logo
البرنامج النووي الإيراني ، ومرآة الأكاذيب الأمريكية ، بقلم : محمد علوش

البرنامج النووي الإيراني ، ومرآة الأكاذيب الأمريكية ، بقلم : محمد علوش

شبكة أنباء شفامنذ 7 ساعات

البرنامج النووي الإيراني ، ومرآة الأكاذيب الأمريكية ، بقلم : محمد علوش
في ردهات السياسة الدولية، حيث تختلط الحقيقة بالدعاية وتتماوج المصالح على أمواج التهويل، يبرز 'البرنامج النووي الإيراني' كمرآة تكشف أكثر مما تخفي، وتفضح أكاذيب صُنّاع القرار في البيت الأبيض الذين ما انفكّوا يلبسون رداء الحامي بينما يُضمرون في نفوسهم نية الكيل بمكيالين.
منذ عقود، تُصرّ واشنطن على أن طهران تهدد السلم العالمي بطموحاتها النووية، وتُلقي في روع الشعوب أن إيران تقف على شفا تصنيع القنبلة، متناسية – أو بالأحرى متناسية عمداً – أن إسرائيل، حليفتها المدللة، تمتلك ترسانة نووية غير خاضعة لأي رقابة دولية، وأن الولايات المتحدة نفسها هي أول وآخر من استخدم السلاح النووي ضد بشر عُزّل في هيروشيما وناغازاكي.
والخطاب الأمريكي يبدو كأنّه خطاب أخلاقي، لكنه في جوهره خطاب مصلحي، محكوم برغبة جامحة في تطويع الجغرافيا السياسية بما يخدم أجندة الهيمنة، فحين تسعى إيران إلى امتلاك التكنولوجيا النووية لأغراض سلمية، تبدأ واشنطن بالعزف على وتر 'الخطر القادم من الشرق'، وتنشط أدواتها الإعلامية في نسج خيوط الخوف والرعب، بينما هي تغضّ الطرف عن مشاريع مماثلة في بلدان حليفة، حتى وإن كانت تلك المشاريع أقل شفافية.
لقد أثبتت سنوات من التفتيش، والتقارير الدورية للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن إيران لا تصنع سلاحاً نووياً، وأنها تخضع لإشراف صارم وقيود ثقيلة فرضها الاتفاق النووي الذي تم توقيعه عام 2015، ولكن حين قررت إدارة ترامب تمزيق ذلك الاتفاق بجرّة قلم، دون مبرر عقلاني، بدت الحقيقة جلية: المشكلة ليست في القنبلة، بل في من يحمل القنبلة، وإن السلاح النووي في يد الحليف مقبول، أما في يد من يرفض الانصياع، فهو خطرٌ داهم!
'البرنامج النووي الإيراني' ليس سلاحاً بقدر ما هو رمز للكرامة الوطنية، ورغبة شعب في امتلاك مفاتيح المعرفة والتقدم رغم الحصار والعقوبات، أما الخطاب الأمريكي، فما هو إلا ستار دخاني يخفي خلفه رغبة قديمة في السيطرة على الشرق الأوسط وإعادة تشكيله وفق خرائط جديدة، تلائم مصالح الشركات والساسة والجنرالات، وإذا كان ثمّة دروس من هذا المشهد المتكرر، فإن أبرزها أن الحقيقة ليست دائماً ما يقال في المؤتمرات الصحفية، بل ما يخفى في وثائق المخابرات، وما يسرب خلسة من دهاليز السياسة، وفي زمن الصورة والصوت، لم تعد الأكاذيب تقنع شعوباً اعتادت أن تقرأ ما بين السطور، وتفهم أن من يتحدث كثيراً عن الأمن، قد يكون هو نفسه مصدر الفوضى.
وفي عالم تتكاثف فيه الظلال وتتناسل فيه الأخطار، يلوح التهديد النووي ككابوس معلّق فوق رؤوس البشرية، فلم تعد القنابل الذرية مجرد رماد حكايات الحرب الباردة، بل صارت سيوفاً مسلولة في سباق محموم نحو الهلاك، سباق التسلح، وقد أدار ظهره للحكمة، لا يورث الأمم إلا الخوف والفناء المحتمل، وفي هذا المشهد المتأزم، تتجلى إسرائيل كلاعب منفلت من كل قيد، تمتلك ترسانة نووية سرية لا تخضع لرقابة دولية، ولا تنتمي إلى أي معاهدة لنزع السلاح، وهذا التفلت لا يهدد استقرار الشرق الأوسط فحسب، بل ينسف فكرة العدالة الدولية، ويكرّس منطق القوة على حساب الحق.
إن لجم إسرائيل عن مواصلة هذا التمادي النووي لم يعد خياراً أخلاقياً فقط، بل ضرورة وجودية لحفظ السلم العالمي، فالعالم الذي يسكت عن سلاح بيد طائش، هو عالمٌ يكتب نهايته بيده، وعلى الضمير الإنساني أن ينهض، قبل أن يُختطف المستقبل بلحظة إشعاع قاتلة، لا تُبقي ولا تذر.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هل قرّب العدوان الأمريكي – الإسرائيلي ، إيران من القنبلة النووية؟ بقلم د. خالد جاسر سليم
هل قرّب العدوان الأمريكي – الإسرائيلي ، إيران من القنبلة النووية؟ بقلم د. خالد جاسر سليم

شبكة أنباء شفا

timeمنذ 35 دقائق

  • شبكة أنباء شفا

هل قرّب العدوان الأمريكي – الإسرائيلي ، إيران من القنبلة النووية؟ بقلم د. خالد جاسر سليم

هل قرّب العدوان الأمريكي – الإسرائيلي ، إيران من القنبلة النووية؟ ، بقلم د. خالد جاسر سليم في أعقاب العدوان الإسرائيلي – الأمريكي المفاجئ على إيران، والذي استمر اثني عشر يومًا، بدأت تتبلور مؤشرات على احتمال حدوث تحول في العقيدة النووية الإيرانية، لا سيما في ظل الانكشاف الصارخ لنقاط الضعف في بنية الردع الاستراتيجي للدولة. فقد كشفت الضربات المركزة عن فشل منظومات الدفاع الجوي في التصدي للهجمات التي استهدفت منشآت نووية وقواعد عسكرية وبُنى تحتية حيوية، وأظهرت في الوقت ذاته هشاشة منظومة القيادة والسيطرة، وغياب التكامل الشبكي بين الرادارات وأنظمة الدفاع الجوي، وضعف قدرتها على مجاراة التفوق التكنولوجي الأمريكي. هذا بالإضافة إلى ما اعتُبر إخفاقًا استخباراتيًا جسيمًا، وصفه بعض الخبراء الغربيين بـ'الهزيمة الاستخبارية الوجودية'، خاصة بعد استهداف شخصيات عسكرية رفيعة وعلماء في المجال النووي داخل العاصمة طهران، دون قدرة واضحة على الردع المسبق أو الحماية الوقائية. وعلى الرغم من أن إيران تمكنت خلال ساعات من إعادة بناء جزء من بنيتها العملياتية، بل ونفذت ضربات ألحقت خسائر في مواقع حساسة داخل الكيان الإسرائيلي، فإن هذه الاستجابة قد أسهمت في دفع تل أبيب إلى طلب تدخل أمريكي لفرض وقف لإطلاق النار، وهو ما أعلنه الرئيس ترامب لاحقًا. وفي ضوء هذا الواقع الجديد، تبرز تساؤلات مركزية داخل دوائر القرار الإيراني والإقليمي والدولي حول مستقبل العقيدة النووية، وجدوى الاستمرار في النهج الحالي. وانطلاقًا من هذه اللحظة المفصلية، يقوم هذا المقال على توظيف منهجية تحليل القوى (Field Force Analysis) لتفكيك العوامل المؤثرة في احتمالية اتخاذ إيران قرارًا استراتيجيًا بامتلاك القنبلة النووية. ويركز التحليل على تحديد القوى الدافعة (Driving Forces) التي تُعزز هذا الاتجاه، مقابل القوى المعطّلة (Restraining Forces) التي تُثني طهران عن هذا الخيار. هذا السياق فتح الباب أمام نقاش جدي دوائر القرار الإيراني حول جدوى الاستمرار بسياسة 'الغموض النووي' التي انتهجتها الجمهورية الإسلامية لعقود، حيث تزداد احتمالية أن تتجه طهران نحو خيار التصعيد النووي من خلال رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 90%، وهو المستوى اللازم لصنع سلاح نووي، بما يشكّل خروجًا صريحًا عن مسار الاتفاق النووي الموقّع عام 2015 والذي انسحبت منه الولايات المتحدة في عام 2018. مثل هذا التحول لن يكون مجرد رد فعل رمزي، بل محاولة واعية لفرض معادلة ردع جديدة على غرار النموذج الكوري الشمالي، تضمن منع تكرار الضربات الاستباقية من قبل الولايات المتحدة أو الكيان الإسرائيلي، واستعادة الهيبة والردع العسكري الإيرانيين. وفي قلب هذا التوجه، يتصاعد الجدل الداخلي حول الفتوى الدينية التي أصدرها المرشد الأعلى علي خامنئي والتي تحرّم إنتاج واستخدام السلاح النووي، حيث بدأت بعض الأصوات داخل المؤسسة السياسية والأمنية الإيرانية تطرح سؤالًا مفصليًا: هل آن الأوان لتجاوز الاعتبارات الأيديولوجية لصالح حسابات واقعية تقوم على توازنات القوة والمصالح الوطنية؟ خاصةً في ظل قناعة متزايدة بأن الردع لا يُبنى بالنوايا والقيم والاخلاق، بل بامتلاك أدوات القوة التي تُفرض بها قواعد اللعبة في الإقليم. ولعل هذا التخوّف من غياب وسائل الردع التقليدية، هو ما قاد – سابقًا ويقود حاليًا – العديد من منتقدي الاعتداء على إيران إلى التأكيد أن الخيار الوحيد المتاح أمامها الآن للدفاع عن نفسها هو امتلاك القدرة النووية الرادعة، باعتبارها الضامن الوحيد لردع أي عدوان مستقبلي. ويبدو أن هذا التحول النظري في المقاربة الإيرانية لا يظل حبيس الجدل الداخلي فقط، بل بدأ يأخذ ملامح ميدانية ملموسة، كما يظهر في ما أُعلن مؤخرًا من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية وأكدته إيران، بشأن قيام الأخيرة بنقل أكثر من 400 كيلوغرام من اليورانيوم عالي التخصيب (60%) إلى مواقع غير معروفة. ورغم أن طهران لم تقدّم تفسيرًا لهذا التحرك، إلا أن التحليل يشير إلى ثلاثة احتمالات رئيسية مترابطة: أولها أن يكون الهدف هو استخدام هذه الكميات في عملية تصنيع نووي سريع؛ ثانيها تجنّب وقوع كارثة إشعاعية في حال تعرض المنشآت لهجمات جديدة؛ أما الاحتمال الثالث فهو استخدام هذا المخزون كورقة تفاوضية في أي مسار سياسي قادم، خاصة في ظل انكشاف هشاشة الاتفاقات السابقة وانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي دون التزام في العام 2018. ويكتسب هذا التوجه بعدًا إضافيًا مع ما صدر مؤخرًا عن البرلمان الإيراني من توصية صريحة بالانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية(NPT)، وهي خطوة تحمل دلالات متعددة، تتراوح بين كونها أداة ضغط تكتيكية موجهة إلى المجتمع الدولي لانتزاع مكاسب تفاوضية، وبين كونها مؤشرًا مبكرًا على تحوّل نوعي محتمل في العقيدة النووية الإيرانية نحو فكّ الارتباط تدريجيًا عن الالتزامات القانونية والأخلاقية التي قيّدت طهران لعقود. كما يأتي هذا التطور الميداني في سياق الغموض الذي لا يزال يكتنف مستوى الضرر الحقيقي الذي لحق بثلاثة من أبرز المواقع النووية الإيرانية وهي نطنز وأصفهان وفوردو، ففي حين تؤكد الرواية الأميركية أن هذه المنشآت قد 'دُمّرت بالكامل'، تُصرّ مصادر أخرى – من بينها الحكومة الإيرانية – على أن الأضرار كانت طفيفة، وأن العمل جارٍ بالفعل لإعادة تأهيل المواقع واستعادة قدراتها التشغيلية. إلى جانب العوامل الخارجية، تبرز ضغوط داخلية متزايدة من التيار المتشدد في إيران، الذي بات يطالب علنًا بضرورة امتلاك سلاح نووي بوصفه الضامن الوحيد لبقاء النظام وسط بيئة دولية متقلبة وعدائية. هذا التيار يجد في فشل الردع التقليدي وانهيار منظومات الحلفاء الإقليميين – لا سيما ضعف قدرة حزب الله على الردع غير المباشر – حافزًا إضافيًا لتسريع التصعيد النووي. كما أن فقدان الثقة في الضمانات الدولية، خاصة بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي وتجاهلها للمسارات الدبلوماسية، قد يدفع طهران إلى التخلي عن الرهان على المجتمع الدولي، واعتماد منطق الواقعية السياسية التي تربط تحقيق المصالح الوطنية بموازين القوة وليس بحسن النوايا. رغم وجاهة هذا الطرح داخل بعض الدوائر الإيرانية، يبقى خيار تصنيع القنبلة النووية محفوفًا بتحديات جسيمة على المستويين العسكري والسياسي. أولى هذه التحديات تتمثل في التهديدات الصريحة المتكررة التي أطلقها الكيان الإسرائيلي، والذي أكد – على لسان قياداته العسكرية والسياسية – أنه لن يسمح لإيران بالوصول إلى العتبة النووية، وأنه مستعد لتنفيذ ضربة استباقية واسعة النطاق تُفشل أي محاولة إيرانية في هذا الاتجاه. ولا يقلّ الموقف الأميركي حدة، إذ شدد الرئيس دونالد ترامب في أكثر من مناسبة خلال الأزمة الأخيرة على أن 'إيران لن تمتلك أبدًا سلاحًا نوويًا'، مضيفًا في أحد خطاباته: 'لن نسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم داخل ايران'، في إشارة واضحة إلى أن مجرد العودة إلى التخصيب العالي يُعد خطًا أحمر يستدعي ردًا مباشرًا. ويكشف هذا التصعيد اللفظي عن موقف أميركي متشدد لا يكتفي بالتحذير، بل يلوّح بخيارات عملية، سواء عسكرية أو سياسية، في حال اتخذت طهران خطوات فعلية نحو العتبة النووية. إلى جانب ذلك، فإن أي تحرك نووي من هذا النوع سيجعل طهران عرضة لحزمة جديدة من العقوبات الدولية المشددة، تقودها واشنطن وبدعم أوروبي محتمل، الأمر الذي من شأنه أن يعيد إيران إلى دائرة العزلة السياسية والاقتصادية، ويقوّض محاولاتها للخروج من أزماتها الداخلية المتفاقمة. انطلاقًا من ذلك، فإن توقيت تنفيذ هذا السيناريو يظل مرهونًا بتطورات المشهد السياسي والعسكري في الأشهر والسنوات المقبلة. فمن غير المرجح أن تقدم إيران على هذه الخطوة خلال الأشهر الستة القادمة، نظرًا للكلفة العالية وردود الفعل المتوقعة فضلا عن ان الأولوية هي ترميم القدرات الداخلية التي تضضرت بفعل العدوان والتي تحتاج الى مدى متوسط الى طويل. أما على المدى المتوسط، أي في غضون سنة إلى سنتين، فقد يصبح هذا الخيار في مستوى متوسط من حيث القابلية للتحقق إذا استمرت التهديدات وتراجعت فرص التسوية السياسية. أما على المدى البعيد، فإن فشل كل المسارات التفاوضية، واستمرار العدوان، قد يجعل من هذا السيناريو مرجحًا بشكل كبير. خلاصة القول إن إيران، رغم إدراكها للمخاطر الجسيمة المرتبطة بالتحول الكامل نحو الخيار النووي، أصبحت أمام مسار لا بد من النظر إليه بجدية متزايدة، بوصفه ورقة ضغط وردع استراتيجية يصعب استبعادها. لا يُطرح هذا الخيار بوصفه المسار الأول أو المفضل، لكنه بات أكثر احتمالًا مما كان عليه قبل العدوان، خاصة إذا ما استُنفدت البدائل الأخرى، وثبُت أن قوة الردع لا تُبنى فقط على القدرات الصاروخية أو دعم الحلفاء الإقليميين، بل على ما تفرضه موازين القوة من احترام.

رئيس "فرط صوتي"!
رئيس "فرط صوتي"!

معا الاخبارية

timeمنذ 4 ساعات

  • معا الاخبارية

رئيس "فرط صوتي"!

كتب أحد الأصدقاء: مصارع برتبة رئيس، عائد إلى السلطة بعقلية الانتقام والوعيد، تجتاحه النرجسية في مواقفه وتصرفاته. لا تعرف ماذا يريد حتى إن أحد مقربيه الذين هجروه شكك في أن يعرف هو ما الذي يريده. متغطرس، متعنصر، متقلب، متسلط ومليء بحب الذات. له من الأنفة ما تزعج كيانك، ومن العنجهية ما يؤذي روحك. يدعي العظمة بينما يرفع شعار الرغبة في استعادتها لبلاده. مهووس بحب الذات، وعضلات جيشه، وترسانته العسكرية وتقدم بلاده التقني وسطوتها على العرب والعجم وما بينهما، إنه الرئيس الفرط صوتي (حسب صديقنا) دونالد ترامب. وصف يدعمه صاحبنا بقوله: ترامب الذي أغرق أمريكا بالوعود والصوت، لم يقدم حتى اللحظة ما يبرهن نجاعة أفكاره ولا رجاحة عقله ولا حتى صداً مقنعاً لصوته. أغرق البشرية بالقول بأنه: سيوقف حرب إبادة الشعب الفلسطيني، فاعتقد العالم انه فعل مع الهدنة الأولى لتكتشف البشرية أن تلك الهدنة التي انهارت بعد منتصف آذار الماضي بأيام، لم تكن إلا لترسم معالم خطة إبادة أكبر للفلسطينيين على أرضهم وتمهد لجولة جديدة من المحق بفعل الدمار والتهجير والتجويع والقتل تحت وطأة الجوع، أو حتى حصول الفلسطينيين على الغذاء في غزة، بينما يستشري سرطان الاستيطان الصهيوني في الضفة الغربية وتضيق مساحة الفلسطيني في دولة حرة مستقلة. ويذكرنا صاحبنا بما وعد به ترامب إزاء الحرب الروسية الأوكرانية والتي قال فيها ترامب بأنه سينهيها باتصال هاتفي واحد، فلا سكتت نيران فلسطين ولا توقفت مدافع أوكرانيا، ولم يتحقق أي من الوعود البرّاقة، بل توسعت مساحات الشقاق في العالم مع إقدام ترامب على مقارعة العالم ضرائبياً ليفتح حروباً اقتصادية مع أوروبا والصين وجميع دول العالم تقريباً. ويشير كتاب نار وغضب لبوب ودورد والصادر في ايلول من العام 2020 والذي حاول ترامب بالمناسبة حجبه دون أن ينجح، إلى حجم الورطة التي يعيشها البيت الأبيض والعالم بأسره مع إنسان أهوج مجنون متكبر نصاب وكاذب ومعتوه وعنصري كما يقول الكاتب، مستدلا على عنصرية ترامب مثلا بكراهيته لأبناء العرق الأسمر متهما إياهم بعدم الوفاء. وفي إطار عنجهيته العسكرية يتحدث ترامب حسب الكاتب عن امتلاكه لسلاح فتاك لا تعرف عنه روسيا والصين واصفا إياه بالقادر على إفناء البشرية، ليضيف الكاتب مفجر فضيحة ووترغيت قبل عقود طويلة من الزمن وتحديدا في سبعينيات القرن الماضي، بأن ترامب فاقد للأهلية العقلية وغير قادر على قيادة الجيش أو التحكم بأسرار أسلحة الدمار الشامل الأمريكية، بصورة جلبت لأمريكا العزلة وأكثرت من معسكر الأعداء الكارهين حسب الكاتب، مشيرا إلى علاقة غريبة جمعت الرئيس الأمريكي ذات يوم برئيس كوريا الشمالية إلا أنها انتهت بصورة دراماتيكية. ويتهم الكتاب ترامب أيضاً بالاستجابة لغرائزه وجشعه من أجل الفوز بالانتخابات الأخيرة على حساب قضايا وطنية حساسة كملف كورونا الذي حاول ترامب فيه مجانبة الحقيقة وإخفاء الواقع لخوفه من تأثير هذا الملف على إعادة انتخابه وتسببه أي ترامب في مقتل مئات الآلاف من الأمريكيين. ويرى بعض المحللين داخل أمريكا بأن إشغال البلاد بأولويات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنما يشكل انحرافاً كبيراً عن الأولويات الداخلية، بل إن البعض يتساءل عن ماهية خوض أمريكا لحروب إسرائيل بالإنابة عنها. ويذهب بعض المتابعين إلى القول بأن ابتزاز دول الخليج مالياً، وسحق الفلسطينيين، وقتل حل الدولتين، وخدمة حكومة إسرائيل اليمينية، ومواجهة العالم مالياً، لن تشكل مجتمعة مساحة النجاة الحقيقة لعهد ترامب الثاني في السلطة، بل إن أكبر وأجدى وأسمى وأثمن فعائله ستكون في إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية ورد الحقوق لأهلها، عندها سيدخل ترامب التاريخ من أوسع أبوابه، ليرى العالم بأن الرئيس الأمريكي إنما كان لفرط صوته أثراً كبيراً في الفعل والمكانة والأثر… هل يفعلها ترامب حسب سؤال البشرية قاطبة؟ ننتظر ونرى…

مصدر إسرائيلي: نتيجة الهجمات الأميركية على منشأة فوردو "ليست جيدة حقا"
مصدر إسرائيلي: نتيجة الهجمات الأميركية على منشأة فوردو "ليست جيدة حقا"

معا الاخبارية

timeمنذ 5 ساعات

  • معا الاخبارية

مصدر إسرائيلي: نتيجة الهجمات الأميركية على منشأة فوردو "ليست جيدة حقا"

بيت لحم -معا- قلل مصدر إسرائيلي من نتائج استهداف لمنشأة فوردو، وذلك بعد الهجمات الأميركية عليها بالإضافة إلى منشأتي أصفهان ونطنز فجر يوم الأحد الماضي؛ بحسب ما نقلت عنه هيئة الإذاعة الأميركية "إيه بي سي". وقال المصدر نفسه، إن النتيجة هناك "ليست جيدة حقا"، فيما أشار مصدران آخران إلى أنهما لا يعرفان كمية اليورانيوم المخصب التي ربما جرى نقلها من المواقع قبل الهجمات الإسرائيلية والأميركية، أو عدد أجهزة الطرد المركزي المتبقية والتي يمكن تشغيلها في البلاد. وقال أحد المصادر، إن "تحديد هذه التفاصيل قد يستغرق شهورا، أو قد يكون مستحيلا". لكن مصدرا إسرائيليا مطلعا على التقييم الاستخباراتي الإسرائيلي، اعتبر أن الهجوم على فوردو "أدى الغرض، حيث لحقت أضرار بالموقع لا يمكن إصلاحها". وأضاف المصدر أن التقييم يستند إلى مصادر استخباراتية "ممتازة" داخل إيران، تتضمن "معلومات من جواسيس، واستماعًا لما يقوله القادة الإيرانيون أنفسهم، وقدرات تجسس إلكتروني". وأضاف المصدر نفسه أنه "ليس من الضروري النزول إلى فوردو لمعرفة ما حدث. لو لم تكن إسرائيل راضية عن نتائج الضربات الأميركية، لقصفت فوردو مرة أخرى. كان الهدف الرئيسي للعملية برمتها. ولم تقصفه إسرائيل مرة أخرى". كما نفى المصدر ما تردد عن أن إيران كان لديها الوقت الكافي لنقل مخزونات اليورانيوم المخصب من منشآتها النووية قبل الهجمات. وقال "كانت مخزونات اليورانيوم المخصب في أصفهان ونطنز وفوردو، وهي الآن تحت الأنقاض". وقال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اليوم، إن عملاء لجهاز الموساد الإسرائيلي دخلوا إلى منشأة فوردو بعد الهجمات الأميركية "دخل رجال إسرائيليون إلى هناك (فوردو) بعد الضربة، وقالوا إنها دُمِّرت بالكامل". وأضاف ترامب أن "إسرائيل تقوم بإعداد تقرير عن هذا الأمر الآن، وقد علمت أنهم قالوا إنه كان تدميرا كاملا". لكن رئيس حزب شاس، أرييه درعي، نفى أقوال ترامب، وقال إن أحد زار فوردو. "لا أحد يعلم لأن لا أحد قام بزيارة إلى هناك حتى الآن"، وأضاف أنه "وفقا لكافة الإحصائيات والتقديرات وصور الأقمار الاصطناعية، فقد لحق ضرر". وفي السياق، نقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، قوله إن المنشآت النووية "تضررت بشدة" جراء الهجمات الأميركية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store