logo
رسائل تاريخية من السجون التونسية

رسائل تاريخية من السجون التونسية

إيطاليا تلغراف٠٧-٠٥-٢٠٢٥

محمد كريشان نشر في 6 مايو 2025 الساعة 22 و 57 دقيقة
إيطاليا تلغراف
محمد كريشان
كاتب وإعلامي تونسي
سلسلة من الرسائل خرجت الأسابيع الأخيرة من السجون التونسية، ونشرتها عديد المواقع والمنابر، فكانت شهادات تاريخية على مرحلة من أقسى مراحل الحياة السياسية المعاصرة في البلاد.
أصحاب هذه الرسائل، التي تسلّلت بكبرياء من وراء القضبان، رموز بارزة في الساحة السياسية بعد نجاح الثورة التونسية مطلع 2011 أثروا سجالاتها وأحداثها، لكنهم اليوم جميعا في السجن بعد ما تم الانقلاب على مجمل التجربة فجاءت رسائلهم تشخيصا ناضجا لحال تونس اليوم.
في رسالته، يقول راشد الغنوشي زعيم حركة «النهضة» ورئيس مجلس النواب الذي حلّه الرئيس التونسي إن الديمقراطية كانت دائما «مشكلنا مع كل الأنظمة التي مرت على البلاد منذ الاستقلال ولا نزال حيث كنا، ننشد اللقاء مع الجميع على قاعدة تلك المبادئ، نلتقي لقاء الفكرة ولا نلتقي كلقائنا الآن: إسلامي، ليبرالي، يساري وغيره في السجون والمعتقلات، أو مشردون في دول العالم، تيارات اختلفت في رؤاها والتقت في سجون الدكتاتورية ومنافيها». ويضيف «هنا في سجن المرناقية (أناس) مختلفون لكن تجمعهم معارضة الدكتاتورية، فرقتهم السياسة وباعدتهم الإيديولوجيا وجمعهم سجن الدكتاتورية وقيود الاستبداد (…) يمينا ويسارا معتقلون بأمر من الدكتاتورية والحاكم المستبد على أنهم «إرهابيون» فمن يصدق أن هؤلاء إرهابيون؟!».
هنا يقول في رسالته، القاضي الإداري السابق والمحامي الحالي أحمد صواب الذي أثار اعتقاله موجة غضب واسعة عن اتهامه بالإرهاب «هل لها (أي السلطة) أن تختار إرهابيّيها على مزاجها… من لا يريد الفهم فلن تفحمه البداهة ومن يريد الإقصاء فلن يعدم التّعلاّت ومن يعجز عن مواجهة الحجّة فلا يبقى له غير استهداف صاحبها».
وفي نبرة تفاؤل وأمل يقول عصام الشابي زعيم الحزب الجمهوري في رسالته «‏سنواصل طرق أبواب الحرية إلى أن نفتح أبوابها وترفرف رايتها عاليًا فوق ربوع هذا الوطن، و‏لن ترهبنا محاكماتهم الصُوريّة ولا معتقلاتهم، فالاستبداد قوس لا بدّ أن يُغلق، وهو حتمًا إلى زوال»، مضيفًا أن «تونس تستدعي منا توحيد جهودنا جميعًا دون تأخير، حتى تشرق فيها شمس الحرية مجددًا».
أما ما يحزن فعلا جوهر بن مبارك الأستاذ الجامعي في القانون الدستوري فهو، كما جاء في رسالته، «الفرصة الضائعة على الشعب التونسي ليكتشف الحقيقة الصادمة ويعرف، بعد أن تيقّن من فشل هذه المنظومة الغاصبة، في أيّ هاوية أخلاقيّة سقطت ليعرف حجم الكذب والنفاق والتزوير والخيانة والافتراء والمراوغة والتلاعب بذكاء التونسيين والمصالح العليا للوطن».
وفي رسالته من المعتقل يقول عبد الحميد الجلاصي القيادي السابق في حركة النهضة بلهجة لا تخلو من التحدي إنه «للتذكير فقط، حاكمنا بورقيبة وذهب وبقينا صامدين، وطلبت لي النيابة العمومية لدى المحكمة العسكرية بتونس في يوليو /تموز سنة 1992 الحكم بالإعدام وأمضيت 17 سنة، وما زلت حيّا أرزق. حاكمنا (اليوم) غريب الأطوار الذي جاء من العدم وسيعود إلى العدم وسنحافظ على البوصلة ونبقى واقفين». نفس التحدي جاء كذلك على لسان جوهر بن مبارك حين قال إنه لا يشعر حيال الأحكام الثقيلة التي صدرت ضده وضد الآخرين في ما يعرف بقضية «التآمر على أمن الدولة الداخلي والخارجي إلا بلامبالاة وعدم الاكتراث (…) كيف أكترث لأحكام أصدرتها هراوة خشبيّة أكلها السوس، ملقاة في ركن من أركان البناية الهاوية للعدالة الواهية، لا تنتظر سوى أن يرفعها مستبد غاصب ليضرب بها الأحرار».
خلت الرسائل من شكاوى تتعلق بظروف السجن القاسية لكن شريفة الرياحي الناشطة في المجال الإنساني، والتي تقبع وراء القضبان بسبب عملها في أوساط اللاجئين الأفارقة في تونس، اعترفت بالقول إن «سجني في حد ذاته لم يكن أسوأ التجارب، بل كان أسوأها حرماني من زيارة مباشرة مع طفليّ، اللذين أحدهما يبلغ من العمر عاماً والآخر ثلاثة أعوام (…) كما تم حرماني من إرضاع طفلتي التي كانت لا تتجاوز ثلاثة أشهر وقت اعتقالي. وظل ارتباطي بابنتي وإرضاعها مشروطًا بوجودها معي في السجن، في حين أنني طلبت حلاً بسيطًا للغاية، يتمثل في إرضاع ابنتي يوميًا في غرفة مخصصة، ثم إعادة تسليمها إلى أمي».
أما رضا بلحاج المحامي ومدير مكتب الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي فيقول في رسالته إن «الحكم الفردي المطلق لا يمكن له إلا أن ينتج الدمار والمعاناة ولا حل له سوى تعليق فشله المفضوح على شماعة تسمى «الآخر»، دون حتى تحديد هوية هذا «الآخر»، حتى يبقي لنفسه دائما مساحة للمناورة وتعبئة هذا الوعاء الفارغ المسمى «الآخر» بمن يريد الانتقام منهم، فيتغير هذا «الآخر» بتغير احتياجات هذا النظام».
وفي رسالته توجه الطبيب لطفي المرايحي الأمين العام لحزب الاتحاد الشعبي الجمهوري والمرشح السابق لرئاسة الجمهورية إلى التونسيين بالقول»هل أنتم تاركون بلادنا تمضي بلا هدى تتلاقفها أكفّ أثبتت عدم أهليتها للقيادة تصر على إنكار عجزها وفشلها وتخبطها وأعمت بصيرتها مكابرتها ونهمها للسلطة وقدمت مصلحتها الذاتية الضيقة على المصلحة الوطنيّة؟»، فيما يلخّص القيادي المعارض غازي الشواشي المشهد كلّه بالقول إن «ما يمر بنا من محن ليس إلا مرحلة في مسيرتنا السياسية والإنسانية نحو العدالة والحرية. لطالما ذكرت أن اليأس ليس صديقنا، بل هو عدوّنا الذي يحاول أن يثنينا عن المضي قدمًا في سبيل الحق». رسائل تاريخية من السجون التونسية

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سمعة تونس في الخارج!
سمعة تونس في الخارج!

إيطاليا تلغراف

time١٤-٠٥-٢٠٢٥

  • إيطاليا تلغراف

سمعة تونس في الخارج!

محمد كريشان نشر في 13 مايو 2025 الساعة 22 و 41 دقيقة إيطاليا تلغراف محمد كريشان كاتب وإعلامي تونسي «ما الذي يجري عندكم في تونس ؟!».. في نوع من البهتة، يسارع كثر إلى هذا السؤال ظنا منهم أنك قد تكون من بين من يُفترض أنهم على اطلاع أوسع من غيرهم بحقائق الأمور هناك، بل وقد يطرح السؤال نفسه بلهفة أكبر بين التونسيين أنفسهم في محاولة للفهم غالبا ما تنتهي بمزيج قاس من المرارة والفشل: مرارة استعراض العبث الجاري هناك، وفشل العثور على بصيص نور في نهاية هذا النفق. الصحافة العربية والدولية وشبكات التلفزيون العالمية لم تقف عند هذا الحد، فقد استقرت لديها، تدريجيا وبشكل متصاعد، صورة سلبية للغاية عن تونس وحاكمها، تسندها في كل مرة ما تقوله المنظمات الدولية عن واقع الحريات وحقوق الانسان، وما تورده التقارير الاقتصادية عن حال البلاد والعباد، وما تعبّر عنه نخبة البلاد السياسية والاجتماعية بخصوص حالة اختناق لا أحد يدري متى تنتهي. في كل ما يكتب ويقال اليوم عن تونس في مختلف المنابر العالمية، لا شيء إيجابيا على الاطلاق!! ما من صحيفة أو مجلة أو إذاعة أو تلفزيون تطرّق إلى الشأن التونسي إلا ووجد من المعطيات الصارخة ما يؤثث به صورة سلبية للغاية عن الكيفية التي تدار بها البلاد حاليا على أكثر من صعيد.. فهل كل ذلك افتراء وتجن؟! بالتأكيد لا. لا شيء يرفع صورة أي دولة في الخارج ويجمّلها إلا ما يفعله القائمون على شؤونها في الداخل في المقام الأول، ولا شيء يشينها ويشوّهها سواه، ولا فائدة هنا في اجترار حديث سمج مفاده أن الدوائر الأجنبية لا تضمر لنا خيرا ومغتاظة من سياستنا المرتكزة على السيادة الوطنية واستقلال القرار، أو أن لوسائل الاعلام الدولية أجندة غير عادلة في تقييم ما يجري في هذا العالم ففي هذا الكلام بعض الحق الذي يراد به كل الباطل. لقد مرت سمعة تونس العالمية بمراحل مد وجزر طوال العقود الماضية كانت أبهاها في السنوات الأولى بعد استقلالها عن الاستعمار الفرنسي عام 1956 وبروز اسم الحبيب بورقيبة زعيما كبيرا تكاد البلاد لا تُعرف إلا به، وكذلك في السنوات الأولى بعد ثورتها على نظام زين العابدين بن علي عام 2011. من الصعب، على سبيل المثال لا غير، أن ننسى تلك الزيارة التاريخية التي أدّاها بورقيبة إلى الولايات المتحدة في مايو/ أيار 1961 وفيها حظي باستقبال حار للغاية سواء من الرئيس جون كينيدي أو من عشرات الآلاف الذين خرجوا لاستقباله في شوارع وشرفات مدينة نيويورك. من الصعب كذلك أن ننسى ما حظيت به تونس من صيت عالمي حين خاطب الرئيس محمد منصف المرزوقي البرلمان الأوروبي في فبراير/ شباط 2013، أو حصول 4 منظمات تونسية على جائزة نوبل للسلام عام 2015، أو حين حضر الرئيس الباجي قايد السبسي قمة الدول السبع في إيطاليا في مايو/ أيار 2017. من أوجز وأوجع ما كتب عن تونس مؤخرا ما جاء في مقال بصحيفة «الشرق الأوسط» للكاتب اللبناني المعروف سمير عطاء الله في عموده اليومي المواظب عليه منذ 1987 حين كتب في 12 مايو/ أيار الحالي تحت عنوان «التونسية في السجن» أن « تونس كانت بعيدة عنا جغرافياً، وصلاتنا معها قليلة، وليس بيننا، على سبيل المثال، طيران مباشر. لكن بورقيبة أتقن كيف يجعل كل الدنيا قريبة من تونس. وفي الداخل أقام حكماً راقياً وعادلاً، وجعل التعليم إلزامياً. ولم تكن تونس دولة غنية، لكنها كانت دولة محترمة (…) وجاء من بعده زين العابدين بن علي، فلم يكن ممكناً أن يكون بورقيبة آخر، كما أنه أُحيط بحاشية أفسدت عليه الحكم. لكن بناء الدولة بقي قائماً (…) ثم مضى وقت وتونس لم تعد تونس. وفي كرسي بورقيبة، بعد 60 عاماً، حلّت أمزجة متوترة، وقلوب غاضبة، وتسامح قليل، وإدارات لا تعرف كيف تستقر على سكة الحكمة». وأضاف الكاتب، وكأنه يعتذر عن أنه اضطر للكتابة عن تونس، خاصة بعد ما تم الزج بنساء تونسيات في السجون، لأنشطتهن الاجتماعية السلمية أو لآرائهن السياسية، بعد أن كانت البلاد نفسها تفخر بمكاسبها المختلفة في مجال المرأة، بأنه «منذ سنوات وأنا أمنع نفسي عن الكتابة في الشأن التونسي، لأن معرفتي به لا تؤهلني، ولذلك، وفي الآونة الأخيرة، تكاثرت وتراكمت وتفاقمت السياسات المسيئة لسمعة الدولة، التي كانت نموذجاً ذات يوم». موجعة للغاية تلك الإشارة بأن تونس زمن بورقيبة «لم تكن غنية لكنها كانت دولة محترمة»، وبأن في زمن بن علي «بناء الدولة بقي قائما»، مع ما يعنيه ذلك للأسف بأنها اليوم لم تعد لا هذه ولا تلك. كلام يبقى مع ذلك أقل بكثير مما يقال اليوم في كبريات الصحف والمجلات العالمية مما رسّخ صورة قاتمة عن هذا البلد في محنته الحالية. ومع ذلك، ما من شيء يدل على أن القوم هناك مستعدّون لمراجعات تفرضهما المصلحة والحس السليم معا، قبل أن تقتضيها أصول السياسة في حدّها الأدنى. السابق اليوم العالمي للممرض التالي دجوكوفيتش ينفصل عن موراي بعد فترة قصيرة من تعاونهما

رسائل تاريخية من السجون التونسية
رسائل تاريخية من السجون التونسية

إيطاليا تلغراف

time٠٧-٠٥-٢٠٢٥

  • إيطاليا تلغراف

رسائل تاريخية من السجون التونسية

محمد كريشان نشر في 6 مايو 2025 الساعة 22 و 57 دقيقة إيطاليا تلغراف محمد كريشان كاتب وإعلامي تونسي سلسلة من الرسائل خرجت الأسابيع الأخيرة من السجون التونسية، ونشرتها عديد المواقع والمنابر، فكانت شهادات تاريخية على مرحلة من أقسى مراحل الحياة السياسية المعاصرة في البلاد. أصحاب هذه الرسائل، التي تسلّلت بكبرياء من وراء القضبان، رموز بارزة في الساحة السياسية بعد نجاح الثورة التونسية مطلع 2011 أثروا سجالاتها وأحداثها، لكنهم اليوم جميعا في السجن بعد ما تم الانقلاب على مجمل التجربة فجاءت رسائلهم تشخيصا ناضجا لحال تونس اليوم. في رسالته، يقول راشد الغنوشي زعيم حركة «النهضة» ورئيس مجلس النواب الذي حلّه الرئيس التونسي إن الديمقراطية كانت دائما «مشكلنا مع كل الأنظمة التي مرت على البلاد منذ الاستقلال ولا نزال حيث كنا، ننشد اللقاء مع الجميع على قاعدة تلك المبادئ، نلتقي لقاء الفكرة ولا نلتقي كلقائنا الآن: إسلامي، ليبرالي، يساري وغيره في السجون والمعتقلات، أو مشردون في دول العالم، تيارات اختلفت في رؤاها والتقت في سجون الدكتاتورية ومنافيها». ويضيف «هنا في سجن المرناقية (أناس) مختلفون لكن تجمعهم معارضة الدكتاتورية، فرقتهم السياسة وباعدتهم الإيديولوجيا وجمعهم سجن الدكتاتورية وقيود الاستبداد (…) يمينا ويسارا معتقلون بأمر من الدكتاتورية والحاكم المستبد على أنهم «إرهابيون» فمن يصدق أن هؤلاء إرهابيون؟!». هنا يقول في رسالته، القاضي الإداري السابق والمحامي الحالي أحمد صواب الذي أثار اعتقاله موجة غضب واسعة عن اتهامه بالإرهاب «هل لها (أي السلطة) أن تختار إرهابيّيها على مزاجها… من لا يريد الفهم فلن تفحمه البداهة ومن يريد الإقصاء فلن يعدم التّعلاّت ومن يعجز عن مواجهة الحجّة فلا يبقى له غير استهداف صاحبها». وفي نبرة تفاؤل وأمل يقول عصام الشابي زعيم الحزب الجمهوري في رسالته «‏سنواصل طرق أبواب الحرية إلى أن نفتح أبوابها وترفرف رايتها عاليًا فوق ربوع هذا الوطن، و‏لن ترهبنا محاكماتهم الصُوريّة ولا معتقلاتهم، فالاستبداد قوس لا بدّ أن يُغلق، وهو حتمًا إلى زوال»، مضيفًا أن «تونس تستدعي منا توحيد جهودنا جميعًا دون تأخير، حتى تشرق فيها شمس الحرية مجددًا». أما ما يحزن فعلا جوهر بن مبارك الأستاذ الجامعي في القانون الدستوري فهو، كما جاء في رسالته، «الفرصة الضائعة على الشعب التونسي ليكتشف الحقيقة الصادمة ويعرف، بعد أن تيقّن من فشل هذه المنظومة الغاصبة، في أيّ هاوية أخلاقيّة سقطت ليعرف حجم الكذب والنفاق والتزوير والخيانة والافتراء والمراوغة والتلاعب بذكاء التونسيين والمصالح العليا للوطن». وفي رسالته من المعتقل يقول عبد الحميد الجلاصي القيادي السابق في حركة النهضة بلهجة لا تخلو من التحدي إنه «للتذكير فقط، حاكمنا بورقيبة وذهب وبقينا صامدين، وطلبت لي النيابة العمومية لدى المحكمة العسكرية بتونس في يوليو /تموز سنة 1992 الحكم بالإعدام وأمضيت 17 سنة، وما زلت حيّا أرزق. حاكمنا (اليوم) غريب الأطوار الذي جاء من العدم وسيعود إلى العدم وسنحافظ على البوصلة ونبقى واقفين». نفس التحدي جاء كذلك على لسان جوهر بن مبارك حين قال إنه لا يشعر حيال الأحكام الثقيلة التي صدرت ضده وضد الآخرين في ما يعرف بقضية «التآمر على أمن الدولة الداخلي والخارجي إلا بلامبالاة وعدم الاكتراث (…) كيف أكترث لأحكام أصدرتها هراوة خشبيّة أكلها السوس، ملقاة في ركن من أركان البناية الهاوية للعدالة الواهية، لا تنتظر سوى أن يرفعها مستبد غاصب ليضرب بها الأحرار». خلت الرسائل من شكاوى تتعلق بظروف السجن القاسية لكن شريفة الرياحي الناشطة في المجال الإنساني، والتي تقبع وراء القضبان بسبب عملها في أوساط اللاجئين الأفارقة في تونس، اعترفت بالقول إن «سجني في حد ذاته لم يكن أسوأ التجارب، بل كان أسوأها حرماني من زيارة مباشرة مع طفليّ، اللذين أحدهما يبلغ من العمر عاماً والآخر ثلاثة أعوام (…) كما تم حرماني من إرضاع طفلتي التي كانت لا تتجاوز ثلاثة أشهر وقت اعتقالي. وظل ارتباطي بابنتي وإرضاعها مشروطًا بوجودها معي في السجن، في حين أنني طلبت حلاً بسيطًا للغاية، يتمثل في إرضاع ابنتي يوميًا في غرفة مخصصة، ثم إعادة تسليمها إلى أمي». أما رضا بلحاج المحامي ومدير مكتب الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي فيقول في رسالته إن «الحكم الفردي المطلق لا يمكن له إلا أن ينتج الدمار والمعاناة ولا حل له سوى تعليق فشله المفضوح على شماعة تسمى «الآخر»، دون حتى تحديد هوية هذا «الآخر»، حتى يبقي لنفسه دائما مساحة للمناورة وتعبئة هذا الوعاء الفارغ المسمى «الآخر» بمن يريد الانتقام منهم، فيتغير هذا «الآخر» بتغير احتياجات هذا النظام». وفي رسالته توجه الطبيب لطفي المرايحي الأمين العام لحزب الاتحاد الشعبي الجمهوري والمرشح السابق لرئاسة الجمهورية إلى التونسيين بالقول»هل أنتم تاركون بلادنا تمضي بلا هدى تتلاقفها أكفّ أثبتت عدم أهليتها للقيادة تصر على إنكار عجزها وفشلها وتخبطها وأعمت بصيرتها مكابرتها ونهمها للسلطة وقدمت مصلحتها الذاتية الضيقة على المصلحة الوطنيّة؟»، فيما يلخّص القيادي المعارض غازي الشواشي المشهد كلّه بالقول إن «ما يمر بنا من محن ليس إلا مرحلة في مسيرتنا السياسية والإنسانية نحو العدالة والحرية. لطالما ذكرت أن اليأس ليس صديقنا، بل هو عدوّنا الذي يحاول أن يثنينا عن المضي قدمًا في سبيل الحق». رسائل تاريخية من السجون التونسية

منظمة نرويجية: اقتراح إسرائيل توزيع المساعدات في غزة «يخالف المبادئ الإنسانية»
منظمة نرويجية: اقتراح إسرائيل توزيع المساعدات في غزة «يخالف المبادئ الإنسانية»

بلد نيوز

time٠٥-٠٥-٢٠٢٥

  • بلد نيوز

منظمة نرويجية: اقتراح إسرائيل توزيع المساعدات في غزة «يخالف المبادئ الإنسانية»

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي: عبدالله آل حامد: الإمارات صنعت من الصحراء مجداً ومن الشموخ عنواناً - بلد نيوز, اليوم الاثنين 5 مايو 2025 05:18 مساءً أكد عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام، رئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام، أن الإمارات، لم تركن إلى الذاكرة، بل حولت الحلم إلى مشروع، والطموح إلى خطة. وقال عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد في تغريدة عبر منصة «إكس»: بالأمس كنا بدواً رحلاً ودويلات متفرقة، واليوم نحن دولة الإمارات العربية المتحدة، أمة صنعت من الصحراء مجداً، ومن الشموخ عنواناً.. وقيادة وضعت الإنسان محوراً لرؤيتها، فحصدت ثمار المجد وارتقت على سُلم العز، وحصدت مكانة تتحدث عنها الأرقام قبل الأقوال. وتابع: «الإمارات تتصدر أكثر من 220 مؤشراً عالمياً، واقتصادها من بين الأقوى على مستوى العالم.. وعندما تحدثك نفسك عن الانتقاد، توقف لحظة وتأمل تجارب من تنتقدهم، وانظر أين تقف دولتك على سُلم الإنجازات العالمية والمؤشرات التنافسية.. الماضي مهما بلغ مجده، هو سجلٌ يُحترم، لا رصيد يُنفق منه إلى الأبد، والتاريخ لا يصنع الحاضر، بل يُلهِم من أراد أن يصنعه فـ«من أبطأ به عمله لم يُسرع به نسبه»، ورفعة الأوطان لا تُقاس بأمجادها الغابرة، بل بعطائها المتجدد، وصدق سعيها، واستمرارها في البناء.. في الإمارات، لم نركن إلى الذاكرة، بل حولنا الحلم إلى مشروع، والطموح إلى خطة، والإنسان إلى جوهر النهضة، إيماناً من قيادتنا بأن المستقبل لا ينتظر المتكئين على حكايات الماضي، بل يفسح الطريق فقط للعاملين بجدٍ، للمؤمنين بأن المجد يُبنى بالعمل، والإنجاز، وليس بالتغني بما كان. وختم التدوينة: نحمد الله على نعمة القيادة الرشيدة الملهمة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store