
ويتكوف: شعور إيجابي تجاه حل طويل الأمد في غزة
متابعة/ فلسطين أون لاين
قال مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إن واشنطن بصدد إرسال ورقة شروط جديدة بهدف التوصل إلى اتفاق بشأن غزة، مشيرًا إلى إمكانية تسليمها في وقت لاحق اليوم.
وأعرب ويتكوف عن تفاؤله بإمكانية تحقيق وقف مؤقت لإطلاق النار في القطاع، مؤكدًا أن "شعورًا جيدًا جدًا" ينتابه بشأن إمكانية التوصل إلى حل طويل الأمد للنزاع في غزة والمنطقة".
ودعا ويتكوف جميع الأطراف إلى قبول المقترحات الأميركية، مؤكدًا أن بلاده تسعى للتوصل إلى حل شامل ومستدام للصراع المستمر في الشرق الأوسط.
وفي وقت سابق، أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" توصلها مؤخراً إلى اتفاق مبدئي مع المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، يهدف إلى تحقيق وقف دائم لإطلاق النار في القطاع، في إطار جهود تبذلها الحركة من أجل وقف الإبادة الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة لأكثر من 600 يوم.
وأوضحت الحركة، في بيان صحفي اليوم الأربعاء، أن الإطار المتفق عليه يتضمّن انسحابًا كاملًا لقوات الاحتلال من القطاع، وتدفّق المساعدات الإنسانية، وتشكيل لجنة مهنية تتولى إدارة شؤون القطاع فور الإعلان عن الاتفاق.
كما أوضحت أن الاتفاق يشمل إطلاق سراح عشرة من الأسرى الإسرائيليين وعدد من الجثث، مقابل الإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين، وفقًا لما تم التوافق عليه مع ضمانات الوسطاء.
وأشارت حماس، إلى أنها تنتظر الردّ النهائي على هذا الإطار، في ظل الجهود المستمرة لإنهاء الحرب وتخفيف معاناة سكان غزة.
وقبل أيام، أفاد مصدر قيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أن الحركة وافقت على عرض جديد يُعد تطويرًا لمسار ورؤية المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، الذي يقضي بـوقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة.
وبحسب التفاصيل التي كشفتها المصادر، فإن الصيغة المتفق عليها تنص على وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا كمرحلة أولى، تتضمن الإفراج عن 10 أسرى إسرائيليين على دفعتين، إضافة إلى تبادل جثامين مقابل أسرى فلسطينيين.
ووفقًا للمصادر، سيتم الإفراج عن 5 أسرى إسرائيليين في اليوم الأول من الاتفاق، على أن يتم الإفراج عن الخمسة الآخرين في اليوم الستين، فيما سيبدأ انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة استنادًا إلى اتفاق تم التوصل إليه في يناير الماضي.
كما كشفت المصادر أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب سيكون الضامن لتنفيذ الاتفاق خلال فترة الستين يومًا، على أن تتولى الوساطات الدولية ضمان استمرار وقف إطلاق النار بعد انتهاء المدة المحددة، ضمن رؤية سياسية طويلة الأمد لإنهاء الحرب.
من جهتها، نقلت صحيفة "هآرتس" عن مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة تواصل ممارسة ضغوط كبيرة على الحكومة الإسرائيلية من أجل إنهاء الحرب في قطاع غزة، وسط تصاعد الخسائر الإنسانية والدعوات الدولية المتزايدة لوقف إطلاق النار.
وأكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس، الدكتور باسم نعيم، أن الحركة لا تتوقف عن السعي لإيجاد سبيل للخروج من الأزمة الراهنة في قطاع غزة، مشددًا على أنها منفتحة على دراسة جميع المبادرات، طالما أنها تفي بشرط أساسي يتمثل في وقف الحرب وانسحاب الجيش من القطاع.
وأوضح نعيم، في تصريح صحفي، أن حماس تواصلت مع مختلف الأطراف، كثيرًا بمبادرة منها، وخصوصًا مع الوسطاء الإقليميين والدوليين بعقل مفتوح لدراسة أي مقترحات (خارج الصندوق أو داخله)، طالما أنها ستحقق شرطاً وحيداً هو وقف الحرب وانسحاب القوات المعادية.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل، منذ 7 أكتوبر 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت نحو 173 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
ومرارا، أكدت حماس، استعدادها لبدء مفاوضات شاملة، لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء الإبادة وانسحاب الجيش الإسرائيلي والإفراج عن أسرى فلسطينيين.
لكن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، يتهرب بطرح شروط جديدة، أحدثها نزع سلاح حماس، وهو ما ترفضه الحركة طالما استمر احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية.
وتقول المعارضة وأهالي الأسرى إن نتنياهو مستمر في حرب الإبادة بغزة رضوخا للجناح اليميني الأكثر تطرفا في حكومته، لتحقيق مصالحه السياسية الخاصة، ولاسيما البقاء في الحكم.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

جريدة الايام
منذ ساعة واحدة
- جريدة الايام
هل من خطوات في الطريق؟
اليوم التالي هو مبرر دولة الاحتلال، وهو الذي ما زال يؤرقها، وهو من وجهة نظرها السلام مقابل الاستسلام، وهو ما يذكرنا بما تحاول إسرائيل ترسيخه من سنوات: السلام مقابل السلام، لا الأرض مقابل السلام. ويبدو أن ويتكوف انتبه لنوايا إسرائيل المحتلة، حين جاء البند السابع الذي أكده البند الأخير أي رقم 13 «سيعلن الرئيس الأميركي شخصيا اتفاق وقف إطلاق النار، وتلتزم الولايات المتحدة ورئيسها بالعمل على ضمان استمرار المفاوضات بحسن نية حتى التوصل إلى اتفاق نهائي». وبالطبع فإن دولة الاحتلال تماطل، لذلك طالب الرئيس الفرنسي «بتشديد الموقف الأوروبي ضد إسرائيل». «حماس» تخشى أن المقترح لا يتضمن ضمانا بأن تؤدي الهدنة إلى وقف دائم لإطلاق النار، فطلبت ضمانا أميركيا بأن إسرائيل لن تستأنف القتال إذا فشلت محادثات وقف إطلاق النار». - كيف تنصاع دولة الاحتلال لمطالب الأسرة الدولية بمن فيها الحلفاء؟ - ................ الجواب مفتاح بداية خلق نوايا حسنة، فهل سيترك العالم دولة الاحتلال تفعل ما تفعله إلى حين التفكير بتغيير النوايا! ليس هناك من تفسير لسلوك الاحتلال منذ السابع من أكتوبر، إلا إرادة قتل الفلسطينيين وتدميرهم، ودليل ذلك ما حصل بعد شباط، حين استأنفت دولة الاحتلال حربها على المدنيين حتى الآن. وهدف القتل والتدمير واضح، وهو دفعهم للهجرة بعد أن يجعل الاحتلال بلادنا غير صالحة للحياة. إن تأمل مقترحات الهدن، وصفقة تبادل الأسرى، وصولا إلى ويتكيف 1 وويتكيف 2، يؤكد أنه فعلا ليس هناك اختلاف جوهري سوى في النظر إلى تبادل الأسرى في ظل وقف دائم لإطلاق النار. لم يعد العالم، ولا الحلفاء بمن فيهم الولايات المتحدة الحليف والشريك، يحتمل استمرار قتل المدنيين وتجويعهم. لذلك لا بد من خطوات آنية ومستقبلية، تتمثل بمعاقبة دولة الاحتلال وفرض أنواع مختلفة من الحصار عليها، حتى تنصاع للمنطق الإنساني والسياسي. بن غفير يرى أنه حتى وقف النار المؤقت يعني رفع الراية والاستسلام. بالرغم من معرفتنا بمواقف اليمين المتطرف، لكن التعويل، اليوم، على ضرورة ممارسة ضغوطات دولية حقيقية على دولة الاحتلال، ولربما تصحو المؤسسة العسكرية، ولو متأخرة، من انقيادها الجنوني في قتل المدنيين، وهي من تعرف أصلا أن حلّ القضية الفلسطينية لا يمكن حسمه عسكريا، وأنه بما أن الظروف تسمح باختراق سياسي ما، فلا بد من دفع استحقاقات على الأرض تبدأ بالعصيان، وعدم الاستمرار بقتل المدنيين وتدميرهم. لم تقم دولة الاحتلال، التي لم تكن بريئة قبل السابع من أكتوبر 2023، بحربها مقتصرة بها على المسلحين في قطاع غزة، ولو فعلت ذلك، ربما لوجدت موقفا مغايرا، كون العالم سيفهم أن الجماعات المسلحة تشكل جيشا ما، والحروب تقع عادة بين الجيوش، لكن الحرب على غزة لم تكن حربا حقيقية أبدا من أول يوم، بل كانت حربا على المدنيين وممتلكاتهم، من خلال القصف العشوائي، وبلغت الجريمة أوجها في تدمير البيوت فوق أصحابها فصارت قبورا، كذلك في استمرار قصف خيام الإيواء بمبرر زيارة أحد المسلحين لأهله. كيف استمر ذلك؟ كيف قبلت الدول التي سلحت دولة الاحتلال بأن يتم قصف المدنيين بمتفجرات معاصرة قوية؟ ألم تشترط تلك الدولة المزودة للسلاح أو البائعة له، على دولة الاحتلال ألا تستخدمها ضد المدنيين الفلسطينيين والمدنيين في الدول العربية؟ جنون السؤال الذي يجرّ معه جنون الأسئلة التي تتعلق بردود فعل الأعداء والأصدقاء والأشقاء، كيف يستمر ذلك؟ لم استمر القتل 600 يوم وأكثر؟ استغرب العالم حين قال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي بعد أشهر من بدء قتل غزة، إن الحرب ستستمر عاما، فكيف هو حال الاستغراب الآن؟ فإذا احترنا ما نكتب هنا، فهل احتار ساسة العالم؟ فعل هذا العالم بدوله الكبرى عاجز عن وقف الحرب المسعورة على شعبنا؟ ولم ما زالت المؤسسات الأممية عاجزة؟ هل دولة الاحتلال استثناء من المعاقبة والمحاسبة والمساءلة؟ أين الحدّ الأدنى من الأخلاق؟ وهل فعلا ينام ساسة الدول الداعمة للاحتلال وهم يرون المآسي التي تحدث يوميا في غزة؟ القول ليس فعلا، والشعور حتى وإن كان متضامنا، لا يكفي أيضا، ومعروفة طرق إجبار المعتدين على وقف الاعتداء. منذ الأسابيع الأولى، كان من الممكن إنجاز صفقة تبادل الأسرى، خاصة بعد قتل الاحتلال الآلاف من الغزيين، وتدمير ممتلكات كبيرة وكثيرة، وكان من الممكن إيجاد مخرج سياسي لما يحدث في قطاع غزة، ولكن كيف تفعل إسرائيل المحتلة هذا الأمر وهي التي أصلا من خلقت الظروف لما حدث في غزة منذ 18 عاما، بل وهي من حافظت على تلك الظروف كما شاهدنا؟ طريق الحل السياسي واضحة، فإن كانت إسرائيل راغبة في السير فيها، فستكون هناك خطوات باتجاه حسم الصراع على هذه الأرض، وليس حسم معركة غزة فقط. والطريق واضحة للدول والوسطاء، فلماذا تصرّ دولة الاحتلال على عدم السير فيها؟ الجواب معروف وهو أنها لا تريد أن تقدم أي استحقاقات لعملية السلام. والآن، في ظل الأمل بوقف الحرب على الأرض، فإن ثمة حروبا ستحدث هنا بعد أن يجد الغزيون وقتا لرؤية الحال بعد الحرب العالمية التي وقعت عليهم. وحتى لا يحدث التهجير، لا بد من تقوية البقاء وأمل البقاء هنا. وقد صار معروفا لكل الدول والمؤسسات كيف تغيث غزة. ولا بد بالطبع من وقف الحرب، بل وأخذ ضمانات ألا يتم تكرارها، ليتيسر تعمير قطاع غزة، الذي يحتاج في المرحلة الأولى من التعمير لنصف مليون عامل وفنيّ وخبير لبناء جزء مهم مما يحتاجه الغزيون. لا بد من تقسيم غزة إلى مربعات لا لتدميرها بل لإعمارها والذي يجب ألا يستمر طويلا. إن إنجاز التعمير بأقصى سرعة ممكنة سيخفف المصاب. من الآخر، يمكن التأثير على عناد دولة الاحتلال التي لن تلين بسهولة، بل لا بد من إجبارها على فعل العقل؛ فقد جنت الآلة العسكرية القاتلة لأنها بأيدي قتلة؛ فإذا تفهمنا وجود أفراد متطرفين دمويين، فلا يمكن تفهم وجود دولة بلا أخلاق ما زال العالم يقبل انتماءها له وللمؤسسات الدولية. لم تكن الخطوات على الطريق واضحة كما هي عليه الآن: عدم ترك دولة الاحتلال لتقرر، لا بد من أوصياء على أفعالها، لحاجة العالم للأمل، فمن يجرم في فلسطين سيشرعن الإجرام في العالم، وهذا ما صار يسكن في وعي الشعوب المقاومة للقتل وفي لا وعيها، فهي معرضة مستقبلا لممارسة مثيلة يمكن التعرض لها. الأمل: وقف الحرب وبدء خطوات تجبر الاحتلال على السلام، ووقتها فقط سيتنفس العالم، بمن فيه الأعداء والحلفاء والأصدقاء بعد أن خنقتنا دولة الاحتلال سنوات وسنوات.

جريدة الايام
منذ ساعة واحدة
- جريدة الايام
نهاية النهاية
من يتابع، وعن وعي لا عن عاطفة، ما وصلت إليه حركة حماس وما يقوله أهالي قطاع غزة عنها وعن قادتها، يدرك تماما أن الحركة قد أنهت نفسها بنفسها، لم يعد لها موطئ قدم في غزة. وهذا أمر ليس بالجديد لكن الحرب قد عجّلت به. منذ أن حكمت «حماس» قطاع غزة، ومارست ما مارسته ضد أبناء شعبها، وهو بالمناسبة شبيه بكل تلك الأسباب التي قالت إنها انقلبت ضدها، وهذا ما عبّر عنه الكثيرون في السرّ والعلن، وثار ضده الشباب في حركة اطلق عليها اسم «الحراك»، في تلك اللحظة كانت بداية النهاية. أما نهاية النهاية، فجاءت بعد سلسلة التصريحات التي اطلقها قادتها من خارج البلاد التي لم تأخذ بالحسبان معاناة الشعب جرّاء الحرب. ربما لن تنتهي «حماس» كفكر وأيديولوجيا، وسيبقى هناك من يؤيدها، وسيذكرها التاريخ، لكنها تماما كما الماركسية، أنهت نفسها بنفسها. الرقص في العتمة عندما اقرأ بيانات الفصائل الفلسطينية، وما اكثرها، وما اقل فعلها، لا أجد فيها إلا شعارات رنّانة، فهي تهدد وتحذر وتحمل المسؤولية دائما. فلا التهديد نافع، ولا التحذير نافع، ولا حتى تحميل المسؤولية نافع. الأدهى من ذلك أنها تعتقد أن أحداً ممن تتوعدهم وتحملهم المسؤولية يكترث لها. استمروا بالرقص في العتمة، ففي الحركة بركة، لكن تذكروا أنكم لستم على بال احد. شطرا الوطن بينما تدور معركة في الضفة الغربية بين أصحاب الملاحم، ونقابة اللحامين، ووزارة الاقتصاد الوطني حول أسعار اللحوم على أنواعها وما تشتهيه الأنفس منها، تدور معركة الأمعاء الخاوية في غزة. لست ضد معركة اللحوم في الضفة، لأن موضوع الأسعار في كل الأسواق يجب أن يثار وان يتم تحديدها، إلا أن ما يستفزني هو التوقيت. كان بالإمكان تأجيل هذا الأمر، أما المستهلك فبإمكانه العيش دون اكل اللحم لفترة، أصلاً هذا ما يوصي به الأطباء في كثير من الأحيان! «أبو كلبشة» مرة أخرى غادرت البلاد قبل 14 شهراً، وما زلت أتلقى رسائل من القرّاء حول قضية «كلبشة» المركبات، كما أشاهد العديد من الفيديوهات التي تتحدث عن الأمر. مشكلة لا تجد لها البلديات أي حلّ، واكثر ما يثر حفيظة المواطنين، ليس المخالفة بحد ذاتها، ولكن تصرفات الموظفين التي تؤدي في جميع الأحوال إلى مشادات كلامية واحتكاك قد يصل حدّ العراك. خلال تنقلي في بلدان مختلفة، وجدت أن جميعها يتبع نظام عدّادات الوقوف. لكن الفرق أن لا «كلبشة» ولا احتكاك بين موظف ومواطن. فالعملية تتم بكل بساطة، عدّاد يضع فيه المواطن النقود أو يدفع عن طريق تطبيق. وفي حال تجاوز المدة، يجد مخالفة على زجاج المركبة، دون استخدام «كلبشة»، ينطلق السائق ويمكنه دفع المخالفة نقداً أو عن طريق التطبيق، وإذا لم يفعل تزداد قيمة المخالفة بعد تحديد تاريخ معين للدفع. لو كنت مسؤولاً ورأيت الخطأ أمام عيني لما مررت من أمامه دون تصويبه، ولو نبهني احد إليه لاستجبت وصححت الأمر، ولما بررت الأخطاء وبررت التباطؤ بتصحيحها. فأنا مسؤول، عيني يجب أن تكون ثاقبة وناقدة، وصدري يجب أن يكون متسعاً للملاحظات والانتقادات، ومسؤوليتي أن أعالج الأمور بحكمة ورويّة، على ألا تكون رويّتي هذه «على اقل من مهلي». الشاطر أنا أول ما اجيت ع كندا، كنت واقف بالصدفة بعيد حوالي خمسة متر عن الصراف الآلي لاحد البنوك، اجت ست وسألتني 'Are you next?' هزيت راسي مستغرب، كيف next وأنا واقف بعيد! المهم قلتلها 'please go ahead' فهي المسخمة فكرتني «جنتلمان» وشكرتني بحرارة. المهم من كل الموضوع إني فهمت تلقائيا لأني شاطر انه وعلشان الخصوصية لازم الواحد يترك مسافة بينه وبين الشخص اللي قبله لما يكون في حد بستخدم الـ ATM حتى ما يبصبص ع حسابه أو قديش سحب. قلت في عقلي هاي لو في بلادنا صارت، بتلاقي خمسة بدخلوا قدامك مفكرينك اهبل، لأنه ضروري تكون ملزق في اللي ع الماكنة، علشان لو احتاج مساعدة تساعده، وبالمرة ترضي فضولك تعرف شو عنده حسابات دولار ودينار وشيكل!


جريدة الايام
منذ ساعة واحدة
- جريدة الايام
فلسطين... كسر السردية العالمية
من يتابع التحولات الكبرى في العلاقات الدولية وتوازنات القوة بين العواصم الكبرى، من واشنطن إلى بكين فموسكو، يدرك أن العالم يعيد التموقع على أسس تستلهم نظريات صُنّاع الحرب والاستراتيجية مثل كارل فون كلوزفيتز وسون تزو. في المقابل، تبدو أطروحات المفكر الأميركي الراحل جوزيف ناي، واضع نظرية «القوة الناعمة»، وكأنها تواجه اختبارا قاسيا في زمن انكشاف القيم الليبرالية وانهيار النظم الأخلاقية للدبلوماسية الغربية. والقضية الفلسطينية، في قلب هذا المشهد، لم تعد فقط ضحية سلاح أو قرار سياسي، بل ضحية خيانة عالمية لأبسط مفاهيم العدالة الإنسانية. جوزيف ناي، صاحب «القوة الناعمة» و»ملزمون بالقيادة»، لطالما حذّر من تقليص القوة إلى الإكراه والهيمنة العسكرية. رأى أن النفوذ العالمي لا يصنعه السلاح وحده، بل القدرة على الإقناع، على الإلهام، على إنتاج المعنى. القوة الناعمة عنده هي أن تُحبَّ لا أن تُخشى. ولكن، ماذا تبقّى من هذه القوة الناعمة الأميركية عندما نتأمل الموقف من فلسطين؟ لا شيء سوى رماد الخطاب وفضيحة الصمت. لقد كتب ناي في ذروة عهد ترامب أن رجل العقارات اختزل السلطة في الصفقات والإكراه، متجاهلاً عناصر الجاذبية الأميركية التي صنعت حضورها العالمي. لكن الواقع أن الانهيار لم يبدأ مع ترامب ولن ينتهي برحيله. فالموقف الأميركي من العدوان الإسرائيلي المستمر، من المجازر في غزة، من الحصار والتجويع والتهجير، كشف عن أن القوة الناعمة كانت دوما أداة براقة لتجميل القبح الإمبراطوري. الدعم الأعمى للاحتلال، و»الفيتو» الدائم ضد أي إدانة، ومليارات الأسلحة المغمّسة بدماء الأطفال الفلسطينيين، كل هذا أسقط ورقة التوت عن أخلاق النظام العالمي. ليست فلسطين فقط قضية تحرر وطني، بل مرآة لعطب العالم. إن ازدواجية المعايير، ودهس القانون الدولي، وتحويل الضحية إلى متّهم، جعلت من فلسطين «فضيحة أخلاقية» بامتياز. هل يُعقل أن يُبرَّر قتل عشرات آلاف المدنيين، نصفهم أطفال، بأنه «دفاع عن النفس»؟! هل يُعقل أن يُمنع دخول الغذاء والدواء لمليونَي إنسان، ثم يُطلب من العالم أن يصمت احتراما لـ»حق الاحتلال»؟! لقد انتحرت القوة الناعمة الأميركية على أبواب غزة. ومع هذا السقوط المدوي للأخلاق الرسمية، برزت معركة أخرى لا تقل ضراوة: معركة السردية. إسرائيل لم تكن فقط تحتل الأرض، بل تحتكر الرواية. لكن في العقد الأخير، ومع تصاعد وسائل التواصل الاجتماعي، بدأ الفلسطينيون ينتزعون حقهم في الحكي. لم تعد القضية حبيسة بيانات فصائلية أو خطابات رسمية، بل أصبحت حكايات يومية تُروى من تحت الأنقاض، من غرف العناية المركزة، من قبور الأطفال. هذه الرواية الجديدة، التي يشارك في صناعتها الصحافيون، الفنانون، الأسرى، وحتى الأمهات الثكالى، أصبحت شكلا من أشكال المقاومة. وهنا تكمن بذور «قوة ناعمة فلسطينية» تتنامى بهدوء لكنها تهزّ الصورة الإسرائيلية عالميا. والدليل؟ تصاعد حملات المقاطعة، الانقسام في الجامعات الغربية، وتزايد الأصوات اليهودية الرافضة للاحتلال. نعم، وبقوة. لا تملك فلسطين ترسانة عسكرية ولا شبكة علاقات دولية مؤثرة، لكنها تملك أداة فتاكة: الحقيقة. ومن يمتلك الحقيقة يمكنه أن يخلق تأثيرا يتجاوز الحدود. لكن ذلك يحتاج إلى وعي إستراتيجي: استثمار في الثقافة، الإعلام، التعليم، والفن، وتنسيق مع الحركات التضامنية عالميا. القوة الناعمة لا تُصنَع بالعفوية، بل بالتصميم والإرادة. كتب جوزيف ناي أن العالم بعد الأزمات الكبرى لا يعود كما كان. وإذا كانت الحرب العالمية الثانية قد أفرزت «الصفقة الجديدة»، فإن حرب الإبادة الجارية في غزة قد تفرز ملامح نظام عالمي جديد، إذا ما امتلكت الشعوب الإرادة لفرض سرديتها. نحن، اليوم، أمام لحظة تاريخية: إما أن نكون شعبا يُحرّر روايته، أو نبقى حطاما في هامش تاريخ يكتبه الآخرون. إن فلسطين، رغم الدم والخذلان، تملك ما لا تملكه إسرائيل: الشرعية، والحق، والضمير الإنساني؛ وهذه، في عالم مضطرب، هي القوة الناعمة الحقيقية.