
قمة ترامب-بوتين: زيلينسكي يرفض التنازل عن أراضٍ أوكرانية ويطالب بالمشاركة في أي تسوية مع موسكو
وسيلتقي الرئيسان الأمريكي والروسي في 15 آب/أغسطس في ولاية ألاسكا الأمريكية، في إطار جهود ترامب لإنهاء الحرب التي أشعلتها روسيا في شباط/فبراير 2022.
وبما أن الولايات المتحدة لا تعترف بالمحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت مذكرة توقيف بحق بوتين بتهمة النقل "غير القانوني" لأطفال أوكرانيين إلى روسيا، فإنه لا يخشى إلقاء القبض عليه في هذه المنطقة الواقعة في أقصى الشمال الغربي للقارة الأمريكية.
وستعقد هذه القمة المنتظرة بدون زيلينسكي الذي لا يزال يُطالب بالمشاركة.
وفي منشور على شبكات التواصل الاجتماعي ، حذر الرئيس الأوكراني من أن "أي قرار ضدنا، أي قرار من دون أوكرانيا هو أيضا قرار ضد السلام ولن يحقق شيئا"، مؤكدا أن "الأوكرانيين لن يتخلوا عن أرضهم للمحتل".
وأكد الرئيس الأوكراني في كلمته المسائية السبت على أنه "يجب أن تكون هناك نهاية عادلة لهذه الحرب، وعلى روسيا أن تنهي الحرب التي بدأتها".
اجتماع لندن
كما دعا زيلينسكي في اتصال هاتفي السبت مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الأوروبيين إلى اتخاذ "خطوات واضحة" لتحديد نهج مشترك قبل القمة.
وشدد زعماء أوروبيون الأحد أن "نهجا يجمع بين الدبلوماسية الفاعلة ودعم أوكرانيا والضغط على الاتحاد الروسي" وحده كفيل بإنهاء الحرب بين أوكرانيا وروسيا.
ورحب بيان حمل توقيع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين وغيرهم من القادة الأوروبيين البارزين، ب"جهود الرئيس ترامب لوقف المذبحة في أوكرانيا".
وتابع البيان الذي صدر قبيل قمة ترامب وبوتين "نحن على أهبة الاستعداد لدعم هذا العمل دبلوماسيا، وأيضا من خلال الحفاظ على دعمنا العسكري والمالي الكبير لأوكرانيا، بما في ذلك من خلال تحالف الراغبين والحفاظ على الإجراءات التقييدية ضد الاتحاد الروسي وفرضها".
وقال زيلينسكي بعد اتصال مع نظيره الفرنسي ماكرون "من المهم حقا ألا ينجح الروس في خداع أحد مرة أخرى"، من دون الخوض في مزيد من التفاصيل.
من جهته، أكد ماكرون أن "مستقبل أوكرانيا" لا يمكن أن يقرر "بدون الأوكرانيين". وكتب على منصة إكس "الأوروبيون أيضا سيكونون بالضرورة جزءا من الحل لأن أمنهم يعتمد عليه".
وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز على منصة إكس بعد حديثه مع زيلينسكي، "علينا أن نبقى متحدين".
واستقبل وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي في لندن السبت نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس ومستشار زيلينسكي أندريه يرماك ووزير الدفاع الأوكراني السابق رستم عمروف، بالإضافة إلى مستشاري أمن قومي أوروبيين.
وكتب لامي على منصة اكس أن الاجتماع ناقش "الخطوات التالية نحو السلام في أوكرانيا"، مضيفا أن "دعم المملكة المتحدة لأوكرانيا لا يزال ثابتا".
وأكد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا"استعداد حكومته لتقديم أي مساهمة ضرورية" للتوصل إلى "حل سلمي"، وذلك في محادثة هاتفية مع بوتين السبت، وفقا لبيان من الرئاسة البرازيلية.
"وضع "معقّد"
وقال ترامب الجمعة إن تسوية النزاع "ستشمل تبادلا للأراضي لصالح كل طرف"، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وتابع على هامش توقيع اتفاق بين أرمينيا وأذربيجان "نتكلم عن أراض تحتدم فيها المعارك منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف السنة (...) الأمر معقّد".
وأجرى ترامب الذي تعهّد في أكثر من مناسبة بوضع حد للنزاع في أوكرانيا، مكالمات هاتفية عدة مع بوتين، لكنه لم يجتمع به بعد منذ عودته إلى البيت الأبيض في 20 كانون الثاني/يناير.
وستكون قمة ألاسكا الأولى بين رئيسين أمريكي وروسي منذ لقاء جو بايدن وبوتين في جنيف في حزيران/يونيو 2021.
وآخر لقاء جمع ترامب وبوتين كان عام 2019 خلال قمة مجموعة العشرين في اليابان إبان ولاية ترامب الأولى.
وأعلن الكرملين السبت أنه وجه دعوة لترامب لزيارة روسيا بعد قمة الجمعة.
وأودت الحرب التي بدأتها روسيا على أوكرانيا في شباط/فبراير 2022 بحياة عشرات الآلاف على أقل تقدير في كلا الجانبين، وتسببت بدمار كبير.
وتطالب موسكو بأن تتخلّى كييف رسميا عن أربع مناطق يحتلها الجيش الروسي جزئيا هي دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون، فضلا عن شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمها الكرملين بقرار أحادي سنة 2014.
وبالإضافة إلى ذلك، تشترط موسكو أن تتوقف أوكرانيا عن تلقي أسلحة غربية وتتخلّى عن طموحاتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وتعتبر كييف هذه الشروط غير مقبولة وتطالب من جهتها بسحب القوات الروسية وبضمانات أمنية غربية، من بينها مواصلة تسلّم أسلحة ونشر كتيبة أوروبية على أراضيها.
لكن بعد أكثر من ثلاث سنوات من المعارك، ما زال التباين سيّد الموقف بين المطالب الأوكرانية وتلك الروسية. وتُتّهم روسيا بعرقلة المفاوضات من خلال الإبقاء على سقف مطالبها العالي، فيما تتقدم قواتها ميدانيا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


يورو نيوز
منذ 33 دقائق
- يورو نيوز
قمة ترامب-بوتين: هل تنازع روسيا حقا سيادةَ أمريكا على ألاسكا؟
سيلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنظيره الروسي فلاديمير بوتين وجهاً لوجه الجمعة في قاعدة عسكرية نائية في أنكوراج العاصمة الاقتصادية لألاسكا لإجراء محادثات طال انتظارها حول الحرب الروسية في أوكرانيا. اختيار المكان ليس اعتباطيا. إذ لا يفصل بين البر الرئيسي لألاسكا وروسيا سوى 90 كيلومتراً فقط، بينما تقع جزيرة ديوميدي الصغيرة في ألاسكا على بعد أقل من 4 كيلومترات من جزيرة ديوميدي الكبيرة الروسية في مضيق بيرينغ. وهذا يعني أنه سيكون بإمكان بوتين السفر لإجراء المحادثات وهو في نفس الوقت سيتجنب المجال الجوي للدول الغربية التي قد تحاول اعتراض رحلته تنفيذا لمذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية. لكن المكان ليس عملياً فحسب، بل يكتسي أيضا أهمية رمزية. فقد كانت ألاسكا ذات يوم أرضا روسية بأتم معنى الكلمة. في عام 1867، باع قيصر روسيا ألكسندر الثاني ألاسكا إلى الولايات المتحدة مقابل 7.2 مليون دولار، للمساعدة في سداد الديون المرتفعة المتراكمة خلال حرب القرم 1853-1856. بالنسبة للكرملين، لم يكن يُنظرلألاسكا على أنها جزء مهم من أراضيها من الناحية الاقتصادية. وقد أُعلنت ألاسكا رسمياً الولاية التاسعة والأربعين في عام 1949، وهي الآن أكبر الولايات الأمريكية الخمسين الحالية. وسيكون بوتين أول رئيس روسي يزورأنكوراج. اختيار المكان يعيد إلى الواجهة السردية المناهضة للإمبريالية أحيت قمة أنكوراج الروايات التي تشيد بأن ألاسكا أرض روسية "تاريخية"، حيث سارع مسؤولون بارزون في الكرملين وحلفاء آخرين إلى تسليط الضوء على التراث والتاريخ الروسيين في الإقليم. لكن النظرية القائلة بأن موسكو ستستعيد يومًا ما الولاية الأمريكية باعتبارها تابعة لها ليست جديدة، وسبق أن روّج لها بعض المسؤولين الروس في روسيا وفي دولة حليفة أيضا. في العام الماضي، أشارت المذيعة في التلفزيون الحكومي الروسي أولغا سكابيفا إلى الأراضي الأمريكية على أنها "ألاسكا الخاصة بنا". أما ديمتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي فقد أثار في نبرة مازحة على وسائل التواصل الاجتماعي، احتمال الدخول في حرب مع الولايات المتحدة بسبب الإقليم. كيريل ديمتريف، وهو كبير المفاوضين في الكرملين ويرأس أيضًا صندوق الاستثمار المباشر الروسي، قال أيضا الأسبوع الماضي إن ألاسكا "أمريكية روسية" وأشار إلى أن القمة قد تؤدي إلى تعاون أوثق بين موسكو وواشنطن في القطب الشمالي. كما ظهرت لوحة إعلانية في عام 2022 تحمل رسالة "ألاسكا لنا"، وهو ما أثار في ذلك الوقت غضب بعض أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي. لا دليل على أن موسكو ألغت بيع ألاسكا عام 1867 كما تنتشر على نطاق واسع تكهناتٌ مفادُها أن موسكو تتخذ خطوات لاستعادة الإقليم. وما عزز هذه التكهنات هو أن ترامب بدا وكأنه يخلط بين ألاسكا وروسيا في مؤتمر صحفي يوم الاثنين، عندما قال إنه سيسافر إلى "روسيا" للقاء بوتين على الرغم من أنه أكد بالفعل أن ألاسكا هي المكان الذي سيقابل فيه سيد الكرملين. وقد أشار بعض روّاد وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن حكم المحكمة العليا الروسية لعام 2022 أبطل بيع ألاسكا إلى الولايات المتحدة عام 1867. لكن يوروفيفاي لم يتمكن من العثور على أي وثيقة رسمية صادرة عن المحكمة تؤكد هذا الادعاء. أشار مستخدمون آخرون إلى مرسوم صدر عام 2024 ويُقال إنه ينص على عدم شرعية بيع ألاسكا عام 1867. هذا المرسوم موجود بالفعل. وقد صدر بتاريخ 18 يناير 2024 ويرصد أموالاً لتمويل االبحث عن الأصول التاريخية لروسيا في الخارج وتسجيلها وسبل حمايتها القانونية. وقد تحققنا من محتوياته ووجدنا أنه لا يشير إلى ألاسكا أو أي من مطالبات روسيا التاريخية في الإقليم. ومع ذلك، يعتقد المحللون أن الكرملين قد يستخدم المرسوم لإعادة فتح النزاعات التاريخية، ليس فقط في ألاسكا ولكن أيضًا في الأراضي التي كانت سابقا تحت السيادة الروسية.


فرانس 24
منذ 2 ساعات
- فرانس 24
قمة ألاسكا: ما هي الأراضي التي قد يتم "تبادلها" بين روسيا وأوكرانيا لإنهاء الحرب؟
ينتظر الأوكرانيون بقلق بالغ ما ستسفر عنه القمة المقررة الجمعة، في ألاسكا بالولايات المتحدة الأمريكية، بين الرئيس دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، خصوصا بعد تصريح ترامب بشأن إمكانية "تبادل أراض" بين روسيا وأوكرانيا كحل لإنهاء الحرب. وتمثل هذه القمة، أول لقاء مباشر بين الرئيسين منذ بدء الغزو الروسي في فبراير 2022، في محاولة لإيجاد مخرج سياسي للصراع المستمر. لكن كييف والقادة الأوروبيون يخشون أن تؤدي القمة إلى اتفاق يصب في مصلحة موسكو، ويضر بالموقف الأوكراني. ما دفع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى التأكيد مجددا خلال لقائه مع زعماء أوروبيين عبر تقنية الفيديو الأربعاء، بأن "الأوكرانيين وحدهم المخولون للتفاوض حول مسألة تبادل الأراضي". 05:13 هذا، وأثار مصطلح "تبادل الأراضي" جدلا واسعا، لا سيما أن الجيش الروسي يسيطر حاليا على نحو 20% من مساحة أوكرانيا، في حين لم تعد القوات الأوكرانية تسيطر على أي منطقة داخل روسيا، بعد انسحابها من منطقة كورسك في مارس/أذار الماضي. وبالتالي، يصعب تصور سيناريو لا يشمل نقل أراضٍ أوكرانية بشكل دائم إلى السيطرة الروسية. هل تريد روسيا السيطرة على منطقة دومباس كليا؟ على الأرض، يسيطر الجيش الروسي على كامل منطقة لوغانسك شرق البلاد، وأجزاء واسعة من دونيتسك شرقا، وبلدات عديدة في زابوريجيا وخيرسون جنوبا، إضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014. ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية الأربعاء، عن بوتين، خلال لقائه المبعوث الخاص لترامب ستيف ويتكوف، استعداده لقبول وقف كامل لإطلاق النار بشرط انسحاب القوات الأوكرانية من كامل إقليم دونيتسك الشرقي. 20:13 وفي حال تحقق ذلك، ستتمكن روسيا من السيطرة الكاملة على منطقة دونباس، التي تشهد قتالا مستمرا بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لموسكو منذ 2014. أوضحت الصحيفة أن المرحلة الأولى، كما يتصورها بوتين، تتطلب انسحاب أوكرانيا من دونيتسك، يليها تجميد لخطوط الجبهة. وفي المرحلة الثانية، يُوقع بوتين وترامب على خطة سلام نهائية، تُعرض لاحقا للتفاوض مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. لكن زيلينسكي رفض هذا السيناريو وأكد أن "لا أحد يستطيع اتخاذ قرارات نيابة عن بلاده"، وطالب بالمشاركة في قمة ألاسكا لتتحول إلى قمة ثلاثية. يرى المحلل السياسي والمتخصص في الشؤون الروسية محمود الأفندي أن "فكرة تبادل الأراضي تعني في الحقيقة الاعتراف بالأراضي التي ضمتها روسيا منذ 2022". روبيو يجري محادثات مع لافروف قبل القمة الأمريكية الروسية في ألاسكا 01:34 وفي تصريح هاتفي لفرانس24، قال: "تطالب موسكو بانسحاب أوكرانيا من بقية الأراضي الأربعة التي استولت عليها منذ 2022 (دونيتسك، لوغانسك، زابوريجيا، وخيرسون)، إضافة إلى انسحاب روسيا من بعض المناطق في مدينتي سومي وخاركيف، وفق مذكرة التفاهم التي قدمتها روسيا في لقاء إسطنبول". وأضاف: "تعد هذه المطالب أحد شروط روسيا لوقف إطلاق النار وبدء حوار من أجل ما يسمى سلاما طويل الأمد. لكن تبادل الأراضي ليس تبادلا حقيقيا، بل هو اعتراف بالوضع الحالي، إذ تسيطر روسيا على نحو 20% من أراضي دونباس، و20% من زابوريجيا، و15% من خيرسون". وتابع: "في المقابل، ستقبل روسيا الانسحاب من الأراضي التي استولت عليها في سومي وخاركيف، وهذا ما يُقصَد بتبادل الأراضي، أي الاعتراف بالواقع الميداني". مخاوف أوروبية وأوكرانية من نتائج قمة ألاسكا وعند سؤاله عن سبب عدم انسحاب روسيا من الأراضي التي تحتلها في خيرسون وزابوريجيا، أجاب الأفندي: "لأن روسيا اعترفت دستوريا بأن هذه الأراضي جزء من أراضيها، ولا يمكن التفاوض بشأنها إلا بتعديل دستوري، حتى الرئيس بوتين لا يستطيع التفاوض عليها بدون ذلك". وختم بالقول: "أغلب دول العالم تقبل بهذا الطرح، لكن المشكلة تكمن في أوروبا وأوكرانيا التي ترفض هذا الحل. وفي النهاية، إذا وافقت الولايات المتحدة على هذه الخطة، فإن أوروبا وأوكرانيا ستوافقان مرغمتين، وإلا ستستمر الحرب وستخسر أوكرانيا كل شيء". من جهته، صرح الباحث في الشؤون الجيوسياسية لدى مؤسسة Open Diplomacy، أولريش بونات، لقناة فرنسية أن "روسيا لن تتخلى عن إقليمي دونيتسك ولوغانسك لأنهما يشكلان ممرًا بريا يربط دونباس بشبه جزيرة القرم". وأضاف: "هذا الممر يزيل عزلة القرم، التي ترتبط بالأراضي الروسية فقط عبر جسر كيرتش، الذي يتعرض باستمرار لهجمات أوكرانية". سلام "عادل" أم حادثة "كانوسا" جديدة؟ يثير سيناريو تبادل الأراضي قلقا كبيرا في كييف والعواصم الأوروبية، وسط مخاوف من ميل ترامب لتبني رؤية الكرملين. ويخشى الأوروبيون أن يقدم ترامب تنازلات كبيرة لبوتين مقابل وقف إطلاق النار، مما يضع أوكرانيا في موقف ضعف قبل حتى أن تُمنح مقعدًا على طاولة المفاوضات. وشدد القادة الأوروبيون، وعلى رأسهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على أن وقف إطلاق النار شرط أساسي لأي حوار سياسي. وفي بيان مشترك، دعت فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا والمملكة المتحدة والمفوضية الأوروبية إلى اعتبار "خط التماس الحالي" نقطة انطلاق لأي مفاوضات مستقبلية. وجدد فولوديمير زيلينسكي تأكيده أن "الأوكرانيين لن يتنازلوا عن أرضهم" ولن ينسحبوا من دونباس. من جانبه، قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس إن أوكرانيا "مستعدة لمناقشة قضايا الأراضي"، لكنه شدد على أن ذلك لا يعني "الاعتراف القانوني" بالاحتلال الروسي لبعض مناطقها. أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فأوضح أن "قضايا الأراضي لا يمكن التفاوض بشأنها إلا من قبل الرئيس الأوكراني"، مضيفا: "لا توجد حتى الآن خطط جدية لتبادل الأراضي مطروحة على الطاولة". فهل تُفضي قمة ألاسكا إلى سلام "عادل" بين أوكرانيا وروسيا، أم ستكون بمثابة "حادثة كانوسا" أخرى؟


يورو نيوز
منذ 6 ساعات
- يورو نيوز
ترامب وبوتين خلف الأبواب المغلقة.. "خطر غير قابل للتنبؤ"
اليوم يعود ترامب إلى طاولة اللقاء المباشر مع بوتين، وهذه المرة في ألاسكا، لتتجدد المخاوف من تكرارمشاهد قمة هلسنكي عام 2018 خلال ولايته الأولى، وما حملته من مواقف صادمة، ولتُطرح تساؤلات حول ما قد يسفر عنه الاجتماع المرتقب هذه المرة. دروس من لقاء هلسنكي نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريرًا تناول مخاوف من أن يكون الاجتماع المرتقب بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين تكرارًا لسيناريو هلسنكي عام 2018، مشيرة إلى أن وضع ترامب منفردًا مع بوتين في غرفة هو أمر غير قابل للتنبؤ، وغالبًا ما يكون خطيرًا. أوضح التقرير أنه في عام 2018 التقى الزعيمان بدعوة من الرئيس الفنلندي ساولي نينيستو، لبحث انهيار العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا، واتهامات بالتدخل في الانتخابات، والحرب المستمرة في شرق أوكرانيا، إلى جانب قضايا أخرى. وعندما خرج ترامب من الغرفة، بدا عليه الانبهار بالزعيم الروسي. وفي مؤتمر صحافي، سُئل عن استنتاجات أجهزة الاستخبارات الأميركية التي أكدت أن روسيا تدخلت في الانتخابات، فأجاب: "الرئيس بوتين يقول إنها ليست روسيا. لا أرى أي سبب يجعلها كذلك". وأشار التقرير إلى أن فيونا هيل، كبيرة مستشاري ترامب لشؤون الكرملين في مجلس الأمن القومي الأميركي آنذاك، قالت لاحقًا إنها فكرت في إطلاق إنذار حريق أو افتعال حالة طبية طارئة لوقف المؤتمر الصحافي. قمة ألاسكا: رهان على المجهول أشار التقرير إلى أن الرهانات هذه المرة أعلى، إذ يخطط ترامب وبوتين للاجتماع يوم الجمعة في أنكوراج بولاية ألاسكا، حيث أعلن ترامب أن القمة ستتناول "تبادل الأراضي". هذا سيكون أول لقاء لبوتين مع زعيم من مجموعة السبع منذ غزوه لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022. وأضاف التقرير أن القادة الأوروبيين يشعرون بالقلق من احتمال أن يخرج ترامب من اجتماع مغلق وهو يروج لرواية الكرملين. وأوضح أن البيت الأبيض خفّض سقف التوقعات للقمة، في إشارة إلى عدم وجود اتفاق ملموس على الطاولة. ونقل عن ترامب قوله في مؤتمر صحافي يوم الإثنين: "هذا في الحقيقة لقاء لاستكشاف المواقف قليلا". وأضاف: "سأعرف خلال الدقائق الأولى ما إذا كان بوتين مستعدًا لوقف إطلاق النار، وسأنقل ذلك إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والقادة الأوروبيين. قد أقول، حظًا سعيدًا، واصلوا القتال. أو قد أقول، يمكننا إبرام اتفاق". طموح بوتين والقلق الأوروبي ذكر التقرير أن بوتين سيحاول استغلال الاجتماع لتشكيل رؤية ترامب حول ما يمكن أن يتضمنه اتفاق السلام، بطريقة تحقق أكبر قدر من الفائدة للكرملين. ونقل عن جون هيربست، مدير مركز أوراسيا في المجلس الأطلسي وسفير الولايات المتحدة السابق لدى أوكرانيا، قوله إن بوتين "يريد اتفاقًا مع ترامب يتم تقديمه لكييف وعواصم أوروبية أخرى كأمر واقع"، مشبهًا ذلك بمؤتمر يالطا عام 1945، حين قررت الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي والمملكة المتحدة مصير نصف أوروبا من دون إشراك تلك الدول. وأشار التقرير إلى أن غياب الدعوات للقادة الأوروبيين يعزز هذه المخاوف. وأورد أن زيلينسكي أعلن قبل القمة أن أوكرانيا لن تتنازل عن أراض لروسيا يمكن استخدامها لشن هجوم جديد، وهو ما يعني فعليًا رفض توقعات ترامب بشأن إمكانية حدوث "تبادل أراض". أسلوب ترامب أوضح التقرير أن نهج ترامب الارتجالي في السياسة الخارجية قد يصب في مصلحة خصوم الولايات المتحدة، لكنه قد يسبب لهم الإحباط أيضًا. فزعماء مثل الرئيس الصيني شي جين بينغ يفضلون التحضير المسبق قبل لقاء ترامب نظرًا لعدم إمكانية التنبؤ بتصرفاته، بينما أعربت روسيا في بعض الأحيان عن إحباطها من غياب العملية المنظمة في إدارة ترامب. وأضاف أن هذا لم يمنع بوتين من محاولة استغلال الفرصة في أول اجتماع فردي له مع ترامب خلال هذه الإدارة. لقاء ثنائي بدون مستشارين أشار التقرير إلى أن كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، أعلنت يوم الثلاثاء أن الاجتماع بين ترامب وبوتين سيكون ثنائيًا و"تمرين استماع" للرئيس الأميركي، بحيث يتمكن من استكشاف وجهة النظر الروسية. ونقل عن فيونا هيل قولها: "هذه هي طريقة ترامب، يتصرف بعفوية.. وبوتين يحب المبارزة، ويفتخر بقدرته على أن يكون سريع البديهة في مثل هذه المواقف". وحذرت هيل من أن غياب المستشارين عن الغرفة يثير تساؤلات حول ما إذا كان أي اتفاق يتم التوصل إليه في جلسة خاصة - حتى مع وجود مترجمين أو مدوني ملاحظات - يمكن أن يؤدي إلى نتائج دائمة. وأضافت: "إنه أشبه باجتماع يقع في الغابة". تجربة هلسنكي: وعود بلا تنفيذ ذكر التقرير أن موقفًا مشابهًا وقع خلال قمة هلسنكي، حين خرج ترامب ليعلن عن اتفاق مع بوتين يتيح لوكالات إنفاذ القانون الأميركية الوصول إلى ضباط الاستخبارات العسكرية الروسية المتهمين بالتأثير على الانتخابات الأميركية، بينما قال بوتين في المقابل إنه سيحصل على حق الوصول إلى أميركيين دفعوا باتجاه إقرار قانون ماغنيتسكي لمكافحة الفساد. ونقل عن هيل قولها: "بالطبع، لم يذهب ذلك إلى أي مكان". وأوضحت: "ترامب لم يكن قد فهم تمامًا ما قاله له بوتين". وختمت بقولها: "بعبارة أخرى، مجرد وجود اجتماع لا يعني أنه سيتحول إلى شيء ملموس".