
الحلّ في شطحة جيوسياسيّة
ما رأيك في شطحة جيوسياسية على طريقة المتنبي؟ سترميني بإثارة المزاح في موضع ذروة الجد. طِبْ نفساً إذا حكمت الأوضاع، فالشاعر الذي شغل العصور عليك أن تُقلّب قوله على الوجوه الممكنة والمتعذرة. تأمل جيداً هذا البيت: «ضربتُ بها التيهَ ضرْبَ القمارِ إمّا لهذا وإمّا لذا».
هذا البيت يعيد القلم دائماً إلى الفيلسوف البريطاني برتراند راسل، الذي يرى أن «الفلسفة لا تحلّ لك المشكلة، ولكنها تجعلك تراها على نحو أكبر». مبعث هذه المقولة قصّة طريفة، قال: «ذات صباح أخذت درّاجتي قاصداً إحدى القرى، وصلت إلى مفرق دروب عدّة، سألت صاحب دكان: من أين القرية الفلانية؟ أطرق قليلاً ثم قال: القرية الفلانية، القرية الفلانية، لا أدري. لكن، لحظةً، سأسأل أخي، إنه في البيت المجاور، صاح: يا فلان أين القرية الفلانية؟ صمت قليلاً، ثم قال: القرية الفلانية، القرية الفلانية، لا أدري. قال راسل: عندها عرفت الحلّ، ضغطت على الدوّاسة، وانطلقت»، وفي ذهنه بيت أبي الطيب.
أين الشطحة الجيوسياسية؟ الآن، لا يعلم عالم ولا متعالم، كيف ستغدو المنطقة ولا كيف ستمسي. فجأةً طرق باب الخيال خاطر، قال: ماذا لو استغرق الرئيس ترامب في حلمه بجائزة نوبل؟ ألن يكون أحقّ بها من باراك أوباما؟ المنطلق السليم هو أن الشرق الأوسط، طال الزمن أو قصر، يتطلب حلاًّ شاملاً تحظى فيه شعوبه بالتفرغ للتنمية ولعب أدوار إيجابية في العالم. من الأرقام الطريفة التي تزري بحماقات الجشع البشري أن المليارات الثمانية لسكان الكوكب لو جمعوا معاً بلا فواصل، ما احتلّوا مساحةً أكبر من بلجيكا، ثلاثين ألف كم مربع. تخيّل لو أتيحت لمنظومة الشعوب العربية والمكونات الإقليمية، عبقريات الإدارة الفائقة وإمكانات التقانات العالية وحسن استغلال الثروات الجوفية والسطحية وروائع الجغرافيا الطبيعية، لأضحى أبعد أصقاع الخيال العلمي التنموي قزماً ضئيلاً أمام الواقع الباهر.
لا يقولنّ أحد إن الواقع المتخيل واقع حتماً، فقد يكون واقعاً من حالق، سوى أن العيش أضيق من سمّ الخياط، لولا فسحة الأمل. ماذا لو فكّر الإمبراطور في الجائزة التي لو أرادها لغدت جائزةً جاهزةً. عليه أن يقول في نفسه: الآن، لقد ذاق كل أهل الشرق الأوسط بلا استثناء ويلات الحروب والدمار، فلا شك في أن الأوان آن لإغلاق صندوق الشرور، وإني لصاحبه.
لزوم ما يلزم: النتيجة الفيزيائية: حكمة أينشتاين، «الجنون هو أن تكرر الشيء نفسه وتنتظر نتيجة مختلفة». الشعوب ليست أكياس ملاكمة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البوابة
منذ 40 دقائق
- البوابة
ترامب: على إيران أن توافق الآن على إنهاء الحرب.. وسألقي خطابًا خلال ساعتين بشأن العملية العسكرية
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الأحد، إنه سيلقي خطابًا للأمة خلال ساعتين من البيت الأبيض، للحديث عن العملية العسكرية "الناجحة للغاية" التي نفذتها الولايات المتحدة داخل إيران، وذلك حسبما أفادت قناة «القاهرة الإخبارية» في نبأ عاجل. وأضاف ترامب: "يجب على إيران الآن الموافقة على إنهاء هذه الحرب"، في إشارة إلى التصعيد العسكري الأخير واستهداف مواقع نووية إيرانية في كل من فوردو ونطنز وأصفهان.


العين الإخبارية
منذ 41 دقائق
- العين الإخبارية
بينها منشأة «فوردو».. ترامب يعلن قصف 3 مواقع نووية إيرانية
تم تحديثه الأحد 2025/6/22 04:24 ص بتوقيت أبوظبي أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قصف 3 مواقع نووية إيرانية من بينها منشأة "فوردو" المحصنة. وقال ترامب، إن الجيش الأمريكي نفذ "هجوما ناجحا جدا" على ثلاثة مواقع نووية إيرانية، بينها منشأة "فوردو" لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض. وأضاف ترامب، في منشور على منصته "تروث سوشال": "أتممنا هجومنا الناجح جدا على المواقع النووية الثلاثة في إيران، بما في ذلك فوردو ونطنز وأصفهان". وتابع "أُسقطت حمولة كاملة من القنابل على موقع فوردو الرئيسي"، لافتا إلى أن الطائرات التي نفذت الهجوم غادرت المجال الجوي الإيراني بسلام وهي في طريق عودتها إلى الوطن. وأوضح ترامب أن موقع "فوردو انتهى"، وقال "يجب أن توافق إيران الآن على إنهاء هذه الحرب". من جانبه، قال مسؤول أمريكي طلب عدم ذكر هويته لرويترز إن "قاذفات بي-52 الأمريكية استخدمت في الهجمات على المواقع النووية في إيران". ومن المقرر أن يُلقي ترامب كلمة للشعب الأمريكي بخصوص قصف إيران. aXA6IDgyLjIxLjIzNy43OCA= جزيرة ام اند امز LV


سكاي نيوز عربية
منذ 41 دقائق
- سكاي نيوز عربية
مسؤول إسرائيلي: إدارة ترامب أخطرتنا مسبقا بضرب إيران
كشف مسؤول إسرائيلي لموقع "أكسيوس" الإخباري، صباح الأحد، أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أخطرت إسرائيل مسبقا بالضربات على إيران. وأوضح المسؤول أن الولايات المتحدة قصفت منشآت إيران النووية باستخدام قاذفات "بي 2". وأعلن ترامب شن هجوم على 3 مواقع نووية في إيران ، هي فوردو ونطنز وأصفهان. وكتب على منصة "تروث سوشال": "أكملنا هجومنا الناجح للغاية على المواقع النووية الثلاثة في إيران، بما في ذلك فوردو ونطنز وأصفهان". وأضاف: "جميع الطائرات الآن خارج المجال الجوي الإيراني. تم إسقاط حمولة كاملة من القنابل على الموقع الرئيسي فوردو". وتابع الرئيس الأميركي: "جميع الطائرات عادت بأمان إلى قواعدها. تهانينا لمحاربينا الأميركيين العظماء. لا توجد قوة عسكرية أخرى في العالم كان بإمكانها تنفيذ هذا". وختم ترامب قائلا: "الآن هو وقت السلام. شكرا لاهتمامكم بهذا الأمر". كما أكد التلفزيون الإيراني وقوع قصف أميركي على منشأة "فورود".