logo
حرب الضرائب تستعر جنوبًا

حرب الضرائب تستعر جنوبًا

IM Lebanonمنذ 4 أيام
كتب رمال جوني في 'نداء الوطن':
وكأنّ حرارة آب اللاهبة لا تكفي، حتى جاءت الضرائب المرتفعة لتزيد أوجاع الناس في النبطية وجوارها. فالحديث الوحيد في القرى اليوم هو الضرائب التي أثقلت كاهل الفقراء، بدءًا بالقيمة التأجيرية التي تجاوزت 150 دولارًا، إلى فواتير المياه المزدوجة: واحدة للدولة وأخرى لأصحاب الصهاريج، تتخطى كل منها 200 دولار شهريًا، بالإضافة إلى فاتورتي الكهرباء المقطوعة.
كلّ ذلك يُضاف إلى ارتفاع جنوني بأسعار السلع والمواد الغذائية، بذريعة 'الزيادة لموظفي القطاع العام'، بينما يعيش المواطن أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه، تحوّلت فيها حياته إلى سلسلة لا تنتهي من الضرائب، حتى العلاج بات 'لمن استطاع إليه سبيلًا'.
ارتفاع الضغط المعيشي دفع كثيرين للجوء إلى العيادات النقالة المجانية، طلبًا للدواء والرعاية.
وفي القرى الحدودية، الوجع مضاعف. فالنازحون بسبب الحرب، وجدوا أنفسهم تحت وطأة الضرائب أيضًا، ومنها القيمة التأجيرية. يقول محمد حاوي: 'كأنهم نسوا أننا خسرنا كلّ شيء… لم يبقَ لنا سوى رحمة اللّه'.
في فرنها الصغير، الذي أنشأته داخل غرفة من منزلها، تكدّ أم علي منذ سنوات لتأمين لقمة العيش، وتتنقّل بين الخبز والزراعة، لأنّ مصدر رزق واحدًا لم يعد كافيًا في ظلّ الظروف المعيشية القاسية. رغم ذلك، لا تفارق الابتسامة وجهها، وتقول: 'هي معركة وصمود، بس الناس ساكتين، والسلطة عم تكمّل بسياسة الضرائب الجائرة'.
تشكو أم علي من الضرائب الجديدة، خصوصًا تلك المتعلّقة بالقيمة التأجيرية التي فرضتها بعض البلديات، وتصفها بـ 'الظالمة'، إذ تبدأ من 150 دولارًا وتصل في بعض الحالات إلى 1000 دولار.
تقول: 'إيد واحدة ما بتصفق… لازم الناس ينتفضوا ضد سياسة التجويع'.
رانية، التي تعمل براتب 300 دولار، عبّرت بغضب: 'انتخبنا بلدية لتساعدنا، مش تفرض ضرائب خيالية ما بترحم وضعنا. نحنا بعدنا بالحرب'.
تضيف: 'إذا حكينا، بيمنّنونا بتخفيضها لـ 10 ملايين! طيب منين؟ الـ 300 دولار ما بيكفوا يومين'.
الناس عاجزون عن الدفع، والغضب يتصاعد، لكن الصوت ما زال خافتًا… والضرائب تزداد.
الشكوى الأبرز اليوم هي من رسوم القيمة التأجيرية التي فرضتها بلديات 2025، أرقام صادمة لم تُراعِ واقع الناس، كما تقول رانية: 'كيف بدي إدفع؟ وكيف بدي عيش؟ هيدا إذلال'.
أكثر المتضرّرين من ضرائب موازنة 2025 هم الفقراء والمياومون، ممن لا يتجاوز أجرهم اليومي مليونًا و 300 ألف ليرة، بالكاد يعادل سعر كيلو لحم. هؤلاء العمال، الذين لم يعرفوا الاستقرار يومًا، يعيشون على هامش الاهتمام، رغم أنهم يقومون بأعمال أساسية كرفع النفايات وتنظيف الطرقات، إلّا أن البلديات تعاملهم كـ 'عمال غب الطلب'.
يوسف، أحدهم، يعمل في رفع النفايات صباحًا وفي الزراعة بعد الظهر، يقول بحسرة: 'الدولة قوية بس على الفقير، راتبي 30 مليون بالشهر وما بكفي. نشتغل لنصرف على دولة ما بتلاحق إلّا الفقير'.
النبطية التي لطالما عُرفت بارتفاع أسعارها، باتت اليوم تُوصف بـ 'طوكيو' لبنان، نظرًا لتضخّم أسعارها، رغم جولات المراقبة التي لم تُخفّف من جشع السوق.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إنفجار من نوع آخر في أيلول... ووزارة تعفي نفسها من المسؤولية!
إنفجار من نوع آخر في أيلول... ووزارة تعفي نفسها من المسؤولية!

ليبانون ديبايت

timeمنذ 20 دقائق

  • ليبانون ديبايت

إنفجار من نوع آخر في أيلول... ووزارة تعفي نفسها من المسؤولية!

وفي هذا السياق، تأخذ رئيسة اتحاد لجان الأهل وأولياء الأمور في المدارس الخاصة في لبنان، لما الطويل، في حديث لـ"ليبانون ديبايت"، على وزارة التربية أنها "تبدو اليوم كأنها غير معنية بالقطاع الخاص، وهو ما ظهر جليًا خلال الفترة الأخيرة، رغم أن لجان الأهل قصدوا وزيرة التربية وطرحوا أمامها الحلول الممكنة، لكن من الواضح أن الاهتمام موجه نحو القطاع الرسمي، وكأن القطاع الخاص لا يقع ضمن مسؤوليتها". وتشدد الطويل على أنه "حتى اليوم لم تظهر أي خطوة فعلية من قبل الوزيرة منذ اللقاء معها، في ما يخص أزمة الأقساط في المدارس الخاصة". وتكشف أن "الاتحاد حاول تحديد موعد جديد معها للاطلاع على خطتها قبل انطلاق العام الدراسي، لكنها على ما يبدو مضغوطة، ولم تستطع الاجتماع مجددًا". وتؤكد أن مطلب الاتحاد الأساسي هو وقف العشوائية في تحديد الأقساط، عبر مرسوم واضح بانتظار تعديل القانون 515، بالإضافة إلى تعيين موظفين للتدقيق في موازنات المدارس في مصلحة التعليم الخاص، إذ لا يُعقل أن يتولى موظفان فقط مهمة تدقيق موازنات نحو 1300 مدرسة، كما يطالب الاتحاد بتشكيل لجان تحكيم، لكن المشكلة أن هذه اللجان تخضع للمحاصصة السياسية كسائر التعيينات، رغم أن تشكيلها لا يحتاج فعليًا إلى الكثير، ما يدل على وجود ضغوط كبيرة تُمارس على الوزيرة لمنعها من الاقتراب من ملف المدارس الخاصة". ولا تتردد الطويل في الإشارة إلى المرجعيات السياسية والدينية التي تملك المؤسسات التعليمية الكبرى، معتبرة أنها تمارس هذا الضغط بهدف حماية مصالحها. وتكشف أن الأقساط "عادت إلى ما كانت عليه قبل الأزمة الاقتصادية، لكن بالدولار، مع زيادات تصل إلى 30%". وتشير إلى أن "عددًا من لجان الأهل تقدّموا بشكاوى أمام المجلس التحكيمي في جبل لبنان، كما تحرّك أهالي الطلاب في طرابلس، وهناك لجان توقّع عرائض لرفعها إلى قضاة العجلة بهدف وقف الزيادات إلى حين البت بالموازنات". كما لفتت إلى أن "بعض المدارس تراجع عن فرض الزيادات بعد التفاوض مع لجان الأهل". وتوضح الطويل أن "الزيادات الكبيرة تتركز في المدارس التابعة لاتحاد المؤسسات التربوية، بينما تبقى زيادات الأقساط ضمن حدود مقبولة في المدارس الواقعة في الأطراف". أما عن مبررات المدارس، فتستغرب الطويل استمرار استخدام "زيادة رواتب المعلمين" كذريعة، في حين أن نقيب المعلمين في المدارس الخاصة يؤكد أن الرواتب لم تعد إلى ما كانت عليه قبل الأزمة، وبالتالي فإن غالبية الزيادات لم تُترجم إلى تحسينات فعلية على أجور المعلمين. وتنبه إلى أن "الكلفة التشغيلية بالعملة الأجنبية ثابتة تقريبًا، ما يعني أنه لا توجد أعباء جديدة تُبرّر هذه الزيادات الكبيرة". وترفض الطويل تحويل المدارس إلى مؤسسات تجارية، مشيرة إلى أنها "مسجّلة كمؤسسات غير ربحية، ولو كانت خلاف ذلك لكانت تخضع للضرائب وتُدرّ دخلًا على خزينة الدولة، لكنها بالمقابل تحقّق أرباحًا صافية دون أي عائد للدولة، وتُموّل جزئيًا من المال العام عبر المنح لموظفي القطاع العام، والتي تصل قيمتها إلى نحو 370 مليون دولار، إضافة إلى دعم المدارس شبه المجانية". وتسأل: "كيف للدولة أن تستمر في تغطية هذه المؤسسات التي لا تساهم في الخزينة، ولا تخضع للرقابة الفعلية، فيما أرباحها تُعاد إلى أصحابها فقط؟"

النفط يقفز حوالي 2% بدعم من انخفاض مخزونات الخام الأمريكية
النفط يقفز حوالي 2% بدعم من انخفاض مخزونات الخام الأمريكية

صوت بيروت

timeمنذ 2 ساعات

  • صوت بيروت

النفط يقفز حوالي 2% بدعم من انخفاض مخزونات الخام الأمريكية

قفزت أسعار النفط بنسب اقتربت من اثنين بالمئة اليوم الأربعاء مدعومة بانخفاض أسبوعي فاق التوقعات لمخزونات الخام الأمريكية، وذلك في وقت يترقب فيه المستثمرون الخطوات التالية في محادثات إنهاء الحرب في أوكرانيا مع استمرار العقوبات على الخام الروسي في الوقت الحالي. وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 1.05 دولار بما يعادل 1.6 بالمئة إلى 66.84 دولار للبرميل عند التسوية، وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 86 سنتا أو 1.4 بالمئة إلى 63.21 دولار. وأعلنت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن شركات الطاقة سحبت ستة ملايين برميل من مخزونات الخام خلال الأسبوع المنتهي في 15 أغسطس آب. وتجاوز هذا الانخفاض توقعات المحللين في استطلاع أجرته رويترز لانخفاض 1.8 مليون برميل، كما تجاوز تراجعا بلغ 2.4 مليون قالت مصادر بالسوق إن بيانات لمعهد البترول الأمريكي كشفت عنه أمس الثلاثاء. وقال جون كيلدوف الشريك في أجين كابيتال 'شهدنا انخفاضا ملحوظا في مخزونات الخام. وشهدنا انتعاشا في الصادرات… هذا، بالإضافة إلى الطلب القوي من المصافي، يجعل التقرير إيجابيا للغاية'. وانخفضت أسعار الخام بأكثر من واحد بالمئة أمس وأغلق خام غرب تكساس الوسيط عند أدنى مستوى له منذ 30 مايو أيار وسط تفاؤل بأن اتفاقا لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية يبدو أقرب. ومع ذلك، أقر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد لا يرغب في إبرام اتفاق. وقال ترامب أمس الثلاثاء إن الولايات المتحدة قد تقدم دعما جويا ضمن اتفاق لإنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا. وقال دبلوماسي إيراني كبير اليوم إن طهران تعتقد أن اللحظة لم تحن بعد لإجراء محادثات نووية 'مؤثرة' مع واشنطن وإيران هي ثالث أكبر منتجي الخام في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في 2024 خلف السعودية والعراق، لذا فإن أي اتفاق لتخفيف العقوبات على طهران سيعزز صادرات النفط الإيرانية إلى الأسواق العالمية. وأظهرت إحصاءات من 'مبادرة بيانات المنظمات المشتركة' (جودي) أن صادرات الخام السعودية في يونيو حزيران انخفضت إلى أدنى مستوياتها في ثلاثة أشهر

الحركة الوطنية يثمن إطلاق الحكومة منصة لحشد التمويلات ويطالب بسرعة التنفيذ
الحركة الوطنية يثمن إطلاق الحكومة منصة لحشد التمويلات ويطالب بسرعة التنفيذ

صدى البلد

timeمنذ 3 ساعات

  • صدى البلد

الحركة الوطنية يثمن إطلاق الحكومة منصة لحشد التمويلات ويطالب بسرعة التنفيذ

ثمّن المهندس أسامة الشاهد، رئيس حزب الحركة الوطنية، اتجاه الحكومة لإطلاق منصة وطنية لحشد التمويلات الميسرة والمنح الدولية لدعم مشروعات القطاع الخاص للتحول نحو التصنيع الأخضر، مؤكداً أن هذه الخطوة تأتي في توقيت بالغ الأهمية لمساندة الصناعات الوطنية المتضررة من آلية تعديل حدود الكربون (CBAM) التي يعتزم الاتحاد الأوروبي تطبيقها بشكل كامل مطلع عام 2026. وأوضح الشاهد في بيان صادر عنه أن هذه الآلية الأوروبية ستفرض رسوماً إضافية على صادرات خمسة قطاعات رئيسية تشمل (الأسمنت، الأسمدة، الحديد والصلب، الألمونيوم، الكهرباء)، وهي قطاعات تمثل ركائز أساسية للاقتصاد المصري وتوفير فرص العمل، مشيراً إلى ما ذكره صندوق النقد الدولي من احتمالية تحمل صادرات هذه القطاعات أعباء إضافية تصل إلى 317 مليون دولار سنوياً، مع تراجع محتمل في الصادرات بنسبة 7%. وأشاد الشاهد بالاجتماع التنسيقي الموسع بين الفريق كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، والدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، والذي أسفر عن وضع خارطة طريق وطنية للتعامل مع آلية الحدود الكربونية، وإطلاق المنصة التمويلية الجديدة وتشكيل لجنة فنية مشتركة لمتابعة تنفيذ المشروعات ذات الأولوية. وفي الوقت نفسه، شدد على أن نجاح هذه الخطوات مرهون بسرعة التنفيذ ووضع آليات واضحة تضمن وصول التمويلات إلى المصانع المتضررة بأسرع وقت، مؤكداً ضرورة توفير برامج فنية وتمويلية عاجلة لتأهيل الصناعة والتكيف مع المعايير البيئية الجديدة. كما طالب بإشراك ممثلي القطاع الخاص في اللجنة الفنية لضمان شفافية وعدالة توزيع التمويل، وتسهيل حصول الشركات على التمويلات الخضراء عبر البنوك المحلية بشروط ميسرة، مع توفير دعم فني لتحويل خطوط الإنتاج الحالية إلى نظم أكثر استدامة دون تحميل المصانع أعباء مالية إضافية. واختتم تصريحاته بالتأكيد على أن نجاح مصر في التكيف مع هذه التحولات البيئية سيمثل فرصة مهمة لتطوير الصناعات المحلية وتعزيز تنافسيتها عالمياً، مشدداً على أن المنصة التمويلية الجديدة يمكن أن تكون ركيزة أساسية في دعم الصناعة إذا تم تفعيلها وتنفيذها بسرعة وفاعلية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store