
"تنتهج تطبيق إجراءات عقابية".. مؤسسة بحثية تسعى لسحق الحركة المؤيدة للفلسطينيين في أمريكا
في خطوة تعكس تصاعد الجهود المحافظة لمواجهة الدعم المتزايد للقضية الفلسطينية، أطلقت مؤسسة التراث البحثية في واشنطن مخططًا يحمل اسم "مشروع إستر"، يهدف إلى تفكيك الحركة المؤيدة للفلسطينيين داخل الولايات المتحدة، مستهدفًا حضورها في الجامعات، والمنظمات غير الربحية، وحتى أروقة الكونغرس، وقد تضمنت التحركات المبكرة لهذا المشروع زيارة قام بها فريق من المؤسسة إلى إسرائيل في أواخر إبريل الماضي للقاء مسؤولين رفيعي المستوى، بهدف التشاور حول سبل تنفيذ هذه الأجندة، التي تسعى لتصنيف منتقدي إسرائيل كـ "شبكة دعم إرهابي" بهدف عزلهم وقمعهم.
ومؤسسة التراث، المعروفة بكونها مركزًا فكريًا مؤثرًا في الأوساط المحافظة بواشنطن، ليست غريبة عن صياغة المخططات واسعة النطاق للتأثير على السياسة الأمريكية، فقد اشتهرت أخيرًا بقيادتها لـ "مشروع 2025"، وهو رؤية تفصيلية مقترحة لما قد تبدو عليه الفترة الثانية لحكم الرئيس دونالد ترامب، وتتضمن دعوات إلى إعادة هيكلة جذرية للحكومة الفيدرالية وتوسيع غير مسبوق لسلطات الرئيس، وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
مخطط تفكيك
والتقى وفد المؤسسة في زيارته إلى إسرائيل في أواخر إبريل الماضي، مسؤولين إسرائيليين كبارًا مثل وزيري الخارجية والدفاع، إضافة إلى السفير الأمريكي مايك هاكابي، لتشدد على الأهمية التي توليها المؤسسة للملفات المرتبطة بالصراع في الشرق الأوسط وكيفية التعامل مع تداعياته داخل الولايات المتحدة، ولم تكن هذه الزيارة مجرد جولة دبلوماسية، بل كانت منصة لمناقشة تفاصيل ورقة سياسات جديدة مثيرة للجدل، هي "مشروع إستر" تحديدًا.
و"مشروع إستر" في جوهره اقتراح لتفكيك سريع ومنهجي للحركة المؤيدة للفلسطينيين في الولايات المتحدة، ولا يستهدف المشروع فقط النشاطات في الجامعات والمدارس، بل يمتد ليشمل المنظمات التقدمية وحتى الأصوات المتعاطفة في الكونغرس، وتبلورت فكرة المشروع عقب الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في خريف 2023، والاحتجاجات الواسعة، التي أعقبته ضد الحرب في قطاع غزة.
إجراءات عقابية
وتكمن الفكرة المحورية خلف "مشروع إستر" في إعادة تعريف مفهوم "مكافحة معاداة السامية" ليشمل نطاقًا واسعًا من منتقدي السياسات الإسرائيلية، وتصنيفهم جميعًا كـ "شبكة دعم إرهابي فعّالة"، ويسمح هذا التصنيف، وفقًا للمخطط، بفتح الباب أمام سلسلة من الإجراءات العقابية الصارمة ضدهم، وتتضمن هذه الإجراءات الترحيل، وسحب التمويل، والمقاضاة، والطرد من العمل، والفصل من المؤسسات التعليمية، والنبذ الاجتماعي، والاستبعاد من مجالات "المجتمع المفتوح" كما تعرفه المؤسسة.
وتصور مهندسو "مشروع إستر" مجموعة من النتائج التي ربما بدت في وقت صياغة المشروع بعيدة الاحتمال، لكنها تعكس مدى راديكالية المقترح، ويسعى المخطط إلى إزالة المناهج الدراسية في المدارس والجامعات التي تُعد متعاطفة مع رواية "دعم حماس"، وإبعاد أعضاء هيئة التدريس الذين يُنظر إليهم على أنهم "داعمون" لهذه الروايات.
ولا يتوقف الطموح عند هذا الحد؛ فالمشروع يدعو أيضًا إلى تطهير وسائل التواصل الاجتماعي من المحتوى الذي يُعد معاديًا للسامية، وحرمان المؤسسات التي يُعتقد أنها تدعم الحركة الفلسطينية من التمويل العام، والأهم من ذلك، يقترح المشروع إلغاء تأشيرات الطلاب الأجانب الذين ينشطون في مجال حقوق الفلسطينيين، أو حتى ترحيلهم من البلاد، وهذه الإجراءات مجتمعة تشكل محاولة شاملة لشل حركة الدعم الفلسطيني في أمريكا بسائر أشكالها.
وتُشرف على "مشروع إستر" فيكتوريا كوتس، التي شغلت سابقًا منصب نائبة مستشار الأمن القومي، وهي حاليًا نائبة الرئيس في مؤسسة التراث، ووجود شخصية بهذا الثقل يشير إلى الجدية التي تتعامل بها المؤسسة مع هذا المخطط ونيتها المضي قدمًا في تنفيذه، مما يجعل "مشروع إستر" ليس مجرد ورقة سياسات نظرية، بل خريطة طريق محتملة لمواجهة منظمة للدعم الفلسطيني في قلب الولايات المتحدة، الأمر الذي يثير تساؤلات جدية حول مستقبل الحريات الأكاديمية وحرية التعبير في الولايات المتحدة، خصوصًا فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ 17 دقائق
- صحيفة سبق
شكوك متصاعدة.. "روما" تستضيف الجولة الـ5 من المحادثات النووية بين واشنطن وطهران
أعلن وزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي اليوم، أن الجولة الخامسة من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة ستُعقد في العاصمة الإيطالية روما، يوم الجمعة الموافق 23 مايو الجاري. وتأتي هذه الجولة في إطار جهود دبلوماسية متواصلة برعاية سلطنة عمان، بهدف إعادة إحياء الاتفاق النووي، رغم الأجواء المتوترة وتصاعد التصريحات بين الجانبين خلال الأيام الماضية بحسب ما ذكرته "العربية نت". وفي أول تعليق من الجانب الإيراني، أعرب المرشد الأعلى علي خامنئي عن تشككه في جدوى هذه المحادثات، قائلًا: "لا أعتقد أن المفاوضات مع الولايات المتحدة ستؤدي إلى نتائج... على الجانب الأميركي أن يتوقف عن الهراء". وكان نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب آبادي قد أكد تلقي بلاده مقترحًا بعقد جولة خامسة من المحادثات، مشيرًا إلى أن طهران تدرسه بدقة قبل الموافقة النهائية عليه. ويأتي هذا التطور بعد أيام فقط من دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لطهران بالإسراع في الدخول بمفاوضات جديدة، ما يعكس تصاعد الضغوط السياسية والإعلامية بين الطرفين عشية جولة مصيرية في روما.


صحيفة سبق
منذ 21 دقائق
- صحيفة سبق
أزمة ثقة تعصف بالحكومة الإسرائيلية... "غولان" لـ" نتنياهو": "الصادم أنك لا تزال في الحكم"
تصاعدت حدة الخطاب السياسي في إسرائيل، بعد تبادل الانتقادات بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ورئيس الحزب الديمقراطي الإسرائيلي يائير غولان، في سياق التوترات الداخلية المرتبطة بالحرب على غزة. بدأت تلك الاتهامات بنشر نتنياهو مقطع فيديو هاجم فيه غولان ورئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت، واتهمهما بترديد دعاية حماس داخل إسرائيل، قائلاً إنهم يمنحون شرعية لافتراءات كاذبة ضد الجيش والدولة، واصفاً تصريحاتهما بأنها "صادمة" وتؤثر سلبًا على صورة إسرائيل دوليًا بحسب ما ذكرته سكاي نيوز عربية. في المقابل، رد غولان بفيديو لاذع قال فيه لنتنياهو: "الصادم أنك لا تزال في الحكم بعد السابع من أكتوبر"، متهمًا إياه بالتضحية بالجنود والمخطوفين من أجل البقاء السياسي، ومقارنًا بين نجله الذي يستعد لدخول غزة وابن نتنياهو الذي يعيش في ميامي. وقد أثارت تصريحات غولان السابقة جدلاً واسعًا، حيث اتهم إسرائيل بـ"قتل الأطفال كهواية" خلال مقابلة مع هيئة البث الإسرائيلية، محذرًا من أن بلاده تسير نحو عزلة دولية مشابهة لما واجهته جنوب إفريقيا إبان نظام الفصل العنصري. ويعكس هذا التوتر المتصاعد حجم الانقسام السياسي في الداخل الإسرائيلي، في ظل استمرار الحرب على غزة وتزايد الضغوط الشعبية والدولية على الحكومة الإسرائيلية.


عكاظ
منذ 21 دقائق
- عكاظ
ميلانيا تسرق الأضواء.. ماذا قال بوتين لترمب عن السيدة الأولى؟
/*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;} 2 5 3 أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي بعد مشاركته قصة طريفة خلال كلمة ألقاها في البيت الأبيض، كشف فيها عن محادثة مازحة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول إعجاب الروس بسيدة الولايات المتحدة الأولى ميلانيا ترمب. وأظهر مقطع فيديو نشرته مارغو مارتن، المساعدة الخاصة ومستشارة الاتصالات للرئيس ترمب، أظهر الرئيس وهو يروي بأسلوب خفيف الظل: «قال بوتين للتو إنهم يحترمون زوجتك كثيراً... فقلتُ: ماذا عني؟!»، مضيفاً أن بوتين أخبره بأن الروس «معجبون بميلانيا أكثر»، ليرد ترمب ضاحكاً: «أنا لا أمانع!». تأتي هذه التصريحات في سياق تحسن العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا منذ تولي ترمب منصبه في يناير 2025، حيث أجرى محادثات مع بوتين تهدف إلى إنهاء الصراع في أوكرانيا، وقد أشاد ترمب في مناسبات سابقة بقدرته على إدارة حوارات دبلوماسية مع قادة العالم، بما في ذلك بوتين، مستغلاً أسلوبه المباشر وروح الدعابة لتخفيف حدة التوترات السياسية. أخبار ذات صلة ونشرت المساعدة الخاصة ومستشارة الاتصالات للرئيس ترمب، مقطعي فيديو آخرين، أحدهما لسيدة أمريكا الأولى مع أطفال في البيت الأبيض، قائلة: «أمريكا محظوظة جدًّاً بوجود (ميلانيا ترامب) كسيدة أولى» والآخر مقطعاً للرئيس الأمريكي ترمب وهو يمسك مقعداً كي تجلس ميلانيا، معلقة بالقول: «الرئيس ترمب لا ينسى إطلاقاً سحب الكرسي لسيدة أمريكا الأولى». وحظيت ميلانيا ترمب، التي عادت إلى دور السيدة الأولى، بإشادات واسعة بسبب أناقتها ومبادراتها الاجتماعية، مما جعلها شخصية بارزة في الأوساط الدولية، مما جعل مقطع الفيديو الذي نشرته مساعدة ترمب يحقق انتشاراً كبيراً، ويحظي بتعليقات من النشطاء الذين أشادوا بخفة ظل ترمب.