
علاج آلام الظهر المزمنة بدون جراحة: حقن النخاع العظمي لمرضى الأقراص الفقرية
في خطوةٍ طبية ، تُعيد تعريف أساليب مواجهة آلام الظهر المزمنة، كشفت تجارب سريرية حديثة عن نجاح مذهل لعلاجٍ مبتكر يعتمد على الحقن غير الجراحي لنخاع عظمي مُتبرَّع به داخل الأقراص الفقرية المتدهورة.
إنجاز علمي، نُشرت تفاصيله في دورية "BMC Musculoskeletal Disorders" ونقلته منصّة "New Atlas" المتخصصة، يُعدُّ طوق نجاةٍ للملايين ممن يعانون آلامًا مزمنة ناجمة عن تآكل الأقراص بين فقرات العمود الفقري، مع إمكانية تأخير أو حتى استبدال التدخل الجراحي التقليدي.
من العمود الفقري إلى جذور الألم
تُشكّل الأقراص الفقرية حاجزًا مرنًا بين الفقرات، تتألّف من نواة هلامية (النواة اللبية) محاطة بطبقة ليفية صلبة. تعتمد هذه النواة على محتواها المائي العالي لامتصاص الصدمات وتوزيع الضغط أثناء الحركة. لكن مع التقدم في العمر أو التعرّض لإصابات، تفقد النواة اللبية مرونتها وتجفّ، مما يُضعف قدرة القرص على أداء وظيفته ويُطلق سلسلةً من الآلام المبرحة التي تُصنَّف تحت مسمّى "آلام القرص المنشأ". هنا تبدأ معاناة المرضى مع العلاجات التقليدية التي تتراوح بين المسكنات والعلاج الطبيعي وصولًا إلى الجراحة، والتي تحمل بدورها مخاطرَ لا يُستهان بها.
الطب التجديدي من المختبر إلى عيادات الألم
تبرز شركة أمريكية متخصّصة في التقنيات الحيوية بتجربتها السريرية لعلاج "VIA Disc NP"، الذي يعتمد على فلسفة الطب التجديدي. يعمل هذا العلاج على إصلاح الأنسجة التالفة داخل القرص الفقري عبر حقن مادة مُستخلصة من نخاع عظمي بشري مُتبرَّع به، مُعالَجَة بطريقة خاصة لضمان سلامتها وفعاليتها. الفكرة الثورية هنا تكمن في استخدام خلايا حيوية لتحفيز تجديد الأنسجة بدلًا من مجرد تخفيف الأعراض، وهو ما يُغيّر قواعد اللعبة في إدارة الألم المزمن.
كيف تُحقن الحياة في الأقراص المتآكلة؟
تبدأ الرحلة العلاجية بتحضير النخاع العظمي المُتبرَّع به، حيث تُقطع الأنسجة إلى جزيئات دقيقة وتُعقم بعناية. عند الحاجة، يُعاد تكوين المادة عن طريق خلطها بمحلول ملحي معقم، ثم تُحقن مباشرة في القرص المتدهور عبر إجراءٍ بسيط يُجرى تحت تخدير موضعي. يُمكن للمرضى مغادرة العيادة في نفس اليوم، والعودة إلى أنشطتهم المعتادة خلال 24 ساعة فقط، دون الحاجة إلى فترة نقاهة طويلة أو قيودٍ حركية. تُتبع العملية بزيارات دورية على مدى عامٍ كامل لرصد التحسّن في شدة الألم ومدى استعادة وظيفة الظهر.
60% من المرضى يشهدون تحولًا جذريًا
وفقًا للنتائج المنشورة في دورية "Pain Physician"، أبلغ نحو 60% من المشاركين في التجربة عن انخفاضٍ كبير في شدة الألم – ليصل إلى 3 درجات أو أقل على مقياس من 10 – بعد مرور عامٍ على العلاج. الأكثر إثارةً أن هذه النتائج حافظت على استقرارها بين الشهر السادس والثاني عشر، دون أي تراجعٍ في الفعالية، مما يُشير إلى تحسُّنٍ دائمٍ وليس مجرد مسكّنٍ مؤقت. كما سجّلت التحاليل تحسّنًا ملحوظًا في القدرة على الحركة وأداء المهام اليومية، ما يعكس استعادةً جزئيةً على الأقل لوظيفة القرص الفقري.
سلامة فوق كل اعتبار: آثار جانبية تحت السيطرة
على الرغم من الطبيعة التوغُّلية نسبيًا للإجراء، سجّلت التجربة آثارًا جانبيةً طفيفةً في معظم الحالات، مثل آلام مؤقتة في أسفل الظهر أو تشنجات عضلية، تمت معالجتها جميعًا دون مضاعفات. ولم تُسجَّل سوى حالةٍ واحدةٍ من التهاب موضع الحقن، تم التعامل معها بنجاح. لم يضطر أي مريضٍ إلى الخضوع لجراحةٍ ثانوية، مما يعزز موقف هذا العلاج كبديلٍ آمنٍ أمام الخيارات الجراحية الأكثر خطورة.
مستقبلٌ بلا مشرط: تداعيات النجاح على مسار العلاج العالمي
يُعلق الباحثون آمالًا كبيرة على هذه النتائج، ليس فقط لقدرتها على تغيير حياة المرضى، بل أيضًا لإمكاناتها في إعادة تشكيل البروتوكولات العلاجية العالمية. فالقدرة على تأخير أو تجنُّب عمليات مثل "رأب القرص" أو دمج الفقرات – والتي غالبًا ما تؤدي إلى مضاعفاتٍ طويلة المدى – تُقلب الموازين لصالح الطب التجديدي. يقول الفريق العلمي: "التحسُّن المستمر في وظيفة الظهر يفتح الباب أمام حقبةٍ جديدةٍ من العلاجات الوقائية، حيث نتدخل قبل فوات الأوان".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


تحيا مصر
منذ 4 أيام
- تحيا مصر
علاج آلام الظهر المزمنة بدون جراحة: حقن النخاع العظمي لمرضى الأقراص الفقرية
في خطوةٍ طبية ، تُعيد تعريف أساليب مواجهة آلام الظهر المزمنة، كشفت تجارب سريرية حديثة عن نجاح مذهل لعلاجٍ مبتكر يعتمد على الحقن غير الجراحي لنخاع عظمي مُتبرَّع به داخل الأقراص الفقرية المتدهورة. إنجاز علمي، نُشرت تفاصيله في دورية "BMC Musculoskeletal Disorders" ونقلته منصّة "New Atlas" المتخصصة، يُعدُّ طوق نجاةٍ للملايين ممن يعانون آلامًا مزمنة ناجمة عن تآكل الأقراص بين فقرات العمود الفقري، مع إمكانية تأخير أو حتى استبدال التدخل الجراحي التقليدي. من العمود الفقري إلى جذور الألم تُشكّل الأقراص الفقرية حاجزًا مرنًا بين الفقرات، تتألّف من نواة هلامية (النواة اللبية) محاطة بطبقة ليفية صلبة. تعتمد هذه النواة على محتواها المائي العالي لامتصاص الصدمات وتوزيع الضغط أثناء الحركة. لكن مع التقدم في العمر أو التعرّض لإصابات، تفقد النواة اللبية مرونتها وتجفّ، مما يُضعف قدرة القرص على أداء وظيفته ويُطلق سلسلةً من الآلام المبرحة التي تُصنَّف تحت مسمّى "آلام القرص المنشأ". هنا تبدأ معاناة المرضى مع العلاجات التقليدية التي تتراوح بين المسكنات والعلاج الطبيعي وصولًا إلى الجراحة، والتي تحمل بدورها مخاطرَ لا يُستهان بها. الطب التجديدي من المختبر إلى عيادات الألم تبرز شركة أمريكية متخصّصة في التقنيات الحيوية بتجربتها السريرية لعلاج "VIA Disc NP"، الذي يعتمد على فلسفة الطب التجديدي. يعمل هذا العلاج على إصلاح الأنسجة التالفة داخل القرص الفقري عبر حقن مادة مُستخلصة من نخاع عظمي بشري مُتبرَّع به، مُعالَجَة بطريقة خاصة لضمان سلامتها وفعاليتها. الفكرة الثورية هنا تكمن في استخدام خلايا حيوية لتحفيز تجديد الأنسجة بدلًا من مجرد تخفيف الأعراض، وهو ما يُغيّر قواعد اللعبة في إدارة الألم المزمن. كيف تُحقن الحياة في الأقراص المتآكلة؟ تبدأ الرحلة العلاجية بتحضير النخاع العظمي المُتبرَّع به، حيث تُقطع الأنسجة إلى جزيئات دقيقة وتُعقم بعناية. عند الحاجة، يُعاد تكوين المادة عن طريق خلطها بمحلول ملحي معقم، ثم تُحقن مباشرة في القرص المتدهور عبر إجراءٍ بسيط يُجرى تحت تخدير موضعي. يُمكن للمرضى مغادرة العيادة في نفس اليوم، والعودة إلى أنشطتهم المعتادة خلال 24 ساعة فقط، دون الحاجة إلى فترة نقاهة طويلة أو قيودٍ حركية. تُتبع العملية بزيارات دورية على مدى عامٍ كامل لرصد التحسّن في شدة الألم ومدى استعادة وظيفة الظهر. 60% من المرضى يشهدون تحولًا جذريًا وفقًا للنتائج المنشورة في دورية "Pain Physician"، أبلغ نحو 60% من المشاركين في التجربة عن انخفاضٍ كبير في شدة الألم – ليصل إلى 3 درجات أو أقل على مقياس من 10 – بعد مرور عامٍ على العلاج. الأكثر إثارةً أن هذه النتائج حافظت على استقرارها بين الشهر السادس والثاني عشر، دون أي تراجعٍ في الفعالية، مما يُشير إلى تحسُّنٍ دائمٍ وليس مجرد مسكّنٍ مؤقت. كما سجّلت التحاليل تحسّنًا ملحوظًا في القدرة على الحركة وأداء المهام اليومية، ما يعكس استعادةً جزئيةً على الأقل لوظيفة القرص الفقري. سلامة فوق كل اعتبار: آثار جانبية تحت السيطرة على الرغم من الطبيعة التوغُّلية نسبيًا للإجراء، سجّلت التجربة آثارًا جانبيةً طفيفةً في معظم الحالات، مثل آلام مؤقتة في أسفل الظهر أو تشنجات عضلية، تمت معالجتها جميعًا دون مضاعفات. ولم تُسجَّل سوى حالةٍ واحدةٍ من التهاب موضع الحقن، تم التعامل معها بنجاح. لم يضطر أي مريضٍ إلى الخضوع لجراحةٍ ثانوية، مما يعزز موقف هذا العلاج كبديلٍ آمنٍ أمام الخيارات الجراحية الأكثر خطورة. مستقبلٌ بلا مشرط: تداعيات النجاح على مسار العلاج العالمي يُعلق الباحثون آمالًا كبيرة على هذه النتائج، ليس فقط لقدرتها على تغيير حياة المرضى، بل أيضًا لإمكاناتها في إعادة تشكيل البروتوكولات العلاجية العالمية. فالقدرة على تأخير أو تجنُّب عمليات مثل "رأب القرص" أو دمج الفقرات – والتي غالبًا ما تؤدي إلى مضاعفاتٍ طويلة المدى – تُقلب الموازين لصالح الطب التجديدي. يقول الفريق العلمي: "التحسُّن المستمر في وظيفة الظهر يفتح الباب أمام حقبةٍ جديدةٍ من العلاجات الوقائية، حيث نتدخل قبل فوات الأوان".


الوفد
١٥-٠٥-٢٠٢٥
- الوفد
يساعد في إنقاص الوزن.. بروتين يحافظ على العضلات
نجح فريق من العلماء بمعهد سالك للدراسات البيولوجية في تحديد جزيء يمكن تعزيزه للمساعدة في إنقاص الوزن دون التأثير على كتلة العضلات. وبحسب ما نشره موقع New Atlas، تبين أن بروتينًا، يُعرف باسم BCL6، مسؤول عن الحفاظ على بنية العضلات، وبالتالي فإن زيادة مستوياته يمكن أن تمنع خسارة العضلات دون المساس بأي فقدان للوزن. جودة الحياة قال رونالد إيفانز، الأستاذ ومدير مختبر التعبير الجيني في معهد Salk، إن "العضلات هي أكثر الأنسجة وفرة في جسم الإنسان، لذا فإن الحفاظ عليها أمر بالغ الأهمية للصحة وجودة الحياة". وتكشف الدراسة كيفية تنسيق الأجسام للحفاظ على هذه العضلات مع مستويات التغذية والطاقة المتاحة، وبفضل هذه الرؤية الجديدة، يُمكن تطوير تدخلات علاجية للمرضى الذين يفقدون العضلات كأثر جانبي لفقدان الوزن أو التقدم في السن أو المرض. نتائج مفاجئة ومميزة ومن خلال دراسة الآليات المُرتبطة بفترات الصيام، اكتشف الباحثون أنه عند زيادة مستويات بروتين BCL6، قاومت أنسجة العضلات التدهور وبالتالي فإن فقدان الوزن سيأتي من الدهون بدلاً من الدهون والعضلات معًا. قال هانتر وانغ، الباحث الأول في مختبر إيفانز: "نحن متحمسون للكشف عن الدور المهم لبروتين BCL6 في الحفاظ على كتلة العضلات"، مضيفًا أن "نتائج الدراسة كانت مفاجئة ومميزة للغاية تفتح الباب أمام العديد من الاكتشافات الجديدة والابتكارات العلاجية المحتملة". علاج مُعزِّز لبروتين BCL6 يعتقد الباحثون أن هذا الاكتشاف يُمهد الطريق لتطوير مُعزِّز لبروتين BCL6 يُمكن إعطاؤه مع دواء GLP-1، للحماية من فقدان العضلات. في غضون ذلك، يُخطِّط الفريق لدراسة آثار فترات الصيام الأطول وتأثيرها على أنسجة العضلات. هذا النوع نفسه من علاج BCL6 لديه القدرة على مساعدة شريحة أوسع من الأشخاص، مثل كبار السن والمصابين بأمراض تؤثر على العضلات، بما يشمل السرطان


الجمهورية
١٤-٠٥-٢٠٢٥
- الجمهورية
بروتين فعال يساعدك على النحافة ويقوي عضلاتك
نجح فريق من العلماء بمعهد سالك للدراسات البيولوجية في تحديد جزيء يمكن تعزيزه للمساعدة في إنقاص الوزن دون التأثير على كتلة العضلات. وبحسب ما نشره موقع New Atlas، تبين أن بروتينًا، يُعرف باسم BCL6، مسؤول عن الحفاظ على بنية العضلات ، وبالتالي فإن زيادة مستوياته يمكن أن تمنع خسارة العضلات دون المساس بأي فقدان للوزن. قال رونالد إيفانز، الأستاذ ومدير مختبر التعبير الجيني في معهد Salk، إن " العضلات هي أكثر الأنسجة وفرة في جسم الإنسان، لذا فإن الحفاظ عليها أمر بالغ الأهمية للصحة و جودة الحياة". وتكشف الدراسة كيفية تنسيق الأجسام للحفاظ على هذه العضلات مع مستويات التغذية والطاقة المتاحة، وبفضل هذه الرؤية الجديدة، يُمكن تطوير تدخلات علاجية للمرضى الذين يفقدون العضلات كأثر جانبي لفقدان الوزن أو التقدم في السن أو المرض. نتائج مفاجئة ومميزة ومن خلال دراسة الآليات المُرتبطة بفترات الصيام، اكتشف الباحثون أنه عند زيادة مستويات بروتين BCL6، قاومت أنسجة العضلات التدهور وبالتالي فإن فقدان الوزن سيأتي من الدهون بدلاً من الدهون و العضلات معًا. قال هانتر وانغ، الباحث الأول في مختبر إيفانز: "نحن متحمسون للكشف عن الدور المهم لبروتين BCL6 في الحفاظ على كتلة العضلات"، مضيفًا أن "نتائج الدراسة كانت مفاجئة ومميزة للغاية تفتح الباب أمام العديد من الاكتشافات الجديدة والابتكارات العلاجية المحتملة". نصيحة برج الجوزاء اليوم الأربعاء 14-5-2025..لا تكن متكبّرًا الاربعاء 14 مايو 2025 2:28:49 م المزيد بروتين فعال يساعدك على النحافة ويقوي عضلاتك الاربعاء 14 مايو 2025 2:26:43 م المزيد توقعات برج الجدي اليوم الأربعاء 14-5-2025..ستشعر بالتوتر في عملك الاربعاء 14 مايو 2025 2:25:29 م المزيد 6 خطوات لحماية نفسك من مخاطر التكييف الاربعاء 14 مايو 2025 2:24:55 م المزيد توقعات برج الثور اليوم الأربعاء 14-5-2025 ..رقمان سيجلبان لك الحظ الاربعاء 14 مايو 2025 2:22:47 م المزيد