logo
مفاوضات تحت الرماد.. شروط أميركية ورد إيراني باتهامات

مفاوضات تحت الرماد.. شروط أميركية ورد إيراني باتهامات

سكاي نيوز عربيةمنذ 6 ساعات

فبعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب استعداد بلاده للتفاوض "الأسبوع المقبل"، تتوالى المؤشرات على أن معركة ما بعد القصف قد تكون أعقد من التي سبقتها، عنوانها: من يُملي شروطه أولًا؟.
في خطاب شديد اللهجة من لاهاي ، قال ترامب إن " البرنامج النووي الإيراني تم تدميره بالكامل"، مؤكدا أن بلاده لن تسمح لإيران امتلاك القنبلة النووية، لكنه لم يغلق الباب أمام الدبلوماسية، إذ أشار إلى إمكانية توقيع اتفاق، وإن بشيء من التردد السياسي: "قد نوقّع اتفاقًا، وقد لا نفعل... لا يهمني كثيرًا".
هذا التوجّه "الضاغط" أكده وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في تصريح لصحيفة "بوليتيكو"، إذ شدد على أن الضربات وجهت "ضررًا ملموسًا" للبنية النووية الإيرانية، وجعلت طهران"أقل قدرة على تصنيع السلاح النووي بسرعة"، وفق قوله.
لكن التباين في النبرة بين ترامب وروبيو يشي بوجود انقسام داخل الإدارة الأميركية، وهو ما أشار إليه الباحث ريتشارد وايتز، الذي رأى أن تقييم واشنطن للضربات "متفائل أكثر من اللازم"، معتبرًا أن ما جرى "أبطأ البرنامج لعدة أشهر فقط، ولم ينهِه".
ردّ إيران لم يأت فقط بصيغة تصريحات سياسية، بل اتخذ بعدا تشريعيا أيضا، حيث وافق البرلمان الإيراني على تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في خطوة وصفتها طهران بأنها "لحماية السيادة ومنع التجسس تحت غطاء الرقابة الدولية".
في حديثه إلى سكاي نيوز عربية، اعتبر الباحث السياسي الإيراني سعيد شاوردي أن بلاده "لن تدخل مفاوضات مفروضة بشروط أميركية"، متهمًا مدير الوكالة رفائيل غروسي بـ"تسريب معلومات استخباراتية سمحت لإسرائيل باستهداف المنشآت النووية".
وقال شاوردي: "إيران تشعر بالخيانة.. التعاون النووي انتهى، وعلى الجميع أن يعيد حساباته"، مشددا على أن التخصيب داخل الأراضي الإيرانية "خط أحمر لا يمكن التنازل عنه".
الوساطات الدولية تغيب... وإسرائيل تدخل على خط الملف الأمني
في خضم التصعيد، أعلنت إسرائيل لأول مرة وبصورة رسمية أن وحدات كوماندوز تابعة لها توغلت داخل العمق الإيراني خلال العمليات الأخيرة، وهو ما كان موضع جدل قبل تأكيده من قبل رئيس الأركان الإسرائيلي. هذه العمليات، بحسب وايتز، ساهمت في جمع معلومات استخباراتية "قد تشكل الأساس لأي تحرك مستقبلي ضد طهران".
القلق الإيراني من هذا البُعد الاستخباراتي تجلّى في إعلان طهران عن اعتقال أكثر من 700 شخص مشتبه بتورطهم في دعم الضربات الإسرائيلية، في إشارة إلى اتساع رقعة "حرب الجواسيس"، وهو ما يُعيد التذكير بأدوار استخباراتية كانت حاسمة في ضربات سابقة مشابهة.
"المفاوضات ممكنة"... ولكن بأي شروط؟
رغم كل التصعيد، يبدو أن الطرفين يدركان أن طاولة المفاوضات ما تزال قائمة، وإن كانت موضع تشكيك وتوتر. وايتز يرى أن ترامب يفضّل اتفاقًا مباشرًا دون وسطاء، بعد فشل وساطة روسيا ، فيما أشار شاوردي إلى أن "التفاوض ليس مرفوضًا من حيث المبدأ، لكن إيران لن تفاوض من موقع الضعف".
ووسط ذلك، تبرز معضلة "مأزق الثقة المتبادلة" كما يسميها شاوردي، الذي تساءل: "ما جدوى الرقابة الدولية إذا كانت تُستخدم لضربنا؟"، ملمّحًا إلى إمكانية بناء منشآت نووية أكثر تحصينًا تحت الأرض، بعيدًا عن أعين الوكالة الدولية.
حرب الظل مستمرة.. وطهران تتمسّك بالصواريخ والمسيرات
الرسالة الإيرانية لا تقتصر على الشق النووي فقط، بل تمتد إلى منظومة الردع العسكري، إذ شدد شاوردي على أن أي تراجع في التفاوض قد يفتح الباب أمام "مطالب تمسّ الصواريخ والمسيرات والعلماء النوويين"، وهو ما تعتبره طهران خطوطًا حمراء.
في هذا السياق، برزت تصريحات شاوردي التي أوضح فيها أن "واشنطن وتل أبيب فشلتا في تحقيق أهداف استراتيجية رغم الخسائر التي تكبدتها إيران"، مضيفًا أن طهران "ستتمسك بمطالبها السابقة قبل الحرب، ولن تجر إلى مفاوضات استنزافية".
رسائل مزدوجة من واشنطن: تهدئة مشروطة وضغط دائم
يحاول البيت الأبيض رسم توازن دقيق بين التصعيد والتهدئة. ترامب لا يريد تغيير النظام في طهران – على عكس بعض الأصوات داخل إدارته – لكنه لا يستبعد العودة للخيار العسكري "إذا عادت إيران للتخصيب بنسبة مرتفعة أو استأنفت بناء منشآت سرية".
ويخلص وايتز إلى أن التناقض بين تصريحات ترامب وروبيو يعكس "غياب رؤية موحدة داخل واشنطن"، لكنه أكد أن "الهدف المشترك يبقى منع إيران من إنتاج قنبلة نووية بأي شكل".
الطريق إلى فيينا مليء بالألغام
العودة إلى طاولة التفاوض، وإن بدت ممكنة، تمرّ عبر مسار محفوف بالتعقيدات: تعقيدات تتعلق بالثقة، والشروط، والسرديات المتضاربة لما حدث فعلاً خلال الضربات الأخيرة. وبينما تواصل إيران خطواتها "الردعية"، تستمر واشنطن في الضغط وطرح "عرض بشروطها"، في مشهد تتقاطع فيه حسابات الردع العسكري مع الحسابات الانتخابية الأميركية. هل سيكون الأسبوع المقبل بالفعل بداية مفاوضات جديدة؟ أم أن الجبهات ستنفتح مجددًا على ضربات وظلال حروب لم تُغلق فصولها بعد؟ وحدها الأيام المقبلة كفيلة بالإجابة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب يتوعد إسبانيا.. فما القصة؟
ترامب يتوعد إسبانيا.. فما القصة؟

البيان

timeمنذ ساعة واحدة

  • البيان

ترامب يتوعد إسبانيا.. فما القصة؟

خلال قمة الناتو التي عقدت أخيراً في لاهاي، أطلق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تهديداً أثار موجة من القلق داخل الاتحاد الأوروبي، حيث وجّه صراحة انتقاداً حاداً إلى إسبانيا لوضعها في ميزانية الدفاع.. فماذا حدث، ولماذا جاءت تهديداته قوية وغير مسبوقة بين حلفاء الناتو؟ وكان أبرز قرارات القمة تعهد أعضاء الناتو برفع ميزانيات الدفاع لتصل إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2035، تشمل 3.5% على القوة العسكرية و1.5% للاستعدادات والبنية التحتية. لكن إسبانيا أبدت ترددها في اتجاه تحقيق هذا الهدف، مؤكدة قدرتها على الوفاء بالتزاماتها من خلال تخصيص 2.1% فقط من الناتج المحلي، معتبرة أن الرَّفع إلى 5% سيكون على حساب الإنفاق الاجتماعي والخدمات العامة . وصف ترامب، في مؤتمر صحفي خلال القمة، موقف إسبانيا بأنه "أمرٌ فظيع" يصدر من "البلد الوحيد الذي لا يدفع"، مهدداً بأن الولايات المتحدة ستفرض عليها رسوماً جمركية مضاعفة في الاتفاقيات التجارية المقبلة، قائلاً: "سوف نتفاوض مباشرة مع إسبانيا على صفقة تجارية، وسنجعلهم يدفعون مرتين". ردّت الحكومة الإسبانية بحزم، حيث شدد رئيس الوزراء بيدرو سانشيز على أن بلاده تلتزم تماماً بالناتو، وأن 2.1% تكفي لتغطية المتطلبات، معتبراً أن تهديد ترامب غير قابل للتطبيق؛ ذلك أن الاتحاد الأوروبي هو من يتفاوض على التجارة، وليس إسبانيا وحدها . من جهته، أكد وزير الاقتصاد الإسباني كارلوس كويربو، أن الاتحاد الأوروبي سيُحافظ على تماسكه موضحاً: "لدى أوروبا أدواتها لمواجهة أي تهديد تجاري". وعيد ترامب يهدد بتشتت الأوروبيين، ما يضع الاتحاد تحت اختبار التماسك في مواجهة نفوذ أمريكي محتمل، في وقت تحاول فيه بروكسل التفاوض بشكل جماعي مع واشنطن تأثيرات وتداعيات قد تؤدي الرسوم المضاعفة التي توعد بها ترامب إسبانيا إلى تصعيد تجاري، خصوصاً وأن صادرات إسبانيا إلى الولايات المتحدة تُقدّر بنحو 18 مليار يورو، وقد تواجه شركات وطنية في مجالات السيارات والكيميائيات والمستحضرات، تحديات إذا تم فرض رسوم عالية. أبعاد القضية لا تتوقف عند حدود الانتقاد السياسي، بل حملت دلالات أعمق، فيما يتعلق بممارسة الولايات المتحدة الضغط الاقتصادي حتى على الحلفاء؛ وبالتحديد الأوروبيين، فهل ستنجح بروكسل في الحفاظ على موقف موحّد؟ وهل ستضطر إسبانيا لإعادة النظر في أولويات ميزانيتها بين الدفاع والخدمات؟ وما كلفة التهديدات الأمريكية على العلاقة العابرة للأطلسي؟

محمد بن زايد ومحمد بن راشد يهنئان المواطنين والمقيمين ويدعوان للسلام بمناسبة رأس السنة الهجرية
محمد بن زايد ومحمد بن راشد يهنئان المواطنين والمقيمين ويدعوان للسلام بمناسبة رأس السنة الهجرية

خليج تايمز

timeمنذ ساعة واحدة

  • خليج تايمز

محمد بن زايد ومحمد بن راشد يهنئان المواطنين والمقيمين ويدعوان للسلام بمناسبة رأس السنة الهجرية

هنأ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، شعب دولة الإمارات والشعوب الإسلامية بمناسبة العام الهجري الجديد، اليوم الخميس 26 يونيو. وقال سموه على موقع "إكس": "أهنئ شعب دولة الإمارات والشعوب الإسلامية بمناسبة العام الهجري الجديد، داعياً الله تعالى أن يكون عاماً يسوده السلام والاستقرار في المنطقة والعالم وأن تنعم فيه الشعوب كافة بالخير والازدهار". كما هنأ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الشعب الإماراتي بهذه المناسبة المباركة. وقال سموه :"نبارك للأمة العربية والإسلامية العام الهجري الجديد 1447 … نسأل الله أن يكون عام خير ويمن وبركة. كل عام وقادمكم أجمل .. وكل عام وأيامكم أفضل .. وكل عام وشعوبنا في أمن وأمان وسلام واستقرار وازدهار". أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة عطلة رسمية يوم الجمعة 27 يونيو بهذه المناسبة. وسيحصل معظم السكان على عطلة نهاية أسبوع لمدة ثلاثة أيام، على أن يتم استئناف العمل ابتداءً من يوم الاثنين 30 يونيو. سيستمتع سائقو السيارات أيضاً بمواقف مجانية يوم الجمعة بمناسبة العطلة الرسمية. وسيعمل مترو دبي يوم الجمعة 27 يونيو من الساعة 5 صباحاً حتى 1 صباحاً من اليوم التالي (28 يونيو)؛ بينما سيعمل ترام دبي من الساعة 6 صباحاً يوم 27 يونيو حتى 1 صباحاً (28 يونيو).

الموساد يتعهد بمواصلة العمل الاستخباري داخل إيران
الموساد يتعهد بمواصلة العمل الاستخباري داخل إيران

سكاي نيوز عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • سكاي نيوز عربية

الموساد يتعهد بمواصلة العمل الاستخباري داخل إيران

أبوظبي - سكاي نيوز عربية تعهّد رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي، ديفيد برنياع، بأن الجهاز سيواصل عملياته داخل إيران حتى بعد انتهاء الحرب، في تصريحات تؤكد الدور الكبير الذي لعبته الأجهزة الإسرائيلية في حرب الأيام الاثني عشر بين البلدين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store