logo
إسرائيل تفاوض الفلسطيني على طريقة اغتياله و نفيه "كلهم إسرائيليون و لكنهم حيوانات في نظر بني صهيون"

إسرائيل تفاوض الفلسطيني على طريقة اغتياله و نفيه "كلهم إسرائيليون و لكنهم حيوانات في نظر بني صهيون"

إيطاليا تلغراف٢٢-٠٧-٢٠٢٥
إيطاليا تلغراف
الدكتور إدريس الأندلسي
أكد الغرب أنه خادم مطيع لإسرائيل، و لا يطمح إلا أن ينال رضى الصهاينة الذين يسيطرون على مسار نخبه السياسية، و يتحكمون في كثير من ركائز قراره المالي و الإقتصادي. أصدر الإتحاد الأوروبي قبل قليل قرارا بزيادة الضغط على روسيا لكي توقف الحرب في أوكرانيا، تولى وزير خارجية فرنسا دور ' المكشر عن أنياب ' العقوبات الإقتصادية و المالية، ان لم تتراجع روسيا عن الدفاع عن مصالحها الإستراتيجية، و الحد من توسع الحلف الأطلسي الذي يصر على وضع ترساناته الحربية على أبواب الكرملين و حتى في قلب موسكو. و أصاب العمي الإتحاد الأوروبي عن ما يجري في غزة. هناك في تلك البقعة من فلسطين وقف التاريخ، و توقف الكلام عن القيم الإنسانية، و انهارت كل المبادئ الإنسانية التي تتغنى بها أوروبا و أمريكا. أن يقتل سلاح الغرب بأيدي صهيوني عشرين ألف طفل، فذلك لا يحرك ساكنا في حكوماتهم، و لا يؤثث خطابات وزراء خارجية دول أوروبا الذي أراد أن يخيف روسيا، و لا يأبه لجرائم إسرائيل. مجرمي هذه ' الدولة ' من أمثال نتنياهو، لا يخضعون لمحاكمة، و لا قدرة لأي دولة في الغرب على محاسبتهم. تنفتح عقدة لسانهم حين يرمي طفل بحجارة على طائرة أمريكية، أو حين تقتحم نظرة، أم ترضع صغيرها، فوهة مدفع أوروبي و أمريكي في لحظة عبور القتل إلى مدرسة على أنين أطفال كانوا يرددون نشيدا، أو ترنيمات كنسية، أو آيات قرآنية، أو مجرد أغنية من ألحان مارسيل خليفة. يروج الإعلام لمفاوضات بين مغتصب و ضحايا إغتصاب في قطر. و تتبع أوروبا و أمريكا مراحل إنتصار المغتصب على الآلاف من ضحايا إسرائيل. ستسكت مجالس الإتحاد الأوروبي ، و كثير من مواقع القرار الأمريكي على أبشع انتهاكات حق الطفل الفلسطيني في الحياة. و هناك في بلادي من يتعاطى كل أشكال العهر الأخلاقي، و يؤكد أنه، و كل ما يملك من مؤسسات إعلامية و كل وسائلها ، إسرائيلي. و لن ينسى كل حر مغربي ما صدر عن كل صوت اخترقه الصهاينة.
كتب مجرمون كل ما جاء في التلمود، هذا الذي لم يتدخل في كتابته إله أو نبي أو حكيم أو فيلسوف. تجمع كل مجرمي التاريخ، و من ضمنهم عتاة النازية، للتأكيد على أن الصهيوني ينال جزاء ' ربه ' إذا قتل غير اليهودي. و يزداد ثقل الجزاء في ميزان الحسنات إذا كان المقتول طفلا، أو حتى جنينا في بطن الحامل. و هكذا قال وزير المالية الصهيوني بتسلءيل سموتريتش ،بعد أن تم قتل طفل فلسطيني و حرقه، أن بلدة دوما ' يجب أن تمحى بالكامل'. قالت ' إميل شاكيد' وزيرة سابقة، أن كل ام فلسطينية ' تربي أبنائها على الكراهية، يجب أن تقصف، حتى و لو تلد بعد، لأنهم يكونون أعداء ' . و تجاوز ' ايتمار بن غفير ' المجرم الصهيوني كل الحدود، و أمر 'بإطلاق النار على كل فلسطيني بدون تردد' . و لم يتردد نتنياهو و عصابته على إطلاق النار على ضحايا الجوع في غزة أمام كاميرات تنقل الصور إلى الإتحاد الأوروبي، و إلى البيت الأبيض. و هكذا تم تقديس التلمود في الغرب، و ذبحت كل القيم الإنسانية على أعتاب مؤسسات الغرب. و وجب الإعتراف بأن العالم، الذي غض الطرف على جرائم الإستعمار الغربي في أفريقيا و آسيا و أمريكا هو نفسه الذي يغض الطرف عن جرائمه التي تتراكم منذ بيع فلسطين إلى عصابات الصهيونية منذ ' وعد بلفور'. صنعوا الكذب بإسم التاريخ وقدسوه، و حولوه إلى شبه قانون في مؤسسات قالوا أنها عالمية.
إنتهت الحرب العالمية الثانية، و قرر الغرب صناعة مؤسسات تنتصر لمصالحه. أقروا أن مجلس الأمن سلطة تستعملها خمس دول أو سبعة فقط. قرروا أن تكون الجمعية العامة للأمم المتحدة مسرحا لكي يلعب كل من لا يملك سلطة القرار دوره للتعبير عن رأيه، و لكي يعلن كل زعيم صغير أنه أكبر الزعماء على تلفزيون بلاده. سيطر الأقوياء على القرار من أجل ضمان السلام العالمي. و أستمرت الحروب في أفريقيا و آسيا من طرف الدول الإستعمارية في أفريقيا و آسيا إلى غاية 1971. انتصرت أسلحة الفقراء على أسلحة أمريكا. وقع الرئيس الأمريكي نيكسون على سلام ، و غادر المارينز الامريكان ميادين الفيتنام بعد خسارة بشرية كبرى أمام فكر هوشيمنه. تابعنا نشرات الأخبار في هذه السنة على نبرات صوت المذيع الراحل' بلعربي' خلال نشرات الأخبار المسائية. و لم تختف الايديولوجية الإستعمارية الصهيونية التي استفادت من دعم أوروبي و أمريكي في سنة 1967. و لا زال الإستعمار الصهيوني لفلسطين مستمرا بفعل أسلحة أوروبا و أمريكا. و لا زالت الصهيونية تخترق الأنظمة العربية و الإسلامية لإضعاف كل إرادة للتغيير. و لا زالت الصهيونية تدمر كل آليات عملها بتزوير التاريخ. و لا زال الصهاينة يعبرون عن عدم قدرتهم على إكمال جرائمهم بدون ضغطهم على مراكز القرار في الغرب. يؤكد المهوسون بالتلمود أن نهاية العالم لن تتم دون مرحلة ضرورية لكي يستعبد كل يهودي مئات من البشر ' أو بالأحرى غير اليهود ' الذين يعتبرون مجرد كائنات حيوانية لم، و لن ترقى إلى مرتبة البشر، التي لا يرتقى إليها كل إنسان لا ينتمي إلى ' أسطورة شعب الله المختار '.
و هكذا سيصبح كل زعماء العالم من غير اليهود، أو ربما أحفاد احفادهم، عبيدا لدى اليهود. و أود أن أخبر الرئيس ترامب أن أحفاده سيكونون عبيدا في أحياء نيويورك التي سيسيطر عليها الإسرائيليون. و قد وجب اخبار هذا الرجل أن ما يسمى ' بالحضارة اليهودية المسيحية ' كذبة كبرى. و سيظل النظام الكنسي الذي أدى إلى خلق الكنيسة المسيحية في روما ذلك الذي لن يتوافق مع ' الواح موسى' ، و مع أسفار العهد القديم، و خصوصا مع كل الوثائق التي تكون منظومة التلمود التي اسسها بشر، و لم تكن من أعمال إله خلق الكون.
و تتفرج كل الالهة على مسرح اغتيال الأخلاق تحقير القيم الإنسانية، و الإستمرار في قتل الأطفال، ولن تفعل شيئا. و ستظل كل أشكال الدعاء من أجل حفظ أطفال فلسطين بدون فعل يذكر. هل يبارك الكون و من يتحكم فيه، من قوة في التأثير على قوى التدمير الإستعمارية. هل تدفعنا قوة أمريكا إلى الكفر بكل قوة سواها، رغم إيماننا بقوة السماء. و سيظل الصوت القادم من أعماق الأرض، و الذي يصنع الخوف في غزة، هو ذلك الذي يقول لمن كتبوا التلمود أن التاريخ لا تصنعه الخرافات غير المقدسة. كتب الصهيوني الكذب، و أكد قتلة الأنبياء أنهم شهداء على انتصار ' يعقوب أو إسرائيل ' على ربهم، و فرض شروطهم عليه، بعد معركة خسر خلالها من ' فضلهم على العالمين '. و سيظل نضال شعب فلسطين قويا، ما دام المغتصب الصهيوني يعتمد على الخرافة. و ينسى أصدقاء إسرائيل أن الصهاينة لا يفاوضون أحدا على أرض. يخيرونه فقط عن شكل ، و مكان اغتياله. فتظلوا أيها الخونة كلكم إسرائيليون. و سيظل المغاربة أوفياء لنضالات محمد الخامس و محمد بن عبد الكريم الخطابي و لعلال بن عبد ألله و لموحا أو حمو الزياني و لغيرهم من شهداء ثورة الملك و الشعب.
إيطاليا تلغراف
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لجريدة إيطاليا تلغراف
السابق
هل سيغدر ترامب بأحمد الشرع؟
التالي
هذا هو حلم إسرائيل الأكبر في سوريا
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حادث تحطم طائرة الاستطلاع للحماية المدنية .. وفد وزاري يحل بولاية جيجل - الوطني : البلاد
حادث تحطم طائرة الاستطلاع للحماية المدنية .. وفد وزاري يحل بولاية جيجل - الوطني : البلاد

البلاد الجزائرية

timeمنذ 25 دقائق

  • البلاد الجزائرية

حادث تحطم طائرة الاستطلاع للحماية المدنية .. وفد وزاري يحل بولاية جيجل - الوطني : البلاد

حل صباح اليوم الأربعاء، بولاية جيجل، وفد وزاري هام يتكون من ابراهيم مراد، وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، العقيد بوعلام بوغلاف المدير العام للحماية المدنية، يوسف بلمهدي وزير الشؤون الدينية والأوقاف و ممثل عن وزارة الخارجية ، للوقوف على شهداء الواجب المهني أعوان و إطارات الحماية المدنية ضحايا الحادث المأساوي لتحطم طائرة الإستطلاع لمصالح الحماية المدنية "زيلين" بمطار فرحات عباس، الذي وقع يوم أمس الثلاثاء . وقد استُشهد، أمس الثلاثاء، أربعة أفراد من عناصر الحماية المدنية في حادث سقوط طائرة استطلاع وتعرّف من نوع 'زيلين'، تابعة للمجموعة الجوية للحماية المدنية، وذلك خلال مهمة تدريبية على مستوى مطار فرحات عباس بولاية جيجل. الحادث الأليم وقع أثناء تنفيذ مهمة تدريبية دورية، حيث كانت الطائرة تقل أربعة أشخاص يؤدّون واجبهم المهني بكل تفانٍ وإخلاص. ألقى الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، كلمة خلال جلسة مجلس الأمن المخصصة لمناقشة الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية، سلط فيها الضوء على حجم الكارثة الإنسانية في غزة، مؤكدًا أن الجزائر لن تقف مكتوفة الأيدي أمام معاناة الفلسطينيين. أعلنت وزارة التربية الوطنية عن تمديد آجال تقديم طلبات نقل الأساتذة خارج إدارتهم المستخدمة (الدخول والخروج الولائي) بعنوان السنة الدراسية 2025-2026، وذلك لفائدة الأساتذة المرسمين في الأطوار التعليمية الثلاثة (الابتدائي، المتوسط والثانوي) المتواجدين في وضعية القيام بالخدمة

الحل في زوال الاحتلال
الحل في زوال الاحتلال

الشروق

timeمنذ 11 ساعات

  • الشروق

الحل في زوال الاحتلال

ليس القصد من هذا العنوان التهوين من مقترح حل الدولتين الذي يحظى بتأييد دولي متزايد، وإنما القصد منه بيان طبيعة الكيان الصهيوني غير القابل للتعايش مع الآخر، لأن هذا الكيان مؤسَّس على معتقدات توراتية وتلمودية لا تعترف بحق الوجود لغير اليهود ممن يسمّون في الفكر التلمودي 'الأغيار'، ولأن هذا الكيان ذو طبيعة استيطانية توسُّعية والدليل على ذلك أنه يفكر في عزِّ الحشد الدولي لحل الدولتين في احتلال غزة وضم الضفة الغربية، ولأن هذا الكيان لا يرضى بأي حل إلا حل التوطين اليهودي في أرض فلسطين وتهجير الفلسطينيين إلى الخارج أو جمعهم في رقعة جغرافية ضيقة بفلسطين، لا يملكون قرارهم، ومجرّدون من حقوقهم، ولا حق لهم في إدارة شؤونهم. إن حل الدولتين في نظر من تبنّوه من المجتمع الدولي هو حل يفرضه الواقع، وهو في نظر المجموعة العربية حلٌّ لا ثاني له بسبب فشل كل الحلول بعد آخر مواجهة عربية إسرائيلية، والتي أعقبها تشتُّت غير مسبوق للتيار العربي وسقوط فكرة القضية الفلسطينية ذات الأبعاد القومية العربية. إن حل الدولتين بالنظر إلى هذه المعطيات مغامرة دولية في ظل كيان صهيوني رافض لكل الحلول، ومتشبّث بفكرة أن أرض الميعاد لا تتسع لشعبين ورافض لأي دولة فلسطينية من أي فصيل، حمساوي أو فتحاوي أو غيره. في عزّ الحشد الدولي لمقترح حل الدولتين، يكثف اليمينيان المتطرفان 'بن غفير' و'سموتريتش' تصريحاتهما العنصرية وخرجاتهما الاستفزازية، ودعواتهما إلى إقامة مزيد من البؤر الاستيطانية باقتطاع مساحات كبيرة من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية في خطوة غير مسبوقة بهذا الحجم وبهذا الإصرار الصهيوني على تجاهل السلطة الفلسطينية. حل الدولتين فكرة قابلة للتحقيق بحسب المتحمسين لها والداعين إليها، وإذا جاريناهم وسلّمنا لهم بذلك جدلا، فإن ذلك لن يتحقق إلا بأخذ هذه الأمور بعين الاعتبار: 1- يجب أن تسبق عملية التفكير في حل الدولتين، العمل على وقف عمليات الاستيطان التي ازدادت وتيرتها مع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة والتي طالت أجزاء من الضفة الغربية، فالاستيطان مانع من موانع حل الدولتين لتعارضه مع القانون الدولي ولكونه شكلا من أشكال الاحتلال الذي لا يتحقق معه أي حل. لقد ضربت إسرائيل بقرارات مجلس الأمن بوقف الاستيطان عرض الحائط وبنت في المدة التي أعقبت الحرب الأخيرة مع غزة قبل عملية 'طوفان الأقصى' عددا معتبرا من المستوطنات التي تشكل الدرع الأمامي لإسرائيل في مواجهة أي خطر محتمل من القوى المعادية حسب تعبير الإعلام الحربي الصهيوني. إن حل الدولتين لن يتحقق ولن يكتب له الصمود في حالة التحقق إذا لم تحل معضلة الاستيطان وإذا لم تتوقف الجهات الداعمة لإسرائيل على ضخّ المليارات في الخزينة الإسرائيلية لمساعدتها على تنفيذ مشاريعها الاستيطانية والتوسعية. هل إسرائيل مستعدة لوقف حربها على غزة وفق ما يتناسب مع إرادة المجتمعين في مؤتمر نيويورك ووفق ما يتناسب قبل ذلك مع إرادة المجتمع الدولي، أم وفق ما يتناسب مع تصورها ومواقفها التي يتشبث بها نتنياهو وفريقه الأمني؟ وهل ستوقف إسرائيل استهداف المدنيين؟ وهل ستذعن إسرائيل لإرادة المجتمع الدولي وتقبل بحل الدولتين وتقبل بفكرة السلام أصلا؟ 2- إن اختبار مدى قدرة المجتمع الدولي على تنفيذ فكرة حل الدولتين يكمن أولا وقبل أي شيء في قدرته على وقف الإبادة الجماعية ومسلسل التجويع ضد سكان غزة، ومن دون ذلك سيبقى حل الدولتين حبرا على ورق وفكرة نظرية بعيدة عن الواقع. كيف يمكن تصور نجاح حل الدولتين في ظل الإخفاق الدولي في وقف مسلسل الإبادة الجماعية، وفي ظل التمادي الصهيوني في تجاوز الهيئات الدولية والإمعان في فرض سياسة الأمر الواقع؟ إن المجتمع الدولي أمام اختبار صعب إذا تجاوزه فما بعده أهون، وإذا لم يتجاوزه فما بعده أصعب إن لم يكن ضربا من المستحيل غير القابل للتجسيد. 3- إن حل الدولتين سيكون بلا طعم ولا لون ولا رائحة إذا لم تتمكن الجنائية الدولية من تنفيذ قراراها بشأن نتنياهو، وإذا لم تنفَّذ إجراءات المنع من الدخول التي أصدرتها بعض الدول ضد بن غفير وسموتريتش بسبب تحريضهما على العنف ودعوتهما إلى احتلال غزة وفتح باب الهجرة الطوعية لسكانها لإفراغ غزة من الفلسطينيين وإحكام السيطرة عليها وإخضاعها للسلطة الإسرائيلية المطلقة. 4- إن حل الدولتين إذا كُتب له النجاح، سيصطدم لا محالة برفض إسرائيلي لأن التاريخ اليهودي يخبرنا بأن إسرائيل كيان مارق غير قابل للتعايش مع أي كيان آخر، وبالتالي سنعود ولو بعد مدة إلى نقطة الصفر. إن إسرائيل لن تقبل بحل الدولتين ولا بأي حل، ولن تقبل بدولة فلسطينية لا على حدود 4 جوان 1967 ولا على غيرها وستبقى كيانا عدوانيا ليس له قابلية للسلام ومصدرا للإرهاب مهما كان سقف الاتفاقات التي ستُبرم بينها وبين الدولة الفلسطينية المراد إقامتها على حدود 67. هل التزمت إسرائيل بقرار مجلس الأمن رقم 242 الصادر في 22 نوفمبر1967 بإقامة دولة فلسطينية على حدود 67؟ وهل إسرائيل مستعدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية التي يكرسها حل الدولتين؟ وهل هناك ضمانات دولية كافية لحماية الدولة الفلسطينية الناشئة ووقف عمليات الضم القسري للأراضي الفلسطينية؟ إن المجتمع الدولي -كما أسلفت- أمام امتحان صعب وربما مستحيل في ظل تعنُّت الكيان الصهيوني وإصراره على مواصلة مشاريع الضم والاستيطان في غزة والضفة الغربية. وهل التزمت إسرائيل بالبند الخاص بوضع المقدسات الإسلامية وبوضع القدس عموما؟ وهل ستوافق إسرائيل على حل الدولتين وتعترف بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية؟ إن كل المؤشرات تدل على أن إسرائيل لن تلتزم بشيىء من ذلك بل هناك فرضية قوية بأنها ستصعّد عدوانها ضد الدولة الناشئة، وعندها سيعود المجتمع الدولي إلى نقطة البداية، وفي نظري أنه لا حل إلا بزوال الاحتلال، وهو حلٌّ مشروع ولكن دونه عقبات كثيرة وإشكالات عميقة، علاوة على كونه متجاوزا تاريخيا في ظل الوضع الجديد الذي انتهى إليه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. من أهم التوصيات التي تضمّنتها مسودة مؤتمر حل الدولتين الذي عُقد في مقر الأمم المتحدة بنيويورك في 28 و29 جويلية 2025: الاتفاق على إجراءات جماعية لإنهاء الحرب في غزة، وإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، وإدانة جميع الهجمات ضد المدنيين، وحظر أخذ الرهائن، وإدانة هجمات حماس في 7 أكتوبر 2023 وهجمات إسرائيل ضد المدنيين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش بسلام جنبا إلى جنب مع إسرائيل. هل إسرائيل مستعدة لوقف حربها على غزة وفق ما يتناسب مع إرادة المجتمعين في مؤتمر نيويورك ووفق ما يتناسب قبل ذلك مع إرادة المجتمع الدولي، أم وفق ما يتناسب مع تصورها ومواقفها التي يتشبث بها نتنياهو وفريقه الأمني؟ وهل ستوقف إسرائيل استهداف المدنيين؟ وهل ستذعن إسرائيل لإرادة المجتمع الدولي وتقبل بحل الدولتين وتقبل بفكرة السلام أصلا؟ لا أظن أن إسرائيل ستلتزم بهذه التوصيات، وإن حدث ذلك فإنه سيكون أمرا فارقا أقرب إلى الإعجاز منه إلى الإنجاز. إن حل الدولتين هو آخر ما تبقى في جعبة المجتمع الدولي وفي حالة إخفاقه فإنّ فلسطين ستكون في وضع لا تُحسد عليه، وضع أكثر عدوانية ودموية، وعندها ستزداد شوكة الكيان وسيصبح الإجماع الدولي في خبر كان.

تلفيق تصريحات كاذبة لمسؤولين غربيين واختلاق انتصارات وهمية في القضية الصحراوية
تلفيق تصريحات كاذبة لمسؤولين غربيين واختلاق انتصارات وهمية في القضية الصحراوية

المساء

timeمنذ 12 ساعات

  • المساء

تلفيق تصريحات كاذبة لمسؤولين غربيين واختلاق انتصارات وهمية في القضية الصحراوية

بلغت الآلة الدعائية المغربية منعطفا خطيرا، بعد ترويجها لمعلومات مغلوطة تتعلق بإيهام الرأي العام المغربي بتحقيق مكاسب وهمية في قضية الصحراء الغربية، عبر تلفيق تصريحات كاذبة لمسؤولين غربيين خلال زياراتهم إلى الرباط أو حتى اختلاق مواقف لبعض الدول بخصوص ما يدعيه المخزن دعما لما يسميه بمخطط الحكم الذاتي في الإقليم المحتل. خرجات أبواق المخزن لا تعكس في حقيقة الأمر سوى الروح الانهزامية التي باتت تعتري الموقف المغربي لدرجة دفعت بالملك محمد السادس إلى الدعوة لإيجاد حل توافقي لتسوية القضية، المدرجة أمميا ضمن قضايا تصفية الاستعمار، ما يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنّ المخزن مازال يتخبط في عنق الزجاجة رغم محاولته إيهام الشعب المغربي بتحقيق انتصارات وهمية لصالح مخططه الاستعماري. الواقع أنّ المخزن مازال في صدام مع الشرعية الدولية، فرغم محاولاته في كل مرة المساومة بهذه القضية من خلال دعوته الدول لاستغلال ثروات إقليم محتل مقابل الاعتراف بمخططه، إلا أن الانتصارات التي يتحدث عنها لا تتجاوز الإطار الشفهي ولا يمكنها بأي حال من الأحوال تغيير الإطار القانوني لهذه القضية. ومن بين الصفعات التي تلقاها المخزن حديثا نذكر رفض جمعية التضامن البنمية مع القضية الصحراوية مشاركة المغرب في الدورة القادمة للمعرض الدولي للكتاب المقرر تنظيمه من تاريخ 11 إلى 17 أوت الجاري، معتبرة ذلك "إساءة لمبادئ العدالة، واعتداء على ذاكرة الشعوب المناضلة من أجل الحرية". صفعة أخرى تلقتها الدبلوماسية المخزنية منذ يومين أيضا، عندما قرّرت منصة تأجير المساكن العالمية "إير بي إن بي" إزالة إشارة المغرب من عروض الإقامة الواقعة في أراضي الصحراء الغربية المحتلة، معتبرة ذلك تصحيحا جغرافيا استنادا إلى تصنيف الأمم المتحدة وقرارات القضاء الدولي. وجاءت هذه الخطوة بعد تدخل مرصد مراقبة الموارد الطبيعية في الصحراء الغربية، الذي راسل المنصة في 13 جويلية المنصرم، حيث دعا إلى احترام الوضع القانوني للإقليم، وفق قرارات الأمم المتحدة، من خلال حذف ذكر المغرب من المدن الصحراوية مثل العيون، الداخلة وبوجدور، بمعنى إقصاء واضح للمغرب من خارطة الصحراء الغربية، في حين لم يتردد المخزن كعادته في اتهام الجزائر على أنها وراء ذلك في سياق تعليق مشاكله الداخلية على مشجبها. وتضاف هذه النكسة إلى سلسلة النكسات التي يتعرض لها المغرب تباعا على الصعيدين القضائي والدبلوماسي، على غرار قرارات محكمة العدل الأوروبية الرافضة لإدماج أراضي الصحراء الغربية ضمن الاتفاقيات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والمغرب. كما نذكر رفض المحكمة لطلب المفوضية الأوروبية بخصوص محاولات تشويه تركيبة الشعب الصحراوي في الجزء المحتل من الصحراء الغربية والتأكيد على أن غالبيته مشرد في المخيمات والمهجر وأن السكان الذين يقيمون في المدن المحتلة لا تزيد نسبتهم عن 25 من المائة. وقد حاول المخزن تحصيل مكاسب سياسية غير قانونية بأساليب البلطجة والتجسس ودفع الرشاوى وشراء الذمم والاتجار بالمخدرات والضغط بورقة الهجرة غير الشرعية وغلق الإقليم أمام المراقبين الدوليين والصحفيين الأجانب. كما نلمس الإحباط الذي يعتري المخزن بعد استثناء مسعد بولس كبير المستشارين للرئيس الأمريكي المغرب من جولته المغاربية، حيث شنّت أبواق الرباط حملة شرسة ضد المسؤول الأمريكي الذي وصف زيارته للجزائر بالمثمرة جدا، ما أثار غيض النظام المغربي الذي سارع لتلفيق تصريحات جديدة منسوبة لواشنطن بخصوص دعم مخططه الاستعماري رغم عدم ورودها في موقع البيت الأبيض أو سفارة الولايات المتحدة بالرباط . ويكشف هذا العمل الدعائي للمخزن عن خوفه الحقيقي من التصنيف القانوني للقضية دوليا، حيث يسعى إلى التأثير على الرأي العام والترويج لمخططه عبر لوبيات ضغط، عبر الاستعانة بالكيان الصهيوني في العواصم الغربية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store