logo
السويداء على صفيح ساخن.. مخاوف لدى السكان من تكرار أحداث الساحل السوري

السويداء على صفيح ساخن.. مخاوف لدى السكان من تكرار أحداث الساحل السوري

يورو نيوزمنذ 18 ساعات
تشهد محافظة السويداء توتراً أمنياً حاداً بعد اندلاع اشتباكات دامية بين قوات الجيش السوري الجديد المؤلف من فصائل إسلامية وبعض المجموعات المحلية، في ظل تصعيد نتج عن اختطافات متبادلة بين بعض العشائر البدوية ومجموعة من أبناء الطائفة الدرزية.
ما بدأ كقضية خطف تحول بسرعة إلى أزمة شاملة، استغلتها السلطات الحالية في دمشق لتبرير عملية عسكرية واسعة النطاق، أدت إلى دخول قوات النظام إلى محيط المحافظة وإحداث حالة من الاستياء والتخوف لدى الأهالي.
وانفجرت الأوضاع بعد أن قامت مجموعة من البدو باختطاف تاجر درزي، مما دفع بعض المسلحين من الطائفة الدرزية إلى الرد باختطاف عدد من أفراد القبائل البدوية للمطالبة بإطلاق سراحه.
هذا التصعيد المتبادل سرعان ما تحول إلى مواجهات مسلحة، أعقبتها حملة عسكرية واسعة شنها الجيش السوري على عدة قرى غرب السويداء، والقريبة من درعا حيث تم إحراق منازل وقتل عدد من الشباب المحليين وفقاً لشهادات الأهالي.
رفض للتدخل واتهامات بالتطهير الطائفي
عبر أهالي السويداء عن رفضهم للتدخل العسكري، مشيرين إلى أن "السلطات في دمشق تستغل الحدث لتضخيمه وتوجيه اتهامات طائفية لأهالي المنطقة" وفق تعبيرهم.
وقال عامر ليورونيوز، أحد سكان بلدة مسقط رأس الزعيم التاريخي سلطان باشا الأطرش: "نحن لا نخاف من الأرتال العسكرية، لكننا نخاف من تكرار مجازر الساحل. نلاحظ مستوى كبيراً من الطائفية والحقد في الخطاب الذي يعتمده مقاتلو السلطة عبر الفيديوهات المنتشرة".
وأكدت مواطنة أخرى تُدعى منار من المدينة نفسها، أنها فقدت ابن عمها في المواجهات الأخيرة، مشيرة إلى أن جثته سُحلت بعد قتله، ولا يعلم أحد مكان دفنه.
وأضافت: "كل ما نطلبه هو أن تتوقف الحملة علينا، نحن عزل. وإن كان هناك من يحمل السلاح فهو خوفاً من تكرار ما حدث مع باقي الأقليات".
من جانبه، وجه شيخ محلي انتقاداً حاداً للسلطات، قائلاً: "لانعرف كيف سيحمونا ولماذا يحمونا من أنفسنا؟ هل يقصدون أنهم يحموننا من البدو؟ من يملك العتاد الثقيل نحن أم البدو والفصائل؟ ومن يملك المسيرات التي تضربنا؟ لا، هذا الكلام فقط ذرائع لقتلنا لأننا لم ننصع لمطالبهم لنكون عبيداً لهم".
وأضاف الشيخ نفسه أن هذه العملية العسكرية "ليست إلا ذريعة لتغطية عدم الإجابة عن أسئلة تتعلق بنتائج التحقيق في مجازر الساحل".
وفي أخر تحديث للعمليات العسكرية، سيطرت قوات الجيش السوري على قرية المزرعة الواقعة على بعد 10 كيلومترات فقط من مركز مدينة السويداء، وسط إجراءات صارمة تشمل نصب الحواجز ووضع خطط لإغلاق مداخل القرى ومنع أي عنصر غير رسمي من الدخول، وذلك تحت ذريعة حماية المدنيين.
وبحسب المصادر الرسمية، فإن قوات الجيش السوري الجديد تمكنت من السيطرة على عدد من القرى المحيطة بالسويداء، ووصلت مشارف المدينة وحاوطتها من كل الجهات.
وسط هذا التصعيد، دخلت إسرائيل على الخط بشكل مباشر، حيث أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الإثنين أن الضربات الجوية التي نفذها الجيش الإسرائيلي في جنوب سوريا كانت "رسالة واضحة وتحذيراً للنظام السوري"، داعياً إياه إلى "التوقف عن أي استهداف أو اعتداء على الطائفة الدرزية في سوريا".
وقال كاتس عبر حسابه الرسمي على منصة إكس: "الضربات الإسرائيلية كانت رسالة وتحذيراً واضحاً للنظام السوري، لن نسمح بالإساءة للدروز في سوريا، إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي".
من جانبه، أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أن الضربات استهدفت دبابات كانت تتحرك نحو منطقة السويداء، مشيراً إلى أن وجود مثل هذه الوسائل العسكرية في الجنوب السوري قد يشكل "تهديداً أمنياً مباشراً على دولة إسرائيل".
وشدد أدرعي على أن الجيش الإسرائيلي "لن يسمح بوجود أي تهديد عسكري في منطقة جنوب سوريا وسيواصل التحرك ضد أي خطر محتمل، ويتابع التطورات الميدانية عن كثب".
على الصعيد الدولي، أبدت السفارة الألمانية في دمشق قلقها البالغ إزاء التصعيد في السويداء، ودعت جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، ومنع إشعال المواجهات وحماية المدنيين في جميع الأوقات، مؤكدة على أهمية بذل جهود نحو المصالحة الوطنية.
في السياق عينه، أوضح المتحدث باسم الداخلية السورية أن الحكومة اضطرت للتدخل ضد ما وصفها بـ"العصابات المنفلتة" بهدف الحفاظ على السلم الأهلي، وخاصة بعد الهجمات التي طالت قوات الجيش والداخلية. كما أكد أن "أغلب المكون الدرزي يرفض دعوات الاستقواء بالخارج"، وأن "الكثير من الشخصيات الدرزية الوطنية تقف ضد العدوان الإسرائيلي وتقسيم سوريا".
في المقابل، قالت وزارة الدفاع السورية أن التدخل لفض النزاع في السويداء جاء لحماية المدنيين وإيقاف الاشتباكات بعد 48 ساعة دامية، وأشار إلى أنه لا تراجع عن سحب السلاح من المجموعات الخارجة عن القانون وبسط الأمن وسيطرة الدولة على كامل المحافظة، مع الترحيب بأي مبادرة تهدف لترسيخ السلم الأهلي وتحقيق المصالحة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

السويداء على صفيح ساخن.. مخاوف لدى السكان من تكرار أحداث الساحل السوري
السويداء على صفيح ساخن.. مخاوف لدى السكان من تكرار أحداث الساحل السوري

يورو نيوز

timeمنذ 18 ساعات

  • يورو نيوز

السويداء على صفيح ساخن.. مخاوف لدى السكان من تكرار أحداث الساحل السوري

تشهد محافظة السويداء توتراً أمنياً حاداً بعد اندلاع اشتباكات دامية بين قوات الجيش السوري الجديد المؤلف من فصائل إسلامية وبعض المجموعات المحلية، في ظل تصعيد نتج عن اختطافات متبادلة بين بعض العشائر البدوية ومجموعة من أبناء الطائفة الدرزية. ما بدأ كقضية خطف تحول بسرعة إلى أزمة شاملة، استغلتها السلطات الحالية في دمشق لتبرير عملية عسكرية واسعة النطاق، أدت إلى دخول قوات النظام إلى محيط المحافظة وإحداث حالة من الاستياء والتخوف لدى الأهالي. وانفجرت الأوضاع بعد أن قامت مجموعة من البدو باختطاف تاجر درزي، مما دفع بعض المسلحين من الطائفة الدرزية إلى الرد باختطاف عدد من أفراد القبائل البدوية للمطالبة بإطلاق سراحه. هذا التصعيد المتبادل سرعان ما تحول إلى مواجهات مسلحة، أعقبتها حملة عسكرية واسعة شنها الجيش السوري على عدة قرى غرب السويداء، والقريبة من درعا حيث تم إحراق منازل وقتل عدد من الشباب المحليين وفقاً لشهادات الأهالي. رفض للتدخل واتهامات بالتطهير الطائفي عبر أهالي السويداء عن رفضهم للتدخل العسكري، مشيرين إلى أن "السلطات في دمشق تستغل الحدث لتضخيمه وتوجيه اتهامات طائفية لأهالي المنطقة" وفق تعبيرهم. وقال عامر ليورونيوز، أحد سكان بلدة مسقط رأس الزعيم التاريخي سلطان باشا الأطرش: "نحن لا نخاف من الأرتال العسكرية، لكننا نخاف من تكرار مجازر الساحل. نلاحظ مستوى كبيراً من الطائفية والحقد في الخطاب الذي يعتمده مقاتلو السلطة عبر الفيديوهات المنتشرة". وأكدت مواطنة أخرى تُدعى منار من المدينة نفسها، أنها فقدت ابن عمها في المواجهات الأخيرة، مشيرة إلى أن جثته سُحلت بعد قتله، ولا يعلم أحد مكان دفنه. وأضافت: "كل ما نطلبه هو أن تتوقف الحملة علينا، نحن عزل. وإن كان هناك من يحمل السلاح فهو خوفاً من تكرار ما حدث مع باقي الأقليات". من جانبه، وجه شيخ محلي انتقاداً حاداً للسلطات، قائلاً: "لانعرف كيف سيحمونا ولماذا يحمونا من أنفسنا؟ هل يقصدون أنهم يحموننا من البدو؟ من يملك العتاد الثقيل نحن أم البدو والفصائل؟ ومن يملك المسيرات التي تضربنا؟ لا، هذا الكلام فقط ذرائع لقتلنا لأننا لم ننصع لمطالبهم لنكون عبيداً لهم". وأضاف الشيخ نفسه أن هذه العملية العسكرية "ليست إلا ذريعة لتغطية عدم الإجابة عن أسئلة تتعلق بنتائج التحقيق في مجازر الساحل". وفي أخر تحديث للعمليات العسكرية، سيطرت قوات الجيش السوري على قرية المزرعة الواقعة على بعد 10 كيلومترات فقط من مركز مدينة السويداء، وسط إجراءات صارمة تشمل نصب الحواجز ووضع خطط لإغلاق مداخل القرى ومنع أي عنصر غير رسمي من الدخول، وذلك تحت ذريعة حماية المدنيين. وبحسب المصادر الرسمية، فإن قوات الجيش السوري الجديد تمكنت من السيطرة على عدد من القرى المحيطة بالسويداء، ووصلت مشارف المدينة وحاوطتها من كل الجهات. وسط هذا التصعيد، دخلت إسرائيل على الخط بشكل مباشر، حيث أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الإثنين أن الضربات الجوية التي نفذها الجيش الإسرائيلي في جنوب سوريا كانت "رسالة واضحة وتحذيراً للنظام السوري"، داعياً إياه إلى "التوقف عن أي استهداف أو اعتداء على الطائفة الدرزية في سوريا". وقال كاتس عبر حسابه الرسمي على منصة إكس: "الضربات الإسرائيلية كانت رسالة وتحذيراً واضحاً للنظام السوري، لن نسمح بالإساءة للدروز في سوريا، إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي". من جانبه، أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أن الضربات استهدفت دبابات كانت تتحرك نحو منطقة السويداء، مشيراً إلى أن وجود مثل هذه الوسائل العسكرية في الجنوب السوري قد يشكل "تهديداً أمنياً مباشراً على دولة إسرائيل". وشدد أدرعي على أن الجيش الإسرائيلي "لن يسمح بوجود أي تهديد عسكري في منطقة جنوب سوريا وسيواصل التحرك ضد أي خطر محتمل، ويتابع التطورات الميدانية عن كثب". على الصعيد الدولي، أبدت السفارة الألمانية في دمشق قلقها البالغ إزاء التصعيد في السويداء، ودعت جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، ومنع إشعال المواجهات وحماية المدنيين في جميع الأوقات، مؤكدة على أهمية بذل جهود نحو المصالحة الوطنية. في السياق عينه، أوضح المتحدث باسم الداخلية السورية أن الحكومة اضطرت للتدخل ضد ما وصفها بـ"العصابات المنفلتة" بهدف الحفاظ على السلم الأهلي، وخاصة بعد الهجمات التي طالت قوات الجيش والداخلية. كما أكد أن "أغلب المكون الدرزي يرفض دعوات الاستقواء بالخارج"، وأن "الكثير من الشخصيات الدرزية الوطنية تقف ضد العدوان الإسرائيلي وتقسيم سوريا". في المقابل، قالت وزارة الدفاع السورية أن التدخل لفض النزاع في السويداء جاء لحماية المدنيين وإيقاف الاشتباكات بعد 48 ساعة دامية، وأشار إلى أنه لا تراجع عن سحب السلاح من المجموعات الخارجة عن القانون وبسط الأمن وسيطرة الدولة على كامل المحافظة، مع الترحيب بأي مبادرة تهدف لترسيخ السلم الأهلي وتحقيق المصالحة.

تركيا: مسؤول جديد من مجلة "ليمان" خلف القضبان بسبب رسم مثير للجدل
تركيا: مسؤول جديد من مجلة "ليمان" خلف القضبان بسبب رسم مثير للجدل

يورو نيوز

timeمنذ 2 أيام

  • يورو نيوز

تركيا: مسؤول جديد من مجلة "ليمان" خلف القضبان بسبب رسم مثير للجدل

أوقفت السلطات التركية، أمس السبت، أحد أعضاء مجلس تحرير مجلّة "ليمان" الساخرة في مطار إسطنبول، بتهمة "التحريض العلني على الكراهية والعداء"، وذلك على خلفية نشر رسم كاريكاتوري أثار جدلاً واسعاً واعتُبر مسيئاً للنبي محمد، وفق ما أفادت به وسائل إعلام محلية ومنظمات حقوقية. وذكرت منظمة حقوق الإنسان "MLS" عبر منصة "إكس" أن أصلان أوزديمير، عضو مجلس تحرير المجلة، تم توقيفه لدى عودته من فرنسا إلى تركيا، تنفيذاً لمذكرة صادرة عن محكمة جنائية. ويعد أوزديمير خامس شخص يُوقف في القضية المتعلقة بالرسم الكاريكاتوري، الذي تؤكد المجلة أن لا علاقة له بالنبي محمد، رغم ما أثاره من انتقادات من أطراف دينية وسياسية. وتداولت وسائل إعلام محلية صوراً تُظهر أوزديمير وهو يُقتاد مكبل اليدين من على سلم الطائرة القادمة من مرسيليا. وكانت السلطات التركية قد فتحت، في 26 حزيران/يونيو، تحقيقاً بشأن رسم كاريكاتوري نُشر في المجلة يُظهر شخصين يُدعيان "محمد" و"موسى" على هيئة ملائكة فوق مدينة مدمرة نتيجة قصف، ما اعتبره البعض إساءة دينية. وفي الثاني من تموز/يوليو، ألقت الشرطة القبض على أربعة من طاقم المجلة، هم: مدير الرقابة الإدارية علي يافوز، ومصمم الغرافيك جبرائيل أوكجو، ورسّام الكاريكاتور دوغان بهليفان، ومدير الإدارة ظافر أكنار. وقد نفى جميعهم أي صلة بين الرسم وشخصية النبي محمد. وأثار توقيفهم احتجاجات متباينة في إسطنبول، بين مجموعات دينية اعتبرت الرسم "تعديًا على المقدسات"، ومؤيدين للمجلة دافعوا عن حرية التعبير. من جهته، قال الرسام دوغان بهليفان خلال التحقيقات إنه لم يقصد أي إساءة دينية، وإن الرسم يعبّر عن "رفض الحرب والدعوة إلى السلام"، مؤكداً أنه يرسم في تركيا منذ سنوات ويلتزم بعدم التطرّق إلى القضايا الدينية. وأضاف: "الاتهامات باطلة تماماً. الرسالة كانت إنسانية، لا دينية". الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان قد علّق على الحادثة بوصفها "استفزازاً شائناً" و"جريمة كراهية"، مؤكداً أن من أساؤوا إلى النبي محمد "سيحاسبون أمام القانون". يُذكر أن مجلّة "ليمان" تُعرف بأسلوبها الساخر والانتقادي، وقد سبق أن واجهت ملاحقات قانونية على خلفية محتواها، لكنها تتمسك بمبدأ حرية التعبير ضمن المعايير المهنية، بحسب تعبيرها.

والد زهران ممداني يثير أزمة جديدة للمرشح الديمقراطي بحديثه عن منفذي العمليات الانتحارية
والد زهران ممداني يثير أزمة جديدة للمرشح الديمقراطي بحديثه عن منفذي العمليات الانتحارية

يورو نيوز

timeمنذ 3 أيام

  • يورو نيوز

والد زهران ممداني يثير أزمة جديدة للمرشح الديمقراطي بحديثه عن منفذي العمليات الانتحارية

وممداني الأب أكاديمي بارز يدرّس الأنثروبولوجيا والعلوم السياسية والدراسات الإفريقية في جامعة كولومبيا. وقد وُوجهت تصريحاته بانتقادات حادة، وسط توقعات بأن تُستخدم لاحقًا ضد ابنه، المرشح الأوفر حظًا في السباق البلدي. وفي 10 يوليو، نشرت الكاتبة ميشيل تاندلر عبر منصة "إكس" مقتطفًا من كتاب ممداني الأب بعنوان "المسلم الصالح والمسلم السيئ: أمريكا والحرب الباردة وجذور الإرهاب". وركّزت تاندلر على جملتين بارزتين في النص: "علينا أن نعترف بأن الانتحاريين، أولاً وقبل كل شيء، هم فئة من الجنود". "يجب فهم التفجيرات الانتحارية على أنها سمة من سمات العنف السياسي الحديث، بدلاً من وصمها باعتبارها علامة على البربرية". كما أوردت فقرة أخرى جاء فيها: "ألا يجمع الانتحاري بين جانبي إنسانيتنا، لا سيما كما صاغتها الحداثة السياسية، من حيث أننا على استعداد لإخضاع الحياة – حياتنا وحياة الآخرين – لأهداف نعتبرها أسمى من الحياة نفسها؟" وانتقدت تاندلر هذه العبارات قائلة في منشورها: "كتب هذا الأستاذ في جامعة كولومبيا محمود ممداني. ويرفض ابنه، زهران، المرشح لرئاسة بلدية نيويورك، إدانة شعار 'عولمة الانتفاضة'. هل هي مصادفة؟" ويُعدّ شعار "عولمة الانتفاضة" من العبارات المثيرة للجدل في الأوساط السياسية الأمريكية، إذ تُفسّره منظمات مثل "رابطة مكافحة التشهير" و"اللجنة اليهودية الأمريكية" على أنه دعوة "لنقل نمط الانتفاضة الفلسطينية – بما فيه من احتجاجات وأعمال عنف، مثل التفجيرات الانتحارية – إلى نطاق عالمي". وتراه هذه الجهات تبريرًا أو دعمًا لأعمال عنف عشوائية ضد اليهود والإسرائيليين في أنحاء متفرقة من العالم. وكان زهران ممداني قد أثار الجدل مؤخرًا خلال ظهوره في برنامج Meet the Press على شبكة NBC، عندما تهرّب من الإجابة المباشرة حول ما إذا كان يدين عبارة "عولمة الانتفاضة". وقال المرشح المسلم والمناهض لإسرائيل خلال المقابلة: "مخاوفي تكمن في أن الدخول في تحديد ما أعتبره مقبولاً أو غير مقبول من الكلام، يضعني في موقف مشابه لما يقوم به الرئيس دونالد ترامب، الذي يسعى لاتخاذ إجراءات من هذا النوع، مثل سجن الناس لمجرد كتابة مقال رأي أو المشاركة في احتجاج." ويرى مراقبون أن تجنّب ممداني الإجابة، بالتزامن مع تصريحات والده المثيرة للجدل، وخلفيته الدينية والعداء الذي يكنه لإسرائيل، قد يضعانه في موقف حرج خلال حملته الانتخابية. وفي هذا السياق، علّق رجل الأعمال الملياردير بيل أكمان على المنشور المتداول قائلًا: "التفاحة لا تسقط بعيدًا عن الشجرة." وأضاف في منشور لاحق: "أنا أعارض توليك منصب العمدة، لأن سياساتك ستلحق ضررًا بالغًا بمدينة نيويورك وبجميع سكانها، وخاصةً الأكثر ضعفًا."

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store