
كيف تجري المفاوضات والمناقشات في مؤتمر ميونخ؟
منصة أمنية ودفاعية هي الأقوى والأكثر تأثيرا، تجمع بين النقاشات المفتوحة، والمفاوضات السرية، لتصنع مزيجا فريدا.
إنه مؤتمر ميونخ للأمن الذي ينطلق اليوم الجمعة، ويستمر حتى الأحد المقبل بمشاركة كبيرة من قادة الدول والحكومات ومسؤولي الدفاع وخبراء الأمن.
قاعدة ميونخ
وعلى مدار 3 أيام، في منتصف فبراير/شباط من كل عام، يلتقي العشرات من قادة الدول والحكومات، إضافة إلى وزراء الدفاع، في فندق بيرانشه هوف الشهير، في مدينة ميونخ، جنوبي ألمانيا، لاستعراض الملفات الأمنية الملحة بالعالم عبر جلسات ونقاشات مفتوحة.
بيد أن الأمر لا يتوقف عند ذلك، فخلف الأبواب المغلقة في الفندق الشهير تجرى لقاءات دبلوماسية رفيعة المستوى على هامش البرنامج الرسمي للمؤتمر، لقياس المواقف والوقوف على الأرضية المشتركة في القضايا الدولية الملحة، وأحيانا إبرام اتفاقات دولية مهمة.
وكما في العقود الستة الماضية، سيخضع المؤتمر بأكمله وجميع مكوناته لما يعرف بـ"قاعدة ميونخ"، والتي تعني المشاركة والتفاعل بين جميع المشاركين، فالأمر لا يقتصر على إلقاء الكلمات أو التصريحات الصحفية، بل تقوم الفعاليات على أساس من التفاعل والتعلم التبادلي بين المشاركين، عبر الإجابة على الأسئلة المختلفة، وإجراء المحادثات الثنائية.
"خلف الأبواب المغلقة"
وبالتوازي مع البرنامج الرسمي لمؤتمر ميونخ يقع خلف الأبواب المغلقة عالم من الدبلوماسية، تدور أنشطته في سرية تامة، ويحاول فيه المسؤولون الممثلون لدول العالم اكتشاف الأرضيات المشتركة في القضايا الدولية وبناء التحالفات والمواقف الموحدة.
ووفق الإذاعة الألمانية، فإن مكان انعقاد المؤتمر "فندق بيرنشه هوف" يحفز على مثل هذه اللقاءات السرية؛ فهو يمتد على عدة مبان متصلة بممرات، ما يفتح مجالا أمام انعقاد العديد من اللقاءات السرية المتزامنة.
كما يتميز الفندق بزواياه وأركانه البعيدة عن الأنظار والتي تعد مساحة مثالية لانعقاد النقاشات الدبلوماسية السرية، أو اللقاءات العابرة بين المسؤولين.
الأكثر من ذلك، يكتم السجاد الفخم في ممرات وغرف الفندق أصوات الأقدام، كما يسهل العدد الكبير من السلالم والممرات الخلفية، الوصول الخفي إلى قاعات الاجتماعات والغرف المغلقة بدون رصد، ما يجعل "بيرنشه هوف" مثاليا لعالم الدبلوماسية السرية الذي يدور على هامش الفعالية السياسية الدولية.
وعادة ما تخصص إدارة المؤتمر 100 غرفة في الفندق للاجتماعات السرية والمغلقة، على أن يستمر كل اجتماع نصف ساعة في المتوسط، حسب الإذاعة الألمانية.
"قمة جبل الجليد"
وتحدث رئيس مؤتمر ميونخ الأسبق، الدبلوماسي المخضرم فولغانغ أشينغر، قبل سنوات عن محورية اللقاءات السرية في المؤتمر، وقال "البرنامج الرسمي لمؤتمر ميونخ هو مجرد قمة جبل الجليد".
وأضاف فولفانغ "مؤتمر ميونخ يعد مكانا يتم فيه اختبار ومناقشة الأفكار الأمنية والدفاعية، وبناء التحالفات، حيث تجري التجهيزات لدفع السلام العالمي قدما".
وكمثال على الإسهام الذي تقدمه اللقاءات السرية على هامش مؤتمر ميونخ، ذكر أشينغر اتفاقية "ستارت 2" للحد من الأسلحة النووية" التي بدأت المفاوضات الخاصة بها على هامش مؤتمر ميونخ عام 2009.
وبعد عامين من مؤتمر 2009، تبادلت وزيرة خارجية الولايات المتحدة آنذاك هيلاري كلينتون ووزير خارجية روسيا سيرغي لافروف وثائق التصديق على الاتفاقية أيضا على هامش مؤتمر ميونخ الذي جرى عام 2011.
وتأسس المؤتمر عام 1963 بواسطة الباحث الألماني إيوالد فون كلايست، ومر بعدة مراحل تحول خلالها من مؤتمر لقضايا الدفاع فقط، ليكون ملتقى للسياسيين والدبلوماسيين ومنصة للقاءات الدبلوماسية السرية.
aXA6IDgyLjIyLjIzNy40NCA=
جزيرة ام اند امز
GB

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
١٨-٠٢-٢٠٢٥
- العين الإخبارية
رئيس «ميونخ» يذرف الدموع في خطاب الوداع.. ما علاقة فانس؟
لحظة عاطفية شهدها مؤتمر ميونخ للأمن في ختام فعالياته، عندما ألقى رئيسه المنتهية ولايته، كريستوف هيوسغن، خطاب وداعه الذي انتهى بلحظات من البكاء. وكان هيوسغن قد عبّر عن «خوفه» في خطابه من المستقبل بعد تصريحات نائب الرئيس الأمريكي، جي دي فانس، التي هاجمت أوروبا ووجهت انتقادات حادة لسياساتها. وخلال كلمته، شدد هيوسغن على أن «النظام الدولي القائم على القواعد في خطر»، ليعبر عن مخاوفه من انهيار القيم المشتركة بين الدول. وعندما وصل إلى نهاية خطابه، بدا عليه التأثر الشديد وانهار بالبكاء، قائلاً بصوت مرتجف: «لقد كانت لحظة عاطفية للغاية، وأنا ممتن لكل من كان بجانبي خلال هذه الفترة». نفي العلاقة وعلى الرغم من أن وسائل التواصل الاجتماعي بدأت بنشر مقاطع الفيديو التي تظهر هيوسغن وهو يبكي، فإن مؤتمر ميونخ للأمن أكد أن الدموع لم تكن ناتجة عن «الإحباط» من خطاب فانس القاسي، بل كانت بسبب أن هذا كان آخر خطاب له كرئيس للمؤتمر بعد فترة ثلاث سنوات من القيادة. وأوضح المؤتمر عبر منصة إكس أن الفيديو الذي تم تداوله قد تم تعديله بشكل مخل. Our former Chair Christoph Heusgen did not shed a few tears out of "frustration". It was his farewell speech as he was leaving the MSC after this year's conference. He was saying goodbye to the team at this very moment. The video snippet here is edited together. You can see the… — Munich Security Conference (@MunSecConf) وقال المتحدث باسم المؤتمر: «رئيسنا السابق كريستوف هيوسغن لم يذرف الدموع بسبب الإحباط. كان ذلك بسبب أنه كان يودع فريق العمل بعد انتهاء مؤتمره الأخير، وهذه اللحظة كانت عاطفية للغاية بالنسبة له». ماذا قال فانس؟ وفي خطابه، قبل يومين، انتقد فانس إجراءات مثل إلغاء الانتخابات في رومانيا، ومداهمات الشرطة الألمانية على خلفية مزاعم خطاب الكراهية ضد نشطاء مناهضين للنسوية، والاعتقالات المزعومة لنشطاء مناهضين للإجهاض في المملكة المتحدة. وقال محذرًا: «أخشى أن حرية التعبير في أوروبا تتراجع». وأضاف أن الوضع في الولايات المتحدة كان مشابهًا في عهد الرئيس السابق جو بايدن، لكنه تابع: «هناك شريف جديد في واشنطن». ودعا القادة الأوروبيين إلى منح المواطنين حرية التعبير عن آرائهم، والتجاوب مع إرادة شعوبهم، بما في ذلك السماح للأحزاب السياسية المصنفة على أنها من «أقصى اليمين» بالمشاركة في الحكومات. وأوضح قائلًا: «لا يوجد مجال للجدران العازلة. إذا كنت تهرب من ناخبيك، فلا يوجد شيء يمكن لأمريكا أن تفعله من أجلك». وحاول فانس الإيحاء بأن التحدي الأكبر في أوروبا هو الهجرة الجماعية، مشيرًا إلى أن الأحزاب السياسية السائدة ترفض التعاون مع الأحزاب المناهضة للهجرة. وجه فانس أيضًا انتقادات حادة لسياسات الهجرة في مختلف أنحاء العالم، واصفًا إياها بأنها «سياسات هجرة خارجة عن السيطرة»، التي تشمل السماح للمهاجرين غير المفحوصين بدخول الدول. جاءت تصريحات فانس بعد هجوم مروع في ميونخ الخميس الماضي، حيث قام مهاجر أفغاني بدهس سيارة في مشاة خلال مظاهرة نقابية، مما أسفر عن مقتل أم وطفل وإصابة ما لا يقل عن 37 آخرين. علق فانس على الحادث قائلاً: «لكن لماذا حدث هذا في المقام الأول؟ إنها قصة مأساوية، ولكنها واحدة سمعناها كثيرًا في أوروبا، وللأسف، سمعناها أيضًا مرارًا في الولايات المتحدة. طالب لجوء، غالبًا شاب في العشرينات من عمره، ومعروف لدى الشرطة، يدهس سيارة في حشد ويدمر مجتمعًا. كم مرة يجب أن نعاني من هذه الكوارث قبل أن نغير المسار ونأخذ حضارتنا المشتركة في اتجاه جديد؟». في الولايات المتحدة، احتفل المحافظون بخطاب فانس ووصفوه بأنه «شبيه بخطاب ريغان»، و«مؤيد لأمريكا»، و«مدافع عن حرية التعبير»، وذلك عبر منصات التواصل الاجتماعي وفي مقابلات مع فوكس نيوز. وانتقد قادة أوروبيون خطاب فانس، بما في ذلك المستشار الألماني أولاف شولتز الذي قال بعد يوم من خطاب فانس: «ألمانيا ترفض تدخل الخارجين في ديمقراطيتنا». aXA6IDE4NS4xOTguMjQ0LjkzIA== جزيرة ام اند امز IT


العين الإخبارية
١٧-٠٢-٢٠٢٥
- العين الإخبارية
في ذكرى ثورتها الـ14.. ليبيا تراوح مكانها بين «شرعيتين»
في الذكرى الـ14 لثورة 17 فبراير، لا تزال ليبيا تعاني انقسامات عميقة بين مشروعين متنافسين؛ واحد محلي يعكس إرادة شعبية، وآخر دولي. هذا الانقسام جمّد البلاد عند حدود الصراع على شرعية التمثيل، حيث تتنازع حكومتان على السلطة الآن: حكومة في الغرب، وحكومة مدعومة من مجلس النواب في الشرق. وقد أدى هذا الصدع إلى حالة من الجمود السياسي. صناديق وبنادق بعد تولي المؤتمر الوطني العام في يوليو/تموز 2012 كأول مجلس نيابي بعد الثورة، سيطرت عليه تنظيمات الإسلام السياسي، وعلى رأسها جماعة الإخوان وحلفاؤها. وكان من المفترض أن يعمل المؤتمر على تهيئة البلاد للاستحقاقات السياسية وإجراء انتخابات برلمانية دائمة، إلا أنه مع انتهاء ولايته في فبراير/شباط 2014، أُجريت انتخابات برلمانية جديدة، أسفرت عن تراجع نفوذ الإخوان، الذين حصلوا على نسبة لا تتجاوز 20% من المقاعد. وأمام الانفضاض الشعبي، رفضت جماعة الإخوان نتائج الانتخابات، وتمسكت بالسلطة عبر تشكيلات مسلحة غير رسمية، وشكلت تحالفًا مسلحًا باسم "فجر ليبيا"، وفرضت سيطرتها على مناطق في غرب ليبيا، من بينها العاصمة. الاستثمار في الانقسام تزامنًا مع محاولات إعاقة قيام الجيش الليبي بدوره خلال عامي حكم المؤتمر الوطني، أجهزت الجماعات الإرهابية على مؤسسات الشرطة والأجهزة الأمنية، وسعت إلى تشكيل قوة أمنية بديلة تحت مسمى "اللجنة الأمنية العليا"، في محاولة لإنشاء جيش موالٍ لتنظيم الإخوان. كما سعت الجماعة إلى تعزيز نفوذها العسكري من خلال مليشيات "درع ليبيا"، التي ضمت لاحقًا عناصر إرهابية دولية من تنظيم القاعدة. ونتيجة لذلك، تعرضت القيادات العسكرية والمدنية في شرق ليبيا لعمليات تصفية ممنهجة، بهدف القضاء على أي مقاومة للمشروع الإسلاموي. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل قام تنظيم الإخوان داخل المؤتمر الوطني بالسيطرة على القرارات السياسية والمالية، مستعينًا بالمجموعات المسلحة. وتم إنشاء مليشيات "الحرس الوطني"، التي ضمت عناصر من الجماعة الليبية المقاتلة، وهي إحدى أفرع تنظيم القاعدة في ليبيا، بالإضافة إلى مليشيات عقائدية من مدينتي مصراتة والزاوية. وكشفت مصادر سياسية ليبية أن الجماعة استطاعت، في عام 2012، الحصول على 960 مليون دينار ليبي من مصرف ليبيا المركزي، بقرار مباشر من نوري بو سهمين، الذي شغل منصب رئيس المؤتمر الوطني دون تصويت رسمي، وذلك لتمويل التشكيلات المسلحة. وأدى هذا التحرك، الذي قابله صمت غربي، إلى تعزيز هيمنة هذه التنظيمات على مؤسسات الدولة في الغرب، بينما اضطر البرلمان الجديد والقيادات العسكرية الرسمية في الجيش العربي الليبي إلى الانتقال شرقًا لممارسة مهامهم واستعادة ليبيا بعيدًا عن تهديدات المليشيات. اتفاق الصخيرات في عام 2015، تم توقيع اتفاق في مدينة الصخيرات المغربية برعاية الأمم المتحدة، وهو الاتفاق الذي ساوى بين المشروع المحلي المدعوم من الشعب الليبي والمشروع الإسلاموي المفروض بقوة السلاح. إلا أن اتفاق الصخيرات لم يحقق الاستقرار، بل زاد من حدة الانقسامات بين الشرق والغرب، وأدى إلى تفاقم الأزمات السياسية والأمنية. الوضع الراهن ورغم مرور 14 عامًا على الثورة و11 عامًا على آخر انتخابات شعبية ليبية دون تدخل دولي، لا تزال البلاد عاجزة عن تحقيق الاستقرار السياسي، ما يعكس عمق الأزمة التي تعيشها ليبيا في ظل التدخلات الخارجية والصراع المستمر على الشرعية. ولا تزال ليبيا عالقة في دوامة الانقسام، باستمرار الصراع بين المشروع المحلي، الذي يعبر عن تطلعات الشعب الليبي، والمشروع الدولي، الذي فرض توازنات سياسية أبقت البلاد في حالة من عدم الاستقرار. aXA6IDkyLjExMi4xNjcuMTA0IA== جزيرة ام اند امز AU


العين الإخبارية
١٤-٠٢-٢٠٢٥
- العين الإخبارية
كيف تجري المفاوضات والمناقشات في مؤتمر ميونخ؟
منصة أمنية ودفاعية هي الأقوى والأكثر تأثيرا، تجمع بين النقاشات المفتوحة، والمفاوضات السرية، لتصنع مزيجا فريدا. إنه مؤتمر ميونخ للأمن الذي ينطلق اليوم الجمعة، ويستمر حتى الأحد المقبل بمشاركة كبيرة من قادة الدول والحكومات ومسؤولي الدفاع وخبراء الأمن. قاعدة ميونخ وعلى مدار 3 أيام، في منتصف فبراير/شباط من كل عام، يلتقي العشرات من قادة الدول والحكومات، إضافة إلى وزراء الدفاع، في فندق بيرانشه هوف الشهير، في مدينة ميونخ، جنوبي ألمانيا، لاستعراض الملفات الأمنية الملحة بالعالم عبر جلسات ونقاشات مفتوحة. بيد أن الأمر لا يتوقف عند ذلك، فخلف الأبواب المغلقة في الفندق الشهير تجرى لقاءات دبلوماسية رفيعة المستوى على هامش البرنامج الرسمي للمؤتمر، لقياس المواقف والوقوف على الأرضية المشتركة في القضايا الدولية الملحة، وأحيانا إبرام اتفاقات دولية مهمة. وكما في العقود الستة الماضية، سيخضع المؤتمر بأكمله وجميع مكوناته لما يعرف بـ"قاعدة ميونخ"، والتي تعني المشاركة والتفاعل بين جميع المشاركين، فالأمر لا يقتصر على إلقاء الكلمات أو التصريحات الصحفية، بل تقوم الفعاليات على أساس من التفاعل والتعلم التبادلي بين المشاركين، عبر الإجابة على الأسئلة المختلفة، وإجراء المحادثات الثنائية. "خلف الأبواب المغلقة" وبالتوازي مع البرنامج الرسمي لمؤتمر ميونخ يقع خلف الأبواب المغلقة عالم من الدبلوماسية، تدور أنشطته في سرية تامة، ويحاول فيه المسؤولون الممثلون لدول العالم اكتشاف الأرضيات المشتركة في القضايا الدولية وبناء التحالفات والمواقف الموحدة. ووفق الإذاعة الألمانية، فإن مكان انعقاد المؤتمر "فندق بيرنشه هوف" يحفز على مثل هذه اللقاءات السرية؛ فهو يمتد على عدة مبان متصلة بممرات، ما يفتح مجالا أمام انعقاد العديد من اللقاءات السرية المتزامنة. كما يتميز الفندق بزواياه وأركانه البعيدة عن الأنظار والتي تعد مساحة مثالية لانعقاد النقاشات الدبلوماسية السرية، أو اللقاءات العابرة بين المسؤولين. الأكثر من ذلك، يكتم السجاد الفخم في ممرات وغرف الفندق أصوات الأقدام، كما يسهل العدد الكبير من السلالم والممرات الخلفية، الوصول الخفي إلى قاعات الاجتماعات والغرف المغلقة بدون رصد، ما يجعل "بيرنشه هوف" مثاليا لعالم الدبلوماسية السرية الذي يدور على هامش الفعالية السياسية الدولية. وعادة ما تخصص إدارة المؤتمر 100 غرفة في الفندق للاجتماعات السرية والمغلقة، على أن يستمر كل اجتماع نصف ساعة في المتوسط، حسب الإذاعة الألمانية. "قمة جبل الجليد" وتحدث رئيس مؤتمر ميونخ الأسبق، الدبلوماسي المخضرم فولغانغ أشينغر، قبل سنوات عن محورية اللقاءات السرية في المؤتمر، وقال "البرنامج الرسمي لمؤتمر ميونخ هو مجرد قمة جبل الجليد". وأضاف فولفانغ "مؤتمر ميونخ يعد مكانا يتم فيه اختبار ومناقشة الأفكار الأمنية والدفاعية، وبناء التحالفات، حيث تجري التجهيزات لدفع السلام العالمي قدما". وكمثال على الإسهام الذي تقدمه اللقاءات السرية على هامش مؤتمر ميونخ، ذكر أشينغر اتفاقية "ستارت 2" للحد من الأسلحة النووية" التي بدأت المفاوضات الخاصة بها على هامش مؤتمر ميونخ عام 2009. وبعد عامين من مؤتمر 2009، تبادلت وزيرة خارجية الولايات المتحدة آنذاك هيلاري كلينتون ووزير خارجية روسيا سيرغي لافروف وثائق التصديق على الاتفاقية أيضا على هامش مؤتمر ميونخ الذي جرى عام 2011. وتأسس المؤتمر عام 1963 بواسطة الباحث الألماني إيوالد فون كلايست، ومر بعدة مراحل تحول خلالها من مؤتمر لقضايا الدفاع فقط، ليكون ملتقى للسياسيين والدبلوماسيين ومنصة للقاءات الدبلوماسية السرية. aXA6IDgyLjIyLjIzNy40NCA= جزيرة ام اند امز GB