
"هدهد" غزة
تشييع أنس هو تشييع لصوتنا، وكرامتنا، وإنسانيتنا.. أنس إلى جوار ربه فرح بما أتاه الله، لكن هذا العالم المتخاذل.. إلى أين؟؟
لا تفارقني صورته قبل أيام قليلة، عندما بكى على الهواء مباشرة، فقال له أحد المارين: "استمر، استمر يا أنس.. استمر، أنت صوتنا"؛ فتماسك وأكمل تقريره متعاليا على جراحه، ووهن جسده، وألم الخذلان العربي، ووجعه وجوعه، من أجل عيون غزة وأهل غزة. الصحفي الحقيقي يعتاش على محبة الأوطان، يعتاش على رضا الناس وثقتهم فيه، يعتاش على الآمال المعلقة فوق قامته الصلبة، يعتاش على "ربما".
لماذا أوجعنا أنس الشريف إلى هذا الحد؟ لأنه أحد أبنائنا، لأنه أعاد تعريف الصحافة، وأعاد تعريف الشجاعة، وأعاد تعريف الوطن برمته.. صحفي شاب، شجاع، أنضجته الحرب قبل أوانه.
عندما استشهد الصف الأول من الصحفيين، وجد نفسه فجأة كأي قائد عظيم.. كأسامة بن زيد؛ يرتدي سترتهم، ويحمل ميكرفونهم، ويملأ مكانهم.. لتبقى التغطية مستمرة.
هم لم يحملوا أنس الشهيد -أنس الشريف- فوق الأكتاف، هم حملوا ميكرفوننا، حملوا صوتنا الذي لم يغب طوال عامين من القتل والدم والإبادة، حملوا ضمائرنا .
تشييع أنس هو تشييع لصوتنا، وكرامتنا، وإنسانيتنا.. أنس إلى جوار ربه فرح بما أتاه الله، لكن هذا العالم المتخاذل.. إلى أين؟؟
أنس أب جميل، له أولاد مثلنا.. كان يشتهي أن يحضنهم، أن يتناول معهم وجبة واحدة دون الخوف من الموت، أن يؤرجحهم في حديقة قريبة، أن يدللهم قبل النوم.. هل فكرنا بكل هذا؟ هل فكرنا كم تحتاج زوجة أنس العظيمة كي تعرِّف الموت لأطفالها، وكي تقول لهم باختصار: الموت هو غياب الاتصال بين نشرتين إخباريتين.
أنس، هدهد غزة الذي كان يأتينا بالخبر اليقين.. أنس الذي لم يغب يوما، ولم ينسحب يوما، ولم يفضل نفسه على رسالته يوما، أنس كان دوما يأتينا بسلطان مبين.
نم قرير العين يا أنس، يا "هدهد" غزة، وردد ما بدأت به: "الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم"..

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 19 ساعات
- الجزيرة
دجاج الطحين وفاصوليا الصبّار.. طاهية أردنية تبتكر وصفات لمواجهة التجويع في غزة
بعبارة "يا أهلنا الثابتين بغزة"، تستهلّ الطاهية ياسمين ناصر فيديوهاتها الأخيرة من مطبخها في العاصمة الأردنية عمّان، والذي حولته إلى مساحة للابتكار والمقاومة في وجه التجويع، مستفيدة من خبرتها الأكاديمية في فنون الطهو، تقدم وصفات تُجسد حلولا عملية لمواجهة الأزمات الإنسانية القاسية التي يعيشها الفلسطينيون في غزة. ففي ظل نقص المواد الغذائية الأساسية، بدأت ياسمين، الحاصلة على شهادة متقدمة في فنون الطهو من مدرسة "لو كوردون بلو" الفرنسية، بتقديم وصفات بديلة تحاكي أطعمة لم تعد متوفرة في القطاع، مثل "دجاج من الطحين" و"فاصوليا من ورق الصبّار" و"لحم من العدس". هذه الأطباق، وإن بدت غريبة، صُمّمت لتحتوي على الحد الأدنى من القيم الغذائية، وتمنح العائلات طعاما يشبه في الشكل والمذاق ما اعتادوا عليه قبل الحصار. تقول ياسمين ناصر إن هذه الأفكار وُلدت من رحم الأزمة: "جاءت نتيجة قلة المكوّنات المتوفرة بسبب المجاعة الممنهجة التي يتعرض لها أهلنا في غزة، وكيف يمكن ابتكار أطعمة من المكوّنات المتاحة لهم، هذه أطباق نباتية شائعة في النظام النباتي، لكن التحدي الأكبر كان في صنعها فعليا من لا شيء. رغبتي الشديدة في مساعدة أهلنا بأي شكل ممكن هي ما دفعني إلى الاستمرار وتقديم المزيد". وتضيف ياسمين للجزيرة نت: "كل المشاهد هناك في غزة أثرت بي، من الأطفال الذين يواجهون الموت بسبب الجوع، إلى كبار السن والمرضى. كان التحدي الأكبر غياب المكوّنات الأساسية، لذا كان عليّ تبسيط الطريقة ليتمكن الجميع من تطبيق الوصفات". View this post on Instagram A post shared by Yasmin Nasir ياسمين ناصر (@ ردود فعل محفّزة المبادرة لم تبقَ حبيسة الشاشة، إذ وجدت طريقها سريعا إلى أهالي غزة، تقول ياسمين: "كانت ردود الفعل رائعة، خاصة من الأطفال". وتابعت "وصلني الكثير من الفيديوهات من أهل غزة وهم يطبّقون الوصفات، وكانوا سعداء جدا بالنتيجة، وهذا شجعني أكثر لأقترح وصفات جديدة". إعلان تشير ياسمين، التي يتابع فيديوهاتها ملايين المشاهدين، إلى كون التجربة قد عززت من نظرتها الخاصة إلى مهنتها فهي ترى أن الطبخ ليس مجرد حرفة لصناعة النكهات، بل رسالة إنسانية تقول: "لطالما كان لدي تقدير كبير لنعمة الله وهي الطعام، أتبنى أسلوب "صفر هدر" في المطبخ، ودائما أحاول ابتكار شيء من لا شيء". وعن مدى فاعلية هذه الوصفات، تؤكد ياسمين أنها اختبرتها بنفسها قبل مشاركتها، قائلة إنها "جربت وصفة دجاج السيتان باستخدام 6 أنواع مختلفة من الطحين، تتراوح بين الأرخص والأغلى، لضمان نجاحها مع الجميع. النتيجة كانت أن الطعم يُشبه الدجاج بنسبة 85%، أما القوام فبلغت دقته نحو 95%. من حيث القيمة الغذائية، فهي وصفة نباتية مغذية جدا، لكنها تختلف بالطبع عن الدجاج الحقيقي، إذ تحتوي على بروتينات نباتية، وكلاهما مفيد ولكن بطرق مختلفة". View this post on Instagram A post shared by Yasmin Nasir ياسمين ناصر (@ شغف الطبخ درست ياسمين إدارة الأعمال والتسويق وعملت في مجال الإعلان 13 عاما، ثم قررت أن تحوّل شغفها بالطبخ إلى احتراف فالتحقت بـ"لو كوردون بلو"، إحدى أعرق مدارس الطهو في العالم، وتقدم برنامجها التلفزيوني "يلا نطبخ" على إحدى القنوات المحلية، إضافة إلى إسهامات تلفزيونية طوال العام فضلا عن تقديم تجاربها الخاصة عبر مواقع التواصل. وفي ظل تصاعد الحصار على غزة، تطرح وصفات ياسمين ناصر مثالا على قدرة الإبداع على الاستمرار في مواجهة الظروف الصعبة، حيث يمكن للطهو أن يتجاوز دوره التقليدي كفن أو مهارة، ليصبح وسيلة للتكيف ومساندة المجتمعات المتأثرة. وتُبرز تجربتها كيف يمكن توظيف الخبرات والتخصصات الفردية في دعم القضايا الإنسانية.


الجزيرة
منذ يوم واحد
- الجزيرة
بين رواندا وكمبوديا وغزة.. 4 أفلام عالمية وثقت المجاعة والحصار
للسينما دور رئيسي في توثيق الكوارث الإنسانية، ليس فقط كطريقة لسرد الأحداث أو توثيقها، بل كوسيلة لتحليل التجارب وربطها بالوعي الجمعي في سياق الأزمات الإنسانية في مختلف أنحاء العالم، مثل ما يحدث اليوم في غزة. ففي مثل هذه اللحظة، تصبح العودة إلى الأفلام التي تناولت الحصار والإبادة والمجاعات، وسيلة ضرورية لفهم الحاضر من خلال أزمات الماضي. فيما يلي، نستعرض بعض الأعمال السينمائية الروائية والوثائقية، التي لا تكتفي بنقل المعاناة فحسب، بل تطرح أسئلة أخلاقية وإنسانية عن المسؤولية العالمية، وتمنح الضحايا صوتا ضد النسيان. 1- فيلم "أشباح رواندا" (Ghosts of Rwanda) يعتبر فيلم "أشباح رواندا" (Ghosts of Rwanda) الصادر سنة 2004، من أهم الوثائقيات التي تناولت الإبادة الجماعية في الدولة الواقعة في وسط أفريقيا عام 1994. تلك الجريمة التي راح ضحيتها ما يقرب من 800 ألف شخص خلال 100 يوم تقريبا. يقدم الفيلم سردا إنسانيا مؤلما للأحداث من خلال شهادات الصحفيين، والدبلوماسيين مثل الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان، و وزيرة الخارجية الأميركية السابقة مادلين أولبرايت ، وبعض مسؤولي الإغاثة، بالإضافة إلى شهادات بعض الناجين من المجزرة. لا يكتفي "أشباح رواندا" بعرض الجرائم، بل يفتح ملف التهاون الدولي، خاصة موقف الدول الكبرى والأمم المتحدة التي اختارت الحياد وعدم مناصرة المظلومين، حسب وجهة نظر صنّاع الوثائقي. كما يتناول الفيلم مفهوم الإبادة الجماعية التي ارتكبت ضد أقليات التوتسي على يد الهوتو، وسط تواطؤ النظام الحاكم آنذاك. خاصة أن الإبادة كانت بدعم غربي لأسباب جيوسياسية، مع تخاذل الدول الكبرى رغم علمها الكامل بما يحدث، بالإضافة إلى بعثة الأمم المتحدة التي كانت حاضرة وقتها، لكنها كانت مقيدة بتفويض محدود ولم يسمح لها بحماية شعب كامل من مجزرة جماعية. 2- فيلم "عنبر الجوع" (Hunger Ward) يرصد الفيلم الوثائقي "عنبر الجوع" (Hunger Ward) الجانب القاسي المروع من الحرب في اليمن، والمجاعة التي فتكت بالأطفال في صمت. ويعد الفيلم الجزء الثالث من "ثلاثية اللاجئين"، وقد ترشح لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي قصير عام 2021. إعلان تدور أحداث الوثائقي في مركزين لعلاج سوء التغذية الحاد، ويتتبع الأحداث اليومية في حياة طبيبتين يمنيتين، تحاولان إنقاذ الأطفال في ظل انهيار شبه تام للنظام الصحي. ولا يوجد بالفيلم سرد أو تعليق صوتي، لكن المهمة الأكبر للكاميرا التي تنقل المعاناة بالكامل، مع مشاهد قاسية لأجساد الأطفال الهزيلة في أحضان أمهات عاجزات. لا يكتفي "عنبر الجوع" بعرض مآسي الحرب، بل يعرض أساسها السياسي، والجهات التي تدفع من أجل استمرارها، من خلال وجهة نظر إنسانية، لا يمكن للعالم تجاهلها، ويطرح سؤالا قاسيا وهو: هل يمكن تسييس الجوع؟ 3- فيلم "مقابر بلا اسم" (Graves Without a Name) يتأمل فيلم "مقابر بلا اسم" (Graves Without a Name) للمخرج الكمبودي ريثي بان، ذاكرة الإبادة الجماعية التي حدثت في كمبوديا أثناء حكم "الخمير الحمر" ، والتي أودت بحياة ما يقرب من مليوني شخص في سبعينيات القرن الماضي. ولا يسرد الفيلم المجازر التي حدثت بصورة مباشرة، لكنه يتخذ منحى شخصيا إنسانيا، إذ يتتبع رحلة المخرج في البحث عن قبر والده المفقود، محاولا العثور على أي أثر له، في أراض متخمة بالمقابر الجماعية التي لا تحمل أي أسماء. مزج بان بين الشهادات الشخصية والمشاهد الصامتة والتأملات البصرية، ليثير تساؤلات حول الذاكرة والغفران، ومفهوم العدالة في غياب الحقائق المثبتة ولم يقدم "مقابر بلا اسم" إجابات، لكنه طرح أسئلة لا تزال شائكة حتى الآن، ووضع المشاهد في مواجهة المأساة الشخصية لإنسان يبحث عن الاعتراف بوجوده ووجود والده ليشبه الفيلم طريقة لمقاومة النسيان. 4- فيلم "حقول القتل" (The Killing Fields) يُعد "حقول القتل" (The Killing Fields) من أهم الأفلام الروائية التي تناولت جريمة الإبادة الجماعية في كمبوديا تحت حكم "الخمير الحمر"، مستندا إلى قصة حقيقية للصحافي الأميركي سيدني شونبرغ وزميله الكمبودي ديث بران، اللذين عملا على تغطية الأحداث الدامية التي دارت في كمبوديا بعد السقوط في قبضة النظام الشيوعي عام 1975. ومن خلال العلاقة القوية بين الصديقين، يعرض الفيلم أخلاقيات مهنة الصحافة، وكيف أن للحقيقة ثمنا باهظا في زمن الكذب. ويقدم "حقول القتل" تجربة بصرية تؤكد على الخوف والعزلة، وينقل المشاهد عبر المشاهد المروعة للمجازر والمجاعات التي ارتكبت داخل معسكرات "إعادة التثقيف" التي كانت تعتبر جزءا من مشروع متطرف لتحويل المجتمع إلى يوتوبيا شيوعية زراعية، لكنها في الواقع كانت أماكن لتعذيب المعتقلين جسديا ونفسيا وإجبارهم على الاعتراف بجرائم مفبركة. حصل الفيلم على 3 جوائز أوسكار، من بينها أفضل ممثل مساعد للممثل الكمبودي هاينغ إس. نور، الذي نجا فعلا من المجازر ولعب دور بران، ما أضفى على الفيلم واقعية نادرة. وتُستعاد هذه الصور في قطاع غزة اليوم، حيث يعيش المواطنون الفلسطينيون وعمال الإغاثة وأفراد الطواقم الطبية والصحافيون تحت القصف، والحصار محاولين إظهار الحقيقة، في عالم لا يتوقف عن تكرار أخطائه السابقة.


الجزيرة
منذ يوم واحد
- الجزيرة
خطه بالمعتقل.. أسير فلسطيني محرر يشهر "مصحف الحفاظ" بمعرض إسطنبول
بعد 23 عاما أمضاها في سجون إسرائيل، تحرر الأسير الفلسطيني رمضان عيد مشاهرة ضمن صفقة "طوفان الأحرار"، ليحمل معه "مصحف الحفاظ" الذي وُلد في قلب الزنازين وحط رحاله في معرض إسطنبول الدولي للكتاب العربي. ويستعد المشاهرة لإشهار "مصحف الحفاظ" في معرض إسطنبول الدولي السبت المقبل، بعدما تتلمذ على يدي الرئيس السابق لحركة حماس يحيى السنوار ، خلال اجتماعه معه في سجون إسرائيل. و"طوفان الأحرار" صفقة تبادل للأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، بدأت في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، قبل أن تستأنف تل أبيب الإبادة بقطاع غزة في مارس/آذار 2025، بإعلانها انهيار الهدنة. ووفق نادي الأسير الفلسطيني، "اعتقل مشاهرة في السادس من يوليو/تموز 2002، وواجه تحقيقا قاسيا في مركز تحقيق المسكوبية، ولاحقا حكم عليه الاحتلال بالسجن المؤبد 20 مرة، وتعرض للعزل الانفرادي عدة مرات، كما تعرض منزل عائلته للهدم" من جانب الجيش الإسرائيلي. و"يعتبر الأسير مشاهرة من الأسرى البارزين والفاعلين في سجون الاحتلال على مستويات عديدة ومنها المستوى المعرفي والثقافي"، وفق المصدر نفسه. مصحف الحفاظ وفي حديث للأناضول على هامش معرض إسطنبول الدولي، يقول مشاهرة عن "مصحف الحفاظ" إن "المشروع الذي استغرق 10 سنوات من العمل اليومي بمتوسط 10 ساعات، يعد مرجعا ضخما للحفاظ والمتدبرين للقرآن الكريم". ويوضح أن المصحف يعرض "الآيات المتشابهة لفظا، ويوضح أسباب التقديم والتأخير، ويكشف مئات اللفتات الإعجازية بالقرآن". وفيما يتعلق بفكرة التأليف، يقول: "بدأت الفكرة تخطر في مخيلتي عندما بدأت حفظ القرآن في الأسر، وواجهت معوقات وصعوبات في تثبيت مسألة الحفظ واللبس بين مفردات، مثل الكافرين والظالمين والفاسقين، وأيضا مفردات أخرى مثل عزيز حكيم، وعليم حكيم". ويضيف الأسير الفلسطيني السابق أن الفكرة تخمرت في رأسه بعد عام 2012، ثم شرع في البحث، وجمع عشرات المراجع، قبل أن يضع خطة لتأليف مرجع يسد هذه الحاجة. وخلال سنوات الأسر، تواصل مشاهرة مع عدد من العلماء، وعرَض العمل على 40 حافظا للقرآن، وشكّل لجان تدقيق متخصصة، مستخدما ضوابط بصرية وألوانا لشرح المعاني. ويكمل بالخصوص: "بدأت من داخل السجن بالتواصل مع العلماء وعرضته على مجموعة من 40 حافظا، وتم تشكيل لجنتين لاحقا أيضا لتدقيق الكتاب". وعن فترة ما بعد الأسر، يقول مشاهرة: "تحررت قبل 6 أشهر، وما زال العلماء يطّلعون على الإنجاز ويعبرون عن إعجابهم، ويقولون لي إن مؤسسة كبيرة لا تستطيع القيام بهذا الجهد". ويشير إلى حيازته ترخيصا من وزارة الأوقاف الفلسطينية، مضيفا: "نسعى للحصول على الترخيص أيضا من رئاسة الشؤون الدينية، وسيكون هذا العمل وقفا لله عز وجل، ولن يكون فيه أي ربح، وكذلك كانت النية منذ اليوم الأول لتأليفه". والسبت القادم سيشهد معرض الكتاب العربي بإسطنبول حفل إشهار لـ"مصحف الحفاظ" بحسب مشاهرة، بحضور مجموعة من العلماء، وسيتم خلاله عرض النسخ الأصلية والمسودات التي تم تهريبها من السجون الإسرائيلية. وفيما يتعلق بالتحفيزات التي تلقاها، يقول مشاهرة: "عندما كنت في السجن كانت زوجتي يدي وعيني ومترجمة لأفكاري، ولن أنسى فضلها ما حييت". ويلفت إلى أن السنوار الذي اغتالته إسرائيل في 16 أكتوبر/تشرين الأول 2024، كان معلمه في مادة اللغة العربية في الأسر، وتتلمذ على يديه، وله أثر في هذا الكتاب. وأمضى السنوار 23 عاما في سجون إسرائيل، قبل أن تطلق تل أبيب سراحه عام 2011 ضمن صفقة "وفاء الأحرار"، أو ما تعرف باسم "صفقة شاليط" بين إسرائيل وحركة حماس. وكان السنوار حاملا لشهادة الماجستير من الجامعة الإسلامية بغزة، بتخصص أصول الدين، ويعرف بأنه كان ضليعا باللغة العربية. أما زوجة الأسير المحرر هند حسن عميرة التي تدير دارا لتحفيظ القرآن، فوصفت خلال حديث للأناضول، خروج "مصحف الحفاظ" من السجن بأنه كان "معجزة". وتقول عميرة: "ليرى هذا الكتاب النور كنت بحاجة إلى مئات المراجع، ولا يسمح للأسير إلا بكتابين، وكنت أقطع المسافات لأعطي أسرة كل أسير كتابين، من أجل إيصالهما لأسراهم، ومن ثم إلى زوجي". وتضيف: "رغم تعرض الزنزانة التي كان فيها زوجي لاقتحام إسرائيلي متكرر، فإن مشيئة الله أرادت أن يخرج هذا الكتاب إلى النور". وتنقل عميرة قول عدد من العلماء عن العمل: "لا يمكن لمؤسسة كاملة بجنودها كافة أن تقوم بما قام به أسير في سجنه". والسبت الماضي، انطلقت النسخة العاشرة من "معرض إسطنبول الدولي للكتاب العربي" تحت شعار "وتبقى العربية"، بمشاركة أكثر من 300 دار نشر من 20 دولة. كما يشارك في المعرض الذي يعقد في "صالة أوراسيا" بمركز يني قابي للمعارض، مجموعة واسعة من الجامعات، والمدارس، ومنظمات مدنية. وتشرف على تنظيم المعرض، الذي يستمر حتى 17 أغسطس/آب الجاري، "الجمعية الدولية لناشري الكتاب العربي"، بالتنسيق مع اتحاد الناشرين الأتراك، وجمعية الناشرين الأتراك، وبدعم من وزارة الثقافة التركية، وغرفة تجارة إسطنبول، وتعد وكالة الأناضول شريكا إعلاميا فيه.