logo
غسان سلامة في "بيت الشاعر" مع ميشيل تويني

غسان سلامة في "بيت الشاعر" مع ميشيل تويني

النهارمنذ 16 ساعات

هذا الأسبوع، ضيف "بيت الشاعر" هو وزير الثقافة غسان سلامة الذي يعرف البيت جيداً منذ كان يزور غسان تويني، وهو الذي اختار أهله أن يكون اسمه غسان على اسم غسان تويني، وكان يزور المنزل للتحدث عن السياسة والثقافة لساعات.
زار المنزل مجدداً، وبدأ اللقاء والحديث العميق وتكلّمنا عن طفولته عندما كان يدرس على ضوء القنديل وكيف دخل إلى المدرسة الداخلية لستّ سنوات وعن تجربته فيها.
ثم تحدثنا عن تجربته في العراق وفي ليبيا، وكيف نجا من انفجار ضخم في العراق وخسر أقرب المقربين إليه فيه. وأيضاً، من المهم كيف أنّ خبرته في التعليم وفي مناطق النزاعات وفي الأمم المتحدة يمكن أن تساعد في كل ما يعيشه لبنان اليوم وفي هذه المرحلة الدقيقة.
وتكلمنا عن دور الأمم المتحدة وهل يمكن أن تؤدّيه كما يجب في ظل التركيبة السياسية العالمية الجديدة؛ وأساساً، منذ كتب ميشال شيحا كتابه عن فلسطين، والسؤال كان: هل ستتمكن الأمم المتحدة من تأدية دورها في المنطقة؟
تحدثنا عن دور وزارة الثقافة وماذا سيحصل في المتاحف وفي المسارح وفي التعيينات؛ وطبعاً لا يمكننا مع غسان سلامة سوى أن نتحدّث عن السياسية الخارجية، وقد اعتبر أنّ إسرائيل لا تحب السلام ولا تحب الـ1701 ولا تحب اليونيفيل، وهو لا يعتبر أنّ النية صافية وفقط لحماية حدودها، لأنّ احتلالها مثلاً للتلال الخمس ضغط وليس احتلالاً استراتيجياً لحفظ مصالحها كما تدعي. وعن موقفه تجاه سلاح "حزب الله"، اعتبر أن لا مفر سوى بأن يكون السلاح ضمن إطار الدولة.
وزير الثقافة غسان سلامة ضيف برنامج
في هذه المقابلة اكتشفت أنّ الحديث مع غسان سلامة عن مواضيع روحانية وفلسفية من أجمل ما يمكن. فعندما سألته ما الحرية بالنسبة إليه، أجاب "أن تعتادي صياغة هويتك كلّ صباح من دون أن تتأثري بأحد". هذا الجواب، أو التعريف، من أعمق الأجوبة عن هذا السؤال. وعن الحب، قال غسان سلامة إنّه "الاتجاه نحو المجهول" والموت "هو الحقيقة الوحيدة المطلقة".
وشارك معنا تجربته أثناء الحرب الأهلية اللبنانية عندما كان يعيش في منطقة الحمرا ويدرس في الجامعة وكيف لم يتوقف يوماً عن التدريس، حتى أنّ سيارته أصيبت برصاصة وهو يمرّ على الطريق، وحتى في أوراق الامتحانات كان هنالك رصاص.
في هذا اللقاء، تعرّفنا على الإنسان والأستاذ والوزير والمثقف وحاولت بساعة أن نتعرف على مشاريعه في وزارة الثقافة وعن رؤيته السياسية وعن أفكاره، وأن نسمع ذكرياته وتجاربه الغنية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

صباح "النهار": استنفار لبناني والحرب على إيران تعبث بالمنطقة... هل تغتال إسرائيل خامنئي؟
صباح "النهار": استنفار لبناني والحرب على إيران تعبث بالمنطقة... هل تغتال إسرائيل خامنئي؟

النهار

timeمنذ 17 دقائق

  • النهار

صباح "النهار": استنفار لبناني والحرب على إيران تعبث بالمنطقة... هل تغتال إسرائيل خامنئي؟

1- مانشيت "النهار": استنفار لبناني غير معلن لمنع الانزلاق... قلق فرنسي وباراك يحمل رسالة حازمة بعد ثلاثة أيام من اندلاع الحرب الإسرائيلية – الإيرانية، بدا لبنان أسوة بدول المحيط وربما أكثر منها جميعاً في وضع شديد الترقب والحذر، الأمر الذي ترجمته إجراءات وخطوات أمنية وعسكرية نفذها الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية أشبه ما تكون استنفاراً غير معلن تحسباً لأي اختراقات من شأنها أن تورط لبنان في تداعيات الحرب. وإذا كانت الأيام المنصرمة وفّرت عاملاً مشجعاً على التزام "حزب الله" عدم التورط والانزلاق في مغامرة خطيرة جديدة من شأنها استدراج رد إسرائيلي واسع ومدمّر مجدداً على لبنان، فإن الوقائع المتصلة بلبنان في عز تصاعد المواجهة التي تحولت حرباً مفتوحة يصعب التكهّن بإطارها الزمني كما بنتائجها الاستراتيجية، وتشير إلى أن لبنان صار الآن من الزاوية الأمنية العسكرية الداخلية كما من منظار ديبلوماسي خارجي تحت اختبار صارم للنأي بنفسه عن منزلقات هذه الحرب بأي شكل من الأشكال الميدانية، بما يبقي باب الترقب الحذر مفتوحاً على الغارب. للمزيد اضغط هنا. 2-بالفيديو- تُزوّد أوروبا بالنفط... إيران تستهدف مصفاة حيفا للطاقة بصواريخ باليستية في هجوم واسع النطاق فجر اليوم الاثنين على إسرائيل، أطلقت إيران ما لا يقل عن 100 صاروخ على مدينتَي تل أبيب وحيفا، استهدفت بعضها محطة للطاقة قُرب ميناء حيفا. وأعلنت شركة أمبري البريطانية للأمن البحري أنّه تم رصد حرائق عند محطة للطاقة قرب ميناء حيفا في إسرائيل بعد هجوم إيراني بالصواريخ الباليستية على البنية التحتية للميناء. للمزيد اضغط هنا. 3- صاروخ إيراني يدمّر ملاجئ في إسرائيل... وأضرار كبيرة (صور) ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم الإثنين أن صاروخاً إيرانياً تسبّب في تدمير ملاجئ في بتاح تكفا وسط إسرائيل. ولفتت إلى أن "الجبهة الداخلية تحقّق في حادث خطير وقع داخل غرفة محصّنة" في المنطقة. للمزيد اضغط هنا. 4- خوف من التطوّرات... خليجيون غادروا لبنان واستئجار بيوت خارج الضاحية! عُلم أنّ أعداداً من الخليجيين غادروا منازلهم في بعض قرى وبلدات الجبل، برّاً إلى سوريا وعبر الأردن بعد توقّف شركات طيران من التوجه الى بيروت، فيما شهدت قرى وبلدات كثيرة إقبالاً كبيراً على طلب البيوت من قبل بعض العائلات في الضاحية الجنوبية، خوفاً من أي تطورات مرتقبة. للمزيد اضغط هنا. 5- الذهب عند أع لى مستوى في شهرين مع تصاعد الحرب بالشرق الأوسط... كم بلغ؟ ارتفعت أسعار الذهب اليوم الاثنين لتقترب من أعلى مستوياتها في شهرين في ظل لجوء المستثمرين للملاذات الآمنة بعد أن أثار تصاعد الهجمات بين إسرائيل وإيران المخاوف من نشوب صراع إقليمي أوسع نطاقاً. زاد الذهب في المعاملات الفورية 0.4 بالمئة إلى 3447.07 دولار للأونصة (الأوقية) بحلول الساعة 0021 بتوقيت غرينتش بعد أن بلغ أعلى مستوياته منذ 22 نيسان / أبريل في وقت سابق من الجلسة. للمزيد اضغط هنا. اخترنا لكم من مقالات "النهار" لهذا اليوم: كتب نبيل بومنصف: نحن السابقون... كفى انتحاراً؟ بالمعنى الحرفي، حربياً ورمزياً، باتت الأيام الثلاثة المنصرمة من الحرب الإسرائيلية – الإيرانية تشكل النسخة المكبّرة الثانية عن الطبعة الأولى من حرب التصفية التي تولتها إسرائيل ضد "حزب الله" على كل المستويات القيادية والكوادر والعناصر متزامنة مع الحرب التدميرية الواسعة. للمزيد اضغط هنا. وكتب إبراهيم حيدر: حرب إسرائيل على إيران تعبث بالمنطقة... أخطار على لبنان و"حزب الله" مقيّد؟ بدأت الحرب الإسرئيلية- الإيرانية تتخذ أبعاداً أخرى وتنذر بمواجهة مفتوحة في المنطقة. فقبل أكثر من سنة، لم يكن بمقدور إسرائيل تنفيذ ضربات مثل هجومها الذي طال كل البنية الإيرانية وعصب النظام. ذلك أن إيران عند طوفان الأقصى كانت لديها مساحات سيطرة وأذرع وتقود محورا يمكنه إشغال إسرائيل والقتال ضدها، وهي تضع سيناريواتها المتقدمة دفاعاً عن برنامجها النووي. اليوم ومع الحرب الإسرائيلية تقاتل إيران بعدما وصل الأمر إلى بيتها، إذ بات النظام نفسه مهدداً ويدافع عن وجوده. للمزيد اضغط هنا. وكتب جاد فياض: هل تغتال إسرائيل خامنئي ويسقط النظام الإيراني؟ يتصدّر السؤال عن احتمالات تغيير النظام الإيراني واغتيال المرشد الأعلى علي خامنئي الاهتمامات؛ فهل تُفضي العملية الإسرائيلية التاريخية إلى تغيير واقع إيران السياسي؟ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ألمح إلى هذه القضية، ووعد الإيرانيين بـ"تحقيق حريتهم"، في حين اعتبر مسؤول إسرائيلي خلال حديثه لـ"وول ستريت جورنال" أن اغتيال خامنئي "ليس خارج حدود" إسرائيل. للمزيد اضغط هنا. دخان الغارات الإسرائيلية يتصاعد في إيران (أ ف ب). وكتب حسين جرادي: السفير الفلسطيني في الأمم المتحدة لـ"النهار": إسرائيل تُفجّر المنطقة لمنع أيّ أفق لحلّ الدولتين حثّ السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور الدول التي كانت تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين خلال مؤتمر حلّ الدولتين الذي تم تأجيله بسبب الحرب الإسرائيلية - الإيرانية، على القيام بهذه الخطوة بصرف النظر عن التأجيل. وأمل منصور خلال حديث لـ"النهار" في أن لا تؤثر الحرب الجارية على جهود الدفع بمسار حلّ الدولتين، محمّلاً "القيادة المتطرفة" في إسرائيل مسؤولية إجهاض أي مسعى نحو أفق سياسي للحلّ، عبر "تفجير المنطقة". للمزيد اضغط هنا. وكتب يوسف بدر: نتنياهو وخطاب المُخَلِّص إسرائيل لا يمكن اختزالها في شخص بنيامين نتنياهو وكذلك إيران لا تنحصر في علي خامنئي، فإن كان كلاهما يسعى لاجتثاث الآخر، فإن هذا لن ينهي مآسي منطقتنا بسقوط إيران، بل بتحقيق التوازن أولاً، وهو ما ترجمه الشاه الإيراني محمد رضا الذي ساند الرئيس المصري، السادات، في حربه مع إسرائيل عام 1973، رغم العلاقة القويّة التي كانت تجمع طهران بتل أبيب آنذاك! للمزيد اضغط هنا. قصف صاروخي (أ ف ب). وكتب حسن المصطفى: "رابطة العالم الإسلامي"... أبعدُ من مجرد إدانة للهجمات الإسرائيلية! الضربة العسكرية الإسرائيلية تجاه إيران كانت محل شجبِ "رابطة العالم الإسلامي"، التي أصدرت بياناً يوم 13حزيران/ يونيو الجاري، أدانت فيه "الاعتداءات الإسرائيلية على الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، وفق "البيان" الذي أشارت فيه "إلى خطورة انتهاك سيادة الدول والقانون الدولي وتداعيات ذلك على السلم والأمن الدوليين". للمزيد اضغط هنا.

إيران: قانون للخروج من معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية
إيران: قانون للخروج من معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية

المدن

timeمنذ ساعة واحدة

  • المدن

إيران: قانون للخروج من معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية

أعلن المتحدث باسم خارجية إيران إسماعيل بقائي، اليوم الاثنين، أن البرلمان يُعدّ مشروع قانون للانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، مؤكداً أن طهران لا تزال تعارض تطوير أسلحة الدمار الشامل. وبعيد تصريح بقائي، قالت وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية، إن البرلمان لم يتخذ أي قرار للخروج من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.وشدّد بقايي في مؤتمر صحافي في طهران، على استمرار إيران بمواصلة دفاعها المشروع عن النفس بكل ما أوتيت من قوة، مذكّراً بمسؤولية كل دولة عضو في الأمم المتحدة، معتبراً أن الازدواجية في الخطاب الذي يبرّر العدوان بموقف المعتدي والدولة المعتدى عليها، ليس إلّا نفاقاً وانعداماً للمسؤولية. وقال، وفق وكالة "إرنا"، إن "إيران، وبعد تعرّضها لعدوان من الكيان الصهيوني الذي يستهدف أراضيها بأسلحة وتجهيزات أميركية، قد بدأت نضالاً شرساً، معتمدة على التوفيق الإلهي وقوتها الداخلية"، معتبراً هذا العدوان "جريمة كبرى، لا تغفر، وستجري مواصلة مواجهتها بقوة".ورأى بقايي أن "جميع الدول التي تدعم الكيان الصهيوني، أو تبرّر الاعتداءات بأي شكل من الأشكال، هي شريكة في هذه الجرائم"، مؤكداً أن "الرد الإيراني على الكيان الصهيوني هو دفاع مشروع وفق القوانين الدولية والمنطق الإنساني". وقال المتحدث باسم الخارجية، أنه "وبينما ندافع عن الأمة الإيرانية بكل قوتنا، وندعم قواتنا المسلّحة الشجاعة، فإننا نذكّر أنفسنا بمسؤولية كل دولة عضو وغير عضو في الأمم المتحدة"، معتبراً أنه إذا كانت هذه الدول تلتزم حقاً بالمبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، ومبدأ عدم استخدام القوة، وسيادة القانون على المستوى الدولي، ونظام الأمن الجماعي، فيتعيّن عليها أن تتحرك الآن.وقال بقائي إن "المنشآت النووية السلمية في بلد كان يخضع للمراقبة المستمرّة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تعرّضت لهجوم"، مضيفاً "نتوقع من الوكالة ومديرها العام رافايل غروسي اتخاذ موقف حازم لإدانة هذا العمل" خلال الاجتماع الذي يعقده مجلس محافظي الوكالة التابعة للأمم المتحدة في وقت لاحق الاثنين. لا هجوم على نطنز من جهته، أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الإثنين، أن "لا مؤشرات على هجوم" على المنشأة السفلية من موقع نطنز لتخصيب اليورانيوم في إيران، وذلك إثر ضربات إسرائيلية دمّرت القسم الموجود فوق الأرض. وقال غروسي خلال اجتماع طارئ لمجلس محافظي الوكالة "لا توجد أي مؤشرات على هجوم ملموس على قاعة السلاسل (لأجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم) الموجودة تحت الأرض والتي تضم جزءاً من محطة التخصيب التجريبي ومحطة التخصيب الرئيسية". وأضاف "مع ذلك، ربما يكون انقطاع التيار الكهربائي عن قاعة السلاسل قد ألحق ضرراً بأجهزة الطرد المركزي هناك". بدوره، دعا الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الإثنين، كل المسؤولين في البلاد الى وضع الخلافات جانباً والوحدة في مواجهة الهجوم الإسرائيلي المتواصل منذ أربعة أيام.وقال بزشكيان في كلمة أمام مجلس الشورى: "كل خلاف، مسألة، أو مشكلة كانت قائمة، يجب أن توضع جانباً اليوم، وعلينا أن نواجه هذا العدوان الإبادي الإجرامي بالوحدة والتماسك".

«الأسد الصاعد»: مواجهة إيران تمهيداً للصدام المحتوم مع الصين
«الأسد الصاعد»: مواجهة إيران تمهيداً للصدام المحتوم مع الصين

تيار اورغ

timeمنذ ساعة واحدة

  • تيار اورغ

«الأسد الصاعد»: مواجهة إيران تمهيداً للصدام المحتوم مع الصين

د. إسحاق أندكيان - بعد انطلاق عملية «الأسد الصاعد» الإسرائيلية ضدّ إيران صباح الجمعة، بات من الواضح أنّ الصراع الصيني-الأميركي بات على قاب قوسَين أو أدنى. واعتمدت الولايات المتحدة الأميركية سياسة قطع أذرع إيران (الأخطبوط الصغير) تمهيداً لقطع أذرع الصين (الأخطبوط الكبير). فنتنياهو يحذّر من البرنامج النووي الإيراني وقدرة الأخيرة على امتلاك السلاح النووي منذ العام 2012، عندما ألقى خطابه الشهير في الهيئة العامة للأمم المتّحدة، ورسم خطّاً أحمر على صورة القنبلة التي أبرزها خلال الاجتماع عند حدّ تخصيب اليورانيوم بنسبة 90%، واعتبر أنّه لا يجوز لإيران تجاوزها، لأنّها النسبة التي تتيح لأي دولة إنتاج سلاح نوويّ. هذا الكابوس المسمّى "برنامج إيران النووي" شكّل المدماك الأساس للأمن القومي الإسرائيلي، إذ سعت إسرائيل إلى تعطيله أو تأجيل مفاعيله من خلال خطوات عدة منها اغتيال العلماء النوويِّين الإيرانيِّين، الهجوم السيبراني على المحطات النووية الإيرانية، حثّ الولايات المتحدة الأميركية على فرض عقوبات إقتصادية تعوق المسار الإيراني للإستحواذ على قدرة إنتاج السلاح النووي، ومعارضة الإتفاق النووي بين أميركا وإيران (خطة العمل الشاملة المشتركة) أيام الرئيس أوباما، بعدما وصفه بـ"خطأ تاريخي"، وصولاً إلى حدّ إعطاء الضوء الأخضر للموساد لشنّ عملية استخباراتية معقّدة عام 2018، قضت بتسلّل عملاء إلى مستودع سرّي في منطقة كهريزك في جنوب طهران، وسرقة 100 ألف وثيقة، بما في ذلك السجلّات الورقية وملفات الكمبيوتر، التي توثق عمل الأسلحة النووية في مشروع AMAD الإيراني بين عامَي 1999 و2003. إذاً، شكّل ملف البرنامج النووي الإيراني حالة قلق شديد لدى إسرائيل، لدرجة اعتباره خطراً وجودياً على الكيان الإسرائيلي وَجبَ القضاء عليه، كما فعلت إسرائيل سابقاً مع المفاعل النووي قَيد الإنشاء في العراق عام 1981 والمفاعل النووي السوري قَيد الإنشاء في الكِبَر - دير الزور عام 2007.عاشت إسرائيل هاجس استحواذ إيران على إمكانية إنتاج السلاح النووي، وتحيّنت الفرصة للإنقضاض على المشروع النووي الإيراني، إلى أن وقعت أحداث 7 تشرين الأول 2023.فأحداث 7 تشرين الأول 2023 في غزة أفاقت المارد من القمقم. وتدخُّل وكلاء إيران في المنطقة لإسناد غزة جعل منهم أهدافاً استراتيجية لإسرائيل وأميركا، فسعت كلّ منهما إلى قطع أذرع الأخطبوط الإيراني لتسهّل هذه العملية السيطرة على رأس الأخطبوط. بالتالي، شكّلت عملية "البيجر" الخطوة الأولى تجاه قطع الذراع الإيرانية الأقوى في الشرق الأوسط، واستتبعتها بعمليات اغتيالات لأمينَين عامَّين وقادة "حزب الله" كخطوات عمليّة لإضعاف الدور العسكري والتخفيف من الخطر الأمني لـ"محور المقاومة" على إسرائيل. أمّا محاولة قطع الذراع الثانية والثالثة للأخطبوط الإيراني، فتمثّلت بالحرب على الحوثيِّين في اليمن والحرب على الحشد الشعبي والميليشيات الشيعية العراقية الموالية لإيران على التوالي. طبعاً، قطع الأذرع الإيرانية الـ 4 ("حماس" في غزة، "حزب الله" في لبنان، الحوثيّون في اليمن، والحشد الشعبي في العراق)، مهّد الطريق للوصول إلى جسم ورأس الأخطبوط الإيراني، لأنّ الأخيرة فقدت أدوات الردع. وما سرّع الهجوم الإسرائيلي المباغت هو وصول المفاوضات الأميركية-الإيرانية حول الملف النووي الإيراني إلى حائط مسدود، على رغم من أنّ الأنظار كانت شاخصة لما ستؤول إليه مباحثات، أمس الأحد بين الطرفَين في سلطنة عمان.وأعطى الرئيس ترامب تلميحات عن قرب حدوث شيء ما، ليَكسر الجمود في المفاوضات النووية، عندما عبّر عن استيائه من طريقة سَير المفاوضات، واستتبعها بمواقف سلبية من المفاوضات تشير إلى تشكيكه بالتوصّل إلى اتفاق مع إيران في وقت قريب. عادةً ما تستخدم الولايات المتحدة سياسة العصا والجزرة في سياساتها الخارجية المتعلّقة بأمنها القومي، فتلوّح بالعصا لخصمها لتدفعه بقبول شروطها، لأنّ رفض القبول سيقابله عقاب وخيم من ناحية، ومن ناحية أخرى تلوّح بالجزرة أي بالمنافع التي سيتمتّع بها الخصم لو قبل بالشروط الأميركية. لكن بالعودة إلى عملية "الأسد الصاعد"، يبدو جلياً أنّ الولايات المتحدة استخدمت سياسية العصا والعصا، بمعنى أنّها أعطت إيران خيارين لا ثالث لهما وأحلاهما مرّ، لأنّها لو قبلت بالشروط الأميركية للاتفاق النووي فذلك لن يكون لمصلحة إيران من وجهة نظر الأخيرة، أمّا لو أنّها لم تقبل الشروط فتنتظرها ضربة قوية بالعصا الأميركية، أي إسرائيل، كما حصل من خلال عملية "الأسد الصاعد". بالنسبة إلى الرئيس ترامب، تشكّل عملية "الأسد الصاعد" ورقة ضغط قوية على إيران لإجبارها على تقديم تنازلات في المفاوضات والقبول بالشروط الأميركية، لأنّ البديل هو المزيد من العصي. هذا الموقف بدا جلياً عندما صرّح الرئيس ترامب يوم الجمعة بُعَيدَ بدء عملية "الأسد الصاعد"، أنّه اطّلع على الهجمات مسبقاً، وأنّ الولايات المتحدة ليست متورّطة عسكرياً، وأمِلَ أن تعود إيران إلى طاولة المفاوضات. تصريح الرئيس ترامب يحاول إبعاد أميركا عن عَين العاصفة وحصر مسؤولية العملية بإسرائيل. فكما لإيران وكلاء أو أذرع، كذلك لأميركا "حلفاء" في المنطقة، مع فارق واضح أنّ إيران تخلّت عن أذرعها وتبرّت منهم عندما كانوا بحاجة إلى دعمها، في حين أنّ أميركا دعمت حليفتها (التي يعتبرها كثيرون من ساسة أميركا بمثابة الولاية الأميركية الـ51) بتأمين الأسلحة والذخائر والدعم المادي والعسكري والاستخباراتي، واتخاذ خطوات عسكرية وأمنية وديبلوماسية إحترازية، في حال قرّرت إيران الردّ عسكرياً على إسرائيل. إذاً، تريد الولايات المتحدة أن تُنهي مسألة الملف النووي الإيراني، والتهديد الذي يفرضه على مستقبل الأمن القومي الإسرائيلي، لتتفضّى لمواجهة الصين والنموّ الاقتصادي المتصاعد للأخيرة، إذ بات يشكّل تهديداً مباشراً للمكانة الأميركية كقطب سياسي وأمني وإقتصادي أوحد في العالم. فالصين باتت تحتلّ المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة للناتج المحلي الإجمالي، والمرتبة الأولى بتعادل القدرة الشرائية (PPP)، وتُعتبَر أكبر مصدّر صناعي في العالم. كما باتت تتفوّق في عدّة مجالات على الولايات المتحدة، منها على سبيل المثال لا الحصر الطاقة النظيفة، إنتاج الرقائق الإلكترونية، إنتاج السيارات الكهربائية والذكاء الإصطناعي، التي تشكّل بمجملها وسائل ومجالات للحروب غير النظامية (irregular warfare) بينهما. هذا بالإضافة إلى مبادرة الحزام والطريق الصينية التي تشبه حبل المشنقة الملتفّ حول العنق الاقتصادي لأميركا. إذا ما عدنا للتاريخ، نجد أنّ الحرب البيلوبونيسية (Peloponnesian War) بين أثينا وإسبرطة كانت حتمية، وقد وقعت بالفعل بسبب "نمو القوة الأثينية والخوف الذي أحدثه ذلك في إسبرطة". كذلك الأمر في أوروبا الوسطى، كان هناك خوف ألماني من أن يؤدّي تفكّك إمبراطورية هابسبورغ إلى تعزيز هائل للقوة الروسية - قوة أصبحت بالفعل هائلة - فوضعت الصناعات والسكك الحديد المموّلة من فرنسا، القوى العاملة الروسية في خدمة آلتها العسكرية. وفي أوروبا الغربية، كان هناك خوف بريطاني تقليدي من أن تُرسي ألمانيا هيمنة على أوروبا، التي - حتى أكثر من هيمنة نابليون - ستُعرّض أمن بريطانيا وممتلكاتها إلى الخطر، وهو خوف غذّاه إدراك وجود تصميم واسع النطاق داخل ألمانيا على تحقيق مكانة عالمية. بالعودة إلى التوترات بين الصين والولايات المتحدة، نجد أنّ النمو الاقتصادي الصاروخي للصين، وتفوّقها في مجالات عدة متعلّقة بالحروب غير النظامية، يُثير الريبة والخوف لدى الأميركيّين بحتمية الصدام بينهما. هذا بالإضافة إلى ما يروّج له بعض المفكّرين السياسيّين والفلاسفة الأميركيّين كجون مرشهايمر، حول حتمية التصادم الصيني الأميركي إنطلاقاً من نظرية الواقعية الهجومية (Offensive Realism)، ومفادها أنّ النظام الدولي لا يسمح بنهوض قوة عظمى من دون صدام مع القوة المهيمنة. وغراهام أليسون الذي طرح مفهوم "مصيدة ثيوسيديديس" بالإستناد على الحرب البيلوبونيسية التي ذكرتها أعلاه، وروبرت كابلان. إذاً، ما ورد أعلاه يتقاطع مع ما أعلنه الرئيس الصيني في مناسبات عدة من جهوزية الجيش الشعبي الصيني لغزو جزيرة تايوان بحلول عام 2027، أي عمليّاً بعد قرابة عامَين. فهل تشكّل عمليّة "الأسد الصاعد" ترتيباً للأوراق الأميركية في الشرق الأوسط من خلال "إنهاء" التهديد النووي الإيراني لإسرائيل وتمهيداً للتحضير لمواجهة الصين التي تبدو حتمية في عام 2027؟

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store