logo
من الـ F-16 إلى J-10C: كيف تعيد مصر رسم خريطة تسليح جيشها وما المخاطر؟

من الـ F-16 إلى J-10C: كيف تعيد مصر رسم خريطة تسليح جيشها وما المخاطر؟

دفاع العرب٠٤-٠٥-٢٠٢٥

تتبع مصر منذ عقود استراتيجية راسخة في تنويع مصادر تسليح قواتها المسلحة، متجنبةً الانخراط في تحالفات عسكرية حتمية مع أي قوة عظمى. أثمرت هذه السياسة عن امتلاك القاهرة لترسانة عسكرية فسيفسائية تضم معدات متنوعة المنشأ، تجمع بين المنظومات الغربية والشرقية. فإلى جانب المقاتلات الأميركية من طراز F-16، والروسية مثل ميغ-29، والفرنسية من طراز رافال، عززت مصر مؤخراً ترسانتها بأنظمة صينية متقدمة، في خطوة تزيد من التحديات التشغيلية والصيانة والتدريب داخل الجيش المصري بسبب تنوع المنصات.
في سياق هذا التوجه، يأتي الإعلان عن تنظيم أول مناورات جوية مشتركة على الأراضي المصرية بين القوات الجوية المصرية والصينية، تحت مسمى 'نسور الحضارة 2025″، ليؤكد على مسار التعاون الدفاعي المتنامي بين القاهرة وبكين. شاركت الصين في هذه المناورات بأحدث منصاتها الجوية، بما في ذلك طائرات النقل الاستراتيجية Y-20، والمقاتلات الحديثة J-10C، وطائرات الإنذار المبكر والتحكم KJ-500، مما يعكس مستوى غير مسبوق من الثقة العسكرية المتبادلة بين الجانبين.
هذا التعاون ليس وليد اللحظة، بل يرتكز على سنوات من عمليات الاستحواذ المصرية على أنظمة صينية نوعية. تشمل هذه الاستحواذات مقاتلات J-10CE، والطائرات المسيرة Wing Loong التي تم استخدامها بفعالية في شمال سيناء، ومنظومات الدفاع الجوي بعيدة المدى HQ-9B، بالإضافة إلى طائرات التدريب K-8E التي يتم تصنيعها محلياً بدعم وتكنولوجيا صينية. ومع ذلك، تفرض كل منظومة جديدة تضاف إلى الترسانة تحديات لوجستية وعملياتية معقدة على القوات المسلحة المصرية، نظراً لعدم توافقها التام مع الأنظمة الغربية أو الروسية الموجودة.
ورغم هذه التحديات العملياتية، تؤكد مصر تصميمها على تعزيز علاقاتها الدفاعية مع الصين. يبدو الهدف الأبرز وراء هذا التوجه هو السعي للوصول إلى تكنولوجيا عسكرية متقدمة بعيداً عن التبعية الكاملة والضغوط المتزايدة التي تفرضها القوى الغربية، لا سيما الولايات المتحدة، على صفقات السلاح. فقد واجهت مصر تراجعاً في ميزة التمويل العسكري الأميركي المؤجل منذ عام 2015، كما تعرضت لضغوط حادة بشأن صفقات تسليح روسية مثل مقاتلات سو-35. ومع ذلك، ثابرت القاهرة على المضي قدماً في مسار الشراكات الدفاعية البديلة.
يحمل التقارب العسكري المتنامي مع الصين في طياته مخاطر محتملة، أبرزها تهديد بفقدان جزء من المساعدات العسكرية الأميركية السنوية البالغة 1.3 مليار دولار. كما يثير هذا التقارب قلقاً عميقاً لدى واشنطن وتل أبيب، لا سيما في ظل التطورات الإقليمية المتسارعة والحرب الدائرة في غزة. تُعد المناورة الجوية الأخيرة 'نسور الحضارة 2025' إشارة ذات دلالة رمزية واستراتيجية قوية، قد تُفسر على أنها تحول استراتيجي في التموضع المصري على الساحة الدولية. ورغم أن الصين تتجنب عادة الانخراط في اصطفافات صريحة، إلا أن تنامي حضورها العسكري في مصر يُعتبر بمثابة رسالة غير مباشرة عن تحول محتمل في الاصطفافات الإقليمية.
في الختام، تسعى مصر إلى محاكاة استراتيجية بعض دول الخليج في الموازنة الدقيقة بين القوى الكبرى. لكن هذه الاستراتيجية في الحالة المصرية تبدو كخطوة محفوفة بمخاطر جيوسياسية معقدة، وتوازنات دقيقة للغاية، واحتمالات تصاعد التوتر الدبلوماسي مع واشنطن، الشريك الأمني والعسكري التقليدي الأبرز.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

فرنسا تقترب من صفقة جديدة لبيع مقاتلات 'رافال' وغواصات 'سكوربين' لإندونيسيا
فرنسا تقترب من صفقة جديدة لبيع مقاتلات 'رافال' وغواصات 'سكوربين' لإندونيسيا

دفاع العرب

timeمنذ 19 ساعات

  • دفاع العرب

فرنسا تقترب من صفقة جديدة لبيع مقاتلات 'رافال' وغواصات 'سكوربين' لإندونيسيا

وقّعت فرنسا وإندونيسيا اتفاقية دفاعية أولية قد تفتح الباب أمام طلبات جديدة لشراء معدات عسكرية فرنسية، تشمل مقاتلات 'رافال' وغواصات 'سكوربين' وفرقاطات خفيفة، بحسب ما أعلنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإندونيسي برابوو سوبيانتو. وبحسب وكالة رويترز، أشاد ماكرون بالاتفاق، مؤكدًا أنه 'يفتح آفاقًا جديدة لتعزيز التعاون العسكري بين البلدين'. من جانبه، اعتبر برابوو أن فرنسا تُعد من أبرز شركاء إندونيسيا في تحديث منظومتها الدفاعية وتطوير صناعتها العسكرية من خلال الإنتاج المشترك ونقل التكنولوجيا. وكانت إندونيسيا قد أبرمت في عام 2022 صفقة لشراء 42 مقاتلة 'رافال'، إلا أنها لم تتسلّم أي طائرة. ووفقًا لتصريحات قائد القوات الجوية الإندونيسية محمد توني هارجونو، فإن أول 6 مقاتلات ستصل مطلع عام 2026. إضافة إلى صفقة 'رافال'، وقّعت إندونيسيا عام 2024 اتفاقًا مع شركة 'نافال غروب' الفرنسية لبناء غواصتين من طراز 'سكوربين'، كما أعلنت في عام 2023 عن شراء 13 رادارًا طويل المدى للمراقبة الجوية من شركة 'تاليس' الفرنسية.

ماكرون يتطلع لاتفاقيات استراتيجية دفاعية مع إندونيسيا
ماكرون يتطلع لاتفاقيات استراتيجية دفاعية مع إندونيسيا

النهار

timeمنذ يوم واحد

  • النهار

ماكرون يتطلع لاتفاقيات استراتيجية دفاعية مع إندونيسيا

يلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بنظيره الإندونيسي برابوو سوبيانتو في جاكرتا اليوم الأربعاء، ومن المتوقع أن تكون العلاقات الدفاعية مع أكبر مشتر أسلحة من باريس في جنوب شرق آسيا مطروحة على جدول الأعمال. وإندونيسيا المحطة الثانية من جولة ماكرون في المنطقة عقب زيارته لفيتنام، حيثما وقع البلدان صفقات تزيد قيمتها على 10 مليارات دولار. ومن المقرر أن يتوجه إلى سنغافورة غدا الخميس.وأعلنت وزارة الخارجية الإندونيسية أن الجانبين سيناقشان "الشراكات الاستراتيجية القائمة" من دون أن تذكر تفاصيل واضحة بشأن المجالات محل النقاش. ووقع البلدان صفقة دفاعية قيمتها 8.1 مليار دولار في عام 2022 تضمنت شراء 42 طائرة مقاتلة رافال صنعتها شركة داسو الفرنسية للطيران، بالإضافة إلى مجموعة من الاتفاقات لتطوير الغواصات والذخيرة. وقال خيرول فهمي، وهو خبير عسكري في معهد الدراسات الأمنية والاستراتيجية بإندونيسيا "تحتاج بعض الالتزامات إلى المتابعة، وأبدت إندونيسيا اهتماما نحو بعض العتاد العسكري الآخر، ولكن لم يحرز تقدم يذكر إلى الآن". وذكرت وكالة الأنباء الإندونيسية الرسمية (أنتارا) أن إندونيسيا لم تتسلم أي طائرات رافال حتى الآن. وقال قائد القوات الجوية الإندونيسية محمد توني هارجونو في شباط/فبراير إن ست طائرات ستصل إلى حاكرتا في أوائل عام 2026. وإلى جانب صفقة طائرات الرافال، أبرمت إندونيسيا في 2024 اتفاقا مع شركة نافال جروب الفرنسية الحكومية لشراء غواصتين من طراز "سكوربين"، وفي 2023 أعلنت عن شراء 13 رادارا للمراقبة الجوية بعيدة المدى من شركة تاليس الفرنسية. وكان برابوو، الذي تولى الرئاسة العام الماضي، وزيرا للدفاع عندما وُقعت هذه الصفقات. ويضم وفد ماكرون إلى إندونيسيا الغنية بالمعادن الرئيس التنفيذي الجديد لمجموعة إيراميه الفرنسية للتعدين باولو كاستيلاري. وقالت كريستيل بوري، رئيسة مجلس إدارة المجموعة، إنهما سيبحثان مناقشة تصاريح التعدين فيما يتعلق بمنجم النيكل في خليج ويدا. وإندونيسيا أكبر منتج للنيكل في العالم، كما أنها تملك أكبر احتياطي معروف منه. وشكت إيراميه وشركات أخرى من انخفاض الكميات المسموح بمعالجتها. وتجري المجموعة أيضا محادثات مع صندوق الثروة السيادي الإندونيسي الجديد (دانانتارا) بشأن استثمارات في سلسلة توريد البطاريات، بينما لا تزال إيراميه ترغب في المشاركة في مجال معالجة النيكل بعدما تخلت عن خطتها لبناء مصنع مع شركة باسف العام المنصرم.

"إسرائيل" قد تفقد تفوقها الجوي أمام مصر
"إسرائيل" قد تفقد تفوقها الجوي أمام مصر

الديار

timeمنذ 2 أيام

  • الديار

"إسرائيل" قد تفقد تفوقها الجوي أمام مصر

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب أعربت وسائل إعلام إسرائيلية عن قلقها من تطورات عسكرية محتملة تشكل تهديدًا لأمن إسرائيل، مشيرة إلى أن مصر بدأت تعزز قدراتها العسكرية باستخدام أسلحة صينية متطورة. ونقل موقع "ناتسيف نت" الإخباري الإسرائيلي تحليلات تشير إلى أن الصناعة العسكرية الصينية نجحت في تقليص الفجوة التكنولوجية مع الولايات المتحدة وأوروبا، وأن مصر أصبحت من بين الدول التي تستفيد من هذه التطورات. وأوضح الموقع أن الصين، التي كانت تخصص أسلحتها المتطورة في السابق لجيشها فقط، بدأت تصدر بعض هذه التقنيات إلى دول أخرى، بما في ذلك مصر. وأشار المحلل العسكري الإسرائيلي إيلي بار أون، المتخصص في تكنولوجيا الأسلحة، إلى أن الأسلحة الصينية أثبتت كفاءتها في مواجهة أنظمة غربية متطورة، كما حدث في النزاع بين الهند وباكستان، حيث اعترضت أسلحة صينية طائرات "رافال" الفرنسية. أبرز الأسلحة الصينية التي قد تشكل تهديدًا لإسرائيل بحسب التحليل الإسرائيلي: 1. المقاتلة J-10C: تُعتبر العمود الفقري للقوات الجوية الصينية، وتعادل في قدراتها أحدث طرازات الـ F-16 الأميركية. تم استخدامها بنجاح في اعتراض طائرات هندية، وأبدت كل من مصر وإيران اهتمامًا بشرائها. سعرها يقارب 40 مليون دولار، مقابل 70 مليون دولار لطائرة F-16 الحديثة. 2. الصواريخ المضادة للطائرات (PL-15 وPL-17): صواريخ بعيدة المدى (مئات الكيلومترات) تشكل خطرًا على الطائرات العسكرية والمدنية. 3. الطائرات المسيرة (بدون طيار) المتطورة: 4. أنظمة الليزر المضادة للطائرات المسيرة: اشترتها السعودية، وتدرس مصر الحصول عليها. 5. المقاتلة الشبحية J-20: تُعد التهديد الأكبر، حيث تضاهي المقاتلة الأميركية F-22 في التخفي والقدرات القتالية. تتمتع بمدى هائل وقدرة على المناورة، إضافة إلى حمل صواريخ متطورة ورادارات بعيدة المدى. سعرها مرتفع جدًا (نحو 110 ملايين دولار)، لكنها قد تقوض التفوق الجوي الإسرائيلي إذا حصلت عليها مصر. يأتي هذا التقرير في إطار المخاوف الإسرائيلية من تزايد التعاون العسكري بين مصر والصين، خاصة مع تفضيل بعض الدول للأسلحة الصينية بسبب أسعارها التنافسية ونقص البدائل الغربية في بعض المجالات. ورغم أن مصر لم تُعلن عن خطط لشراء بعض هذه الأسلحة، فإن التحليل الإسرائيلي يعكس قلقًا من أي تغيير في ميزان القوى العسكري في المنطقة. يُذكر أن إسرائيل تعتمد بشكل أساسي على التفوق الجوي كإحدى ركائز أمنها القومي، لذا فإن أي تهديد لهذا التفوق، خاصة عبر تقنيات متطورة مثل الطائرات الشبحية أو الصواريخ بعيدة المدى، يُنظر إليه بجدية في الأوساط الأمنية الإسرائيلية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store