
آمال كبيرة.. وتحديات أكبر
سأحاول في هذا المقال أن أنقل إليكم من قلب العاصمة السورية، من دمشق الفيحاء، دمشق ما بعد الأسد، مشاهداتي وانطباعاتي، وسأحاول جهدي أن أكون محايدا في نقل صورة صادقة عما يدور على أرض الواقع.
كان معظم من التقيتهم حتى الآن، واستمعت إلى آرائهم، يشعرون بسعادة غامرة لسقوط النظام السابق وهي فرحتهم الكبرى، ومن وجهة نظرهم أن ما حدث كان أشبه بانزياح كابوس ثقيل جثم على صدورهم لعقود، بعد أن فقدوا، في حقيقة الأمر، الأمل في أي تغيير بعد أن تراجعت أهمية المأساة السورية، إقليميا ودوليا، بسبب انعدام الإرادة الدولية لإيجاد حل عادل أولا، وأسباب أخرى منها على سبيل المثال، الفترة الزمنية الطويلة التي استغرقتها، وبسبب حالة اللا حرب، واللا سلم التي آلت إليها الأمور، وحالة السكون التي أصابت الجغرافيا السورية، وتوازع مناطق السيطرة بين أربع قوى، على الأقل، بالإضافة إلى انشغال المجتمع الدولي ببؤر توتر في مناطق أخرى، كموضوع مأساة غزة المستمرة للعام الثاني على التوالي، وما خلفته من ضحايا وشهداء يقارب الخمسين ألفا، ناهيك عن الجرحى، والدمار الشامل والانتهاكات الإسرئيلية المستمرة لأبسط قواعد حقوق الإنسان، ومنع وصول المساعدات الإنسانية، وسط صمت غربي أقل ما يمكن وصفه به بأنه عار على جبين الإنسانية جمعاء.
أما رأي هؤلاء بالوضع الحالي، فيتراوح بين فريق متأفف يرى بطئا شديدا بالتغيير، وآخر لا يرى في طريقة إدارة الدولة ما يناسب سوريا التعددية، وفريق يرى ضرورة الصبر، وإعطاء الإدارة الجديدة المزيد من الوقت، وفريق موافق على على كل ما يجري، ولا يرى أن الإدارة الجديدة تقصر، أو ترتكب الأخطاء. ومما يلفت النظر أن السوريين جميعا بكل شرائحهم العلمية يدركون أهمية رفع العقوبات وانعكاساتها الإيجابية المأمولة على سوريا والسوريين.
بالنسبة للواقع الخدمي، ما زالت معاناة السوريين مستمرة بموضوع الكهرباء التي لا تصل للمنازل لفترات تزيد على ست ساعات يوميا، وينطبق الأمر كذلك على موضوع المياه، وهي مشاكل معقدة يتطلب حلها وقتا قد يطول نسبيا.
اقتصاديا، يبدو أن هناك تحسنا بسيطا، يلمسه البعض بانخفاض أسعار بعض السلع الأساسية بين الحين والآخر، لكن المؤكد أن مستويات الرواتب والأجور ما زالت بعيدة جدا عن الحد الذي يتيح لأي عائلة العيش الكريم، والحصول على الحد الأدنى من المأكل والمشرب والملبس والمسكن وأساسيات والصحة. على صعيد الشكل، تبدو الشوارع أكثر ازدحاما بشكل واضح وسط غياب لقوانين سير عصرية تسهل حركة المرور أمام مستخدمي الطرق، وتبدو أبنية دمشق عتيقة ومهترئة ومتسخة وكئيبة، أما محيط دمشق القريب، فقد أصابه الدمار نتيجة القصف الهمجي الذي تعرضت له ضواحي دمشق في مشهد قد لا يشبه إلا ما رأيناه بالأفلام عن الدمار بعد الحرب العالمية الثانية.
وعلى صعيد آخر، كان واضحا جدا وصول أعداد كبيرة من المستثمرين العرب والأتراك، ناهيك عن الشركات الأجنبية، لدراسة الفرص الاستثمارية المتاحة، وهذا ما بدأ برفع سقف الآمال عند السوريين.
سنحت لي الفرصة أن اجتمع بمدير إحدى دوائر الدولة الخدمية التي تعنى بتشجيع الاستثمار في مكتبه، كان المكتب مليئا بالمراجعين والمستفسرين، وقد لفت نظري إلى حد كبير حماس واندفاع وتجاوب المدير وطاقم العمل الذي يعمل إلى جانبه، لا تسويف، ولا مماطلة، ردود إيجابية، قرارات سريعة حاسمة تخدم أولا وأخيرا مصلحة المستثمر والبلد في آن.
الآمال فعلا كبيرة، وليس لدي أدنى شك في أن المرحلة القادمة ستحول سوريا إلى خلية نحل تعمل على مدار الساعة، فالعين اليوم على سوريا لما فيها من استثمارات قادمة تربو قيمتها عن أربعمائة مليار دولار، حسب بعض التقديرات، لإعادة الحال إلى ما كانت عليه، لكن الحديث يدور عن مشاريع أكبر وأهم من إعادة إعمار ما تهدم فقط، بل يدور عن نهضة عمرانية شاملة وفق أحدث الطرز تشمل كافة مساحة الجغرافيا السورية، وعن مشاريع استراتيجية تشمل القطاعين الصناعي والخدمي، لا تخلو من مشاريع جاذبة للسياحة الداخلية والخارجية، وأعتقد أن الوفود الزائرة تشكل أكبر دليل على اهتمام كبير من الدول التي تسعى للحصول على جزء من هذه الكعكة الاستثنائية في وقت يضرب ركود اقتصادي أجزاء واسعة من سوريا.
أما التحديات، فهي بلا شك كبيرة، بل وكبيرة جدا، بسبب ما خلفه نظام الأسد من إرث ثقيل يحتاج إلى تكاتف كل الجهود المخلصة لإعادة إعمار ما دمره نظام الطغيان.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جريدة الوطن
منذ يوم واحد
- جريدة الوطن
«أورباكون» تقود تحالفاً لتطوير مشاريع كهربائية في سوريا باستثمارات 7 مليارات دولار
برعاية من فخامة الرئيس أحمد الشرع، رئيس الجمهورية العربية السورية، وقّعت الحكومة السورية مذكرة تفاهم استراتيجية مع تحالف شركات دولية بقيادة شركة أورباكون القابضة، لتطوير مشاريع كبرى في مجال إنتاج الطاقة الكهربائية، باستثمار أجنبي تُقدّر قيمته 7 مليارات دولار. تأتي هذه المبادرة ضمن أولويات الدولة لإعادة بناء البنية التحتية الأساسية، وتعزيز أمن الطاقة، ودعم مسار التنمية الاقتصادية في سوريا. كما تعكس هذه الخطوة التوجه الواضح لفخامة الرئيس نحو تأسيس نموذج تنموي يستند إلى الاعتماد على الذات، والانفتاح على الشراكات الإقليمية، وتحقيق الاستدامة. وقد جرت مراسم التوقيع في العاصمة دمشق، بحضور السيد توم باراك، المبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى سوريا، وسعادة السفير خليفة عبد الله المحمود الشريف، القائم بالأعمال في سفارة دولة قطر بدمشق، وسعادة السفير برهان قور أوغلو، سفير الجمهورية التركية لدى سوريا. وقد قام بتوقيع الاتفاقية كل من السيد محمد معتز الخياط رئيس مجلس إدارة أورباكون القابضة والسيد محمد جنكيز رئيس مجلس إدارة جنكيز للطاقة والسيد اورهان جمال كاليونجو رئيس مجلس إدارة شركة كاليون للطاقة، والسيد مازن السبيتي الرئيس التنفيذي لشركة باور انترناشنونال يو اس ايه. وكما حضر التوقيع عدد من مدراء وممثلي الشركات، السيد رامز الخياط الرئيس لالتنفيذي شركة أورباكون القابضة والسيد محمد الخياط عضو مجلس إدارة شركة يو سي سي كونسيشنز، والسيد أحمد جنكيز نائب رئيس شركة جنكيز للطاقة والسيد لطفي الفان الرئيس التنفيذي لشركة كاليون للطاقة. يقود هذا التحالف أورباكون القابضة، من خلال شركتها التابعة يو سي سي كونسيشنز إنفستمنتس وهي شركة قطرية متخصصة في امتيازات الطاقة والإنشاءات، ويضم التحالف: • باور إنترناشونال يو إس إيه ذ.م.م – شركة أمريكية متخصصة في الاستثمارات الاستراتيجية في مجال الطاقة. • كاليون جي إي إس إنرجي ياتيريميلاري – شركة تركية مستثمرة ومطورة لمشاريع الطاقة المتجددة. • جينكيز إنرجي سان. في تيك. – شركة تركية متخصصة في تطوير وتشغيل مشاريع الطاقة. • ويأتي هذا التحالف الاستراتيجي تجسيداً لرؤية وتوجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، لدعم تعافي الاقتصاد السوري والمساهمة في إعادة بناء الدولة السورية الحديثة من خلال مبادرات تنموية فعّالة تهدف إلى تعزيز الاقتصاد الوطني ودفع البلاد نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في قطاع الطاقة. تشمل الاتفاقية تطوير أربع محطات توليد كهرباء بتوربينات غازية تعمل بالدورة المركبة (CCGT) في مناطق: تريفاوي (حمص)، زيزون (حماة)، دير الزور، ومحردة (حماة)، بسعة توليد إجمالية تقدر بحوالي 4000 ميغاواط، باستخدام تقنيات أمريكية وأوروبية، إلى جانب محطة طاقة شمسية بسعة 1000 ميغاواط في وديان الربيع جنوب سوريا،. سيتم تنفيذ هذه المشاريع وفق نماذج البناء والامتلاك والتشغيل (BOO) والبناء والتشغيل ونقل الملكية (BOT)، مع اتفاقيات شراء طاقة مرفقة. ومن المتوقع أن يبدأ تنفيذ المشاريع بعد التوصل إلى الاتفاقات النهائية والإغلاق المالي، على أن يكتمل تنفيذ محطات الغاز خلال 3 سنوات ومحطة الطاقة الشمسية خلال أقل من سنيتن. وصرح السيد توم باراك، المبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى سوريا بما يلي: تمثل هذه الاتفاقية خطوة مفصلية في مسار سوريا نحو إعادة الإعمار وأمن الطاقة. وكما قال الرئيس ترامب، نحن نعمل مع شركائنا من أجل سوريا مزدهرة ومستقرة، تعيش في سلام مع نفسها وجيرانها. وتُعدّ هذه الشراكة خطوة أساسية نحو تحقيق هذا الهدف، إلى جانب قرار الرئيس برفع العقوبات الأميركية عن سوريا. سيساهم هذا التحالف بقيادة َقطر في تعزيز الاستقرار، وتطوير البنية التحتية، وإنعاش الاقتصاد، وتقديم نتائج ملموسة للشعب السوري. وكما قال الرئيس ترامب ويقوم الوزير روبيو بتنفيذ رؤيته، فإن هدفنا هو تمكين "التجارة لا الفوضى". وقال معالي المهندس محمد البشير، وزير الطاقة في الجمهورية العربية السورية: "تُشكل هذه الاتفاقية خطوة محورية في خطة تعافي البنية التحتية في سوريا. وستسهم في تعزيز الشبكة الكهربائية الوطنية، وتوسيع نطاق الوصول إلى الكهرباء، وتلبية الطلب المتزايد من خلال شراكات تجمع بين الخبرة الدولية والأولويات المحلية." ومن جهته قال السيد رامز الخياط، رئيس شركة أورباكون القابضة والرئيس التنفيذي للمجموعة: "تعكس مذكرة التفاهم هذه رؤيتنا لتطوير بنية تحتية مستدامة وفعالة في المنطقة. ونحن فخورون بقيادة هذه المبادرة من خلال شركتنا المتخصصة بالامتيازات، وبالشراكة مع أعضاء التحالف. وتمثل هذه المشاريع نموذجاً ناجحاً للشراكة بين القطاعين العام والخاص، حيث تدمج بين حلول الطاقة التقليدية والمتجددة لدعم تحول سوريا في مجال الطاقة وتعزيز مرونتها الاقتصادية على المدى الطويل." وصرح جمال قالينجو، رئيس مجلس إدارة مجموعة كاليون قائلاً: "بصفتنا أكبر مستثمر في الطاقة المتجددة في تركيا، نفخر بالمساهمة في تطوير وتحسين البنية التحتية في بلدنا الجار، سوريا، من خلال هذا المشروع." وبدوره قال السيد محمد جنكيز، رئيس مجلس إدارة شركة جينكيز إنرجي: "كوننا أكبر شركة طاقة في القطاع الخاص في تركيا، نأتي بخبرة تمتد لأكثر من ربع قرن في بناء وتشغيل محطات الطاقة في عدة مناطق. ونحن على ثقة بأن هذه الشراكة ستسهم في توفير حلول طاقة موثوقة وفعّالة لسوريا." وعند اكتمال هذه المشاريع، من المتوقع أن تُغطي أكثر من 50% من احتياجات سوريا الوطنية من الكهرباء، ما يمثل قفزة نوعية نحو أمن الطاقة، وإنعاش الاقتصاد، وتعزيز استقرار البنية التحتية. وإلى جانب تعزيز استقرار الشبكة الكهربائية، تهدف هذه المبادرة إلى تحقيق أثر اجتماعي واقتصادي واسع من خلال : • تعويض على نقص الكهرباء عبر رفع القدرة الإنتاجية لتلبية الطلب المتزايد من المنازل والمصانع والقطاعات التجارية. • تحفيز النمو الاقتصادي من خلال توفير طاقة موثوقة للقطاعات الحيوية كالصناعة، والزراعة والصحة والتعليم. • خلق آلاف فرص العمل في مجالات البناء والهندسة والتشغيل، مما يسهم في تطوير القوى العاملة. • تحسين الحياة اليومية عبر تعزيز جودة الخدمات العامة والتعليم ورفع مستوى المعيشة. • دعم التكامل الإقليمي عبر فتح قنوات للتجارة الكهربائية مع الدول المجاورة. • تمهيد الطريق نحو التحول للطاقة النظيفة من خلال تأسيس بنية تحتية متقدمة لمشاريع الطاقة الشمسية والمتجددة. وتشكل هذه المشاريع خطوة محورية في مسيرة إعادة إعمار سوريا وتحقيق الازدهار المستدام.


جريدة الوطن
منذ 2 أيام
- جريدة الوطن
آمال كبيرة.. وتحديات أكبر
سأحاول في هذا المقال أن أنقل إليكم من قلب العاصمة السورية، من دمشق الفيحاء، دمشق ما بعد الأسد، مشاهداتي وانطباعاتي، وسأحاول جهدي أن أكون محايدا في نقل صورة صادقة عما يدور على أرض الواقع. كان معظم من التقيتهم حتى الآن، واستمعت إلى آرائهم، يشعرون بسعادة غامرة لسقوط النظام السابق وهي فرحتهم الكبرى، ومن وجهة نظرهم أن ما حدث كان أشبه بانزياح كابوس ثقيل جثم على صدورهم لعقود، بعد أن فقدوا، في حقيقة الأمر، الأمل في أي تغيير بعد أن تراجعت أهمية المأساة السورية، إقليميا ودوليا، بسبب انعدام الإرادة الدولية لإيجاد حل عادل أولا، وأسباب أخرى منها على سبيل المثال، الفترة الزمنية الطويلة التي استغرقتها، وبسبب حالة اللا حرب، واللا سلم التي آلت إليها الأمور، وحالة السكون التي أصابت الجغرافيا السورية، وتوازع مناطق السيطرة بين أربع قوى، على الأقل، بالإضافة إلى انشغال المجتمع الدولي ببؤر توتر في مناطق أخرى، كموضوع مأساة غزة المستمرة للعام الثاني على التوالي، وما خلفته من ضحايا وشهداء يقارب الخمسين ألفا، ناهيك عن الجرحى، والدمار الشامل والانتهاكات الإسرئيلية المستمرة لأبسط قواعد حقوق الإنسان، ومنع وصول المساعدات الإنسانية، وسط صمت غربي أقل ما يمكن وصفه به بأنه عار على جبين الإنسانية جمعاء. أما رأي هؤلاء بالوضع الحالي، فيتراوح بين فريق متأفف يرى بطئا شديدا بالتغيير، وآخر لا يرى في طريقة إدارة الدولة ما يناسب سوريا التعددية، وفريق يرى ضرورة الصبر، وإعطاء الإدارة الجديدة المزيد من الوقت، وفريق موافق على على كل ما يجري، ولا يرى أن الإدارة الجديدة تقصر، أو ترتكب الأخطاء. ومما يلفت النظر أن السوريين جميعا بكل شرائحهم العلمية يدركون أهمية رفع العقوبات وانعكاساتها الإيجابية المأمولة على سوريا والسوريين. بالنسبة للواقع الخدمي، ما زالت معاناة السوريين مستمرة بموضوع الكهرباء التي لا تصل للمنازل لفترات تزيد على ست ساعات يوميا، وينطبق الأمر كذلك على موضوع المياه، وهي مشاكل معقدة يتطلب حلها وقتا قد يطول نسبيا. اقتصاديا، يبدو أن هناك تحسنا بسيطا، يلمسه البعض بانخفاض أسعار بعض السلع الأساسية بين الحين والآخر، لكن المؤكد أن مستويات الرواتب والأجور ما زالت بعيدة جدا عن الحد الذي يتيح لأي عائلة العيش الكريم، والحصول على الحد الأدنى من المأكل والمشرب والملبس والمسكن وأساسيات والصحة. على صعيد الشكل، تبدو الشوارع أكثر ازدحاما بشكل واضح وسط غياب لقوانين سير عصرية تسهل حركة المرور أمام مستخدمي الطرق، وتبدو أبنية دمشق عتيقة ومهترئة ومتسخة وكئيبة، أما محيط دمشق القريب، فقد أصابه الدمار نتيجة القصف الهمجي الذي تعرضت له ضواحي دمشق في مشهد قد لا يشبه إلا ما رأيناه بالأفلام عن الدمار بعد الحرب العالمية الثانية. وعلى صعيد آخر، كان واضحا جدا وصول أعداد كبيرة من المستثمرين العرب والأتراك، ناهيك عن الشركات الأجنبية، لدراسة الفرص الاستثمارية المتاحة، وهذا ما بدأ برفع سقف الآمال عند السوريين. سنحت لي الفرصة أن اجتمع بمدير إحدى دوائر الدولة الخدمية التي تعنى بتشجيع الاستثمار في مكتبه، كان المكتب مليئا بالمراجعين والمستفسرين، وقد لفت نظري إلى حد كبير حماس واندفاع وتجاوب المدير وطاقم العمل الذي يعمل إلى جانبه، لا تسويف، ولا مماطلة، ردود إيجابية، قرارات سريعة حاسمة تخدم أولا وأخيرا مصلحة المستثمر والبلد في آن. الآمال فعلا كبيرة، وليس لدي أدنى شك في أن المرحلة القادمة ستحول سوريا إلى خلية نحل تعمل على مدار الساعة، فالعين اليوم على سوريا لما فيها من استثمارات قادمة تربو قيمتها عن أربعمائة مليار دولار، حسب بعض التقديرات، لإعادة الحال إلى ما كانت عليه، لكن الحديث يدور عن مشاريع أكبر وأهم من إعادة إعمار ما تهدم فقط، بل يدور عن نهضة عمرانية شاملة وفق أحدث الطرز تشمل كافة مساحة الجغرافيا السورية، وعن مشاريع استراتيجية تشمل القطاعين الصناعي والخدمي، لا تخلو من مشاريع جاذبة للسياحة الداخلية والخارجية، وأعتقد أن الوفود الزائرة تشكل أكبر دليل على اهتمام كبير من الدول التي تسعى للحصول على جزء من هذه الكعكة الاستثنائية في وقت يضرب ركود اقتصادي أجزاء واسعة من سوريا. أما التحديات، فهي بلا شك كبيرة، بل وكبيرة جدا، بسبب ما خلفه نظام الأسد من إرث ثقيل يحتاج إلى تكاتف كل الجهود المخلصة لإعادة إعمار ما دمره نظام الطغيان.


جريدة الوطن
منذ 3 أيام
- جريدة الوطن
لافروف: قد نلجأ لأصدقائنا الأتراك لجولة مفاوضات ثانية مع أوكرانيا
أنقرة- الأناضول- قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن بلاده قد تلجأ مجدداً إلى «الأصدقاء الأتراك» لرعاية جولة تفاوض ثانية مع كييف لإنهاء الحرب في أوكرانيا. جاء ذلك في تصريحات خلال مؤتمر صحفي عقده أمس، مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، بالعاصمة الروسية موسكو. واستضافت إسطنبول، الخميس والجمعة، مفاوضات سلام بين روسيا وأوكرانيا انتهت بالتوصل إلى اتفاق على تبادل ألفي أسير بين البلدين. وأكد لافروف أن اللقاء مع الوزير فيدان كان مثمرا ومفيدا، مشيرا إلى أن الغرب يحاول وضع العراقيل للعلاقات بين روسيا وتركيا. وذكر أن الحوار بين روسيا وتركيا مستمر، والعلاقات بين البلدين على مستوى جيد، وأعرب عن ترحيبه بتطور التعاون بين البلدين بمجال الطاقة. وأشار إلى أن بناء محطة «آق قويو» للطاقة النووية مستمر مع تركيا، مشددا على أهمية ضمان أمن خطوط أنابيب الغاز الطبيعي «السيل التركي» و«السيل الأزرق» بما يتماشى مع «التهديدات والإجراءات الاستفزازية الأوكرانية». وفيما يخص العلاقات الاقتصادية بين روسيا وتركيا، قال لافروف: «يشهد حجم التبادل التجاري الثنائي نموا مطردا، وقد تجاوز 52 مليار دولار العام الماضي».