
التأثير غير المتوقع لـ "صفقة القرن" التي أبرمها ترامب بشأن المعادن
عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض تُعدّ "ضربة قوية للعمل المناخي العالمي". هذا ما صرّحت به كريستيانا فيغيريس، الرئيسة السابقة لاتفاقية الأمم المتحدة للمناخ، بعد انتخاب ترامب في نوفمبر/تشرين الأول.
ومنذ توليه منصبه، انسحب ترامب من اتفاقية باريس للمناخ، التي تُعتبر أهم اتفاقية عالمية للمناخ. كما أفادت تقارير بأنه منع العلماء الأمريكيين من المشاركة في أبحاث المناخ الدولية، وألغى الأهداف الوطنية للسيارات الكهربائية.
كما سخر من محاولات سلفه تطوير تكنولوجيا خضراء جديدة، واصفاً إياها بـ "الخدعة الخضراء الجديدة".
ومع ذلك، ورغم تاريخه في قضية المناخ، يحرص ترامب على إبرام صفقة مع الرئيس الأوكراني بشأن المعادن الأساسية. كما أبدى اهتماماً كبيراً بغرينلاند وكندا، وهما دولتان غنيتان بالمعادن الأساسية.
لقد كان شراء المعادن الأساسية محور تركيز رئيسي لترامب منذ توليه منصبه. تُعد هذه المعادن أساسية في صناعات تشمل الفضاء والدفاع، لكن من المثير للاهتمام أن لها استخداماً رئيسياً آخر أيضاَ، وهو تصنيع التكنولوجيا الخضراء.
فهل يُمكن أن يكون لتركيز ترامب على الحصول على هذه المعادن تأثيرٌ مُباشر، وأن يُساعد في إطلاق العنان لإمكانات الولايات المتحدة في قطاع التكنولوجيا الخضراء؟
تأثير إيلون ماسك؟
يدرك الذراع الأيمن لترامب أكثر من غيره أهمية المعادن الأساسية في التحول الأخضر. تعتمد سبيس إكس وتيسلا - اللتان يقودهما إيلون ماسك - اعتماداً كبيراً على المعادن الأساسية مثل الغرافيت (في المركبات الكهربائية)، والليثيوم (في البطاريات)، والنيكل (في الصواريخ).
وتوضح الدكتورة إليزابيث هولي، الأستاذة المساعدة في هندسة التعدين في كلية كولورادو للمناجم، أن لكل دولة قائمتها الخاصة بالمعادن الأساسية، ولكنها تتكون عموماً من معادن أرضية نادرة ومعادن أخرى مثل الليثيوم.
وتقول إن الطلب على الليثيوم مزدهر، ففي عام 2023، ارتفع الطلب على الليثيوم بنسبة 30 في المئة، ويعزى ذلك في الغالب إلى النمو السريع في قطاعي الطاقة النظيفة والمركبات الكهربائية.
وخلال عقدين من الزمن، ستشكل هذه المعادن ما يقرب من 90 في المئة من الطلب على الليثيوم، و70 في المئة من الطلب على الكوبالت، و40 في المئة من المعادن الأرضية النادرة، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية.
وبلغ قلق ماسك بشأن الاستحواذ على بعض هذه المعادن حداً دفعه إلى التغريد قبل ثلاث سنوات: "ارتفع سعر الليثيوم إلى مستويات جنونية! قد تضطر تيسلا إلى الدخول مباشرةً في التعدين والتكرير على نطاق واسع، ما لم تتحسن التكاليف".
وأضاف أن هذا العنصر متوفر بكثرة، لكن وتيرة استخراجه بطيئة.
موقف الولايات المتحدة في السباق العالمي
وتناول تقرير نشرته لجنة حكومية أمريكية في ديسمبر/كانون الأول 2023 ضعف موقف الولايات المتحدة في المعادن الأرضية النادرة والمعادن الحيوية (مثل الكوبالت والنيكل).
وجاء في التقرير: "يجب على الولايات المتحدة إعادة النظر في نهجها السياسي تجاه سلاسل توريد المعادن الحيوية وعناصر الأرض النادرة نظراً للمخاطر التي يشكلها اعتمادنا الحالي على جمهورية الصين الشعبية".
وحذر التقرير من أن عدم القيام بذلك قد يؤدي إلى "توقف الإنتاج الدفاعي تماماً وخنق تصنيع التقنيات المتقدمة الأخرى".
وتنبع هيمنة الصين على السوق من إدراكها المبكر للفرص الاقتصادية التي توفرها التكنولوجيا الخضراء.
ويقول بوب وارد، مدير السياسات في معهد غرانثام للأبحاث بشأن تغير المناخ والبيئة في كلية لندن للاقتصاد: "لقد اتخذت الصين قراراً قبل نحو 10 سنوات بشأن الاتجاه الذي يتجه إليه هذا الأمر، وسعت استراتيجياً إلى تطوير ليس فقط مصادر الطاقة المتجددة ولكن أيضاً المركبات الكهربائية، وهي الآن تهيمن على السوق".
وتوضح ديزي جينينغز-غراي، رئيسة قسم الأسعار في وكالة "بينشمارك مينيرال إنتليجنس" لتقارير الأسعار، أن هذه المعادن تُعدّ من المعادن الأساسية نظراً لمحدودية مواردها الجيولوجية، قائلة "لا يُمكن ضمان وجود احتياطيات قابلة للاستخراج اقتصادياً في كل دولة".
وتتوافر بعض المعادن، مثل الليثيوم، بكثرة على الأرض، ولكنها غالباً ما تقع في أماكن يصعب الوصول إليها، مما قد يُكلف مشروعات التعدين مبالغ باهظة.
وفي حالات أخرى، يعتمد الأمر على دولة واحدة تُنتج حصة كبيرة من المعروض العالمي، مثل الكوبالت من جمهورية الكونغو الديمقراطية. وهذا يعني أن وقوع كارثة طبيعية أو اضطرابات سياسية يؤثر على السعر، كما تقول جينينغز-غراي.
ونجحت الصين في تعزيز المعروض من خلال الاستثمار بكثافة في أفريقيا وأمريكا الجنوبية، لكن نقطة قوتها الأبرز في السوق تكمن في المعالجة (أو فصل المعدن عن العناصر الأخرى في الصخور).
وتقول غريسلين باسكاران، مديرة برنامج أمن المعادن الأساسية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن: "تستحوذ الصين على 60 في المئة من إنتاج المعادن الأرضية النادرة العالمي، لكنها تُعالج ما يقرب من 90 في المئة منها، وهي المهيمنة في هذا المجال".
وتضيف أن البلاد تُدرك أهمية هذا الأمر في التبادل التجاري الاقتصادي، فبعد أيام قليلة من فرض ترامب رسوماً جمركية على الصين، ردّت حكومتها بفرض ضوابط على تصدير أكثر من 20 معدناً أساسياً، بما في ذلك الغرافيت والتنغستن.
ويقول كريستوفر نيتل، أستاذ الاقتصاد التطبيقي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: "أعتقد أن الدافع وراء هذا هو أن الصين هي الطرف المهيمن في مجال المعالجة. إنها مرحلة المعالجة هذه، وهي مرحلة هامش الربح المرتفع في العمل، لذا تُحقق الصين أرباحاً طائلة".
ويقول: "إنها مصادفة سعيدة أن هذا قد يُسهم في نهاية المطاف في دعم التكنولوجيا الخضراء".
لكن السؤال الرئيسي هو ما إذا كانت الولايات المتحدة متأخرة للغاية في الاستفادة الكاملة من هذا القطاع.
تحذيرٌ شديدٌ للولايات المتحدة
وفي بداياته، وُصف التحول الأخضر بأنه "عبء" على الدول، وفقاً لبوب وارد من كلية لندن للاقتصاد.
وأبدت إدارة بايدن دعماً قوياً لصناعات التكنولوجيا الخضراء من خلال طرحها قانون خفض التضخم في أغسطس/ آب 2022، الذي يقدم إعفاءات ضريبية وقروضاً وحوافز أخرى للتقنيات التي تُقلل من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، من تقنيات بطاريات السيارات الكهربائية إلى الألواح الشمسية.
وبحلول أغسطس/آب 2024، قُدِّر أن هذا القانون قد جلب 493 مليار دولار (382 مليار جنيه إسترليني) من الاستثمارات إلى الصناعة الخضراء الأمريكية، وفقاً لمركز أبحاث "كلين إنفستمنت مونيتور".
ومع ذلك، لم يُبذل سوى القليل من الجهد لدعم العمليات الأولية، مثل الحصول على المعادن الأساسية، كما تقول غراي من شركة بينشمارك إنتليجنس. وبدلاً من ذلك، ركزت إدارة بايدن بشكل كبير على التصنيع النهائي، أي عملية توصيل المنتجات من المُصنِّع إلى المستهلك النهائي.
لكن خطوات ترامب الأخيرة للحصول على هذه المعادن الأساسية تُشير إلى أن التركيز على العمليات الأولية قد يكون قائماً الآن.
همسات حول أمر تنفيذي جديد
وقد تكون هناك خطوات أخرى من ترامب في المستقبل. يقول العاملون في القطاع إن الهمسات في أروقة البيت الأبيض تُشير إلى أنه قد يكون على وشك إصدار "أمر تنفيذي للمعادن الحيوية"، والذي قد يُوجِّه المزيد من الاستثمارات لتحقيق هذا الهدف.
ولا تزال التفاصيل الدقيقة التي قد يتضمنها الأمر التنفيذي غير واضحة، لكن خبراء مُلِمّين بالقضية قالوا إنه قد يشمل تدابير لتسريع التعدين في الولايات المتحدة، بما في ذلك تسريع إصدار التصاريح والاستثمار لبناء مصانع المعالجة.
وعلى الرغم من أن العمل قد يكون جارياً الآن لتأمين هذه المعادن، إلا أن البروفيسور ويلي شيه من كلية هارفارد للأعمال يعتقد أن الإدارة الأمريكية تفتقر إلى فهم التعقيد التقني لإنشاء سلاسل توريد المعادن، ويُشدّد على الالتزام الزمني المطلوب.
ويقول "إذا كنت ترغب في بناء منجم جديد ومنشأة معالجة، فقد يستغرق الأمر 10 سنوات".
وكان كارل فليمنج مستشارا للجنة الاستشارية للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة في عهد الرئيس السابق بايدن، وهو شريك في شركة "ماكديرموت ويل وإيمري" للمحاماة التي تقدم الاستشارات للعملاء في مجال التكنولوجيا النظيفة والطاقة. ويقول إنه على الرغم من حالة عدم اليقين، لا يزال المستثمرون واثقين من جدوى العمل في هذا المجال.
وأضاف: "في الشهر الماضي، كان مكتبي أكثر نشاطاً من أي وقت مضى، وهذا منذ أن تضاعف أربع مرات العام الماضي بعد قانون خفض التضخم".
ويتابع: "إذا كنت تسعى حقاً إلى أن تكون أمريكا أولاً وأن تكون آمنا من حيث الطاقة، فعليك بذل كل جهد ممكن. حافظ على الطاقة الشمسية واستمر في تخزين البطاريات، وأضف المزيد من الغاز الطبيعي لإطلاق العنان لبراعة أمريكا في مجال الطاقة".
لكن عدم اليقين بشأن موقف الولايات المتحدة لا يُخفف كثيراً من وطأة غيابها عن الساحة الدولية للمناخ، كما يقول بوب وارد من كلية لندن للاقتصاد. ويضيف: "عندما يكون الأمريكيون على أهبة الاستعداد، فإن ذلك يُساعد على توجيه الناس في الاتجاه الصحيح، وهكذا توصلنا إلى اتفاقية باريس للمناخ".
وبالنسبة للمهتمين بقضايا المناخ، فإن ترامب ليس بالتأكيد مناصراً للبيئة. ومن الواضح أنه لا يهتم بجعل إرثه بيئياً، بل اقتصادياً، مع أنه قادر على تحقيق الأمر الأول إذا اقتنع بأنه سيعزز الاقتصاد.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 24 دقائق
- العربي الجديد
الدفعة الأولى من المهاجرين السريين تغادر الولايات المتحدة طوعاً
أعلنت السلطات الأميركية أنّ مجموعة أولى من المهاجرين السريين، الذين وافقوا على تلقّي ألف دولار "لترحيلهم طواعية" من الولايات المتّحدة غادروا، أمس الاثنين، على متن رحلة نقلتهم إلى هندوراس وكولومبيا . وقالت وزارة الأمن الداخلي في بيان إنّ الطائرة أقلعت من مدينة هيوستن بولاية تكساس، جنوبي الولايات المتحدة، وعلى متنها 64 مهاجرا. وأضافت "لقد حصل كلّ منهم على مساعدة سفر هي عبارة عن مبلغ قدره ألف دولار مع احتفاظهم بخيار العودة بشكل قانوني إلى الولايات المتّحدة يوما ما". Today, @DHSgov conducted its first Project Homecoming charter flight of 64 individuals who voluntarily chose to self-deport to their home counties of Honduras and Colombia. If you are here illegally, use the CBP Home App to take control of your departure and receive financial… — Secretary Kristi Noem (@Sec_Noem) May 19, 2025 وبحسب البيان، فإنّ الطائرة أعادت 38 مهاجرا إلى هندوراس و26 إلى كولومبيا. ونقل البيان عن وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم مطالبتها سائر المهاجرين السريين الذين ما زالوا في الولايات المتّحدة بالاستفادة من برنامج الترحيل المسمّى "مشروع العودة إلى الوطن". وقالت الوزيرة مخاطبة المهاجرين: "تحكّم بكيفية مغادرتك وتلقّيك دعما ماليا للعودة إلى ديارك. إذا لم تفعل ذلك، فمن المرجّح أن يتمّ تغريمك، واعتقالك، وترحيلك، وعدم السماح لك بالعودة أبدا". وأضافت "إذا كنت موجودا في هذا البلد بشكل غير قانوني، فغادر البلد من تلقاء نفسك الآن واحتفظ بفرصة العودة بشكل قانوني". وتعهّد الرئيس دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية بترحيل ملايين المهاجرين السريين، وقد بادر منذ عودته إلى البيت الأبيض في 20 كانون الثاني/يناير إلى اتّخاذ خطوات عديدة لتسريع عمليات الترحيل. لجوء واغتراب التحديثات الحية خطة ترامب لترحيل المهاجرين... رحلات مجانية ومكافآت مالية ولم تمر مبادرة ترامب من دون انتقادات، إذ نقلت وسائل إعلام دولية عن منظمات حقوقية تحذيرها من أن البرنامج قد يُستخدم للضغط على طالبي اللجوء ودفعهم إلى التنازل عن حقوقهم القانونية والإنسانية، خصوصاً أولئك الفارين من مناطق النزاع والحروب والاضطهاد السياسي. ويأتي هذا البرنامج ضمن سلسلة من الإجراءات المتشددة التي تتخذها إدارة ترامب، من أبرزها توسيع صلاحيات سلطات الهجرة لاعتقال المهاجرين في الميدان من دون أوامر قضائية، والنظر في تعليق حق المثول أمام القضاء للمهاجرين السريين، وهي خطوة أثارت قلقاً واسعاً في الأوساط القانونية، فضلاً عن إلغاء تطبيق "CBP One" الذي كان يمكّن المهاجرين من تقديم طلبات اللجوء قانونياً، ما حرم الآلاف من هذه الآلية. (فرانس برس)


العربي الجديد
منذ 24 دقائق
- العربي الجديد
قاض أميركي: عمليات ترحيل إلى جنوب السودان انتهاك محتمل لأمر محكمة
أمر قاض أميركي، أمس الثلاثاء، إدارة الرئيس دونالد ترامب الصورة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولد دونالد ترامب في 14 حزيران/ يونيو 1946 في مدينة نيويورك، لأبوين من أصول ألمانية واسكتلندية، تلقى تعليمه الأولي في مدرسة كيو فورست بمنطقة كوينز في مدينة نيويورك. التحق بالأكاديمية العسكرية في المدينة نفسها، وحصل عام 1964 على درجة الشرف منها، ثم انضم إلى جامعة فوردهام بنيويورك لمدة عامين، ثم التحق بجامعة بنسلفانيا، وحصل على بكالوريوس الاقتصاد 1968 بإبقاء مجموعة من المهاجرين يجري نقلهم جواً إلى جنوب السودان في عهدة سلطات الهجرة الأميركية قائلاً إن ترحيلهم انتهاك محتمل لأمر المحكمة، مضيفاً أنه على الرغم من أنه لن يأمر الطائرة بالعودة، لكن هذا خيار يمكن لوزارة الأمن الداخلي استخدامه للامتثال لأمره. وحذر قاضي المحكمة الجزئية الأميركية براين ميرفي في بوسطن، خلال جلسة استماع افتراضية جرى ترتيبها على عجل، من أن مسؤولين قد يمثلون للمساءلة إذا تبين أنهم انتهكوا أمره السابق الذي حظر الترحيل السريع لمهاجرين إلى بلدان أخرى غير بلدانهم قبل أن تتاح لهم فرص إثارة أي مخاوف من احتمال تعرضهم للتعذيب أو الاضطهاد في تلك البلدان. وقال ميرفي لمحامي وزارة العدل الأميركية إليانس بيريس "لدي مؤشر قوي على أن الأمر القضائي الأولي الذي أصدرته قد تم انتهاكه". JUST IN: Federal judge Brian Murphy orders the Trump administration to 'maintain custody and control' of the migrants reportedly being sent to South Sudan, to ensure they can return to the U.S. if he finds their deportation to be unlawful. — Camilo Montoya-Galvez (@camiloreports) May 21, 2025 وأضاف ميرفي الذي عينه الرئيس الديمقراطي السابق جو بايدن، إن أي مهاجر مشمول بالأمر القضائي في طريقه إلى الدولة الأفريقية يجب أن يبقى في عهدة الحكومة في انتظار جلسة استماع أخرى. وقال إن وزارة الأمن الداخلي، التي تشرف على وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك الأميركية، يمكن أن تمتثل لهذا الأمر بطرق لا حصر لها، بما في ذلك إبقاء المهاجرين على متن الطائرة على مدرج المطار بمجرد هبوطها. مضيفاً "لن أقيد وزارة الأمن الداخلي بشأن مكان احتجازهم...إذا أرادوا تحويل الطائرة، يمكنهم ذلك". لجوء واغتراب التحديثات الحية الدفعة الأولى من المهاجرين السريين تغادر أميركا طوعاً ويمثل هذا التطور صداماً جديداً بين القضاء الاتحادي وإدارة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب في إطار مساعيها لتنفيذ دعوات ترامب إلى الترحيل الجماعي بوصف ذلك جزءاً من أجندته المتشددة بشأن الهجرة. وفي طَلب قُدم أمس الثلاثاء، قال محام عن المُدعين إنهم علموا أن ما يقرب من 12 مهاجراً في مركز احتجاز بتكساس يُنقلون جواً إلى جنوب السودان. بينما حذرت الأمم المتحدة من أن الأزمة السياسية المُتصاعدة في جنوب السودان قد تُعيد إشعال فتيل الحرب الأهلية الوحشية هناك التي انتهت عام 2018. (رويترز)


العربي الجديد
منذ 2 ساعات
- العربي الجديد
"سي أن أن" عن مسؤولين أميركيين: إسرائيل تستعد لضرب منشآت نووية إيرانية
نقلت شبكة "سي أن أن" الأميركية، أمس الثلاثاء، عن عدد من المسؤولين الأميركيين المطلعين على أحدث المعلومات الاستخبارية قولهم إن الولايات المتحدة حصلت على معلومات جديدة تشير إلى أنّ إسرائيل تستعد لضرب المنشآت النووية الإيرانية، في الوقت الذي تسعى فيه إدارة دونالد ترامب للتوصل إلى اتفاق دبلوماسي مع طهران. وقال المسؤولون إن مثل هذه الضربة ستُمثل قطيعة صارخة مع ترامب، كما أنها قد تُنذر بصراع إقليمي أوسع في الشرق الأوسط، وهو أمر سعت الولايات المتحدة إلى تجنّبه منذ أن أججت الحرب الإسرائيلية على غزة التوترات بدءاً من عام 2023. وأضاف المسؤولون أنه لم يتضح بعد ما إذا كان القادة الإسرائيليون قد اتخذوا قراراً نهائياً، مشيرين إلى وجود خلاف داخل الحكومة الأميركية بشأن ما إذا كانت تل أبيب ستقرر في نهاية المطاف تنفيذ الضربات. ومن المرجح أن يعتمد القرار الإسرائيلي بشأن الضربات وكيفية تنفيذها على رأيها في المفاوضات الأميركية مع إيران بشأن برنامجها النووي، وفقاً لما ذكرته الشبكة. ونقلت "سي أن أن" عن مصدر مطلع قوله إنّ "احتمال توجيه ضربة إسرائيلية لمنشأة نووية إيرانية قد ارتفع بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة"، مضيفاً أنّ فرصة الضربة ستكون أكثر ترجيحاً إذا توصلت الولايات المتحدة إلى اتفاق مع إيران لا يقضي بالتخلّص من كل اليورانيوم الذي تمتلكه الأخيرة. وأكدت مصادر مطلعة أن المعلومات الاستخبارية الجديدة استندت إلى اتصالات علنية، ولا سيما لمسؤولين إسرائيليين كبار، بالإضافة إلى اتصالات إسرائيلية تم اعتراضها وملاحظات لتحركات عسكرية إسرائيلية قد توحي بضربة وشيكة. وقال مصدران إنّ من بين الاستعدادات العسكرية التي رصدتها الولايات المتحدة حركة ذخائر جوية واستكمال مناورة جوية. أخبار التحديثات الحية عراقجي: جولة خامسة من المفاوضات الإيرانية الأميركية قريباً وكان ترامب قد هدّد علناً بعمل عسكري ضد إيران إذا فشلت جهود إدارته للتفاوض على اتفاق نووي جديد للحدّ من برنامج طهران النووي أو القضاء عليه. لكن ترامب وضع أيضاً حدّاً أقصى للمدة التي ستشارك فيها الولايات المتحدة في الجهود الدبلوماسية. وفي رسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، منتصف مارس/ آذار الفائت، حدّد ترامب مهلة 60 يوماً لنجاح تلك الجهود، وقد مرّ الآن أكثر من 60 يوماً منذ تسليم تلك الرسالة، و38 يوماً منذ بدء الجولة الأولى من المحادثات بين واشنطن وطهران. وقال دبلوماسي غربي رفيع المستوى التقى ترامب في وقت سابق من هذا الشهر، إنّ الرئيس الأميركي أبلغه بأنّ واشنطن ستمنح هذه المفاوضات أسابيع فقط للنجاح قبل اللجوء إلى الضربات العسكرية. وقال جوناثان بانيكوف، وهو مسؤول استخبارات كبير سابق متخصص في شؤون المنطقة، إنّ هذا الأمر وضع إسرائيل "بين المطرقة والسندان". وأضاف متحدثاً لـ"سي أن أن": "يتعرض رئيس الوزراء (الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو لضغوط لتجنّب اتفاق أميركي إيراني لا تراه إسرائيل مُرضياً، مع الحفاظ في الوقت نفسه على عدم إغضاب ترامب، الذي سبق أن اختلف مع نتنياهو بشأن قضايا أمنية رئيسية في المنطقة". وتابع بانيكوف: "في نهاية المطاف، سيعتمد صنع القرار الإسرائيلي على قرارات وأفعال السياسة الأميركية، وما يتوصل إليه الرئيس ترامب من اتفاقيات مع إيران أو لا يتوصل إليها"، مضيفاً أنه لا يعتقد أن نتنياهو سيكون مستعداً للمخاطرة بتمزيق العلاقة مع واشنطن تماماً من خلال شنّ ضربة دون موافقة أميركية ضمنية على الأقل. "إيران في أضعف حالاتها منذ عقود" وبحسب ما ذكرته الشبكة الأميركية، فإنّ إيران تواجه "أضعف وضع عسكري لها منذ عقود، بعدما قصفت إسرائيل منشآت إنتاج الصواريخ ودفاعاتها الجوية في أكتوبر/ تشرين الأول الفائت، إلى جانب اقتصادها المنهك بسبب العقوبات وتدمير إسرائيل أقوى وكلائها الإقليميين". ويرى مسؤولون أميركيون أنّ إسرائيل ترى في ذلك فرصة سانحة. ونقلت "سي أن أن" عن مسؤول أميركي كبير قوله إن الولايات المتحدة تُكثّف جمع المعلومات الاستخبارية استعداداً للمساعدة إذا قرر القادة الإسرائيليون توجيه ضربة. لكن مصدراً مطلعاً على تفكير إدارة ترامب صرّح للشبكة بأنه من غير المرجّح أن تساعد الولايات المتحدة إسرائيل في تنفيذ ضربات على المواقع النووية الإيرانية في الوقت الحالي، إلا في حال حدوث استفزاز كبير من طهران. وقال مصدر مطلع إنّ إسرائيل لا تمتلك القدرة على تدمير البرنامج النووي الإيراني دون مساعدة أميركية، بما في ذلك إعادة التزود بالوقود جواً، والقنابل اللازمة لاختراق المنشآت في أعماق الأرض، وهي حاجة عكستها أيضاً تقارير استخبارية أميركية سابقة. من جهته، قال مصدر إسرائيلي لـ"سي أن أن" إنّ إسرائيل ستكون مستعدة لتنفيذ عمل عسكري بمفردها إذا تفاوضت الولايات المتحدة على ما وصفه هذا المصدر بأنه "صفقة سيئة" مع إيران لا يمكن لإسرائيل قبولها. وكان خامنئي قد أشار، أمس الثلاثاء، إلى المواقف الأميركية الأخيرة بضرورة تصفير تخصيب اليورانيوم في إيران بالقول: "ليسعوا إلى تجنب الثرثرة. من الوقاحة جداً أن يقولوا لإيران لا نسمح لكم بتخصيب اليورانيوم"، معبراً عن شكوكه في ما إذا كانت المحادثات النووية ستفضي إلى اتفاق.