
أزمة سد النهضة في طريق مسدود بموسم فيضان النيل
مصدر دبلوماسي مصري: أديس أبابا رفضت التجاوب أخيراً مع محاولات من جانب وسطاء لتحريك ملف التفاوض حول أزمة السد
تعنت إثيوبي في ملف سد النهضة
وكشف مصدر دبلوماسي مصري، لـ"العربي الجديد"، أن القاهرة لا تزال تواجه تعنتاً إثيوبياً شديداً، كاشفاً أن أديس أبابا رفضت التجاوب أخيراً مع محاولات من جانب وسطاء لتحريك
ملف التفاوض
حول أزمة سد النهضة لنزع فتيلها في منطقة
القرن الأفريقي
من جهة، والتوصل إلى اتفاق بشأن التشغيل والتنسيق مع دولتي المصب من جهة أخرى. وأوضح الدبلوماسي أن أطرافاً إقليمية (لم يحددها) عرضت تجديد وساطتها بين القاهرة وأديس أبابا، خصوصاً في ظل تصاعد التوتر في منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر على وقع تصدي مصر لمحاولة إثيوبيا الحصول على منفذ بحري في إقليم صوماليلاند (إقليم أرض الصومال الانفصالي غير المعترف به دولياً). ووقّعت إثيوبيا
اتفاقاً مع صوماليلاند
للوصول إلى البحر الأحمر عبر ميناء بربرة في خطوة تهدف إلى توفير منفذ بحري لإثيوبيا. وأثار هذا الاتفاق توترات مع الحكومة الصومالية المركزية، التي تعتبر صوماليلاند جزءاً من أراضيها.
تقارير عربية
التحديثات الحية
قضية سد النهضة... توجه مصري نحو دول حوض النيل
كما كشف المصدر المصري أن القاهرة كان لديها استعداد لمناقشة عدم معارضة امتلاك إثيوبيا منفذاً دائماً على البحر الأحمر في حال تم حل النزاع معها وأبدت الأخيرة حسن نيّة تجاه المخاوف المصرية بشأن سد النهضة والتزمت بتوقيع اتفاق خصوصاً في عملية تشغيله. وكان عبد العاطي قد أكد خلال حديثه الإعلامي الأخير أن بلاده "لا تقبل أن تكون على البحر الأحمر أي قواعد أو منافذ مستدامة لأي دولة غير مشاطئة لها"، في إشارة إلى إثيوبيا، مشدداً على أن "هذا خط أحمر وموقف مصري واضح". وتابع: "أبلغنا موقفنا حول البحر الأحمر لكل الفاعلين في المنطقة، بما في ذلك تركيا حين استضافت المباحثات الصومالية الإثيوبية".
دعوة للدفع نحو اتفاق
من جهته، اعتبر أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة الدكتور عباس شراقي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن حديث عبد العاطي غير موفق، "لأن الوزير ربط بين التصعيد وتضرر مصر من السد، ما يوحي بأننا لم نتعرض لأضرار بعد جراء النهج الإثيوبي". وتابع: "ربما لم يشعر المواطن العادي بالضرر، لكن الدولة المصرية لحقت بها أضرار بالغة، جراء السد اضطرت مصر إلى استخدام 25 مليار متر مكعب من مياه الصرف الملوثة في الزراعة بكلفة باهظة، حيث يكلف المتر المكعب الواحد 15 جنيهاً (نحو 0.3 دولار) لمعالجته".
عباس شراقي: ملف السد انتهى بشكل كامل منذ العام الماضي بعدما اكتمل ملء خزان السد، لكن من الضروري التوصل إلى اتفاق ينظم عملية التشغيل
ودعا شراقي الدولة المصرية إلى ضرورة إعادة تحريك ملف التوصل إلى اتفاق بشأن سد النهضة قبل إعلان الحكومة الإثيوبية عن الافتتاح والتشغيل الرسمي للسد، معتبراً أن الوضع الحالي لا يخدم سوى إثيوبيا التي تتصرف بحرية كاملة من دون ضوابط، مشيراً إلى أن ملف السد انتهى بشكل كامل منذ العام الماضي بعدما اكتمل ملء خزان السد، لكن لا يزال من الضروري التوصل إلى اتفاق ينظم عملية التشغيل، لضمان التنسيق الكامل حتى لا تتعرض مصر لأي أضرار. وأكد شراقي أن الحل العسكري والحلول العنيفة لم تعد صالحة في الوقت الراهن، قائلاً "لا يوجد سوى الحل السياسي والتوصل إلى اتفاق"، خصوصاً في الوقت الذي تخطط فيه إثيوبيا لبناء سدين جديدين على النيل، ورفعها لمستوى التصعيد، بالمطالبة بحصة ثابتة من مياه النيل تقدر بنحو 20 مليار متر مكعب.
تقارير عربية
التحديثات الحية
إثيوبيا تدرج زيارة سد النهضة بـ"يوم النيل" وتستفز مصر
وأوضح شراقي أنه من الناحية الفنية فإن خزان السد مملوء في الوقت الحالي بـ55 مليار متر مكعب من المياه، وهو ما لا يتناسب مع الاستعداد لموسم الفيضان، مشدداً على أنه لولا السد العالي في أسوان لواجهت مصر أزمة حقيقية في المياه، في ظل رفض إثيوبيا التنسيق بشأن ملء وتشغيل السد. ويتم تخزين المياه خلف السد العالي بجنوب مصر في بحيرة ناصر (الصناعية)، ويبلغ طولها 500 كيلومتر، وتصل السعة التخزينية لها إلى 169 مليار متر مكعب من المياه، حسب بيانات وزارة الري المصرية. وتعاني مصر عجزاً مائياً يبلغ 55%، وتعتمد على مورد مائي واحد هو نهر النيل بنسبة 98%، وتقع حالياً تحت خط الفقر المائي العالمي، بواقع 500 متر مكعب للفرد سنوياً، حسب بيانات "الري المصرية".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 6 ساعات
- العربي الجديد
أزمة سد النهضة في طريق مسدود بموسم فيضان النيل
بدأ يوم أمس الأول الثلاثاء، الأول من يوليو/ تموز، موسم فيضان النيل بالهضبة الإثيوبية، في وقت وصلت فيه أزمة سد النهضة الإثيوبي بين دولتي المصب مصر والسودان من جهة، ودولة المنبع إثيوبيا من جهة أخرى، إلى طريق مسدود، فيما أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، خلال حوار تلفزيوني مساء الأحد الماضي، أن مصر لن تسمح تحت أي ظرف بأن يتم المساس بحصتها التاريخية من مياه النيل. وقال: "الدولة ومؤسساتها لن تسمح تحت أي ظرف من الظروف بالمساس بهذا الأمر الوجودي بالنسبة لمصر". وتُقدّر حصة مصر التاريخية من مياه نهر النيل بـ55.5 مليار متر مكعب، في وقت ترفض فيه أديس أبابا الاعتراف بالاتفاقية التي تم بموجبها إقرار تلك الحصة، معتبرة أنها وقّعت في عهد الاحتلال البريطاني. مصدر دبلوماسي مصري: أديس أبابا رفضت التجاوب أخيراً مع محاولات من جانب وسطاء لتحريك ملف التفاوض حول أزمة السد تعنت إثيوبي في ملف سد النهضة وكشف مصدر دبلوماسي مصري، لـ"العربي الجديد"، أن القاهرة لا تزال تواجه تعنتاً إثيوبياً شديداً، كاشفاً أن أديس أبابا رفضت التجاوب أخيراً مع محاولات من جانب وسطاء لتحريك ملف التفاوض حول أزمة سد النهضة لنزع فتيلها في منطقة القرن الأفريقي من جهة، والتوصل إلى اتفاق بشأن التشغيل والتنسيق مع دولتي المصب من جهة أخرى. وأوضح الدبلوماسي أن أطرافاً إقليمية (لم يحددها) عرضت تجديد وساطتها بين القاهرة وأديس أبابا، خصوصاً في ظل تصاعد التوتر في منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر على وقع تصدي مصر لمحاولة إثيوبيا الحصول على منفذ بحري في إقليم صوماليلاند (إقليم أرض الصومال الانفصالي غير المعترف به دولياً). ووقّعت إثيوبيا اتفاقاً مع صوماليلاند للوصول إلى البحر الأحمر عبر ميناء بربرة في خطوة تهدف إلى توفير منفذ بحري لإثيوبيا. وأثار هذا الاتفاق توترات مع الحكومة الصومالية المركزية، التي تعتبر صوماليلاند جزءاً من أراضيها. تقارير عربية التحديثات الحية قضية سد النهضة... توجه مصري نحو دول حوض النيل كما كشف المصدر المصري أن القاهرة كان لديها استعداد لمناقشة عدم معارضة امتلاك إثيوبيا منفذاً دائماً على البحر الأحمر في حال تم حل النزاع معها وأبدت الأخيرة حسن نيّة تجاه المخاوف المصرية بشأن سد النهضة والتزمت بتوقيع اتفاق خصوصاً في عملية تشغيله. وكان عبد العاطي قد أكد خلال حديثه الإعلامي الأخير أن بلاده "لا تقبل أن تكون على البحر الأحمر أي قواعد أو منافذ مستدامة لأي دولة غير مشاطئة لها"، في إشارة إلى إثيوبيا، مشدداً على أن "هذا خط أحمر وموقف مصري واضح". وتابع: "أبلغنا موقفنا حول البحر الأحمر لكل الفاعلين في المنطقة، بما في ذلك تركيا حين استضافت المباحثات الصومالية الإثيوبية". دعوة للدفع نحو اتفاق من جهته، اعتبر أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة الدكتور عباس شراقي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن حديث عبد العاطي غير موفق، "لأن الوزير ربط بين التصعيد وتضرر مصر من السد، ما يوحي بأننا لم نتعرض لأضرار بعد جراء النهج الإثيوبي". وتابع: "ربما لم يشعر المواطن العادي بالضرر، لكن الدولة المصرية لحقت بها أضرار بالغة، جراء السد اضطرت مصر إلى استخدام 25 مليار متر مكعب من مياه الصرف الملوثة في الزراعة بكلفة باهظة، حيث يكلف المتر المكعب الواحد 15 جنيهاً (نحو 0.3 دولار) لمعالجته". عباس شراقي: ملف السد انتهى بشكل كامل منذ العام الماضي بعدما اكتمل ملء خزان السد، لكن من الضروري التوصل إلى اتفاق ينظم عملية التشغيل ودعا شراقي الدولة المصرية إلى ضرورة إعادة تحريك ملف التوصل إلى اتفاق بشأن سد النهضة قبل إعلان الحكومة الإثيوبية عن الافتتاح والتشغيل الرسمي للسد، معتبراً أن الوضع الحالي لا يخدم سوى إثيوبيا التي تتصرف بحرية كاملة من دون ضوابط، مشيراً إلى أن ملف السد انتهى بشكل كامل منذ العام الماضي بعدما اكتمل ملء خزان السد، لكن لا يزال من الضروري التوصل إلى اتفاق ينظم عملية التشغيل، لضمان التنسيق الكامل حتى لا تتعرض مصر لأي أضرار. وأكد شراقي أن الحل العسكري والحلول العنيفة لم تعد صالحة في الوقت الراهن، قائلاً "لا يوجد سوى الحل السياسي والتوصل إلى اتفاق"، خصوصاً في الوقت الذي تخطط فيه إثيوبيا لبناء سدين جديدين على النيل، ورفعها لمستوى التصعيد، بالمطالبة بحصة ثابتة من مياه النيل تقدر بنحو 20 مليار متر مكعب. تقارير عربية التحديثات الحية إثيوبيا تدرج زيارة سد النهضة بـ"يوم النيل" وتستفز مصر وأوضح شراقي أنه من الناحية الفنية فإن خزان السد مملوء في الوقت الحالي بـ55 مليار متر مكعب من المياه، وهو ما لا يتناسب مع الاستعداد لموسم الفيضان، مشدداً على أنه لولا السد العالي في أسوان لواجهت مصر أزمة حقيقية في المياه، في ظل رفض إثيوبيا التنسيق بشأن ملء وتشغيل السد. ويتم تخزين المياه خلف السد العالي بجنوب مصر في بحيرة ناصر (الصناعية)، ويبلغ طولها 500 كيلومتر، وتصل السعة التخزينية لها إلى 169 مليار متر مكعب من المياه، حسب بيانات وزارة الري المصرية. وتعاني مصر عجزاً مائياً يبلغ 55%، وتعتمد على مورد مائي واحد هو نهر النيل بنسبة 98%، وتقع حالياً تحت خط الفقر المائي العالمي، بواقع 500 متر مكعب للفرد سنوياً، حسب بيانات "الري المصرية".


العربي الجديد
منذ 6 ساعات
- العربي الجديد
القبة الذهبية الأميركية... ردع الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ
بعد أيام قليلة من تنصيبه في 20 يناير/ كانون الثاني الماضي، أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمراً تنفيذياً يدعو إلى إنشاء القبة الذهبية للولايات المتحدة، تكون بمثابة "قبة حديدية"، مستوحاة من اسم نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي، بهدف تعزيز قدرة الولايات المتحدة على حماية نفسها من الصواريخ بعيدة المدى، وذلك عبر بناء شبكة أقمار اصطناعية لكشف الصواريخ الآتية وتتبعها واعتراضها. ومن المتوقع أن ينشر نظام الدفاع الذي تبلغ كلفته 175 مليار دولار مئات الأقمار الاصطناعية للقيام بمهام كشف الصواريخ وتتبعها، ومن المتوقع أن يدخل حيز الاستخدام قبل انتهاء ولاية ترامب الثانية في 20 يناير 2029. أثارت القبة الذهبية الأميركية مخاوف بكين من أنها قد تكون الطرف المستهدف في إطار استراتيجية أشمل تهدف إلى ردعها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، خصوصاً في حال نشوب صراع بالقرب من مضيق تايوان. ومع ذلك لا تزال هناك تساؤلات حول جدوى وكلفة المشروع، الذي سيعتمد على شبكة من الأقمار الاصطناعية وأجهزة الاستشعار الفضائية لاعتراض الصواريخ. جيانغ لي: القبة الذهبية ستُطلق سباق تسلح في الفضاء الخارجي القبة الذهبية وقدرات الصين في تعليقها على هذه الخطوة، ذكرت وسائل إعلام صينية، أول من أمس الثلاثاء، أن نظام القبة الذهبية الدفاعي المخطط له قد يجعل من الصعب على جيش التحرير الشعبي الصيني ضرب القواعد الأميركية مثل تلك الموجودة في غوام (أرض أميركية)، وأوكيناوا اليابانية، أو السفن الحربية التي تحاول الدفاع عن تايوان. وأضافت أن نظرة أميركا للصين باعتبارها "تهديداً مُتسارعاً" شكّلت أولويتها الدفاعية، في ظل سعي الجيش الأميركي للحفاظ على تفوقه على جيش التحرير الشعبي الصيني الذي يشهد تحديثاً متسارعاً. وأشارت تلك الوسائل إلى أن التوسع العسكري الصيني في منطقة المحيطين الهندي والهادئ أصبح الآن محوراً لاستراتيجية الدفاع الأميركية، مع التركيز المتجدد على القدرات الفضائية منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. ويتمثل جوهر هذا في مسعى ترامب الطموح لتجديد قوة الفضاء الأميركية وإنشاء نظام دفاع صاروخي من الجيل القادم، أي القبة الذهبية. في السياق، يبدي أستاذ العلاقات الدولية في مركز ونشوان للدراسات الاستراتيجية جيانغ لي، اعتقاده في حديث لـ"العربي الجديد"، أن ما يسمى بخطة القبة الذهبية هي مجرد أداة تستخدمها إدارة ترامب لتمرير الأجندة الجيوسياسية الأميركية، بما في ذلك تعزيز حالة الردع في منطقة المحيطين، ومحاولة الحد من تهديد الترسانة الصاروخية الصينية وكذلك الروسية. ويلفت إلى أن ذلك سيثير مخاوف واسعة النطاق بين دول العالم، خصوصاً القوى النووية، لأنه سيطلق سباق تسلح في الفضاء الخارجي باعتباره ميداناً جديداً للمعارك الحديثة، فضلاً عن أن النظام الجديد يتميز بطابع هجومي غير مقيد، يتجاوز فكرة الدفاع في حالات الاعتداء والاستهداف من قوى خارجية. ويشير جيانغ إلى أن رصد مبلغ 175 مليار دولار لمشروع كهذا جدير بالاهتمام والتأمل، لكن المسألة الأساسية تكمن في القدرة على التنفيذ والفعل وليس القول، لأن الأمر قد يستغرق عقداً كاملاً، وهذا يتطلب تضافر الخبرات الأميركية في وادي السيليكون (في ولاية كاليفورنيا)، خصوصاً في مجال البرمجيات لتحقيق اختراقات تكنولوجية ملموسة وبناءة، مع دمج موارد نظام الدفاع الصاروخي الحالية التي لا تفي بطبيعة الحال بالتطلعات الأميركية الجديدة بشأن مسألة الردع. يوان تشو: التقديرات تشير إلى أنه يصعب على القبة الذهبية تتبع واعتراض الصواريخ الأسرع من الصوت من جهته، يعتبر الباحث في الشؤون العسكرية في معهد نان جينغ للبحوث والدراسات الاستراتيجية يوان تشو، في حديث مع "العربي الجديد"، أنه لا شك في أن القبة الذهبية تهدف إلى بناء نظام دفاع صاروخي عالمي متعدد المستويات والمجالات، لكن التقييم المهني والتحليل الفني من جهات متعددة أثار تساؤلات جادة حول قدرة القبة على حماية الولايات المتحدة. ويرى بأنها تواجه تحديات متعددة، تتعلق بقدرتها على اعتراض الصواريخ الصينية الأسرع من الصوت، مثل صاروخ دونغ فنغ-17، وكذلك الصاروخ الروسي أفانغارد. ويضيف يوان أن التقديرات الأولية تشير إلى صعوبة تتبع واعتراض الصواريخ الأسرع من الصوت التي تتجاوز سرعتها 20 ماخ (24696 كيلومتراً) بفعالية، لأن هذه الصواريخ تتمتع بالقدرة الفائقة على تغيير مسارها داخل الغلاف الجوي. ويلفت يوان إلى أن أنظمة الأقمار الاصطناعية الأميركية ستكون عرضة للخطر، إذ إنها قد تصبح أهدافاً سهلة للأسلحة المضادة للأقمار الاصطناعية التي تمتلكها كل من الصين وروسيا، لأن النجاح في إصابة أحد هذه الرادارات سيكون كافياً لتعطيل النظام بأكمله، عبر تقنيات الليزر المضادة للأقمار الاصطناعية، والتي اختبرتها روسيا بكفاءة في وقت سابق. ويضيف أن هذه الخطوة قد تحفز الصين على اتخاذ إجراءات مضادة، مثل تسريع وتيرة نشر الصواريخ القادرة على التخفي، وكذلك الأمر بالنسبة لروسيا، وبالتالي قد نشهد فصلاً جديداً من سباق تسلح بين قوى نووية، تتضاءل فيه قدرة الردع النووي ، وهو ما يضع العالم أمام احتمالات مدمرة للكوكب والحياة البشرية. تجهيز عسكري صيني وسبق أن أشارت وسائل إعلام صينية، العام الماضي، إلى أن بكين جهزت نفسها بأنواع جديدة من الصواريخ الباليستية، بما في ذلك الأسلحة الأسرع من الصوت. ويمكن إطلاق العديد من هذه الأسلحة من منصات متحركة، مثل الشاحنات أو القطارات، ما يوفر لها قدرة أكبر على البقاء مقارنة بالصواريخ التي يتم إطلاقها من صوامع تحت الأرض، مثل صاروخ مينتمان 3 الأميركي. وقالت إنه في سبتمبر/ أيلول الماضي، أطلقت الصين بنجاح صاروخاً من طراز دونغ فينغ-31 إيه جي، القادر على حمل رؤوس نووية متعددة، ووصل الصاروخ إلى هدفه الافتراضي في جنوب شرقي المحيط الهادئ. أخبار التحديثات الحية الصين تحذر من مشروع "القبة الذهبية" وروسيا تعتبره "شأناً أميركياً"


القدس العربي
منذ 9 ساعات
- القدس العربي
ممثلو الرؤساء الثلاثة يستكملون صياغة الرد اللبناني على ورقة المبعوث الأمريكي توم برّاك
بيروت ـ «القدس العربي»: تستمر الاتصالات بين ممثلي الرؤساء الثلاثة للرد على ورقة الموفد الامريكي توم برّاك التي ترتكز إلى تسليم سلاح «حزب الله» ومختلف الفصائل الأخرى، إضافة إلى العلاقة مع سوريا وترسيم الحدود وتنفيذ الإصلاحات كمقدمة للبدء بعملية إعادة الإعمار مقابل التزام إسرائيل بالانسحاب الكامل ووقف الخروقات. وتعود اللجنة الممثلة للرؤساء للاجتماع في الساعات المقبلة تحضيراً للرد اللبناني، علماً أن رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي ينسّق مع «حزب الله» ينتظر إشارة منه حول مدى التزامه بتسليم سلاحه خلال مهلة 4 أشهر، مع العلم أن «الحزب» يضع شروطاً تتصل ببحث الاستراتيجية الدفاعية والتزام إسرائيل وقف إطلاق النار ووقف الانتهاكات والانسحاب ومن النقاط الخمس وإطلاق الأسرى. سلام: الانتهاكات الإسرائيلية ولم تغب هذه التطورات عن كلمة رئيس الحكومة نواف سلام في خلال زيارته المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي الذي يرأسه شارل عربيد، إذ تحت عنوان الاستقرار الأمني والسياسي، قال سلام «اسمحوا لي أن أكون في منتهى الوضوح: لا يمكن تحقيق الاستقرار في لبنان طالما استمرت الانتهاكات الإسرائيلية، وبقي الاحتلال قائمًا لأجزاء من أرضنا، وأسرانا في سجون العدو. من هذا المنطلق، نكثف الضغوط السياسية والدبلوماسية لتنفيذ القرار 1701، ونوفّر كل ما يلزم لضمان العودة الكريمة لأهلنا، وإعادة إعمار ما دمّره العدوان. في موازاة ذلك، تواصل الدولة، انسجامًا مع اتفاق الطائف وبيان حكومتنا الوزاري جهودها لبسط سلطتها الكاملة على جميع أراضيها بقواها الذاتية، بهدف حصر السلاح في يدها وحدها. وقد عززنا السيطرة على مطار رفيق الحريري الدولي والطريق المؤدي إليه عبر إجراءات إدارية وأمنية صارمة للحد من التهريب وتعزيز السلامة العامة، كما أطلقنا تعاونا مباشرا مع الجانب السوري لضبط الحدود، ومكافحة التهريب، وتأمين العودة الآمنة والكريمة للنازحين». وعرض رئيس الحكومة لمسألة إعادة الإعمار، معتبراً أنها «ليست مسألة هندسية أو مالية فحسب، بل هي أيضًا عملية سياسية واقتصادية واجتماعية تهدف إلى تثبيت الناس في أرضهم، واستعادة ما دمّرته الحرب من ثقة، وبُنى، وكرامة». وقال «لقد تعهّدنا بإعادة بناء ما دمّره العدوان الأخير، ونعمل على إطلاق جهود الإعمار ضمن أطر شفافة ومسارات خاضعة للمساءلة والمحاسبة. وفي هذا الإطار، أمّنا حتى الآن قرضًا بقيمة 250 مليون دولار من البنك الدولي لتمويل مرحلة إعادة الإعمار الفوري، بانتظار إقراره في مجلس النواب. كما نعمل بالشراكة مع وكالات الأمم المتحدة على تنفيذ مشاريع تفوق قيمتها 350 مليون دولار في الجنوب، تغطي قطاعات التعليم، والصحة، والمأوى، والأمن الغذائي، ضمن خطة دعم تمتد لأربع سنوات. ونؤمن أن مشروع إعادة الإعمار لا يكتمل من دون دعم أشقائنا العرب. من هنا، نتطلع إلى مساهمة فاعلة تُعيد بناء ما تدمّر، وتُعزز قدرة لبنان على النهوض. كما نعمل بالتوازي على التحضير لمؤتمر دولي لإعادة الإعمار، من المتوقع عقده خلال الأشهر المقبلة، ليكون محطة جامعة لتكثيف الدعم وتنسيق الجهود تحت قيادة الدولة اللبنانية ووفق أولويات واضحة». سلام يوازِن بين وقف الانتهاكات الإسرائيلية والاحتلال وبين حصر السلاح في يد الدولة وشرح أولويات التعافي والاصلاح بعد الانهيار المالي والاقتصادي وفقدان الليرة اللبنانية قيمتها وانفجار مرفأ بيروت، متحدثاً «عن قرار واضح بإعادة وصل لبنان بعمقه العربي، لاستعادة موقعه الطبيعي كشريك فاعل في مسارات التنمية، وتنشيط التجارة البينية، وجذب الاستثمار وإصلاح القطاع المصرفي واستعادة مؤسسات الدولة من خلال التعيينات واستقلالية القضاء». التحديات وفرصة الإنقاذ وتابع سلام «ما طرحته اليوم ليس مجرد عرض حكومي، بل دعوة مفتوحة إلى شراكة وطنية مسؤولة، تُدرك حجم التحديات وتتمسّك بفرصة الإنقاذ. نجاح هذا المسار لا يمكن أن يتحقق بجهد الحكومة وحدها، بل يتطلب تعاونًا جماعيا بين مختلف الأطراف، وفي طليعتها المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي ومكوناته الفاعلة. فأنتم تمثلون شرائح واسعة من المجتمع، ومنصتكم هذه يجب أن تبقى حية، نقدية، اقتراحية، وشريكة في القرار. نتطلع إلى تفعيل دور هذا المجلس أكثر من أي وقت مضى، ليكون حلقة وصل حقيقية بين الدولة والمجتمع، وجسرًا للحوار البناء، ومصدرًا لتغذية السياسات العامة من قلب الواقع». وختم: «نحن لا ندّعي أن الطريق سهل، ولا نزعم أن التحديات أصبحت خلفنا. لكننا، منذ اليوم الأول، اخترنا ألا نهادن، وألا نراوغ. اخترنا أن نواجه، وأن نبدأ، مهما كان المسار صعبًا. دعونا نُعيد للبنانيين ثقتهم بدولتهم. دعونا نُعيد الاعتبار لمعنى الدولة». من ناحيته، عرض النائب أديب عبد المسيح مع رئيس الكتائب سامي الجميل للاستحقاقات الراهنة، وعلى رأسها مسألة حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، والموعد المرتقب لوصول المبعوث الأمريكي. فشدد على «ضرورة قيام الدولة، وتحديدًا الحكومة، بوضع جدول زمني واضح لنزع السلاح»، متمنيًا «أن يكون القرار صادرًا عن حزب الله قبل أن يأتي من الدولة اللبنانية، لأن الالتفاف حول مؤسسات الدولة، وعلى رأسها رئاسة الجمهورية، من شأنه أن يوفّر مناخًا مريحًا، ويُخرج البلد من النفق المظلم نحو مرحلة الاستقرار والاستثمار». اقتراع المغتربين قي ملف اقتراع المغتربين بعد الانقسام الذي سُجّل في مجلس النواب، لفتت زيارة وفد من مطارنة الانتشار إلى وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي. وقد ضم الوفد الذي سبق أن زار رئيس الجمهورية العماد جوزف عون المطارنة ادغار ماضي (البرازيل) أنطوان شربل طربيه (استراليا) يوحنا حبيب شامية (الأرجنتين) وسيمون فضول (أفريقيا الوسطى والغربية) بحضور وفد من المنتشرين في البرازيل واستراليا، ورئيسة المؤسسة المارونية للانتشار روز شويري ونائبة الرئيسة هيام بستاني، وجرى خلال اللقاء عرضٌ لشؤون أبناء الجاليات اللبنانية. وشكر المطارنة الوزير رجي ووزارة الخارجية والمغتربين على دورها المحوري في ربط الجاليات اللبنانية بالوطن الأم وبمؤسساته الرسمية، ورعاية مصالح اللبنانيين في الخارج وتسهيل شؤونهم. ونقلوا رغبة اللبنانيين المنتشرين في إلغاء المادة 112 من قانون الانتخاب الحالي بشكل نهائي، وتمسكهم بحقهم في الإدلاء بأصواتهم في دوائرهم الانتخابية. مطارنة الانتشار يطالبون وزير الخارجية بحق المغتربين في الاقتراع في دوائرهم وأعرب المطران طربيه، باسم الوفد «عن توجسهم من وجود مؤامرة لحرمان اللبنانيين المنتشرين من حقهم في الانتخاب على مساحة الوطن». وأثار مسألة قانون استعادة الجنسية اللبنانية، مطالباً «بتمديد العمل بهذا القانون المهم الذي ينتهي مفعوله في تشرين الثاني/نوفمبر 2025». وفي انتظار لقاء سياسي إعلامي مع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الخميس في معراب، فقد رأى جعجع «أن إحدى ركائز قوتنا الأساسية، إلى جانب الأرض والكرامة والإرادة والحرية، هي الانتشار اللبناني. ولولا هذا الانتشار، خلال السنوات الماضية، لكان الكثير من الناس قد اضطروا إلى مغادرة البلد، ولكانت سبل العيش قد انعدمت بالكامل أمامهم». وأكد في تصريح «أن محاولة إبعاد المغتربين عن الشؤون الوطنية أمر مرفوض كلياً»، وقال «جميعنا معنيون بهذه المواجهة الكبرى، التي عنوانها بسيط: إما أن نربط الانتشار بلبنان أكثر فأكثر كي يعود تدريجياً كلما تحسنت الأوضاع، أو أن نُقصيه تمامًا ونقول له: «ابقَ في الغربة، لا علاقة لك بلبنان، صوتك يبقى في الخارج ونحن نقرّر عنك شؤونك في الداخل. وهذا مبدأ مرفوض تمامًا». وأضاف رئيس «القوات» «إننا في حزب القوات اللبنانية، وفي تكتل الجمهورية القوية، ومع حلفائنا في حزب الكتائب اللبنانية، والتغييريين، وحتى في الحزب التقدمي الاشتراكي، وتكتل الاعتدال الوطني، ومجموعة كبيرة من النواب المستقلين، قررنا أن نعمل بكل ما أوتينا من قوّة ووسائل ديمقراطية وقانونية، كي نعيد الحق إلى المغتربين اللبنانيين ليصوّت كل واحد منهم في بلدته، في منطقته، في وطنه، ليبقى على صلة بلبنان، وألا يُفصل عنه».