
تحذير من ارتفاع مستويات سوء التغذية الحاد في قطاع غزة
وأضافت، في بيان، أن "فرق أطباء بلا حدود تشهد ارتفاعا حادا وغير مسبوق في سوء التغذية الحاد بين سكان غزة".
وأكدت المنظمة أن حالات سوء التغذية الحاد شهدت ارتفاعا غير مسبوق في اثنتين من عياداتها في قطاع غزة.
وأوضحت أنه في عيادتها في منطقة المواصي جنوب قطاع غزة، وعيادة شمال القطاع، "نشهد أعلى عدد من حالات سوء التغذية التي سجلتها فرقنا في القطاع على الإطلاق".
وتقدم العيادتان حاليا العلاج لأكثر من 700 امرأة حامل ومرضعة، ونحو 500 طفل يعانون سوء التغذية الشديد والمتوسط.
وقالت المنظمة، إن عدد الحالات في عيادة مدينة غزة تضاعف تقريبا أربع مرات في أقل من شهرين، من 293 حالة في مايو/ أيار إلى 983 حالة في بداية هذا الشهر.
ونقل البيان عن نائب المنسّق الطبي لمنظمة "أطباء بلا حدود" في غزة محمد أبو مغيصيب، قوله "هذه هي المرة الأولى التي نشهد فيها حالات سوء التغذية بهذا النطاق الواسع في غزة".
وأضاف أن "تجويع الناس في غزة متعمّد"، مؤكدا أن "هذا يمكن أن ينتهي غدا إذا سمحت السلطات الإسرائيلية بدخول الغذاء على نطاق واسع".
ولأكثر من شهرين اعتبارا من مارس/ آذار الماضي، منعت إسرائيل إدخال المواد الغذائية وغيرها من الإمدادات الحيوية إلى غزة، ما استدعى تحذيرات من مجاعة في أنحاء القطاع الذي دمر القصف الإسرائيلي أجزاء واسعة منه منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وبدأت إسرائيل السماح بدخول الإمدادات الغذائية تدريجيا في نهاية مايو/ أيار، لكن عبر منظمة جديدة تدعمها هي والولايات المتحدة، تسمى "مؤسسة غزة الإنسانية".
وتشهد مراكز المساعدات التابعة للمؤسسة مظاهر فوضوية وارتقاء وإصابة العشرات من المجوعين يوميا، نتيجة استهدافهم بنيران وقذائف قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت الأمم المتحدةـ أمس الجمعة، إن 615 شخصا على الأقل استشهدوا في محيط مراكز "مؤسسة غزة الإنسانية" منذ 27 مايو/ أيار، فيما تدعي المؤسسة عدم وقوع حوادث إطلاق نار مميتة في الجوار المباشر لمراكز المساعدات التي تديرها.
وشددت "أطباء بلا حدود" أن "وجود سوء التغذية في غزة هو نتيجة خيارات متعمدة ومدروسة للسلطات الإسرائيلية".
وبينت أن إسرائيل قررت "تقييد دخول الغذاء إلى الحد الأدنى اللازم للبقاء على قيد الحياة، وإملاء وعسكرة وسائل توزيعه لاحقا، كل ذلك فيما دمًّرت غالبية القدرة المحلية على إنتاج الغذاء".
وأشارت إلى أن الجرحى الذين يعانون سوء التغذية يتوسلون للحصول على الطعام بدلا من الدواء، مضيفة أن جروحهم لا تشفى بسبب نقص البروتين.
وقالت الطبيبة جوان بيري من "أطباء بلا حدود" إن "الوضع تخطى مرحلة الخطر".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


معا الاخبارية
منذ 10 ساعات
- معا الاخبارية
مجازر مستمرة ومجاعة صامتة.. اسرائيل تحاول إخفاء الكارثة
بيت لحم- تقرير معا - قررت حكومة نتنياهو يوم الخميس بعد اجتماع مطول للكابنيت الحربي احتلال قطاع غزة بعد فضيحة المجازر التي ارتكبتها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر عام 2023. وبلغ عدد الشهداء 61300 أكثر من 70% منهم من النساء والأطفال. ودمرت إسرائيل معظم البنية التحتية مما تسبب في ترحيل 2 مليون فلسطيني من منازلهم وبلغ نقص الغذاء والماء المرحلة الخامسة بسبب الحصار وفق مؤسسات الأمم المتحدة فأصبحت غزة على اعتاب مجاعة عامة بعد أكثر من 700 يوم على الحرب. كشفت بيانات صادمة أن إسرائيل قتلت طفلًا فلسطينيًا واحدًا كل ساعة، بحسب معطيات وزارة الصحة في غزة، المدعومة بتحقيق نشرته صحيفة واشنطن بوست، فإن عدد الأطفال الذين قُتلوا بلغ أكثر من 17 ألف طفل، موزعين على مختلف الفئات العمرية، من الرُضّع وحتى عمر 17 عامًا. لم ينجُ حتى من هم دون عامهم الأول، إذ قُتل 953 رضيعًا. الأطفال لم يكونوا "أضرارًا جانبية"، بل ضحايا مباشرة في حرب تضرب كل قواعد القانون الإنساني الدولي عرض الحائط. تتعرض النساء الفلسطينيات لواحدة من أبشع المآسي الإنسانية في العصر الحديث، بحسب تقرير أصدرته هيئة الأمم المتحدة للمرأة (UN Women) بتاريخ 15 يوليو 2025، فقد قُتلت أكثر من 28,000 امرأة وفتاة خلال الحرب، أي بمعدل امرأة كل ساعة تقريبًا. تم تدمير أكثر من 80% من المرافق الصحية في القطاع، تُشير التقارير إلى أن نحو 177,000 امرأة بحاجة ماسة إلى الدعم الصحي، بينهن 15,000 امرأة حامل، بحسب منظمة الصحة العالمية و"يونيسف". وتجاوز عدد النساء والفتيات النازحات داخل غزة مليون امرأة وفتاة، أكثر من 700,000 منهن يفتقدن أبسط احتياجات النظافة الشخصية في مشهد يهدد صحتهن وكرامتهن. تعاني نحو 690,000 امرأة وفتاة من جوع 'كارثي' وفق تصنيف الأمن الغذائي العالمي (IPC)، وقد شهدت بعض الحالات وفاة أمهات بسبب الجوع أو بسبب نقص التغذية بعد الولادة. إلى جانب القصف، وثقت منظمات حقوقية حالات اعتقال تعسفي بحق نساء، بعضهن حوامل أو برفقة أطفالهن. كما أُبلغ عن حوادث تهديد وانتهاك مبني على النوع الاجتماعي، بينها تصوير أو إذلال في نقاط التفتيش والاحتجاز، ما يزيد من معاناتهن النفسية والاجتماعية. تعيش غزة واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث، هناك مجاعة فعلية تضرب السكان، خصوصًا الأطفال، بحسب أحدث تقرير مشترك لبرنامج الغذاء العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (FAO)، فإن نحو 470 ألف شخص في غزة يواجهون حاليًا مجاعة حقيقية – وهي المرحلة الخامسة والأخطر ضمن تصنيفات الأمن الغذائي العالمي (IPC)، ويتوقع أن يمضي أكثر من 2.1 مليون شخص في غزة في أوضاع غذائية متدهورة. منظمة اليونيسف تشير إلى أن 39% من السكان لا يتناولون الطعام لأيام متتالية، وجود نحو 71,000 طفل و17,000 امرأة حامل أو مرضعة مهددين بفقدان حياتهم نتيجة الجوع وسوء التغذية. وسُجّل وفاة ما لا يقل عن 193 فلسطينيًا بسبب الجوع منذ بداية العام، بينهم 96 طفلًا. صحيفة "واشنطن بوست" تحدثت عن "مجاعة منهجية" في غزة، بينما أظهرت "الغارديان" البريطانية صورًا لأطفال يعانون الهزال الحاد، محذّرة من أن المجاعة باتت "سلاحًا تستخدمه إسرائيل لتقويض صمود المدنيين". كما تُظهر تقارير اقتصادية ارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسبة تتجاوز 3000% في بعض المناطق، مع فقدان تام للطحين والزيت وحليب الأطفال، المشهد في غزة اليوم ليس مشهد حرب فقط، بل مشهد إبادة غذائية صامتة، يذبل الأطفال جوعًا في حضن الصمت. قرارا إسرائيل باحتلال القطاع أشعل صندوق الأخبار الدولي على نحو مدروس، شتت الانتباه العام عن الأزمة الإنسانية الحقيقية التي يعانيها السكان المحاصرون. العالم بدأ يقلص الحديث عن المجاعة بعد إنكار طويل، بدأت وسائل الإعلام والمجتمع الإسرائيلي الداخلي يدركون قسوة الواقع. بحسب تقرير حديث، "الحصار من أجل الحرب" تحول إلى أزمة إنسانية مكشوفة، ووسائل الإعلام بدأت فقط الآن بالاستيقاظ للقضية الإنسانية في غزة، تحت ضغط دولي كبير غالبية الصحف والقنوات المحلية دفعت بفكرة "إسرائيل ضحية"، مع ادعاءات أن الحديث عن المجاعة مبالغ فيه أو من صنع حماس. ومنعوا عمدًا عرض معاناة سكان غزة أو إعادة تنبيه الرأي العام لمدى التدهور المعيشي. في حين انتقدت صحيفة "الغارديان" البريطانية التصريحات التي تظهر الحياة اليومية وكأنها طبيعية (مثل المقاهي المفتوحة)، معتبرًة هذه الصور دعائية ومضللة، ولا تعبّر عن حقيقة المجاعة المستعرة في القطاع. كلامٌ الرئيس الأمريكي عن السلام يقابله دعم ضمني لقصف غزة واحتلالها وتجويع أهلها، استقال"جوش بول" من منصب مدير الشؤون العامة في وزارة الخارجية الأمريكية، احتجاجًا على استمرار دعم إدارة ترامب العسكري لإسرائيل أثناء الحرب على غزة. ووصف دعم الإدارة بأنه "أعمى" وعاطفي، معتقدًا أنه يُشارك في "قتل الأطفال وتجويع السكان المدنيين في غزة". أما ماثيو ميلر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية سابقًا، فقد اعترف في مقابلة على قناة Sky News بأن 'إسرائيل قد ارتكبت جرائم حرب بدون شك.' وأقر أن الولايات المتحدة كان بإمكانها فعل المزيد لحماية المدنيين في غزة. عضو الكونجرس الأمريكي بيرني ساندرس قال ان أمريكا دفعت لإسرائيل عشرات مليار دولار لدعم حكومة نتنياهو العنصرية ممولة بذلك تكاليف الحرب التي لا نريد ان نكون جزء منها. وفق تحقيق من "بوليتيكو"، هناك سياق خطابي يتناول مصطلحات مثل 'فجاعة' بدل كلمة "مجاعة" مما أتاح للمؤيدين لإسرائيل مجالًا لتخفيف الانتقادات وتبرير السياسة الإسرائيلية. ويبرز مقال من وول ستريت جورنال (WP) الذي يرد على انتقادات المجاعة في غزة، ويبرر جهود إسرائيل- بل وحتى يزعم أنها تقدمت بتأمين مساعدات ضخمة. تقرير حديث في 'كانساس سيتي بوست' يفضح أن التقرير الأمريكي عن حقوق الإنسان لعام 2024 حذف بشكل صادم الإشارات إلى الانتهاكات في إسرائيل، رغم وجود وثائق سابقة تضمنتها. كما نُشرت مقالات مستقلة تحث الكونغرس على التوقف عن "تمويل إبادة جماعية" في غزة، معتبرة أن دعم واشنطن للحصار والضربات العسكرية يعني مشاركتها فعليًا في قتل الأطفال ومواطني القطاع. أقوال قادة البيت الأبيض عن السلام نجحت في خلق صورة نصية براقة، لكن الأفعال، خصوصًا دعم التسليح للصراع، تقف على الضد تمامًا. شهادات داخلية من مسؤولين أمريكيين مثل جوش بول وماثيو ميلر تؤكد أن هناك وعيًا متأخرًا بواقعة جرائم الحرب والمجاعة، لكن السياسات لم تتغير. الإعلام الأمريكي وواشنطن ذاتها اختارت التعتيم التدريجي، مع حذف محتوى انتقادي لسياسات إسرائيل في التقارير الرسمية. الموقف الرسمي والسرد الإعلامي للرئيس – حتى اليوم – يشكلان خداعًا مزدوجًا يتحدث عن السلام ويغض الطرف عن المجاعة، يدّعي الحيادية بينما يُخفي يشارك في الحرب على غزة بالمال والسلاح وحتى بالجنود. رغم اللهجة الانتقادية الأخيرة، فإن ألمانيا ما زالت ثاني أكبر مزود للسلاح لإسرائيل- فقد مثلت صادراتها نحو 30% من واردات إسرائيل العسكرية بين 2019 و2023، قفزت صادرات الأسلحة الألمانية إلى اسرائيل إلى 326.5 مليون يورو- بعد تصاعد الصراع ومع ذلك، وفي أبريل 2025 أصدرت ألمانيا، إلى جانب بريطانيا وفرنسا، بيانًا يدعو إسرائيل لرفع الحصار الإنساني عن غزة، ووصف الوضع هناك بأنه "لا يُطاق". الرئيس الفرنسي ماكرون أعلن توقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل. ولكن التحقيقات كشفت أن فرنسا ما زالت تُزوّد إسرائيل بمكونات تُستخدم في تصنيع الطائرات المسيّرة (الدرون)، وهي أدوات قاتلة في الحرب على غزة. وعلى الرغم من وعود الحكومة الإيطالية بوقف التوريدات بعد 7 أكتوبر 2023، فإن معاملات ما قبل الحرب استمرت بوجه الاحتجاج الشعبي والقانوني. وبحسب تقارير، بلغت قيمة المعدات العسكرية التي تم تسليمها خلال الحرب عشرات الملايين من اليوروهات- رغم مخالفتها لقانون الدفاع المحلي. الحكومة البريطانية علّقت فقط 30 من أصل 350 رخصة تصدير أسلحة لإسرائيل، لكنها لم تتوقف عن توريد مكونات الطائرات الحربية الـF 35 التي تُستخدم على نحو مدني ضد غزة. كما كشفت تقارير أن أكثر من 600 رحلة استطلاع تجريها المملكة المتحدة فوق غزة- حيث تقول الحكومة أنها تهدف إلى "إنقاذ رهائن"، لكن المتشككين يطالبون بوضوح دور المعلومات الممنوحة لإسرائيل. المؤسسات المالية الأوروبية ضخّت 36.1 مليار يورو في قروض وضمانات، وحَوّلت 26 مليار يورو في أسهم وسندات لشركات تصنّع السلاح الذي يُباع لإسرائيل، مما يضاعف مسؤوليتها عن الجرائم المرتكبة في غزة. بينما وصفت مسؤولة أوروبية الأزمة بأنها "تشبه الإبادة الجماعية جدًا"، فإن السياسات العملية بقيت مترددة وغير حاسمة. ورغم التصريح بالاعتراف بالدولة الفلسطينية لبعض الدول الأوروبية الا ان دول الاتحاد الأوروبي فضّلت الإدانات الرمزية—بيانات شجب وتصريحات "قلقة"—بدل خطوات فعلية مثل فرض حظر شامل على السلاح أو الضغط الجدي لوقف المجاعة. بالعودة الى لاعبي النرد الأساسيين، في يونيو 2007، استولت حماس بالقوة على قطاع غزة بإقصاءٍ مكثف للخصم السياسي بعد مواجهات دامية بين الجانبين وطرد مؤسسات السلطة الوطنية. منذ ذلك الحين، حكمت حماس القطاع بقبضة سياسية وعسكرية محكمة. كبار قادة حماس كانوا يعيشون في قطر، وكانت قطر الشريان المالي والدبلوماسي لحماس. ونقلت قطر لـحماس مبالغ تزيد على 1.8 مليار دولار عبر سنوات، من ضمنها 30 مليون دولار شهريًا، وذلك بإشراف وتنسيق مع إسرائيل والولايات المتحدة. منذ عام 2012، وافق الأميركيون على أن تستضيف قطر المكتب السياسي لحماس، بغرض إبقاء قنوات التفاوض مفتوحة، وفي عامي 2012 و2016، استضافت قطر كبار قادة حماس مثل خالد مشعل (وقتها) وإسماعيل هنية، وخصصت لها دعمًا ماليًا لإعادة بناء القطاع تحت حكمها. وتم ذلك بتنسيق خفي بين أمريكا وقطر كما اعترف بذلك كل من وزير الخارجية الأسبق لقطر حمد بن جاسم وسفير قطر الحالي في واشنطن مشعل بن حمد ال ثاني. واعترف قيادي في حماس أن الأموال المقدمة من الدوحة هي 'الشريان الرئيسي' للجماعة، موسى أبو مرزوق، أحد قياديي حماس، أكد سابقًا أن الجماعة "مسؤولة عن عناصرها، بينما الشعب مسؤولية الأمم المتحدة"، سيطرة حماس على غزة أخرج القطاع نهائيًا من تحت مظلة السلطة الوطنية، ما عمّق الانقسام الفلسطيني. الدعم القطري – بشبكة مالية ودبلوماسية – عزّز حكم الجماعة وشرعنها داخل النظام الإقليمي. الدعم الأميركي – بطرق غير مباشرة – هدف إلى إبقاء طرف يمكن التفاوض معه، لكنه عمّق من أزمة الشرعية. تشهد الساحة العربية منذ الحرب حالة من الصمت مع تصاعد وتيرة الصفقات والتطبيع مع إسرائيل، هذا الصمت الذي يغلب عليه البرود السياسي والاجتماعي. فبينما تواصل بعض الدول العربية تطبيع علاقاتها الاقتصادية والسياسية مع إسرائيل عبر توقيع اتفاقيات واتفاقات تعاون في مجالات متعددة، يزداد الفلسطينيون معاناة وانتهاكات الاحتلال، سواء من خلال الحرب على غزة والحصار والتجويع او توسيع المستوطنات واقتحامات القدس والاعتقالات الجماعية في الضفة. ضعف الموقف العربي وابتعاده عن المبادئ التي أعلنتها بعض الحكومات سابقًا، فضلاً عن تناقض صارخ بين الشعارات السياسية التي تدعو لدعم الفلسطينيين وبين الواقع العملي الذي يسمح بمرور هذه الصفقات دون أية معارضة حقيقية. بعض الحكومات العربية اختارت المصلحة السياسية والاقتصادية الضيقة على حساب القضايا الإنسانية والحقوقية، تاركة بذلك المجال لإسرائيل لتعزيز مكانتها وفرض سيطرتها دون رادع عربي حقيقي. تبرز بعض دول المحور، وعلى رأسها إيران، بمواقف وتصرفات تبدو في كثير من الأحيان بعيدة عن التضامن الحقيقي مع القضية الفلسطينية، بل وأحيانًا تنطوي على استغلال للحرب على الفلسطينيين لأغراض سياسية وإقليمية ضيقة. إيران التي تدعي دعمها للمقاومة الفلسطينية، تستخدم القضية كورقة سياسية في صراعاتها الإقليمية، دون تقديم دعم ملموس يبني مستقبلًا حقيقيًا للفلسطينيين أو يخفف من معاناتهم اليومية. على أرض الواقع، نرى تصريحات وتصرفات تفتقر للمصداقية، وتستغل معاناة الفلسطينيين لخدمة أجندات خاصة تتعلق بالنفوذ والهيمنة الإقليمية. إيران دعمت الانقسامات الفلسطينية الداخلية، مما ساهم في تفتيت النضال الفلسطيني، وجعل القضية أضعف أمام الضغوط الإسرائيلية والدولية. كما تلعب تركيا اليوم دورًا مثيرًا للجدل في المشهد الإقليمي، فهي تُعتبر من الداعمين لحركة حماس، لكنها في الوقت نفسه تمارس سياسات تتناقض مع المواقف العربية والإسلامية الأصيلة. فسلوك تركيا تجاه سوريا يعكس ازدواجية في المواقف؛ فقد ساهمت في تدمير نظام الأسد، وتفتيت سوريا. في العلن تناصر الفلسطينيين وفي الواقع حليفا لإسرائيل والولايات المتحدة، فقد اعتبرتها حكومة نتنياهوا موانئ تركيا شريان البترول والغاز الذي أنقذ إسرائيل اثناء الحرب بعد ان قام الحوثي بإقفال البحر الأحمر. وفي الوقت الذي يعاني فيه شعب غزة من مجاعة ومجزرة متواصلة، يلف الصمت الإعلامي التركي، وكأن هناك صمت قبور يحيط بهذه المأساة، مما يزيد من الانطباع بأن أنقرة تختار مواقف انتقائية تخدم أجنداتها الخاصة بدلاً من التعبير عن تضامن حقيقي وفعال مع القضية الفلسطينية. تلعب المؤسسات الدولية والمنظمات الإنسانية دورًا حيويًا في تقديم الدعم والإغاثة. ومع ذلك، كشفت تقارير دولية متعددة عن حالات استغلال واختلاس ونهب للموارد الإنسانية. وتشير تقارير أممية وأبحاث مستقلة إلى وجود شبكات داخل بعض المنظمات الإنسانية الدولية، تستغل الظروف الصعبة للفلسطينيين لتنفيذ عمليات فساد وتهريب مواد الإغاثة إلى جهات غير مستحقة، أو تحويل جزء من المساعدات إلى سوق سوداء لتحقيق أرباح شخصية. وثقت حالات سرقة مواد إغاثية مثل الغذاء والدواء، وأجهزة طبية، وتحويلها إلى أسواق تجارية في مناطق الاحتلال أو بيعها بطرق غير شرعية. بعض المنظمات التي تمول من جهات دولية تحولت إلى أدوات لتمرير مصالح سياسية واقتصادية، مستفيدة من التمويلات الضخمة وعدم وجود شفافية كافية في إدارة المشاريع. وتورط بعض المسؤولين في تهريب المواد إلى جهات مسلحة أو أذرع سياسية، مما يزيد من تعقيد الأزمة ويجعل المساعدات بعيدة عن الفئات المستحقة. مما رصد في غزة ان بعضهم يهرب سجائر في سيارته الخاصة في حين يسكنون الفلل بأجرة تصل 50 ألف دولار شهريا بينما طاقمهم المحلي يسكن الخيام وكانت أكبر فضائحهم قتل الجوعى على مقربة من مقراتهم في حين شككت تقارير صحافية ان بعضهم يقدم معلومات وخدمات للإسرائيليين تحت غطاء انساني. هذه المجازر بحق الطفولة الفلسطينية والنساء والمجتمع الغزي عموما والحصار والتجويع واستمرا الترحيل تُسلّط الضوء مجددًا على الفشل الأخلاقي والسياسي للأسرة الدولية، التي تكتفي بالصمت أو بيانات الإدانة اللفظية، بينما يستمر شلال الدم دون رادع.


فلسطين أون لاين
منذ 6 أيام
- فلسطين أون لاين
استشهاد ممرض إثر سقوط "صندوق مساعدات" بعملية "إنزال جوي" وسط قطاع غزّة
ارتقى شهيد، ظهر اليوم الاثنين، إثر سقوط صندوق مساعدات خلال ما يسمّى بالإنزال الجوي بدير البلح، وسط قطاع غزّة. وأفاد مصدر في مستشفى شهداء الأقصى باستشهاد الممرض عدي ناهض القرعان إثر سقوط صندوق مساعدات عليه بشكل مباشر من عملية "إنزال جوي" نُفذت في بلدة الزوايدة وسط قطاع غزة . وحذرت منظمات دولية من عمليات الإنزال الجوي، مؤكدة أن هذه العمليات "رمزية وغير فعالة"، وأن الطرود تُلقى في مناطق شديدة الخطورة دون تنسيق أو تحديد دقيق لمواقع الإنزال، ما يجعلها عرضة للضياع أو السقوط في أيدي غير مستحقيها. كما أكد المفوض العام لوكالة "الأونروا"، فيليبي لازاريني، أن الإنزالات الجوية "باهظة التكلفة، ضعيفة التأثير، وقد تقتل مدنيين جائعين". وشدّد على أن فتح المعابر البرية بشكل عاجل ومن دون قيود هو السبيل الوحيد والفعّال لإيصال المساعدات الإنسانية. وأضافت منظمة "أطباء بلا حدود" أن هذه العمليات "لا تلبي الحد الأدنى من الحاجات الفعلية" وتُعد "غير فعالة وخطيرة على حياة المدنيين"، في ظل غياب بنية تنسيقية وهياكل أمنية تضمن وصول المساعدات إلى مستحقيها الحقيقيين. ووفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن العديد من الطرود سقطت في البحر أو داخل مناطق تسيطر عليها قوات الاحتلال الإسرائيلي، بل إن بعضها سقط مباشرة فوق خيام تؤوي نازحين، ما أسفر عن وقوع إصابات ووفيات. وأضاف أن هذه الكميات المحدودة "لا تغطي سوى نسبة ضئيلة من الحاجات اليومية"، خاصة في ظل منع الاحتلال مرور المساعدات عبر المعابر البرية. وكانت الأمم المتحدة قد أكدت في مناسبات سابقة أن الإنزال الجوي يجب أن يُستخدم فقط كخيار أخير، عندما يتعذر الوصول البري، نظراً لمحدودية فعاليته وخطورته المرتفعة. وتزداد حدّة الجوع في قطاع غزة، فيما تعجز المنظمات الدولية عن إيجاد آلية لإدخال المساعدات والأدوية والمكملات الغذائية للأطفال المجوَّعين، نتيجة السياسات الإسرائيلية المفروضة، الأمر الذي يهدّد حياة الآلاف الذين يفتقرون إلى التغذية السليمة. وتتصاعد التحذيرات من خطورة التجويع المتعمّد في قطاع غزة. ومنذ 2 مارس/آذار الماضي، أغلق الاحتلال الإسرائيلي جميع المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، منقلبًا على اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 18 يناير/كانون الثاني، والذي نصّ على إدخال 600 شاحنة مساعدات و50 شاحنة وقود يوميًا. ومنذ ذلك الحين، بدأ سكان القطاع يعتمدون على المواد الغذائية المخزنة، والتي نفدت تدريجيًا، ما أدى إلى انتشار الجوع وسوء التغذية، خاصة مع نقص مشتقات الحليب، اللحوم، الدواجن، الخضروات، والأدوية، بالإضافة إلى مستلزمات النظافة. وخلفت الإبادة "الإسرائيلية" بدعم أمريكي، أكثر من 210 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين. المصدر / فلسطين اون لاين


شبكة أنباء شفا
٠٣-٠٨-٢٠٢٥
- شبكة أنباء شفا
طبيب بريطاني: غزة تواجه همجية من العصور الوسطى
شفا – قال الجراح البريطاني 'غرايم غروم' العائد من مهمة تطوعية في قطاع غزة، الذي يتعرض لإبادة وتجويع إسرائيلي، إن الأطفال هناك 'يحاولون النوم ببطون مملوءة بالماء والملح'، في ظل أزمة إنسانية 'مفتعلة' وصفها بـ'الهمجية التي تعود إلى العصور الوسطى'. وأشار غروم إلى 'مشاهد صادمة عاشها خلال عمله ضمن فريق طبي تطوعي' في غزة، حيث يعاني الفلسطينيون من مجاعة ونقص في التغذية، تسببا بوفاة عشرات الرضع وتدهور حالة الجرحى المدنيين. وأوضح أن الجوع المتزايد يؤثر بشكل مباشر على المصابين ويمنع تعافيهم، ويزيد من معدلات العدوى، ويضاعف من خطر الوفاة. وذكر أن الجوع لا يقتصر على المرضى، بل يمتد أيضًا إلى الطواقم الطبية، مشيرًا إلى أن 'ما يجري في غزة ليس مجاعة طبيعية، بل مفتعلة'. أطفال يموتون جوعا وأوضح الجراح البريطاني، في حديث لوكالة 'الأناضول'، أنه زار في 27 أيار/ مايو الماضي عيادة مختصة بسوء التغذية في غزة، حيث أبلغه طبيب أطفال بوفاة 60 رضيعًا بسبب الجوع منذ بدء الحصار، بعضهم كان يعاني من عدم تحمل اللاكتوز (سكر الحليب) ولم يكن هناك حليب خاص لهم. وأضاف أنه 'يتم تشخيص 12 طفلا يوميا بسوء تغذية حاد، بينما تعاني بعض الأمهات من الجوع لدرجة تعيق قدرتهن على إرضاع أطفالهن'. الأطباء جائعون وذكر غروم أن المجاعة طالت أيضًا العاملين في القطاع الصحي، مستشهدًا بزميله طبيب التخدير الفلسطيني نزار أبو دقة، الذي قال له إن عائلته لم تجد ما تأكله. وأضاف: 'أطفاله الستة، الذين تتراوح أعمارهم بين عامين ونصف و13 عامًا، ملأوا بطونهم بالماء ولعقوا قليلاً من الملح حتى يتمكنوا من النوم'. وذكر أن زميله 'تمكن من شراء 8 كيلوغرامات من الطحين مقابل 300 دولار (فيما كان سعرها قبل الحرب نحو 3 دولارات)، وهو كل ما كان يملكه، وقد يكفيهم لبضعة أيام فقط وبعدها لا يملكون شيئا'. إطلاق نار على منتظري المساعدات كما تحدث غروم عن الشاب الفلسطيني، محمد حميم، الذي عمل معه سابقا، وقال إنه اضطر مؤخرًا للذهاب إلى نقطة توزيع المساعدات التابعة لـ'مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية'، التي تعمل بتنسيق أميركي–إسرائيلي. وأرسل حميم لغروم مقاطع مصورة تظهر إطلاق نار على مدنيين كانوا ينتظرون المساعدات، وسجل فيها صوت الرصاص، وبدت الجثامين والدماء واضحة. وبعيدًا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت سلطات الاحتلال منذ 27 أيار/ مايو الماضي، تنفيذ خطة توزيع مساعدات عبر ما يعرف بـ'مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية'، وهي جهة مدعومة إسرائيليًا وأميركيًا، لكنها مرفوضة أمميًا. ومنذ بدء هذه الآلية وحتى أمس الجمعة، وصل المستشفيات ألف و330 شهيدا، وأكثر من 8 آلاف و818 جريحا، جراء إطلاق جيش الاحتلال بشكل متكرر النار على منتظري مساعدات. نداء عاجل وجهود إغاثية ووجه غروم نداء لقادة العالم قال فيه إن 'ما نشهده في غزة هو همجية تعود إلى العصور الوسطى، ويجب وقف القصف والسماح بدخول الغذاء'. ويعمل غروم ضمن فريق طبي تطوعي تابع لمنظمتي 'الإغاثة الإسلامية' (Islamic Help) و'إيديالز' (IDEALs) البريطانيتين، واللتين تنفذان منذ كانون الأول/ ديسمبر 2023 برامج طبية في غزة تشمل إجراء عمليات جراحية، في ظل الحصار الاحتلال، وإغلاق المعابر، الذي يمنع خروج المرضى والجرحى خارج القطاع.