
ملاحقة خطباء القدس والأقصى.. سياسة إسرائيلية تشتد في ظل الحرب
ومؤخرا تصاعدت الهجمة ضد الخطباء، وفي مطلع الشهر الجاري اعتقل قاضي قضاة القدس الشيخ إياد العباسي، عقب إلقائه درسا تحدث فيه عن الغزيين الذين يواجهون حرب الإبادة وسياسة التجويع، وأُفرج عنه بعد ساعات.
وسبقه في الاعتقال من داخل ساحات المسجد مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين ، وذلك في نهاية شهر يوليو/تموز المنصرم، عقب تطرقه في خطبة الجمعة التي ألقاها من على منبر الأقصى للأوضاع في غزة.
وتسلم المفتي حينها قرارا بإبعاده عن المسجد الأقصى، وبعد انتهاء هذه المدة تم تمديد إبعاده عن الأقصى لمدة 6 أشهر.
وعن هذه السياسة، قال رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس وخطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري في مستهل حديثه للجزيرة نت إن التشديد على خطباء الأقصى ليس جديدا، بل هو قديم جديد، وإنه منذ ما يزيد على 30 عاما والتشديد قائما، "ولكن بعد حرب غزة أصبح التشديد أكثر شراسة وحدّة، فلا يريد الاحتلال أن نذكر كلمة غزة في الخطابة وهددوا جميع الخطباء بأن من يذكر غزة في خطبته سيعتقل ويمنع من الصلاة في الأقصى".
نتألم لكننا نصبر
وعن شعوره حيال ذلك بعدما أوشك أن يُنهي عقوبة الإبعاد عن المسجد الأقصى لعام متواصل، قال "هذا نوع من العقاب والانتقام، ولا شك أن الإنسان يتألم، لكن عليه أن يصبر ويعتبر أن ثباته في بيت المقدس هو مرابطة، وبالنسبة لي بشكل شخصي فإنني بحمد الله ألقي خطب الجمعة في مساجد أخرى وأؤدي واجبي".
وأضاف أنه يعتبر أن أي إجراء ضد الخطباء هو تعدٍ على الأقصى كمقدس، وأن كل الإجراءات ضد الأقصى تعني أن الاحتلال طامع به ويحاول باستمرار التقييد بمنع الشباب من دخوله وأحيانا بتحديد أعمار المصلين، والهدف من ذلك تقليل عدد المسلمين والسماح للمقتحمين باستباحته وفرض السيادة الإسرائيلية عليه وسحب صلاحية الوقف الإسلامي في إدارة الأقصى.
واعتلى الشيخ صبري منبر المسجد الأقصى لأول مرة لإلقاء خطبة عام 1973، ويواظب للعام الـ52 على التوالي على القيام بهذا الدور، لكن خطبه وكلماته لا تروق للاحتلال، فبدأ بملاحقته منذ عام 2000 مع اندلاع الانتفاضة الثانية، ومنذ ذلك الحين حتى اليوم يتعرض للاستدعاء والاعتقال والتحقيق بالإضافة لعقوبتيْ الإبعاد عن المسجد الأقصى والمنع من السفر، وتهديده بهدم منزل كان يسكن فيه بحي الصوانة القريب من المسجد الأقصى المبارك.
إبعاد المفتي
أما مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين الذي بدأت اليوم عقوبة إبعاده عن الأقصى لمدة 6 أشهر، فقال للجزيرة نت إن هذه الاعتداءات تشكل استباحة وتطورا خطيرا في ظل الأوضاع القائمة.
وأضاف أن السلطات الإسرائيلية تستغل الأوضاع الجارية في كل من غزة والضفة الغربية والقدس، لتمرير مخططاتها على المسجد الأقصى في قضية فرض واقع جديد وتغيير الوضع التاريخي القائم فيه، والاعتداء على حرمته وقدسيته وإيذاء مشاعر المسلمين في كل العالم.
وأكد المفتي أنه رغم كل ذلك سيبقى المسجد الأقصى إسلاميا وللمسلمين وحدهم لا يشاركهم فيه أحد، وأن كل ما تقوم به السلطات الإسرائيلية هو عدوان واعتداء على حرمته وقدسيته وعلى حق المسلمين في عباداتهم، "ونعتز أننا أصحابه وسنبقى مرابطين في القدس ومقدساتها إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا".
استهداف خطباء القدس
لم تقتصر الملاحقة منذ اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، على خطباء المسجد الأقصى وأئمته، بل طالت خطباء وأئمة مساجد في أحياء القدس المختلفة.
واعتُقل وحُكم بالسجن الفعلي كل من خطيب أحد مساجد بلدة صور باهر الشيخ عصام عميرة، وخطيب أحد مساجد بلدة سلوان الشيخ نعيم عودة، بالإضافة لجمال مصطفى خطيب أحد مساجد بلدة العيساوية ، ومحمود أبو خضير خطيب مسجد بلدة شعفاط.
ووجهت النيابة العامة الإسرائيلية تهمة التحريض للخطباء الأربعة، لأنهم نصروا غزة في خطبهم في بداية الحرب الحالية، وبينما أُفرج عن كل من نعيم عودة ومحمود أبو خضير، لا يزال جمال مصطفى وعصام عميرة يقضيان مدة حكمهما بالسجن الفعلي خلف قضبان سجون الاحتلال.
ملاحقة سياسية
المحامي المختص في قضايا القدس خالد زبارقة يرى أن ما تقوم به سلطات الاحتلال من ملاحقة خطباء الأقصى يندرج في إطار الملاحقة السياسية التي تمارسها على ما هو فلسطيني، وبشكل أشد على كل المؤثرين والخطباء والأئمة الذين لهم دور بارز في كشف مخططات الاحتلال، وفي بناء وعي جمعي حقيقي قادر على مواجهة روايته وتحديها.
وأضاف زبارقة في حديثه للجزيرة نت أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تخالف القانون الإسرائيلي نفسه عندما تلاحق الأئمة، لأن المسجد وخطباءه لا يخضعون لسلطات الاحتلال، بل لدائرة الأوقاف الإسلامية، وكل موظف في الدائرة يجب أن يحظى بالحماية والحصانة القانونية من الملاحقات السياسية.
"لكن ما تقوم به سلطات الاحتلال هو تجاوز للقانون واعتباراته، ومحاولة لمنع بناء وعي فلسطيني خاصة في ظل هذا الواقع الأليم الذي نعيشه" أردف زبارقة.
وشدد المحامي على أن خطباء الأقصى مؤتمنون على قول كلمة الحق، خاصة في ظل ما يتعرض له الفلسطينيون في كل من غزة والقدس و الضفة الغربية و الداخل الفلسطيني ، وبالتالي فمن الواجب على خطباء المساجد أن يتعاملوا مع هذه الأحداث وأن يوجهوا الناس التوجيه الصحيح، وهذا دور تبوؤوه، ولهم في ذلك الأجر والثواب من الله.
وبرأيه فإنه لا يمكن التعامل مع النظام القضائي الإسرائيلي كما أي نظام قضائي آخر "لأنه لا يرقى إلى المعايير الأساسية للنظام القانوني العادل من ناحية النزاهة والموضوعية".
وفي ظل هذا الواقع يعتقد خالد زبارقة أنه إذا توفرت الاستشارة القانونية اللازمة للخطباء، من حيث وضع الخطبة في قالب قانوني معين قد ننجح نوعا ما في التخفيف من وطأة الملاحقة القانونية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
شاهد.. القسام يعدم لصوص مساعدات في حي الشيخ رضوان
تداولت منصات التواصل الاجتماعي مشاهد لعناصر من كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- في أحد شوارع حي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة ، حيث أحرقوا سيارة تابعة لأحد لصوص المساعدات. وأظهرت الصور إعلان مقاتلي القسام إعداما ميدانيا لمن سموهم "لصوص المساعدات" وسط تهليل المواطنين. وقالت وسائل إعلام فلسطينية إن "مقاتلي القسام بالتعاون مع وحدة سهم التابعة لوزارة الداخلية، قاموا بتحييد مجموعة لصوص وقطاع طرق، بهدف ضبط الأمن وتحقيق عدالة توزيع المساعدات والبضائع". وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2024 قالت مصادر في وزارة الداخلية في قطاع غزة إن أكثر من 20 ممن سمتهم عصابات لصوص شاحنات المساعدات قتلوا في عملية أمنية نفذتها أجهزة الشرطة بالتعاون مع لجان عشائرية. ومنذ بداية الحرب على غزة، تعرضت شاحنات المساعدات لعمليات سرقة ونهب، عبر عصابات تعمل تحت حماية جيش الاحتلال الإسرائيلي. كما تعمد جيش الاحتلال استهداف عناصر تأمين المساعدات الإنسانية الواصلة إلى القطاع في سياسة قال المكتب الحكومي في غزة إنها "لتسهيل سرقتها عبر العصابات المحلية التي ترعاها تل أبيب وللإمعان في سياسة تجويع الفلسطينيين". وكانت صحيفة واشنطن بوست نقلت عن منظمات إغاثة أن السلطات الإسرائيلية رفضت معظم الطلبات باتخاذ تدابير أفضل لحماية القوافل في غزة، كما رفضت مناشدات بالسماح للشرطة المدنية في غزة بحماية الشاحنات. ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل -بدعم أميركي- حرب إبادة جماعية على سكان قطاع غزة أسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 61 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 152 ألفا وتشريد سكان القطاع كلهم تقريبا، وسط دمار لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية ، وفقا لما وثقته تقارير فلسطينية ودولية.


الجزيرة
منذ 2 ساعات
- الجزيرة
مقابر القدس تاريخ عريق ينهشه التهويد
تضم مدينة القدس 5 مقابر إسلامية تاريخية وعشرات المقابر العائلية الصغيرة. وتواجه هذه المقابر مشاريع تهويد مستمرة، تنفذها سلطات الاحتلال بهدف إزالتها وإقامة مشاريع استيطانية مكانها، في إطار محاولاتها لطمس المعالم الإسلامية للمدينة الفلسطينية المقدسة وتغيير هويتها. ولا يتورع الاحتلال الإسرائيلي عن تجريف قبور المسلمين في مقابر القدس والسماح للمستوطنين باقتحامها ونبشها وأداء طقوسهم التلمودية فوقها، إذ شهدت اعتداءات متكررة وانتهاكات متواصلة منذ نكبة عام 1948. تاريخ عريق تضم مدينة القدس 5 مقابر إسلامية تاريخية هي: باب الساهرة وباب الرحمة واليوسفية، إضافة إلى مقبرتيْ مأمن الله والنبي داود اللتين استولى عليهما الاحتلال الإسرائيلي بشكل كامل ومنع الدفن فيهما. كما تضم المدينة المقدسة عشرات المقابر العائلية الصغيرة، وقد جرفت إسرائيل عددا منها إبان نكبة 1948، قبل أن تجهِز على ما تبقى منها أثناء نكسة 1967 عندما احتلت مدينة القدس بشكل كامل. وتحتضن المقابر الإسلامية بالقدس رفات عدد من الصحابة والمجاهدين، إضافة إلى علماء الدين والأمراء وشخصيات فلسطينية بارزة. وقد استشهد أغلب هؤلاء أثناء دفاعهم عن المدينة في فترات الحروب الصليبية ، وكذلك في العهود الأيوبية والمملوكية والعثمانية، كما تعود بعض القبور لشهداء قتلوا في الأحداث التي شهدتها المدينة المقدسة إبان الانتداب البريطاني وأثناء فترة الاحتلال الإسرائيلي. انتهاكات لا تتوقف تعرضت هذه المقابر لانتهاكات متكررة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين منذ نكبة 1948. ومع مرور الوقت، عرفت اكتظاظا اضطر معه المقدسيون إلى دفن موتاهم فوق قبور أخرى، بعد أن تمر 8 سنوات على آخر دفن في المكان نفسه. وفيما يلي أبرز انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي التي طالت المقابر الإسلامية في القدس: منع المسلمين من دفن موتاهم فيها. تغيير ملامحها وتهويدها واقتطاع أجزاء واسعة منها. تحويل أجزاء منها إلى حدائق توراتية، أو إنشاء مواقف سيارات وشق طرقات تمر عبرها، واستخدام بعضها مكبات للنفايات. إزالة القبور وتحطيم شواهدها (تكسير أو إزالة الأحجار أو اللوحات التي توضع عليها للتعريف بأصحابها). إضافة " قبور وهمية" مكان قبور المسلمين لتحويلها إلى مقابر ومدافن يهودية حديثة. تجريف مساحات واسعة بحثا عن قبور يهودية مزعومة. نفخ المستوطنين في البوق داخل المقابر الإسلامية، خصوصا في مقبرة باب الرحمة. أداء الصلوات والطقوس التلمودية، والرقص فوق القبور داخلها. ويهدف الاحتلال من وراء هذه الانتهاكات إلى طمس هوية هذه المقابر وادعاء أنها يهودية من أجل السيطرة عليها وإقامة مشاريع استيطانية مكانها، ومن ثم القضاء على كل ما يمت بصلة للعرب والمسلمين في القدس. أهم المقابر الإسلامية بالقدس تضم مدينة القدس 5 مقابر إسلامية تاريخية، هي: تقع على بعد كيلومترين اثنين من باب الخليل أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك، وتعتبر أكبر المقابر الإسلامية بالمدينة، إذ تقدر مساحتها بـ200 دونم (200 ألف متر مربع). وتضم هذه المقبرة أضرحة بعض الصحابة والتابعين والمجاهدين الذين استشهدوا أثناء الفتح الإسلامي للقدس عام 15 للهجرة (636 للميلاد). ودفن فيها أيضا ما يقارب 70 ألف شهيد، قتلوا على يد الصليبيين أثناء احتلالهم للقدس والمسجد الأقصى في يوليو/تموز 1099. كما تضم رفات شهداء معركة استرداد القدس من الصليبيين بقيادة القائد صلاح الدين الأيوبي ، والتي وقعت في 25 ربيع الثاني 583 هـ، الموافق للرابع من يوليو/تموز 1187 م. وقد أحيطت مقبرة مأمن الله أواخر العهد العثماني بسور كبير، وتواصل الدفن فيها حتى عام 1927 بعدما حظر المجلس الإسلامي الأعلى ذلك بسبب اكتظاظها. واستولى الجيش البريطاني على المقبرة عام 1947 وهدم أجزاء من سورها، ثم تعرضت بعد النكبة لانتهاكات متكررة، قبل أن تقر إسرائيل قانونا اعتبرتها بموجبه من " أملاك الغائبين". وبدأ بعدها مسلسل التهويد والطمس عبر ممارسات متتالية بلغت ذروتها حين اقتطع الاحتلال ما يقارب 95% من مساحتها وحولها إلى حدائق عامة وشوارع، إذ دشنت السلطات الإسرائيلية عام 1957 "حديقة الاستقلال" في جزء كبير من المقبرة. وعام 1985، أنشأت مواقف للسيارات على جزء آخر منها. وعام 2002 أعلنت إسرائيل إقامة مبنى لمحاكم الاحتلال على تراب المقبرة، وبعدها بعامين وضعت حجر الأساس لمتحف يهودي أطلق عليه "متحف التسامح" على مساحة 21 دونما (21 ألف متر مربع) مولته مؤسسة "روزنتال لليهود الأميركيين". وعام 2019، قررت بلدية القدس إزالة وتجريف أجزاء من هذه المقبرة وفتحت شارعا مكانها، كما تقيم سلطات الاحتلال على أنقاض هذه المقبرة مهرجانا سنويا للخمور، تشارك فيه فرق موسيقية عالمية. هي أقدم المقابر الإسلامية في القدس، وتقع بمحاذاة الجدار الشرقي للمسجد الأقصى، وتمتد من باب الأسباط إلى نهاية سور المسجد الشريف بالقرب من القصور الأموية من الجهة الجنوبية. وتضم بين جنباتها قبورا لقادة مسلمين واثنين من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهم: عبادة بن الصامت حاكم القدس في عهد الخليفة عمر بن الخطاب ، وشداد بن أوس، إضافة إلى عدد من العلماء والقضاة وشهداء النكبة عام 1948 والنكسة عام 1967. وتبلغ مساحتها الأصلية نحو 95 دونما (95 ألف متر مربع) قبل أن تقتطع منها بلدية القدس المحتلة أجزاء واسعة أقامت عليها حدائق توراتية للمستوطنين. وتوقف الدفن في الجزء الجنوبي الشرقي من المقبرة عام 2006 بقرار من الاحتلال الإسرائيلي، تحت ذريعة أنه على مقربة من حجارة " الهيكل" المزعوم. وتقتحم جماعات المستوطنين المقبرة بين الفينة والأخرى، للنفخ في البوق، وأداء الصلوات التلمودية، وتدنيس القبور بنبشها وتحطيم شواهدها في محاولة لطمس معالمها. تعرف أيضا بـ"المقبرة اليوسفية" ويعتقد أنها تعود إلى الحقبة الأيوبية، إذ تحتضن رفات عائلات مقدسية عريقة كانت تقطن بجوار المسجد الأقصى. وتقع المقبرة على ربوة شمال باب الأسباط، ويفصلها عن سور المسجد الأقصى مسافة تتراوح ما بين 10 و15 مترا. وتضم النصب التذكاري لشهداء نكسة 1967، وشهداء مذبحة الأقصى الأولى عام 1990، وتربة الإخشيديين التي تضم قبر مؤسس الدولة الإخشيدية في مصر محمد بن طفيح الإخشيد، فضلا عن عدد من المدافن التي تعود لعائلات مقدسية عريقة. وتتعرض المقبرة بشكل متكرر لانتهاكات إسرائيلية، شملت اقتطاع أجزاء منها وتحويلها إلى حدائق. وفي عام 2004 أصدر رئيس بلدية القدس آنذاك أوري لوبوليانسكي أمرا بهدم عدد من قبورها، ومنع أعمال الصيانة فيها. واستمرت الانتهاكات الإسرائيلية على مدى سنوات، إذ دمرت سلطات الاحتلال 20 قبرا عام 2014، وسكبت الإسمنت فوقها حتى لا تستخدم مجددا. وفي أبريل/نيسان 2015 رسمت 3 فتيات إسرائيليات "نجمة داود" وعبارات بالعبرية على أحد القبور. مقبرة باب الساهرة تعرف باسم "مقبرة المجاهدين" أو "بقيع الساهرة" وتقع في الجهة الشمالية من البلدة القديمة على بعد بضعة أمتار من باب الساهرة أحد أبواب المسجد الأقصى. وتعود نشأتها إلى العصر الأيوبي، وتضم رفات علماء وشهداء فترة استرداد القدس بقيادة صلاح الدين الأيوبي، كما تحوي قبور مؤرخين فلسطينيين بارزين. تقع على جبل صهيون ، وتضم مجموعة من المدافن الإسلامية يعود بعضها لعائلة الدجاني المقدسية. ومنعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي المقدسيين من دفن موتاهم فيها، وهوّدتها بشكل كامل عبر تغيير معالمها ووضع شعارات يهودية عليها، تحت ذريعة احتضانها قبور شخصيات يهودية تاريخية.


الجزيرة
منذ 3 ساعات
- الجزيرة
"الحركة العالمية نحو غزة" مبادرة شعبية لكسر الحصار وتعزيز التضامن الدولي
مبادرة شعبية دولية وجبهة تنظيمية رئيسية ضمن أسطول الصمود العالمي ، بدأت نشاطها في الفترة بين 2024 و2025، وكانت تعرف باسم "المسيرة العالمية نحو غزة"، قبل أن توسع رؤيتها وهيكلها وتصبح إطارا عالميا للمقاومة المدنية السلمية، يجمع بين المسيرات الشعبية والقوافل البرية والمبادرات البحرية. تهدف المبادرة إلى كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ 2007، وإيصال المساعدات إليه عبر تحركات رمزية تشمل تنظيم المسيرات الشعبية، وإطلاق القوافل البحرية، وتنظيم التجمعات المدنية على حدود القطاع. النشأة والتأسيس تأسست "الحركة العالمية نحو غزة" أواخر عام 2024، امتدادا لسلسلة المبادرات الدولية الداعمة لغزة، ومن ضمنها أسطول الحرية وقوافل كسر الحصار، في ظل تصاعد موجة التضامن العالمي عقب اندلاع الحرب على القطاع في أكتوبر/تشرين الأول 2023. ارتكزت الحركة على دور شعبي رمزي يهدف إلى كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ 2007 وتسليط الضوء على الأزمة الإنسانية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني. وانطلقت الحركة في البداية تحت اسم "المسيرة نحو غزة"، ونظمت مسيرات برية من عدة دول باتجاه الأراضي الفلسطينية للضغط على إسرائيل لفتح معبر رفح. ومع تزايد الدعم الدولي والاحتشاد الشعبي، تطورت الحركة وأصبحت إطارا عالميا للحراك المدني باسم "الحركة العالمية نحو غزة"، وتحمل رؤية شاملة لإبقاء القضية الفلسطينية ومعاناة سكان القطاع حاضرة في الوعي الدولي، وذلك عبر تنظيم القوافل والمبادرات الميدانية إلى جانب حملات إعلامية وتثقيفية ومواقف للضغط السياسي على الحكومات والمنظمات الدولية. وأكد جيم هيكاي، رئيس الحركة في المملكة المتحدة ، الالتزام المستمر للحركة بتوصيل المساعدات وفتح ممر إنساني يعيد الحياة إلى الشعب الفلسطيني في غزة، بمشاركة آلاف النشطاء من أكثر من 80 دولة، من سياسيين وحقوقيين ومتضامنين مع القضية الفلسطينية. الأهداف تأثر منظمو الحركة بتجارب مشابهة حول العالم فسعوا لتحقيق مجموعة من الأهداف أبرزها ما يلي: رفع الحصار على قطاع غزة وفتح المعابر البرية. تسليط الضوء على المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني بسبب الحصار وبناء التضامن العالمي معه. خلق ضغط شعبي ورمزي عالمي على الحكومات العربية والدولية لاتخاذ مواقف أكثر وضوحا تجاه القضية الفلسطينية. تأكيد الالتزام بسلمية المبادرات ورفض استخدام العنف وسيلة للمواجهة، مع الاعتماد على الأساليب الرمزية والقانونية لتحقيق التأثير المرجو. تمثيل الشعوب لا الحكومات، عبر تضامن مستقل لا يخضع لأي أجندة حزبية أو دينية أو قومية. بناء رأي عام ووعي عالميين عبر الحملات الإعلامية التي تكشف واقع الحصار وآثاره على السكان وتحث المؤسسات الدولية على التحرك لإنهائه. تُعرّف الحركة نفسها بأنها مبادرة مستقلة ماليا، مما يمنحها استقلالية كاملة ويؤكد طبيعتها التطوعية والرمزية. كما ترفض استخدام أي شعارات أو رعايات دعائية من جهات سياسية أو تجارية، حفاظا على حيادها ومصداقيتها. شاركت الحركة في مظاهرات واسعة شهدتها مدن كبرى من ضمنها لندن وباريس ونيويورك وبيروت وإسطنبول. وفي عام 2025، كانت جزءا من مبادرة قافلة الصمود البرية، التي انطلقت في يونيو/حزيران من تونس متجهة نحو غزة، بمشاركة نشطاء ومواطنين من دول المغرب العربي وشمال غرب أفريقيا ، إضافة إلى انضمام أشخاص من الدول التي عبرتها القافلة أثناء مسيرتها. وعلى الصعيد البحري، شاركت الحركة في مبادرتي سفينة مادلين و سفينة حنظلة ، اللتين أبحرتا من إيطاليا صيف 2025 في رحلة هدفت إلى كسر الحصار عن غزة.