
قرارات دونالد ترامب توجه ضربة قاصمة لصناعة طاقة الرياح
حذّر مسؤولون تنفيذيون من أن تعليق دونالد ترامب تصاريح تطوير مشاريع طاقة الرياح البحرية يشكل ضربة قاضية لصناعة تواجه بالفعل تكاليف كبيرة، ما يهدد مستقبل إمدادات الكهرباء في الولايات المتحدة وخططها لخفض انبعاثات الكربون.
وأفادت شركة «ريستاد إنرجي» بأن أكثر من 90 في المئة من مشاريع الرياح البحرية المخطط لها في البلاد، والتي تصل قدرتها الإجمالية إلى أكثر من 60 جيجاوات، تواجه «خطراً جسيماً». وعلى سبيل المقارنة، تمتلك بريطانيا قدرة رياح بحرية تبلغ 14 جيجاوات، في حين أن الولايات المتحدة لا تزال عند مستوى أقل من 0.2 جيجاوات فقط.
وبخلاف مصادر الطاقة المتجددة الأخرى، يعتمد قطاع الرياح البحرية في الولايات المتحدة بشكل كبير على الموافقات الفيدرالية، ما يجعله أكثر عرضة للتأثيرات السياسية والتنظيمية. وقال أرتيم أبراموف، رئيس قسم التكنولوجيا النظيفة في ريستاد: «الرئيس الأمريكي يسرّع موت الصناعة».
ومنذ اليوم الأول لتوليه منصبه، قام الرئيس بتجميد تصاريح وعقود استئجار مشاريع الرياح البحرية، وأمر بمراجعة المشاريع التي سبق اعتمادها. وقد أثارت إعادة انتخابه موجة من القلق في القطاع، ما دفع الشركات الكبرى إلى تقليص استثماراتها أو إيقاف خططها التوسعية في الولايات المتحدة. وفي الأسبوع الماضي، ألغت شركة فينيارد أوفشور، وهي شركة تطوير أمريكية مدعومة من «كوبنهاجن إنفراستركتشر بارتنرز»، 50 وظيفة، معللةً ذلك بـ«حالة عدم اليقين التي تشهدها الأسواق».
وتعرض قطاع الرياح البحرية الأمريكي لضربات موجعة أكثر من عامين نتيجة ارتفاع أسعار الفائدة ومعدلات التضخم، ما دفع الشركات المطورة إلى إلغاء العقود القائمة وإعادة التفاوض على شروطها. وقد وصفت شركة أورستد، التي تعد أكبر مطور لمشاريع طاقة الرياح في العالم، استثماراتها في الولايات المتحدة بأنها «الجزء الأكثر إيلاماً» ضمن محفظة مشاريعها العالمية في سنة 2023. وانسحبت شل الشهر الماضي من مشروع أتلانتك شورز للرياح البحرية، المشروع الوحيد المعتمد فيدرالياً في نيوجيرسي، متكبدةً خسارة تقرب من مليار دولار، بعد أيام من تصريح ترامب على تروث سوشال بأنه «يأمل أن يكون المشروع قد مات واندثر». كما صرحت توتال إنرجيز أنه «لا جدوى» من متابعة مشاريع الرياح البحرية الأمريكية في السنوات الأربع المقبلة.
وحذّر خبراء الصناعة من أن تعليق ترامب مشاريع الرياح البحرية يشكل تهديداً خاصاً لأهداف الطاقة النظيفة واستقرار شبكة الكهرباء في الساحل الشرقي للولايات المتحدة، مشيرين إلى محدودية الأراضي المتاحة وتزايد الطلب على الطاقة من مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي وشحن المركبات الكهربائية والقطاع الصناعي.
وقالت هيلاري برايت، المديرة التنفيذية لمنظمة تيرن فورورد، وهي منظمة غير ربحية تدعم تطوير الرياح البحرية: «من الصعب حقاً إنتاج هذه الإلكترونات بطرائق أخرى. تبدأ حقاً بالتساؤل، من أين ستأتي تلك الإلكترونات إذا سُحب البساط تماماً؟».
وحذر روبرت بلو، رئيس شركة دومينيون إنرجي، وهي شركة مرافق تخدم مقاطعة لودون بولاية فرجينيا، التي تعد عاصمة مراكز البيانات العالمية والتي تبني أكبر مشروع للرياح البحرية في البلاد، من أن وقف التطوير «سيكون الإجراء الأكثر تسبباً في التضخم» لقطاع الطاقة في الولاية.
وقال مطورو مشاريع الرياح البحرية إن قرار ترامب تعليق التصاريح يبعث بإشارة سلبية عن استقرار الاستثمار في البلاد. ووفقاً لمنظمة أوشيانتك نتورك غير الربحية، تم استثمار أكثر من 40 مليار دولار في قطاع الرياح البحرية الأمريكي. وتقدر بلومبرغ نيف، الشركة الاستشارية، أن الشركات الأوروبية تدعم أكثر من نصف مشاريع الرياح البحرية الأمريكية المتقدمة.
وعلى الرغم من الإعانات، تعد الرياح البحرية أحد أكثر مصادر الكهرباء تكلفة في الولايات المتحدة، إذ تتراوح تكلفتها بين 74 و139 دولاراً للميجاواط - ساعة، مقارنة بـ45 إلى 108 دولارات للميجاواط - ساعة لمحطات الطاقة التي تعمل بالغاز، وفقاً لمقياس لازارد للتكلفة المستوية للطاقة، وهو مقياس لمقارنة تكلفة مصادر الطاقة المختلفة.
وفي مقابلات أجرتها صحيفة فاينانشال تايمز، صرح العديد من المديرين التنفيذيين بأن العوامل الاقتصادية، وليس السياسات الحكومية، كانت وراء قرارات تأجيل خطط تطوير مشاريع الرياح البحرية أو إعطاء مصادر طاقة أخرى الأولوية.
وقال بريان سافوي، المدير المالي لشركة ديوك إنرجي، التي حصلت على عقد إيجار في منطقة بحرية قبالة ساحل ولاية نورث كارولينا في مزاد أقيم في سنة 2022: «ربما لم نكن الأفضل لبناء مشاريع الرياح البحرية». وأضاف إن التقدم في تنفيذ مشروع عقد الإيجار كان ضئيلاً، وإن الشركة تحتاج إلى «وضوح» في الرؤية قبل المضي قدماً في إطلاق المشروع.
وأكد سافوي: «الجدوى الاقتصادية هي ما ننظر إليه في المقام الأول من أجل مصلحة عملائنا، ونحتاج للتأكد من أننا نتخطى هذه العقبة قبل معالجة أي تحديات أخرى». وصرحت باتريشيا بوبي، الرئيسة التنفيذية لشركة باسيفيك غاز أند إلكتريك، أكبر شركة مرافق أمريكية، بأن الشركة «ليس لديها خطط» لبناء مشاريع طاقة رياح بحرية، موضحة أن «هناك وسائل أقل تكلفة لتلبية طلب عملائنا على الكهرباء».
وفي السياق ذاته، أوضح سكوت سترازيك، الرئيس التنفيذي لشركة جي إي فيرنوفا، وهي أكبر شركة مصنعة لتوربينات الرياح في البلاد، أن إجراء ترامب المتعلق بالرياح البحرية «لا يغير من توقعاتنا للنمو مقارنة بما كانت عليه قبل هذه القرارات».
وأضاف: «لقد أوضحنا منذ فترة زمنية طويلة أننا لن نقبل طلبات جديدة لمشاريع الرياح البحرية إلا إذا كانت تستند إلى نماذج اقتصادية مختلفة جوهرياً عن النماذج الاقتصادية الحالية التي نراها في السوق اليوم».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البوابة
منذ 16 دقائق
- البوابة
مجلس النواب الأمريكي يصوت على فتح مناقشة مشروع قانون ترامب
صوت مجلس النواب الأمريكي، اليوم الخميس، على فتح مناقشة مشروع قانون ترامب لخفض الضرائب تمهيدا للتصويت على إقراره لاحق، وفقا لما أفادت به قناة "القاهرة الإخبارية". لجنة القوانين تصادق على مشروع قانون ترامب صوتت لجنة القوانين في مجلس النواب الأمريكي، التي يهيمن عليها الجمهوريون، أمس الأربعاء، لصالح مشروع قانون شامل يتبناه الرئيس السابق دونالد ترامب، ويتعلق بالإنفاق وخفض الضرائب. ويُعد هذا التصويت خطوة تمهيدية لعرض المشروع على مجلس النواب بكامل هيئته خلال الساعات القادمة. انقسام جمهوري حول بنود القانون ورغم التصويت الإيجابي، لا يزال هناك انقسام داخل الحزب الجمهوري بشأن تفاصيل مشروع قانون الضرائب. إذ أشار رئيس مجلس النواب، مايك جونسون، إلى أن عدداً من أعضاء الجناح المتشدد في الحزب يعارضون المشروع بدعوى أنه لا يتضمن تخفيضات كافية في حجم الإنفاق الحكومي. تحذيرات من تبعات اقتصادية خطيرة بحسب تقديرات محللين غير حزبيين، من المتوقع أن يؤدي تمرير المشروع بصيغته الحالية إلى إضافة ما بين 3 و5 تريليونات دولار إلى الدين العام الأميركي، ما يثير مخاوف واسعة بشأن تداعياته الاقتصادية على المدى الطويل. وفي محاولة لحشد التأييد، زار الرئيس السابق دونالد ترامب مبنى الكابيتول صباح الثلاثاء الماضي، حيث التقى بالمشرعين الجمهوريين. ودعاهم إلى التوصل لاتفاق بشأن المشروع، محذرًا من أن عدم التوافق سيؤدي إلى انتهاء صلاحية التخفيضات الضريبية التي أقرّها في عام 2017 بنهاية هذا العام.


البوابة
منذ 31 دقائق
- البوابة
أسعار العملات الرقمية اليوم.. ارتفاع في بيتكوين وإقبال متزايد على البدائل
شهدت سوق مؤشرات عامة للسوق عدد العملات الرقمية المتداولة: 9,767 عملة القيمة السوقية الإجمالية: 3.36 تريليون دولار حجم التداول خلال 24 ساعة: 128.13 مليار دولار الحصة السوقية لبيتكوين: 63% الحصة السوقية لإيثريوم: 9.1% العملات الرقمية الأكثر قوة جاءت بيتكوين (BTC) في صدارة العملات، حيث سجلت سعرًا قدره 110,551.1 دولارًا ، مع حجم تداول بلغ 91.87 مليار دولار ، وارتفعت بنسبة 2.73% خلال 24 ساعة ، و 8.25% خلال أسبوع ، لتصل قيمتها السوقية إلى 2.20 تريليون دولار . أما إيثريوم (ETH) ، فسجلت 2,608.75 دولارًا ، مرتفعة بنسبة 0.53% يوميًا و 1.79% أسبوعيًا ، مع قيمة سوقية بلغت 315.1 مليار دولار . واستقرت عملة تيثر (USDT) عند 1.0001 دولار ، بقيمة سوقية بلغت 152.4 مليار دولار ، رغم تراجع طفيف في الأداء بنسبة -0.04% خلال 24 ساعة. أبرز التحركات في السوق سولانا (SOL) ارتفعت بنسبة 2.68% لتصل إلى 175.75 دولارًا ، بقيمة سوقية 91.4 مليار دولار. بينانس كوين (BNB) سجلت ارتفاعًا بنسبة 2.87% عند 679.6 دولارًا . دوج كوين (DOGE) ارتفعت بنسبة 1.99% إلى 0.2379 دولار . كاردانو (ADA) شهدت صعودًا ملحوظًا بنسبة 2.82% لتصل إلى 0.7866 دولار . SUI قفزت بنسبة 3.37% لتصل إلى 4.02 دولار . العملات الأكثر نشاطًا وتغيرًا سجلت بيتكوين أعلى نشاط مع نطاق تداول بين 109,281 و111,834 دولارًا وارتفاع بنسبة 3.83% . إيثريوم ارتفعت بنسبة 2.52% في نطاق بين 2,452.2 و2,647.8 دولارًا . سولانا ارتفعت بنسبة 4.51% ، ما يعكس قوة الزخم في هذه العملة. دوج كوين حققت صعودًا بنسبة 5.52% . كاردانو كانت من بين الأعلى نموًا بنسبة 4.74% . عملة FLMn سجلت قفزة كبيرة بنسبة 10.64% . عملة XDB ارتفعت بأكثر من 12% . في المقابل، تراجعت عملات مثل TRUMP/USDC بنسبة -6.30% و STARL بنسبة -1.75% . وتعكس هذه التحركات تزايد ثقة المستثمرين في السوق الرقمية، مع استقرار العملات المستقرة وزيادة الإقبال على العملات البديلة. ومع تواصل الزخم الصعودي في بيتكوين وإيثريوم، يترقب المتداولون فرصًا جديدة في عملات ناشئة ذات نمو سريع.


البوابة
منذ ساعة واحدة
- البوابة
قبل ساعات من قرار الفائدة.. ارتفاع أسعار الذهب اليوم الخميس 22 مايو 2025
سجلت أسعار الذهب في الأسواق المصرية اليوم الخميس 22 مايو 2025، ارتفاعًا طفيفًا في افتتاح تعاملات اليوم، وذلك بالتزامن مع الصعود العالمي في أسعار الأوقية بنحو 17 دولارًا، وسط زيادة الطلب على الملاذ الآمن نتيجة تزايد الضغوط المالية وعدم اليقين السياسي والتجاري. يأتي هذا، قبل ساعات من قرار لجنة السياسة النقدية داخل البنك المركزي المصري، بشأن مصير أسعار الفائدة على عمليات الإيداع والإقراض وسعر العملية الرئيسية للبنك المركزي، والمقرر صدوره مساء اليوم الخميس. أسعار الذهب في مصر اليوم وحسب آخر تحديث لأسعار الذهب على منصة آي صاغة المختصة في تداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، جاءت الأسعار كالتالي: سعر جرام الذهب عيار 24: 5324 جنيها. سعر جرام الذهب عيار 21: 4660 جنيها. سعر جرام الذهب عيار 18: 3894 جنيها. سعر جرام الذهب عيار 14: 3100 جنيه. سعر الجنيه الذهب: 37280 جنيها. سعر الأوقية: 3330 دولارا. توقعات الخبراء لأسعار الذهب الفترة المقبلة وقال كبير محللي السوق في كيه.سي.إم، تيم ووترير إنه من المرجح أن يشهد الذهب مزيدًا من الارتفاع على المدى المتوسط إلى الطويل، على الرغم من أنه إذا ظهرت أي عناوين إيجابية لصفقات تجارية، وقد يكون ذلك عقبة أمام الذهب في محاولة استعادة مستوى 3500 دولار. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، انخفضت الفضة في المعاملات الفورية 0.2% إلى 32.99 دولار للأونصة، ونزل البلاتين 0.3% إلى 1050.25 دولار، بينما صعد البلاديوم بنسبة 0.5% إلى 1017.93 دولار، وهو أعلى مستوى له منذ الرابع من فبراير.