ليس قدراً، بل أنه يعتبر تحدي باتجاهين وقابل للتوظيف بخلاف ما يشتهي الطرف المقابل.* لواء ركن متقاعد

قمة ألاسكا .. تبريد الغرب وتسخين الشرق
قمة ألاسكا .. تبريد الغرب وتسخين الشرق

عمون

timeمنذ 5 ساعات

  • عمون

قمة ألاسكا .. تبريد الغرب وتسخين الشرق

ما جرى في قمة ألاسكا هو محاولة تبريد الصراع الأوروبي ليصبح قابلا للحل، فسخونة فوهات المدافع على طول خطوط الاشتباك الروسية الأوكرانية، واللاءات الأوروبية التي تكابر في مواجهة الهزيمة أو على أقل تقدير عدم القدرة على دفع أوكرانيا لاستعادة الأراضي التي احتلتها روسيا عسكريا، كلها تبقي النار مستعرة فإذا أضفنا موقف بوتين الصلب أمام الحلول التفاوضية، وانحياز ترامب شبه المعلن للجانب الروسي لقناعته أن لا حل عسكريا سيكون لصالح أوكرانيا والغرب، وأن على أوكرانيا أن توافق على مبدأ التنازل عن أراضٍ وتقبل بمبدأ تغيير الحدود، فبغير ذلك لن تنتهي هذه الحرب العبثية الاستنزافية من وجهة نظر ترامب، لذا نجد الفارق الكبير في بروتوكولات استقبال ترامب لزينيسكي في البيت الأبيض، والاستقبال التاريخي لبوتين في ألاسكا، وكأن حال لسان ترامب يقول نحن الأنداد والقادرون على حلحلة المشاكل الكبرى، في حين أوروبا تحاول أن تسترق السمع ولملمة أخبار هذا اللقاء بقلق وتوجّس ليس أكثر. في السياسة الدولية لايمكن فصل النزاعات الكبرى عن بعضها البعض، فما جرى في ألاسكا البعيدة، يرتد صداه في إيران والساحل السوري وبالتأكيد في غزة وما يتعلق بسلاح حزب الله، فرغم فعالية أمريكا الواضحة في هذه الملفات الشرق أوسطية، فإن التأثير الروسي حاضر أيضا وإن كان بدراجات متباينة، فالقواعد الروسية في الساحل السوري تعد مسألة شائكة تحتاج إلى اتفاق جديد أو معالجة جذرية، وهذا لن يتم دون ثمن ما تقبضه روسيا في ملف آخر، وكذلك علاقة روسيا وتأثيرها على طهران، إضافة للجذور القوية بين روسيا والصين، ولا بد أن تكون تركيا حاضرة بشكل أو بآخر في بعض المنعطفات هذه، المسألة معقدة وشرايين هذه الملفات ترتبط بالشريان الأورطي للعالم الفاعل، فحتى إسرائيل تنظر بعين الترقب لما جرى في ألاسكا وما سيجري بعدها وتغرق في حسابات كثيرة قد تكون مثيرة للقلق. تعي أوكرانيا ومن خلفها أوروبا أن الموقف الأمريكي حاسم، وأن أوروبا تُستنزف اقتصادياً وعسكرياً في هذه الحرب التي تذهب لصالح روسيا إن كان هذا الذهاب بطيئا ومكلفا، لكنه متحقق على الأرض ويبدو راسخا، لكن أوكرانيا/ أوروبا تريد أن تقلل حجم الخسارة قدر الإمكان، وأن ترفع صوت اللاءات عاليا، حتى لا تكون قمة ألاسكا مشابهة لمؤتمر مالطا في أعقاب الحرب العالمية الثانية، حيث قُسّم العالم بين المنتصرين، يومها كانت أوروبا الغربية والاتحاد السوفييتي الحلف المنتصر والمتناقض، وهو حلف انفضت عراه بعد هذه القسمة العظيمة، ودخلوا في حالة صدام حارة تارة وباردة تارة أخرى حتى يومنا هذا. أين المسالة الشرقية من كل هذا اليوم؟ لاشك أن ما يجري هناك يرتد صداه هنا، لكن مازالت الخطوات هناك/ في المسألة الأوروبية بطيئة، فالصراع يتجاوز كونه صراع حدود وإثنيات، هي محاولة لإعادة رسم أوروبا، أي كما يتم الحديث عن وجه جديد للشرق الأوسط، فإن الحرب الأوكرانية حتى وإن وضعت أوزارها قريبا، لن تكون فيها أوروبا هي ذاتها ما قبل الحرب، وأقصد هنا موازين القوى والتحالفات الاقتصادية، واستقلالية القرار الأوروبي، حتى أن الاتحاد الأوروبي بدأ يتحول إلى مظلة شكلية وليس منظمة ذات سلطة جامعة ومؤثرة، يبدو أن العالم يتوجه للكتل الأصغر والأقل عددا، في ظل إفرازات العصر الجديد وتناقض المصالح الفردية للدول وتصادمها أحيانا. نعم إن تبريد الجبهة الأوروبية ستتمضن اتفاقياتها وتفاهماتها ما ينتج عنها تسخينا شرق أوسطيا، يُسرع من وتيرة إنجاز بعض الملفات، وإنهاء أخرى كانت قد تعثرت، وسيكون لروسيا دورا في هذا التسخين، إما كثمن يُقبض هنا، أوتخلي عن ملف هنا من أجل ثمن يُقبض في الجبهة الأوكرانية/ الأوروبية، والسؤال الجوهري أين نحن العرب من كل هذا الذي يجري بعيدا وقريبا لكنه يخصنا؟.

أين اختفت جماهير إيران العربية؟
أين اختفت جماهير إيران العربية؟

عمون

timeمنذ 5 ساعات

  • عمون

أين اختفت جماهير إيران العربية؟

يخيّم على الشارع الشعبي العربي هدوء مثل صمت المقابر؛ لا يتفاعل مع سلسلة الأحداث الهائلة في المنطقة. لم نرَ تظاهرات ولا احتجاجات ولا اعتصامات في الدول العربية، وفي ظني أنها المرة الأولى منذ سبعة عقود أو أكثر التي تختفي مظاهرها! الذي ألمّ بإيران ليس هيناً أبداً؛ فخسائرها العسكرية ومنشآتها النووية هائلة، والتي كلفها بناؤها مليارات الدولارات والدم والعرق. نضيف إلى خسائرها الباليستية والنووية خسارة التيار الشعبي الذي بنته في كل مكان في المنطقة من العراق إلى المغرب. عندما اتخذت حكومة لبنان قرارها الجريء بمصادرة سلاح «حزب الله» لم يتجاوز صدى ما حدث سوى بضع عشرات من الدراجات النارية التي جابت طرقات بيروت احتجاجاً! فماذا حدث للمليونيات البشرية التي كانت تهب للشارع بإشارة من إصبع سيد الحزب أو طهران؟ انهيارات النفوذ الإيراني جلية داخل المناطق العربية، ويشبه حالها حال انهيار التيار الناصري بعد هزيمته في حرب 1967؛ فقد قدرته على تحريك الشارع، ولجأ للاستعانة بمنسوبي حزبه الاشتراكي والنقابات العمالية لحضور المناسبات بعد أن تناقصت الجماهير التي كانت تملأ الميادين بحماسة وعفوية تلبيةً لدعوات الإذاعة التي سيطرت نحو عقدين على وعي الناس وعواطفهم. في أعقاب الهزيمة عمّ الإحساس بالصدمة والخذلان في عموم المنطقة التي كانت تنتظر تحرير فلسطين. إيران، هي الأخرى، كان لها هيمنة وتأييد شعبيان في المنطقة، متحدية محاولات منع أفكارها وتقييد نشاطاتها. واستطاعت أن تربي أجيالاً من العرب على أفكارها. فتحت طهران أبوابها وذراعيها للسنّة المتطرفين، بمن فيهم قادة «القاعدة»، متجاوزين فكرهم المعادي للشيعة، ودعمت معظم المعارضين والحركات السنية ضد أنظمتهم. وبنت علاقة عضوية وعميقة التنسيق مع جماعات «الإخوان المسلمين». وأقامت مؤتمرات وندوات شبه سنويّة للقوميين والشيوعيين العرب. وأنفقت الكثير لاستمالة سياسيين ومبدعين عرب؛ فطبعوا الكتب ودبجوا قصائد المديح داعين لنظام الإمام ومدافعين عنه. طهران جمعت الشيعة والسنّة والمسيحيين العرب، مفكرين خليجيين ومصريين وشوام ومغاربيين وسودانيين ويمنيين وعرب الغرب. تسلقت على الكثير من وسائل الإعلام العربية للدعاية الخامنئية. حتى إننا أحياناً نعجز عن فهم كيف كانت توفق بين كل هؤلاء المتناقضين! ففي طرابلس لبنان، التي لها تجاذبات مع شيعة بيروت، فيها جماعات سنية منذ الثمانينات استمرّت تدين بالولاء لطهران. وفي الأردن بين «الإخوان» من يعلن حبه للسادة في طهران. وفي سبيل الدفاع عنها صدرت أعمال عديدة؛ في مصر مثلاً «إيران والإسلام السياسي»، وفي الكويت «إيران والغرب: صراع المصالح»، وفي الخليج عُقدت مؤتمرات تحت عنوان «التقريب» بين المذاهب، واحتفت بتاريخ الناصر لدين الله العباسي. وكل هذه النشاطات كان لها أن تكون جليلة لولا أن النيّات خلفها لم تكن خالصةً لوجه الله تعالى، ولا حباً في إنهاء التنازع الطائفي أو التخفيف منه، بل ضمن مشروع سياسي للهيمنة. كانت طهران تدير الحراك النخبوي والشعبي في عشرات المدن العربية؛ احتجاجاتها ضد روايات وأفلام ومفاوضات وأنظمة. إنما في الحروب الأخيرة على أثر هجمات أكتوبر (تشرين الأول) 2023، خبا الحراك الذي اعتدنا عليه في كل مواجهة. السبب الأول، أن الشعوب لا تحب المهزومين. والثاني، أن الأجهزة المحركة لهذه التجمعات انقطعت اتصالاتها وجفّت مواردها. الشارع العربي يبجّل البطل المنتصر حتى يسقط؛ فيستبدل به بطلاً آخر. المؤمنون بها صدمتهم الهزائم المتلاحقة مثلما صُدم الناصريون بنكسة الستينات. التحدي المتبقي هو المحافظة على مؤيديها في حاضنتها الشعبية الشيعية؛ فهم أكبر المتضررين، ولا يزالون يعيشون هول الصدمة. مع مرور الوقت ستتبين لشيعة لبنان الحقيقة؛ أنهم ضحية «حزب الله» وإيران، وهي عبء عليهم وليست سنداً لهم. على مدى أربعة عقود كانوا في مواجهة إسرائيل، ويتحملون وزر العلاقة مع إيران؛ من العقوبات الاقتصادية والشخصية، واستهداف المناطق والأحياء بالتدمير، وملاحقة تحويلاتهم من أفريقيا وأميركا اللاتينية والشمالية، وغيرها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store