
خربشة ومغزى.. نهاية الإمبراطورية الإسبانية.. تاريخ دارت رحاه
نهاية الإمبراطورية الإسبانية تاريخ دارت رحاه، عنوان أخير ضمن سلسلة مقالات نُشرت بلغت 13، فيها تتبع تاريخ شبة جزيرة آيبرية منذ ما قبل الميلاد، وكيف دخلتها أقوام جزرية أي من شبة الجزيرة العربية آنذاك، وما لحق تاليا تأسيس دولة أندلسية عربية إسلامية كانت أيقونه حضارية معرفية ضاءت في قارة أوربا قرون، ثم ذهبت ريحها إثر خلافات وتفرق فتح عليها غلبة وظلم الأفرنجة. تلك حكاية الزمان حفظها.
الإسبان تولوا الأندلس وتمكنوا منها، وطردوا أهلها، في عصر ذروة لهم امتد قرابة 167عام أواخر الخامس عشر إلى السابع عشر ميلادي، حقبة زمن خاضوا فيها البحار، واكتشفوا العالم الجديد الأمريكيتين.
التاريخ يُحدثنا أنه في عام 1701م اشتعلت حرب شاملة عُرفت باسم حرب الخلافة الإسبانية لم تنته إلا بعد 12عام وتعتبر أول حرب عالمية إذ شملت اليابسة كما شملت أعالي البحار. وقف في الطرف الأول بريطانيا العظمى وهولندا والنمسا، وروسيا، وهانوفر، والبرتغال. وفي الثاني فرنسا، وإسبانيا، وهنغاريا، وحلفاؤهم.
دارت معارك ماحقة بينهما على أرض إسبانيا والمانيا وهولندا، وشملت بحر الشمال والمحيطات. الغنيمة بينهم تقاسموا فيها ديار وحطوا حدود ومعالم. إسبانيا قبل بدء الحرب تسيطر على أمريكا الجنوبية (باستثناء البرازيل)، والفلبين وكوبا والمكسيك وفلوريدا وكاليفورنيا وبنما وميلانو ونابولي وصقلية، وسردينا، والجزائر الشرقية، وغيرها. أما فرنسا لم تتمكن من الوقوف أمام المتحالفين في الطرف الأول فطلبت الصلح. إلا أن الحلفاء غالوا في مطالبهم دون توقف معاركهم. لكن صلح تم بعدما تغيرت السلطة في بريطانيا من حزب الأحرار إلى حزب التوري (المحافظين لاحقا)، وأُبرمت معاهدة اترشت عام 1713م، وبموجب المعاهدة حصل "فيليب أنجو" ملك إسبانيا الذي احتفظ بإسبانيا ومستعمراتها في العالم الجديد.
وأخذت النمسا ممالك إسبانيا في أوربا باستثناء صقلية التي كانت من نصيب مملكة "سافوي" نسبة إلى سلالة ملكية كانت تحكم أحد الأقاليم الفرنسية.
وكان نصيب بريطانيا جبل طارق أحتلته عام 1704م، وغيرت تلك المعاهدة خريطة العالم، وقلبت موازين القوى وأفسحت المجال لقيام عصر الاستعمار بعد ذلك، وفي سنوات لاحقة بدأت بريطانيا تتوسع على حساب حليفتها القديمة هولندا، وتمهد الطريق لبناء إمبراطوريتها المعروفة وأصبحت إسبانيا دولة ثانوية حيث تركزت القوة بيد فرنسا بريطانيا والنمسا إلى أن تغييرات الموازين في الحرب العالمية الثانية.
وظل مصير إسبانيا مرتبطا بمصير فرنسا عبر الأسرة الفرنسية المالكة حتى عام 1789م، ومع مرور الزمن تقلبت الاوضاع في إسبانيا أكتنفها اضطرابات وثورات، ورضوخ لهيمنة دول أوربا المتنفذة.
بداية القرن العشرين تسلطت فيها الاحزاب اليسارية وعسكريون ديكتاتوريون على إسبانيا أدى إلى حروب أهلية ذكاها هتلر وموسوليني.
استمرت المعارك الطاحنة من مدينة إلى مدينة لما يزيد عن 32 شهرا. هيمن فرانكو رئيس أركان في الجيش الذي خاض معارك في إسبانيا مخلفا مجازر واجراءات انتقامات، وبعضها غريب مثلا؛ منع الباسك من النطق بلغتهم. الباسك إقليم يقع في شمال إسبانيا، وله تاريخ وأعراق تختلف عن الإسبان،
بعد موت فرانكو عام 1975م انفتحت إسبانيا على الديمقراطية واختير خَوَّان كارلوس ملكا، أستلم إسبانيا فقيرة داخل أوربا تشبه حال البرتغال. هكذا كانت نهاية الإمبراطورية الإسبانية. ماضي حمل مظالم ومعالم فيه درس وعبرة. والزمان تدور رحاه ويعود كحال مبتدأه، وكما تَدين تُدان حكمة للأذهان.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوطن
منذ 6 أيام
- الوطن
ترقب لانطلاق أول محادثات سلام مباشرة بين موسكو وكييف منذ 3 سنوات
وسط ترقب ومتابعة دولية، تنطلق اليوم الخميس، في تركيا، أول محادثات سلام مباشرة بين موسكو وكييف منذ ثلاث سنوات، في غياب الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين. وأوفد الكرملين مجموعة من التكنوقراط ذوي الخبرة للمشاركة في المحادثات المرتقبة اليوم. وذكرت وكالة "تاس" الروسية للأنباء، نقلا عن مصدر مطلع اليوم الخميس، أن المحادثات بشأن أوكرانيا التي تعقد في إسطنبول لن تكون مفتوحة لوسائل الإعلام. وقال المصدر للوكالة إن المفاوضات ستجرى في قصر دولمة بهجة في إسطنبول. ويرأس الوفد الروسي مساعد الرئيس فلاديمير ميدينسكي، ويضم الوفد أيضا نائب وزير الخارجية ميخائيل غالوزين، ورئيس المديرية العامة لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية إيغور كوستيوكوف، ونائب وزير الدفاع ألكسندر فومين. واقترح بوتين يوم الأحد إجراء مفاوضات مباشرة مع أوكرانيا في إسطنبول اليوم الخميس "دون أي شروط مسبقة". وبعد إعلان الكرملين عن الوفد، قال مسؤول أميركي إن ترامب لن يحضر، وذلك بعد أيام من قوله إنه يفكر في القيام بزيارة. من جهته، صرح المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف في لقاء صحافي إنه من السابق لأوانه مناقشة نتائج المفاوضات، مشيراً إلى أن الحرب الأوكرانية والمصالح الوطنية عمليتان منفصلتان عن بعضهما. ورغم أن بوتين لم يؤكد قط أنه سيحضر شخصيا، فإن غياب الرئيسين الروسي والأميركي عن المفاوضات يخفض سقف التوقعات بتحقيق تقدم كبير في الحرب التي انطلقت بين روسيا وأوكرانيا في فبراير 2022. وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد تحدى الرئيس الروسي بشأن المشاركة في المحادثات "ما لم يكن خائفا"، في محاولة واضحة للإظهار لترامب من هو الأكثر حرصا على السلام. وقال مسؤول أوكراني إن زيلينسكي في طريقه إلى تركيا. وكان زيلينسكي قد أكد أن بلاده مستعدة لأي شكل من أشكال التفاوض لإنهاء الحرب مع روسيا وتحقيق سلام دائم. إلى ذلك، وصل وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى تركيا، قبيل انطلاق محادثات وقف إطلاق النار المرتقبة بين روسيا وأوكرانيا. في سياق متصل، قال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبها إنه التقى وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو والسيناتور الجمهوري ليندسي غراهام في مدينة أنطاليا التركية لمشاركة رؤية الرئيس الأوكراني بشأن "جهود السلام المستقبلية، وتنسيق المواقف خلال هذا الأسبوع الحاسم". وذكر وزير الخارجية الأوكراني، أن اللقاء "ناقش بالتفصيل منطق الخطوات التالية، وتبادلنا وجهات النظر"، قائلاً إنه جدد التأكيد على التزام أوكرانيا القوي والثابت بجهود السلام التي يبذلها الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وتابع أن "روسيا من الضروري أن تبادل أوكرانيا خطواتها البناءة"، معتبراً أن موسكو "لم تفعل ذلك حتى الآن". وأضاف أن روسيا "يجب أن تدرك أن رفض السلام له ثمن". ويأمل ترامب في أن يوقع الجانبان هدنة لمدة 30 يوما لوقف أكبر حرب برية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وقال مشرع روسي أمس الأربعاء إنه قد تكون هناك أيضا مناقشات حول تبادل كبير لأسرى الحرب. ويؤيد زيلينسكي وقفا فوريا لإطلاق النار لمدة 30 يوما، لكن بوتين قال إنه يريد أولا بدء محادثات لمناقشة تفاصيل وقف إطلاق النار هذا. وتُعد هذه الجولة من المفاوضات واحدة من أبرز المحطات الدبلوماسية منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، وسط توقعات بحضور دولي مكثف، وترقب لمواقف أكثر مرونة قد تُمهد لمرحلة جديدة من التهدئة السياسية. وقد جدّد الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش دعوته لوقف إطلاق نار فوري وغير مشروط في أوكرانيا، تمهيداً لسلام عادل يحترم وحدة أراضيها.


البلاد البحرينية
منذ 7 أيام
- البلاد البحرينية
د. احمد بن سالم باتميرا روسيا.. عيد النصر والسلام المأمول الخميس 15 مايو 2025
في مشهد مهيب توشحت الساحة الحمراء في موسكو بأعلام النصر والعرض العسكري الكبير، احتفالًا بالعيد الثمانين لانتصار روسيا في الحرب العالمية الثانية على النازية، وهي المناسبة التي تجسّد عظمة وقوة روسيا ومكانتها على الساحة العالمية. فروسيا اليوم تسير خطوات للأمام بفضل سياسة الرئيس فلاديمير بوتين، وإدارتها الحرب مع أوكرانيا وعلاقاتها مع الآخرين، وكسر الحصار الدولي المفروض عليها من جانب الغرب. وشكل الحفل الكبير بحضور زعماء من مختلف القارات، أهمية لروسيا التي استطاعت في التاسع من مايو تحقيق الانتصار التاريخي، وبروز قوة عسكرية تؤمن بالسلام كشعار، وبالحرية كفعل، والحضور العربي والأجنبي هو تجديد لهذه العلاقات والتحالفات الوثيقة التي تربط روسيا الاتحادية مع هذه الدول. وأزمة وحرب أوكرانيا هي مسألة وقت وتنتهي، وستعود روسيا كما كانت أكبر قوة فاعلة على الساحة الدولية مثل أميركا وغيرها، لذا لا يمكن تجاهل هذا البلد الذي حطّم وقضى على النازية رغم التضحيات الكبيرة لجنوده وشعبه في هذه الحرب التي راح ضحيتها الملايين. وكلي يقين بأن روسيا اليوم تختلف كليًّا عن الماضي، وأن دورها السياسي والدبلوماسي سيلمع قريبًا من خلال استضافتها أول قمة روسية عربية، وفكرة عالم متعدّد الأقطاب سيكون هو التوجه القادم رفضًا لسياسة القطب الواحد. العالم كله يحتفل بمرور ثمانين عامًا على هزيمة النازية واندحارها، بينما هناك من يسكت على جرائم الاحتلال، لذا جاءت كلمة الرئيس بوتين مفعمة بمشاعر الفرح والحزن. حينما قال: 'ننحني أمام الأبطال الذين ضحّوا بأرواحهم من أجل النصر ومنحونا الحرية والسلام وأنقذوا الوطن وعلمونا حماية الوطن والدفاع عن مصالحنا القومية'، معتمدين على وحدتنا في الحرب والسلم للوصول إلى أهدافنا الاستراتيجية. فالعالم ينظر لروسيا الاتحادية وهي تتحرك كقوة عالمية في كل المجالات، فهي لا تزال حاجزًا منيعًا يصعب تدميره، كما أكد قيصرها 'بوتين'، والتاريخ يشهد على ذلك، ومشاركة قوات رمزية من عدة دول في العرض العسكري بهذه المناسبة دليل على أهمية هذا الانتصار الذي نأمل أن يتبعه انتصار على الاحتلال في القريب العاجل. فاليوم وجدت روسيا - بعظمتها وقوتها العسكرية - نفسها أنها بحاجة إلى حلفاء يشاركونها طروحاتها السياسية، من خلال إحياء إطار تعاون عربي أفريقي روسي، بالإضافة إلى الدول الأوروبية والآسيوية التي تربطها علاقات معها. ولا شك أن العلاقات العمانية - الروسية التي بدأت صفحة جديدة في التطور هي بداية لعلاقات أوسع في كل المجالات، خصوصًا أن هناك بالفعل حضورًا وتفاعلات اقتصادية واستثمارية روسية يمكن الاستفادة منها في مجالات الطاقة والأمن الغذائي والسياحة، والمشاريع الزراعية والصناعية، بالإضافة إلى التنسيق والتشاور في التطورات السياسية الإقليمية والعالمية، والسعي لتحقيق الاستقرار والسلام الإقليمي والدولي. واحتفال النصر وحفل السفارة الروسية في سلطنة عمان بهذا اليوم التاريخي هو ذكرى خالدة لهذا الشعب الصديق الذي رفع العلم فوق البرلمان الألماني أيام النازية، في حرب أودت بحياة الملايين من المدنيين والعسكريين يفوق نحو 25 مليون روسي، بينما تحتفي به بلدان أخرى شاركت في الحرب، في الثامن منه، ولعل دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب موسكو وكييف إلى وقف إطلاق النار غير المشروط لمدة ثلاثين يومًا هو بداية لانتصار آخر، لذا كان يوم النصر سببًا للاحتفال به في جميع أنحاء العالم وليس موسكو فقط، وتطورت ألمانيا بعد القضاء على النازية وأصبحت دولة عملاقة هي أيضًا.. والله من وراء القصد.


البلاد البحرينية
١١-٠٥-٢٠٢٥
- البلاد البحرينية
ترامب يحض أوكرانيا وروسيا على أن تلتقيا "دون تأخير"
حض الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأحد، أوكرانيا وروسيا على أن تلتقيا للتفاوض من دون انتظار وقف لاطلاق النار، بعدما اقترحت موسكو إجراء مفاوضات مباشرة في حين طالبت كييف بهدنة. وفي منشور على منصة "تروث سوشيال"، قال ترامب "على أوكرانيا الموافقة على هذا فورا. على الأقل سيتمكنون من تحديد إمكانية التوصل إلى اتفاق، وإن لم يكن، فسيعلم القادة الأوروبيون والولايات المتحدة الوضع، وسيتمكنون من المضي قدما وفقا لذلك". معربا عن شكوكه في أن أوكرانيا ستبرم اتفاقا مع بوتين، قال: "بدأت أشك في أن أوكرانيا ستتوصل إلى اتفاق مع بوتين، المنشغل بالاحتفال بانتصار الحرب العالمية الثانية، الذي ما كان ليتحقق لولا الولايات المتحدة". وقال إن "الرئيس الروسي (فلاديمير) بوتين لا يريد اتفاقا لوقف إطلاق النار مع اوكرانيا، بل اجتماعا الخميس في تركيا للتفاوض حول نهاية محتملة لحمام الدم. على أوكرانيا أن توافق (على ذلك) فورا. هذا سيتيح لهما على الأقل تحديد ما إذا كان (التوصل إلى) اتفاق ممكنا، واذا لم يكن كذلك، فإن القادة الاوروبيين والولايات المتحدة (...) يمكن أن يتحركوا في ضوء ذلك". وكان ترامب قد تقدم باقتراح إلى نظيره الروسي استئناف المفاوضات المباشرة مع أوكرانيا في تركيا. وفي منشور سابق، عبر منصة تروث سوشال، قال ترامب: "من المحتمل أن يكون يوما عظيما لروسيا وأوكرانيا". وأكد الرئيس الأميركي أن إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا من شأنه إنقاذ آلاف الأرواح، مضيفا: "سيكون العالم جديدا تماما وأفضل بكثير". وأوضح أن بلاده ستواصل العمل بشأن هذه القضية مع روسيا وأوكرانيا، معربا عن رغبته بالتركيز على تطوير التجارة مع موسكو وكييف. والسبت، اقترح بوتين، استئناف المحادثات المباشرة مع أوكرانيا دون شروط مسبقة الخميس المقبل في تركيا. يشار إلى أنه في مارس 2022، استضافت إسطنبول عدة جولات من المباحثات بين وفود روسية وأوكرانية للتوصل إلى اتفاق بشأن إنهاء الحرب. ووقعت اتفاقية بين البلدين بوساطة تركيا والأمم المتحدة لشحن الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود بإسطنبول في يوليو 2022، للمساعدة في معالجة أزمة الغذاء العالمية التي تفاقمت منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، ومددت الاتفاقية 3 مرات قبل أن تعلق موسكو العمل بها في يوليو 2023.