
غزة فينا.. الإمارات في سماء العطاء
منذ اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر 2023، وضعت الإمارات مبدأ واضحاً لا يتغيّر: أن نُسعف شعباً يتضور جوعاً، دون انتظار، دون إذن، ودون مساومة. من اللحظة الأولى، انطلق الجسر الجوي الإماراتي، الذي يحمل شعار «طيور الخير»، ضمن عمليات «الفارس الشهم 3»، وتحول إلى جسر حياة حقيقي، لا يعرف التردد، ولا يتوقف عند بوابة سياسية. كلما سمحت الظروف، ورغم المخاطر، كانت طائراتنا تحلق في سماء غزة، وتسقط المواد الغذائية والمياه والدواء وسط النار والرماد. أكثر من 55 عملية إسقاط جوي حتى اليوم، وأكثر من 3750 طناً من المساعدات نُقلت مباشرة إلى الأحياء المحاصرة، لا عبر بيانات ولا شعارات، بل بفعلٍ حقيقي يحاول أن يُبقي على ما تبقى من حياة وسط الركام. هذا ليس استعراضاً، بل موقف إنساني ثابت.
لم تبنِ الإمارات قرارها على مصالح، بل على كرامة الإنسان الفلسطيني. من إنشاء المستشفيات الميدانية، إلى استقبال الجرحى، إلى إغاثة الأسر، إلى مدّ التعليم والرعاية… كانت يدنا ممدودة دوماً، وصوتنا خافتاً، لأننا نؤمن أن من يعمل لا يصرخ. لكن، ورغم كل هذا، خرج علينا خليل الحية، القيادي في حركة «حماس»، ليصف تلك الجهود بـ «المسرحية الهزلية». لم تكن المفاجأة في الوصف، بل في انكشاف النية. لأن المساعدات لم تمر عبرهم، ولم تُصبغ بلونهم، رفضوها، رغم أنها كانت السبيل الوحيد لإيصال الغذاء إلى أطفال شمال غزة الذين لم تصلهم شاحنة واحدة. وقد عبّر سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية، عن الموقف الإماراتي بوضوح في تدوينة على منصة «إكس»، قائلاً: «لقد بلغت الأوضاع الإنسانية في غزة مرحلة حرجة وغير مسبوقة، وتواصل الإمارات تصدّر الجهود الدولية الرامية إلى إيصال المعونة… وسنستأنف عمليات الإسقاط الجوي على الفور. ويبقى التزامنا بالتخفيف من المعاناة وتقديم الدعم راسخاً لا يتزعزع». وما قاله لم يكن وعداً، بل ترجمة فورية. وقد أعلنت وزارة الدفاع الإماراتية تنفيذ عمليات إسقاط المساعدات الإنسانية لليوم الثاني على التوالي، بالتعاون مع المملكة الأردنية الشقيقة، ضمن عملية «طيور الخير» تحت مظلة «الفارس الشهم 3»، لتغطية المناطق المعزولة التي لا يمكن الوصول إليها براً. هذه الجهود جاءت امتداداً لرؤية إنسانية لا تتغير، مهما تغيرت التصريحات من حولها.
لقد بلغ إجمالي ما تم إسقاطه نحو 3750 طنّاً من الغذاء والدواء والمياه ومواد الطوارئ، في وقت تُحاصر فيه آلاف العائلات، وتُترك لأقدارها، بلا كهرباء، بلا ماء، بلا صوت يسمع أنينها. في مثل هذه اللحظات، لا قيمة للكلام، بل للفعل. والفعل الإماراتي كان حاضراً، صادقاً، لا ينتظر تصفيقاً من أحد. وإنْ كنا سنستشهد بأحد، فلن نستشهد بمن يصرخ من فندق أو من منبر حزبي، بل لنسأل الفلسطيني الذي يعيش بيننا، في الإمارات. من يحيا هنا آمناً مكرماً، من يرى بعينيه كيف تمد الدولة يدها إلى أهله تحت القصف، دون ضجيج ولا دعاية.
هؤلاء شهود الحق، لا من يتاجرون بقضيتهم من الخارج. بل ليُسأل من في غزة نفسها، من هرعوا نحو صناديق المساعدات التي هبطت من السماء، من ظهرت فرحتهم وشكرهم على الهواء، من استقبلوا فرق الهلال الأحمر الإماراتي في قلب الدمار. هؤلاء من يعرفون من وقف معهم، لا من تاجر بهم. الإمارات لا ترد على الشتيمة بالشتيمة. بل تردّ بالحليب، بالخبز، بالدواء، بالحياة. وإنْ كان البعض لا يرى في الجوع إلا ورقة ضغط، فنحن نراه إنساناً يجب أن يُنقَذ. وليس سراً أن يد الإمارات البيضاء لم تكن يوماً مشروطة.
هذه الدولة لم تقدّم دعماً لشعب إلا بحسن نية، ولا وقفت في أزمة إنسانية إلا ووضعت نفسها في الصف الأول. وما تفعله في غزة اليوم، ليس جديداً، بل استمرار لنهج رسّخته في كل محنة، وكل شدة. فمن يعرف تاريخ الإمارات في مواقفها الإنسانية، يدرك أن العطاء لا يرتبط بموقف سياسي، بل بمبدأ ثابت لا يهتز. لهذا لم يكن دعمها لغزة حالة استثنائية، بل نتيجة طبيعية لسياسة تقوم على الواجب لا على المزايدة. وسنواصل الغوث، وسنواصل الصمت النبيل، لأن الحقيقة لا تُصرخ… بل تُنجز. وغداً، حين يُروى ما جرى، سيبقى من أعطى، وسيسقط من استخدم الألم منصةً للمزايدة.
*لواء ركن طيار متقاعد

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ 8 ساعات
- العين الإخبارية
دعم ثابت وسلام عادل.. دعوة من أجل الاعتراف بدولة فلسطين
منذ تأسيسها، جعلت الإمارات العربية المتحدة من الوقوف إلى جانب القضايا العادلة ركيزة من ركائز سياستها الخارجية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، التي تُعدّ واحدة من أقدم وأعمق القضايا التي لا تزال تبحث عن حلٍّ دائم في منطقتنا. لقد كانت دولة الإمارات، ولا تزال، من الدول الداعمة بقوة للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي طليعتها حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة والمعترف بها دولياً. وفي عالم يشهد تحولات متسارعة وتحديات إنسانية وسياسية وأمنية متزايدة، بات من الضروري، أكثر من أي وقت مضى، أن تتبنى الدول نهجاً قائماً على الحوار، والسلام، والتعايش، وهي المبادئ التي شكّلت أساس رؤية دولة الإمارات منذ تأسيسها، والتي أكّدت مراراً أن الاستقرار الدائم لا يتحقق إلا من خلال حلول سياسية عادلة، تراعي الكرامة الإنسانية، وتُعلي من قيمة العدالة، وتعزز فرص التنمية والتعاون. وفي هذا السياق، ومع تنامي المبادرات الدولية الهادفة إلى الاعتراف بدولة فلسطين الشقيقة، نرى بوضوح أن العالم بدأ يدرك أن إحقاق الحق الفلسطيني لم يعد خياراً سياسياً، بل هو ضرورة أخلاقية وإنسانية وقانونية، تفرضها المبادئ التي قامت عليها الأمم المتحدة، والقيم التي يحرص المجتمع الدولي على تجسيدها. وقد رحّبت دولة الإمارات مؤخراً بعزم عدد من الدول الصديقة الاعتراف بدولة فلسطين، ونعتبر هذه الخطوات تحوّلاً تاريخياً يعكس تنامي الوعي العالمي بعدالة هذه القضية، ويُمهّد الطريق لإعادة إحياء المسار السياسي المجمّد منذ سنوات طويلة. ومن المنتظر أن يتم إعلان هذا الاعتراف رسمياً خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المقبلة، ما يمثّل لحظة فارقة على طريق ترسيخ السلام العادل في المنطقة، وإنهاء أحد أطول الصراعات في التاريخ الحديث. ومع ذلك، فإن الاعتراف، رغم أهميته، لا يمثل نهاية الطريق، بل بدايته، إذ إن المطلوب اليوم هو تحرك جماعي دولي مسؤول يضمن حماية الحقوق الفلسطينية، ويؤسس لسلام عادل ودائم، يستند إلى حل الدولتين، ويكفل قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، وبما يعيد الأمل في مستقبل يسوده الأمن والازدهار والتعايش. وإلى جانب التحرك السياسي، تبرز الحاجة المُلِحّة إلى الإمدادات الإغاثية والإنسانية، خاصة في ظل الظروف التي يعاني منها قطاع غزة. وفي هذا الإطار، حرصت دولة الإمارات على أن تكون في مقدمة الدول المانحة لغزة، حيث قدّمت أكثر من 44% من إجمالي المساعدات الدولية المقدَّمة للقطاع منذ بداية الأزمة، عبر جهود متكاملة نُفذت براً وجواً وبحراً، وذلك ضمن عملية «الفارس الشهم 3». وقد قادت دولة الإمارات عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات الإنسانية على المناطق الأكثر تضرراً في القطاع، وشجعت كل من ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وبلجيكا على الانضمام إلى هذه الجهود. وخلال الأيام السبعة الماضية فقط، أدخلت دولة الإمارات 4300 طن من المساعدات الغذائية والطبية والإغاثية، عبر الإسقاط الجوي إلى جانب عشرات الشاحنات المحمّلة بالمؤن الحيوية، وتنفيذ مشاريع رئيسية لتأمين المياه وتحسين مستوى الخدمات الأساسية. وفي موازاة ذلك، أولت دولة الإمارات أهمية خاصة للقطاع الصحي، من خلال تشغيل المستشفى الميداني الإماراتي، والمستشفى العائم لتقديم خدمات طبية متقدمة، بما يسهم في تعزيز قدرة النظام الصحي المحلي على الاستجابة الإنسانية والإغاثية. إن هذه الجهود المتواصلة ليست طارئة أو ظرفية، بل تنبع من التزام راسخ لدى قيادة دولة الإمارات وشعبها، وهي امتداد لنهج وضع لبنته الرئيسية الوالد المؤسس، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وتُواصَل اليوم بقيادة سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي يؤمن بأن الوقوف مع الشعب الفلسطيني واجب إنساني وأخلاقي، لا تحدده الحسابات السياسية، بل تحكمه المبادئ والقيم التي تنتهجها دولة الإمارات. وانطلاقاً من إيمانها الراسخ بأن الحوار هو الطريق الوحيد القابل للتنفيذ لتجاوز الأزمات، تؤكد دولة الإمارات أن السلام لا يُبنى إلا على أسس العدالة والاحترام المتبادل. وفي هذا الإطار، فإن الاعتراف الدولي بدولة فلسطين لا يمثّل فقط انتصاراً قانونياً لشعب واقع تحت الاحتلال، بل يُعد خطوة محورية نحو إعادة التوازن في المنطقة، وركيزة أساسية لبناء مستقبل يسوده التفاهم والتعايش السلمي بين الشعوب، بعيداً عن منطق الإقصاء والصراع. لقد أثبتت التجارب أن تجاهل الحقوق المشروعة للشعوب لا يولّد سوى مزيد من التوتر والعنف، في حين أن الاعتراف والإنصاف يفتحان أبواب الأمل، ويؤسسان لمسارات جديدة من التفاهم والمصالحة. ومن هذا المنطلق، نوجّه دعوة صادقة إلى جميع الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين إلى إعادة النظر في مواقفها، واتخاذ هذه الخطوة التاريخية التي طال انتظارها، لأن الاعتراف ليس فقط دعماً لحقوق شعب، بل هو استثمار في مستقبل منطقة بأكملها، تتطلع إلى الأمن، والاستقرار، والتنمية. وختاماً، تؤكد دولة الإمارات أنها ستبقى ثابتة في التزامها بدعم تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق، وستواصل العمل مع شركائها الإقليميين والدوليين من أجل إنهاء الصراع، وتعزيز فرص السلام الشامل والدائم الذي تستحقه شعوب المنطقة كافة. فكما أن الإنسانية لا تتجزأ، فإن السلام الحقيقي لا يقوم إلا على العدل، والاعتراف المتبادل، ودعم قيم التسامح والتعايش. الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي المقال نقلا عن صحيفة الاتحاد


الاتحاد
منذ 16 ساعات
- الاتحاد
غزة والدعم الإنساني
الوقوف مع الشعب الفلسطيني بكل السبل.. التزام إنساني وأخلاقي راسخ للإمارات، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، انطلاقاً من المبادئ والقيم التي قامت عليها الدولة منذ تأسيسها. وبموازاة عمليات الإغاثة المكثفة التي تنفذها الإمارات لتخفيف حدة المعاناة التي يكابدها أهالي غزة، تنطوي الجهود السياسية والدبلوماسية المكثفة التي تقودها الدولة عبر مختلف المحافل الإقليمية والدولية، لدعم حقوق الشعب الفلسطيني الثابتة في دولة مستقلة، على قدر أكبر من الأهمية، وتكتسب المزيد من الزخم، مع نجاح المساعي المبذولة لتوسيع نطاق الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية.. باعتباره تحوّلاً تاريخياً يعكس تنامي الوعي العالمي بعدالة القضية. ولقد عبّر سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية، عن رؤية الإمارات الواضحة بأن الاعتراف بالحق الفلسطيني لم يعد خياراً سياسياً، بل «هو ضرورة أخلاقية وإنسانية وقانونية، تفرضها مبادئ قامت عليها الأمم المتحدة، وقيم يحرص المجتمع الدولي على تجسيدها». في هذا السياق، ترى الإمارات أن هذا الاعتراف هو بداية الطريق، وخطوة محورية لإرساء مستقبل تنعم فيه جميع شعوب المنطقة بالأمن والسلام. ليتحقق ذلك، لا بد من تحرك جماعي دولي يكفل قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، تعترف بها جميع دول العالم.


الاتحاد
منذ 19 ساعات
- الاتحاد
إنسانية الإمارات في غزة
إنسانية الإمارات في غزة منذ السابع من أكتوبر عام 2023، تمر المنطقة بكارثة إنسانية متواصلة. وبينما تفاوتت الاستجابات العالمية، من التصريحات الرمزية والخطابات السياسية إلى الدعم الحقيقي والمستدام، برزت دولة الإمارات العربية المتحدة بجهودها الإنسانية الكبيرة والثابتة، مؤكدة أن هناك بالفعل فرقاً بين من يُحسن النية ويُحسن الفعل في مساعدة شعب غزة. لقد سعت بعض الأطراف إلى تسييس معاناة الفلسطينيين أو استغلالها، كما فعلت جماعات مثل «الإخوان» الذين طالما اختطفوا القضية الفلسطينية لخدمة أجنداتهم الأيديولوجية، دون أن يقدموا لغزة شيئاً ملموساً سوى الشعارات. إن هذه الأزمة تطلبت تدخلاً حقيقياً من قادة الأمة العربية، وقد برزت قيادة دولة الإمارات التي قدّمت للعالمين الشرقي والغربي صورةً حقيقية للاستجابة للإنسانية. وحتى أغسطس 2025، تجاوزت المساعدات الإنسانية التي قدّمتها دولة الإمارات لغزة 1.5 مليار دولار. ويشتمل هذا الرقم الاستثنائي على مساهمة بقيمة 828 مليون دولار بين أكتوبر 2023 ونوفمبر 2024، أي ما يعادل 42% من إجمالي المساعدات الدولية لغزة خلال تلك الفترة. وبهذا، لا تُعدّ الإمارات أكبر دولة مانحة فقط، بل نموذجاً يُحتذى به في الالتزام الإنساني المسؤول. وقد تنوّعت أشكال المساعدات واتسعت رقعتها. ففي إطار عملية «الفارس الشهم 3»، أرسلت الإمارات أكثر من 20 ألف طن من المساعدات عبر 104 قوافل برية. كما شحنت 18530 طناً من المواد الأساسية من غذاء وخيام وملابس وأدوية عبر أربع رحلات بحرية، ونقلت 5340 طناً من المساعدات عبر 259 جسراً جوياً. وفي نوفمبر 2024، أرسلت الإمارات 514 طناً من المساعدات العاجلة، بما في ذلك مكملات غذائية للأطفال ومواد إيواء، كما أرسلت في مايو 2024.252 طناً من المواد الغذائية خصيصاً إلى شمال غزة، المنطقة الأكثر تضرراً من النقص. لقد تجاوز دعم الإمارات توفير الغذاء والدواء، إذ شمل إرسال سيارات إسعاف، وخزانات مياه، وأنظمة صرف صحي، ومعدات طبية. كما أطلقت الإمارات حملة تطعيم ضد شلل الأطفال بقيمة 5 ملايين دولار، تم من خلالها تحصين 650 ألف طفل فلسطيني في مبادرة تعبّر عن رعاية طويلة الأمد لجيل جديد، كما تم نقل مئات الجرحى من غزة لتلقي العلاج في مستشفيات إماراتية، في تأكيد على التزام الدولة بالاستجابة الإنسانية الشاملة. وفي عام 2025، تعاونت دولة الإمارات مع الأردن ومصر لاستئناف عمليات الإسقاط الجوي الطارئة. ففي 27 يوليو الماضي، أُرسلت 25 طناً من المساعدات عبر مهمة مشتركة، تلتها عملية أخرى نقلت 52 طناً من المواد الإغاثية بمشاركة الدول الثلاث. ولم تقتصر الجهود على الحلول الفورية، بل أطلقت الإمارات مشروعاً بنيوياً ضخماً يتمثل في إنشاء خط أنابيب من مصر لتزويد 600000 فلسطيني بمياه مُحلّاة في استجابة لأحد أخطر احتياجات غزة طويلة الأمد. وتُجسّد هذه المبادرات الكبرى الطريقة الصحيحة لمساعدة المنكوبين دعم مستمر، منظم، غير مسيّس، يركّز على كرامة الإنسان وبقائه. وما قدّمته دولة الإمارات خلال العامين الماضيين يُجسّد هذا النهج ويعكس ليس فقط عمق التعاطف الإماراتي، بل يشكّل أيضاً نموذجاً يُحتذى به في العمل الإنساني القائم على البصيرة والرحمة. وفي هذا السياق، يتبيّن أن الحلفاء الحقيقيين لغزة ليسوا من يرفعون الشعارات وحسب، بل من يقدّمون دعماً غير مشروط وباستمرار. وهذا هو الالتزام الأخلاقي، وتجسيد القول بالفعل، الذي عُرفت به دولة الإمارات العربية المتحدة. نسأل الله أن يحفظ الإمارات قيادةً وشعباً، وأن يديم عليها نعمة الأمن والعطاء. *مستشار برلماني