
مصير لبنان إلى الواجهة مجدّداً.. الخارج وحده قرّر.. ويُقرّر!
فرئيس حزب القوّات اللبنانية سمير جعجع، أحد أبرز الذين يدورون في فلك سياسة الولايات المتحدة في لبنان لم يملك نفسه من إبداء قلقه وخشيته من أن تكون 'السياسة الدولية'، كما أسماها، 'ستقوم بتلزيم لبنان إلى أحد ما'، مستعيداً بذلك تلزيم لبنان في أوائل تسعينات القرن الماضي لسوريا، أيّام الرئيس السّوري السّابق حافظ الأسد، ما دفعه للتحذير من تكرار ذلك وعودة لبنان إلى 'مهبّ الريح'، ومعتبراً تصريح برّاك 'برسم الحكومة اللبنانية ونتيجة سياسة التباطؤ التي تتبعها'.
في موازاة ذلك، إعتبر حزب الله وهو أحد أبرز معارضي سياسة الولايات المتحدة في لبنان على لسان عضو كتلته النيابية إبراهيم الموسوي أنّ تصريحات برّاك 'الإستعلائية لا يجب أن تمرّ من دون ردّ حازم وقوي من الدولة اللبنانية'، وهي 'تُحتّم على وزارة الخارجية اللبنانية أن تبادر فوراً إلى استدعاء السّفيرة الأميركية وإبلاغها رفضاً رسمياً لهذه التصريحات العدائية الوقحة'، داعياً الدولة اللبنانية إلى أن 'تعلن بوضوح أنّ على الإدارة الأميركية ألّا تتدخل في شؤونه الدّاخلية'.
موقف الموفد الأميركي والردود التي تقاطعت عليه، وهي ليست بمعظمها رافضة لعودة لبنان إلى 'حضن الشّام' بعد بروز مواقف مرحبة بهذه العودة، أقله في الشّكل مع تحفّظها على المضمون، تدلّ بوضوح على أنّ الكيان اللبناني لم يتم التعاطي معه يوماً، من قبَل القوى الإقليمية والدولية المؤثّرة فيه، على أنّه كيان ثابت ونهائي، برغم مرور أكثر من 100 عام على ولادة 'لبنان الكبير' عندما أعلن المندوب الفرنسي غورو عام 1920 تأسيس هذا الكيان بعد ضمّ 4 أقضية ومدن ساحلية إلى متصرفية جبل لبنان التي كانت نواة هذا الكيان.
طيلة القرن الماضي لم ينفّك اللبنانيون يتعاطون مع كيانهم الوليد على أنّه لا يُمثل تطلعاتهم، تحديداً خلال الأزمات التي عصفت به وعلى رأسها الحرب الأهلية 1975 ـ 1990، عندما برزت دعوات من قِبَل بعض القوى إلى عودة 'لبنان الصغير'، أيّ إلى المتصرفية، وقابلها دعوات أخرى من بعض القوى لـ'إعادة' المناطق التي جرى ضمّها إلى لبنان من حيث أتت، أيّ إلى سورية.
غير أنّ انقسام اللبنانيين حول 'وطنهم'، هوية وانتماءً، وحول كلّ شيء تقريباً يتعلق بمصيره وتحالفاته وسياساته و'حصصهم' الطائفية والمذهبية فيه، هو إنقسام لم يتوقف يوماً منذ تأسيسه، ولا يُقدّم ولا يُؤخّر في مآلاته ولا مستقبله شيئاً، ذلك أنّ 'ترسيم' الكيانات في المنطقة ووضع حدود لها، ومنها لبنان، لم يكن يوماً يتقرّر نتيجة إرادة شعوبها، ولا حقّها في 'تقرير مصيرها' كما تنصّ المواثيق الدولية، بل كانت هذه الكيانات وحدودها تُرسم بالدّم بعد حروب طاحنة، إقليمية أو عالمية، ونتيجة مصالح دول إقليمية ودولية ذات ثقل وتأثير ووزن، وهي معادلة لم تتغيّر منذ القرن التاسع عشر وحتى اليوم، وليس هناك في الأفق القريب ما يدلّ على أنّ هذه المعادلة، لأسباب كثيرة، قد تغيّرت.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون 24
منذ 34 دقائق
- ليبانون 24
براك سيطرح ترسيم الحدود اللبنانية الجنوبية والشمالية
كتبت دوللي بشعلاني في" الديار": مصادر سياسية مطلعة تقول بأنّ الاستراتيجية المعتمدة من قبل العدو " الإسرائيلي" تتجاوز مجرد ضربات عسكرية موضعية تطال الجنوب والبقاع أو دمشق، وقد تعكس مشروعاً أعمق يرتبط بإعادة رسم خرائط النفوذ والجغرافيا السكانية في المشرق العربي. ولا تبدو واشنطن ، بعيدة عن هذا الأمر، سيما وأنّ المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا ، والمكلّف حالياً بالملف اللبناني توم بارّاك، سوف يناقش موضوع ترسيم الحدود الجنوبية والشمالية مع المسؤولين اللبنانيين، خلال زيارته المرتقبة إلى لبنان هذا الشهر. وهي من ضمن النقاط التي تدخل في بند "العلاقات اللبنانية- السورية". في حين أنّ الهدف الأساسي من ترسيم الحدود هو تأمين المصالح الاقتصادية "لإسرائيل"، من خلال حصولها على خزّان المياه في المنطقة، فضلاً عمّا يمكن أن تحصل عليه من قطاع النفط والغاز في حال وجود حقول نفطية مشتركة. وقد أفادت المعلومات في هذا الإطار، بأنّ ما تقوم به الشركات النفطية في بحر فلسطين المحتلّ، قد أظهر أنّ هناك حقولاً مشتركة بالقرب من البلوك 8 اللبناني، ولهذا على الحكومة المطالبة بحقوقها فيها. فهل تسعى " إسرائيل" فعلاً إلى تهجير الأقليات من لبنان وسوريا، انطلاقاً من البُعد الطائفي؟ تجيب المصادر بأنّ تصعيد الضربات أو إثارة الفوضى في السويداء، يهدف إلى إجبار الدروز على الهجرة، سواء نحو الجولان المحتل أو إلى الخارج، مما يؤدي إلى تفريغ المنطقة من مكوّنها الطائفي الأساسي. فضلاً عن خلق "منطقة عازلة" بشرية وجغرافية، تمتدّ من الجولان إلى العمق السوري خالية من قوى مقاومة، شبيهة بتجربة جنوب لبنان خلال الاحتلال "الإسرائيلي". أمّا الضربات على دمشق التي تضمّ عددا كبيرا من المسيحيين ، لا سيما في أحياء مثل باب توما والقصاع، فضلاً عن قرى مسيحية قرب القلمون، فيمكن أن تُفسر أيضا في إطار استراتيجية تهجير الأقليات التاريخية في سوريا، وضرب نموذج التعايش فيها. كما أنّ الضربات "الإسرائيلية المستمرة على جنوب لبنان والبقاع، والتي تُبرّر غالباً باستهداف حزب الله ، فتؤثر فعليا على نسيج سكاني غني بالطوائف، لا سيما الشيعة والمسيحيين. والتوتر الدائم في هذه المناطق دفع العديد منهم إلى النزوح أو الهجرة إلى خارج البلاد، فضلاً عن ضربه الاقتصاد المحلي وقطاع الزراعة، وقد تؤدي الإعتداءات المتواصلة حالياً إلى ضرب الموسم السياحي في لبنان الذي استعاد أخيراً بعضاً من عافيته. من هنا، فإنّ مشروع إعادة تقسيم المنطقة، ما بعد اتفاقية "سايكس- بيكو"، بعد كلام بارّاك عنها بأنها فشلت وانتهت، تقرأه المصادر ضمن اتجاه أميركي – "إسرائيلي" لإعادة هندسة المشرق العربي، وليست محرّد توصيف تاريخي. ويتمّ هذا المشروع عبر تفكيك دول المنطقة أي ضرب لبنان وسوريا والعراق التي هي نماذج لدول متعدّدة الطوائف، ما يؤدّي إلى انهيار المفهوم التقليدي للدولة الوطنية. فضلاً عن تعزيز الانقسام الطائفي والمناطقي، الذي بهدف إلى تقويض أي وحدة سياسية أو عسكرية يمكن أن تُهدّد "إسرائيل"، من وجهة النظر الأميركية. فضلاً عن تشكيل كيانات بديلة، الأمر الذي جعل بارّاك يتحدّث عن إعادة رسم المنطقة وفق اتفاقيات جديدة مختلفة عن تلك القديمة أو التاريخية.


الشرق الجزائرية
منذ 6 ساعات
- الشرق الجزائرية
حمادة: لبنان ينتقل من لغم إلى آخر والألغام أمامه كثيرة
أكد عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب مروان حمادة أن «كل شيء بالنسبة الى ما يحدث في سوريا يقلق الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، من وضع الدروز إلى وضع السلطة ككلّ، ولا سيما استغلال إسرائيل لما يحصل لضرب الاستقرار السوري وفتح ثغرة قد تؤدّي إلى تقسيمات وخريطة جديدة في المنطقة وتنعكس لاحقاً على لبنان، وصولاً إلى تشويه صورة الدروز في العالم العربي وإظهارهم كأنهم عملاء لإسرائيل، فيما هم ليسوا كذلك أبدًا». واعتبر في حديث إلى إذاعة «صوت كل لبنان»، أن «الجميع وقعوا في فخ لعبة الأمم، غير أنّ خطوط اتفاقية سايكس بيكو لا تزال قائمة وستبقى قائمة ولو تراجعت مركزيّتها». وعن الخشية من مساعدة أميركية للمخطط الاسرائيلي الهادف إلى خلق كيانات مذهبية بعيداً من السلطات المركزية، قال: «نخشى ذلك، نظراً لتقلّبات السياسة الأميركية، والجميع متخوّفون ويشعرون بعدم الاستقرار»، لافتاً إلى أن «المنطقة شهدت تجارب الأكراد والأرمن ولا يجوز أن تتكرّر هذه التجارب». وأشار إلى أنه «شعر أمس في البرلمان بأنه موجود في مجلس مركزي للجمهورية اللبنانية لكنه مفتت في الآراء»، مؤكداً أن «لبنان ينتقل من لغم إلى آخر والألغام أمامه ليست قليلة، فاليوم هناك موضوع حصر سلاح حزب الله الذي يجب إقناعه بتسليم سلاحه، فتتمكّن بالتالي الدولة اللبنانية، المنوط بها توفير الأمان للجميع، من أن تستفيد من هذا السلاح، وإلّا ما الذي يمنع أن يحصل في لبنان ما حصل في سوريا والعراق؟».


الديار
منذ 6 ساعات
- الديار
حزب الله: الظلم الذي تعرّض له جورج عبدالله سيبقى وصمة عار في سجل النظام القضائي والسياسي الفرنسي
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب أشار حزب الله في بيان حول قرار الإفراج عن المناضل جورج عبدالله، الى إن واحدًا وأربعين عاما قضاها المناضل جورج عبدالله في الزنازين الفرنسية شكّلت إدانةً محكمةً لدولة القانون والعدالة والحريات وحماية حقوق الإنسان، وأثبتت زيف النزاهة والحياد. واعتبر الحزب في بيان، "إن الظلم الكبير الذي تعرّض له المقاوم الشريف جورج عبدالله وإبقاؤه محتجزًا رغم انتهاء مدة محكوميته القانونية، سيبقى وصمة عار في سجل النظام القضائي والسياسي الفرنسي. ويكشف هذا الإجحاف الإنساني والقانوني أن معايير الديمقراطية وصون الحريات في فرنسا هو غبّ الطلب، ما أخرجها من كل منطق العدالة والصوابية السياسية إلى الانحياز الأعمى لأمزجة ورغبات ما تمليه مصالح واشنطن وتل أبيب وتفرضه على أصحاب القرار فيها". ورادف البيان "إذ يبارك حزب الله لهذا البطل المقاوم هذا الوسام الرفيع الذي تقلّده بثباته وصلابته وتمسكه بمبادئه في الدفاع عن الحق ونصرة المظلومين، والتي لم يتخلَّ عنها طوال فترة أسره، نراه اليوم رمزًا لكل أسير ومناضل ومقاوم وشريف رفع راية العزة والكرامة في وجه الطغاة ودفاعًا عن الإنسان وحقه وأرضه ومبادئه. واليوم إذ أقرّ القضاء الفرنسي بأحقية الإفراج عن هذا المقاوم والمناضل العربي والأممي الكبير، نأمل أن يسلك هذا القرار طريقه الطبيعي نحو التنفيذ الفوري، وألّا يُجهض تحت وطأة الحسابات السياسية الفرنسية الضيقة، أو الخضوع مجددًا للضغوط الصهيونية والأميركية التي منعت سابقًا الإفراج عنه افتراءً عليه، وظلما وحقدا على كل مقاوم ومناضل في العالم يمثّله جورج عبدالله".