logo
مساومة إسرائيلية على الهدنة

مساومة إسرائيلية على الهدنة

صحيفة الخليجمنذ 20 ساعات
تواجه الأوضاع في قطاع غزة مفترقاً ضبابياً يقود إلى خيارين لا ثالث لهما، إما الذهاب إلى هدنة جديدة تمهد لإنهاء هذه الحرب العدوانية، وإما الاتجاه إلى مزيد من التصعيد، وتنفيذ الخطة الإسرائيلية بإعادة احتلال كامل القطاع، وما سيترتب على ذلك من نتائج كارثية ليس على الفلسطينيين فحسب، وإنما على إسرائيل ذاتها التي استنفدت كل خياراتها العسكرية، ولم تحقق النصر الذي تتوهمه.
في خضم طبول الاجتياح التي يقرعها جيش الاحتلال، عاد الحديث فجأة عن احتمال إبرام صفقة، تسمح بوقف إطلاق النار، والإفراج عن الرهائن على دفعتين، وذلك إثر موافقة حركة «حماس» على مقترح الوسطاء، لكن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو أعلن رفضه المضي في هذا الاتفاق، الذي سبق أن وافق على مقترح مشابه قبل فترة. وبدل أن يستجيب لأصوات معظم الإسرائيليين، وكل العالم تقريباً باستثناء الإدارة الأمريكية، يصر مرة أخرى على الهروب إلى الأمام، متخيلاً أن استخدام مزيد من البطش وذبح الأبرياء وتجويع النساء والأطفال والقصف العبثي لأنقاض غزة، سيعيد له الرهائن أو سيصل إلى حيث يؤسرون.
هذا التوجه أصبح سياسة رسمية لدى هذه الحكومة الرعناء التي يبدو أنها لم تعد تستطيع التنفس خارج أجواء الحرب، والقتل والغرق في أوهام التوسع والسيطرة الخرافية، متوهمة أن الإيغال في الدم والعدوان، سيسمحان لها ببث الرعب في محيطها، وفي أوساط الفلسطينيين الذين نسجوا في غزة أسطورة صمود وصبر على الألم وتشبث بالأرض لا تصدق.
الفرصة متاحة أمام هدنة جديدة في غزة، وهي ممكنة إذا نزل نتنياهو من فوق الشجرة العالية التي تسلقها ولم يجد سلماً للنزول. وبدل مواجهة مصيره في محاكمات طويلة أمام الإسرائيليين الرافضين للحرب، وأمام التاريخ والضمير الإنساني والمجتمع الدولي الذي بات يتأفف منه في كل مكان، مازال يعتمد المناورات والمساومات، عسى أن يحقق شيئاً لحكومته التي انهارت أخلاقياً قبل سقوطها المحتوم سياسياً. ولو كان في إسرائيل عقلاء لتوقفت هذه الحرب الإجرامية خلال ساعات، ولعاد من تبقى من رهائن إلى أسرهم، ولتدفقت المساعدات الغذائية والطبية إلى قطاع غزة، لإنقاذ أكثر من مليوني فلسطيني، ولربما أمكن عندها البحث عن صيغة جديدة للتعايش، وصولاً إلى السلام الدائم والثابت الذي يطمح إليه الجميع.
إصرار إسرائيل على الحرب بذريعة أن ذلك سيجعلها أقوى وأكثر أمناً، ليس سوى وهم آخر يضاف إلى سلسلة الأوهام المتطرفة التي تحرك أجندة فئة عنصرية ذهبت بعيداً في الغي والتسلط من دون أن يتحقق لها ما تريد. وها هي الحرب على غزة تقترب من إنهاء عامها الثاني، ومازال البعض في إسرائيل ينتظر النصر، الذي لم تعرف معاييره، وبينما يتحدث البعض عن أن تل أبيب حققت انتصارات في المطلق، إلا أن الواقع لا يعكس ذلك ولا يقره، فهذه الحرب هي أطول الحروب التي خاضتها وتكبدت فيها خسائر مادية وبشرية أكثر مما فقدته في كل حروبها السابقة، أما الهزيمة الاستراتيجية التي لحقت بها فكانت على الصعيد الدولي، بعدما انقلب عليها العالم تأففاً من العار الذي ألحقته بالإنسانية. وهذه النتيجة هي المعيار الحقيقي للنصر وليس قتل الأبرياء والاستقواء على الجياع والمرضى، كما يحدث الآن في غزة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«حماس غزت إسرائيل بدعم إيراني».. «7 أكتوبر» برواية نتنياهو
«حماس غزت إسرائيل بدعم إيراني».. «7 أكتوبر» برواية نتنياهو

العين الإخبارية

timeمنذ 27 دقائق

  • العين الإخبارية

«حماس غزت إسرائيل بدعم إيراني».. «7 أكتوبر» برواية نتنياهو

روى بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي كيف استقبل نبأ هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. نتنياهو قال في مقابلة مع بودكاست "تريغرانومتريك" البريطاني، اليوم الأربعاء، "في الساعة 6:29 صباحًا، تلقيتُ اتصالًا من سكرتيري العسكري، أبلغني فيه أن حماس غزت إسرائيل. أول ما سألته هو إن كان غزوًا واسع النطاق، فأجاب: (يبدو ذلك). ثم سألته إن كنا قادرين على القضاء على قادة حماس". وأضاف: "في النهاية، وصلتُ إلى مقر قيادة الجيش الإسرائيلي في تل أبيب، وطلبتُ تعبئة جنود الاحتياط، وأعلنتُ الحرب". وأشار إلى أن الاستخبارات الإسرائيلية قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول "قدّرت أن حماس قد رُدعت ولن تُشنّ هجومًا". وتابع قائلا إن: "غزة جزء من محور الإرهاب الإيراني، الذي يقف وراء هجمات حماس من الجنوب وهجمات حزب الله من الشمال" وأضاف "كانت هذه خطة هجوم مفاجئ منسقة من قبل هذه المنظمات، وكان هدفها تدمير إسرائيل". وكشف نتنياهو عن أن حماس شنت الهجوم قبل الموعد المتوقع، وأن وكلاء إيران أدركوا عدم التنسيق. وطالب بـ"لجنة موضوعية تحقق مع الجميع، من رئيس الوزراء إلى آخر مسؤول أو عسكري، في الإخفاقات التي أدت إلى 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023". وقال إن "حرب غزة علّمتني أن إسرائيل لا تقاتل من أجل بقائها فحسب، بل أيضًا من أجل بقاء المجتمع الغربي". وعن تصريحات المالية وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، إلى إعادة الاستيطان إلى غزة، رفض نتنياهو هذه التصريحات، واصفًا إياها بـ"الضجيج" الذي لا يمثل سياسته. وقال : "لا أنوي بناء مستوطنات إسرائيلية في غزة.. أريد حكومة مدنية غير إسرائيلية ملتزمة بالعيش معنا بسلام ولن تدعم الإرهاب". وأضاف أن مستقبل غزة يجب أن يتضمن عملية "اجتثاث التطرف" بعمق، على غرار ما حدث في ألمانيا واليابان. وتابع قائلا "ستكون مهمة شاقة، لكنها ضرورية وقابلة للتنفيذ". aXA6IDE2MS4xMjMuMTUzLjY2IA== جزيرة ام اند امز US

اتفاق سوري إسرائيلي على «التنسيق الأمني» في الجنوب
اتفاق سوري إسرائيلي على «التنسيق الأمني» في الجنوب

البيان

timeمنذ 27 دقائق

  • البيان

اتفاق سوري إسرائيلي على «التنسيق الأمني» في الجنوب

والتوصل لتفاهمات تدعم الاستقرار في المنطقة، ومراقبة وقف إطلاق النار في محافظة السويداء». وتناول الاجتماع أيضاً إعادة تفعيل اتفاقية فض الاشتباك بين إسرائيل وسوريا الموقعة عام 1974 والتي أنشئت بموجبها منطقة عازلة تحت إشراف الأمم المتحدة في هضبة الجولان. وقال مصدر أمني سوري مطلع على الاجتماع إن الشيباني وديرمر اجتمعا بضع ساعات ومعهما الوفدان المصاحبان لهما. وأضاف قائلاً: إن الشيباني شدد على أن تدخلات إسرائيل الحالية في جنوبي سوريا، بما في ذلك توغلات في محافظتي القنيطرة ودرعا، تهدد بزيادة انعدام الاستقرار في المنطقة. فيما أشارت القناة 12 الإسرائيلية إلى أن هذا البيان هو الأول من نوعه منذ نحو 25 عاماً تنشره وسائل إعلام رسمية حول محادثات مباشرة بين الحكومتين السورية والإسرائيلية.

مخطط إسرائيلي يشطر الضفة ويدفن فكرة «الدولة»
مخطط إسرائيلي يشطر الضفة ويدفن فكرة «الدولة»

البيان

timeمنذ 27 دقائق

  • البيان

مخطط إسرائيلي يشطر الضفة ويدفن فكرة «الدولة»

وأعلنت محافظة القدس الاثنين أن نحو 7 آلاف فلسطيني يعيشون في 22 تجمعاً في بادية القدس، يواجهون خطر التهجير القسري، جراء تنفيذ المخطط الاستيطاني. وذكرت أن المخطط سيعزل تجمعين سكنيين عن بلدة العيزرية بشكل شبه كامل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store