logo
الدويري: المرحلة الحالية هي ذروة استنزاف جيش الاحتلال في غزة

الدويري: المرحلة الحالية هي ذروة استنزاف جيش الاحتلال في غزة

الجزيرةمنذ 20 ساعات
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء المتقاعد فايز الدويري إن المقاومة الفلسطينية وصلت إلى ذروة استنزافها لجيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، معتمدة على تكتيكات متقنة لحرب العصابات تجمع بين الرصد الدقيق والكمائن المركبة والمباغتة القتالية، وذلك يجسد -برأيه- روح الجرأة والمبادرة التي لم تتوقف منذ بدء الحرب.
وأوضح الدويري، في تحليله لتطورات الميدان بقطاع غزة، أن الفصائل الفلسطينية تبدي إصرارا غير مسبوق في مواجهة الاحتلال، مشيرا إلى أن الجرأة التي يتحدث عنها جيش الاحتلال ليست طارئة، بل هي السمة الملازمة لأداء المقاومة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، إذ لم تنقطع الاشتباكات والعمليات النوعية إلا خلال فترات التهدئة المؤقتة.
واعتبر أن كل طرف من أطراف الصراع يبذل أقصى جهده العسكري لتقوية موقفه في أروقة التفاوض، خاصة مع التلميحات إلى اقتراب اتفاق تهدئة محتمل، مما يجعل الميدان يشهد تصعيدا محسوبا من الطرفين.
وكانت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- قد أعلنت عن عملية نفذها مقاتلوها صباح الجمعة وسط خان يونس جنوبي القطاع استهدفت خلالها تجمعا لجنود الاحتلال وآلياته العسكرية.
وأوضحت أن الهجوم شمل قصف ناقلة جند بقذيفة من نوع "الياسين 105"، تبعه استهداف قوة الإنقاذ بالأسلحة الرشاشة، بالإضافة إلى تفجير عبوات "شواظ" في دبابتي ميركافا، مؤكدة وقوع قتلى وجرحى ورصد عمليات إخلاء جوية استمرت ساعات.
متغيرات الميدان
وتعليقا على أسلوب العمل الميداني للمقاومة، قال اللواء الدويري إن فصائل المقاومة اضطرت إلى تطوير تكتيكاتها استنادا إلى متغيرات الميدان، مشيرا إلى أن ما يسمى بمرحلة "عربات جدعون" التي دخل بها جيش الاحتلال تمثل المرحلة الثالثة من العملية البرية، والتي واجهتها المقاومة بتحول كامل نحو حرب استنزاف.
إعلان
وبيّن أن هذا النوع من الحرب يعتمد على الكمائن المتحركة والثابتة، وعلى عمليات الإغارة المفاجئة التي تقوم على الرصد والمباغتة، مؤكدا أن عناصر المقاومة يظهرون من مواقع خفية كالأنفاق أو بين الأنقاض ويشنون الهجمات في لحظات حاسمة.
وفي السياق ذاته، اعترف جيش الاحتلال بمقتل جنديين في عمليتين منفصلتين في خان يونس وبيت حانون، في حين أعلنت القسام وسرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– قبل يومين تنفيذ عمليات متزامنة ضد قوات الاحتلال في مناطق مختلفة من القطاع، مؤكدة إصابة الجنود والآليات بشكل مباشر.
ووصف الدويري المرحلة الحالية بأنها ذروة استنزاف الجيش الإسرائيلي، لافتا إلى أن عمليات نوعية نُفّذت في الأسبوعين الماضيين أبرزت قدرة المقاومة على إلحاق أذى فعلي بقوات الاحتلال، مستشهدا بلقطات مصورة لمقاتل صعد على دبابة وأدخل عبوة ناسفة أدت إلى حرق من بداخلها، وكذلك بمقاتل آخر دمر دبابة وتعامل مع قوة نجدة خلال 5 ساعات كاملة.
واعتبر أن من أبرز ما نفذ هو كمين الشجاعية الذي بثت سرايا القدس تفاصيله، مؤكدا أن هذا النوع من العمليات يستحق أن يدرّس عسكريا نظرا لدقته وتعقيده، وقال إن الكمين جسّد حرفية عالية في الإعداد والتنفيذ، وهو نموذج للتطابق المثالي بين الخطة العسكرية والتطبيق الميداني.
قدرة استباقية
ويرى الدويري أن السر في تفوق المقاومة يعود إلى قدرتها الاستباقية، مشيرا إلى مثال من فيديو الشجاعية الذي أظهر حفر نفق فرعي في 3 أيام فقط للوصول إلى نقطة تنفيذ الكمين، بعد مراقبة دقيقة لتحركات قوات العدو، مما يعكس درجة عالية من التخطيط المدروس.
وأضاف أن ما ميز العملية أيضا هو توزيع الأدوار بين فرق الاستطلاع والهجوم والمساندة، إذ تولت كل مجموعة مهامّ دقيقة بأسلحة متنوعة، مما ضاعف من فرص نجاح الكمين وأربك محاولات الإنقاذ.
وأكد أن في أكثر من 80% من العمليات القتالية عادة ما تعدّل الخطط ميدانيا استجابة للمتغيرات، لكن في هذه الحالة نجحت المقاومة بتنفيذ الكمين طبقا للخطة من دون أي تغيير، مشددا على أن ذلك يعكس استشرافا عملياتيا متقدما وفهما عميقا لطبيعة تحرك العدو وتكتيكاته.
وتشير معطيات الجيش الإسرائيلي إلى أن عدد قتلاه منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بلغ 883 عسكريا، من بينهم 439 سقطوا في المعارك البرية التي بدأت أواخر الشهر ذاته، بينما أصيب 6 آلاف و32 جنديا، أكثر من 2700 منهم في العمليات البرية بغزة.
ويأتي هذا التصعيد في وقت تتسارع فيه الاتصالات السياسية بشأن التوصل إلى اتفاق تهدئة، إذ أعلنت حماس تسليم رد "إيجابي" للوسطاء، وسط ترقب لزيارة مرتقبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن يوم الاثنين المقبل.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

جيش الاحتلال يرتكب مجازر جديدة بحق نازحين في غزة
جيش الاحتلال يرتكب مجازر جديدة بحق نازحين في غزة

الجزيرة

timeمنذ 29 دقائق

  • الجزيرة

جيش الاحتلال يرتكب مجازر جديدة بحق نازحين في غزة

ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي -اليوم الأحد- مجازر جديدة بحق نازحين في قطاع غزة ، في وقت تتجه فيه الأنظار إلى المفاوضات المرتقبة بشأن وقف محتمل لإطلاق النار. وأفادت مصادر في مستشفيات غزة بأن 38 فلسطينيا -بينهم نساء وأطفال- استشهدوا في غارات إسرائيلية على القطاع منذ فجر اليوم، بينهم 29 بمدينة غزة. وفي التفاصيل، أفادت مصادر فلسطينية باستشهاد 12 شخصا وإصابة آخرين جراء غارات إسرائيلية استهدفت منازل تؤوي نازحين في حي الشيخ رضوان (شمالي مدينة غزة). وقالت المصادر ذاتها إنه تم انتشال سيدة على قيد الحياة، وإن معظم المصابين من النساء والأطفال وحالة بعضهم خطيرة. وفي وقت مبكر اليوم، استشهد 3 أشخاص في قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية في شارع يافا بحي التفاح (شرقي مدينة غزة). وفي حي الزيتون (جنوب شرقي مدينة غزة) أصيب عدد من الأشخاص إثر قصف إسرائيلي، بحسب مصادر في مستشفى المعمداني. ومن جانبها قالت قناة الأقصى الفضائية إن طيران الاحتلال نفذ اليوم حزاما ناريا على المناطق الشرقية لمدينة غزة، والتي تضم أحياء على غرار التفاح و الشجاعية. كما نسفت قوات الاحتلال عدة منازل في تلك المناطق، وفقا للمصادر نفسها. وإلى الشمال من غزة، تعرضت مناطق في جباليا لغارات جوية رافقها قصف مدفعي، وفقا لمصادر فلسطينية. وفي الآونة الأخيرة، تصاعد القصف الإسرائيلي على وسط مدينة غزة مما أسفر عن مجازر أسفرت عن أعداد كبيرة من الشهداء. إعلان وفي تطورات ميدانية أخرى، استشهد 5 أشخاص، بينهم 3 أطفال، صباح اليوم في قصف من مُسيرة إسرائيلية على خيمة نازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس (جنوبي قطاع غزة). وفي وقت لاحق اليوم، استشهد 4 منهم 3 أطفال في قصف إسرائيلي جديد لخيمة نازحين في المنطقة نفسها. ونشرت وسائل إعلام فلسطينية صورا تظهر مصابين بجروح خطيرة في مجمع ناصر الطبي بخان يونس. وقالت المصادر نفسها إن المدفعية الإسرائيلية استهدفت محيط مجمع ناصر الطبي. وبالتزامن، نفذت قوات الاحتلال عمليات نسف جديدة للمباني السكنية (وسط وشرق مدينة خان يونس). وعلى غرار مدينة غزة ومناطقها الشرقية، تتعرض خان يونس لقصف جوي ومدفعي كثيف. وفي إطار هذا التصعيد، تواترت الأيام الماضية الاستهدافات الإسرائيلية لتجمعات النازحين في منطقة المواصي مما أسفر عن عدة مجازر. وفي جنوب القطاع أيضا، أفاد الإسعاف والطوارئ باستشهاد شخص وإصابة آخرين بنيران الاحتلال الإسرائيلي قرب مركز مساعدات شمال مدينة رفح. ومنذ استئناف إسرائيل عدوانها على غزة عقب انقلابها على اتفاق وقف إطلاق النار في مارس/آذار الماضي، استشهد نحو 6800 فلسطيني وأصيب ما يقرب من 24 ألفا، وفق حصيلة نشرتها وزارة الصحة في القطاع. ومن بين الشهداء أكثر من 700 شهيد استهدفتهم قوات الاحتلال في محيط مراكز توزيع المساعدات التي تديرها ما تسمى " مؤسسة غزة الإنسانية" التي تعمل باتفاق أميركي إسرائيلي.

جدعون ليفي: أطلقوا سراح جميع الرهائن إسرائيليين وفلسطينيين
جدعون ليفي: أطلقوا سراح جميع الرهائن إسرائيليين وفلسطينيين

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

جدعون ليفي: أطلقوا سراح جميع الرهائن إسرائيليين وفلسطينيين

كتب جدعون ليفي أن إسرائيل عندما تنتهك رهائنها ومعتقليها الفلسطينيين بطريقة مهينة، تفقد كل حق أخلاقي في المطالبة بإطلاق سراح رهائنها، لأنه لا يحق لأحد أن ينتهك حقوق البشر بهذه الطريقة. وأوضح ليفي -في عموده بهآرتس- أن الإجراء الطارئ الأكثر إلحاحا والمطلوب الآن، إلى جانب إنهاء المجازر في غزة، هو إنقاذ جميع الأسرى، الإسرائيليين والفلسطينيين، من الظروف المزرية التي يحتجزون فيها، سواء في أنفاق غزة، أو سجن مجدو، وسواء لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أو لدى جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) فكل ذلك شر لا يوصف. وأبدى الكاتب أسفه على أن أقارب المحتجزين الإسرائيليين لم يطالب أي منهم بالإفراج عن السجناء الفلسطينيين، ولا حتى بتخفيف ظروف احتجازهم، مع كثرة التقارير عن سوء ظروف احتجازهم في إسرائيل، مما كان ينبغي أن يوقظ ذرة من الإنسانية والرحمة، وخاصة لدى من يخشون بشدة على مصير أحبائهم. وذكر ليفي بأنه لا جدوى من مقارنة مركز الاحتجاز في قاعدة سدي تيمان العسكرية الإسرائيلية بالأنفاق تحت خان يونس، ولكن المقارنة الصحيحة تكون بين من وصفهم بالمعتدين في غزة، وبين دولة تدعي الديمقراطية، لأنه لا يمكن إلا لشخص بلا ضمير أن لا يحركه وصف هاجر شيزاف -في صحيفة هآرتس العبرية- لظروف احتجاز المعتقلين والرهائن الفلسطينيين، وخاصة سجناء الاعتقال الإداري المحتجزين دون محاكمة، وهناك الآلاف منهم. القتلى في أسر حماس أقل ووفقا للكاتب، كان من المفترض أن يهز التقرير الاستقصائي، الذي كتبه لوفداي موريس وسفيان طه في صحيفة واشنطن بوست الأسبوع الماضي، هذا البلد حتى النخاع، إذ مات 73 سجينا ومعتقلا فلسطينيا في السجون الإسرائيلية، وهو رقم صادم، ولا يزيده إلا اللامبالاة التي قوبل بها، فأين ذهبت تلك الأيام التي تعد فيها وفاة معتقل في السجن فضيحة؟ يتساءل الكاتب، مشيرا إلى أن عدد القتلى في أسرى حماس ليس قريبا من هذا العدد. ووصفت شيزاف قصة مقلقة عن التعذيب والتجويع ونقص الرعاية الطبية والعنف جميعها ترتكب من قبل الدولة، فبأي حق يجوز حرمان 2800 سجين يعانون من آفة الجرب، أو آلاف آخرين أصيبوا بأمراض معوية في هذه المواقع التي تعاني من المجاعة والأوبئة، من الرعاية الطبية؟ وذكر ليفي بالسجين وليد أحمد (17 عاما) الذي لم يبق في جسده أي نسيج دهني أو عضلي، ولديه التهاب معوي وجرب، وجوّع حتى الموت بسبب زجاجة مولوتوف وحجارة ألقاها، تشبه تماما تلك التي ألقاها المستوطنون في كفر مالك، وهكذا أعدمته مصلحة السجون الإسرائيلية دون محاكمة. وتحدثت صحيفة واشنطن بوست مع معتقلين خرجوا من ذلك الجحيم، ومع محامين زاروا السجون، وكانت الصورة هي نفسها، وصفوا سياسة التجويع الممنهجة والحرمان من الرعاية الطبية، وقال أحدهم "إنه غوانتانامو". وعلق الكاتب بأن صور الفلسطينيين الهزيلين والمشلولين الذين خرجوا من سجون إسرائيل خلال العام والنصف الماضيين تروي القصة كاملة، وتشكل لائحة اتهام خطيرة ضد إسرائيل. ولكن الأمر الفظيع -حسب ليفي- هو أن إسرائيل كانت تشعر بالخجل من الانتهاكات وتحاول إخفاءها، أما الآن فهي تفخر بساديتها وتظهرها للجميع، لتصبح السادية تجاه الفلسطينيين جزءا من العلاقات العامة، بل تجذب أصواتا في انتخابات الكنيست. المصدر: هآرتس

من يشعل جولة الحسم بين إسرائيل وإيران؟
من يشعل جولة الحسم بين إسرائيل وإيران؟

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

من يشعل جولة الحسم بين إسرائيل وإيران؟

يسود شعور بعودة القتال مع إيران في الفضاء العام بإسرائيل، وسط محاولات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية – تسويق نتيجة الحرب على أنها انتصار، وأنه نجح في تحقيق أهدافها المعلنة. ورغم إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن وقف الحرب بين إسرائيل وإيران، فإن إنهاء الحرب جاء من دون بنود واضحة أو اتفاق مكتوب، في ظل حالة من الغموض تلف مصير الملف النووي الذي كان المبرر الأساسي للعدوان الإسرائيلي الأميركي، وغياب خطوات واضحة بشأن مسار المفاوضات. وتشير ترجيحات لمحللين سياسيين أن إسرائيل والولايات المتحدة تعتبران وقف إطلاق النار وسيلةً لإعادة تنظيم قدراتهما العسكرية وتحسينها. وبحسب المحللة السياسية في صحيفة "معاريف" أنا براسكي في مقال نشر الجمعة، فإن السؤال الكبير المُخيّم على الشرق الأوسط ليس "هل سيُستأنف القتال؟"، بل "متى ستبدأ الجولة التالية وعلى أي جبهة؟ اتفاق غير مستقر وعلى الرغم من التوصل إلى وقف لإطلاق النار، فإن كل طرف يواصل التصرف وفقًا للخطوط الإستراتيجية التي شكّلت أساس الصراع، فإسرائيل من جهتها ترى في وقف البرنامج النووي الإيراني هدفا أساسيا. وفي المقابل، تشدد إيران على أنها لن تتخلى عن مشروعها النووي حتى لو عادت الآن إلى قاع الأرض، فاللاعبون بقوا في أماكنهم، وستستمر اللعبة، ولن يخدع أحد نفسه بأنها انتهت. وخلافًا لأي اتفاقات في مثل هذه الحروب، فإن هذا الاتفاق غير مستقر، فلا توجد آليات مراقبة، ولا قنوات اتصال لمتابعة تطبيقه، ولا التزامات صريحة من أي من الجانبين بوقف التسلح أو الحد من الأنشطة. ووفقًا للتقديرات في إسرائيل والولايات المتحدة، لم ينتهِ القتال بعد، وقد نشهد جولة أخرى خلال أسابيع، وقد يستمر الهدوء لأشهر، لكن التوتر القائم، وانعدام الثقة، والصراع الذي لم يُحلّ بعد حول مستقبل البرنامج النووي الإيراني كل ذلك لن يختفي من تلقاء نفسه. ويؤيد هذا تصريحات رئيس حزب إسرائيل بيتنا عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان من على منصة الجلسة العامة للكنيست؛ بأن على إسرائيل الاستعداد الآن لحرب ضد إيران. وقال "أمامنا 3 سنوات بحد أقصى حتى الحرب القادمة ضد إيران. هذا يعني أن على الحكومة الإسرائيلية تغيير جميع أولوياتها". وتلا ذلك قول رئيس الأركان جيش الاحتلال إيال زامير الجمعة "لقد حققنا جميع أهداف العملية وضربنا البرنامج النووي الإيراني، لكن الحرب لم تنتهِ بعد". ونقل الكاتب رافيف دراكر عن مسؤول عسكري كبير بأن بيانات الجيش الإسرائيلي بالقضاء على القدرات الإيرانية لإنتاج الصواريخ الباليستية لا تستند إلى أي أساس استخباراتي. وكتب رئيس الوزراء ووزير الدفاع السابق إيهود باراك في مقال نشرته هآرتس "يجب ألا ننخدع. فرغم الستار الدخاني المُصطنع الذي يُخفي الصورة، لم نقضِ بعد على التهديد النووي أو الصاروخي الإيراني". وعلى الجانب الإيراني، كانت تصريحات رئيس كلية العلوم السياسية في جامعة طهران إبراهيم متكي في مقابلة تلفزيونية قال فيها إن الأدلة المتوفرة تشير إلى أن إسرائيل، بدعم من الولايات المتحدة، ستستأنف عملياتها العسكرية المفاجئة والمدمرة ضد إيران". ضربات متتالية من جهته، حذر المتخصص في الشأن الإسرائيلي عقل صالح فقال "إنه انطلاقا من أهداف نتنياهو ومن ورائه الرئيس الأميركي بخصوص شرق أوسط جديد، فإنه لن يسمح لإيران بترميم قدراتها النووية من جهة، أو قدراتها الصاروخية خصوصا الباليستية منها، وسيسعى الجانبان إلى توجيه ضربات متتالية لهذه القدرات حتى تبقى ضعيفة". كذلك ستعمل أميركا وإسرائيل على فرض حصار دولي على إيران لمنعها من امتلاك أي قدرات دفاعية خصوصا الدفاعات الجوية أو الطائرات الصينية المتقدمة، إذ كانت قد أثبتت نفسها أمام الطائرات الغربية الحديثة في المواجهة بين الهند والباكستان. واستبعد صالح قدرة الطيران الإسرائيلي على استباحة الأجواء الإيرانية كما فعل في الأجواء السورية واللبنانية قبل سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، فالقدرات الإيرانية في رد العدوان تم إثباتها بقدرات صاروخية واضحة شعرت بها الجبهة الداخلية الإسرائيلية بشكل واضح. غطاء دولي في المقابل، قال المتخصص بالشأن الإسرائيلي إسماعيل مسلماني إن هناك تقدير موقف في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية يحذّر من التصعيد من دون غطاء دولي واسع، خاصة إذا كان الرد الإيراني هذه المرة مباشرًا، وليس عبر "وكلاء". وأضاف أنه نظرا لذلك فقد يختار نتنياهو خطوات جزئية، مثل تكثيف عمليات الاغتيال أو الهجمات السيبرانية، من دون الدخول في حرب مفتوحة، على الأقل في المدى القريب. وتطرح وسائل إعلام إسرائيلية سيناريو الحرب المتدحرجة على شكل جولات قصيرة ومُركزة، لكنها مُدمرة، تحدث كل بضعة أشهر، في كل مرة على ساحة مختلفة. ومن شأن صراعٍ كهذا أن يُقوّض الاستقرار الإقليمي تدريجيا، ويزيد من التدخل الأميركي، ويؤدي إلى عدم انتهاء الحرب بجولة شاملة، بل إلى استمرارها كبنية تحتية حربية مستمرة. ما موقف واشنطن؟ ولكن أين ترى واشنطن نفسها في السيناريوهات المستقبلية؟ تشير التقديرات إلى أن الولايات المتحدة ستبقى حاضرة في الساحة في هذه المرحلة، ليس من منطلق أيديولوجي، بل من منطلق المصلحة. وترى براسكي أن الرئيس دونالد ترامب غير مهتم بفتح جبهة جديدة، وفي الوقت نفسه لديه مصلحة في إظهار قوة ردع، سواء ضد إيران أو ضد منافسيه ومنتقديه على الساحة الداخلية. لذلك، ما لم تحدث أي شرارة قوية، سيواصل ترامب الضغط على الجانبين لالتزام الهدوء. مع ذلك، ليس هناك يقين من أن الولايات المتحدة ستتدخل عسكريا مجددًا إذا اندلع قتال واسع النطاق، وقد أدلى ترامب نفسه بتصريحات متناقضة، إذ قال مرة إن "أميركا انتهت من مهاجمة إيران"، وفي مناسبة أخرى "سنهاجم مجددًا إذا لزم الأمر". ولكن وراء هذه التصريحات والتغريدات، ثمة حقيقة واقعة، فدعم الكونغرس لمزيد من الإجراءات غير مضمون، والمجتمع الأميركي متوترٌ بما يكفي على أي حال، وهذا ضعف إستراتيجي قد يضع إسرائيل في مأزق صعب، إذا ما قررت توجيه ضربة استباقية أخرى لإيران. الردع المتبادل ويعتقد الخبير في الشؤون الإيرانية عماد آب شناس أن إيران نجحت في إيصال رسالتها الردعية لإسرائيل وأميركا، وهذا ما أثبتته الهجمات الصاروخية الإيرانية، فالأضرار التي لحقت بإسرائيل نسبيا كانت أكبر بكثير مقارنه بالأضرار التي لحقت بإيران، ولا تزال إيران تملك برنامجها النووي رغم الأضرار التي لحقت به. وقال إن قرار البرلمان الإيراني بوقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية يأتي في مصلحة إيران بمنع وجود طرف ثالث، يطّلع أو يعرف ما يحدث في البرنامج النووي الإيراني من تخصيب لليورانيوم أو تطوير لهذا البرنامج الذي بات اليوم تحت الأرض. في المقابل، لا يستبعد المتخصص في الشأن الإسرائيلي عقل صالح استخدام إسرائيل للخيار النووي ضد إيران لو أغلقت كل السبل أمامها للوصول إلى أهدافها بمنع طهران من الوصول للقنبلة النووية وتدمير مقدراتها النووية أو الصاروخية الباليستية التي أثبتت قدرتها على إحداث الضرر في الجبهة الداخلية الإسرائيلية من جهة، والوصول إلى أهدافها بقصف المراكز والقواعد المهمة داخل إسرائيل. ويعتقد المتخصص بالشأن الإسرائيلي إسماعيل مسلماني أن إسرائيل تواجه اليوم واقعًا إستراتيجيا جديدًا، تُغلق فيه قنوات التفاوض، وتُفتح احتمالات الردع غير التقليدية. وأمام هذه المعطيات، تطرح مجموعة خيارات: الاستمرار في الحرب غير المعلنة: عبر الاغتيالات، والهجمات السيبرانية، واستهداف المواقع في سوريا والعراق. الضغط السياسي والدبلوماسي: لحشد تأييد دولي لعقوبات جديدة أو إجراءات ضد إيران في مجلس الأمن. بناء جبهة دولية وإقليمية لتطويق إيران سياسيا واقتصاديا. التحرك في الوكالة الدولية: رغم انسحاب إيران، قد تحاول إسرائيل تحريك الملف عبر الوكالة أو عبر مجلس الأمن باستخدام صور أقمار صناعية وبيانات استخباراتية. ولا بد أن نضع في الحسبان أن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، حتى هذه اللحظة، هو نتيجة وساطة وإرهاق تكتيكي أكثر منه ثمرة تفاهم إستراتيجي عميق، لذا فالنتيجة هي واقع خطير، فهي تبدو جبهة هادئة، لكنها تشتعل تحت السطح. وما سيحدد استمرار هذا الهدوء أو انهياره ليس سلوك إسرائيل وإيران فحسب، بل قدرة الولايات المتحدة على السيطرة على وقف إطلاق النار الهش وضبط الإيقاع بين الطرفين. وفي مقال نشره على موقع الجزيرة نت، يقول الكاتب والمحلل السياسي أحمد الحيلة إنه إذا كانت إسرائيل شنّت عدوانها على إيران لأسباب ما زالت قائمة، ولتحقيق أهداف سياسية وعسكرية لم تتحقّق بعد، وإذا كان الهجوم أتى بمفاعيل عكسية في السلوك الإيراني، فهذا يعني أن فرضية شن إسرائيل هجومًا ثانيًا على إيران أمر وارد ومتوقّع. وقال إن ادّعاء نتنياهو تحقيق النصر على إيران لا يعكس بالضرورة حقيقة الموقف الإسرائيلي وتقديراته الأمنية بشأن تحقيق الأهداف. إعلان وأوضح أن توجيه ضربة إسرائيلية جديدة لإيران مرهون بأمرين: الأول: جهوزية إسرائيل داخليا وعسكريا، إذ شكّل وقف الحرب فرصة لإسرائيل لسد الثغرات التي ظهرت أثناء المعركة السابقة، وللتزوّد بالأسلحة المناسبة وملء مستودعاتها من الذخيرة. الثاني: موافقة الرئيس ترامب، من خلال قدرة نتنياهو وفريقه على إقناعه بأن أي عملية أخرى ضد إيران لن تهدّد مصادر الطاقة في الخليج العربي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store