
ما هو نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي 'القبة الذهبية'؟
وفيما يلي بعض التفاصيل الرئيسية حول المشروع:
كيف سيعمل؟
الهدف الكبير الجديد هو أن تستفيد القبة الذهبية من شبكة من مئات الأقمار الصناعية التي تدور حول العالم مزودة بأجهزة استشعار متطورة وصواريخ اعتراضية لإسقاط صواريخ العدو القادمة بعد انطلاقها من دول مثل الصين أو إيران أو كوريا الشمالية أو روسيا.
وفي أبريل نيسان، سألت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) المتعاقدين في مجال الدفاع عن كيفية تصميم وبناء شبكة لإسقاط الصواريخ الباليستية العابرة للقارات خلال 'مرحلة التعزيز' بعد الإطلاق مباشرة، وهي مرحلة الصعود البطيء والمتوقع لصاروخ العدو عبر الغلاف الجوي للأرض. ولا تستهدف الدفاعات الحالية صواريخ العدو إلا في منتصف رحلاتها عبر الفضاء.
وتتمثل الفكرة والقدرة الجديدة في أنه بمجرد اكتشاف الصاروخ، ستسقطه القبة الذهبية إما قبل دخوله الفضاء بصاروخ اعتراضي أو بأشعة الليزر، وإما بعد فترة وجيزة في مسار سفره في الفضاء. والفكرة الجديدة الأخرى في الخطة هي زيادة دفاعات إضافية على الأراضي الأمريكية.
وكشف مخطط أولي للخطة التي قدمها البنتاجون لقطاع الدفاع في أغسطس آب وأوردتها رويترز لأول مرة أن النظام سيشمل ثلاث طبقات أخرى على الأرض بالإضافة إلى طبقة الاعتراض الفضائية.
وأظهر العرض التقديمي للبنتاجون أن نظام الدفاع الصاروخي الحالي، ويسمى نظام الدفاع الأرضي لمنتصف المسار، الذي يستخدم صواريخ اعتراضية أرضية متمركزة في ولايتي كاليفورنيا وألاسكا سيجري تعزيزه لإنشاء الطبقة الثانية.
ويتضمن التصميم الأولي الذي تم الكشف عنه في أغسطس آب طبقة ثالثة تتألف من خمسة مواقع إطلاق أرضية تهدف إلى اعتراض الصواريخ القادمة وهي لا تزال في الفضاء. وستكون ثلاثة من هذه المواقع الخمسة في البر الرئيسي للولايات المتحدة، في حين سيكون الموقعان المتبقيان في ولايتي هاواي وألاسكا.
أما طبقة الاعتراض الرابعة فستكون من أجل 'الدفاع محدود النطاق'، وتهدف إلى حماية المراكز السكانية. ويتضمن التصميم رادارات جديدة، وقاذفة 'شائعة' جديدة تماما ستطلق صواريخ اعتراضية من الطرازات الحالية والتي سيتم إنتاجها في المستقبل، وقد تشمل نظام الدفاع الصاروخي الحالي (باتريوت). وقال البنتاغون إن هذه الأنظمة ستعمل بشكل متناسق لدحر جميع أنواع التهديدات، مثل الأسلحة فرط الصوتية وصواريخ كروز.
وقال ترامب عند إصدار هذا الإعلان في مايو أيار 'وعدت الشعب الأمريكي بأنني سأبني درعا دفاعية صاروخية متطورة لحماية وطننا من تهديد الهجوم الصاروخي الأجنبي'.
هل القبة الذهبية مثل القبة الحديدية الإسرائيلية؟
قال ترامب في إشارة إلى نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي 'ساعدنا إسرائيل في نظامهم وكان الأمر ناجحا جدا، والآن لدينا تكنولوجيا متقدمة جدا عن ذلك'، في إشارة إلى نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي 'القبة الحديدية'.
وبُني نظام القبة الحديدية لاعتراض أنواع الصواريخ التي تطلقها حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في قطاع غزة.
وطورت هذا النظام شركة رافائيل الإسرائيلية لأنظمة الدفاع المتقدمة بدعم من الولايات المتحدة، وبدأ تشغيله في 2011. وتطلق كل وحدة تجرها شاحنة صواريخ موجهة بالرادار لتفجير التهديدات قصيرة المدى مثل الصواريخ وقذائف المورتر والطائرات المسيرة في الجو.
ويحدد النظام ما إذا كان الصاروخ في طريقه لضرب منطقة مأهولة بالسكان، وإذا لم يكن كذلك يتم تجاهل الصاروخ والسماح له بالهبوط دون ضرر.
ووُصفت القبة الحديدية في البداية بأنها توفر تغطية لحماية مساحة بحجم مدينة ضد صواريخ يتراوح مداها بين أربعة كيلومترات و70 كيلومترا، لكن الخبراء يقولون إنه تم توسيع نطاقها منذ ذلك الحين.
إلى أي حد تشبه مبادرة حرب النجوم للرئيس الأسبق رونالد ريغان؟
قال ترامب في مايو أيار 'سنكمل حقا المهمة التي بدأها الرئيس ريغان قبل 40 عاما، وسننهي إلى الأبد تهديد الصواريخ للوطن الأمريكي'.
وليست فكرة ربط قاذفات الصواريخ، أو أشعة الليزر، بالأقمار الصناعية ليتسنى لها إسقاط صواريخ العدو الباليستية العابرة للقارات بجديدة، فقد كانت جزءا من مبادرة حرب النجوم المبتكرة خلال رئاسة رونالد ريجان. لكنها تمثل قفزة تكنولوجية ضخمة ومكلفة عن القدرات الحالية.
وتم الإعلان عن 'مبادرة الدفاع الاستراتيجي' من ريغان، كما كان يطلق عليها، في 1983 بوصفها أبحاثا رائدة في نظام دفاع وطني قد يجعل الأسلحة النووية بلا قيمة.
وكان جوهر برنامج مبادرة الدفاع الاستراتيجي عبارة عن خطة لتطوير برنامج دفاع صاروخي فضائي قد يحمي الولايات المتحدة من هجوم نووي واسع النطاق. وتضمن الاقتراح طبقات عديدة من التكنولوجيا التي من شأنها تمكين الولايات المتحدة من تحديد عدد كبير من الصواريخ الباليستية القادمة وتدميرها تلقائيا عند إطلاقها أو في أثناء تحليقها أو عند اقترابها من أهدافها.
ولم تكلل مبادرة الدفاع الاستراتيجي بالنجاح لأنها كانت مكلفة للغاية، وطموحا أكثر مما يلزم من منظور تكنولوجي في ذلك الحين، ولا يمكن اختبارها بسهولة، وبدا أنها تنتهك معاهدة قائمة لمكافحة الصواريخ الباليستية.
من سيبني القبة الذهبية؟
برزت شركة سبيس إكس، المملوكة لحليف ترامب السابق إيلون ماسك، بصواريخها وأقمارها الصناعية، إلى جانب شركة البرمجيات بالانتير وشركة أندوريل لصناعة الطائرات المسيرة، في صدارة المرشحين لبناء المكونات الرئيسية للنظام. لكن ربما تعثرت هذه الجهود عندما تجاهلت إدارة ترامب مفهوم القبة الذهبية كخدمة مدفوعة الأجر لا تملكها الحكومة.
ومن المتوقع أن تأتي العديد من الأنظمة الأولية من خطوط إنتاج قائمة. وذكر الحاضرون في المؤتمر الصحافي الذي عُقد في البيت الأبيض مع ترامب بالاسم شركات إل3 هاريس تكنولوجيز ولوكهيد مارتن وآر.تي.إكس كورب كمقاولين محتملين للمشروع الضخم.
واستثمرت إل 3 هاريس مبلغ 150 مليون دولار في بناء منشأتها الجديدة في فورت واين بولاية إنديانا، حيث تُصنّع أقمار استشعار فضائية لتتبع الصواريخ فرط الصوتية والباليستية، وهي جزء من جهود البنتاجون لاكتشاف وتتبع الأسلحة فائقة السرعة بشكل أفضل باستخدام أجهزة استشعار توضع في الفضاء، ويمكن تعديلها بما يسمح بدمجها في القبة الذهبية.
لكن تمويل مشروع 'القبة الذهبية' لا يزال غير مؤكد. واقترح مشرعون جمهوريون استثمارا أوليا بقيمة 25 مليار دولار ضمن حزمة دفاعية أوسع نطاقا بقيمة 150 مليار دولار، إلا أن هذا التمويل مرتبط بمشروع قانون مثير للجدل يحتاج إلى إجراءات خاصة ويواجه عقبات كبيرة في الكونغرس.
(رويترز)

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 23 دقائق
- العربي الجديد
أسئلة حول قمة ألاسكا... لهجة ترامب مع بوتين والضمانات وموقف أوروبا
يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب الصورة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولد دونالد ترامب في 14 حزيران/ يونيو 1946 في مدينة نيويورك، لأبوين من أصول ألمانية واسكتلندية، تلقى تعليمه الأولي في مدرسة كيو فورست بمنطقة كوينز في مدينة نيويورك. التحق بالأكاديمية العسكرية في المدينة نفسها، وحصل عام 1964 على درجة الشرف منها، ثم انضم إلى جامعة فوردهام بنيويورك لمدة عامين، ثم التحق بجامعة بنسلفانيا، وحصل على بكالوريوس الاقتصاد 1968 ، اليوم الجمعة، مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، في وقت يسعى فيه الرئيس ترامب إلى وقف الحرب التي بدأت بغزو روسيا لأوكرانيا في فبراير/ شباط 2022. ومرت جهود ترامب الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا بانعطافات عدّة، كانت بداية من التفاؤل مروراً بالانتقادات والاشتباك الذي حصل في البيت الأبيض بين الرئيس ترامب ونائبه جي دي فانس مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حتى إبداء ترامب استياءه الشديد من بوتين واستخدامه أحياناً ألفاظاً نابية، وفي ضوء ما سبق يصعب توقع نتائج القمّة وأجوائها. أهمية الاجتماع وعن مدى أهمية اجتماع اليوم، يقول موقع ذا هيل، إن هناك قلقاً كبيراً في كييف وسائر أوروبا من أن يقدم ترامب تنازلات لبوتين مقابل وعد بوقف إطلاق النار، قبل عرضه على زيلينسكي أمراً واقعاً، إلّا أنه يشير في الوقت ذاته إلى تقليل ترامب من احتمالية حدوث أي تقدم حقيقي خلال اللقاء، ورغم ذلك يصعب توقع ما يمكن أن تنتج عنه القمة، خاصة وأن ترامب نفسه قد قال في تصريحات صحافية يوم الاثنين إن اللقاء استشرافي، قبل أن يقول الخميس إنه يقدر أن يخرج بانطباع عن فشله بنسبة 25% دون أن يعرّف ما هو الفشل المقصود. وفي ذات اليوم، قال ترامب للصحافيين في البيت الأبيض إنه يعتقد أن بوتين "سيصنع السّلام". الضمانات الأمنيّة وكان ترامب قد طمأن القادة الأوروبيين خلال مكالمة فيديو في وقت سابق هذا الأسبوع، بأنه لن يتفاوض على تبادلات أراضٍ محددة خلال الاجتماع، في حين أعرب الأوروبيون عن بعض التفاؤل، خاصّة بعد أن ألمح ترامب إلى استعداد الولايات المتحدة لتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا جزءاً من اتفاق سلام. وبحسب "ذا هيل"، فإنّ الأهم من تعهد ترامب خلال اللقاء، هو عدم إدلائه بأي تصريح علني أو دقيق بشأن الضمانات الأمنية، وسط توقع بأن يعارض بوتين تقديم أي ضمانات تطمئن أوروبا وكييف خلال لقاء ألاسكا. تقارير دولية التحديثات الحية سيناريوهات قمة ترامب وبوتين في ألاسكا: فرصة للتقدم محفوفة بالمخاطر كيف سيكون تعامل ترامب؟ أمّا بالنسبة إلى كيفية تعامل ترامب مع بوتين خلال اللقاء، استعرض الموقع جملة من المحطات البارزة في علاقة الزعيمين، وقال إنّ العلاقة بين ترمب وبوتين كانت محل تساؤل، ومصدر إزعاج للكثيرين طيلة سنوات، خاصة عندما بدا ترامب في هلسنكي عام 2018، مصدقاً كلام بوتين على كلام الاستخبارات الأميركية بشأن عدم تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية عام 2016، إضافة إلى ذلك، استخدم ترامب لغة غريبة في فترة غزو روسيا لأوكرانيا، إذ وصف الخطوة بالعبقرية والذكية للغاية من بوتين، بالمقابل، عبر ترامب عن إحباطه مؤخراً من بوتين بسبب حرب أوكرانيا، كما اشتكى منه خلال جلسة لمجلس الوزراء الشهر الماضي تحدث فيها عن جهوده في وقف حرب أوكرانيا قائلاً "نتلقى الكثير من الهراء من بوتين"، قبل أن يهدّد بعواقب وخيمة على روسيا في حال عدم موافقة بوتين على وقف الحرب. وعلى ضوء ما سبق، أكّد الموقع أن نبرة ولهجة الزعيمين ولغة جسدهما خلال المؤتمر الصحافي المرتقب ستكون محل تدقيق كبير. لقاء ثلاثيّ بين زيلينسكي وترامب وبوتين وبشأن إمكانية عقد لقاء ثلاثي بين ترامب وزيلينسكي وبوتين، فيشير موقع "ذا هيل" إلى أن زيلينسكي يشعر بالاستياء من فكرة عقد ثنائي بين ترامب وبوتين، خشية من أن يقدم الرئيس الأميركي تنازلات لنظيره الروسي، ومن مبدأ ضرورة أن تكون أوكرانيا طرفاً مباشراً في المفاوضات. وبحسب "ذا هيل"، فإنّ أي دفع نحو اجتماع ثلاثي بعد لقاء ترامب وبوتين سيكون من الصعب تفسيره، إلّا أنّ إحدى التفسيرات قد تكون بأن ترامب وبوتين أحرزا تقدماً، وأنهما قد يحاولان الضغط على زيلينسكي للموافقة على شروط قد يجدها غير مقبولة. الموقف الأوروبي تريد دول الاتحاد الأوروبي إنهاء الحرب في أوكرانيا لكن ليس بأيّ ثمن، إلّا أنهم في الوقت ذاته يعلمون أن ترامب حليف غير موثوق به، وأنهم في ذات الوقت غير قادرين على دعم أوكرانيا إلى ما لا نهاية بمفردهم، وهو ما جعل كثير من القادة الأوروبيين ينظرون بقلق نحو اجتماع بوتين وترامب، ويفسر كذلك إصرار القادة الأوروبيين العلني على تقديم ترامب ضمانات أمنية وألّا يشارك في المفاوضات حول تبادل الأراضي.


القدس العربي
منذ ساعة واحدة
- القدس العربي
الطريق نحو الدولة المنبوذة: شعور متزايد لدى الإسرائيليين بأن حرب غزة عزلتهم ومظاهر المقاطعة بدأت في قطاع التكنولوجيا
لندن- 'القدس العربي': نشرت صحيفة 'فايننشال تايمز' تقريرا أعده نيري زيبلر، قال فيه إن الإسرائيليين يواجهون عزلة عالمية متزايدة، وأن رد الفعل العنيف على حرب غزة يثير مخاوف الإسرائيليين المسافرين ورجال الأعمال من أن بلادهم تسير نحو وضعية الدولة المنبوذة. وأشار التقرير إلى المحاولة في هذا الصيف لمنع سفينة سياحية إسرائيلية على متنها 1,600 راكب من الاقتراب من جزيرة سيروس اليونانية، فقد تجمع مئات السكان المحليين عند الميناء القديم للجزيرة اليونانية الآسرة بجمالها، مرددين هتافات 'فلسطين حرة' ومحتجين على اقتراب السفينة القادمة من حيفا وأعيد توجيهها نحو قبرص لأسباب أمنية. وقد دفع هذا الحادث العديد من الإسرائيليين إلى التساؤل: 'إذا لم يعد بإمكانهم الشعور بالترحيب في اليونان، التي تعتبر بلا شك الوجهة السياحية الأكثر شعبية في إسرائيل، والتي تربطها بها علاقات دبلوماسية وعسكرية وثقافية عميقة بها، فماذا بقي لهم؟'. وبعد مرور ما يقرب من عامين على الانتقام الإسرائيلي المدمر من غزة بسبب هجمات حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، أصبح الاتجاه في معظم أنحاء العالم واضحا: تتعرض إسرائيل للانتقاد والعقوبات والعزلة بشكل متزايد، كل ذلك في حين ينمو الدعم بين الحلفاء الغربيين للاعتراف بدولة فلسطينية. وقد لجأ المعلقون الإسرائيليون إلى وصف موجة الاستهجان بأنها 'تسونامي دبلوماسي'، بعد خطاب ألقاه وزير الدفاع آنذاك إيهود باراك عام 2011 حذر فيه من أن غياب عملية سلام مع الفلسطينيين سيحول إسرائيل إلى دولة منبوذة و'يدفع إسرائيل إلى الزاوية التي بدأ منها تدهور جنوب إفريقيا'، أي نظام الفصل العنصري. ونقلت الصحيفة عن جيريمي إيسخاروف، وهو دبلوماسي إسرائيلي كبير متقاعد شغل منصب سفير لدى ألمانيا، قوله: 'لا أتذكر وضعا كان حرجا جدا من حيث مكانتنا الدولية والهجمات على شرعيتنا والانتقادات الموجهة للحكومة، بما في ذلك في الولايات المتحدة. وبعض أفضل أصدقائنا يرسلون لنا إشارات سلبية للغاية'. وتضيف الصحيفة أنه مع ارتفاع عدد القتلى ووصول قطاع غزة إلى حافة المجاعة بسبب القيود الإسرائيلية على المساعدات الإنسانية، اشتدت الإدانة العالمية للحرب التي تشنها إسرائيل، وبخاصة بعد تعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي بتوسيع الحملة و'إنهاء المهمة' هناك، مما أثار المزيد من تدقيق الحلفاء. فقد أعلن المستشار الألماني فريدريش ميرتس أن الرد العسكري الإسرائيلي 'لم يعد مبررا'، بينما انتقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التصعيد الإسرائيلي المخطط له، ووصفه بأنه 'كارثة على وشك الحدوث'. وأعربت أكثر من 12 دولة، بما فيها بريطانيا وفرنسا وكندا وأستراليا، عن نيتها الاعتراف بدولة فلسطينية بحلول الشهر المقبل في اجتماعات الأمم المتحدة بنيويورك. واتهم عدد متزايد من النقاد الدوليين الشرسين إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية، بينما يخضع نتنياهو نفسه منذ تشرين الثاني/نوفمبر لمذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة 'ارتكاب جرائم ضد الإنسانية'. وقال مسؤول إسرائيلي كبير سابق، إن الرأي العام الإسرائيلي 'يدرك أن هذا الوضع أعمق وأوسع نطاقا وأكثر خطورة من أي وقت مضى'، مضيفا أن الضغط الدولي المتزايد 'تجاوز الحدود'. وازدادت عمليات حظر الأسلحة المفروضة على إسرائيل طوال الحرب، حيث علقت ألمانيا، وهي مصدّر رئيسي للأسلحة، ويعود دعمها القوي لإسرائيل إلى الهولوكوست، الأسبوع الماضي شحنات الأسلحة التي من الممكن استخدامها في غزة. وأعلن صندوق النفط النرويجي، الذي تبلغ قيمته تريليوني دولار أمريكي، وهو أكبر صندوق ثروة سيادية في العالم، هذا الأسبوع أنه باع خمس استثماراته في إسرائيل وقطع علاقاته مع مديري الصناديق الإسرائيليين ردا على الحرب. وقال رئيس الوزراء النرويجي، يوناس غار ستور، في بودكاست: 'المأساة الحالية هي تضرر سمعة إسرائيل في دول لطالما تعاطفت معها'. وأضاف: 'سيكون لذلك تأثير مع مرور الوقت، وأعتقد أنه سيكون دراماتيكيا جدا على إسرائيل'. وتقول الصحيفة إن الأزمة الاقتصادية بدأت تظهر بالفعل في قطاع التكنولوجيا الإسرائيلي، وبخاصة من المستثمرين الأوروبيين، وفقا لرسائل خاصة اطلعت عليها صحيفة 'فايننشال تايمز' في منتدى إلكتروني يضم مئات من المستثمرين الإسرائيليين واليهود. وجاء في إحدى الرسائل من شريك محدود: 'إن فكرة الاستثمار في دولة تمنع بشكل مباشر تدفق المساعدات الضرورية [إلى غزة] أمر نكافحه لأسباب أخلاقية'. ونقل مدير صندوق آخر: 'إسرائيل غير مرغوب بها في الدنمارك'. وقال أمير ميزروش، مستشار الاتصالات العالمية المقيم في تل أبيب، إن كبار رجال الأعمال الإسرائيليين 'يشعرون وكأنهم أصبحوا روسيا دون العقوبات الرسمية'. وأضاف ميزروش أن الأموال الأوروبية وإن كانت تمثل جزءا ضئيلا من الاستثمار الأمريكي، فإن القلق الأكبر يكمن في احتمال تضرر التعاون البحثي والأكاديمي المشترك في مجالات مثل أشباه الموصلات وتصميم الرقائق، ومن خلال برنامج 'هورايزون' لتمويل العلوم التابع للاتحاد الأوروبي. وقد فشلت محاولات استبعاد إسرائيل من البرنامج، وكذلك اتفاقية الشراكة الأوسع مع الاتحاد الأوروبي، بسبب معارضة حكومات، منها ألمانيا والمجر. لكن لا يزال من غير الواضح إلى متى سيصمد هذا الوضع، خاصة إذا اتسع نطاق حرب غزة. وقالت الصحيفة إن الدعم في الولايات المتحدة -الحليف الأقوى لإسرائيل- قد تراجع وبخاصة بين الديمقراطيين والمستقلين. فقد أظهر استطلاع رأي أجرته مؤسسة غالوب الشهر الماضي، أن 32% فقط من الجمهور يدعمون العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة. ومع ذلك، يبدو أن دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يتضاءل حتى الآن، على الرغم من بوادر الانشقاق داخل جناح 'ماغا' أو لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى، في الحزب الجمهوري. وباستثناء أي تغيير جذري في موقف ترامب، يبدو أن حكومة نتنياهو غير مهتمة بالضجيج العالمي. وقد صوّر الوزراء الإسرائيليون الاعتراف بالدولة الفلسطينية على أنه 'مكافأة' لحماس، مشيرين إلى أن القادة الأوروبيين قد 'استسلموا' للضغوط الداخلية من وسائل الإعلام والجماعات اليسارية و'أقلياتهم المسلمة'. وقال نتنياهو يوم الأحد: 'سننتصر في الحرب، بدعم من الآخرين أو بدونه'، مضيفا أنه أبلغ القادة الأوروبيين أن ضغوطهم السياسية الداخلية 'مشكلتكم، وليست مشكلتنا'. حتى المسؤول السابق، وهو منتقد لحكومة نتنياهو، جادل بأن الأدوات التي اختارتها الحكومات الأجنبية للضغط على إسرائيل كانت خاطئة، وخاصة الاعتراف بدولة فلسطينية، وهو أمر 'سيكون رد فعل حتى المعتدلين من الإسرائيليين عليه سلبيا بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر'. وأضاف: 'غالبية الجمهور الإسرائيلي تعتقد بالفعل أن الحرب يجب أن تنتهي، ولسنا بحاجة إلى أصدقائنا في الخارج ليخبرونا بذلك'، يجب 'الضغط على حكومة إسرائيل، وليس على الجمهور الإسرائيلي'. وفي حين أن هذه الخطوات لم تؤثر فعليا على الحياة اليومية في إسرائيل، فقد امتلأت وسائل الإعلام الإسرائيلية خلال الشهر الماضي بتقارير عن جنود سابقين في الجيش يُلاحَقون بتهمة ارتكاب جرائم حرب عند زيارتهم لأمريكا اللاتينية وأوروبا، وعن تخريب مطاعم إسرائيلية في سيدني وبرلين. كما حُذف اسم منسق موسيقى إسرائيلي من قائمة المشاركين في مهرجان موسيقي بلجيكي بسبب 'مخاوف أمنية' غامضة، وتعرض المصطافون للاعتداء في أثينا، مما دفع السلطات الإسرائيلية إلى نصح المسافرين إلى الخارج بـ'التقليل' من إظهار جنسيتهم. ويتمثل القلق بين المسؤولين الإسرائيليين الحاليين والسابقين في احتمال فرض عقوبات إضافية، مما يجبرهم على التفكير في مستقبل تمنع فيه إسرائيل من المشاركة في الفعاليات الدولية، وتخضع لحظر أوسع على الأسلحة، ويلغى السفر بدون تأشيرة. وقال إيسخاروف، الدبلوماسي السابق: 'هذه عملية يمكن أن تتفاقم في اتجاهات مختلفة.. نحن نعيش في عالم معولم. لا إنسان ولا دولة جزيرة معزولة'.


القدس العربي
منذ 6 ساعات
- القدس العربي
النفط يحافظ على مكاسبه قبيل قمة ترامب وبوتين
ارتفعت أسعار النفط اليوم الجمعة إلى أعلى مستوياتها في أسبوع بعد أن حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من 'عواقب' إذا عرقلت روسيا إبرام اتفاق سلام مع أوكرانيا مما أثار مخاوف بشأن الإمدادات. وتلقت المعنويات دعما أيضا من البيانات الاقتصادية القوية الصادرة من اليابان أحد أكبر مستوردي الخام في العالم. وزادت العقود الآجلة لخام برنت 16 سنتا أو 0.2 بالمئة إلى 67.00 دولارا للبرميل بحلول الساعة 0017 بتوقيت جرينتش. وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 14 سنتا أو 0.2 بالمئة أيضا إلى 64.10 دولار. (رويترز)