logo
قمة ألاسكا .. تبريد الغرب وتسخين الشرق

قمة ألاسكا .. تبريد الغرب وتسخين الشرق

عمونمنذ 12 ساعات
ما جرى في قمة ألاسكا هو محاولة تبريد الصراع الأوروبي ليصبح قابلا للحل، فسخونة فوهات المدافع على طول خطوط الاشتباك الروسية الأوكرانية، واللاءات الأوروبية التي تكابر في مواجهة الهزيمة أو على أقل تقدير عدم القدرة على دفع أوكرانيا لاستعادة الأراضي التي احتلتها روسيا عسكريا، كلها تبقي النار مستعرة فإذا أضفنا موقف بوتين الصلب أمام الحلول التفاوضية، وانحياز ترامب شبه المعلن للجانب الروسي لقناعته أن لا حل عسكريا سيكون لصالح أوكرانيا والغرب، وأن على أوكرانيا أن توافق على مبدأ التنازل عن أراضٍ وتقبل بمبدأ تغيير الحدود، فبغير ذلك لن تنتهي هذه الحرب العبثية الاستنزافية من وجهة نظر ترامب، لذا نجد الفارق الكبير في بروتوكولات استقبال ترامب لزينيسكي في البيت الأبيض، والاستقبال التاريخي لبوتين في ألاسكا، وكأن حال لسان ترامب يقول نحن الأنداد والقادرون على حلحلة المشاكل الكبرى، في حين أوروبا تحاول أن تسترق السمع ولملمة أخبار هذا اللقاء بقلق وتوجّس ليس أكثر.
في السياسة الدولية لايمكن فصل النزاعات الكبرى عن بعضها البعض، فما جرى في ألاسكا البعيدة، يرتد صداه في إيران والساحل السوري وبالتأكيد في غزة وما يتعلق بسلاح حزب الله، فرغم فعالية أمريكا الواضحة في هذه الملفات الشرق أوسطية، فإن التأثير الروسي حاضر أيضا وإن كان بدراجات متباينة، فالقواعد الروسية في الساحل السوري تعد مسألة شائكة تحتاج إلى اتفاق جديد أو معالجة جذرية، وهذا لن يتم دون ثمن ما تقبضه روسيا في ملف آخر، وكذلك علاقة روسيا وتأثيرها على طهران، إضافة للجذور القوية بين روسيا والصين، ولا بد أن تكون تركيا حاضرة بشكل أو بآخر في بعض المنعطفات هذه، المسألة معقدة وشرايين هذه الملفات ترتبط بالشريان الأورطي للعالم الفاعل، فحتى إسرائيل تنظر بعين الترقب لما جرى في ألاسكا وما سيجري بعدها وتغرق في حسابات كثيرة قد تكون مثيرة للقلق.
تعي أوكرانيا ومن خلفها أوروبا أن الموقف الأمريكي حاسم، وأن أوروبا تُستنزف اقتصادياً وعسكرياً في هذه الحرب التي تذهب لصالح روسيا إن كان هذا الذهاب بطيئا ومكلفا، لكنه متحقق على الأرض ويبدو راسخا، لكن أوكرانيا/ أوروبا تريد أن تقلل حجم الخسارة قدر الإمكان، وأن ترفع صوت اللاءات عاليا، حتى لا تكون قمة ألاسكا مشابهة لمؤتمر مالطا في أعقاب الحرب العالمية الثانية، حيث قُسّم العالم بين المنتصرين، يومها كانت أوروبا الغربية والاتحاد السوفييتي الحلف المنتصر والمتناقض، وهو حلف انفضت عراه بعد هذه القسمة العظيمة، ودخلوا في حالة صدام حارة تارة وباردة تارة أخرى حتى يومنا هذا.
أين المسالة الشرقية من كل هذا اليوم؟ لاشك أن ما يجري هناك يرتد صداه هنا، لكن مازالت الخطوات هناك/ في المسألة الأوروبية بطيئة، فالصراع يتجاوز كونه صراع حدود وإثنيات، هي محاولة لإعادة رسم أوروبا، أي كما يتم الحديث عن وجه جديد للشرق الأوسط، فإن الحرب الأوكرانية حتى وإن وضعت أوزارها قريبا، لن تكون فيها أوروبا هي ذاتها ما قبل الحرب، وأقصد هنا موازين القوى والتحالفات الاقتصادية، واستقلالية القرار الأوروبي، حتى أن الاتحاد الأوروبي بدأ يتحول إلى مظلة شكلية وليس منظمة ذات سلطة جامعة ومؤثرة، يبدو أن العالم يتوجه للكتل الأصغر والأقل عددا، في ظل إفرازات العصر الجديد وتناقض المصالح الفردية للدول وتصادمها أحيانا.
نعم إن تبريد الجبهة الأوروبية ستتمضن اتفاقياتها وتفاهماتها ما ينتج عنها تسخينا شرق أوسطيا، يُسرع من وتيرة إنجاز بعض الملفات، وإنهاء أخرى كانت قد تعثرت، وسيكون لروسيا دورا في هذا التسخين، إما كثمن يُقبض هنا، أوتخلي عن ملف هنا من أجل ثمن يُقبض في الجبهة الأوكرانية/ الأوروبية، والسؤال الجوهري أين نحن العرب من كل هذا الذي يجري بعيدا وقريبا لكنه يخصنا؟.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"جاهة أوروبية" ترافق زيلينسكي إلى البيت الأبيض الاثنين
"جاهة أوروبية" ترافق زيلينسكي إلى البيت الأبيض الاثنين

عمون

timeمنذ 2 دقائق

  • عمون

"جاهة أوروبية" ترافق زيلينسكي إلى البيت الأبيض الاثنين

عمون - يرافق قادة من الاتحاد الأوروبي، اليوم الاثنين، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلى البيت الأبيض، في مشهد نادر، ولربما الأول من نوعه، وبالامكان التقدير أن هذه المرافقة لضمان عدم سقوط زيلينسكي، مرّة أخرى، في "زفة تهجمات وبهدلات" من الرئيس دونالد ترامب، ومعاونيه، كما حصل معه قبل بضعة أشهر. ويأتي هذا اللقاء بعد أيام من لقاء ترامب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في ألاسكا، الذب وصفه ترامب بأنه كان "10/10"، ومن أجل بحث الخطوات المقبلة نحو إنهاء الحرب في أوكرانيا. ومن المقرر أن يكون برفقة زيلينسكي عدد من الحلفاء الأوروبيين، من بينهم رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، مارك روته، كما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس الفنلندي ألكسندر ستاب، عن مشاركتهم. ودعا زيلينسكي، قبل الاجتماع، إلى تقديم ضمانات أمنية لبلاده على غرار ما هو معمول به في حلف الناتو. وقال المبعوث الأميركي الخاص، ستيف ويتكوف، إنه يجري حاليا بحث التعهد بتقديم دعم مماثل لما هو موجود داخل حلف الناتو، والذي يمكن أن تقدمه الولايات المتحدة والدول الأوروبية، ولكن ليس في إطار التحالف. وتراجع ترامب عن مطلبه الأساسي بوقف إطلاق النار كشرط لمفاوضات السلام، بعد اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا يوم الجمعة الماضي. وبدلا من ذلك، يريد ترامب التحدث مباشرة عن عقد اتفاق سلام، بما يتماشى مع رغبة بوتين. مع ذلك، لا تزال الآراء بشأن هذا الموضوع متباينة بشكل كبير. وكتب ترامب على منصته "تروث سوشال" عشية اجتماعه المقرر في البيت الأبيض مع زيلينسكي وقادة أوروبيين: "بإمكان الرئيس الأوكراني زيلينسكي إنهاء الحرب مع روسيا على الفور تقريبا، في حال أراد ذلك، أو يمكنه مواصلة القتال". وأضاف: "لا استعادة للقرم التي منحها أوباما (قبل 12 عاما من دون إطلاق رصاصة واحدة) ولا انضمام لأوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي".

الذهب ينتعش من أدنى مستوياته في أسبوعين
الذهب ينتعش من أدنى مستوياته في أسبوعين

هلا اخبار

timeمنذ 29 دقائق

  • هلا اخبار

الذهب ينتعش من أدنى مستوياته في أسبوعين

هلا أخبار – ارتفعت أسعار الذهب اليوم الاثنين بعدما لامست أدنى مستوى لها في أسبوعين، مدعومة بتراجع عوائد سندات الخزانة الأميركية، فيما يترقب المستثمرون الاجتماع المرتقب بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى جانب قادة أوروبيين لمناقشة اتفاق سلام مع روسيا. صعد الذهب في المعاملات الفورية 0.6% إلى 3355.84 دولاراً للأونصة، بعد أن سجل أدنى مستوى له منذ الأول من أغسطس آب. كما ارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر كانون الأول 0.6% إلى 3402.70 دولاراً. وقال تيم ووترر، كبير محللي السوق لدى «كيه.سي.إم تريد»: «كان الذهب في مسار هابط في بداية اليوم، لكنه تمكن من عكس اتجاهه بعدما صعد المشترون بالسعر إلى مستوى 3330 دولاراً تقريباً». ومن المقرر أن ينضم قادة أوروبيون إلى زيلينسكي في محادثات مع ترامب، وسط تقارير أشارت إلى أن موسكو قد تتخلى عن جيوب صغيرة تسيطر عليها في أوكرانيا مقابل تخلي كييف عن أجزاء من أراضيها الشرقية، وذلك ضمن مقترحات سلام ناقشها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع ترامب خلال قمتهما في ألاسكا. كما يترقب المستثمرون المؤتمر السنوي للفدرالي في جاكسون هول بولاية وايومنغ، حيث يتوقع معظم الاقتصاديين الذين استطلعت رويترز آراءهم أن يعلن المركزي الأميركي عن خفض معدلات الفائدة في سبتمبر أيلول، وهو أول خفض هذا العام، مع احتمال إقرار خفض ثانٍ قبل نهاية 2025، في ظل تفاقم التحديات أمام الاقتصاد الأميركي. ويُعرف الذهب، وهو أصل لا يدر عائداً، بكونه ملاذاً آمناً خلال فترات الضبابية الاقتصادية، ويميل إلى الارتفاع في بيئة معدلات الفائدة المنخفضة.

مبعوث ترامب: لا نحمل أي تهديد بشأن نزع سلاح "حزب الله" وهناك تعاون من الجميع
مبعوث ترامب: لا نحمل أي تهديد بشأن نزع سلاح "حزب الله" وهناك تعاون من الجميع

أخبارنا

timeمنذ 30 دقائق

  • أخبارنا

مبعوث ترامب: لا نحمل أي تهديد بشأن نزع سلاح "حزب الله" وهناك تعاون من الجميع

أخبارنا : أعلن المبعوث الأمريكي توم باراك أنه بحث مع الرئيس اللبناني جوزيف عون ملف "نزع سلاح "حزب الله"، مشددا على أن هذه الخطة "من مصلحة الشيعة". وفي تصريح أدلى به بعد لقائه عون في قصر بعبدا، بحضور المبعوثة الأمريكية مورغان أورتاغوس والسفيرة الأمريكية ليزا جونسون، أوضح باراك أن "نزع السلاح هو قرار يخص الدولة اللبنانية"، مشيرا إلى أن بلاده لا تحمل أي تهديد في هذا الملف وأن هناك تعاونا من مختلف الأطراف. إقرأ المزيد عون: لبنان على مسار الازدهار والورقة الأمريكية تفتح باب التعاون الاقتصادي مع سوريا عون: لبنان على مسار الازدهار والورقة الأمريكية تفتح باب التعاون الاقتصادي مع سوريا وقال باراك إن اللقاء مع الرئيس عون تركز على تهنئته بالخطوات الكبيرة التي اتخذت إلى الأمام، في إشارة إلى موافقة الحكومة اللبنانية على حصر السلاح بيد الدولة، مشددا على أن "حزب الله أمام خيارات يجب أن يدرسها، وأنه لا يمكن أن يأخذ شيئا من دون أن يعطي في المقابل". وأضاف أن بلاده لم تقدم أي اقتراح لإسرائيل بشأن نزع سلاح "حزب الله"، موضحا أن القرار اللبناني يحتاج إلى تعاون من جانب إسرائيل. وأكد أن "الحكومة اللبنانية قامت بالخطوة الأولى، والآن على إسرائيل أن تقوم بخطوة مقابلة"، لافتا إلى أن الجميع مدعو للتعاون بعيدا عن العدائية والمواجهة. وشدد باراك على أن "الأسابيع المقبلة ستشهد تقدما ملموسا ينعكس حياة أفضل للشعب اللبناني ولدول الجوار، وأن المرحلة المقبلة ستتضمن خريطة طريق لنوع مختلف من الحوار بين لبنان وجيرانه"، موضحا أن الهدف هو تحقيق حياة أفضل للبنان والمنطقة. وأشار إلى أن "إيران شريكة في قضية نزع سلاح حزب الله"، مؤكدا أن بلاده لا تسعى إلى أي اتفاق جديد في لبنان بل إلى تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار القائم، وأن التعامل مع حزب الله شأن لبناني داخلي بينما كان الدور الأمريكي إرشاديا لا أكثر. وأوضح أن المرحلة المقبلة ستشهد خطوات إضافية تشمل العمل مع الحكومة اللبنانية من أجل استعادة الازدهار، وبحث كيفية تعاون إسرائيل وإيران في هذا الإطار، معتبرا أن إعادة الإعمار ستشمل كل لبنان وليس الجنوب فقط. من جهة أخر، أشار إلى أن أورتاغوس عادت "كجزء من فريقنا بتوصية من الرئيس دونالد ترامب". هذا وسيزور باراك رئيس مجلس النواب نبيه بري عند الحادية عشرة والنصف في عين التينة، ثم ينتقل بعد ذلك إلى السراي الحكومي حيث سيلتقي رئيس الحكومة نواف سلام. وسيلتقي أيضا قائد الجيش العماد رودولف هيكل وعدد من الشخصيات. وتأتي زيارة الموفد الأمريكي في ظل حالة من التوتر على الساحة اللبنانية بسبب ملف سحب سلاح "حزب الله". وقد أثار الأمين العام للحزب نعيم قاسم جدلا كبيرا بعد أن أكد الأمين العام للحزب نعيم قاسم، أن المقاومة لن تسلم سلاحها تحت أي ظرف طالما العدوان مستمر والاحتلال قائم، محذرا من أن أي استهداف للمقاومة سيقود إلى الفوضى والفتن الداخلية، وأن قرار الحكومة تجريد "الحزب" من سلاحه قد يؤدي لفتنة أهلية. المصدر: RT

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store