logo
"الشيطان يكمن في التفاصيل".. لماذا توجس الأوكرانيون بعد اتصال ترامب ببوتين؟

"الشيطان يكمن في التفاصيل".. لماذا توجس الأوكرانيون بعد اتصال ترامب ببوتين؟

الجزيرةمنذ 8 ساعات

كييف- بعد اتصال هاتفي دار بينهما لمدة ساعتين ونصف الساعة -أول أمس الاثنين- قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الحديث مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين"سار على ما يرام"، وإن "لهجة وروح المحادثة كانت ممتازة"، بينما وصف بوتين المحادثة بأنها "ذات معنى وصريحة ومفيدة للغاية".
عبارات المدح هذه وغيرها شكَّلت انطباعا إيجابيا مؤقتا في ما يتعلق بقضية وقف الحرب الروسية المستمرة على أوكرانيا منذ فبراير/شباط 2022، لكنه انطباع تبدد سريعا، فعلى عكس المتوقع، لم يحيِ الاتصال "الممتاز" تفاؤل الأوكرانيين، بل لعله فرض أجواء جديدة من القلق إزاء ما تخبئه الأيام القادمة من أحداث وتطورات.
وسبق القلق الأوكراني اتصال ترامب ببوتين، وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه تحدث مرتين مع ترامب، مطالبا إياه بِحثّ روسيا على قبول وقف إطلاق نار يستمر 30 يوما، و"عدم اتخاذ أي قرار بشأن أوكرانيا دون موافقتها".
كما طالب زيلينسكي ترامب باتخاذ خطوات أكثر جدية إذا رفضت روسيا ، وفرض عقوبات توقف تمويل الحرب الروسية على بلاده.
دون إفراط في التوقعات
لكن مخرجات الاتصال التي أعلنها بوتين وترامب لم تلب أيا من مطالب أوكرانيا، بل جاءت عامة ومرسلة، لدرجة أثارت شكوك الأوكرانيين بإمكانية أن تؤدي إلى نتيجة فعلا.
وتضمنت أبرزها:
استعداد روسيا للعمل مع أوكرانيا على مذكرة تفاهم لوقف إطلاق النار.
تأكيد أهمية استئناف المفاوضات.
التوصل إلى حلول وسط تناسب الجانبين وتقضي على جذور الصراع، ثم تصبح أساسا لمعاهدة سلام مستقبلية.
وحول هذا، علق رئيس مركز الدراسات السياسية التطبيقية "بنتا"، فولوديمير فيسينكو، قائلا للجزيرة نت "تواصل ترامب وبوتين 3 مرات على الأقل في السابق، فما الذي تغير؟ الاتصال الأخير لم يحمل أي شيء ملموس، ولا ينبغي أن نفرط في التوقعات".
وبعد أن أطلعه الرئيس الأميركي على نتائج الاتصال، قَبِل زيلينسكي، وقال في مؤتمر صحفي إن بلاده تنتظر مقترحا روسيا للنظر فيه، وتدرس إمكانية عقد اجتماعات التفاوض في تركيا أو الفاتيكان أو سويسرا.
لكن أسئلة الصحفيين انهالت عليه بخصوص قضايا حساسة، كانت مثل ألغام منعت أي تقدم على طريق الحل، كقضية العودة إلى الحياد وتخلي أوكرانيا عن مساعي العضوية في حلف شمال الأطلسي ، وشروط روسيا المتعلقة بانسحاب قوات كييف من كامل أراضي 4 مقاطعات ضمتها، (لوغانسك ودونيتسك وزاباروجيا وخيرسون)، واعتراف السلطات الأوكرانية أيضا بشرعنة السيطرة الروسية على تلك الأراضي، إضافة لشرط التخلي عن السلاح الغربي وبناء الجيش.
هدف التعجيز
وجدد زيلينسكي التأكيد على تمسك بلاده بحق تقرير المصير وسيادة القرار، وهو ما علق عليه الخبير فيسينكو قائلا "أوكرانيا تطالب منذ زمن طويل بما أعلنه ترامب وبوتين، والمشكلة ليس في الآليات، بل في النيات، والشيطان يكمن في التفاصيل".
وأضاف متسائلا "متى ستقدم روسيا مقترحها؟"، وتابع أنه ما من سقف زمني لكل ما طُرح، والأمر مرسل، وقد يطول كسبا للوقت، وتهربا من الرغبة الحقيقية في وقف الحرب. وقال "أي معنى لانتظار المجهول إذا كانت شروط روسيا تعجيزية، فيها ذل واستسلام أوكرانيا، ونيات مبطنة للهيمنة على أراضيها واستقلال قرارها".
وبالإضافة إلى ما سبق، جدَّد الاتصال خشية أوكرانيين من عودة الدفء إلى العلاقات الأميركية الروسية على حساب بلادهم، لكن آخرين يرون أن "ذلك سابق لأوانه".
وقال يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي إن ترامب وبوتين خاطبا بعضهما بعضا بالاسم الأول (دونالد وفلاديمير)، ولم يرغب أي منهما في المبادرة إلى إغلاق الهاتف، كما قال ترامب لبوتين إنه يستطيع الاتصال به في أي وقت.
وعبّر ترامب عن تأييده العودة إلى "تجارة ضخمة" مع روسيا، وقال إنه لن يفرض عقوبات جديدة عليها حاليا، وإن "بوتين يحترم زوجته ميلانيا، والروس يحبونها أكثر منه".
سابق لأوانه
وتعليقا على الأجواء التي صاحبت وتلت اتصال ترامب ببوتين، قال الدبلوماسي السابق رومان بيسميرتني، للجزيرة نت، إن "بوتين يجيد خداع ترامب والتأثير عليه بالعواطف، للأسف".
وأضاف "بالنسبة إليّ، يجب ألا نثق بترامب، فنتائج اتصاله الأخير مع بوتين هي بمنزلة تمهيد لتخلي واشنطن عن جهود الوساطة، حتى يحدث أمر جديد".
من جهته، رأى الكاتب والمحلل إيفان ياكوفينا أنه "من السابق لأوانه الحديث عن عودة كامل الدفء إلى العلاقات الأميركية الروسية، أو انحياز ترامب إلى روسيا، فقد غيّر الأميركيون تكتيكاتهم مرات عدة خلال الشهور الماضية، ويريدون منح الدبلوماسية فرصة حتى النهاية".
ويعتقد ياكوفينا -في حديثه للجزيرة نت- أنه بغض النظر عن النتيجة، فالولايات المتحدة لم ترفع أو تخفف العقوبات عن روسيا، بل تلوح بأخرى في حال الفشل، وبزيادة الدعم العسكري لأوكرانيا.
ويضيف أن "تقلبات ترامب لا تغير من حقيقة الأمر شيئا، وواشنطن تدرك أن نصر روسيا سيكون كارثيا على مكانتها العالمية، وعلى علاقاتها مع أوروبا وباقي دول العالم".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تساؤلات بشأن استعادة الموساد ملف الجاسوس كوهين
تساؤلات بشأن استعادة الموساد ملف الجاسوس كوهين

الجزيرة

timeمنذ 37 دقائق

  • الجزيرة

تساؤلات بشأن استعادة الموساد ملف الجاسوس كوهين

كشفت إسرائيل -الأحد الماضي- عن تمكنها من استعادة الأرشيف السوري للجاسوس الإسرائيلي الأشهر إيلي كوهين في دمشق، في عمل استخباراتي داخل العاصمة السورية، نفذها جهاز الموساد بمساعدة "جهاز استخبارات حليف"، لكن وكالة رويترز كشفت، نقلا عن مصادر سورية، أن عملية التسليم كانت بمبادرة من جانب الحكومة السورية لتهدئة التوترات مع الجانب الإسرائيلي. وأثارت العملية تساؤلات عن ظروفها والكيفية التي تمت بها، خاصة أن وسائل إعلام إسرائيلية وتقارير غربية تحدثت في الآونة الأخيرة عن اتصالات سورية إسرائيلية تهدف إلى خفض التصعيد واتباع مسار تفاوضي، وتزامنت مع لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنظيره السوري أحمد الشرع في الرياض. ونقلت تقارير عن تل أبيب رغبتها في أن يساعدها الهدوء الحالي على استعادة رفات إيلي كوهين، عميلها السابق في دمشق الذي مضى على إعدامه 6 عقود. بادرة حسن نية ونقلت وكالة رويترز، أمس الثلاثاء، عن 3 مصادر قولها إن القيادة السورية وافقت على تسليم وثائق ومتعلقات عميل جهاز المخابرات الإسرائيلي إيلي كوهين لتل أبيب. وقالت الوكالة إن مصدرا أمنيا سوريا ومستشارا لدى القيادة السورية وشخصا مطلعا على المحادثات السرية بين الجانبين قالوا إن أرشيف المواد عُرض على إسرائيل، في مبادرة سورية غير مباشرة، لتهدئة التوتر وبناء الثقة لدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب. ونقلت رويترز عن مصدر أمني أن مقاتلي المعارضة السورية بقيادة الشرع عثروا على ملف كوهين في مبنى تابع لأمن الدولة في ديسمبر/ كانون الأول غداة سيطرتهم على دمشق. وبحسب مصادر الوكالة، فإن الشرع ومستشاريه الأجانب قرروا بسرعة استخدام المواد كوسيلة ضغط على إسرائيل، مشيرة إلى أن الشرع أدرك أهمية الأرشيف للإسرائيليين، وأن إعادته قد تُعد بادرة دبلوماسية مهمة. وفي رواية إسرائيلية تدعم هذا السيناريو، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت في تقرير لها إن الحكومة السورية تدرس إعادة رفات كوهين إلى إسرائيل. وذكرت الصحيفة أن نتنياهو التقى في نهاية مارس/آذار الماضي بنادية كوهين، أرملة الجاسوس الإسرائيلي، حيث أكد لها أن "الجهود لإعادة جثمانه مستمرة ولن تتوقف حتى تكتمل المهمة". واعتبرت الصحيفة تصريحا للشرع في وقت سابق حول نيته النظر في "قضايا إنسانية مؤجلة"، تلميحا إلى ملف كوهين، ورأت فيه "تصريحا مفاجئا يثير التفاؤل في الأوساط الإسرائيلية". من جهتها، كشفت صحيفة معاريف الإسرائيلية نقلا عن مصادرها أن المسؤولين السوريين أبلغوا الإسرائيليين، خلال المحادثات السرية التي عقدت في أذربيجان لتهدئة التوتر بين الجانبين، أنهم يسعون للعثور على رفات الجاسوس إيلي كوهين، مضيفة أن ذلك "كان مفاجأة مذهلة للمسؤولين الإسرائيليين، واعتبروها محاولة جادة لتقديم بادرة طيبة". مزيد من الأسئلة وفي ظل عدم كشف إسرائيل عن الجهة التي ساعدتها في استعادة الأرشيف، وصمت دمشق عن العملية، يرى المحلل السياسي عماد غليون، المقيم في باريس، أن الكشف عن عملية استعادة الوثائق المتعلقة بملف كوهين في مرحلة ما بعد سقوط نظام الأسد، يترك دلالات ذات مغزى، تطرح كثيرا من الأسئلة، وتحمل عديدا من الاحتمالات. وأوضح في حديثه للجزيرة نت أن "طبيعة المعلومات التي حصلت عليها رويترز تدفعنا إلى التساؤل عما إذا كان هناك فعلاً صفقة تمت مع الحكومة السورية الجديدة تتعلق بهذا الخصوص، كبادرة حسن نية، وذلك على خلفية عدم رغبة دمشق في الانخراط في سياسة المحاور والعداء، واتباعها سياسة تتسم بالحياد والسلام". واستبعد أن يكون ملف كوهين، قد تم تهريبه، أو سرقته، خلال تلك الفترة، لكنه رجح، من بين احتمالات أخرى، أن تكون السلطة الجديدة قد سلمته بشكل غير مباشر، لإغلاق الملف، بعد أن تعذر إيجاد رفاته. وتلتزم السلطات السورية الصمت حتى الآن، سواء تجاه الإعلان الإسرائيلي على جلب الوثائق بعملية استخباراتية، أو تجاه ما نسبته وكالة رويترز إلى مصادر مقربة من القيادة السورية حول موافقة دمشق تسليم الملف. كامل أمين ثابت رجل الموساد وشمل الأرشيف المستعاد رسائل شخصية، ومحاضر استجواب، وصورا لأنشطة كوهين في أثناء عمله السري في سوريا، إضافة إلى مقتنيات مثل مفاتيح شقته في دمشق، وجوازات سفر مزورة. كما ضمت الوثائق مذكرة خاصة بمهمات سرية، تتضمن معلومات عن مراقبة أهداف وجمع بيانات عن مواقع عسكرية في محافظة القنيطرة جنوب البلاد. وحسب السياق الزمني، وصل كوهين إلى دمشق بهوية مزورة باسم كامل أمين ثابت، في يناير/كانون الثاني 1962 قادما من العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، وعرّف نفسه بأنه تاجر سوري يهتم بتصدير منتجات سورية إلى أوروبا، ليبني لاحقا علاقات مع القيادات السياسية والعسكرية وشبكة علاقات مدنية، مكنته من الوصول إلى مستويات عليا في الدولة. وتذكر موسوعة الجزيرة أن كوهين بث بين 15 مارس/آذار و29 أغسطس/آب 1964 أكثر من 100 رسالة، تتضمن معلومات عن الحكومة، ومراكز القوة في الجيش والحزب، وعدد الدبابات في القنيطرة، ختمها برسالة في 19 فبراير/شباط 1965 -يوم اكتشاف أمره- تضمنت معلومات عن اجتماع للقيادة السورية العليا برئاسة اللواء أمين الحافظ رئيس مجلس الدولة آنذاك. ورغم الاهتمام الإسرائيلي الواسع، الذي حظي به وبذل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة جهودا دبلوماسية واستخبارية مكثفة لاستعادة رفاته من دمشق، فإن الروايات السورية الرسمية تقلل من أهميته، وتنسج لأنشطته سرديات مغايرة، تدافع في معظمها عن النظام البعثي الذي كان يحكم سوريا خلال تلك الفترة. غير أن أخطر أنشطته التجسسية، بحسب الكاتب الإسرائيلي زيفي غيفيلدر، أنه قام بجولة في مرتفعات الجولان السورية (احتلها الجيش الإسرائيلي بعد عامين تقريبا) وشاهد المخابئ الضخمة المبنية فيها، وسلاح المدفعية بعيدة المدى التي أمد الاتحاد السوفياتي دمشق بها، لدرجة أن المعنيين سمحوا له بتصوير بعض تلك المنشآت، بما في ذلك مستودعات الذخيرة الموجودة تحت الأرض. وضع العلاقة في مسار جديد بدوره، رجح السياسي السوري عبد العزيز الأحمد -المقيم في القاهرة- أن يكون إعلان الموساد الإسرائيلي استعادة ملف إيلي كوهين بالكامل من دمشق نهاية عهد وبداية آخر، تتضح معالمه شيئا فشيئا، منذ أن نقل الناشط الأميركي جوناثان باس، بطلب من الرئيس السوري رسائل إلى إسرائيل، يتوقع أنها -كما يقول- أدت إلى لقاء مباشر بين مسؤولين إسرائيليين وسوريين. وأوضح في حديث للجزيرة نت، أن باس، الرئيس التنفيذي لشركة أرجنت للغاز، الذي التقى الشرع في أبريل/نيسان الماضي لمدة 4 ساعات في دمشق، نقل عنه رغبته في عقد صفقة تجارية لمستقبل بلاده، قد تشمل استغلال الطاقة، والتعاون في مواجهة إيران، والتعامل مع إسرائيل، وقال الأحمد إنها "مؤشرات واضحة على توجه تتبناه القيادة السورية الجديدة، يهدف إلى تعزيز دور سوريا، وخلق بيئة إقليمية يسودها السلام". وكان الرئيس الشرع قد أعلن أن دمشق تجري مفاوضات غير مباشرة عبر وسطاء مع تل أبيب، في محاولة لامتصاص الوضع على الحدود الجنوبية، ومنع فقدان السيطرة، وأكد في مناسبات عدة أن سوريا لا ترغب في أي صراع مع إسرائيل أو غيرها، مشددا على أن الشعب السوري بحاجة اليوم إلى استراحة. كما سبق لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن أفصحت عن وجود محادثات سرية جرت في أذربيجان، بحضور رئيس هيئة العمليات في الجيش الإسرائيلي عوديد بسيوك ومسؤولين سوريين وأتراك. ورأى السياسي الأحمد -في حديثه للجزيرة نت- أن ثمة تحولا واضحا في رؤية إسرائيل تجاه سوريا، فبعد أن كانت تل أبيب ترفض التعامل بإيجابية مع التغيير الذي أوصل الإسلاميين إلى سدة السلطة، لمخاطر قد تراها محتملة، لم تعد تستبعد أن تنجح مفاعيل لقاء ترامب والشرع في عودة الهدوء إلى حدودها الشمالية ورسم مسار جديد لعلاقتها مع دمشق. ولذلك، يضيف السياسي السوري أن الإعلان عن عملية استعادة الموساد لملف كوهين جاء بتوقيت مرسوم، رغم ما يحمله غموضها من تساؤلات تتعلق بطبيعتها، والطرف الحليف ومكتسبات كل طرف، قد تبدو الإجابة عنها في الوقت الراهن مجرد تكهنات لا أكثر.

قتلى أوكرانيون في قصف روسي وبوتين يزور كورسك
قتلى أوكرانيون في قصف روسي وبوتين يزور كورسك

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

قتلى أوكرانيون في قصف روسي وبوتين يزور كورسك

أعلنت أوكرانيا اليوم، مقتل وإصابة 16 من جنودها في قصف صاروخي روسي على مقاطعة سومي. الأمر أكده الجيش الروسي معلنا إسقاط 159 طائرة مسيّرة أوكرانية، بينما كشف الكرملين عن زيارة الرئيس فلاديمير بوتين إلى منطقة كورسك أمس. وقالت قوات حرس الحدود الأوكرانية "إن حادثا مأساويا وقع أمس الثلاثاء، جراء ضربة صاروخية روسية استهدفت ميدان رماية في مقاطعة سومي شمال شرقي البلاد". وأوضحت القوات الأوكرانية، أن الضربة الروسية على ميدان التدريب في سومي أسفرت عن مقتل 6 عسكريين وإصابة أكثر من 10. وأضافت أنه تم فتح تحقيق في الحادثة و"تعليق عمل قائد الوحدة العسكرية، وسلمت المعلومات اللازمة إلى الجهات الأمنية". تأكيد روسي من جانبها قالت وزارة الدفاع الروسية مساء أمس، إنها شنت هجوما بصاروخ بالستي على ذلك الموقع أثناء عمليات استطلاع كشفت معسكر تدريب للقوات الخاصة الأوكرانية" وذكرت أنه "بناء على الإحداثيات، نفّذت ضربة بصاروخ إسكندر". ونشرت أيضا لقطات تظهر الضربة التي استهدفت ما قالت إنه معسكر تدريب في منطقة حرجية. وتعرضت منطقة سومي الحدودية في أوكرانيا والتي أطلقت منها قوات كييف هجومها الكبير العام الماضي على منطقة كورسك الروسية، لهجمات مكثفة في الأشهر الأخيرة بعدما استعادت موسكو أراضيها. كما أعلن الجيش الروسي، أنه أسقط 159 طائرة مسيّرة أوكرانية في غضون 12 ساعة في مناطق عدة. وجاء في بيان لوزارة الدفاع الروسية أن "127 مسيّرة أوكرانية رصدت ودمرت بين الساعة 17,00 بتوقيت غرينيتش أمس الثلاثاء والساعة الأولى فجر اليوم" . وحسب البيان "حاولت هذه المسيرات مهاجمة منطقتي بريانسك وكورسك الروسيتين الحدوديتين. وقد أسقطت 32 مسيرة أخرى بين الساعة الأولى والخامسة من صباح اليوم بتوقيت غرينتش". وتطلق أوكرانيا بانتظام مسيّرات باتجاه روسيا ردا على ضربات روسية يومية على أراضيها منذ ثلاث سنوات. بوتين في كورسك في غضون ذلك أعلن الكرملين اليوم، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زار أمس منطقة كورسك الواقعة عند الحدود مع أوكرانيا والتي أعلنت روسيا تحريرها من القوات الأوكرانية نهاية أبريل/نيسان الماضي. وأوضح الكرملين في بيان له اليوم الأربعاء، "أن بوتين التقى خلال زيارته منطقة كورسك حاكمها بالإنابة ألكسندر خينشتين وممثلي منظمات تطوعية. كما اجتمع الرئيس الروسي بمسؤولي البلديات المحلية في كورتشاتوف حيث تقع محطة كورسك للطاقة النووية، وفقا لبيان الكرملين. كذلك، زار الرئيس الروسي موقع بناء محطة الطاقة النووية "كورسك-2″، بحسب المصدر نفسه. ونقل بيان الكرملين عن خينشتين، إن "عملية لإزالة الألغام تجري حاليا في منطقة كورسك، حيث تُزال عشرات العبوات الناسفة يوميا". من جهته أوعز بوتين بزيادة عدد فرق إزالة الألغام في مقاطعة كورسك لتسريع عودة السكان إلى منازلهم. كذلك، اقترح خينشتين إنشاء متحف مخصص "للأحداث التي وقعت في منطقة كورسك في عامَي 2024-2025" من أجل "الحفاظ على ذكرى ما جرى هنا، وذكرى بطولة المدافعين عنا وسكاننا"، وهي فكرة حظيت بدعم بوتين. من جهتها، بثت "قناة روسيا 24" التلفزيونية العامة صورا للقاء بين بوتين ومتطوعين، حول طاولة كبيرة وهم يتناولون الشاي والحلوى. حرب الذاكرة وحسب قناة "روسيا اليوم" أشار بوتين خلال زيارته التي تعتبر الأولى من نوعها منذ تحرير كورسك بشكل كامل من القوات الأوكرانية، إلى أن "العدو لا يزال يحاول التحرك نحو حدود روسيا، وأضاف أن الوضع في المناطق الحدودية لكورسك لا يزال صعبا رغم تحريرها من العدو". وشكر بوتين المتطوعين الذين قدموا إلى كورسك لمساعدة المتضررين من توغل القوات الأوكرانية، على أخذهم على عاتقهم هذا "العمل الهام والشريف". وعندما تطرق الحديث في اللقاء مع المتطوعين إلى قيام القوات الأوكرانية بتدمير نصب تعود للحرب العالمية الثانية، اعتبر بوتين ذلك "دليلا على أن هؤلاء أشخاص يحملون أيديولوجية النازية الجديدة". كما اعتبر بوتين، أن ما تشهده أوكرانيا ودول غربية من هدم النصب التذكارية المرتبطة بروسيا، يهدف إلى محو ذاكرة أولئك الذين يتجهون نحو روسيا. وأعرب بوتين عن ثقته بأن روسيا ستحقق جميع أهدافها بفضل تلاحم شعبها، مؤكدا أن روسيا بأكملها اليوم تعمل كفريق واحد. ووجه بوتين بمواصلة صرف إعانة بقيمة 65 ألف روبل (800 دولار أميركي) لكل من سكان كورسك الذين خسروا ممتلكاتهم، وذلك إلى أن يتمكنوا من العودة إلى ديارهم، كما أيد تخصيص تمويل من الميزانية لإعادة تأهيل المساكن غير الصالحة للسكن في المقاطعة. وأيد بوتين فكرة إنشاء منطقة اقتصادية خاصة تغطي كامل أراضي كورسك، مضيفا أنه لا بد من مناقشة تفاصيلها مع مجلس الوزراء. يذكر أن بوتين زار منطقة كورسك في نهاية مارس/آذار الماضي وأعرب وقتها عن أمله في أن يتم "تحريرها بالكامل" في المستقبل القريب". وفي نهاية أبريل/نيسان الماضي، أكد رئيس أركان الجيش الروسي فاليري غيراسيموف، أن روسيا استعادت بشكل كامل هذه المنطقة التي دخلتها القوات الأوكرانية في أغسطس/آب عام 2024.

أوكرانيا تطرح خطة لعقوبات أوروبية على مشتريي النفط الروسي
أوكرانيا تطرح خطة لعقوبات أوروبية على مشتريي النفط الروسي

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

أوكرانيا تطرح خطة لعقوبات أوروبية على مشتريي النفط الروسي

تعتزم أوكرانيا الطلب من الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل بحث خطوات جديدة كبيرة لعزل موسكو، تشمل مصادرة أصول روسية وفرض عقوبات على بعض مشتري النفط الروسي، مع تراجع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تشديد العقوبات على موسكو. وستُقدم وثيقة أوكرانية إلى التكتل الذي يضم 27 دولة لاتخاذ موقف مستقل أكثر صرامة بشأن فرض العقوبات في ظل الضبابية التي تكتنف دور واشنطن مستقبلا. وفي الوثيقة التي تتضمن 40 صفحة من التوصيات، ستكون ثمة دعوات لتبني تشريع يسرع مصادرة الاتحاد الأوروبي لأصول الأفراد الخاضعين للعقوبات وإرسالها إلى أوكرانيا، ويمكن حينها لهؤلاء الخاضعين للعقوبات المطالبة بتعويضات من روسيا. عقوبة ثانوية ويمكن للاتحاد الأوروبي أن ينظر في مجموعة من الخطوات لجعل عقوباته تطبق بقوة أكبر خارج أراضيه، مثل استهداف الشركات الأجنبية التي تستخدم تقنياته لمساعدة روسيا، و"فرض عقوبات ثانوية على مشتري النفط الروسي". وفرض هذه العقوبات الثانوية، التي قد تطال كبار المشترين كالهند والصين، سيمثل خطوة كبيرة ترددت أوروبا حتى الآن في اتخاذها. وناقش ترامب هذا الأمر علنا قبل أن يقرر عدم اتخاذ أي إجراء في الوقت الراهن. وتدعو الوثيقة الاتحاد الأوروبي أيضا إلى النظر في استخدام المزيد من قواعد تمرير القرارات الخاصة بالعقوبات بتأييد أغلبية الأعضاء، لمنع عرقلة الدول بشكل فردي للتدابير التي تتطلب الإجماع. إعلان واختار ترامب، بعدما تحدث مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين الاثنين الماضي، عدم فرض عقوبات جديدة على روسيا، ما بدد آمال الزعماء الأوروبيين وكييف الذين كانوا يضغطون عليه منذ أسابيع لزيادة الضغط على موسكو. ونقلت رويترز عن مصدر مطلع قوله إن ترامب تحدث إلى زعماء أوكرانيا وأوروبا بعد مكالمته مع بوتين وأخبرهم أنه لا يريد فرض عقوبات الآن ويريد إتاحة الوقت للمحادثات. لكن الاتحاد الأوروبي وبريطانيا فرضا عقوبات إضافية على روسيا أمس في 4 حزم شملت أكثر من 130 كيانا وفردا. وقالت مصادر من الاتحاد الأوروبي إن التكتل سيفرض في إطار الحزمة الـ17 على 75 كيانا جديدا من بينهم شركة سورجوت للنفط والغاز الروسية وشركة تأمين على خدمات الشحن و4 شركات تدير ناقلات ضمن أسطول الظل تعمل في الإمارات وتركيا وهونغ كونغ. وأُدرجت 189 سفينة، منها 183 ناقلة نفط، إلى قائمة العقوبات ليصل إجمالي عدد السفن المدرجة إلى 324. الموقف الأميركي وتقول الوثيقة الأوكرانية " واشنطن توقفت عمليا الآن عن المشاركة في كل المنصات الحكومية الدولية تقريبا التي تركز على العقوبات والتحكم في الصادرات". وتضيف أن حالة عدم اليقين بشأن الموقف الأميركي أدت إلى إبطاء وتيرة التدابير الاقتصادية المضادة والتنسيق متعدد الأطراف، لكن "هذا لا ينبغي أن يدفع الاتحاد الأوروبي إلى تخفيف ضغوط العقوبات.. بل على العكس، ينبغي أن يحفز الاتحاد الأوروبي على الاضطلاع بدور قيادي في هذا المجال".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store