
«باك دا» و«بي – 21 ».. «صراع السماء» يحتدم بين روسيا وأمريكا
في ظل التنافس المتصاعد بين القوى الكبرى لتطوير قاذفات استراتيجية شبحية متقدمة، تبرز الطائرة الروسية "باك دا" كأحد المشاريع الطموحة التي تهدف لمنافسة الطائرة الأمريكية الحديثة بي21 رايدر.
لكن الواقع التقني والعملي يشير إلى تفوق القاذفة الأمريكية على نظيرتها الروسية في عدة جوانب حاسمة، رغم ما تحمله القاذفة باك دا (PAK DA) في طياتها من إمكانيات واعدة على الورق.
تصميم ومواصفات الطائرة الروسية باك دا
بدأ برنامج تطوير القاذفة الروسية في أواخر التسعينيات، حيث تم وضع المتطلبات الأولية من قبل الحكومة الروسية الجديدة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.
هذا المشروع، الذي يحمل اسم "المجمع الجوي الواعد للطيران بعيد المدى"، يجري تطويره بالكامل من قبل مكتب تصميم توبوليف الشهير.
في البداية، كانت هناك تقارير تشير إلى أن الطائرة ستعتمد بشكل كبير على تصميم الـTu-160 الأسرع من الصوت، إلا أن تصريحات المسؤولين الروس أكدت أن الطائرة ستكون تصميمًا جديدًا كليًا.
تتميز القاذفة الروسية بتصميم مشابه للطائرة الأمريكية بي-2 سبريت، مما يمنحها قدرة عالية على التخفي وتقليل البصمة الرادارية.
كما تشير التقارير إلى أن الطائرة ستتمتع بمدى يصل إلى حوالي 12,000 كيلومتر وقدرة على حمل أكثر من 30 طنًا من الأسلحة، من بينها صواريخ تقليدية، ونووية، وحتى أسلحة فرط صوتية متطورة، ما يجعلها منصة هجومية قوية، قادرة على تنفيذ ضربات استراتيجية بعيدة المدى.
إلا أنه بالرغم من هذه الإمكانيات الواعدة، تواجه القاذفة الروسية العديد من التحديات التي قد تؤخر دخولها الخدمة الفعلية؛ أولها هو العقوبات الدولية المفروضة على روسيا والتي تحد من وصولها إلى التقنيات المتقدمة والمواد اللازمة لتطوير أنظمة التخفي والاتصالات الحديثة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الصراع المستمر في أوكرانيا يستهلك موارد كبيرة من الاقتصاد الروسي، مما يؤثر سلبًا على تمويل المشاريع العسكرية الطموحة.
من الناحية التقنية، أثار تصميم الأجنحة بعض القلق لدى المحللين، حيث قد تزيد هذه الأجنحة من إمكانية اكتشاف الطائرة بواسطة الرادارات المعادية، وهو ما يقلل من ميزتها في التخفي مقارنة بتصميم جناح الطائر الكامل المستخدم في بي-21
الطائرة الأمريكية بي-21 رايدر: التفوق التكنولوجي والعملي
على الجانب الآخر، تتميز الطائرة الأمريكية بي-21 رايدر بتقنيات متقدمة وتصميم متطور يجعلها الطائرة الرئيسية القادمة للقوات الجوية الأمريكية.
وجرى تطوير القاذفة ضمن برنامج "قاذفة الضربة بعيدة المدى" الذي يهدف إلى استبدال الطائرات القديمة مثل بي1 وبي2. وتتميز بتصميم بجناح طائر متكامل يقلل من التوقيع الراداري، مع مدى يصل إلى حوالي 12,000 كيلومتر، مما يمنحها قدرة أكبر على الوصول إلى أهداف استراتيجية بعيدة.
كما أن الـB-21 صممت بحمولة أسلحة مرنة تصل إلى 12-13 طنًا، مع إمكانية حمل صواريخ نووية متطورة مثل LRSO وقنابل اختراق عميقة مثل MOP.
إضافة إلى ذلك، فإن الطائرة مزودة بأنظمة إلكترونية متقدمة تتيح لها العمل ضمن شبكة قتالية متكاملة مع طائرات مسيرة وأقمار صناعية، مما يعزز من قدرتها على تنفيذ مهام معقدة في بيئات معادية.
أحد أبرز مزايا الـB-21 هو تصميمها المفتوح الذي يسمح بتحديثات مستقبلية مستمرة، مما يجعلها منصة قابلة للتكيف مع التطورات التكنولوجية الجديدة، وهو أمر بالغ الأهمية في عالم يتغير بسرعة من حيث تهديدات الأمن والدفاع.
مقارنة شاملة بين باك دا وبي-21 رايدر
عند مقارنة الطائرتين، نجد أن باك دا تتفوق في بعض الجوانب مثل الحمولة القصوى التي تصل إلى 30 طنًا، ومدى الطيران الذي يكاد يضاهي بي-21. لكن التأخيرات الكبيرة في الإنتاج، والعقوبات الاقتصادية، والمشاكل التقنية تجعل من الصعب على روسيا إدخال هذه الطائرة إلى الخدمة في وقت قريب.
في المقابل، فإن بي-21 تشهد تقدما مستمرا في مراحل الاختبار والإنتاج، مع توقع دخولها الخدمة خلال السنوات القليلة القادمة.
كما أن تفوق الولايات المتحدة في مجال تكنولوجيا التخفي، والأنظمة الإلكترونية، والقدرة على التكامل مع الشبكات القتالية الحديثة، يمنح بي-21 ميزة استراتيجية واضحة على منافستها الروسية.
aXA6IDE1NC45LjE5LjEzNSA=
جزيرة ام اند امز
ES

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ 2 أيام
- العين الإخبارية
الوحش السوفياتي «إس 200».. أوكرانيا تطوع أشباح الماضي لإفزاع روسيا
شهدت حرب أوكرانيا مستويات مرتفعة من الابتكار والإبداع، لكن ومع ظهور أسلحة جديدة كانت الأسلحة القديمة لا تزال فعالة. ونجحت أوكرانيا في تحويل جزء من أسلحتها السوفياتية القديمة إلى وحوش في القتال وهو ما يكشف عن درجة من الإبداع كما يشير إلى أهمية التوطين في الصراع. ويشهد نظام الصواريخ السوفياتي القديم "إس-200" والذي يُطلق عليه حلف شمال الأطلسي (ناتو) اسم جامون إس إيه-5" لحظة فارقة وذلك وفقا لما ذكره موقع "ناشيونال إنترست" الأمريكي الذي نقل عن مراسل الحرب ديفيد آكس بعض القصص المذهلة حول كيفية استخدام أوكرانيا لهذا النظام لصواريخ أرض-جو بعيد المدى وعالي الارتفاع، الذي طوره الاتحاد السوفياتي خلال الحرب الباردة. وعلى قناته على تليغرام، قال آكس "ربما فجّرت الضربة الأولى المؤكدة لنظام إس-200، في 9 يوليو/تموز 2023، موقعًا صناعيًا في مكان ما بمنطقة بريانسك". وأوضح آكس أن الضربة الثانية المؤكدة جاءت بعد 17 يومًا، وانتهت بسقوط صاروخ " 5V28 " على تاغانروغ، وهي مدينة تقع على ساحل البحر الأسود الروسي، على بُعد 20 ميلًا من الحدود مع أوكرانيا و100 ميل من خط المواجهة. وتعد هذه الأمثلة على الضربات الأوكرانية مثالًا رائعًا على كيفية إعادة صياغة الحرب لتوقعات الأسلحة حيث يُعد نظام إس-200 من الأسلحة القديمة بالمعايير الحديثة. كما أنه عملاق أيضًا؛ إذ يزن صاروخ "5V28 " الذي يُطلقه من قاذفته الثابتة 8 أطنان، ويمكنه حمل رأس حربي ضخم يزن 500 رطل لكن ذروة هذا الصاروخ كانت في ستينيات القرن الماضي. ومع ذلك، فمن المرجح أن هذا النظام أكثر فائدة للأوكرانيين من العديد من الأسلحة المماثلة التي يقدمها الشركاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) وهو ما يرجع إلى شهرة هذا النظام لدى الأوكرانيين، وكون سلسلة توريده محلية في معظمها. في الواقع، كان من المفترض أن يكون نظام إس-200 مُدمرًا لقاذفات "بي-52 ستراتوفورتريس" وصُمم لاعتراض أهداف ضخمة على مسافات طويلة وارتفاعات أعلى من نظام "إس-75 سام" القديم. ولم يكن نظام "إس-200" مخصصًا للتنقل أو الانتشار السريع، بل صممه السوفيات ليكون نظامًا ثابتًا أو شبه ثابت للدفاع عن الأهداف الثابتة عالية القيمة. وتكون هذا النظام الكبير والمعقد من عدة مكونات رئيسية، بما في ذلك بطارية صواريخ، وقاذفات متعددة، وأنظمة رادار لاصطياد الأهداف وتتبعها، وبنية تحتية للقيادة والتحكم. والصاروخ الرئيسي للنظام هو "V-880 " أو " 5V21 " في الإصدارات اللاحقة هو صاروخ ذو مرحلتين مزود بمعزز يعمل بالوقود الصلب وصاروخ داعم يعمل بالوقود السائل. وعلى حسب الطراز، يمكن للصاروخ إصابة أهداف على مسافات تتراوح بين 93 و186 ميلًا تقريبًا، مما يجعله أحد أطول صواريخ سام في عصره من حيث المدى. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للنظام اعتراض أهداف على ارتفاعات تصل إلى 131,000 قدم - وهو ارتفاع كافٍ لإصابة أي طائرة في السماء. كما يمكن لصاروخ إس-200 الوصول إلى سرعات تصل إلى 4 ماخ، مما يتيح اعتراضًا سريعًا للأهداف سريعة الحركة ويتولى رأس حربي شديد الانفجار، وزنه 500 رطل، مزود بفتيل تقارب لجعله أكثر فتكا ضد التهديدات الجوية، مهمةً حاسمةً في هذا النظام. وفي الأساس، اعتمد إس-200 على التوجيه بالرادار شبه النشط، معتمدًا على رادارات أرضية مثل "5N62 (Square Pair) " لإضاءة الهدف ويوفر رادار التحكم في إطلاق النار في النظام تتبعًا دقيقًا، بينما تدعم رادارات الإنذار المبكر، مثل P-14 (Tall King)، رصد الهدف. وكتب آكس "بالنظر إلى الدقة الجيدة نسبيًا لصواريخ إس-200 الأوكرانية التي أُعيد إحياؤها في دور أرض-أرض، هناك احتمال كبير أن يكون مهندسو كييف قد ركّبوا باحثًا أفضل". aXA6IDgyLjI3LjIyOS4yMTUg جزيرة ام اند امز FR


العين الإخبارية
٠٩-٠٥-٢٠٢٥
- العين الإخبارية
الساحة الحمراء في روسيا تتزين بالقوات المصرية (فيديو)
تم تحديثه الجمعة 2025/5/9 01:46 م بتوقيت أبوظبي من قلب التاريخ، وعلى أرض شهدت ملاحم النصر والتضحيات، وقفت مصر، بجيشها ورئيسها، شاهدة على لحظة استثنائية في ذاكرة الشعوب. في الساحة الحمراء بالعاصمة الروسية موسكو، مرّت القوات المصرية أمام منصة الاحتفال بالذكرى الـ80 ليوم "النصر"، وسط حضور عدد كبير من قادة ورؤساء الدول حول العالم. ويُعد يوم 9 مايو/أيار من أهم الأيام في تقويم روسيا، حيث يتم إحياء ذكرى انتصار الاتحاد السوفياتي على ألمانيا النازية، في الحرب العالمية الثانية. وحضر الاحتفال عدد من رؤساء الدول، من بينهم الرئيس الصيني شي جين بينغ، والمصري عبد الفتاح السيسي، والبرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، والصربي ألكسندر فوتشيتش، والفنزويلي نيكولاس مادورو، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وقد أرسل العديد من قادة الدول المشاركين، قوات للمشاركة في العرض العسكري، إلى جانب الجنود الروس. حضورٌ مصري يؤكد مجددا مكانة مصر كقوة إقليمية ذات امتداد دولي، وشريك مهم في لحظات الذاكرة الجماعية للأمم. aXA6IDgyLjIxLjIyMC4xOSA= جزيرة ام اند امز GB


العين الإخبارية
٠٩-٠٥-٢٠٢٥
- العين الإخبارية
بوتين في قلب الساحة الحمراء.. عرض «النصر» بطعم التحالفات
في يوم أراده تأكيدا على تحالفاته الدولية، اعتلى الرئيس فلاديمير بوتين منصة الاحتفال بالذكرى الـ80 لـ"يوم النصر"، محاطا بزعماء أصدقاء ويُعد يوم 9 مايو/أيار من أهم الأيام في تقويم روسيا، حيث يتم إحياء ذكرى انتصار الاتحاد السوفياتي على ألمانيا النازية، في الحرب العالمية الثانية. وحضر الاحتفال عدد من رؤساء الدول، من بينهم الرئيس الصيني شي جين بينغ، والبرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، والمصري عبد الفتاح السيسي، والصربي ألكسندر فوتشيتش، والفنزويلي نيكولاس مادورو، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وقد أرسل العديد من قادة الدول المشاركين، قوات للمشاركة في العرض العسكري، إلى جانب الجنود الروس. وبدأ العرض العسكري باستعراض حرس الشرف حاملين العلم الوطني لروسيا الاتحادية وراية النصر على النازية وحلفائها في الحرب العالمية الثانية. ووفق ما طالعته "العين الإخبارية" في موقع "روسيا اليوم"، شارك في العرض العسكري 1500 فرد من المشاركين في العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا. وبعد كلمة الرئيس بوتين، عزفت الأوركسترا النشيد الوطني الروسي، بالتزامن مع إطلاق المدفعية. ومرّت أمام المدرجات كتيبة "حرس الشرف" من حملة الأعلام الروسية وراية النصر ومختلف التشكيلات في القوات الروسية، ورايات الجبهات العشر في الحرب. كما مرّت 45 راية قتالية للوحدات العسكرية المشهورة، وقوات الاستطلاع العسكري، وقوات الحدود. في حين تقدمت دبابة "تي-34" السوفياتية الأسطورية طليعة أرتال الآليات العسكرية المشاركة في العرض العسكري مع المدفعية، وهي الأسلحة التي كان لها الدور الحاسم في الانتصار في الحرب. وفي سماء الساحة الحمراء، كان الاستعراض الجوي من قبل "الفرسان الروس" و"السنونو" على متن مقاتلات "ميغ-29". aXA6IDk5Ljc3LjExNS4yMTIg جزيرة ام اند امز US