
الرّد في جعبة برّاك: 3 سيناريوهات للتصعيد.. والحسم في أيلول!
دخلَ لبنان في دوامة الإنتظار القاتل خلال المدة الفاصلة عن عودة المبعوث الأميركي توم برّاك الى لبنان حاملاً الجواب الأميركي على ورقة الملاحظات اللبنانية على الورقة الأميركية بشأن السلاح والإصلاح والعلاقات مع سوريا، فيما تغّرق الساحة الداخلية بسيلٍ من التحليلات والتوقعات عن مآل الأحداث واحتمال توسّع الحرب الإسرائيلية على لبنان، وسط سباقٍ بين التسوية والتصعيد. فهل يعود برّاك بإجابات إيجابية على ورقة الملاحظات اللبنانية؟ فيما يعتقد البعض أن زيارات برّاك المكوكية إلى لبنان تهدف لشراء الوقت حتى بلّورة الموقف الأميركي للمنطقة في ضوء مباحثات ترامب – نتانياهو في البيت الأبيض، فإن الإدارة الأميركية وفق مصادر مطلعة تتعاطى بجدية مع الملف اللبناني – الإسرائيلي من خلال الزيارتين المتتاليتين للمبعوث الأميركي والثالثة على الطريق، مع لحظ تغيّر في مضمون كلام برّاك وأدبياته، بين الزيارة الأولى والثانية بعد نتائج الحرب الأميركية الإسرائيلية على إيران.وتكشف المصادر أن ملائكة برّاك كانت حاضرة في كل مراحل نقاشات اللجنة الممثلة للرؤساء الثلاثة لمسودة الورقة الأميركية، بل نالت موافقته قبل أن يُبادر رئيس الجمهورية الى تسليمها لبرّاك، ما يُسهل إقناع الإدارة الأميركية بها. كما تكشف أنه وبعد مغادرة المبعوث الأميركي بيروت، فإن الوفد الأميركي المرافق له الذي بقي في السفارة الأميركية، زار بعبدا الثلاثاء الماضي واجتمع الى فريق رئيس الجمهورية لاستيضاح بعض التفاصيل، وعقد اجتماعاً مماثلاً مع مستشار رئيس مجلس النواب نبيه بري علي حمدان حيث غاص في التفاصيل.ووفق المصادر فإن المتوقع أن يحمل برّاك في جعبته رداً أميركياً على الورقة اللبنانية مع عدم رفضها بالمطلق، مع استكمال النقاش في الآليات التطبيقية والأولويات مع استمرار الخلاف حول من يخطو الخطوة الأولى لبنان أم إسرائيل، بموازاة استمرار الضغط الأميركي السياسي والدبلوماسي والتصعيد العسكري الإسرائيلي حتى أيلول المقبل الموعد الذي يضربه أكثر من دبلوماسي وسياسي مقرب من الأميركيين على أنه سيكون حاسماً بتحديد مصير السلاح والمقاربة الأميركية للملف اللبناني.ماذا عن خيارات إسرائيل قبل عودة برّاك؟ وفق تقييم جهات معنية ومطلعة، تختصر المشهد في المدى المنظور بثلاثة سيناريوات: الأول: أن تستكمل إسرائيل اعتداءاتها وعملياتها الأمنية بالوتيرة نفسها، ريثما يعود برّاك بالجواب الأميركي خلال الأسبوعين المقبلين. الثاني: تزخيم الضربات مع تنفيذ عمليات اغتيال تتجاوز الإغتيالات التقليدية واستهداف قدرات عسكرية لحزب الله في إطار الضغط على لبنان قبيل وصول المبعوث الأميركي، لكن ضمن السقف الذي يمكن احتواؤه ولا ينزلق الى الحرب.الثالث: تصعيد إسرائيلي غير قابل للإحتواء مثل ضربات عسكرية واسعة تطال الجنوب والبقاع والضاحية وربما البنى التحتية اللبنانية للضغط الأقصى على لبنان للتسليم بالشروط الأميركية الإسرائيلية، هذا الخيار سيضع الحزب مع بيئته أمام خيارين: الصمت والإستسلام وهذا ليس وارداً وفق ما قال الشيخ نعيم قاسم في خطاباته العاشورائية، وإما المواجهة المفتوحة بما تيسّر من قدرات وإمكانات، وبهذه الحالة لا يمكن للدولة أن تمنع الحزب من الردّ، ونكون أمام اتفاق جديد لوقف إطلاق النار ربما يشمل شمال الليطاني، لكن موازين القوى بعد الحرب سترسم النتائج ومضمون أي اتفاق.وتؤكد مصادر في حزب الله أنه يعمل ويحضر للتعامل مع أسوأ الاحتمالات من ضمنها الحرب الشاملة.ووفق أوساط عليمة فإن مسؤولين لبنانيين التقوا برّاك مؤخراً نقلوا عنه تلميحه إلى أن الوضع في المنطقة سيشهد جولات تصعيدية جديدة في ظل المأزق الذي وصلت إليه الأمور في مختلف الساحات لا سيما مع إيران، وهناك قناعة لدى المسؤولين بأن الحكومة الاسرائيلية تحضر شيئاً ما قد يكون أكثر خطورة تجاه ما تراه تهديداً لأمنها، والعراق هو الساحة المرجحة للتصعيد الإسرائيلي المقبل لأسباب استراتيجية.وترى الأوساط أن تزامن وجود برّاك في لبنان مع وجود نتانياهو في الولايات المتحدة أمر بالغ الأهمية لجهة التخطيط والتنسيق الأميركي – الإسرائيلي في تحديد الخطوات المقبلة، حيث تمحور الحديث حول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والثمن الذي سيأخذه نتانياهو مقابل موافقته، وتتخوف الأوساط من توجه الإسرائيلي لفتح حرب جديدة فور وقف حرب غزة، وقد تكون في العراق أو في لبنان أو اليمن، لأن الحياة السياسية لنتانياهو وأركان حكومته مرتبطة باستمرار الحروب. وتشير التقديرات الإستراتيجية لجهة إقليمية الى أن استهداف العراق وتوجيه ضربة عسكرية قاسية لليمن، ستكون وفق المخطط الإسرائيلي خطوات تمهيدية لتوجيه ضربة مفاجئة وقاسية جديدة لإيران. وتنطلق التقديرات من أن الولايات المتحدة تنتهج في عهد ترامب الدبلوماسية الناعمة والضربات القوية والمحدودة لمنع الحروب الكبيرة التي تُشعل منطقة الشرق الأوسط والخليج معاً، ولذا فإن استهداف العراق سيُزيل العقبة أمام فتح المجال الجوي السوري - العراقي أمام الطائرات الاسرائيلية عندما تحين لحظة استهداف إيران. ويعتبر المخططون في "تل أبيب" أن إقفال الحروب والذهاب إلى تسويات في المنطقة مع بقاء حزب الله واليمن بهذه القدرات كمصدر تهديد للأمن الإسرائيلي والأمن القومي الأميركي في البحر الأحمر وباب المندب، لهو خسارة استراتيجية وعوائق للمشاريع المعدة للمنطقة في "تل أبيب" وواشنطن.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سيدر نيوز
منذ ساعة واحدة
- سيدر نيوز
تصريحات براك تُشعل ردود فعل سياسية في لبنان: تحذيرات من 'عودة الوصاية' ودعوات لحسم ملف السلاح
أثارت تصريحات الموفد الأميركي توم براك بشأن مستقبل لبنان وارتباطه بالمشهد الإقليمي، خصوصاً حديثه عن احتمال عودة لبنان إلى 'بلاد الشام'، موجة من التفاعلات السياسية والانتقادات الحادة في الداخل اللبناني، وسط تحذيرات من خطورة المرحلة ودعوات عاجلة لاتخاذ قرارات مصيرية تنقذ الدولة من الانهيار الشامل. وفي حديث لصحيفة 'ذا ناشيونال'، حذّر براك من أن لبنان يقف على شفير 'تهديد وجودي'، داعياً إلى معالجة عاجلة لملف سلاح حزب الله، مشيراً إلى أن استمرار الوضع الحالي قد يؤدي إلى فقدان لبنان استقلاله الفعلي وعودته إلى دائرة النفوذ الإقليمي، في إشارة أثارت القلق بشأن السيادة الوطنية وإعادة عقارب الساعة إلى ما قبل اتفاق الطائف. مخزومي: كفى تردداً! النائب فؤاد مخزومي وصف كلام براك بـ'جرس إنذار مدوٍ'، واعتبر أن الوقت قد حان لقرارات شجاعة تبدأ بسحب السلاح غير الشرعي وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها. وقال عبر منصة 'إكس': 'لبنان الكبير الذي نعتز بالانتماء إليه، يستلزم أداءً شجاعًا في مرحلة مصيرية… وإلا فسنجد أنفسنا على رصيف الانتظار سياسيًا واقتصاديًا'. قيومجيان: عقدة الذنب لا تُعالج بالشتائم رئيس جهاز العلاقات الخارجية في حزب القوات اللبنانية الوزير السابق ريشار قيومجيان، هاجم من وصفهم بـ'أيتام المحور الإيراني وبقايا الحالة العونية'، الذين استغلوا تصريحات براك للهجوم على القوات اللبنانية، مؤكداً أن الحزب قاوم وصاية 'والي الشام' في السابق وسيواصل التمسك بقيام دولة سيدة فعلية. البعريني: لا دولة من دون سلاح شرعي من جهته، شدد عضو تكتل 'الاعتدال الوطني' النائب وليد البعريني على أن السلاح خارج الدولة لم يعد حماية بل عبئاً يهدد الكيان اللبناني، محذراً من الوصول إلى 'نقطة اللاعودة'. واعتبر أن احتكار الدولة للسلاح شرط أساسي لاستعادة الثقة الخارجية وبناء المؤسسات. بين تحفيز خارجي وخطر فعلي تصريحات براك قسمت الآراء بين من رأى فيها محاولة ضغط خارجية لدفع الأطراف اللبنانية نحو الحسم في الملفات الخلافية، وعلى رأسها سلاح حزب الله، وبين من اعتبرها إنذاراً حقيقياً من انزلاق البلاد نحو إعادة تموضع جيوسياسي يعيد لبنان إلى أحضان الوصاية الإقليمية، في وقت يبدو فيه الداخل غارقاً في الانقسام والعجز. ويبقى السؤال: هل يشكل كلام براك فرصة لتحفيز الدولة على استعادة القرار السيادي، أم أنه مقدمة لتدويل الأزمة اللبنانية تحت شعار الإنقاذ


ليبانون ديبايت
منذ 2 ساعات
- ليبانون ديبايت
البيئة اللبنانية خصبة لمشاريع التفتيت… وهذا ما يبعد عن لبنان شبح "بلاد الشام"!
لا يزال كلام الموفد الأميركي إلى لبنان، توماس باراك، حول إلحاق لبنان ببلاد الشام ماثلاً في أذهان اللبنانيين، مقروناً بالتسريبات الإسرائيلية عن إلحاق طرابلس بسوريا تعويضاً لها عن الجولان، وهو ما يشكّل قلقاً وهاجساً جدّياً حول ما يُحاك للبنان داخل الدوائر العالمية، مما يستوجب وعياً لبنانياً حول الخطر الوجودي الذي يتهدّد الكيان اللبناني. وهنا يعبّر الكاتب والمحلل السياسي جورج علم عن رؤية تشاؤمية، يتناولها في حديث لـ"ليبانون ديبايت"، حيث يرى أن المشهد اللبناني يتجه نحو مزيد من التعقيد، فما أُثير من كلام عن عودة لبنان إلى بلاد الشام هو تحذير، بمعنى أن يلتزم لبنان بالأفكار الأميركية وفي طليعتها حصر السلاح، ولكن في حال لم يلتزم لبنان، وليس بمقدوره أن يلتزم، طالما أن حزب الله يرفض تسليم سلاحه لحسابات إقليمية ولبنانية طبعاً. ويوضح أنه إذا لم يتمكن لبنان من الالتزام، فهناك خشية فعلية من أن تُترجم الأفكار الأميركية على الأرض رغم إرادة الدولة، مستفيدين من واقع التفسخ الداخلي والتصدعات العميقة في البنية الوطنية، حيث لا يمكن تجاهل أن بيئة لبنانية تُبدي رفضاً متزايداً لاستمرار حزب الله في تمسكه بسلاحه، فالاستثمار - برأيه - بهذه البيئة الهشّة سهل جداً. وينبّه إلى أن طرح ضم لبنان إلى بلاد الشام خرج لأول مرة من الإعلام الإسرائيلي، ويتناول المعلومات عن مفاوضات غير مباشرة جرت بين إسرائيل وحكومة أحمد الشرع، حيث طالب الأخير باستعادة ثلث الجولان، فقوبل طلبه بالرفض، وعُرضت عليه 'بدائل' تشمل عكار وطرابلس في لبنان، وأكد علم أنه 'حتى اللحظة، لم يصدر أي موقف رسمي لبناني رافض لهذا الكلام، باستثناء بعض التلميحات في الصحف، ولكن من دون أي تعليق رسمي'. ويلفت إلى مشروع تفتيت كيانات جديدة في المنطقة، وفق ما يخطط له بنيامين نتنياهو، مدعوماً من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يقوم على تفتيت الكيانات وتحويلها إلى دول متصارعة لها ثقافات وطوائف متعددة، مشيراً إلى ما يحصل في سوريا، وخصوصاً في شمالها، من تعقيدات تتعلّق بالمكون الكردي، وانكفاء حزب الاتحاد الديمقراطي عن تسليم سلاحه، فما الذي سيحصل للأكراد، إضافة إلى الدخول التركي في المشهد السوري. وإذ يسأل عن احتمال أن يسلَم لبنان مما يحصل، وانعكاس كل ذلك على الخريطة الجغرافية السورية، يؤكّد أنه يسلَم في حال واحدة، وهي أن تكون هناك وحدة وطنية حقيقية، وإذا حصل تفاهم جدّي بين حزب الله والحكومة حول "اليوم التالي". ويضيف: 'إذا تمكّنا من تثبيت وحدة الموقف الوطني، يمكن الحفاظ على صيغة 10452 كلم مربع، أما إذا استمر الواقع على ما هو عليه اليوم، فباعتقادي إن البيئة اللبنانية التي لديها ملاحظات على سلاح حزب الله تشكّل أرضاً خصبة لكل مشاريع التفتيت'. أما عن احتمال أن يشكّل سحب السلاح من الحزب تهديداً للأقليات، لا سيّما للمسيحيين والشيعة أمام التسونامي الآتي من سوريا وتركيا، فيؤكد علم أن حزب الله لا يستطيع القيام بهذه المهمة، لكن إذا كانت هناك وحدة وطنية حقيقية، ويُصار إلى تفاهم على السلاح ليُوضَع ضمن استراتيجية دفاع وطني جامعة، عندها يمكن الدفاع عن لبنان سواء من إسرائيل أو حتى من سوريا أو أي جهة تشكّل تهديداً له. وأضاف: 'اليوم، حزب الله يرفض تسليم سلاحه، وقد تكون لديه ذرائع أمنية أو حسابات استراتيجية لا بد من احترامها، ولكن في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان، المباشر وغير المباشر، واستمرار الاحتلال لأراضٍ لبنانية، ولو كان الحزب قادراً على ردع العدوان لكان واجهه، لكنه يعلم تماماً أنه إذا أطلق النار على إسرائيل فإن الخسائر ستكون كبيرة أكثر فأكثر، وتتعدى تدمير الضاحية إلى تدمير البنى التحتية'. وإذ يعتبر أن تمسّك الحزب بسلاحه خارج أي مظلة وطنية شاملة، يُبقي لبنان في حالة هشاشة سياسية وأمنية دائمة، يرى أن معادلة الردع القائمة اليوم هشّة، ولا يمكن اعتبارها كافية لحماية السيادة اللبنانية، بل قد تُستخدم ذريعة إضافية لإسرائيل لضرب لبنان بشكل أوسع. وأكد أن 'المدخل الأساس لتحصين لبنان هو التفاهم الداخلي الجاد حول المخاطر المحدقة، وأن يكون حزب الله جزءاً من استراتيجية دفاع وطنية واضحة ومُعلنة. خارج هذا الإطار، فإن كل المواقف المتفرقة التي نسمعها، سواء من الداخل أو الخارج، لا تُبني لا استراتيجية ردع، ولا مقاومة لبنانية جدّية'. ويتطرّق إلى ما يسميه البيئة المفخخة، إن لجهة انتشار المخيمات سواء الفلسطينية أو مخيمات النازحين السوريين، كما أن تفشي السلاح غير الشرعي، ووجود بؤر مخابراتية وميليشيوية في أكثر من منطقة، يُعزز من هشاشة الداخل اللبناني، ويُضعف قدرة الدولة على حماية نفسها من التهديدات الخارجية. وختم قائلاً: 'نعم، التهديد الإسرائيلي لا يزال قائماً ومتصاعداً، ويُراكم أطماعه الجغرافية والاستراتيجية تجاه لبنان. لكن مواجهته لا تتم إلا بوحدة وطنية جدّية، تقوم على تفاهم فعلي بين مكونات الدولة والمجتمع، تُعيد لحزب الله موقعه الطبيعي ضمن الدفاع الوطني، وإلا، فإن ما يُحكى عن أخطار وجودية للبنان قد يتحوّل إلى واقع يصعب تداركه'.

المركزية
منذ 2 ساعات
- المركزية
لتجنيب إيران هجوما جديدا.. نتنياهو يحدد "الشروط الثلاثة"
وضع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الأميركية، 3 شروط على إيران، ملمحا إلى أن تنفيذها قد يجنب طهران هجوما جديدا. وهذه الشروط الثلاث، التي وضعها نتنياهو، هي أن تتخلى إيران عن: - تخصيب اليورانيوم. - تطوير برنامجها الصاروخي الباليستي. - دعم الإرهاب. وقال نتنياهو: "إذا لم نعقد معهم صفقة استثنائية، تشمل التخلي عن التخصيب كما يقول الرئيس الأميركي دونالد ترامب وكما أقول أنا، وتشمل التخلي عن الصواريخ الباليستية التي يمكنها أن تصل إلى سواحلِ أميركا، وألا يتجاوز مدى الصواريخ الباليستية المدى الذي تسمح به المعاهدات الدولية، أي لا يتجاوز مداها 300 ميل، وأن تتخلى عن الإرهاب". وأضاف "إذا تحققت هذه الشروط الثلاثة ووافق عليها النظامُ الإيراني فسيكون نظامًا مختلفًا، وإذا لم يوافق، فلا بد من الحيلولة بينهم وبين ذلك". وخلال لقائه نتنياهو في البيت الأبيض، الإثنين، أعرب ترامب عن أمله في تجنب شن أي ضربات جديدة ضد إيران، قائلا "لا أستطيع أن أتخيل رغبتي في فعل ذلك". إلا أن نتنياهو أخبره لاحقا على انفراد أنه إذا استأنفت إيران سعيها نحو امتلاك سلاح نووي، فإن إسرائيل ستنفذ المزيد من الضربات العسكرية. رد ترامب بأنه يفضل التوصل إلى تسوية دبلوماسية مع طهران، لكنه لم يعترض على الخطة الإسرائيلية، حسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، نقلا عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين كبار. وقال المسؤولون إن محادثات نتنياهو وترامب أبرزت الحسابات المتضاربة بين واشنطن وتل أبيب بشأن إيران. نتنياهو أوضح أن بلاده قد لا تنتظر "ضوءا أخضر" أميركيا لتنفيذ ضربات جديدة، خصوصا إذا رصدت تحركات جدية نحو تخصيب اليورانيوم. ومع ذلك، فإن أي تحرك واسع النطاق قد يواجه مقاومة من ترامب الذي يفضّل الحفاظ على نافذة تفاوضية مفتوحة مع طهران. السيناريو الأسوأ بحسب الخبراء هو أن تعمد إيران إلى استئناف برنامجها النووي سرا من خلال منشآت تحت الأرض لا يمكن اكتشافها بسهولة. ورغم امتلاك إسرائيل معلومات استخباراتية عن بعض هذه المواقع، إلا أنها لا تملك قنابل خارقة للتحصينات مثل الولايات المتحدة. وحتى الآن، لم يُحدد أي موعد رسمي لاستئناف المفاوضات النووية، بينما لا تزال الثقة بين واشنطن وطهران في أدنى مستوياتها.