
مزيد من مجرمي النظام السابق في قبضة «الداخلية» السورية
العقيد الركن ثائر حسين أحد معاوني مدير سجن صيدنايا (وزارة الداخلية السورية)
وفي تأكيد لاستمرار الجيش السوري الجديد بتعزيز قدراته الدفاعية والتزامه بحماية أمن البلاد واستقرارها وترسيخ هيبة الدولة على كامل الجغرافيا السورية، احتفلت وزارة الدفاع، الثلاثاء، وفقاً لوكالة «سانا» السورية، بتخريج الدفعة الأولى من الفرقة 76 البالغ عددها 3 آلاف فرد في محافظة حلب شمال البلاد.
وأعلنت وزارة الداخلية عن تمكن قيادة الأمن الداخلي بمحافظة إدلب شمال غربي البلاد من تنفيذ عملية أمنية أُلقي خلالها القبض على العقيد زياد كوكش، المتورط بجرائم حرب وانتهاكات بحق السوريين.
العقيد زياد كوكش المتورط بجرائم حرب وانتهاكات بحق السوريين (وزارة الداخلية السورية)
وهو عمل منذ انطلاقة الثورة السورية في عام 2011 على قمع المتظاهرين، ثم تنقّل لاحقاً وتسلّم قيادة حواجز مهمة على مداخل محافظة حماة في وسط البلاد، إلى أن أُحيل على التقاعد عام 2016، ليُكمل بعدها مسيرة الإجرام بتطوعه في صفوف الفرقة 25 التابعة لسهيل الحسن (أحد أذرع النظام المطلوب للعدالة، وشارك في تنظيم الحملات العسكرية التي استهدفت المناطق المعارضة). وقد أحيل كوكش على القضاء.
متداولة لماهر درويش الذي كان يعمل في «الجناح الأحمر» بسجن صيدنايا المعروف باسم «جناح الموت»
وفي السياق تم أيضاً القبض على ماهر درويش الذي كان يعمل في «الجناح الأحمر» بسجن صيدنايا، وفق «تلفزيون سوريا»، الذي لفت إلى أن المعتقل متورط بعشرات عمليات التعذيب وينحدر من ريف مدينة تلكلخ التابعة لمحافظة حمص في وسط البلاد. ونادراً ما كان يخرج أحد من المعتقلين في «الجناح الأحمر» الشهير باسم «جناح الموت» حياً، علماً أنه جرى تصفية عشرات آلاف المعتقلين في سجن صيدنايا أيام نظام الأسد، وفق ما ذكرت منظمات حقوقية.
كما أعلنت وزارة الداخلية القبض على أحد منفذي مجزرة حي كرم الزيتون في مدينة حمص وسط سوريا خلال عملية نوعية محكمة، قبل محاولته الفرار خارج البلاد.
ونشرت الوزارة من مسرح الجريمة فيديو يتضمن اعترافات لأحد منفذي المجزرة التي ارتكبها النظام السابق في أواخر يناير (كانون الثاني) عام 2012 واستمرت ثلاثة أيام، وراح ضحيتها أكثر من 43 قتيلاً بينهم أطفال ونساء، وفق ما ذكرت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان».
وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيير لاكروا (يسار) يزور برج مراقبة تديره قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك «أوندوف» يناير الماضي (الأمم المتحدة)
ومع مواصلة إسرائيل توغلاتها واعتداءاتها في ريفي محافظتي القنيطرة ودرعا جنوب البلاد، بدا لافتاً منذ أسبوع تقريباً معاودة قوات الأمم المتحدة لمراقبة فك الاشتباك بين سوريا وإسرائيل (أوندوف) نشاطها في مناطق قريبة من الجولان السوري المحتل.
جولة لرتل تابع لقوات الأمم المتحدة في مدينة نوىأفاد مراسل درعا 24 أن رتلاً تابعاً لقوات الأمم المتحدة (UN) نفذ جولةً في مدينة نوى بريف محافظة درعا الغربي، ثم غادرها تجاه طريق بلدة الشيخ سعد.#سوريا #درعا #نوى #درعا24 pic.twitter.com/hFPAX325aq
— Daraa 24 - 24 درعا (@Daraa24_24) July 1, 2025
وفي هذا السياق، أفاد موقع «درعا 24» بأن رتلاً تابعاً لـ«أندوف» نفذ جولة في مدينة نوى بريف محافظة درعا الغربي القريبة من الجولان المحتل، ثم غادرها تجاه طريق بلدة الشيخ سعد، وذلك بعد أن أجرت «أندوف» جولة تفقدية في قرية الحميدية بريف القنيطرة الشمالي بمرافقة من رئيس بلدية القرية لتفقد المنازل التي هدمتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في الـ17 من الشهر الماضي.
ولم يعلن من جهة رسمية عن الهدف من تلك الجولات الجديدة، لكنها تأتي بعد زيارة قام بها وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام، جان بيار لاكروا، إلى سوريا التقى خلالها عدداً من المسؤولين. وبعد الزيارة أكد، أن قوة «أوندوف»، «لا تزال تؤدي دوراً بالغ الأهمية في التنسيق بين السلطات السورية والإسرائيلية، وتبذل قصارى جهدها لفض الاشتباك».
أحد جنود حفظ السلام التابعين للأمم المتحدة يقدم تقارير عبر الجوال 5 سبتمبر 2014 على معبر القنيطرة الحدودي الوحيد بين سوريا وإسرائيل حيث كان القتال مستمراً بين قوات الأسد والمعارضة السورية (إ.ب.أ)
وجدد لاكروا التأكيد على أن وجود القوات الإسرائيلية فيما يعرف باسم «المنطقة العازلة في الجولان» يعد انتهاكاً، مشيراً إلى أنه بموجب اتفاق فض الاشتباك لعام 1974 يُسمَح فقط لـ«أوندوف» بالوجود العسكري في تلك المنطقة. وأفاد بأنه منذ بدء عملية الانتقال السياسي في سوريا، تحسن التواصل مع السلطات الجديدة، مما سمح لـ«أوندوف»، باستئناف عملياتها وتوسيعها. وشدد لاكروا على أن الهدف بالنسبة لـ«أوندوف» يتمثل في التطبيق الكامل لاتفاق 1974.
جندي إسرائيلي عند معبر القنيطرة في مرتفعات الجولان (أرشيفية - رويترز)
واعتمد مجلس الأمن الدولي، الاثنين، قراراً بالإجماع يقضي بتجديد ولاية «أوندوف» لمدة ستة أشهر، في وقت نقلت فيه «وكالة الأنباء الألمانية»، عن مصادر مقربة من القيادة السورية الحالية، أن إسرائيل وسوريا تجريان محادثات مباشرة تركز على «ترتيبات أمنية محدودة» والانسحاب المحتمل للقوات الإسرائيلية من الأراضي المحتلة في جنوب سوريا بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد في ديسمبر (كانون الأول) 2024. وبحسب المصادر، فإن الرئيس السوري غير مستعد لتوقيع أي اتفاق سلام أوسع مع إسرائيل في الوقت الراهن.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
إردوغان: السلام سيكتسب زخماً مع بدء «العمّال الكردستاني» إلقاء السلاح
أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اليوم (السبت)، أنّ جهود السلام مع الأكراد ستكتسب زخماً مع بدء مقاتلي «حزب العمال الكردستاني» إلقاء أسلحتهم، الأمر الذي من المقرّر أن يبدأ الأسبوع المقبل. وقال إردوغان للصحافيين في طريق عودته من قمة اقتصادية في أذربيجان، إنّ «العملية ستكتسب سرعة أكبر قليلاً عندما تبدأ المنظمة الإرهابية تنفيذ قرارها بإلقاء السلاح»، حسبما نقلت عنه وكالة أنباء «الأناضول» الرسمية. ونقلت «الأناضول» عن الرئيس قوله اليوم أيضاً، إنه يتوقع أن تتسلَّم بلاده بشكل تدريجي طائرات «إف-35» خلال الفترة الرئاسية للرئيس الأميركي دونالد ترمب. وكان إردوغان قد قال في يونيو (حزيران) الماضي، إنه ناقش مع ترمب حصول تركيا على الطائرات، وإن المحادثات الفنية بدأت بالفعل بين البلدين، معبراً عن أمله في تحقيق تقدم. وعبَّر الرئيس التركي عن توقعه بأن يفتح وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل الباب أمام التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة. وأشار إلى أنّه طلب من ترمب التدخل بشأن إطلاق النار على منتظري المساعدات في غزة. كما أكد أن الخطوط الحمراء واضحة فيما يتعلق بسوريا؛ إذ لن تسمح أنقرة بأي خطط تهدف إلى منح شرعية لجماعات إرهابية أو كيانات مرتبطة بها. وكان «حزب العمال الكردستاني» قد أعلن في مايو (أيار) الماضي حل البنية التنظيمية للحزب وإنهاء العمل المسلح، وتقاتل تركيا «حزب العمال الكردستاني» منذ عقود وتعدُّه منظمة إرهابية.


صحيفة سبق
منذ 2 ساعات
- صحيفة سبق
عودة طوعية متزايدة .. 97 ألف سوري غادروا الأردن منذ بداية العام
أعلن وزير الداخلية الأردني مازن الفراية أن نحو 97 ألف لاجئ سوري عادوا طوعًا إلى بلادهم من الأردن منذ مطلع العام الجاري، في وقت يشهد فيه مركز حدود جابر مع سوريا نشاطًا متزايدًا في حركة المسافرين والشحن، خاصة قبيل عيد الأضحى. جاء ذلك خلال افتتاح الوزير لغرفة عمليات الإدارة المتكاملة للحدود في مركز "جابر"، حيث أكد أن عودة اللاجئين جاءت نتيجة لتسهيلات قدمتها السلطات، بالتزامن مع تحسن ملحوظ في الأوضاع داخل سوريا. وفي السياق ذاته، أفادت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بأن إجمالي العائدين السوريين من الأردن طوعًا تجاوز 100 ألف لاجئ خلال الفترة الممتدة من 8 ديسمبر 2024 وحتى نهاية يونيو 2025. وصرّح المتحدث باسم المفوضية يوسف طه، أن من بين أبرز العوامل التي شجعت على العودة تحسن الوضعين الأمني والاقتصادي في سوريا، ورفع بعض العقوبات المفروضة، إضافة إلى انتهاء العام الدراسي، ما أتاح المجال للعائلات لاتخاذ قرار العودة في توقيت مناسب. وأشار طه إلى أن أعداد العائدين مرشحة للارتفاع خلال الفترة القادمة بعد انتهاء امتحانات الثانوية العامة، متوقعًا أن تستمر الوتيرة في التصاعد خلال فصل الصيف.


الشرق السعودية
منذ 5 ساعات
- الشرق السعودية
بعد حرب إيران.. كيف تُقيّم موسكو ما تبقى من نفوذها في الشرق الأوسط؟
لم تقتصر آثار الحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران على البلدين فقط بل تعدتها إلى المنطقة والعالم بأجمعه، وفي موسكو الحليف المقرب لطهران أثارت الحرب والضربة الأميركية للمنشآت النووية، تساؤلات بشأن العلاقة بين البلدين. وعلى عكس الولايات المتحدة التي لم تتوانَ عن دعم حليفتها إسرائيل والمشاركة في شن هجمات عسكرية، اتخذت روسيا ما يشبه موقف المتفرج بينما كان حلفاؤها في إيران يتلقون الضربة تلو الأخرى. لكن، هناك من يرى أن الكرملين في موقف لا يحسد عليه، إذ فقد الكثير من نفوذه في الشرق الأوسط منذ سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، بينما لا يزال غارقاً في مستنقع الحرب الأوكرانية، ومع ذلك ثمّة من يحمّل طهران المسؤولية لأنها عزفت عن بناء تحالف دفاعي مع موسكو. واتفق خبراء روس تحدثوا لـ"الشرق"، على أن رفض طهران القبول بعرض سابق لإقامة منظومة شاملة للدفاع الجوي قدمته موسكو، أدى إلى إضعاف القدرات الإيرانية وكشف أجوائها أمام الطائرات الإسرائيلية والأميركية التي اغتالت قادة عسكريين كبار، وعلماء ذرة، وقصفت منشآت نووية في عدة مناطق. ومع ذلك هناك من يعتقد أن انهيار نظام الأسد في سوريا كان له تأثير أكبر على موسكو، من تداعيات الحرب الإسرائيلية على إيران، في وقت أبدت بعض الجهات الإيرانية عتباً كبيراً على موسكو، بسبب اقتصار موقفها خلال الحرب على إدانة الهجوم الذي بدأته إسرائيل، من دون أن تكون هناك خطوات عملية لدعم إيران. "خيبة روسيّة" في 19 يونيو الماضي، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن "معاهدة الشراكة الاستراتيجية بين روسيا وإيران لا تتضمن تعاوناً عسكرياً"، لافتاً إلى أن طهران لم تبدِ اهتماماً بعرض بلاده أنظمة دفاع جوي. وفي حديث لـ"الشرق"، قال الخبير العسكري الروسي والمستشار السابق لوكالة "تاس" للأنباء، فيكتور ليتوفكين إن بلاده عرضت على طهران، إلى جانب "منظومة دفاع متكاملة الأركان تتألف من عدة خطوط وصعبة الاختراق، القيام أيضاً بإعداد كوادر متخصصة من الإيرانيين وتزويد طهران بالأسلحة والمعدات المختلفة، لكنها رفضت هذا العرض". من جهته، عزا مدير مركز الدراسات الإيرانية في موسكو رجب صفاروف، رفض إيران إلى رغبة قيادتها في فتح "صفحة جديدة من العلاقة مع الغرب، وعدم الرغبة بالتورط مباشرة في الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، لأن من شأن أي اتفاقية للدفاع المشترك أن تلزم الأطراف الموقعة بالتصدي لأي عدوان تتعرض له أي منهما". وكان مجلس النواب الروسي (الدوما)، أقر في أبريل الماضي، معاهدة شراكة استراتيجية مدتها 20 عاماً بين روسيا وإيران، تشمل عدة مجالات، من بينها التعاون الدفاعي ومواجهة التهديدات العسكرية والأمنية و"مكافحة الإرهاب"، إضافة إلى التعاون في قطاعات الطاقة، والمالية، والنقل، والصناعة، والزراعة، والثقافة، والعلوم والتكنولوجيا. ورأى صفاروف أن إيران أرادت استثمار هذا العرض الروسي من أجل" التلويح به" أمام واشنطن بشكل خاص والغرب بشكل عام، لكي تعكس "رغبتها في تحسين صورتها في عيون العواصم الغربية". واعتبر أن طهران "أخطأت من خلال رفضها للعرض الروسي، بينما تقوم حالياً بعملية مراجعة شاملة للعلاقة مع الدول الأخرى بما في ذلك مع روسيا"، ولم يستبعد أن تعمد إلى تطوير علاقاتها بشكل أعمق في المجالات العسكرية مع روسيا وخاصة في مجال الدفاع الجوي. في المقابل، يرى الكاتب والمحلل السياسي الإيراني حسين رويران أن بلاده "دولة أيديولوجية وإسلامية، ومن الطبيعي ألا تلتقي بالكامل مع روسيا والصين، هذا أولاً، وثانياً، لا يزال شعار (لا شرقية ولا غربية) مرفوعٌ على بوابة وزارة الخارجية في طهران، بمعنى أن لا يرتهن الموقف الإيراني لأي طرف، لا في الشرق ولا في الغرب"، موضحاً أن التعاون موجود مع روسيا والكثير من الدول، ومن الطبيعي أن نلجأ إلى هذه الدول، في ظل الحصار الأميركي علينا، لكن من دون أن نرتهن لأي طرف". ورغم تحميل إيران مسؤولية رفضها إقامة نظام دفاع جوي، وتوقيع معاهدة دفاع مشترك، إلا أن صفاروف، مقتنع بأن الموقف الروسي المُعلن بإدانة "العدوان الإسرائيلي والذي أيد بقوة الموقف الإيراني في مجلس الأمن الدولي سيساهم في تعميق العلاقات الروسية - الإيرانية"، مشيراً إلى أن موسكو انطلقت في موقفها الداعم لإيران من "حقيقة أن العدوان الإسرائيلي يُشكل انتهاكاً فظاً للقانون الدولي". واعتبر أن "الدعم المعنوي القوي من قبل روسيا شكّل دعامة لإيران في التصدي للعدوان الإسرائيلي والرد على هذا العدوان". هل أخفقت إسرائيل؟ رأى صفاروف أن إسرائيل "فشلت في تحقيق الأهداف التي وضعتها لحربها على إيران"، والتي تتمثل في "القضاء على البرنامج النووي الإيراني، وتدمير قدراتها الصاروخية، وأخيراً تغيير النظام السياسي" في طهران، ويتفق معه في ذلك رويران. فيما قال صفاروف إن "إيران لم تستخدم أكثر من 5% من مخزون القدرات الصاروخية في الرد على العدوان الإسرائيلي". بدوره، أكد الكاتب الإيراني حسين رويران أن بلاده "حققت نصراً عسكرياً من دون روسيا والصين". وقال: "النظام أصبح أكثر تحصيناً بسبب الدعم الجماهيري، والبرنامج الصاروخي ضرب إسرائيل في العمق، أما البرنامج النووي، فهم أنفسهم (إسرائيل وأميركا) يُشككون في ما إذا تمكّنوا من تدميره.. وبالتالي، عندما لا يحققون أهدافهم من الحرب، فهل يكونوا الطرف المنتصر؟ طبعاً لا". من جانبه، شدّد صفاروف على أن الاستقرار السياسي في طهران "يُشكل أهمية كبيرة بالنسبة لروسيا التي تريد أن ترى إيران دولة مستقرة لأنها دولة لديها معها اتصال عبر بحر قزوين، وهناك مصالح مشتركة متعددة بينهما". وتابع: "وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال اجتماعه في خضم الحرب مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الهجوم الإسرائيلي على إيران بأنه عدوان غير مبرر، مؤكداً دعم طهران في ممارسة حقوقها باستثمار الطاقة النووية السلمية". معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وفي حديثه لـ"الشرق"، توقّع رجب صفاروف أن تنسحب طهران من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT). وكان الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان، أعلن المصادقة على قانون لتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حسبما ذكرت وسائل إعلام إيرانية. ويأتي ذلك بعدما أقر مجلس الشورى الإيراني (البرلمان)، مشروع القانون، الأربعاء، على اعتبار أن تقرير المدير العام للوكالة، والذي انتقد فيه أنشطة إيران النووية، "مهد الطريق للهجمات الإسرائيلية والأميركية على منشآت إيران النووية". وعن استئناف المفاوضات بشأن البرنامج النووي مع الولايات المتحدة، رأى رويران، أن الولايات المتحدة "غدرت بطاولة الحوار، ومن الصعب أن تعود إيران إليها"، وبالتالي تطالب الأخيرة بطاولة حوار أخرى حول البرنامج النووي تشارك فيها بعض القوى الدولية، الموقِعة على الاتفاق النووي مثل روسيا وبعض الدول الأوروبية"، مؤكداً أن بلاده مصرة على حل موضوع البرنامج النووي عبر الحوار، لكن من خلال مفاوضات متعددة الأطراف. وأشار صفاروف إلى أن غالبية الدوائر الإيرانية السياسية والعسكرية باتت على قناعة بأن السلاح النووي "هو السبيل الوحيد لحماية سيادة إيران وأراضيها في مواجهة قانون الغاب، الذي تسوقه إسرائيل وواشنطن في مجال العلاقات الدولية". "عتاب إيراني" وفي تعليقه على وجود عتاب إيراني على روسيا خلال الحرب الأخيرة، قال رويران: "قد يكون هناك عتاب في الإعلام، باعتبار أن إسرائيل حصلت على أكبر دعم ممكن، ليست فقط من الولايات المتحدة، بل حتى من دول الترويكا الأوروبية، والتي دعمت العدوان (على إيران)، في حين لم نرَ من روسيا شيئاً يُذكر في المقابل تجاه إيران". لكنه في الوقت نفسه رأى في حديثه لـ"الشرق"، أن "الدعم الروسي قد لا يكون ظاهرياً"، مشيراً إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين قال إن علاقات بلاده مع إيران "ليست استعراضية، وأن هناك أشياء كثيرة تُنجز بعيداً عن الإعلام". وأعرب رويران عن اعتقاده بأن إرسال إيران وزير دفاعها عزيز نصير زاده إلى روسيا والصين "الهدف منه سد ثغرتين، الأولى، مطالبة روسيا بتعجيل تزويدها بمنظومة (S-400) للدفاع الجوي، والثانية، مطالبة الصين بتزويدها بمقاتلات (J-35) من الجيل الخامس، لتعزيز القوة الجوية الإيرانية"، مؤكداً أن تلبية هذين المطلبين الإيرانيين سترفع مستوى التعاون مع الجهتين. وعن تحميل إيران مسؤولية رفض توقيع اتفاقية تعاون دفاعي مع روسيا، قال رويران: "صحيح أن معاهدة اتفاقية التعاون الاستراتيجي لا تشمل جانباً عسكرياً، لكن إيران سبق وأن اشترت منظومة (S-400) من روسيا، وطالبت بتسليمها قبل الموعد. وهذا لا يعني أن تأتي روسيا وتدافع عن إيران". ومع ذلك استبعد أن تكون روسيا قد ماطلت في التسليم عمداً. وأشار الكاتب والمحلل السياسي الإيراني إلى وجود تعاون سياسي واقتصادي ومالي رغم عدم وجود اتفاقية دفاع مشترك، إلا أن "إيران ساعدت روسيا في حربها ضد أوكرانيا وزودتها بطائرات مسيّرة، ولذلك فإن التوقع (أن تساعد روسيا إيران) في محله، وعندما تطالب إيران موسكو وبكين بالسلاح الهدف هو أن تدافع عن نفسها، وليس أن تدافع عنها الدول الأخرى". الدور الروسي في الشرق الأوسط الخبير العسكري الروسي فيكتور ليتوفكين، رأى في حديث لـ"الشرق"، أن موقف بلاده من الحرب بين إسرائيل وإيران لن يؤدي إلى إضعاف دورها في منطقة الشرق الأوسط"، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن "دول المنطقة باتت تفهم بشكل أعمق الدور الذي تلعبه واشنطن وتل أبيب في إثارة التوترات وإشعال الحروب". وأعرب ليتوفكين عن اعتقاده بوجوب أن تُحدد دول المنطقة، بما في ذلك إيران "موقفها مما إذا كانت بحاجة إلى الدور الروسي في ضمان الاستقرار أم لا"، لكنه أضاف في الوقت نفسه أن "العلاقات الروسية الإسرائيلية لن تتأثر بالموقف الأخير، الذي أدان الحرب ضد إيران"، موضحاً أن إسرائيل تقدم مساعدات عسكرية لأوكرانيا وأن روسيا على علم بذلك، إلا أن "موسكو وتل أبيب تعلمان أنهما بحاجة إلى بعضمهما البعض، وعلى هذا الأساس تقوم علاقتهما". ويتفق مع هذا التحليل مسؤول ملف الشرق الاوسط بالمجلس الروسي للعلاقات الدولية، إيفان بوتشاروف، الذي استبعد أن تتأثر العلاقات الروسية الإسرائيلية سلباً، مشيراً إلى أن تل أبيب "كانت تتوقع ردة الفعل الروسية (التقليدية) المنددة بالممارسات الإسرائيلية. كما أن موسكو لم تقدم مساعدة عسكرية لإيران". وفي حديث لـ"الشرق"، أعرب بوتشاروف عن قناعته بأن الموقف الروسي حيال الأحداث الأخيرة المتعلقة بإيران لن يؤثر على علاقات موسكو مع دول المنطق. وتابع: "روسيا لم تكن ملزمة بتقديم مساعدة عسكرية لطهران وفقاً للمعاهدة الاستراتيجية التي وقعها البلدان في بداية العام الجاري، رغم أن البعض كان يتوقع تقديم مثل هذه المساعدة". واستبعد بوتشاروف أن تؤدي حرب الـ12 يوماً الأخيرة إلى تطوير العلاقات العسكرية بين روسيا وإيران، وذلك، بحسب رأيه، لأسباب عديدة أبرزها أن البلدين مهتمين حالياً بتعبئة قدراتهما العسكرية، إذ تركز روسيا اهتمامها على النزاع مع أوكرانيا، بينما إيران مشغولة بالعمل على ضمان أمنها، وإعادة ترتيب اهتماماتها الإقليمية وتركيز الجهود لتطوير قدراتها العسكرية الذاتية". "تأثير انهيار نظام الأسد أكبر من الحرب على إيران" وفي رده على سؤال بشأن حقيقة تراجع نفوذ روسيا في الشرق الأوسط، قال بوتشاروف إن علاقة بلاده بالمنطقة "تتسم بطابع شامل"، موضحاً أن "التطورات التي شهدتها سوريا في الآونة الاخيرة تركت تأثيراً على وضع روسيا في المنطقة بشكل أكبر من الحرب الإيرانية- الإسرائيلية". وأشار الخبير الروسي إلى أن "روسيا تواجدت سياسياً وعسكرياً في سوريا لسنوات عديدة، حاولت خلالها الحفاظ على التوازن في علاقاتها مع الأطراف المعنية بالأزمة السورية، وهي تعمل حالياً على تنظيم العلاقة مع القيادة الجديدة في دمشق بشكل يحفظ المصالح الروسية في المنطقة". وأضاف: "لدى موسكو استراتيجية تتمثل في العمل على تحويل الخصوم إلى أصدقاء، بغض النظر عن الخلافات السياسية، عن طريق تغيير الخطاب السياسي وتفعيل المعاول الديبلوماسية للتواصل مع النظام الجديد في دمشق، حتى وإن كان لا يحمل الود لروسيا. وذلك ينطبق على أي بلد آخر". واستشهد بوتشاروف بالعلاقات مع مصر خلال عهد الرئيس السابق محمد مرسي، وتابع: "أقامت موسكو آنذاك علاقات براغماتية بناءة مع حكومة مرسي على الرغم من الخلافات مع حركة الإخوان المسلمين، المحظورة على الأراضي الروسية، وكذلك كان الحال مع حركة طالبان، التي تولت مهام السلطة في كابول، وسارعت روسيا إلى إقامة علاقات متوازنة معها". وذكّر بوتشاروف أن روسيا عملت قبل أيام من سقوط نظام الأسد على تغيير سياستها في سوريا، مشيراً إلى "توقف القوات الجوية الروسية عن قصف الأهداف التابعة لهيئة تحرير الشام، والبدء بإقامة حوار مع السلطات الجديدة في دمشق في محاولة للحفاظ على القواعد العسكرية الروسية في سوريا، وفتح المجال أمام إقامة تعاون متعدد الجوانب مع دمشق". ولفت إلى عزم القيادة الروسية على دعوة الرئيس السوري أحمد الشرع للمشاركة في القمة الروسية العربية المرتقبة في روسيا خلال أكتوبر المقبل، والعمل على بناء علاقات بناءة مع سوريا في ظل القيادة الجديدة.