logo
هل نشهد مزيدا من الانتشار النووي؟

هل نشهد مزيدا من الانتشار النووي؟

شبكة النبأ٠٣-٠٥-٢٠٢٥

الدول ربما تكون في وضع أفضل بدون قنبلة مقارنة بوضعها في وجودها، فإن سياسة إبطاء انتشار تكنولوجيا الأسلحة النووية سترتكز على أساس قوي. ومن الناحية الواقعية، لا يحتاج النظام الدولي إلى الالتزام التام حتى يتسنى له امتلاك تأثير تقييدي كبير. ولكن بمجرد أن يبدأ تآكل المعايير والمؤسسات، فقد يكون من الصعب إيقافه...
بقلم: جوزيف ناي
كمبريدج ــ مرت ثمانية عقود من الزمن منذ استُـخـدِمَت الطاقة الكامنة في الذرة في الحرب. ولكن بدلا من المعاناة من معركة فاصلة نووية، حقق العالم استقرارا نوويا مدهشا ــ حتى الآن. من اللافت للنظر بذات القدر أنه على الرغم من انتشار التكنولوجيا النووية إلى بلدان عديدة، لم يختر سوى قِـلة منها استخدامها لتطوير الأسلحة. استفاد العالم من نظام فعّال لمنع الانتشار النووي، وهو عبارة عن مجموعة من القواعد والمعايير والمؤسسات التي ثبطت الانتشار النووي ــ وإن كان هذا بشكل موقوف وغير كامل. ولكن هل من الممكن أن يصمد هذا النظام في عصر من التحولات الجيوسياسية السريعة؟
في ستينيات القرن الماضي، تنبأ الرئيس الأميركي جون كينيدي بأن حوالي 25 دولة ستمتلك أسلحة نووية بحلول السبعينيات. ومع ذلك، لن نجد اليوم سوى تسع دول فقط، لأن الحكومات اتخذت خطوات لمنع الانتشار.
في عام 1968، تفاوضت الدول على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية (NPT)، التي اعترفت بأن خمس دول تمتلك أسلحة نووية بالفعل، لكنها حصلت على تعهدات من الدول الأخرى بعدم تطويرها. على مدار عقود من الزمن، أرسلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تتخذ من فيينا مقرا لها مفتشين إلى الدول التي تطور الطاقة النووية لضمان استخدامها للأغراض المدنية فقط. وفي سبعينيات القرن العشرين، أعطت إدارة الرئيس الأميركي جيمي كارتر أولوية قصوى لإبطاء الانتشار النووي، وذلك جزئيا من خلال مجموعة الموردين النوويين المنشأة حديثا، والتي تعهدت الدول الأعضاء فيها بالالتزام بالانضباط في تصدير تكنولوجيا التخصيب وإعادة المعالجة الحساسة.
أصبح نظام منع الانتشار هذا جزءا مهما من النظام العالمي، لكن بعض المحللين يعتقدون أنه يواجه تهديدات جديدة. حتى أن مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل ماريانو جروسي قلق بشأن مستقبل النظام. يتمثل التحدي الأكثر وضوحا في برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم بنسبة أعلى من 60% ــ بما يتجاوز كثيرا المستوى المطلوب للاستخدام في المفاعلات المدنية. تشير تقديرات جروسي إلى أن إيران من الممكن أن تصنع قنبلة في غضون أشهر، وليس سنوات؛ وإذا طورت إيران سلاحا نوويا، تقول المملكة العربية السعودية إنها ستحذو حذوها وتنسحب من معاهدة منع الانتشار النووي. وتهدد إسرائيل والولايات المتحدة باستخدام القوة لردع إيران، حتى على الرغم من انخراط الولايات المتحدة وإيران في مفاوضات جديدة حول الحد من البرنامج النووي الإيراني.
وراء هذا التحدي الإقليمي في الشرق الأوسط يكمن تهديد عالمي لنظام منع الانتشار النووي. بعد الحرب العالمية الثانية، قيدت ألمانيا واليابان خططهما النووية بسبب تحالفهما مع الولايات المتحدة. كانت مصداقية الردع النووي الأميركي كافية لتوفير الأمن لهما، وكان الأمر نفسه ينطبق على عشرات الدول الأخرى، في منظمة حلف شمال الأطلسي وفي شرق آسيا. ولكن الآن بعد أن أضعفت إدارة ترمب هذه التحالفات، تسببت أيضا في إضعاف الردع الموسع من جانب أميركا، الأمر الذي دفع آخرين إلى دراسة ما إذا كان ينبغي لهم امتلاك أسلحة نووية تخصهم. وهم يدركون تمام الإدراك أن أوكرانيا تخلت عن الأسلحة النووية التي تعود إلى الحقبة السوفيتية التي كانت متمركزة على أراضيها، فقط لكي تغزوها روسيا (التي ضمنت وحدة أراضي أوكرانيا في مذكرة بودابست لعام 1994).
يقول بعض المحللين إننا لا ينبغي لنا أن نقلق، لأن انتشار الأسلحة النووية سيكون له آثار مفيدة على السياسة العالمية. ويؤكدون أنه مثلما حافظت الأسلحة النووية على الحكمة في العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، فإن الأسلحة النووية قد تؤدي إلى استقرار موازين القوى الإقليمية اليوم.
لكن هذا الموقف الذي يرى أن المزيد من الأسلحة النووية أفضل لا يمكن الدفاع عنه إلا إذا كانت الظروف السياسية متشابهة. فهو يفترض وجود أنظمة قيادة وسيطرة مستقرة؛ وغياب الحروب الأهلية الخطيرة أو الدوافع المزعزعة للاستقرار (مثل النزعات الوحدوية)؛ والانضباط بشأن إغراء شن ضربات وقائية خلال المراحل الأولى من الصراع، عندما تكون قدرات الأسلحة النووية الجديدة ضعيفة وغير حصينة.
مثل هذه الافتراضات غير واقعية في أجزاء كثيرة من العالم. فبعيدا عن تعزيز الأمن، قد تتمثل الآثار الأولى لامتلاك قدرة نووية في كثير من الظروف في زيادة ضعف الدولة وانعدام أمنها. علاوة على ذلك، حتى الضربة النووية "التكتيكية" المحلية ستشكل خرقا خطيرا لمحظور عالمي دام ثمانين عاما.
يتعين على المرء أيضا أن يضع في الحسبان الأدوار المزعزعة للاستقرار التي قد تلعبها جهات فاعلة لا تنتمي إلى دول بعينها. فحتى لو كان خطر حصول جماعة إرهابية على جهاز نووي متدنيا، فإن مجرد هذا الاحتمال يخلق تحديات خطيرة. فحقيقة أن المواد القابلة للاستخدام في الأسلحة يمكن سرقتها أو بيعها إلى دول مارقة في السوق السوداء تعني أن التهديد الذي تشكله الجماعات غير المنتمية إلى دول لا يعتمد فقط على قدراتها التكنولوجية. كما أن القوى العظمى اليوم لن تكون بالضرورة في مأمن من الآثار. ذلك أن الانتشار الواسع أو السريع للقدرات النووية من الممكن أن يؤثر على التوازن الاستراتيجي العالمي وعلى احتمالات قيام نظام عالمي سلمي وعادل في المستقبل.
من الواضح أن الاتجاهات السياسية والتقنية ستستمر في التغير. لكن السؤال الرئيسي يتعلق بمستقبل تحالفات الولايات المتحدة والردع الموسع. ولأن الانتشار النووي قد يكون مزعزعا للاستقرار، وأن الأسلحة النووية لا تعزز دائما الموقف الجيوسياسي للدولة الحائزة لها، وأن القوى العظمى لا يمكنها أن تفلت تماما من التأثيرات، ينبغي أن تتوفر مصلحة عالمية قوية في الحفاظ على نظام منع الانتشار.
في ظل الظروف الراهنة، قد يكون بعض التفاوت في التسلح مقبولا لدى أغلب الدول لأن البديل ــ المساواة الفوضوية ــ أشد خطورة. وطالما أن الدول ربما تكون في وضع أفضل بدون قنبلة مقارنة بوضعها في وجودها، فإن سياسة إبطاء انتشار تكنولوجيا الأسلحة النووية سترتكز على أساس قوي. ومن الناحية الواقعية، لا يحتاج النظام الدولي إلى الالتزام التام حتى يتسنى له امتلاك تأثير تقييدي كبير. ولكن بمجرد أن يبدأ تآكل المعايير والمؤسسات، فقد يكون من الصعب إيقافه.
* جوزيف ناي، سكرتير مساعد وزير الدفاع السابق، وأستاذ في جامعة هارفارد، مؤلف كتاب القوة الناعمة وكتاب مستقبل القوة وكتاب هل انتهى القرن الأميركي؟ و"هل الأخلاق مهمة القادمة"؟ الرؤساء والسياسة الخارجية من روزفلت إلى ترامب، والحياة في القرن الأمريكي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تقرير أميركي يتحدث عن موقع إيراني سري.. وهذا ما يتم تخصيبه
تقرير أميركي يتحدث عن موقع إيراني سري.. وهذا ما يتم تخصيبه

القناة الثالثة والعشرون

time١٤-٠٥-٢٠٢٥

  • القناة الثالثة والعشرون

تقرير أميركي يتحدث عن موقع إيراني سري.. وهذا ما يتم تخصيبه

ذكر موقع "19fortyfive" الأميركي أن "للبرنامج النووي الإيراني منظورا جديدا مُريبا، فإلى جانب تخصيب اليورانيوم، تشير صور الأقمار الصناعية التي كُشف عنها في 8 أيار إلى أن إيران قد خطت خطوةً أبعد من ذلك باستخدام عنصر يُعرف بالتريتيوم، والذي يُمكن أن يُعزز إنتاج الأسلحة النووية. وكشف غيليان تيرنر، الذي شغل سابقًا منصبًا في مجلس الأمن القومي، أن "موقع راينبو (Rainbow) يُستخدم بشكل أساسي لاستخراج التريتيوم، وهي مادة تُستخدم لتعزيز الأسلحة النووية، من دون أي تطبيقات مدنية أو تجارية حقيقية". وأشار إلى أن منشأة التريتيوم تدحض ادعاء إيران الراسخ بأنها تريد الطاقة النووية للأغراض السلمية فحسب. بطبيعة الحال، سخرت إيران من الأمر. وصرح وزير الخارجية عباس عراقجي عبر وكالة أنباء شينخوا الصينية: "كالمعتاد، يتم تداول المزيد من صور الأقمار الصناعية المرعبة للغاية مع اقتراب استئناف المحادثات النووية غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة"." وبحسب الموقع، "إذا كانت إيران تستخدم التريتيوم، فهذه علامة سيئة للغاية. يساهم التريتيوم في تصميم أسلحة أكثر تطورًا، ويمكنه زيادة القوة التدميرية للقنبلة النووية الإيرانية، محولًا جهازًا بدائيًا إلى سلاح أشد فتكًا. وأشار مركز الحد من التسلح ومنع الانتشار إلى أن "بضعة غرامات فقط من التريتيوم لكل رأس حربي تكفي لزيادة إنتاج الأسلحة النووية بشكل كبير". وأضاف المركز أن "عمر التريتيوم القصير نسبيا يعني أنه يحتاج إلى التجديد في كثير من الأحيان أكثر من المواد الأخرى المستخدمة في صنع الأسلحة". بفضل إنتاج التريتيوم، يُمكن لإيران تطوير ترسانة أسلحة متطورة والحفاظ عليها إلى أجل غير مسمى. ولحسن الحظ، يُمكن الكشف عن التريتيوم من خلال رصد تحليل مياه الصرف الصحي والجسيمات الجوية، وهو النوع الذي تُجريه طائرة WC-135R Constant Phoenix التابعة لسلاح الجو الأميركي، والمعروفة أيضًا باسم "جهاز الكشف عن الأسلحة النووية"، والتي تُنفذ مهام عالمية متكررة". وتابع الموقع، "لا عجب أن تتصاعد الضغوط الأميركية القصوى على إيران حتى مع استمرار جولات المحادثات. من منظور عسكري، يُعدّ موقع رينبو الإيراني سهل المنال بالنسبة للقاذفات الأميركية. بموقعه المعزول والبعيد عن المراكز السكانية الرئيسية، تُظهر الصور أن أي ضربة عسكرية ستكون دقيقة ومحدودة وفعالة في حال فشل الدبلوماسية. حتى على الإنترنت، من السهل تحديد المواد المستخدمة في تشييد المباني، ونوع التربة، والميزات التشغيلية الرئيسية للمنشأة، وكل التفاصيل اللازمة لاختيار نقاط الهدف الجيدة في حال الحاجة إلى تدميرها". وأضاف الموقع، "يتواصل حشد القاذفات في دييغو غارسيا، مع وصول قاذفات بي-52 (B-52)الأميركية لتنفيذ مهمة فرقة عمل القاذفات. وكان آخر إحصاء ست قاذفات بي-2 (B-2) وأربع قاذفات بي-52 على منحدر دييغو غارسيا. ومع هذه القوة النارية الهائلة في مسرح العمليات وناقلات الوقود KC-135، يمكن لخيار الهجوم أن يغطي منشآت متعددة، بما في ذلك ما يسمى بموقع رينبو. والميزة الأخرى هي تفوق الولايات المتحدة الفضائي الهائل على إيران، مما يُمكّنها من الهجوم والدفاع في مختلف المجالات. بالنسبة لقوة الفضاء الأميركية، أصبحت مواجهة إيران بمثابة مختبر قتال لصقل تكتيكاتها". وبحسب الموقع، "أطلقت قوات الفضاء تحذيرات عندما أطلقت إيران وابلًا من 12 صاروخًا باليستيًا على القوات الأميركية في قاعدة الأسد الجوية في العراق في كانون الثاني 2020. وتم إخلاء أكثر من 50 طائرة ثابتة الجناحين وطائرات عمودية مسبقًا، وصدت القاعدة هجمات على منشآت الصيانة على طول خط الطيران. في 13 نيسان 2024، أعدت قوة الفضاء مسار الهجوم الإيراني الضخم على إسرائيل. وصرح قائد مهمة دلتا 4، العقيد إرنست شميت، لمجلة قوات الجو والفضاء، بأن الهجوم كان "غير مسبوق من حيث الحجم والنطاق والقيود الزمنية"، حيث أطلقت إيران 30 صاروخًا كروز و120 صاروخًا باليستيًا و170 طائرة مسيّرة. ثم عادت قوة الفضاء الأميركية إلى العمل مع هجوم إيران في تشرين الأول". وتابع الموقع، "تتجلى مخاطر البرنامج النووي الإيراني بوضوح، ولن تكون الإجراءات الجزئية مقبولة. وقد عبّر المبعوث ستيف ويتكوف عن ذلك بصراحة تامة. وقال: "لا يمكن لبرنامج تخصيب في إيران أن يستمر أبدًا. هذا هو خطنا الأحمر". أخيرًا، يُذكّر مشروع التريتيوم الإيراني المُحتمل الكونغرسَ بإعطاء الأولوية للقوات العسكرية الأميركية القادرة على القيام بهذا النوع من العمل: قاذفات بي-21، وحاملات الطائرات التابعة للبحرية الأميركية المزودة بطائرات إف/إيه-إكس إكس ( F/A-XX)، والعديد من صواريخ الاعتراض من عائلة ستاندرد ميسايل (Standard Missile) لأسطول البحرية الأميركية السطحي. والأهم من ذلك، ينبغي تمويل قوة الفضاء الأميركية لتغطية كل ما تحتاجه لمواصلة مراقبة إيران وكوريا الشمالية وكل ما يتعلق بالتفوق الفضائي". ترجمة رنا قرعة قربان - "لبنان 24" انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

تقرير أميركي يتحدث عن موقع إيراني سري.. وهذا ما يتم تخصيبه
تقرير أميركي يتحدث عن موقع إيراني سري.. وهذا ما يتم تخصيبه

ليبانون 24

time١٤-٠٥-٢٠٢٥

  • ليبانون 24

تقرير أميركي يتحدث عن موقع إيراني سري.. وهذا ما يتم تخصيبه

ذكر موقع "19fortyfive" الأميركي أن "للبرنامج النووي الإيراني منظورا جديدا مُريبا، فإلى جانب تخصيب اليورانيوم، تشير صور الأقمار الصناعية التي كُشف عنها في 8 أيار إلى أن إيران قد خطت خطوةً أبعد من ذلك باستخدام عنصر يُعرف بالتريتيوم، والذي يُمكن أن يُعزز إنتاج الأسلحة النووية. وكشف غيليان تيرنر، الذي شغل سابقًا منصبًا في مجلس الأمن القومي، أن "موقع راينبو (Rainbow) يُستخدم بشكل أساسي لاستخراج التريتيوم، وهي مادة تُستخدم لتعزيز الأسلحة النووية، من دون أي تطبيقات مدنية أو تجارية حقيقية". وأشار إلى أن منشأة التريتيوم تدحض ادعاء إيران الراسخ بأنها تريد الطاقة النووية للأغراض السلمية فحسب. بطبيعة الحال، سخرت إيران من الأمر. وصرح وزير الخارجية عباس عراقجي عبر وكالة أنباء شينخوا الصينية: "كالمعتاد، يتم تداول المزيد من صور الأقمار الصناعية المرعبة للغاية مع اقتراب استئناف المحادثات النووية غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة"." وبحسب الموقع، "إذا كانت إيران تستخدم التريتيوم، فهذه علامة سيئة للغاية. يساهم التريتيوم في تصميم أسلحة أكثر تطورًا، ويمكنه زيادة القوة التدميرية للقنبلة النووية الإيرانية ، محولًا جهازًا بدائيًا إلى سلاح أشد فتكًا. وأشار مركز الحد من التسلح ومنع الانتشار إلى أن "بضعة غرامات فقط من التريتيوم لكل رأس حربي تكفي لزيادة إنتاج الأسلحة النووية بشكل كبير". وأضاف المركز أن "عمر التريتيوم القصير نسبيا يعني أنه يحتاج إلى التجديد في كثير من الأحيان أكثر من المواد الأخرى المستخدمة في صنع الأسلحة". بفضل إنتاج التريتيوم، يُمكن لإيران تطوير ترسانة أسلحة متطورة والحفاظ عليها إلى أجل غير مسمى. ولحسن الحظ، يُمكن الكشف عن التريتيوم من خلال رصد تحليل مياه الصرف الصحي والجسيمات الجوية، وهو النوع الذي تُجريه طائرة WC-135R Constant Phoenix التابعة لسلاح الجو الأميركي، والمعروفة أيضًا باسم "جهاز الكشف عن الأسلحة النووية"، والتي تُنفذ مهام عالمية متكررة". وتابع الموقع، "لا عجب أن تتصاعد الضغوط الأميركية القصوى على إيران حتى مع استمرار جولات المحادثات. من منظور عسكري، يُعدّ موقع رينبو الإيراني سهل المنال بالنسبة للقاذفات الأميركية. بموقعه المعزول والبعيد عن المراكز السكانية الرئيسية، تُظهر الصور أن أي ضربة عسكرية ستكون دقيقة ومحدودة وفعالة في حال فشل الدبلوماسية. حتى على الإنترنت، من السهل تحديد المواد المستخدمة في تشييد المباني، ونوع التربة، والميزات التشغيلية الرئيسية للمنشأة، وكل التفاصيل اللازمة لاختيار نقاط الهدف الجيدة في حال الحاجة إلى تدميرها". وأضاف الموقع، "يتواصل حشد القاذفات في دييغو غارسيا، مع وصول قاذفات بي-52 (B-52)الأميركية لتنفيذ مهمة فرقة عمل القاذفات. وكان آخر إحصاء ست قاذفات بي-2 (B-2) وأربع قاذفات بي-52 على منحدر دييغو غارسيا. ومع هذه القوة النارية الهائلة في مسرح العمليات وناقلات الوقود KC-135، يمكن لخيار الهجوم أن يغطي منشآت متعددة، بما في ذلك ما يسمى بموقع رينبو. والميزة الأخرى هي تفوق الولايات المتحدة الفضائي الهائل على إيران، مما يُمكّنها من الهجوم والدفاع في مختلف المجالات. بالنسبة لقوة الفضاء الأميركية، أصبحت مواجهة إيران بمثابة مختبر قتال لصقل تكتيكاتها". وبحسب الموقع، "أطلقت قوات الفضاء تحذيرات عندما أطلقت إيران وابلًا من 12 صاروخًا باليستيًا على القوات الأميركية في قاعدة الأسد الجوية في العراق في كانون الثاني 2020. وتم إخلاء أكثر من 50 طائرة ثابتة الجناحين وطائرات عمودية مسبقًا، وصدت القاعدة هجمات على منشآت الصيانة على طول خط الطيران. في 13 نيسان 2024، أعدت قوة الفضاء مسار الهجوم الإيراني الضخم على إسرائيل. وصرح قائد مهمة دلتا 4، العقيد إرنست شميت، لمجلة قوات الجو والفضاء، بأن الهجوم كان "غير مسبوق من حيث الحجم والنطاق والقيود الزمنية"، حيث أطلقت إيران 30 صاروخًا كروز و120 صاروخًا باليستيًا و170 طائرة مسيّرة. ثم عادت قوة الفضاء الأميركية إلى العمل مع هجوم إيران في تشرين الأول". وتابع الموقع، "تتجلى مخاطر البرنامج النووي الإيراني بوضوح، ولن تكون الإجراءات الجزئية مقبولة. وقد عبّر المبعوث ستيف ويتكوف عن ذلك بصراحة تامة. وقال: "لا يمكن لبرنامج تخصيب في إيران أن يستمر أبدًا. هذا هو خطنا الأحمر". أخيرًا، يُذكّر مشروع التريتيوم الإيراني المُحتمل الكونغرسَ بإعطاء الأولوية للقوات العسكرية الأميركية القادرة على القيام بهذا النوع من العمل: قاذفات بي-21، وحاملات الطائرات التابعة للبحرية الأميركية المزودة بطائرات إف/إيه-إكس إكس ( F/A-XX)، والعديد من صواريخ الاعتراض من عائلة ستاندرد ميسايل (Standard Missile) لأسطول البحرية الأميركية السطحي. والأهم من ذلك، ينبغي تمويل قوة الفضاء الأميركية لتغطية كل ما تحتاجه لمواصلة مراقبة إيران وكوريا الشمالية وكل ما يتعلق بالتفوق الفضائي".

ما وراء فوردو وأراك: هل يكون "قوس قزح" النووي.. السر الذي يهدد بتغيير قواعد اللعبة؟
ما وراء فوردو وأراك: هل يكون "قوس قزح" النووي.. السر الذي يهدد بتغيير قواعد اللعبة؟

صوت بيروت

time٠٩-٠٥-٢٠٢٥

  • صوت بيروت

ما وراء فوردو وأراك: هل يكون "قوس قزح" النووي.. السر الذي يهدد بتغيير قواعد اللعبة؟

يومًا بعد يوم، تتكشف على الساحة الإيرانية منشآت نووية جديدة، تسعى لمنافسة المراكز التي اكتسبت شهرة واسعة لقدرتها على تخصيب اليورانيوم، وعلى رأسها 'نطنز' و'فوردو'. تأتي هذه التطورات في سياق تاريخ طويل ومعقد للبرنامج النووي الإيراني، الذي بدأ بدعم أمريكي في خمسينيات القرن الماضي تحت مظلة برنامج 'الذرة من أجل السلام' الذي أطلقه الرئيس دوايت أيزنهاور، وكان الهدف المعلن آنذاك هو الاستكشاف العلمي السلمي. وقد حملت فترة حكم شاه إيران طموحات واسعة في المجال النووي، حيث وافق على خطط طموحة لبناء ما يقارب ثلاثة وعشرين محطة للطاقة النووية بحلول عام ألفين، بهدف إنتاج كمية هائلة من الكهرباء تصل إلى ثلاثة وعشرين ألف ميجاوات باستخدام الطاقة النووية. وقد بدأ التنفيذ الفعلي لهذه الخطط في موقع بوشهر بتولي شركة ألمانية مسؤولية الإنشاء، إلا أن المشروع لم يكتب له الاكتمال بسبب الثورة الإيرانية التي اندلعت عام 1979 وعودة آية الله الخميني من منفاه في باريس. ومع استقرار الأوضاع بعد الثورة، شهد البرنامج النووي الإيراني تحولًا، حيث توقف التعاون الدولي القائم. لكن إيران استأنفت برنامجها النووي ببطء خلال عقد الثمانينات، لتبرز لاحقًا العديد من المنشآت التي أثارت قلقًا متزايدًا لدى المجتمع الدولي بشأن أهداف طهران النووية. من بين هذه المنشآت، يبرز اسم 'نطنز' كمركز رئيسي لتخصيب اليورانيوم، و'فوردو' كموقع تخصيب آخر يقع في عمق الأرض بالقرب من مدينة قم. كما يثير مفاعل أراك (المعروف أيضًا باسم خنداب) مخاوف بشأن إمكانية إنتاج البلوتونيوم. بالإضافة إلى ذلك، هناك مواقع أخرى مثل مجمع أصفهان للتكنولوجيا النووية، ومركز الأبحاث في طهران، وموقع بارتشين الذي تحوم حوله الشكوك بشأن طبيعة الأنشطة التي تجري فيه، ومحطة بوشهر التي تعد أول محطة طاقة نووية إيرانية تعمل بكامل طاقتها بمساعدة روسية. ومؤخرًا، وفي مايو من العام الجاري 2025، تصدر اسم موقع جديد هو 'قوس قزح' واجهة الأخبار بعد مزاعم من المعارضة الإيرانية بأنه منشأة سرية مخصصة لإنتاج التريتيوم، وهو نظير مشع يمكن استخدامه في تعزيز القدرات التسليحية النووية. وقد أثارت هذه المزاعم صدمة وقلقًا واسعًا في المجتمع الدولي، على الرغم من عدم وجود تأكيد مستقل لهذه الادعاءات من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو وكالات الاستخبارات الكبرى حتى الآن. قبيل ساعات من انعقاد مؤتمر المعارضة الإيرانية في الولايات المتحدة الأميركية، تم تسريب المعلومات حول منشأة 'قوس قزح' لصحيفة 'فوكس نيوز الأميركية'. هذا الكشف الجديد قد تكون له تداعياته على المفاوضات الأميركية الإيرانية في حال تم التأكد من قدرات هذه المنشأة وخطورة ما يتم إنتاجه داخلها. تحت عنوان 'إيران تحت المجهر: كشف مشروع نووي سري يهدد العالم'، عقد المجلس الوطني للمقاومة الإيراني مؤتمرًا صحافيًا في العاصمة الأميركية واشنطن في 8 مايو 2025، كشف فيه عن معلومات جديدة حول المنشآت النووية السرية للنظام الإيراني حصلت عليها منظمة 'مجاهدي خلق الإيرانية' من داخل إيران. كشف مشروع أسلحة نووية سري في إيران وقدمت السيدة سونا صمصامي، مسؤولة مكتب المقاومة الوطنية الإيرانية في الولايات المتحدة، والسيد علي رضا جعفرزاده، نائب مسؤول المكتب، إفادات مفصلة حول مواقع نووية سرية تابعة للنظام الإيراني. يأتي هذا الكشف في وقت حساس، تزامنًا مع المفاوضات النووية الدقيقة بين إيران والولايات المتحدة، مقدمًا أدلة مقلقة على سعي إيران لتطوير أسلحة نووية متطورة، مما يثير تساؤلات جدية حول النوايا الحقيقية لبرنامجها النووي وتأثيره على الاستقرار الإقليمي والعالمي. وفق المعلومات الجديدة التي حصلت عليها المعارضة الإيرانية حول المشروع السري لتطوير أسلحة نووية في إيران، فهو يُدار من قبل معهد الابتكار والبحوث الدفاعية (SPND) منذ عام 2009 في منطقة إيوانكي، بمدينة كرمسار، بمحافظة سمنان. هذه المنشأة، التي تحمل الاسم الرمزي 'قوس قزح'، تمتد على مساحة تقارب 1000 هكتار (حوالي 2500 فدان) وتعمل ظاهريًا تحت غطاء شركة كيميائية تُدعى 'ديبا إنرجي سينا'. يأتي هذا الكشف في وقت حساس، تزامنًا مع المفاوضات النووية الدقيقة بين إيران والولايات المتحدة، مقدمًا أدلة مقلقة على سعي إيران لتطوير أسلحة نووية متطورة، مما يثير تساؤلات جدية حول النوايا الحقيقية لبرنامجها النووي وتأثيره على الاستقرار الإقليمي والعالمي. تفاصيل مشروع 'قوس قزح' ودور التريتيوم يُعد مشروع 'قوس قزح' مصممًا لتطوير أسلحة نووية معززة يمكن تركيبها على صواريخ باليستية بمدى يتجاوز 3000 كيلومتر، مما يشكل تهديدًا محتملاً لأوروبا وحتى الولايات المتحدة. يركز المشروع بشكل أساسي على استخراج التريتيوم، وهو نظير مشع يعزز بشكل كبير القوة التفجيرية للأسلحة النووية، خاصة في الأجهزة الانفجارية (من نوع الانفجار الداخلي)، ويُمكّن من إنتاج قنابل هيدروجينية. على عكس اليورانيوم المخصب، فإن التريتيوم له تطبيقات مدنية محدودة للغاية، مما يضع ادعاءات إيران حول الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي موضع شك كبير. منذ عام 2013، قام معهد الابتكار والبحوث الدفاعية بنقل خبراء في الاندماج النووي والتريتيوم من منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إلى المعهد بسرية تامة، مع إصدار تعليمات صارمة بعدم نشر أي أبحاث متعلقة بهذا المجال. هيكلية وأمن المنشأة. بدأ بناء منشأة 'قوس قزح' في عام 2009 وأصبحت جاهزة للعمل في عام 2013، وتتكون من ثلاثة أقسام منفصلة تشمل مرافق شبيهة بالمصانع، ومقرًا مركزيًا، ونقطة تفتيش عند المدخل. تقع المنشأة في وادٍ قريب من جبل كلراز، في منطقة الجبل الأبيض، وصُممت بحيث تكون أجزاء منها مخفية تحت الجبال لتجنب رصدها عبر الأقمار الصناعية. يوفر سلاح الجو الفضائي التابع للحرس الثوري الإيراني حماية مشددة للموقع من خلال نشر رادار 'قدير' المتطور ونظام دفاع صاروخي قريب. يعكس هذا المستوى من الأمن الأهمية الاستراتيجية للمنشأة. يخضع طريق الوصول إلى الموقع، المتفرع من الطريق السريع بين طهران وسمنان، لسيطرة عسكرية صارمة، ويُمنع دخول المدنيين. الشركات الوهمية ودور وزارة الدفاع تُعد شركة 'ديبا إنرجي سينا' واحدة من خمس شركات وهمية تدار من قبل مجموعة 'رواد التنمية الصناعية آريا راضي'، التي تعمل ظاهريًا في الصناعات الكيميائية والبتروكيميائية، لكنها في الواقع تلعب دورًا محوريًا في دفع مشاريع معهد الابتكار والبحوث الدفاعية النووية. كانت هذه المجموعة تُدار في البداية من قبل العميد ناصر مالكي، نائب رئيس منظمة الفضاء بوزارة الدفاع آنذاك، والذي أُدرج في قائمة عقوبات مجلس الأمن الدولي في عام 2007 بسبب أنشطته الصاروخية والنووية. أعضاء مجلس الإدارة الأوائل، بمن في ذلك أشخاص لهم خبرة في منظمة الفضاء وإنتاج صواريخ شهاب-3 (القادرة على حمل رؤوس نووية)، يكشفون عن العلاقة الوثيقة بين هذا المشروع وبرنامج الصواريخ الإيراني. يُخفى المشروع تحت غطاء برنامج إطلاق الأقمار الصناعية، والذي يُعد جزءًا من جهود تطوير صواريخ مسلحة برؤوس نووية. الخلفية التاريخية وفشل المشاريع السابقة بدأ هذا المشروع بعد توقف خطة 'آماد' في عام 2003، التي رُسمت لتصنيع خمس رؤوس نووية لصواريخ شهاب-3. بعد الكشف عن مواقع مرتبطة بخطة 'آماد' في شرق طهران، غيّر النظام الإيراني استراتيجيته، وأنشأ شبكة من المواقع الجديدة في محافظة سمنان، التي أُعلنت منطقة عسكرية. تم تطوير مواقع في إيوانكي، كرمسار، شاهرود، وسمنان منذ عام 2009، وأصبحت جاهزة للعمل في عام 2013. يعكس هذا التحول في المواقع واستخدام الشركات الوهمية جهود النظام لخداع الجهات الرقابية الدولية، بما في ذلك الوكالة الدولية للطاقة الذرية. التداعيات الدبلوماسية والإقليمية ما كشفته المعارضة الإيرانية في المؤتمر المذكور، والذي ننشر مضمونه، يشير إلى أن المشروع الذي كُشف عنه ووُصف بالسري يشكل تهديدًا خطيرًا للأمن الإقليمي والعالمي، ويحمل هذا الكشف تداعيات عميقة على الدبلوماسية النووية والأمن العالمي. أولاً، إنتاج التريتيوم وتطوير أسلحة نووية متطورة يُشكل انتهاكًا صارخًا لالتزامات إيران بموجب معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية (NPT). يجب على الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي انتقدت مرارًا عدم تعاون إيران، أن تطالب فورًا بتفتيش منشأة 'قوس قزح'. قد يؤدي رفض إيران إلى تصعيد العقوبات، أو الهجمات السيبرانية، أو حتى العمليات العسكرية. ثانيًا، يعزز هذا المشروع قدرة إيران على تهديد دول بعيدة، مما يزيد من قلق دول الخليج والقوى الغربية. تتعرض المفاوضات النووية الجارية، التي تُجرى بوساطة عُمان، للخطر أيضًا. الثقة بإيران، التي كانت بالأصل متآكلة بسبب غياب الشفافية، ستتضاءل أكثر مع هذا الكشف. بدون ضمانات صلبة، تشمل وقف جميع الأنشطة المتعلقة بالتريتيوم، والتفتيش المفاجئ، وتدمير المواقع السرية، سيكون أي اتفاق جديد هشًا. قد يؤدي هذا الوضع أيضًا إلى تفاقم الانقسامات الداخلية في الولايات المتحدة وأوروبا، حيث يطالب البعض باتباع نهج أكثر صرامة تجاه إيران. الحلول المقترحة يجب على المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات عاجلة وحاسمة لمواجهة هذا التهديد، وعليه فإن الحلول المقترحة بالنسبة للمعارضة الإيرانية هي كالتالي: •تفتيش فوري من الوكالة: يجب على الوكالة الدولية للطاقة الذرية إطلاق تحقيق شامل حول منشأة 'قوس قزح'، والمطالبة بالوصول الكامل إلى المنشأة. •تشديد الضغوط: يجب على المفاوضين فرض شروط أكثر صرامة، بما في ذلك وقف أي أنشطة تخصيب أو أنشطة متعلقة بالتريتيوم. •تفعيل العقوبات: ينبغي تفعيل آلية العودة إلى عقوبات مجلس الأمن الدولي (snapback) قبل انتهاء مدتها خلال الأشهر القادمة. •مواجهة البرنامج الصاروخي: يجب إيقاف البرنامج الصاروخي الإيراني، الذي يُعد جزءًا لا يتجزأ من مشروع الأسلحة النووية. ومع ذلك، يكمن الحل النهائي لإنهاء التهديد النووي الإيراني في إسقاط النظام الحالي. هذا النظام، الذي وثقت تقارير الأمم المتحدة ارتكابه جرائم ضد الإنسانية، وأعدم أكثر من 1200 شخص منذ تولي رئيسه الجديد منصبه، يسعى لامتلاك أسلحة نووية فقط لضمان بقائه. إن دعم حق الشعب الإيراني في مقاومة الحرس الثوري وإنهاء حكم رجال الدين، دون الحاجة إلى تدخل عسكري خارجي، يمكن أن ينقذ المنطقة والعالم من هذا التهديد. يجب على المجتمع الدولي الاعتراف بهذا الحق ودعم جهود الشعب الإيراني لتغيير النظام، قبل أن يتحول التهديد النووي إلى واقع لا مفر منه.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store