
قوة الجيش في التوازنات الإقليمية ورقة حفتر في لقاء مبعوث ترامب
وكان اجتماع حفتر مع المبعوث الأميركي مهمّا لتوضيح موقف قيادة الجيش من جملة الملفات العالقة، لاسيما وأن الإدارة الأميركية الحالية تبدو أكثر تفهما لخصوصيات المشهد الليبي، كما أن ترامب يقدر لحفتر نجاحه في معركة اجتثاث الإرهاب وتأمين الاستقرار في أغلب مناطق ليبيا.
وقال بولس عبر منصة إكس 'ناقشنا دعم الولايات المتحدة للجهود الليبية لتوحيد المؤسسات وتعزيز السيادة ورسم طريق نحو الاستقرار والازدهار من خلال الحوار السياسي.' وأشاد بولس بجهود القيادة العامة في تحقيق الأمن والاستقرار داخل ليبيا، وقال 'هذا الاستقرار يشكل ركيزة أساسية تسهم في حفظ أمن واستقرار دول المنطقة بأكملها.'
وطرح حفتر خلال اللقاء دور الجيش الوطني في تأمين التوازنات الإقليمية ومكافحة الإرهاب وقطع الطريق أمام دعاة الفوضى والانفلات، وهو ما بات محل إشادة من قبل أغلب القوى الدولية التي ترى أن الجيش أفلح في تحقيق ما فشلت فيه سلطات طرابلس منذ العام 2011.
وقبل ذلك، بحث رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة الأربعاء مع بولس سبل تعزيز التعاون الثنائي ومتابعة آفاق الشراكة الإستراتيجية بين البلدين، وناقشا فرص التعاون المشترك في مجالات الطاقة، والمعادن، والبنية التحتية، والصحة، والاتصالات. وقدم الفريق الحكومي عرضا تفصيليا لأوجه الشراكة الإستراتيجية الاقتصادية الليبية، والمقدرة بنحو 70 مليار دولار.
ورحب رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان أحمد عبدالحكيم حمزة بالدور الذي تضطلع به الولايات المتحدة في دعم الاستقرار والسلام في ليبيا، مشيرًا إلى أن هذه الجهود يجب أن توجه نحو خلق مسار سياسي توافقي حقيقي يُنهي حالة العبث، ومحذرًا من أن تتحول هذه التحركات الدولية إلى مجرد عملية 'تدوير للأزمة' بدلًا من حلها فعليًا.
من جانبه، أكد رئيس الائتلاف الليبي - الأميركي فيصل الفيتوري أن السياسة الأميركية تجاه ليبيا تحكمها محددات مؤسسية صارمة لا تقبل المقايضة أو التنازلات خارج إطار الشرعية والانتخابات والتوازن الميداني.
واعتبر أن بعض الساسة الليبيين يعتقدون، عن قِصر نظر، أن المال وحده كفيل بشراء المواقف الدولية، أو أن التنازلات غير المدروسة يمكن أن تُكافأ بدعم سياسي أو البقاء في السلطة، وهو تصور لا ينطبق على أسس السياسة الأميركية، مشددا على أن الحديث عن توطين الفلسطينيين في ليبيا، رغم ما يُتداول بشأن عروض مالية سخية من جهات في طرابلس، يظل خارج نطاق الواقع السياسي والإستراتيجي للولايات المتحدة.
وتابع الفيتوري أن الإدارة الأميركية لن تقحم ليبيا في مشروع توطين بهذا الحجم والتعقيد في ظل الانقسامات الداخلية، والحدود المفتوحة، والتحديات العابرة للحدود، والتي تؤثر بشكل مباشر على أمن المتوسط وحلفاء الولايات المتحدة في أوروبا.
وقال الفيتوري إن الدبيبة يعتقد أن تقديم مشاريع استثمارية بقيمة 70 مليار دولار قد يُغري واشنطن ويجذب اهتمام إدارة ترامب.
وأثار لقاء مبعوث ترامب برئيس المؤسسة الوطنية للنفط مسعود سليمان جدلا واسعا في الأوساط الليبية حيث يرى المراقبون أن الدبيبة يسعى إلى تشبيك قطاع النفط الليبي مع دائرة القرار الأميركي مقابل تمكينه من البقاء في منصبه إلى أجل غير مسمّى، حيث يطمح إلى الانفراد بالسلطة لسنوات قادمة وهو ما يحتاج وفق المقربين منه إلى دعم مباشر من واشنطن والعواصم الأوروبية.
وقال بولس عبر حسابه على منصة إكس 'أجريت حوارا مثمرا مع رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، مسعود سليمان، تناولنا خلاله سبل تعزيز التعاون بين الولايات المتحدة وليبيا في قطاع الطاقة.' وأضاف 'استعرضنا السبل التي يمكن للولايات المتحدة من خلالها دعم أهداف ليبيا في إنتاج النفط والغاز.'
◙ الإدارة الأميركية لن تقحم ليبيا في مشروع توطين بهذا الحجم والتعقيد في ظل الانقسامات الداخلية، والحدود المفتوحة، والتحديات العابرة للحدود
في الأثناء، أكدت مصادر محلية أن مستشار ترامب حمل إلى المسؤولين الليبيين خطة متكاملة لتنفيذ مقترح سابق بتهجير فلسطينيين إلى ليبيا.
وقال المحلل السياسي الليبي المقيم بالولايات المتحدة محمد بويصير إن بولس وصل إلى ليبيا من أجل إنهاء صفقة تهجير الفلسطينيين من غزة إلى الأراضي الليبية، موضحا أن 'الهدف الأساسي من الزيارة هو وضع اللمسات الأخيرة على قبول تهجير مليون فلسطيني من غزة عبر مصر.'
وتابع قائلا 'خطوة مستشار ترامب تتضمن الاستماع إلى كافة الأطراف التي سيتم مقابلتها دون تعليق منه، حيث لن يتم التطرق إلى ملف الانتخابات، لأنه ليس من أولويات الإدارة الأميركية حاليا، خاصة وأن ترامب قناعته بالديمقراطية مشكوك فيها.'
بالمقابل، حذر مجلس النواب الليبي من الزج باسم ليبيا في مخططات تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، مجددا رفضه القاطع لأيّ محاولة لتوطينهم أو تهجيرهم قسرًا خارج أراضيهم.
وأكدت لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب رفضها 'بشكل قاطع الزج باسم الدولة الليبية في أيّ مخططات مشبوهة تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية تحت ذرائع إنسانية أو أمنية،' مجددة رفضها أيّ شكل من أشكال التوطين أو التهجير القسري للفلسطينيين خارج أراضيهم.
وكانت تقارير صحفية كشفت الأسبوع الماضي أن رئيس جهاز 'الموساد' الإسرائيلي دافيد برنياع اجتمع مؤخرا مع المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف في واشنطن، وطلب مساعدته في تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين من غزة إلى دول مثل ليبيا وإثيوبيا وإندونيسيا، وعرض عليه تقديم حوافز لهذه الدول مقابل استقبالها لهم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 21 دقائق
- اليمن الآن
شاهد كيف انقذ الزُبيدي الريال اليمني
اليوم السابع – عدن: كشفت مصادر تفاصيل، لأول مرة، بشأن اجراءات اتخذها رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي عيدروس قاسم الزُبيدي، لإنقاذ الريال اليمني واستعادة عافيته بعد عام من الانهيار المستمر في سعر صرفه أمام العملات الأجنبية. جاء من بين تلك المصادر الناشط السياسي الجنوبي البارز المحامي علي ناصر العولقي، الذي أكد أن الفضل في تحسن سعر صرف الريال اليمني أمام الدولار الأمريكي والريال السعودي في العاصمة عدن، يعود إلى الزُبيدي. وقال العولقي في تغريدة على منصة "إكس": "الإجراءات الاقتصادية التي تبنّاها الرئيس الزُبيدي بدأت تؤتي ثمارها، وأبرز نتائجها تحسن سعر صرف العملة المحلية بشكل ملحوظ، ومنح مصافي عدن رخصة العمل ضمن المنطقة الحرة، وإعادة تشغيلها، خطوة محورية لتعزيز الإنتاج وضبط السوق، وهو توجّه جاد من قبل الرئيس الزُبيدي نحو إصلاح شامل ومحاسبة صارمة للمخالفين". مضيفاً في تغريدة ثانية: "جهود كبيرة لنجاح الإصلاح الإقتصادي يقودها رئيس لجنة الموارد السيادية والمحلية عضو مجلس القيادة الرئاسي رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي الاسبوعين الماضيين". مردفاً: "مازال حتى اليوم يتابع ويوجه من العاصمة عدن، وبجهود عظيمة وعمل دؤوب من عضو مجلس القيادة الرئاسي قائد قوات العمالقة النائب أبو زرعة المحرمي نتمنى لهما التوفيق والمضي قدما لإنقاذ الشعب من الانهيار الإقتصادي والمعيشي ..". يأتي هذا بعد تحسن سعر صرف الريال اليمني أمام العملات الأجنبية، حيث سجل أمام الدولار الأمريكي 1632 ريالاً، فيما ارتفع مقابل الريال السعودي إلى 480 ريالاً، وذلك بعد تراجعه خلال الفترة الماضية إلى 2899 ريالاً للدولار الواحد، و760 ريالاً أمام الريال السعودي. و طالب المجلس الانتقالي الجنوبي، رسمياً، بالتحقيق مع قيادة البنك المركزي اليمني في العاصمة عدن، بشأن دورها في انهيار العملة المحلية أمام العملات الأجنبية خلال الفترة الماضية. الانتقالي يطالب بتحقيق مع قيادة المركزي واتخذ رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي عيدروس قاسم الزُبيدي، موقفاً حاسماً من شركة هائل سعيد أنعم، بعد رفضها تخفيض أسعار المواد الغذائية والسلع التي تنتجها عقب تحسن سعر صرف العملة. موقف حاسم للزبيدي من شركة هائل سعيد وصدر قرار جنوبي عاجل وحازم ضد مجموعة هائل سعيد أنعم وشركاه وعدد من الشركات التجارية الكبيرة على خلفية موقفها من تحسن صرف العملة المحلية مقابل العملات الأجنبية في العاصمة عدن وعموم الجنوب. قرار عاجل ضد شركات هائل وشهاب و رفضت مجموعة شركات هائل سعيد أنعم وشركاه، خفض أسعار السلع والمواد الغذائية التي تنتجها بعد استعادة الريال اليمني جزءاً من قيمته عقب تسجيله انهياراً كبيراً خلال الفترة الماضية. شركات هائل سعيد ترفض خفض الاسعار


اليمن الآن
منذ ساعة واحدة
- اليمن الآن
السفيرة البريطانية تتحدث عن 'لقاء بناء' اتفقت خلاله مع 'المعبقي' على 'إصلاحات عاجلة لتعزيز الاستقرار الإقتصادي'
السفيرة البريطانية تتحدث عن 'لقاء بناء' اتفقت خلاله مع 'المعبقي' على 'إصلاحات عاجلة لتعزيز الاستقرار الإقتصادي' بران برس: أكدت سفيرة المملكة المتحدة لدى اليمن، عبدة شريف، الأربعاء 7 أغسطس/آب 2025، اتفاقها مع محافظ البنك المركزي اليمني في مدينة عدن المعلنة عاصمة مؤقتة للبلاد (جنوبي اليمن)، أحمد غالب المعبقي، على تنفيذ إصلاحات اقتصادية عاجلة تعزز الاستقرار الاقتصادي وتدعم رفاه الشعب اليمني. جاء ذلك، خلال لقاء وصفته بـ"البنّاء" جمعها بـ'المعبقي' ، في مدينة عدن، أكدت خلاله التزام بلادها بدعم استقلالية البنك المركزي، والجهود المبذولة لتعزيز الاستقرار الاقتصادي، وفقًا لتدوينة نشرتها السفيرة عبر منصة 'إكس'، رصدها 'برّان برس'. يأتي ذلك، في ظل تحسُّن سعر صرف العملة اليمنية، حيث استعاد الريال اليمني أكثر من 45% من قيمته في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها، خلال أيام، وسط جهود مركزية ومحلية مكثفة لضبط أسعار السلع بما يتناسب مع هذا التحسن في قيمة العملة المحلية أمام العملات الصعبة. ووفقاً لمصادر مصرفية في مأرب، سجّل سعر صرف الدولار الواحد، الأربعاء 1626 ريالاً، بعد أن كان قد تجاوز 3000 ريال، ما مثّل تحسّناً ملحوظاً أثار آمالاً في أوساط المواطنين بإمكانية تراجع أسعار السلع الأساسية التي شهدت ارتفاعات متتالية خلال الأشهر الماضية. البنك المركزي السفيرة البريطانية لدى اليمن


اليمن الآن
منذ ساعة واحدة
- اليمن الآن
فضيحة أممية كبرى.. تعيين قيادي شيعي خطير باليمن لخدمة الحوثي ومحامي يدعو الحكومة لرفض تعيينه
اخبار وتقارير فضيحة أممية كبرى.. تعيين قيادي شيعي خطير باليمن لخدمة الحوثي ومحامي يدعو الحكومة لرفض تعيينه الأربعاء - 06 أغسطس 2025 - 11:50 م بتوقيت عدن - نافذة اليمن - خاص فجّر إعلاميون وحقوقيون يمنيون جدلًا واسعًا، مساء الاربعاء، بعد إعلان منظمة الصحة العالمية تعيين القيادي الأممي المثير للجدل "سيد جعفر حسين" ممثلًا لها في اليمن، وسط تساؤلات عن خلفيته المثيرة ودلالات اختياره في هذا التوقيت الحساس، فضلا عن مؤشرات خطيرة على اختراق طائفي لمفاصل القرار الأممي في واحدة من أكثر دول العالم هشاشة ونزاعًا. وبينما لا تزال المناطق المحررة تعاني من تهميش مشاريع الإغاثة والدعم الصحي، جاء هذا التعيين – وفق خبراء – ليُعيد فتح ملف الانحياز الأممي لمليشيا الحوثي، خاصة وأن سيد جعفر حسين ليس غريبًا على هذا النوع من المهام، حيث شغل نفس المنصب سابقًا في إيران والعراق، الدولتين اللتين تمثلان قلب المشروع الطائفي في المنطقة. الإعلامي اليمني رياض الدبعي فتح النار على المنظمة، متسائلًا: "كيف تُعيّن منظمة دولية شخصية كهذه في بلد مثل اليمن، دون مراعاة لحساسية التوازنات السياسية والدينية؟". الدبعي أوضح أن سيد جعفر حسين، وهو باكستاني من الطائفة الشيعية، سبق أن تولى ذات المنصب في كل من إيران والعراق، وهما دولتان ترتبطان بشكل وثيق بالمشروع الطائفي الإيراني الذي يدعم مليشيا الحوثي في اليمن. وأضاف الدبعي أن المنظمة الأممية، خلال السنوات الماضية، أبدت انحيازًا واضحًا لصالح مناطق سيطرة الحوثيين، عبر توجيه أغلب مشاريعها لمنظمات موالية لهم، في وقت تتعرض فيه المناطق المحررة للتهميش والإقصاء. وأشار إلى حادثة اختطاف الدكتور عبد الناصر الرباعي، أحد موظفي منظمة الصحة العالمية، داخل مناطق الحوثيين، دون أن يصدر عن المنظمة أي موقف واضح أو إدانة جادة، متسائلًا: "في ظل هذا السجل، كيف تم تمرير هذا التعيين؟ وهل كانت الحكومة الشرعية على علم بذلك؟". أما المحامي اليمني محمد المسوري، فقد أطلق تحذيرًا صريحًا من أن: "جعفر حسين ليس مجرد موظف أممي، بل أحد الأذرع التي تخدم المحور الإيراني وأدواته، وتاريخه في العراق وإيران يكشف انحيازه التام للمليشيات الطائفية". المسوري دعا الحكومة الشرعية إلى رفض تعيينه بشكل قاطع، مؤكدًا: "اعتراضنا ليس لأنه باكستاني، بل لأنه يعمل لصالح الحوثي ومشروعهم الطائفي". هذا التعيين يعيد إلى الواجهة الأسئلة القديمة المتجددة حول دور بعض الوكالات الأممية في اليمن، ومدى حيادها، في ظل الانقسامات العميقة والتدخلات الخارجية في الملف اليمني. الاكثر زيارة اخبار وتقارير مليار دولار تدخل خزينة الدولة خلال ساعات.. خطوة حاسمة وترتيبات جارية على أع. اخبار وتقارير توقف عملية بيع العملات الأجنبية في العاصمة عدن. اخبار وتقارير تصريحات "رشاد هائل" تثير الجدل: هل تضع المجموعة التجارية في مرمى العقوبات ا. اخبار وتقارير الأمم المتحدة تحذر من "قنبلة نقدية" في صنعاء تُهدد اليمن بالكامل.