
'الوطن في التنك… والكرامة في الجالون!' بقلم : المهندس غسان جابر
'الوطن في التنك… والكرامة في الجالون!' بقلم : المهندس غسان جابر
في هذه البلاد، لا تحتاج إلى كثير من الفلسفة لتفهم كيف تُهان الكرامة على مذبح 'لتر بنزين أو سولار '. يكفي أن تزور محطة وقود لتشاهد عرضًا يوميًا للأنانية المتفجرة، بطولة 'الجالون الأصفر'، وإخراجٍ ساخر تحت لافتات 'محطة وقود'.
لكن لا تخدعك هذه اللافتات فالمواطن بين تلك المحطات يُخمد بطفاية الحريق، ويُدهس مواطن آخر بين سيارتين تصارعتا على من وصل أولًا لتلك المحطة ، أما في محطة وقود أخرى فهناك مواطن آخر من يُسأل… بل ربما صار مجرد محطة مهجورة في ذاكرة الوقود.
يبدو أن كل مواطن اليوم يحمل في سيارته جالونًا أصفر اللون، رمزًا جديدًا لـ'الذكاء الاجتماعي الفتاك'. لا أحد يسأل: لماذا أعبئ التنك كاملاً ثم ألوّح بالجالون؟! لأن الجواب بسيط جدًا: 'مصلحتي أهم من الجميع، حتى من الوطن!'
وفي المشهد الأخير من هذا السيرك المجتمعي، وبعد أن تُخمد الشجارات، ويُسعف المصابون برذاذ الطفايات، يُعلن أحدهم بصوتٍ مبحوح:
'وحدوا الله يا جماعة… وصلّوا على النبي!'
يا لسخرية القدر! توحيد الله بات الفاصل بين مشاجرة على بنزين وبين هدنة أخلاقية مؤقتة، نكسرها في اليوم التالي.
اقتراحات حلول… (ساخرة قليلاً، واقعية جدًا): خُذ جالونك… وسجّل عَيبك:
من يحمل جالونًا بعد تعبئة التنك، تُمنع عنه الخدمة أسبوعًا، وتُعرض صورته في محطة وقود على شاشة 'أخلاقيات المواطن'. بطاقة تموين أخلاقية:
كل مواطن يُعطى نقاط سلوك. من يصرخ، يشتم، أو يتجاوز الدور، يُخصم من بنزينه قبل أن يُخصم من كرامته. قسم شرطة عند كل مضخة:
بدل أن يُخصص عناصر الشرطة لمرافقة كبار المسؤولين وحماية مواكبهم، فليتفضل بعضهم إلى محطات الوقود. هناك، حيث تُهان الكرامة وتُغتصب الأدوار، نحتاج لشرطي ينظم الدور، لا 'خطاب وطني' يُلقى في نشرة اخبار لا يتابعها احد. مضخة 'الوطن أولًا':
خصصوا محطة تعبئة مجانية، لا تُعبئ السيارات بل تُعبئ الأخلاق… نحتاجها أكثر من البنزين.
نقول :
في هذا البلد، اختُزلت المعركة بين الجالون الأصفر والراية البيضاء. فإما أن تعبئ وتنسحب، أو تشتبك وتدّعي الوطنية. وبين هذا وذاك، هناك مواطن بسيط، يقف في الطابور بلا صوت، ويغادر بلا بنزين… لكنه وحده من يستحق أن يُسمى 'ابن وطن'.
م. غسان جابر – مهندس و سياسي فلسطيني – قيادي في حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية – نائب رئيس لجنة تجار باب الزاوية و البلدة القديمة في الخليل.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شبكة أنباء شفا
منذ 2 أيام
- شبكة أنباء شفا
الخطاب الملكي بوصلته انهاء الصراعات وفي مقدمتها الصراع الاسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ ثمانية عقود ، بقلم : كريستين حنا نصر
الخطاب الملكي بوصلته انهاء الصراعات وفي مقدمتها الصراع الاسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ ثمانية عقود ، بقلم : كريستين حنا نصر منذ أخر خطاب قدمه جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين رعاه الله في البرلمان الأوروبي بتاريخ 15 كانون الثاني عام 2020م ، يكرر جلالته تأكيده على موضوعات ومسائل عالمية مهمة، حيث تحدث جلالته حينها عن الحاجة في عالمنا هذا، لايجاد حلول لاستعادة الثقة في العدالة العالمية، والعمل على مساعدة الشعوب وبخاصة الشباب على ايجاد الامل والفرص لهم . وبعدها أكد جلالة الملك أن عالمنا للأسف وقعت فيه العديد من الاضطرابات السياسية، والأزمات والتحديات الاقتصادية والأمنية والصحية خاصة جائحة كورونا، الى جانب التسارع في التغييرات التكنولوجية، اضافة الى التحديات الأخرى التي طرأت في عالمناـ، وبشكل خاص الحرب الاوكرانية الروسية، والصراع في غزة ومؤخراً الحرب بين اسرائيل وايران، والتي حتماً سوف تهدد وبشكل جاد بوقوع تصعيد خطير داخل منطقة الشرق الاوسط وأيضاً خارجها، ويصاحب هذه الاضطرابات التسارع الكبير في التحديثات والاكتشافات في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وهي تطورات غير مسبوقة يرافقها تدفق هائل لمعلومات مضللة وبشكل كبير، وهذه الموجات المتتالية من الأزمات والاضطرابات التي تعصف بنا وتعيش تداعياتها مجتمعاتنا، فإنها تجعلنا نشعر بأن عالمنا ساده الانفلات، وفقد البوصلة الاخلاقية والقواعد والمبادىء التي تتفكك، كما أن الحقائق تتبدل في كل ساعة، ويلاحظ أيضاً تزايد الكراهية والانقسام يقابلها حالة تراجع في الاعتدال والقيم العالمية وفي الوقت نفسه أصبحنا أمام التطرف الايدلوجي، ونتيجة لكل هذا أيضاً فإننا أمام تهديد هو خطر نسيان قضايانا وهويتنا التي ندافع عنها بشكل دائم ومستمر، وكل هذه المنعطفات التاريخية تجعلنا نُطالب بضرورة التمسك والتشبث بقيمنا ، لأن العالم عندما يفقد قيمه الاخلاقية فإننا حينها سنفقد قدرتنا على التمييز بين الحق والباطل وبين ما هو عادل وما هو قاس أيضاً، وبصورة تتولد عنها الصراعات والإضطرابات. كما بين جلالته أن البشرية قد تعلمت وخبرت من التاريخ بأن الحرب نادراً ما تكون فقط حول هدف واحد وهو بسط السيطرة والسيادة على الأراضي، بل هي أيضاً معارك وصراعات حول وجهات النظر والأفكار العالمية والقيم التي ستشكل مستقبلنا، فبعد الحرب العالمية الثانية أدركت أوروبا هذ الحقيقة جيداً، وهذا ما دفعها حينها لخيار إعادة البناء ليس لمدنها وحضارتها فحسب، بل أيضاً لمنظومة الركائز التي تأسست عليها بأن تترك شعوبها الماضي وراءها وتبني عصر جديد من السلام ، والى جانب ذلك إختاروا أيضاً الكرامة الانسانية عوضاً عن الهيمنة واتبعوا أيضاً القيم بدلاً من الانقسام ، واختاروا التمسك بسلطة القانون عوضاً عن القوة ، كذلك مبدأ التعاون عوضاً عن الانجرار وراء الصراعات، وهذه القيم التي ادركتها أوروبا اليوم أدركها الاردن وهو يتمسك ويؤمن بها أيضاً، بما في ذلك جميع القيم المشتركة مع اوروبا والتي هي أساساً تعاليم ومبادىء متجذرة في تراثنا وتاريخنا الاصيل، حيث مبادئنا الوطنية المبنية على التسامح والاحترام المتبادل، كما أننا نفخر بأن بلدنا الاردن هو موقع (المغطس )عُماد السيد المسيح عليه السلام، كما نفخر بأن بلدنا المسلم أيضاً هو موطن لمسيحيين متشاركين معنا في بناء الوطن المشترك، ويؤكد جلالته أيضاً وبكل وضوح على أهمية هذه القيم الانسانية الاخلاقية التي هي صلب المعنى التاريخي للوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، التي جوهر رسالتها وأمانتها هي حماية الأديان والمقدسات من أي اعتداء، الى جانب احترام الكنائس خاصة في مدينة القدس تجسيداً لمعاني ورسالة العهدة العمرية بين المسلمين والمسيحيين. وبالنسبة لجلالة الملك عبد الله الثاني وبسبب ما يجري من حروب وصراعات فإن العالم الآن يتجه للأسف نحو الانحدار الاخلاقي مثل الصراع في غزة التي خذلها العالم ، لذلك يجب على اوروبا بل والعالم إختيار الطريق الأفضل للتعامل مع هذه القضية ، كما تطرق جلالته أيضاً الى الغارات الاسرائيلية في عام 2023م بما فيها الهجمات على مستشفى غزة، حيث وثقت منظمة الصحة العالمية حوالي 700 هجوماً على المرافق والخدمات الصحية في غزة، وهذا الآن اصبح أمراً شائعاً لدرجة أنه بالكاد يذكر، موضحاً جلالته بأنه لا يمكن للعالم قبول أن يصبح التجويع والمجاعة سلاحاً في الحروب، خاصة ضد الضحايا من الأطفال، الى جانب عدم امكانية قبول الهجمات التي تستهدف العاملين في القطاع الصحي والاغاثي الانساني، الذين اصبحوا للاسف يبحثون كما هو حال الصحفيين والمدنيين عن ملجأ في المخيمات. وأشار جلالته أننا اليوم والعالم كله أمام مفترق طرق يتوجب علينا فيه الاختيار بين السلطة والتمسك بالمبدأ، وبين حكم القانون وسيادته أو حكم القوة وبين التراجع والتجديد، وهذا الأمر والحال لا يقتصر أو ينطبق على غزة فحسب بل تجاه كل الصراعات، وهي ليست لحظة لتسجيل المواقف بل هي حقيقة الصراع حول هويتنا، كمجتمع عالمي في الحاضر والمستقبل، والمطلوب أن يكون لاوروبا دوراً حيوياً لاختيار الطريق الصحيح من خلال العمل أولاً على المساهمة في التنمية الدولية الشاملة ، وهنا يمكن الاعتماد على الأردن كشريك متين لهم، حيث أمننا المشترك، والأمر الثاني الذي يمكن لأوروبا عمله هو ضرورة اتخاذ اجراءات حاسمة ومنضبطة لضمان الأمن العالمي، ليس فقط في سبيل انهاء الحرب في اوكرانيا ولكن أيضاً من أجل إنهاء أطول بؤرة اشتباك في العالم وأكثرها تدميراً وهي الصراع الفلسطيني الاسرائيلي المستمر منذ ثمانية عقود، وبنفس السياق أكد جلالته على أن ما يجري للاسف في غزة والضفة الغربية ينافي المعايير الاخلاقية ويتناقض مع مواد القانون الدولي، ويتعارض أيضاً مع قيمنا المشتركة حيث يزداد الوضع سوءاً يوماً بعد يوم. وهنا يختم جلالة الملك عبد الله الثاني خطابه التاريخي العميق الدلائل ، موضحاً بأن هذه المعارك والصراعات تستمر مأساتها في غزة، بما في ذلك اقدام الجرافات الاسرائيلية على هدم منازل الفلسطينيين وجرف بساتين الزيتون وهدم البنية التحتية وبشكل غير قانوني ، وهذا كله بالطبع سوف يهدم منظومة القيم الاخلاقية، وسوف يزداد للاسف معه ما نشهده من توسع للصراع والهجوم على ايران، حيث لايمكن لأحد أن يعرف أين ستكون حدود هذه المعارك، وهذا كله من شأنه أن يهدد الشعوب في كل مكان، وقد اكد جلالته أنه يجب ان يوضع حد لهذه الصراعات والتي يجب ان تنتهي، والحل الوحيد الممكن تطبيقه هو الحل القائم على السلام العادل، والالتزام بالقانون الدولي والاعتراف المتبادل بالحقوق . ولأن السلام هو الفكر والرسالة الهاشمية الراسخة على الدوام يختم جلالته خطابه قائلاً :'أصدقائي، لقد سلكنا طريق السلام من قبل، ويمكننا أن نسلكه مجددا، إذا تحلينا بالشجاعة اللازمة لاختيار هذا الطريق وقوة الإرادة لنسلكه معا'.


شبكة أنباء شفا
منذ 2 أيام
- شبكة أنباء شفا
'الوطن في التنك… والكرامة في الجالون!' بقلم : المهندس غسان جابر
'الوطن في التنك… والكرامة في الجالون!' بقلم : المهندس غسان جابر في هذه البلاد، لا تحتاج إلى كثير من الفلسفة لتفهم كيف تُهان الكرامة على مذبح 'لتر بنزين أو سولار '. يكفي أن تزور محطة وقود لتشاهد عرضًا يوميًا للأنانية المتفجرة، بطولة 'الجالون الأصفر'، وإخراجٍ ساخر تحت لافتات 'محطة وقود'. لكن لا تخدعك هذه اللافتات فالمواطن بين تلك المحطات يُخمد بطفاية الحريق، ويُدهس مواطن آخر بين سيارتين تصارعتا على من وصل أولًا لتلك المحطة ، أما في محطة وقود أخرى فهناك مواطن آخر من يُسأل… بل ربما صار مجرد محطة مهجورة في ذاكرة الوقود. يبدو أن كل مواطن اليوم يحمل في سيارته جالونًا أصفر اللون، رمزًا جديدًا لـ'الذكاء الاجتماعي الفتاك'. لا أحد يسأل: لماذا أعبئ التنك كاملاً ثم ألوّح بالجالون؟! لأن الجواب بسيط جدًا: 'مصلحتي أهم من الجميع، حتى من الوطن!' وفي المشهد الأخير من هذا السيرك المجتمعي، وبعد أن تُخمد الشجارات، ويُسعف المصابون برذاذ الطفايات، يُعلن أحدهم بصوتٍ مبحوح: 'وحدوا الله يا جماعة… وصلّوا على النبي!' يا لسخرية القدر! توحيد الله بات الفاصل بين مشاجرة على بنزين وبين هدنة أخلاقية مؤقتة، نكسرها في اليوم التالي. اقتراحات حلول… (ساخرة قليلاً، واقعية جدًا): خُذ جالونك… وسجّل عَيبك: من يحمل جالونًا بعد تعبئة التنك، تُمنع عنه الخدمة أسبوعًا، وتُعرض صورته في محطة وقود على شاشة 'أخلاقيات المواطن'. بطاقة تموين أخلاقية: كل مواطن يُعطى نقاط سلوك. من يصرخ، يشتم، أو يتجاوز الدور، يُخصم من بنزينه قبل أن يُخصم من كرامته. قسم شرطة عند كل مضخة: بدل أن يُخصص عناصر الشرطة لمرافقة كبار المسؤولين وحماية مواكبهم، فليتفضل بعضهم إلى محطات الوقود. هناك، حيث تُهان الكرامة وتُغتصب الأدوار، نحتاج لشرطي ينظم الدور، لا 'خطاب وطني' يُلقى في نشرة اخبار لا يتابعها احد. مضخة 'الوطن أولًا': خصصوا محطة تعبئة مجانية، لا تُعبئ السيارات بل تُعبئ الأخلاق… نحتاجها أكثر من البنزين. نقول : في هذا البلد، اختُزلت المعركة بين الجالون الأصفر والراية البيضاء. فإما أن تعبئ وتنسحب، أو تشتبك وتدّعي الوطنية. وبين هذا وذاك، هناك مواطن بسيط، يقف في الطابور بلا صوت، ويغادر بلا بنزين… لكنه وحده من يستحق أن يُسمى 'ابن وطن'. م. غسان جابر – مهندس و سياسي فلسطيني – قيادي في حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية – نائب رئيس لجنة تجار باب الزاوية و البلدة القديمة في الخليل.


فلسطين أون لاين
منذ 3 أيام
- فلسطين أون لاين
عقب العدوان الإسرائيلي على إيران.. ما خيارات الاحتلال في غزة؟
غزة/ نور الدين صالح في ظل الحرب الإسرائيلية على إيران، وتزايد المخاوف من توسع رقعة الصراع لتشمل ساحات أخرى في المنطقة، يطرح تساؤلاً مهماً حول خيارات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة خلال المرحلة القادمة؟ ويبدو أن الحرب على إيران قد تحمل في طياتها فرصة لقطاع غزة. فهي تُعيد خلط الأوراق، وتفرض على (إسرائيل) إعادة ترتيب أولوياتها، وتكشف عجزها عما أسمته تحقيق أهدافها في غزة رغم ما تملكه من أدوات على امتداد أكثر من 20 شهراً من حرب الإبادة الجماعية، وفق مراقبين. لكن يبقى العامل الحاسم في مستقبل غزة مرتبطًا بقدرة الفلسطينيين على الصمود، وتوفر إرادة دولية حقيقية لإنهاء الاحتلال، وكسر الحصار، والتعامل مع غزة كقضية سياسية وإنسانية لا كملف أمني بحت. يقول المحلل في الشأن الإسرائيلي فتحي بوزية، إن الحرب على إيران قد يشكّل "فرصة غير مباشرة" لإنهاء العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، في ظل ما وصفه بـ"الشلل الكبير الذي يعيشه الكيان الإسرائيلي على مختلف المستويات". وأوضح بوزية لـ "فلسطين أون لاين"، أن المؤشرات القادمة من (تل أبيب) تدل على ارتباك غير مسبوق في المشهد الإسرائيلي، مضيفًا: "كما يقول المثل: رب ضارة نافعة، فربما العدوان الإسرائيلي على إيران ينعكس إيجابًا على غزة، ويدفع نحو إنهاء الحرب". وأشار إلى أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أوعز مؤخرا بالإسراع في إنجاز صفقة، في إشارة إلى مفاوضات التهدئة، رغم تشكيكه بجدية الموقف الإسرائيلي. وأكد أن (إسرائيل) تواجه أزمة اقتصادية خانقة، وصفها بأنها "لا مثيل لها من قبل"، مشيرًا إلى توقف حركة الطيران، وإغلاق المجال الجوي، وتوقف النشاط التجاري، في ظل تصاعد التهديدات من جبهات متعددة. وأضاف: "حتى المتطرفة ميري ريغيف اعترفت أنهم هربوا الطائرات قبل أن تُدمر، والمطار مغلق كليًا". وفي تقييمه للوضع السياسي، قال بوزية إن نتنياهو يتظاهر بالسيطرة، لكن داخليًا تتصاعد الانتقادات ضده، معتبرًا أن الحرب مع إيران قد تعمق أزمته السياسية، وتفتح الباب أمام محاسبته بعد فشله في غزة وإخفاقه بتحقيق أهدافه المعلنة منذ بداية الحرب، وعلى رأسها ما يسميه "القضاء على حماس ونزع سلاحها"، على حد تعبيره. ووجه انتقادًا حادًا لما وصفه بـ"تخاذل عربي وإسلامي رسمي وشعبي"، معتبراً أن غياب الضغط الحقيقي ساهم في إطالة أمد العدوان على غزة، بل إن بعض الأنظمة "تساوقت ضمنيًا مع الاحتلال في مساعي تصفية القضية الفلسطينية"، وفق اعتقاده. وشدد بوزية على أن (إسرائيل) وصلت إلى طريق مسدود، قائلاً: "لم يتبقّ لنتنياهو سوى سلاحه النووي، فقد جرب كل شيء في غزة، وأنا أرى أن الحرب في قطاع غزة في طريقها للانحسار، وإن شاء الله نرى نهايتها قريبًا." وأيّد ذلك الخبير في الشأن الإسرائيلي عمر جعارة، قائلاً: إن الحرب الجارية بين (إسرائيل) وإيران بدأت تنعكس بشكل غير مباشر على الوضع في غزة، مشيرًا إلى أن انسحاب قوات الاحتلال من مناطق عدة داخل القطاع هو نتيجة طبيعية لحالة الاستنزاف التي تعيشها (إسرائيل). وأوضح جعارة في حديثه لـ "فلسطين أون لاين"، أن جيش الاحتلال "بدأ بسحب العديد من القوات من غزة، لأنه يدرك أن بقاءها هناك يشكل استنزافًا دائمًا للاحتياط العسكري، حيث لا يمر يوم دون سقوط قتيل أو جريح في صفوفه." وشدد على أن (إسرائيل) "عاجزة عن إحراز نصر في غزة، وهو ما عجز عنه نتنياهو منذ أكثر من عامين". وحول المشهد الداخلي في دولة الاحتلال، قال جعارة إن هناك حالة من الغليان الشعبي والسياسي ضد حكومة نتنياهو، تتجلى في تظاهرات واعتصامات متكررة تطالب بوقف الحرب، والانسحاب الكامل من غزة، والبدء بإعادة الإعمار. وأشار إلى أن أي اتفاق تهدئة لا يحقق المطالب الأساسية للفصائل الفلسطينية سيكون لصالح (إسرائيل)، محذرًا من الانجرار وراء ما وصفه بـ"التبادل الجزئي"، الذي قد يمنح نتنياهو فرصة لتجاوز الأزمة دون التزام حقيقي. وقال: "نتنياهو يرفض التبادل الجزئي، وإذا لم يكن موقف المقاومة صارمًا، فسيتمكن من الانقضاض على ما بيد المقاومة." المصدر / فلسطين أون لاين