
'تيتانيك' باسيل و'التيار': إنّي أغرق
كتب نجم الهاشم في تداء الوطن:
قبل أن يبشّر الرئيس السابق ميشال عون اللبنانيين بأنّنا 'رايحين على جهنّم' كان شبّه الوضع في لبنان بباخرة التيتانيك التي كانت تغرق بينما الركاب يرقصون على أنغام الموسيقى غير مدركين خطورة ما يحصل وما ينتظرهم. هذا الوصف يكاد ينطبق على 'التيار الوطني الحر' ورئيسه النائب جبران باسيل، الآخذ في الغرق منذ إصاباته الخطيرة التي أصيب بها بعد ثورة 17 تشرين، وقد زادت خطورة بعد فشله في حجز مقعد رئاسي له، وبعد الخلاف مع 'حزب الله' وخسارة الذين أحاطوا به بعد بداية العهد، وتصدُّع وضعه الداخلي بعد قرارات الطرد التي اتخذها.
تجربة الانتخابات البلدية تؤكّد اتجاه 'التيار' الانحداري. ولكن ما يفعله رئيسه باسيل في تقييم نتائج هذه الانتخابات، يشبه ما يفعله 'حزب الله' في تقييمه لهزيمته في الحرب، كأنّ تفسيرهما للخسارة واحد على قاعدة أنّه 'مهما صار انتصار'.
بعد كل جولة انتخابات بلدية، كما حصل في جبل لبنان ثم في الشمال وعكار، وكما سيحصل في بيروت والبقاع وفي الجنوب، يسارع رئيس 'التيار الوطني الحر' وقبل ظهور النتائج النهائية إلى إعلان الانتصار. ولكن هذا الإعلان غير الاحتفالي يبقى مطعّماً بطعم الخسارة. فـ 'التيار' ينطلق في تقييمه للنتائج من قاعدة يستند إليها وهي أنّه لا يزال يتنفّس ولا يزال حيّاً، بينما كان هدف المعركة القضاء عليه انتخابياً بعد محاولة القضاء عليه سياسياً. هكذا هو منطق 'حزب الله' أيضاً في تقييمه للحرب وفيه أنّه طالما لا يزال يتنفس وواقفاً على رجليه، كما يقول أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، فهذا يعني أنّ أهداف الحرب فشلت لأنّ إسرائيل كانت تريد أن تقضي عليه. طالما لم يمُت فهو انتصر.
من التسونامي إلى التسلّل
ينطلق رئيس 'التيار' جبران باسيل في تقييم نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية من خلال تعداد التياريين أو المؤيّدين له الذين فازوا في المجالس البلدية أو في المخترة. ولكنّه لا ينطلق من الأساس الذي بدأت معه رحلة الذهاب إلى هذه الانتخابات، ولا يقارن بما كان عليه وضعه في انتخابات العام 2005 النيابية بعد عودة العماد ميشال عون من باريس وبين الوضع الذي آل إليه اليوم.
لم يقل أحد أنّ 'التيار' سينتهي وأنّ هناك حرب إلغاء ضده حتى يأتي ويقول إنه أفشل هذه الحرب. فهو لا يزال موجوداً طبعاً، وبعد أعوام سيبقى موجوداً. ولكنّ السؤال هو عن حجمه ودوره وعلّة وجوده.
التسونامي الذي شكّله العماد ميشال عون، خصوصاً في الشارع المسيحي، أخذ يتلاشى مع كل جولة انتخابات. قبل عودته إلى لبنان، وقبل اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005، أبرم عون تفاهماً مع النظام السوري و'حزب الله'، ورئيس الجمهورية الذي مثّلهما في لبنان العماد إميل لحود حول موضوع العودة ومعركة الانتخابات النيابية بحيث يكون إلى جانب لحود و'الحزب' وضد قوى المعارضة التي كانت تتّكل على قاعدة ثلاثية: الرئيس رفيق الحريري ووليد جنبلاط والبطريرك مار نصرالله بطرس صفير و'القوات اللبنانية'، ومن ضمن هذه الاستراتيجية كان قرار إبقاء سمير جعجع في الاعتقال. وقياساً على تلك النتائج التي حقّقها، ذهب عون إلى تفاهم كنيسة مار مخايل مع 'الحزب' في 6 شباط 2006. ذلك التفاهم كان مبرماً قبل أن يلتقي عون ونصرالله لأخذ الصورة التذكارية.
ليس حبّاً بـ 'التيار' بل كرهاً بـ 'القوات'
منذ ذلك التاريخ مضى عون مع تياره في رحلة صعود إلى السلطة بدعم من 'حزب الله' حيث كان يتمّ تجميد البلد كرمى لعيون باسيل ومن أجل إعطائه الحقائب الوزارية التي يريدها. ولكن طريق الصعود إلى السلطة كان يقابله هبوط في الشعبية وفي التمثيل النيابي الذي بقي يعتمد فيه على دعم 'الحزب' لكي تبقى كتلة نواب 'التيار' أكبر من كتلة 'القوات اللبنانية'.
احتضان 'الحزب' لـ 'التيار لم يكن حبّاً وغراماً به وبباسيل وعون بل كرهاً بـ 'القوات'. هكذا تمّ تعطيل الحكومات والانقلاب على الرئيس سعد الحريري في كانون الثاني 2011، وتشكيل حكومات موالية لـ 'الحزب' و'التيار' فشلت في تحقيق أي إنجازات، وقادت اللبنانيين إلى جهنم. وهكذا تم فرض الفراغ في قصر بعبدا بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان حتى تأمين انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية.
كان من الطبيعي أن يلتفّ طامحون إلى جنّة الحكم حول العهد في بداية انطلاقته. هذا ما حصل في الانتخابات النيابية عام 2018 عندما انضم إلى تكتله النيابي بعض النواب المستقلين، كميشال ضاهر وميشال معوض ونعمت افرام وإيلي الفرزلي وشامل روكز وطلال أرسلان، بالإضافة إلى 'تيار المردة' وسليمان فرنجية وحزب 'الطاشناق'… ولكن معظم هؤلاء لم يبقوا على العهد مع العهد وانفكوا من حوله، وهو في نصف الولاية بعد ثورة 17 تشرين والسقوط العظيم، وقبل انتخابات أيار 2022 التي كابد فيها 'التيار' للحفاظ على موقع متقدم ولتأمين فوز باسيل بمقعده في البترون، ولو بخسارة عدد كبير من الأصوات.
بعد تلك الانتخابات خرج رئيس 'التيار' ليقول أيضاً إن التيار لم يخسر على رغم الحملات التي تعرّض لها وشوّهت سمعته وسمعة رئيسه، وإنّه واجه حرب إلغاء وانتصر. ولكن حتى بعد تلك الانتخابات لم يتوقّف النزف داخل 'التيار' فخسر أربعة من نوابه الأساسيين: ابرهيم كنعان والياس بو صعب في المتن وألان عون في بعبدا وسيمون أبي رميا في جبيل.
التوازن السياسي المفقود
استمر نزف 'التيار' وتتالت خساراته السياسية والشعبية. منذ بدأ 'حزب الله' حرب المساندة في 8 تشرين الأول 2023 بدأ 'التيار' يبتعد عن 'الحزب' نظراً إلى النتائج المدمّرة لهذه الحرب ولأنّه تحمّل منه ما لا يحتمل في مسألة تمسك أمين عام 'الحزب' السيد حسن نصرالله بدعم رئيس 'تيار المرده' سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية.
انهارت علاقة باسيل مع 'تيار المرده' وتصدعت مع 'حزب الله' عندما أعلن أكثر من مرة أنّه ضد هذه الحرب. ولكن على رغم ذلك فقد شعر باسيل بالهزيمة التي تكبّدها 'حزب الله' بعد اغتيال أمينه العام السيد حسن نصرالله ومعظم قياداته واضطراره إلى القبول باتفاق وقف النار المذل الذي يعطي إسرائيل حقّ التدخل الدائم في لبنان.
مع انتخاب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية فقد باسيل التوازن السياسي. فهو لم يسمّه وخاض حملات شخصية ضدّه واتّّهمه بالغدر والخيانة، وحاول فتح ملفات فساد تتعلّق بموقعه في قيادة الجيش. ولكنّ هذه الحملة انقلبت ضده. لذلك حاول استلحاق نفسه بتسمية نواف سلام لرئاسة الحكومة ولكن كل ذلك المسار وضعه تلقائياً خارج السلطة والحكم والحكومة. من هنا اعتبر أن هناك حرباً كونية ضدّه وضدّ 'التيار' ومن هذه الخلفية اعتبر باسيل أنه طالما لا يزال يتنفّس فهو منتصر.
ابتعد عن 'التيار'
مدركاً وضعه الشعبي والسياسي المحاصر، لم يقتحم باسيل معركة الانتخابات البلدية. عزف عن خوض المعارك واختبأ خلف لوائح زجّ فيها بعض المنتسبين إليه.
وهو لم يختر هذا الأمر راضياً إنّما لأنّ أطرافاً كثيرة لم تقبل أن تتحالف معه، أو ابتعدت عن هذا التحالف لأن الصورة مع التيار صارت تؤدّي إلى خسارات سياسية وشعبية بعدما التصقت به اتهامات الفساد وتمّ تحميله مسؤولية الانهيار الاقتصادي والمالي.
'ابتعد عن التيار' تلك كانت قاعدة لجأ إليها كثيرون ممن كانوا حلفاءه. هذا ما حصل في بلدية جونيه مثلاً وفي زحلة وجزين والجديدة وغيرها. بينما في المقابل كانت 'القوات اللبنانية' في صلب هذه اللوائح تستقطب المتحالفين معها شخصيات مستقلة وأحزاباً، وبدت من خلال هذه الصورة وكأنها حزب العهد أو الحزب الذي يشكل قوة له.
لا يمكن قياس قوة بقاء 'التيار' وباسيل على قيد الحياة السياسية من خلال تعداد المقاعد في المجالس البلدية. فالتحدي الأكبر الذي سيواجهه باسيل سيكون في الانتخابات النيابية في أيار 2026 حيث بدأت بوادر المعركة تشير إلى احتمال ألا يترشح باسيل شخصياً في البترون. وإلى احتمال خوض معارك ضد من كانوا إلى جانبه في التيار قبل المعارك ضدّ من يعتبرهم خصومه الأساسيين كـ 'القوات اللبنانية'. هذه الانتخابات ستؤشر إلى طول مرحلة عبور الصحراء التي سيعيشها 'الحزب' وإلى قدرته على البقاء تحت الماء.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
المطلوب دولياً سلاح "حزب الله" أو الآتي أعظم
متى يدرك اللبنانيون، مسؤولين وغير مسؤولين، ومحازبين ومنضوين في جمعيات سياسية، أن لبنان دخل المنظومة الأميركية إن لم نقل الفلك الأميركي الباسط شعاعه من الخليج العربي إلى الشرق الأوسط الجديد وصولاً إلى مصر، وقد تجلىّ هذا التطور خصوصاً في الزيارات "المثمرة" التي قام بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية ولقائه فيها في رعاية ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلطان، الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، الذي أصبح بطلاً مظفراً، ثم إلى قطر ودولة اللإمارات العربية، فضلاً عن أن لبنان الرسمي من خلال رئيس الجمهورية جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام والوزراء الموافَق عليهم دولياً، إضافة إلى رئيس مجلس النواب رئيس حركة "أمل" والناطق باسم "الثنائي الشيعي" وأحدهما "حزب الله"، الأميركي الهوى نبيه بري. خلص الشرق الأوسط الجديد...كلهم في الفلك الأميركي... وترامب أقفل الباب وأخذ المفتاح معه. لنعد إلى موضوعنا الأساسي إذ سبق أن كتبنا قبل أسابيع أن اللبنانيين ممانعين وغير ممانعين سيذهبون إل اسرائيل بسياراتهم الفارهة، نعم فاللبنانيون معتادون على "نقاط الإستلحاق"(Points de rachat )، إلا أنهم سيصلون، ولو في السيارة الأخيرة. لبنان في رأي مصادر ديبلوماسية متابعة دخل مرحلة الحسم وعلى ما يبدو بل المؤكد أن "الغلبة" للأميركيين والإسرائيليين بينما تحاول إيران التقاط انفاسها، في وقت يبدو القرار اللبناني محشوراً في الزاوية وثمة عدم استيعاب رسمي و"ميليشياوي" لما يجري . والمطلوب ما ستؤكده المبعوثة الأميركية مورغن أورتيغاس العائدة قريباً إلى لبنان وهو تسليم سلاح "حزب الله" الذي بات خردة، وإلا فإن هذا البلد سيشهد صيفاً حاراً جدًا بين حزيران وتموز وينتهي بجمع السلاح غير الشرعي أي سلاح "حزب الله" والمنظمات الفلسطينية من الناقورة إلى النهر الكبير بالتوافق أو... بلغة أخرى . إنه قرار متخذ. لقد دخل لبنان في المنظومة الأميركية التي ستشهد قريباً "تكيّف" إيران مع "معلمتها" الولايات المتحدة الأميركية، من لبنان إلى سوريا والعراق واليمن مروراً طبعاً بغزة التي تعاملت مع اسرائيل من خلال عمليتها باجتياح جدار غزة تمثيلياً وهي عملية مدفوع ثمنها وتفوح منها رائحة "العمالة" لتبرير كل هذه العملية الإسرائيلية التي دبّرتها مخابراتها ضد غزة. والدليل أن العملية انتهت بتدمير غزة واغتيال السينوار ، وشقيقه قبل أيام قليلة فيما الرئيس محمود عباس في دنيا أخرى ولم يحرّك ساكناً. إنه واحد من المنظومة! هكذا كان ياسر عرفات"إجر بالبور وإجر بالفلاحة". مؤسف أن العمالة عند العرب مسألة DNA ، وهم زحفاً زحفاً نحو إسرائيل والتطبيع، من دول الخليج والأردن ومصر وسوريا إلى لبنان ومَن لفّ لفّها. كل العرب ذاهبون إلى التطبيع وتوقيع معاهدة سلام. غداً سيتبادل العرب القبل مع الشيطان الأكبرومَن يعش يرَ. قل للمليحة بالخمار الأسودِ ماذا فعلت (يا ترامب) ب"ناسك متعبدِ" قد كان شمّر للصلاة ثيابه حتى وقفت له في باب المسجد... ( ربيعة بن عامر التميمي) بقلم حبيب شلوق انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


الشرق الجزائرية
منذ ساعة واحدة
- الشرق الجزائرية
بولر يتحدث عن إمكانية اتفاق بغزة وويتكوف يؤكد دعم إسرائيل
قال المبعوث الأميركي للرهائن آدم بولر 'إننا نقترب أكثر فأكثر من التوصل إلى اتفاق في غزة'، كما أكد البيت الأبيض ضرورة وقف إطلاق النار وإطلاق الأسرى، في الوقت الذي تستمر فيه المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس وإسرائيل في العاصمة القطرية الدوحة. ونقلت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية عن بولر قوله إنه 'إذا أرادت حماس الحضور وتقديم عرض مشروع وإذا كانت مستعدة للإفراج عن الرهائن فنحن دائما منفتحون على ذلك'. كما نقلت القناة 14 الإسرائيلية عن بولر تأكيده أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لم يغير موقفه 'فهو يدعم إسرائيل والشعب اليهودي'. وفي السياق، نقلت جيروزاليم بوست عن المبعوث الأميركي للمنطقة ستيف ويتكوف قوله 'نقف جنبا إلى جنب مع إسرائيل ومصممون على ضمان عودة كل رهينة إلى عائلته'. واعتبر ويتكوف أنه منذ 7تشرين الأول 2023 يخوض الحوثيون وحماس وحزب الله ما أسماها 'حربا جبانة وغير أخلاقية'. وأكد أن من واجبه إلى جانب آخرين في الإدارة تنفيذ رؤية ترامب واستعادة السلام. من جانبها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إن الرئيس ترامب يريد وقفا لإطلاق النار في غزة، وإفراجا عن جميع الأسرى. وأضافت ليفيت، في مؤتمر صحفي، أن الإدارة الأميركية تتواصل مع طرفي الصراع في غزة، وأن ترامب أوضح لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن عليها إطلاق سراح الأسرى. وكانت القناة 13 الإسرائيلية قالت الاثنين إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قرر إبقاء وفد بلاده المفاوض في العاصمة القطرية الدوحة، من أجل مواصلة المفاوضات بشأن إبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس. ونقلت القناة، عن مصادر وصفتها بالمطّلعة على تفاصيل المفاوضات، أن حماس لا تزال متمسكة بمطلبها بإنهاء الحرب بشكل نهائي، في حين يرفض الوفد الإسرائيلي، وفق التفويض السياسي الممنوح له، تقديم أي التزام بذلك. وذكرت صحيفة واشنطن بوست، الاثنين، أن الضغوط الأميركية على إسرائيل أصبحت أكثر شدة، حيث حذر مسؤولون مقربون من الرئيس ترامب القيادة الإسرائيلية من أن الولايات المتحدة قد توقف دعمها لتل أبيب إذا لم تنهِ الحرب في قطاع غزة.


IM Lebanon
منذ 2 ساعات
- IM Lebanon
إقرار عوني بانتصار القوات بزحلة!
لفت النائب سليم عون في حديث تلفزيوني إلى أن القوات اللبنانية تُعدّ 'القوة الأكبر في زحلة'، واصفًا هذا الواقع بـ'الطبيعي'، لكنه نبّه في المقابل إلى غياب أي ماكينة انتخابية فاعلة باستثناء ماكينة 'التيار الوطني الحر'، ما انعكس على النتائج التي عكست برأيه 'تغيرًا واضحًا في المزاج الزحلاوي'. وشدّد على وجود 'خلل كبير في حجم المواجهة'، مشيرًا إلى أن القوى التي واجهت القوات لم تطرح عناوين سياسية واضحة، بل انطلقت من 'كيدية ونكد سياسي' ما أدى إلى فشلها. وهاجم القوات اللبنانية، قائلاً إنها تحالفت مع مريم سكاف لاعتقادها بعدم قدرتها على الفوز منفردة، فيما 'ترك التيار الحر الحرية لناخبيه'، ما أدى إلى تشتت الأصوات وظهور نحو 4000 صوت تغييري. وأضاف: 'اخترنا سحب الاحتقان وفضّلنا التفاهم، لكن ما حصل في زحلة كان حفلة جنون وتكاذب، والتعاطي معنا كان بوجهين لعملة واحدة'. وعبّر عن أسفه لـ'قلة حرص أبناء زحلة على مدينتهم' مقارنةً بالبترون، مؤكدًا أن التيار واجه 'نهجًا سياسيًا لا يشبهه'. ورأى أن نسبة التصويت المنخفضة سببها سكن معظم مؤيدي التيار خارج زحلة، نافيًا وجود مفاجأة بتأخر التيار في التفاوض مع القوات، وقال إنهم وحدهم حافظوا على موقفهم، في مقابل 'أنانية وعجرفة' القوات. وأشار إلى أن مسؤولي القوات طلبوا دعم التيار في اليومين الأخيرين لكن لم يُتوصل إلى اتفاق، مؤكّدًا أن 'من يربح يستحق التهنئة'، إلا أن القوات لم تمد يدها إلا في البلدات المتأرجحة. واتّهم القوات بـ'الكيدية التي أضرت بالمصلحة العامة'، مشدّدًا على أن السياسة متقلّبة، وأنهم صُنعوا 'تسونامي 2005″، لكنهم تعرضوا لحملة شيطنة واغتيال سياسي. واعتبر أن 'المنع' حال دون استجرار الطاقة رغم جهود وزارة الطاقة، مشيدًا بجسم التيار الصلب في الانتخابات البلدية، ومؤكّدًا المراجعة قريبًا. وكشف أن مرشحي التيار النيابي سيُعلن عنهم قبل نهاية حزيران، مؤكّدًا أنه فاز 'بنزاهة'، خلافًا لجهات دفعت المال. وختم بالإشارة إلى أنه من 'المقاومة الزحلية'، وأن زحلة 'لا يدين لها أحد'، منتقدًا من 'تباهوا اليوم وكانوا من أتباع البعث'. كما أكد أهمية المناصفة والسلم الأهلي، ووجّه تحية للحريري، قائلًا إن التيار 'انتُقد بشأن الاستراتيجية الدفاعية، لكن الخصوم عادوا لطرحها بعد ضربات تلقاها حزب الله'.