
طغيان السياسي على العائلي في بعلبك ومعارضة للثنائي
رغم ان الأيام الماضية اوحت أن المعركة الانتخابية في مدينة بعلبك بلدية- عائلية، أثبتت الصناديق ان السياسة طغت أكثر مما كان متوقعا، من دون ان ينفي ذلك تأثير الثوابت العائلية والإنمائية.
واقع المعركة الانتخابية في مدينة بعلبك، التي تحوّلت من استحقاق بلدي محلي إلى ساحة مواجهة سياسية حادة، حصل بين مشروعين مختلفين: الأول يمثله "الثنائي الشيعي" (حزب الله وحركة أمل) تحت عنوان "تنمية ووفاء"، والثاني مدني معارض تحت عنوان "بعلبك مدينتي".
وكشفت صناديق الاقتراع أن السياسة هي العامل الأبرز في توجهات الناخبين، حتى أن طغيانها فاق التوقعات، اذ أن التنافس لم يكن فقط بين مشاريع إنمائية، بل بين توجّهين سياسيين أحدهما ارادها عائلية إنمائية والآخر معارض حولها سياسية بامتياز، ما أضفى على المعركة بعدًا استقطابيًا.
الحضور الطائفي والتفاوت في الإقبال تُظهرهما الأرقام بتفاوت واضح في نسب المشاركة، حيث بدا الإقبال ضعيفًا جدًا في أقلام السنّة (17% حتى منتصف النهار ليرتفع الى 33 قرابة الساعة الثالثة والنصف) بعد حشد واسع من الاقطاب السنية المعارضة، مقابل حماسة شيعية ملحوظة (40%). وهذا يعكس تفاوتًا في الحماسة والتعبئة، ويرجح أن يكون مرتبطًا بالجهوزية التنظيمية واختلاف المزاج السياسي والبيئية الشيعية.
وبلغت نسبة التصويت حتى قبيل اقفال الصناديق في مدينة بعلبك 37.6% وفي مدينة الهرمل نسبة 31.
وعلى الرغم من الاستقطاب السياسي، لم تغب الاعتبارات العائلية والمحلية عن المشهد. فالناخب البعلبكي لا يزال يولي أهمية للعلاقات الشخصية والانتماء العائلي، مما دفع البعض إلى ممارسة التشطيب على اللوائح لأسباب غير سياسية، حيث العديد من الناخبين اكدوا القول "انهم لا يستطيعون تخطي العلاقات الشخصية مع مرشحين، حتى لو كانوا على لائحة منافسة"، بينما اعتبر آخرون أن المعركة مختلفة، وتأخذ منحى كسر عظم سياسي بين الفريقين، بحيث استحضرت خلالها كل عناصر المعركة من تحدي وحضور لوجستي للمرشحين وللماكينات.
نزل كل فريق الى أرض المعركة، متسلحاً بأعداد كبيرة من ماكينته الانتخابية الذين تولوا توزيع اللوائح و"بونات" البنزين ونقل المقترعين، خصوصا المجنسين، من القرى المحيطة والعاصمة. وتجمعت "الفانات" امام مراكز الاقتراع، وتمركزت في الساحات لمساعدة الناخبين، خصوصا المسنين، على التنقل. في أحد مراكز الاقتراع، فاق عدد ماكينة الحزب العدد المسموح به قانوناً، مما دفع قوى الامن الداخلي الى الطلب منهم المغادرة.
الى مراكز الاقتراع، جاء المجنّسون "الفاعلون" في انتخابات بعلبك، البلدية أو النيابية. الامور سارت بانتظام، رغم ان متقدمين في العمر واشخاصا من ذوي الحاجات الخاصة عجزوا عن الصعود الى الطبقتين الثانية والثالثة في مركزي النبي انعام وغفرة والريش شرقي وغربي، القلعة للادلاء باصواتهم، مما اوجب حملهم او تأمين مساعدة خاصة لهم.
وشهد عدد من مراكز الاقتراع في قضاء بعلبك سلسلة من الإشكالات والخلافات بين مندوبي اللوائح والمرشحين، تطوّر بعضها إلى تضارب بالأيدي وتدخلت القوى الأمنية لضبط الأوضاع. وتوزعت هذه الإشكالات على عدد من البلدات، أبرزها بعلبك، بدنايل، الفاكهة، حربتا، وعرسال، ما أدى إلى تعليق الاقتراع في بعض الأقلام مؤقتاً. وتابعت الأجهزة المعنية معالجة هذه الحوادث، وسط دعوات للتهدئة واحترام سير العملية الانتخابية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
كَم من "محمد صالح" في صفوف الحزب يشي للإسرائيلي عن تحركات قادته وعناصره؟
من الواضح أن "حزب الله" وبشكلٍ جازم يُخترق أمنيًّا من ضمن بيئته الحاضنة وليس من مكان آخر كما يُروّج، ما يؤدي إلى تسرب معلومات أمنية حول قادته وتحركاتهم، الأمر الذي ساعد إسرائيل على تنفيذ عمليات مكثفة لإغتيالهم بسهولة ودون توقف، وكان آخرها يوم أمس حيث قُتل ثلاثة أشخاص، بينهم قيادي في الحزب يدعى حسين نزيه البرجي، في غارات إسرائيلية متفرقة جنوب لبنان، أبرزها في بلدة عين بعال - قضاء صور، كما قُتل مدني في بلدة ياطر إثر غارة على جرافته، وأصيب آخرون في ضربات على المنصوري ومناطق جنوبية أُخرى. ووفق تقديرات أحد المراقبين الأمنيين، أن هناك عطبًا أمنيًّا أصاب الحزب الذي يجد صعوبة في إصلاحه، ويعود ذلك الى توسعه في ضمّ عدد كبير من المنتسبين بطريقة المرتزقة، دون عملية فرز أمني مناسبة، ما أفقد قيادة الحزب إمكانية المراقبة، والحفاظ على الانضباط، بالتالي سهّل هذا الامر تجنيد وزرع عملاء في عقر داره وداخل صفوفه مشيرًا في حديثه الى ، أن ورقة الضعف لدى الحزب تتصل باستمرار نشاط جواسيس داخله على غرار محمد صالح، وبأعدادٍ هائلة قد تتجاوز ال 100 عميل لتسريب كل ما يعني القادة والعناصر. ويتابع، من هنا نرى، أن إسرائيل خرقت "عظام الحزب" من خلال تجنيد عملاء أطاحوا بِكبار الرؤوس والقادة، ما يعني أنّ الخرق الداخلي الذي يُسفر عن حصول اغتيال مُنسق ومُحدّد، يصعب اكتشافه وتحديده بسهولة، ناهيك عن أن أزمة الثقة وصراعات الاجنحة داخله، سوف تدفع الحزب نحو سيناريوهات صعبة قد لا ينجح في مواجهتها. ومن جهة، تؤكد معلومات الأمنية، أن الحزب ما زال يعمل وينشط ميدانيًّا في منطقة جنوب الليطاني وصولًا الى مناطق متقدمة على الحدود، والدليل عملية إغتيال عيسى قطيش منذ يومين في بلدة حولا الجنوبية، التي تشير الى أن الحزب لم يُوقف عمله على صعيد التحرك الميداني والعمل العسكري. المصدر: الكاتب: شادي هيلانة انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
التعرض لليونيفيل حركة غير بريئة .. تغطية لتموضع الحزب عسكرياً في جنوب الليطاني؟
الإعتداءات على "اليونيفيل" تتكرر ولا يمكن قراءتها بعيداً عن محاولات الترهيب، هدفها واحد وفق مراقب عسكري متقاعد، تكريس واقع ميداني بمنع قوات حفظ السلام من تنفيذ تفويضها، عبر اعتراضات محلية تحت مسمى أهالي، ليست عفوية او بريئة اطلاقاً، بل تهدف الى تغطية محاولات تموضع "حزب الله" العسكري في جنوب الليطاني تحديداً على مقربة من الحدود مع اسرائيل. علماً أن الهجمات الاخيرة أظهرت بشكل واضح بحسب الفيديوهات التي إنتشرت على مواقع التواصل، أنها منظمة ومُنسقة ومدروسة، في رسائل ميدانية ضد مشروع تفعيل دور الجيش في الجنوب، من خلال توسيع مهامه، من أطراف رافضة تسليم السلاح للدولة اللبنانية، والتي تسعى الى تفكيك المعادلة القائمة على الحدود، ما قد تعيد الامور إلى نقطة الصفر وعودة الحرب مجدداً. وتصف جهات قانونية عبر وكالة "اخبار اليوم"، الإعتداءات المتكررة على اليونيفيل بأنها ممنهجة وهادفة إلى توجيه رسائل أمنية – ديبلوماسية إلى المجتمع الدولي، ومفادها أن قوى الامر الواقع لا تزال تتمتع بحرية الحركة في جنوب لبنان، بِتحدّ صارخ وواضح للدولة والعهد الجديد والجيش، وهي عادت لِتتحكم عمليا بالميدان. وبالتالي، فإن تلك القوى تنسف كل القرارات الأممية، معتبرة أن لا قيمة لها من 1559 إلى 1680 ، وصولاً إلى 1701. فيما الخشية مما نشهده اليوم أن تكون الدولة قد اختارت غض النظر لـ "اللادولة"، عندئذٍ سيكون البلد أمام حقيقة ميدانية مغايرة تماماً مخالفة للدستور، وحكم القانون والسيادة. شادي هيلانة - "أخبار اليوم" انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


الديار
منذ 5 ساعات
- الديار
العدو يُواصل انتهاكاته: إستهداف مبنى سكني في تول بعد تحذير بإخلائه غارات عنيفة على مناطق جنوبية وبقاعيّة... شهيد في رب ثلاثين وجريح في الوزاني
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب نفّذ جيش الاحتلال "الإسرائيلي" مساء أمس، غارة جوية استهدفت مبنىً سكنيا في بلدة تول، الواقعة قرب مدينة النبطية، وذلك في إطار الاعتداءات المتواصلة على المناطق اللبنانية. وجاء القصف عقب تهديد مباشر أصدره المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، زعم فيه أن المبنى المستهدف يُستخدم من قبل حزب الله لأغراض عسكرية، داعيا "السكان إلى إخلاء المنطقة المحيطة بالمبنى لمسافة لا تقل عن 500 متر، ما دفع العديد من العائلات إلى النزوح الفوري". وكان سُمع إطلاق نار كثيف في البلدة للاخلاء بعد التهديد "الاسرائيلي" باستهداف مبنى. وقد أدى القصف إلى تدمير أجزاء من المبنى المستهدف، وألحق أضرارًا مادية بالمنازل والمحال التجارية المحيطة، دون ورود أنباء عن وقوع إصابات بشرية، في ظل انتشار الفرق الإسعافية والقوى الأمنية. وتزامنت الغارة مع تحليق مكثّف لطائرات الاستطلاع والطائرات الحربية المعادية في أجواء قضاء النبطية والمنطقة الجنوبية عموما، ما أثار حالة من التوتر والقلق في أوساط الأهالي، لا سيّما في ظل تصاعد الاعتداءات "الإسرائيلية" على الحدود اللبنانية- الفلسطينية، وقبيل أيام من الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتي النبطية والجنوب. كذلك، شنت طائرات الاحتلال غارات جوية مكثّفة على مناطق متفرقة من الجنوب والبقاع. واستهدفت الغارات عددا من البلدات والمواقع، أبرزها بلدة القليلة، بالإضافة إلى زبقين، الحنية، مرتفعات الريحان، منطقتي المحمودية وبرغز، ووادي برغز، ووادي مظلم، ووادي العزية. كما طالت منطقة إقليم التفاح، حيث سُجّلت ضربات عنيفة، ترافقت مع تحليق مكثف للطيران الحربي المعادي. أما في البقاع، استهدفت طائرات الاحتلال جرود بلدة بوداي، بالتزامن مع تحليق كثيف للطائرات المعادية في أجواء البقاع الغربي، ما أثار حالة من القلق في أوساط الأهالي. وكان شن العدو غارات بطائرات مسيرة مسلحة استهدفت عدداً من الغرف الجاهزة، التي تم وضعها في ساحة بلدة محيبيب، ضمن مشروع "الوجه الحسن" الذي تبنته جمعية "وتعاونوا" في الجنوب وعدد من قرى الحافة الأمامية. ويأتي هذا الاعتداء في سياق استهداف متكرر لمختلف القرى الحدودية التي تقع بمحاذاة الحدود اللبنانية ــ الفلسطينية المحتلة، والتي وضعت فيها غرف جاهزة. كما سقط شهيد في غارة استهدفت أطراف بلدة رب ثلاثين - مركبا. فيما اطلقت القوات "الإسرائيلية" النار على احد رعاة الماشية في بلدة الوزاني، مقابل قرية الغجر ما ادى الى اصابته بجروح. وسجل تحليق مكثف لطائرة استطلاع دون طيار معادية، فوق منطقة راشيا والسفح الغربي لجبل الشيخ.