
إسبانيا الخصم الجديد لترمب في أوروبا
رفض رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز رفع ميزانية الإنفاق العسكري لبلاده إلى خمسة في المائة على غرار بقية أعضاء "الناتو"، ورفضه هذا وضعه في خصومة مباشرة مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي هدد بمعاقبة مدريد على تمردها وتعهد بجعلها تدفع ما بخلت به على الحلف الدفاعي عبر طرق أخرى.
يعرف عن سانشيز أنه سياسي ماهر في التخلص من المآزق السياسية، ولكن هل أصاب في حساباته إزاء هذه القضية التي أرقت الاتحاد الأوروبي أشهراً طويلة خشية من تخلي ترمب عن القارة العجوز بسبب تأخر دولها عن رفع ميزانيات الدفاع كما يطالب الرئيس الأميركي ويشترط لاستمرار دفاعه عن أوروبا؟
سانشيز وصف تهديد ترمب بـ"غير العادل" ولكن الرئيس الأميركي يعتقد بأن مدريد تحاصر "نصره التاريخي" عبر مخالفة الاتفاق في "الناتو" على رغم أنها "قادرة على ذلك مالياً"، ويستطرد زعيم الدولة الأكبر والأقوى في الحلف الدفاعي في وصف رفض إسبانيا بالقول "إن وضعهم ممتاز لكنه قد يتغير إذا حدث شيء ما".
العقاب وفق المؤشرات الأولية يفترض أن يكون من جنس العمل، أي ستزيد الولايات المتحدة من أعباء إسبانيا بفرض ضرائب ورسوم جمركية تكلف خزينتها أكثر مما أرادت توفيره في رفض زيادة الإنفاق العسكري إلى خمسة في المئة من ميزانيتها، وهو مبلغ قدره سانشيز بنحو 300 مليار دولار خلال العقد المقبل.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لا بد من الإشارة هنا إلى أن إسبانيا عضو في الاتحاد الأوروبي، والتكتل يفاوض بالنيابة عن كل دوله من أجل الوصول إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة بعد زيادة ترمب الرسوم الجمركية على السلع الواردة إلى بلاده، ومن ثم لا يمكن استثناء مدريد من أي تفاهم يمكن أن يتبلور بين التكتل وأميركا في هذا الصدد.
يعتقد سانشيز أن أميركا صديقة لبلاده، والنقاش تحت قبة "الناتو" لن يؤثر في سياق العلاقات التجارية التي تربط مدريد مع واشنطن تحت مظلة الاتحاد الأوروبي، ولكن بالنسبة إلى ترمب، فكل شيء ممكن إن تعمدت إفساد صفقة يفخر بها ويعدها إنجازاً، وهو يمتلك أدوات كثيرة لخصومتك برأي صحيفة "الفايننشيال تايمز".
يقول دبلوماسي أوروبي للصحيفة إن "سانشيز كان أنانياً ومتهوراً، فجميع دول القارة تواجه صعوبات في الإنفاق، لكنه حاول جعل الأمر يدور حوله، كان بوسعه أن يقبل بهدوء غموض إعلان قمة الحلف والجداول الزمنية الطويلة لزيادة الإنفاق من دون ضجة"، لكن يبدو أن رئيس وزراء إسبانيا اختار طريقة الرفض المباشر.
يعيش سانشيز أزمة داخلية نتيجة فضائح الفساد التي تلاحقه مع عائلته ومساعديه وتستغلها المعارضة لطلب إجراء انتخابات مبكرة في البلاد، وهو ما تراه تقارير صحافية دافعاً إلى استخدام رئيس وزراء مدريد قمة الناتو من أجل صرف الأنظار وتشتيت انتباه الإسبان عن فضائحه، فلجأ إلى ذلك الرفض الدرامي لمطلب ترمب.
يرى مسؤول إسباني إن فريق سانشيز لم يتأثر بتهديد ترمب، وقد أجرت مدريد حسابات للرد الأمريكي المحتمل منذ أن أرسلت رفضها إلى أمين عام حلف "الناتو" مارك روته قبل أسبوع من القمة، فخلصت إلى أن تهديد الرسوم الجمركية ليس خطراً عليها، وما يطاولها من عقاب سيمتد على جميع دول التكتل من دون استثناء.
هناك احتمال أن تفرض أميركا رسوماً كبيرة على منتجات إسبانية مثل لحم الخنزير والزيتون ولكن وزن هذه السلع في الميزان التجاري للدولة الأوروبية ليس كبيراً، هذا يعني أن مدريد ربما تكون محصنة من الاستهداف الاقتصادي إلا أنها ليست منيعة بالضرورة على جبهات أخرى يحتمل أن يشعلها ترمب ضد سانشيز.
الخلاف بين سانشيز وترمب يمتد إلى السياسة أيضاً، إذ إن مدريد تتصدر الجبهة الأوروبية المعادية لإسرائيل، كذلك فإ اليسار الذي تمثله الحكومة الإسبانية يخالف الزعيم الأميركي في توجهات عدة، وقد أبدى رموز من هذا التيار دعماً لرئيس الوزراء في رفضه زيادة الإنفاق العسكري ضمن "الناتو" كما أرادت واشنطن.
دائرة التجاذب مع واشنطن قد تتوسع لأن ترمب يلمح إلى أن إسبانيا ليست دولة نقية التحالف مع بلاده، فهي برأيه تميل إلى الصين وتؤيد الهجرة وتحارب أرباب الأعمال العابرين للقارات بوساطة شركاتهم الأميركية، وفي المحصلة تمثل النقيض لسياسة الولايات المتحدة التي تتبنى شعار ترمب في "جعل أميركا عظيمة مجدداً".
والسجال بين الطرفين سيكون موضع ترحيب من قبل المعارضين لرئيس الوزراء الإسباني، ويمكن أن يستغله ساسة من تيارات اليمين والوسط في الدولة الأوروبية للدفع باتجاه تأجيج الرأي العام ضد سانشيز وإسقاط حكومة مدريد اليسارية وإجراء انتخابات مبكرة في البلاد، وهذا ربما يكون خبراً ساراً للرئيس الأميركي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى الالكترونية
منذ ساعة واحدة
- صدى الالكترونية
وكيل وسام أبو علي يصدم الأهلي ويفتح باب التفاوضات
تلقى النادي الأهلي المصري مفاجأة غير متوقعة بعدما بدأ وكيل المهاجم الفلسطيني وسام أبو علي تحركاته لفتح باب التفاوض بشأن رحيل اللاعب خلال فترة الانتقالات الصيفية. ويأتي ذلك رغم المستوى المميز الذي يقدمه مؤخرًا، إلى جانب ارتباطه بعقد ساري المفعول مع النادي. وكشفت قناة إم بي سي مصر 2 أن وكيل وسام أبو علي أبلغ إدارة الأهلي بوجود عروض رسمية من أندية أوروبية وخليجية ترغب في ضم اللاعب، وبدأ بالفعل خطوات التفاوض معها. وقالت القناة أن الأهلي حاول الاحتفاظ باللاعب، خصوصًا أنه يحصل حاليًا على 700 ألف دولار سنويًا، وعرض النادي رفع راتبه إلى مليون دولار. وأفادت بأن المفاجأة كانت في العرض البديل، إذ أكد الوكيل أن اللاعب تلقى عرضًا قويًا بقيمة 2.5 مليون دولار سنويًا، أي ما يعادل أكثر من ضعف ما عرضه الأهلي.

سعورس
منذ ساعة واحدة
- سعورس
الأمونيا الصديقة للبيئة ووقود الطيران المستدام يسرعان معدلات النمو للصناعات النظيفة
وقد تتجاوز قريباً مجموعة من الدول الصاعدة صناعياً ما يعرف ب»الدول الصناعية الثلاث الكبرى» في هذا المجال، إذ استفادت من ظروف مواتية لقطاع إنتاج الطاقة المتجددة واكتسبت زخماً متزايداً في قطاعات تتصدر الثورة الصناعية النظيفة الجديدة. وأشار هذا التحول إلى احتمال إعادة رسم ملامح المشهد الصناعي العالمي، مع انتقال إنتاج المواد والكيماويات والوقود عبر مناطق جغرافية متنوعة ونشوء ممرات تجارية جديدة، وشكل الحزام الصناعي الجديد في الأسواق الناشئة، الذي يمتد عبر أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية، جوهر هذا التحول، حيث تم استثمار الموارد الطبيعية الوفيرة في توليد الطاقة الشمسية، بالإضافة إلى توفر سياسات داعمة ومزايا التكلفة التنافسية لتقدم بيئة مثالية تدعم نشوء عمليات صناعية جديدة. دول الحزام الصناعي وحصدت دول الحزام الصناعي الجديد، مثل إندونيسيا والمغرب 20 % من الاستثمارات في المصانع الصناعية النظيفة حتى الآن، إلا أن فرصاً استثمارية بقيمة 948 مليار دولار ما تزال متاحة في المشاريع المعلنة في هذا المجال، وخصوصاً في ظل تنامي اهتمام الاقتصادات الزراعية بالحصول على أمونيا نظيفة منخفضة التكلفة تستخدم في صناعة الأسمدة، بوصفها فرصة اقتصادية وأداةً لتعزيز الأمن الغذائي. وكشف التقرير الجديد بعنوان «الصناعة النظيفة: توجهات تحولية»، الصادر عن ائتلاف المهمة الممكنة «ميشن بوسيبل» وبدعم من مسرع الانتقال الصناعي، وهما ائتلافان عالميان معنيان بتعزيز التحول نحو الصناعة النظيفة، عن وجود مشاريع معلنة بقيمة 1.6 تريليون دولار في مختلف أنحاء العالم لم تحصل بعد على التمويل اللازم. واستحوذت دول الحزام الصناعي الجديد على نسبة 59 % من هذه الاستثمارات، مقارنة بنسبة 18 % للولايات المتحدة ، و10 % للاتحاد الأوروبي، و6 % فقط للصين، وتغطي هذه المشاريع قطاعات محورية، تشمل الألمنيوم والكيماويات والإسمنت والطيران والصلب. وسجلت أداة تتبع المشاريع العالمية التابعة لائتلاف المهمة الممكنة «ميشن بوسيبل» رقماً قياسياً بلغ 826 منشأة صناعية نظيفة قادرة على الإنتاج على نطاق واسع في 69 دولة. وأكد النمو المسجل في النسخة الثالثة من هذه الأداة أن الشركات في جميع أنحاء العالم تواصل الاستفادة من مشاريع الصناعة النظيفة واستكشاف الأسواق الناشئة، على الرغم من استمرار حالة عدم اليقين الجيوسياسية والاقتصادية. وأشارت البيانات إلى أنه من إجمالي عدد المشاريع، هناك 69 مشروعاً دخل حيز التشغيل، و65 مشروعاً حصل على التمويل، بينما وصل 8 مشاريع فقط إلى قرار الاستثمار النهائي خلال الأشهر الستة الماضية. أما المشاريع المتبقية، وعددها 692، فقد تم الإعلان عنها لكنها لم تحصل بعد على التمويل اللازم. وأعلنت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عن مشاريع تمثل استثمارات بقيمة 450 مليار دولار، رغم احتدام المنافسة واستمرار التحديات الاقتصادية والسياسية. وتحظى هذه الدول، في الوقت الحاضر، بفرصة كبيرة لتحسين بيئة الاستثمار، وإلا فإنها قد تتأخر عن الركب، حيث ازدهرت الاستثمارات في المناطق التي دعمت فيها الحكومات المشاريع من خلال سياسات مستقرة، وإجراءات تعزز الطلب، وتمويل عام استراتيجي، وتكاليف رأسمالية أقل على المستوى الإقليمي. وسجل قطاعا الأمونيا الصديقة للبيئة ووقود الطيران المستدام أسرع معدلات النمو ضمن الصناعات النظيفة، حيث بلغ عدد مصانع الأمونيا الصديقة للبيئة التي وصلت إلى قرار الاستثمار النهائي 28 مصنعاً، إضافة إلى الإعلان عن 344 مشروعاً. أما وقود الطيران المستدام، فقد دخل 22 مصنعاً حيز التشغيل، ووصلت سبعة مصانع إلى قرار الاستثمار النهائي، في حين تم الإعلان عن 144 مشروعاً جديداً. وقدم القطاعان مبررات تجارية قوية، إذ تمثل الأمونيا الصديقة للبيئة حلاً جاهزاً لقطاع الأسمدة الذي يتمتع بسوق قائمة واسعة النطاق، بينما يستفيد وقود الطيران المستدام من أطر تنظيمية قوية وسياسات داعمة، إلى جانب الطلب المستمر على السفر الجوي. وقالت السيدة فوستين ديلاسال، الرئيس التنفيذي لائتلاف المهمة الممكنة «ميشن بوسيبل» والمديرة التنفيذية لمسرع الانتقال الصناعي: «تمركزت الصناعات في الماضي حول مناجم الفحم التي وفرت لها الطاقة، وكذلك تتجه مصانع الجيل الجديد، التي تتطلب كميات كبيرة من الطاقة، إلى مناطق تتيح لها الوصول إلى كهرباء نظيفة وموثوقة ومنخفضة التكلفة، بهدف إنتاج المواد والكيماويات والوقود. ولن تحافظ المراكز الصناعية التقليدية على مكانتها ما لم تتصرف بذكاء وتبادر إلى التعاون. وترصد أداة تتبع المشاريع العالمية التابعة لائتلاف المهمة الممكنة تحولاً فعلياً في خريطة الصناعة العالمية، حيث يتهيأ الحزام الصناعي الجديد في الأسواق الناشئة لتجاوز الدول الغربية في قطاعات مثل الأمونيا، وهو تحول يحمل تأثيرات واسعة على الاقتصاد العالمي». ومن جهتها، قالت كريستيانا فيغيريس، المؤسسة المشاركة لمبادرة «جلوبال أوبتيميزم»: «تظهر أداة تتبع المشاريع العالمية التابعة لائتلاف المهمة الممكنة بداية تشكل ثورة صناعية جديدة. وما يثير الاهتمام هو أن الاقتصادات النامية تمتلك فرصة هائلة لتجاوز استخدام الوقود الأحفوري في قطاعات الصناعة الثقيلة والنقل، وبناء بنية تحتية تتيح لها تحقيق نمو اقتصادي مستدام في القرن الحادي والعشرين. ونحن نحتاج الآن إلى إطلاق الإمكانات الكاملة لهذه الثورة الصناعية الصديقة للبيئة، وتسريع العمل على المشاريع القائمة بمعدلات غير مسبوقة». وعلق دان يوشبي، ممثل رفيع المستوى في مؤتمر الأطراف COP30 «كرجل أعمال، أدرك تمامًا أن إعلان الشركات حول العالم عن خطط لاعتماد عمليات صناعية مستدامة لم يأتِ من فراغ. فبيانات «متتبع المشاريع العالمية» تعكس بوضوح مدى الطموح المؤسسي والحس الريادي المرتفع، وتُظهر أن هذا التحول نحو الاستدامة يُنظر إليه كعنصر جوهري في استراتيجيات خلق القيمة طويلة الأجل. ومن الجليّ كذلك أن دول الجنوب العالمي تتجه لتعظيم إنتاجها من الطاقة المتجددة ذات القدرة التنافسية، ما يتيح فرصة لتعزيز سلاسل القيمة المحلية والمساهمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية. المرحلة المقبلة تتطلب منا بذل جهد مكثّف لترجمة هذا التوجه إلى خطوات عملية ملموسة وتسريع الحلول على أرض الواقع، من خلال توفير البيئة المناسبة لدفع عجلة هذا التحول». الأمونيا الصديقة للبيئة تظهر التحليلات أن دول الحزام الصناعي الجديد في الأسواق الناشئة تستضيف أكثر من 75 % من منشآت إنتاج الأمونيا الصديقة للبيئة المخططة عالمياً، سواء تلك التي وصلت إلى قرار الاستثمار المالي أو التي تم الإعلان عنها. وإلى جانب استخدامها في الزراعة، يتم استخدام الأمونيا النظيفة أيضاً في صناعة المتفجرات، كما تعد من أبرز الخيارات المطروحة كوقود نظيف للنقل البحري. وتشير التوقعات إلى أن انخفاض تكاليف الكهرباء وأجهزة التحليل الكهربائي في الأسواق الناشئة ضمن الحزام الصناعي الجديد سيسمح للعديد من الدول بخفض تكلفة إنتاج الأمونيا الرمادية المعتمدة على الوقود الأحفوري بحلول عام 2035. ومن المتوقع كذلك أن يصل سعر الأمونيا الصديقة للبيئة التي يتم إنتاجها في هذا الحزام إلى نصف تكلفة إنتاجها في أوروبا الغربية أو الولايات المتحدة ، مما يبرز أهمية الوصول إلى طاقة متجددة منخفضة التكلفة. وقد تساهم القدرة الإنتاجية الإجمالية للأمونيا الصديقة للبيئة، سواء في المشاريع التي وصلت إلى قرار الاستثمار المالي أو التي تم الإعلان عنها، في دول الحزام الصناعي الجديد الرائدة، بدور كبير في دعم سلاسل الإمداد العالمية: * الهند 8 %: تكفي لتسميد مساحة تقترب من ثلاثة أرباع أراضيها. * مصر 7 %: تكفي لتسميد مساحة تعادل ضعف مساحة الدولة. * عُمان وموريتانيا وتشيلي 6 % لكل منها: تكفي لتسميد مساحة تعادل ستة أضعاف مساحة سلطنة عُمان. ويمثل هذا التحول فرصة ثمينة للاقتصادات ذات الدخل المنخفض والمتوسط لتجاوز نماذج التنمية المعتمدة مستويات مرتفعة من الانبعاثات الكربونية، والوصول إلى أسواق تصديرية جديدة، واكتساب ميزة تنافسية في جذب صناعات تولد قيمة مضافة. ويسهم بناء قواعد صناعية محلية صديقة للبيئة في دفع عجلة النمو الاقتصادي المستدام، وتوفير فرص عمل، وتعزيز الأمن على مستوى الغذاء والطاقة، وتمكين هذه الدول من تأدية دور مؤثر في أسواق السلع النظيفة مستقبلاً. الطموح المؤسسي يتخطى الطموح الحكومي حافظت وتيرة الإعلان عن مشاريع صناعية نظيفة جديدة على المستوى التجاري على قوتها، إلا أن التقرير يسلط الضوء على عنق زجاجة مستمر، يتمثل في بطء الانتقال من مرحلة الإعلان إلى اتخاذ قرار الاستثمار المالي. وإذا استمرت معدلات التحول على ما كانت عليه خلال الأشهر الستة الماضية، فقد يستغرق بدء تنفيذ جميع المشاريع المعلنة نحو أربعين عاماً، ويتطلب تفعيل هذا الخط الكامل من المشاريع زيادة الاستثمار بمقدار خمسة أضعاف، إلى جانب تحرك منسق من قبل الحكومات والمؤسسات المالية ووجهات الشراء من الشركات. وتستطيع الحكومات، على وجه الخصوص، أن ترسخ ريادتها الصناعية من خلال تسريع تمويل المشاريع عن طريق سياسات مصممة لتناسب مواردها وظروفها الاقتصادية. وسلط تحليل إضافي أجراه ائتلاف المهمة الممكنة «ميشن بوسيبل» ومسرع الانتقال الصناعي الضوء على مجموعة من الخطوات التي يمكن للحكومات اتخاذها، مثل برامج معايير الوقود، وتسعير الكربون، وإنشاء كيانات وسيطة مدعومة من الدولة، بهدف تمكين القطاع الصناعي المحلي ومساعدة الدول على اغتنام جزء من هذه الفرص الاقتصادية المتنامية. ويعرض دليل سياسات تحفيز الطلب الأخضر الصادر عن مسرع الانتقال الصناعي مجموعة من السياسات المبنية على الأدلة، التي تتيح للحكومات تعزيز الاستثمار في الصناعات الصديقة للبيئة. كما يوفر أدوات المشتريات الخضراء أدوات ونصائح موجهة للشركات الراغبة في الاستثمار في منتجات وخدمات صناعية نظيفة.


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
زعماء الاتحاد الأوروبي يوافقون على تمديد العقوبات المفروضة على روسيا
وافق قادة الدول السبع والعشرين الأعضاء في الاتحاد الأوروبي خلال قمة في بروكسل أمس الخميس على تمديد عقوباتهم المفروضة على روسيا لستة أشهر إضافية، بحسب ما أفادت مصادر دبلوماسية. ومنذ هاجمت روسيا جارتها أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022 فرض الاتحاد الأوروبي عليها 17 حزمة عقوبات يتم تجديدها كل ستة أشهر في قرار يصدر بإجماع الأعضاء الـ27. ويعني هذا القرار أن العقوبات الشاملة التي فرضها الاتحاد الأوروبي على خلفية الحرب في أوكرانيا، بما في ذلك تجميد أكثر من 200 مليار يورو (234 مليار دولار)، من أصول البنك المركزي الروسي، ستظل سارية حتى مطلع 2026 على الأقل. ويأتي هذا القرار بعد أن صرح مسؤولون أنهم يُعدون خططاً طارئة لإبقاء العقوبات الاقتصادية الأوروبية المفروضة على موسكو سارية في حال رفض الزعيم المجري فيكتور أوربان الموافقة عليها. وفي يناير (كانون الثاني)، أبقى رئيس الوزراء المجري موقفه من تمديد العقوبات ضبابياً حتى اللحظة الأخيرة حين عاد وانضم إلى الإجماع الأوروبي بتمديد هذه العقوبات. وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حض قادة الاتحاد الأوروبي في خطاب مصور على اعتماد حزمة عقوبات صارمة "تستهدف تجارة النفط الروسية، وأسطول ناقلات النفط الموازي، والبنوك، وسلاسل التوريد التي تجلب المعدات أو قطع الغيار اللازمة لصنع الأسلحة". وناقش قادة الاتحاد الأوروبي في قمتهم الخميس حزمة إضافية من العقوبات على روسيا كانت المفوضية الأوروبية اقترحتها قبل أسبوعين. لكن القادة لم يتخذوا أي قرار بشأن هذه الحزمة الـ18، وذلك بسبب استخدام سلوفاكيا حق النقض (الفيتو). ورفض رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو الموافقة على هذه الحزمة في مسعى منه للضغط على المفوضية الأوروبية لضمان إمدادات بلاده من الغاز، في الوقت الذي يسعى فيه الاتحاد الأوروبي إلى وقف واردات الغاز الروسي تماماً بحلول 2027. ويسعى الاتحاد الأوروبي لخفض عائدات روسيا من النفط، وقد اقترح في 10 يونيو (حزيران) خفض سقف سعر برميل النفط الروسي من 60 دولاراً إلى 45 دولاراً، وذلك في إطار هذه الحزمة الثامنة عشرة من العقوبات. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي من جانبه، حث الرئيس الأوكراني المجلس الأوروبي الخميس على توجيه "رسالة سياسية واضحة" مفادها أن بروكسل تدعم مساعي كييف للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في الوقت الذي تتصدى فيه للقوات الروسية في حربها الطاحنة مع موسكو. وقال في كلمة بالفيديو أمام القادة كرر فيها دعوته إلى اتخاذ إجراءات صارمة للحد من عائدات النفط الروسية "ما نحتاجه حالياً هو رسالة سياسية واضحة، أن أوكرانيا تسير بثبات على المسار الأوروبي وأن أوروبا تلتزم بوعودها". وقال زيلينسكي إن تحديد سقف لسعر النفط الروسي يبلغ 30 دولاراً للبرميل ضرورياً من أجل "سلام حقيقي ودائم". وفي وقت سابق الخميس، قال رئيس الوزراء المجري إن الاتحاد الأوروبي لن يكون له موقف موحد بشأن عضوية أوكرانيا في التكتل بسبب معارضة بلاده للأمر. وتبادلت أوكرانيا وروسيا مجموعة جديدة من الجنود الأسرى الخميس بموجب اتفاق أبرم خلال محادثات في إسطنبول في وقت سابق من هذا الشهر لم يفض إلى تقدم في تسوية النزاع. ولم يكشف أي من الطرفين عدد الأسرى الذين تم تبادلهم، كما جرت العادة خلال عمليات التبادل السابقة. وتعهد كل من روسيا وأوكرانيا إعادة ألف جندي على الأقل إلى الطرف الآخر خلال مباحثات مباشرة جرت في الثاني من يونيو، من دون اتخاذ قرار في شأن إجراء جولة محادثات جديدة. والتزمت موسكو وكييف الإفراج عن أسرى الحرب الشباب أو المصابين وإعادة جثث الجنود الذين سقطوا في المعارك، في ختام المفاوضات في تركيا. ويعد تبادل أسرى الحرب وإعادة جثث القتلى من مجالات التعاون النادرة القائمة بين البلدين منذ الهجوم الروسي على أوكرانيا في مطلع 2022.