
حين تصطدم إيران بإسرائيل، العالم يختار كلماته بعناية
تشكّل المواجهة العسكرية المباشرة بين إيران وإسرائيل تطوّراً غير مسبوق بعد عقود من النزاع غير المباشر بين الطرفين.
الهجوم الجوي الإسرائيلي الذي استهدف مواقع عسكرية ونووية داخل الأراضي الإيرانية، تبعته ضربات إيرانية صاروخية على مدن إسرائيلية.
خلال أقل من أسبوع، أعلنت عشرات الدول مواقفها عبر بيانات رسمية، تحركات دبلوماسية، أو إجراءات ميدانية. وبالرغم من اختلاف المسارات، يمكن تصنيف هذه المواقف ضمن أربع مجموعات رئيسية، بناءً على النهج السياسي الذي تبنته كل دولة في التعامل مع هذه الأزمة.
اصطفاف جانب إسرائيل
ضمن مجموعة الدول التي عبّرت عن دعم صريح لإسرائيل، جاءت الولايات المتحدة في الطليعة.
أعلن الرئيس دونالد ترامب أن الضربة كانت معلومة لدى الولايات المتحدة، وأن إسرائيل أبلغتها مسبقاً، وشدّد على أن أي استهداف للمصالح الأمريكية سيُقابل برد فوري. ولم ينفِ احتمال مشاركة أمريكية مستقبلية رغم عدم حدوثها حتى الآن.
وقال إن إسرائيل استخدمت معدات أميركية متطورة خلال الهجوم ووصف ما حدث بأنه "يوم عظيم".
بالتوازي، أرسلت حاملة الطائرات "نيميتز" إلى الخليج، فيما رفعت حالة التأهب في قواعد أمريكية بالمنطقة. هذه الإجراءات جاءت بعد أيام من اتهام إسرائيل لإيران بتطوير قدرات تهدد أمنها النووي.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد قال إن إيران تلقت "ضربة قاسية جداً" بعدما رفضت فرصاً متكررة للتوصل إلى اتفاق، مؤكداً أن هناك المزيد في المستقبل.
بريطانيا بدورها دعت إلى التهدئة لكنها امتنعت عن إدانة الضربة، وأكدت دعمها لحق إسرائيل في الدفاع عن النفس.
رأى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن التصعيد الجاري لا يصب في مصلحة أي طرف، مؤكداً أن ضمان الاستقرار في الشرق الأوسط ينبغي أن يكون الهدف الأول في هذه المرحلة. وأشار إلى أن لندن تجري مشاورات مع شركائها الدوليين سعياً لخفض التوتر، معتبراً أن اللحظة تتطلب التزاماً واضحا بضبط النفس والعودة إلى المسار الدبلوماسي.
فرنسا التزمت موقفاً أكثر تحفظاً، لكنها دعت إلى وقف التصعيد. فالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال إن بلاده نددت مراراً بالبرنامج النووي الإيراني، وأكدت على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. وفي منشور على منصة "إكس"، أشار إلى اتصالات أجراها مع عدد من قادة العالم، بينهم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس الأميركي دونالد ترامب، داعياً إلى ضبط النفس. من جهته، دعا وزير الخارجية جان نويل بارو إلى تجنب أي تصعيد يهدد استقرار المنطقة، مشدداً على قلق باريس المتزايد من الأنشطة النووية الإيرانية، وفق ما ورد في قرارات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
عدد من الدول الغربية، ومنها ألمانيا، رفعت مستوى حماية بعثاتها الدبلوماسية والمنشآت المرتبطة بالجاليات اليهودية تحسباً لأي تطورات.
وكان وزير الخارجية التشيكي يان ليبافسكي قد صرح قائلاً إن إيران تواصل تطوير برنامجها النووي رغم إخفاقها في الالتزام بتعهداتها الدولية، مشيراً إلى تورطها في هجمات صاروخية ومسيرات ضد إسرائيل عبر حلفائها خلال العامين الماضيين. وأكد تفهمه الكامل للعملية العسكرية الإسرائيلية باعتبارها ردعًا لمنع إنتاج قنبلة نووية في المنطقة.
تحذير من تقويض النظام الدولي
في المقابل، تبنّت مجموعة من الدول موقفاً معارضاً للهجوم الإسرائيلي، محذّرةً من تداعياته على استقرار النظام الدولي. فقد أدانت روسيا الضربة ووصفتها بانتهاكٍ صارخٍ لسيادة دولةٍ عضوٍ في الأمم المتحدة، وأعلنت تقديم مشروع قرار في مجلس الأمن يدعو إلى وقفٍ فوريٍ للأعمال العدائية.
وأكّد وزير الخارجية الروسي أن ما جرى يُعدّ تهديداً للأمن الجماعي في الشرق الأوسط، فيما أعرب الكرملين عن قلقٍ بالغٍ من التصعيد، داعياً إلى تسويةٍ دبلوماسيةٍ للملف النووي الإيراني، ومشدّداً على ضرورة ضبط النفس.
من جهتها، أعربت الصين عن قلقٍ بالغ، واعتبرت أن التصعيد يُعقّد جهود استئناف المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني. ورغم أن بيانها لم يتضمّن إدانةً مباشرةً لإسرائيل، فقد شدّد على ضرورة احترام سيادة الدول وسلامة أراضيها، ووقف التصعيد فوراً. وأكّدت بكين معارضتها لأي انتهاكٍ لسيادة إيران، محذّرةً من مخاطر اتّساع رقعة النزاع، وداعيةً إلى تضافر الجهود الدولية لتعزيز السلام والاستقرار الإقليمي، معربةً عن استعدادها للاضطلاع بدورٍ بنّاءٍ في تهدئة الوضع.
أما الهند واليابان، فقد أصدرتا بياناتٍ دعتا فيها إلى ضبط النفس والعودة إلى المسار الدبلوماسي. وعبّر وزير الخارجية الياباني تاكيشي إيوايا عن أسفه لاستخدام القوة العسكرية في ظلّ استمرار المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، مشيراً إلى أن مثل هذه الخطوة تُهدّد بزيادة التوتر في المنطقة، ومؤكّداً إدانة بلاده لأي تحرّكٍ يُقوّض فرص التهدئة.
وفي أنقرة، أدان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الهجوم الإسرائيلي، واصفاً إسرائيل بأنّها "تتصرف كقطاع طرق" وتدفع العالم نحو كارثة. وقال في منشورٍ على منصة "إكس" إنّ على المجتمع الدولي التحرّك لوقف السلوك الإسرائيلي الذي يُهدّد الاستقرار الإقليمي والدولي. بدورها، حذّرت وزارة الخارجية التركية من أنّ هذه الضربات تنذر بتصعيدٍ خطير، مشيرةً إلى أنّ إسرائيل ترفض الحلول الدبلوماسية وتُمعن في تقويض الجهود الدولية للتهدئة.
مظلة الحياد النشط
في العالم العربي، صدرت مواقف رسمية متقاربة شكلاً، مع اختلافٍ محدودٍ في النبرة.
السعودية ومصر والأردن ودول الخليج دانت الهجوم الإسرائيلي، واعتبرته تهديداً لاستقرار المنطقة وانتهاكاً للقانون الدولي، دون أن تتضمّن بياناتها أي دعم مباشر لإيران.
أعربت المملكة العربية السعودية عن إدانتها الشديدة للهجوم، واعتبرته مساساً بسيادة إيران وأمنها، وانتهاكاً صارخاً للقوانين والأعراف الدولية. ودعت المجتمع الدولي، ومجلس الأمن على وجه الخصوص، إلى تحمّل مسؤولياته والتحرّك العاجل لوقف التصعيد. وأعلنت وزارة الخارجية أنّ الوزير أجرى اتصالاتٍ مع نظرائه في إيران ومصر والأردن لبحث تداعيات الضربة وتنسيق المواقف الإقليمية.
أما سلطنة عمان، فوصفت الضربة الإسرائيلية بأنّها تصعيد خطير ومتهوّر، وانتهاك واضح لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي، مؤكّدة أنّ هذا السلوك العدواني المتواصل يقوّض الاستقرار الإقليمي. حمّلت مسقط إسرائيل المسؤولية الكاملة عن التصعيد وتداعياته، ودعت إلى موقفٍ دوليٍّ واضحٍ وحازمٍ لوقف ما وصفته بـ"النهج الخطير" الذي يهدّد فرص الحلول الدبلوماسية ويعرّض أمن المنطقة للخطر.
أدانت دولة الإمارات الهجوم العسكري "بأشد العبارات"، معربةً عن قلقها العميق من تداعيات التصعيد على أمن المنطقة واستقرارها.
من جهتها، وصفت قطر الهجوم بـ"الانتهاك الصارخ" لسيادة إيران، وخرق واضح للقانون الدولي. وأكّدت وزارة الخارجية القطرية أنّ التصعيد يعكس نمطاً متكرّراً من السياسات العدوانية التي تقوّض الاستقرار الإقليمي. كما صرّح رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بأنّ تصرّفات إسرائيل تقوّض جهود السلام في وقتٍ يعمل فيه المجتمع الدولي على الدفع باتجاه تسوياتٍ سياسية، داعياً إلى تحرّك دوليّ عاجل لوقف ما وصفه بـ"التجاوزات الخطيرة".
أدان الأردن الضربة الإسرائيلية، واعتبرها انتهاكاً صارخاً لسيادة دولةٍ عضوٍ في الأمم المتحدة، وخروجاً سافراً على القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. وأعلنت الحكومة الأردنية تعليق حركة الطيران في أجوائها مؤقتاً، مؤكّدة أنّها لن تسمح باستخدام المجال الجوي الأردني في أي عملياتٍ عسكرية، ولن تكون ساحةً لأيّ صراع إقليمي. وكانت أجواء المملكة قد شهدت في وقت سابق مرور مسيّرات وصواريخ إيرانية باتجاه إسرائيل، تمّ اعتراض بعضها فوق الأراضي الأردنية.
وفي موقف متقارب، وصفت مصر الضربة الإسرائيلية بأنّها تصعيد إقليميّ بالغ الخطورة، واعتبرتها انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. وأعربت وزارة الخارجية عن قلقها من تسارع وتيرة التطورات، مؤكّدة أنّ هذا العمل "غير المبرّر" قد يشعل مزيداً من التوتر ويفضي إلى صراعٍ أوسع نطاقاً في المنطقة.
أمّا الجزائر وتونس، فقد عبّرتا عن تضامنهما مع إيران، بينما اكتفت دول أخرى مثل المغرب بإصدار بيانات مقتضبة دعت فيها إلى التهدئة وتفادي التصعيد.
مواقف محسوبة
أما الدول ذات العلاقة الوثيقة مع إيران، فقد عبّرت عن مواقف أكثر قرباً من طهران، وإن جاءت بمعظمها بصيغة حذرة. أدان العراق الهجوم الإسرائيلي واعتبره تصعيداً متعمداً يهدد بتوسيع رقعة المواجهة في المنطقة، وأغلق مجاله الجوي مؤقتاً أمام جميع الرحلات، مع نشر منظومات دفاع جوي روسية من طراز "بانتسير" حول منشآت حساسة. وأكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني رفض بلاده القاطع لاستخدام أراضيها أو مجالها الجوي لتنفيذ أو تسهيل أي عمليات عسكرية ضد دول الجوار.
وقدّمت وزارة الخارجية العراقية شكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي، أدانت فيها ما وصفته بالخرق الإسرائيلي للأجواء العراقية، معتبرةً أن هذه الممارسات تمثل انتهاكاً صارخاً لسيادة العراق وتجاوزاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
في سوريا، لم تصدر الحكومة موقفاً رسمياً، لكن تقارير دولية تحدثت عن استخدام أجوائها لمرور طائرات مسيّرة وصواريخ من الجانبين.
وفي لبنان، دانت الحكومة الهجوم، فيما أصدر حزب الله بياناً اعتبر فيه أن "العدوان الإسرائيلي يمثل اعتداءً على محور المقاومة بأكمله"، لكنه لم يعلن عن فتح جبهة عسكرية.
أما باكستان، فعبر وزارة خارجيتها، أدانت الهجوم بشدة، واعتبرته غير مبرر وغير مشروع، وينتهك سيادة وسلامة الأراضي الإيرانية، ويخالف القانون الدولي. وأكد البيان تضامن باكستان الراسخ مع الشعب الإيراني، محذراً من تداعيات خطيرة على الأمن والاستقرار في المنطقة وخارجها.
كما دانت حكومة طالبان في أفغانستان الهجوم، واعتبرته تهديداً لاستقرار دولة مجاورة، ودعت إلى ضبط النفس وتفادي التصعيد.
أما جماعة الحوثي في اليمن، فكانت الأكثر وضوحاً في موقفها، إذ أعلن زعيمها عبد الملك الحوثي استعداد الجماعة للانخراط في حرب مفتوحة ضد إسرائيل إذا طلبت إيران ذلك.
كشفت الحرب بين إيران وإسرائيل عن خريطة مواقف دولية تتوزع بين دعم مباشر، ورفض قانوني، وتضامن محسوب، ومناشدات بالتهدئة. لا تتشابه الدوافع، لكنها ترتكز غالبًا إلى اعتبارات أمنية أو دبلوماسية أو جيوسياسية. ومع استمرار التصعيد، تبقى مواقف الدول تحت اختبار متجدد، تفرضه تطورات الميدان وما سينتج عنها من تداعيات إقليمية ودولية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


BBC عربية
منذ 2 ساعات
- BBC عربية
هل كانت إيران على بُعد أشهر من إنتاج قنبلة نووية؟
ضربت إسرائيل عدة منشآت نووية في إيران ضمن حملة جوية واسعة النطاق، وصفها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنها ضرورية "لدحر التهديد الإيراني لبقاء إسرائيل". فبعد أن ألحقت الموجة الأولى من الهجمات يوم الجمعة أضراراً بمنشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم واغتالت علماء نوويين بارزين، صرّح نتنياهو بأن إسرائيل تحركت لأنه "حال عدم إيقافها، فقد تتمكن إيران من إنتاج سلاح نووي في وقت قصير جداً". وحذر قائلاً: "قد يستغرق الأمر عاماً. وقد يستغرق بضعة أشهر". وقال عباس عراقجي وزير الخارجية الإيراني، يوم الأحد، إن إسرائيل "تجاوزت خطاً أحمر جديداً في القانون الدولي" بمهاجمتها مواقع نووية، وإن إيران أطلقت صواريخ وطائرات مسيرة باتجاهها رداً على ذلك. ويصرّ عراقجي على أن البرنامج النووي الإيراني سلمي، وأن عقيدة بلاده تقوم على "الإيمان الراسخ بحظر الأسلحة النووية وعدم شرعيتها". وهناك اعتقاد واسع النطاق بأن إسرائيل تمتلك أسلحة نووية، على الرغم من أنها لا تؤكد ذلك أو تنفيه. هل هناك أدلة على أن إيران تمتلك برنامجاً للأسلحة النووية؟ عندما استُهدف نطنز، قال نتنياهو إن إسرئيل "ضربت قلب برنامج التسلح النووي الإيراني"، وإن العلماء النوويين الذين قتلتهم كانوا "يعملون على القنبلة الإيرانية". وصرّح الجيش الإسرائيلي بأنه جمع في الأشهر الأخيرة معلومات استخباراتية تُظهر إحراز "تقدم ملموس" في جهود النظام الإيراني لإنتاج مكونات أسلحة مُعدّة لقنبلة نووية، بما في ذلك نواة معدنية من اليورانيوم ومُحفّز مصدر نيوتروني لإحداث الانفجار النووي. في المقابل، صرّحت كيلسي دافنبورت، مديرة سياسة منع الانتشار النووي في جمعية الحد من الأسلحة الأمريكية، لبي بي سي يوم الجمعة، بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي "لم يُقدّم أي دليل واضح أو قاطع على أن إيران على وشك التسلح النووي". وتابعت: "إيران في حالة عجز نووي شبه منعدم منذ أشهر"، في إشارة إلى الوقت الذي ستستغرقه إيران للحصول على ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع قنبلة نووية واحدة إذا رغبت في ذلك. وأضافت أن "التقديرات التي تشير إلى أن إيران قد تُطوّر سلاحاً نووياً بدائياً في غضون بضعة أشهر ليس جديداً". وقالت إن بعض الأنشطة النووية الإيرانية قد تُستخدم لتطوير قنبلة نووية، إلّا أن الاستخبارات الأمريكية خلُصت إلى أن إيران ليست منخرطة في أعمال تسليح رئيسية. وفي مارس/ آذار الماضي، قالت تولسي غابارد، مديرة الاستخبارات الوطنية، للكونغرس بأن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بلغ "أعلى مستوياته"، وأنه "غير مسبوق بالنسبة لدولة لا تملك أسلحة نووية". ومع ذلك، قالت غابارد إن أجهزة الاستخبارات الأمريكية "تواصل تقييمها بأن إيران لا تصنع سلاحاً نووياً، وبأن المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي لم يأذن ببرنامج الأسلحة النووية الذي علقه في عام 2003". ماذا نعرف عن البرنامج النووي الإيراني؟ لطالما أكدت إيران أن برنامجها النووي سلمي تماماً، وأنها لم تسعَ قط إلى تطوير سلاح نووي. ومع ذلك، فقد توصل تحقيقٌ أجرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية على مدى عقدٍ من الزمان إلى أدلةً على أن إيران أجرت "مجموعةً من الأنشطة ذات الصلة بتطوير جهازٍ نوويٍّ متفجر" منذ أواخر الثمانينيات وحتى عام 2003، حين أوقفت المشاريع التي كانت تُعرف باسم "مشروع آماد". واستمرت إيران في بعض أنشطتها حتى عام 2009، عندما كشفت القوى الغربية عن بناء منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض. لكن بعد ذلك لم تظهر "مؤشرات موثوقة" على تطوير أسلحة، وفقاً للوكالة. وفي عام 2015، توصلت إيران إلى اتفاق مع ست قوى عالمية، قبلت بموجبه قيوداً على أنشطتها النووية، وسمحت بمراقبة صارمة من مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مقابل تخفيف العقوبات المُرهِقة. وفُرِضت القيود الرئيسية على إنتاج إيران لليورانيوم المخصب، الذي يُستخدم في صنع وقود المفاعلات النووية، وكذلك في صنع الأسلحة النووية. وشملت هذه القيود عدم تخصيب اليورانيوم فوق درجة نقاء 3.67 في المئة، وتشغيل أجهزة الطرد المركزي من الجيل الأول فقط، التي تُدوّر غاز سادس فلوريد اليورانيوم بسرعات عالية للغاية، بالإضافة إلى وقف التخصيب في منشأة فوردو تحت الأرض. ومع ذلك، فقد انسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق خلال ولايته الأولى عام 2018، قائلاً إنه لم يُسهم إلا قليلاً في وقف مسار امتلاك قنبلة نووية، وأعاد فرض العقوبات الأمريكية. وردّت إيران بانتهاكات متزايدة للقيود، لا سيما تلك المتعلقة بالتخصيب. فإلى جانب إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة، استخدمت أجهزة طرد مركزي أكثر تطوراً واستأنفت التخصيب في فوردو. وفي اليوم السابق لشن إسرائيل حملتها الجوية، أعلن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، المؤلف من 35 دولة، رسمياً انتهاك إيران لالتزاماتها بمنع الانتشار النووي، وذلك لأول مرة منذ 20 عاماً. وقالت إيران إنها سترد على القرار بإنشاء منشأة جديدة لتخصيب اليورانيوم في "موقع آمن" والاستعاضة عن أجهزة الطرد المركزي من الجيل الأول في فوردو بأجهزة من الجيل السادس. ما هو الضرر الذي ألحقته إسرائيل بالبنية التحتية النووية الإيرانية؟ في الجمعة الماضية، قال الجيش الإسرائيلي إن جولته الأولى من الغارات الجوية ألحقت أضراراً بقاعة أجهزة الطرد المركزي تحت الأرض في نطنز، بالإضافة إلى البنية التحتية الحيوية التي تُمكّن الموقع من العمل، دون تقديم أي دليل. وصرح رافائيل غروسي بأن الهجوم دمّر الجزء العلوي من محطة تخصيب الوقود التجريبية (بي إف إي بي)، حيث كانت سلاسل أجهزة الطرد المركزي تُنتج اليورانيوم المُخصّب بنسبة 60 في المئة، كما دمّر البنية التحتية الكهربائية في الموقع. وأضاف أنه رغم عدم وجود أي دليل على وقوع هجوم مادي في قاعة الطرد المركزي تحت الأرض التي تضم جزءاً من منشأة تخصيب الوقود التجريبية والمنشأة الرئيسية لتخصيب الوقود، إلا أنه من المرجح أن يكون الضرر الذي لحق بالبنية التحتية الكهربائية قد أثر بشكل كبير هناك. وقال لبي بي سي: "تقييمنا يشير إلى أنه مع هذا الانقطاع المفاجئ في التيار الكهربائي، يُرجَّح بقوة أن تكون أجهزة الطرد المركزي قد تضررت بشدة، إن لم تُدمَّر بالكامل". وأضاف: "حدثت أضرار داخلية بالموقع، ولم تُدمَّر بشكل مباشر نتيجة هجوم مادي أو ضربة فيزيائية". جدير بالذكر أن أجهزة الطرد المركزي آلات هشة ودقيقة التوازن، وأي مشكلة صغيرة، كانقطاع التيار الكهربائي، قد تجعلها تدور بشكل خارج عن السيطرة، فقد تصطدم أجزاؤها ببعضها البعض وتتسبب في إتلاف سلسلة كاملة من أجهزة الطرد المركزي. أشار غروسي أيضاً إلى وجود تلوث إشعاعي وكيميائي في الموقع، إلّا أن مستوى النشاط الإشعاعي في الخارج ظلّ دون تغيير وفي مستوياته الطبيعية. وأوضح أن خطر الإشعاع هناك -الذي يتكون أساساً من جسيمات ألفا-، يمكن التحكم فيه بفعالية من خلال التدابير الوقائية المناسبة، كأجهزة التنفس الصناعي. وبيّن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن أربعة مبانٍ دُمرت في هجوم منفصل يوم الجمعة الأسبوع الماضي، على مركز أصفهان للتكنولوجيا النووية، وهي المختبر الكيميائي المركزي، ومحطة تحويل اليورانيوم، ومحطة تصنيع وقود مفاعل طهران، ومنشأة لتحويل سادس فلوريد اليورانيوم إلى معدن اليورانيوم، كانت قيد الإنشاء. وأضاف أن مستويات الإشعاع خارج الموقع، كما هو الحال في نطنز، لا تزال دون تغيير. وقال الجيش الإسرائيلي إن غارة أصفهان "أدت إلى تفكيك منشأة لإنتاج اليورانيوم المعدني، وبنية تحتية لإعادة تحويل اليورانيوم المخصب، ومختبرات، وبنية تحتية إضافية". وفيما يتعلق بأصفهان، صرّح غروسي لبي بي سي بوجود "مواقع تحت الأرض أيضاً، لا يبدو أنها تأثرت". وفي منشأة فوردو، قال إن "الأضرار المسجلة محدودة للغاية، إن وُجدت". ونقلت وكالة أنباء "إسنا" الإيرانية شبه الرسمية عن متحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية (إيه إي أو آي) قوله يوم السبت الماضي، إن "أضراراً محدودة لحقت ببعض المناطق" في فوردو إثر هجوم إسرائيلي. مع ذلك، لم يؤكد الجيش الإسرائيلي تنفيذ أي ضربات هناك. وأفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الأربعاء بتلقيها معلومات تفيد باستهداف منشأتين لإنتاج أجهزة الطرد المركزي، وهما ورشة تيسا كرج ومركز أبحاث طهران. وأضافت: "في موقع طهران، أُصيب مبنى كان يُستخدم لتصنيع واختبار دوارات أجهزة الطرد المركزي المتطورة. وفي كرج، دُمّر مبنيان كانا يُستخدمان لتصنيع مكونات مختلفة لأجهزة الطرد المركزي". وصرّح الجيش الإسرائيلي بأن طائراته المقاتلة ضربت مواقع إنتاج أجهزة الطرد المركزي، بالإضافة إلى "مواقع بحث وتطوير تابعة لمشروع تطوير الأسلحة النووية للنظام الإيراني". وقالت دافنبورت إن الضربات على نطنز من شأنها أن تزيد من "مدة الوصول إلى القدرة النووية" لدى إيران، لكن "لن يكون لدينا صورة واضحة عن مدى سرعة استئناف إيران للعمليات هناك أو ما إذا كانت إيران قادرة على تحويل اليورانيوم حتى تتمكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية من الوصول إلى الموقع". وتوقعت استهداف فوردو إذا أرادت إسرائيل عرقلة البرنامج النووي الإيراني، موضحة بقولها "ما دام موقع فوردو قيد التشغيل، فإن إيران لا تزال تمثل خطراً وشيكاً لانتشار الأسلحة النووية. لدى طهران خيار زيادة التخصيب إلى مستويات صالحة لصنع الأسلحة في الموقع أو تحويل اليورانيوم إلى موقع غير مُعلن". ومع ذلك، بُني موقع فوردو في عمق جبل لحمايته من الغارات الجوية، والولايات المتحدة وحدها هي التي تمتلك قنابل تقليدية "خارقة للتحصينات" قادرة على تدميره. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن العملية ستستمر "لأي عدد من الأيام يتطلبه الأمر للتخلص من هذا التهديد"؛ لكن هذا هدف غير واقعي، وفقاً لدافنبورت. وأضافت: "الضربات قادرة على تدمير المنشآت واستهداف العلماء، لكنها لا تستطيع محو المعرفة النووية الإيرانية. إيران قادرة على إعادة البناء، وبسرعة أكبر الآن من الماضي بفضل تقدمها في تخصيب اليورانيوم".


BBC عربية
منذ 2 ساعات
- BBC عربية
مباشر, إسرائيل تتهم إيران باستخدام ذخائر عنقودية، ورئيس جديد لاستخبارات الحرس الثوري الإيراني
تغطية مباشرة أنباء عن انفجار في منطقة رشت الصناعية شمال غرب إيران أفادت وسائل إعلام إيرانية بوقوع "انفجار" في منطقة رشت الصناعية بمحافظة جيلان. في الوقت نفسه، نُشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تُظهر الانفجار والحريق الناتج عنه في المنطقة. وكان الجيش الإسرائيلي قد أصدر إنذاراً بإخلاء سكان منطقة سفيدرود الصناعية بالقرب من رشت في قرية كلش طالشان الإيرانية، تمهيداً لقصف ما قال إنها "بنى تحتية عسكرية تابعة للنظام الإيراني". وزير الخارجية البريطاني يتوجه إلى جنيف للقاء عراقجي يتوجه وزير الخارجية البريطانية دايفيد لامي إلى جنيف ينضم إلى نظيريه الفرنسي والألماني للقاء وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي. كما يتوقع أن تحضر الاجتماع الممثلة العليا للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس. وفي حال إحراز هذا الاجتماع أي تقدم، ستكون هذه هي المرة الأولى التي تُجرى فيها محادثات بين زعماء من دول الغرب ومسؤولين إيرانيين منذ أن بدأت إسرائيل هجماتها على إيران منذ حوالي أسبوع. ويتوقع أن تركز هذه المحادثات على إعادة إيران إلى طاولة المفاوضات. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إن هذه المحادثات "تستهدف إثناء إيران نهائياً عن الاستمرار في برنامجها النووي وبرامج تطوير الصواريخ الباليستية". وكتب لامي على منصة إكس: "الآن هو الوقت المناسب لوضع حد للمشاهد المحزنة في الشرق الأوسط والحد من التصعيد الذي لن يفيد أحداً". واتفق لامي ونظيره الأمريكي ماركو روبيو في اجتماعهما قبل قليل على أن "إيران لا يمكنها أبداً أن تمتلك سلاحاً نووياً". الولايات المتحدة وبريطانيا تتفقان على ألا تمتلك إيران سلاحاً نووياً وردت إلينا تصريحات تعكس أن هناك اجتماعاً بين وزير الخارجية البريطاني دايفيد لامي ونظيره الأمريكي ماركو روبيو. ووصف لامي الموقف الراهن في الشرق الأوسط بأنه "خطير"، مؤكداً أن كلا المسؤولين تحدثا عن سبل "حل المشكلات النووية على المدى الطويل". وأضاف: "هناك فرصة على مدار الأسبوعيْن المقبليْن للتوصل إلى حل دبلوماسي". كما اتفق الوزيران على أن "إيران لا يمكنها أبداً أن تملك سلاحاً نووياً"، وفقاً للمتحدث باسم وزير الخارجية الأمريكية روبيو. وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه سوف يتخذ القرار بشأن مشاركة بلاده في الهجوم على إيران خلال أسبوعين. صدر الصورة، Reuters إسرائيل تتهم إيران باستخدام ذخائر عنقودية خلال هجومها الصاروخي الخميس صدر الصورة، Reuters أطلقت إيران صاروخاً باتجاه إسرائيل الخميس، برأس حربي نثر قنابل صغيرة "بهدف زيادة حصيلة الضحايا" بين المدنيين، بحسب ما قاله الجيش الإسرائيلي والسفارة الإسرائيلية في واشنطن، في أول إشارة إلى استخدام الذخائر العنقودية خلال التصعيد. ونقلت وكالة رويترز عن السفارة الإسرائيلية في واشنطن قولها، إن القوات المسلحة الإيرانية أطلقت صاروخاً يحتوي على ذخيرة عنقودية باتجاه منطقة ذات كثافة سكانية عالية في إسرائيل، دون أن تحدد المنطقة المقصودة. وأضافت السفارة، أن الأسلحة العنقودية مصممة للانتشار في مناطق واسعة لـ "زيادة فرص إحداث ضربة مدمّرة". واتهمت السفارة الإسرائيلية، بحسب رويترز، إيران بالاستهداف المتعمّد للتجمعات المدنية، والسعي لـ "إحداث أكبر ضرر ممكن للمدنيين عبر استخدام ذخائر تنتشر على مساحات واسعة". على صعيد متصل، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن الجيش قوله، إن الرأس الحربي لأحد الصواريخ الإيرانية، تفكك على ارتفاع نحو 7 كيلومترات فوق الأرض، وأطلق نحو 20 قنبلة صغيرة في منطقة نصف قطرها 8 كيلومترات وسط إسرائيل. وتُعد القنابل العنقودية أسلحة مثيرة للجدل، لكونها ذخائر تتناثر دون تمييز بين الأهداف المدنية والعسكرية، وبعض هذه القنابل لا ينفجر عند اصطدامه بالأرض، ما يشكل خطراً لفترات طويلة بعد نهاية الصراع. وأصدر الجيش الإسرائيلي تحذيراً من خطورة الذخائر غير المنفجرة. يُذكر أن كلّاً من إيران وإسرائيل امتنعتا عن الانضمام إلى معاهدة دولية في 2008 تحظر إنتاج القنابل العنقودية وتخزينها ونقلها واستخدامها. إيران تشهد أسوأ انقطاع للإنترنت "في تاريخها" لليوم الثاني على التوالي وصف ناشطون في الحقوق الرقمية انقطاع الإنترنت الذي تشهده إيران في الوقت الحالي بأنه أسوأ تحكم في شبكة الإنترنت في تاريخ البلاد. وما يزال الإنترنت معطلاً لأكثر من 24 ساعة، منذ أن قطعت الحكومة الخدمة في عموم البلاد، ما يقيد الاتصال بالعالم الخارجي لأغلبية سكان إيران البالغ عددهم نحو 91 مليون نسمة. وقال أمير رشيدي، من جماعة ميعان، وهي منظمة إيرانية داعمة لحقوق الإنسان، إن "هذا هو أسوأ انقطاع للإنترنت يشهده البلاد في تاريخها". وأضاف، في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، أنه "أسوأ مما حدث في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019. ففي هذا الوقت، لم تكن خدمة الإنترنت الداخلية في إيران مقطوعة بشكل كامل؛ لكن ليلة أمس، حتى الخدمة الداخلية قُطعت هي الأخرى". ويعني الانقطاع الكامل لخدمة الإنترنت أن المواقع الإلكترونية وغيرها من الخدمات الرقمية لن يتمكن أحد من دخولها أو الوصول إليها. حتى من يستخدمون الشبكة الخاصة الافتراضية (VPN) على هواتفهم، وهي الشبكات التي تحجب إيران أغلبها بالفعل، لن يكون في إمكانهم الدخول على الإنترنت. قبل 3 ساعةأستراليا تعلّق عمل سفارتها في طهران وتدعو موظفيها لمغادرة إيران أعلنت أستراليا تعليق عمل سفارتها في طهران، وأصدرت توجيهات بمغادرة المسؤولين الأستراليين إيران، بسبب "تدهور الوضع الأمني". وصرحت وزيرة الخارجية، بيني وونغ، ليلة الجمعة، بأن السفير الأسترالي لدى طهران سيبقى في المنطقة لدعم استجابة حكومة بلادها للأزمة. وأضافت الوزيرة في بيان: "نواصل التخطيط لدعم الأستراليين الراغبين في مغادرة إيران، ونحن على اتصال وثيق بالدول الشريكة الأخرى". قبل 3 ساعةتعيين رئيس جديد لجهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني أفادت وكالة أنباء فارس بأن اللواء محمد باكبور، القائد العام للحرس الثوري الإسلامي، أصدر مرسوماً بتعيين العميد مجيد خادمي رئيساً جديداً لجهاز استخبارات الحرس الثوري. يأتي العميد خادمي خلفاً لمحمد كاظمي، الذي كان يشغل سابقاً منصب رئيس جهاز حماية المعلومات التابع للحرس الثوري، ويُعد من "الكوادر الأمنية الرفيعة التي تمتلك خبرة واسعة في المجالات الاستخبارية والأمنية داخل المؤسسة"، بحسب وكالة تسنيم الإيرانية. وكان العميد كاظمي وثلاثة من نوابه قد قُتلوا قبل أربعة أيام في غارة إسرائيلية. كيف يمكننا أن نعرف متى يجب الإخلاء؟ أحد سكان طهران يسأل, غنجة حبيبي زاد-بي بي سي فارسي تمكنتُ أخيراً من التحدث إلى أحد سكان طهران بعد ساعات من انقطاع الاتصال به في البلاد، بسبب قيود الإنترنت التي فرضتها السلطات. أخبروني، عبر تطبيق مراسلة آمن، أن إحدى إعدادات شبكة VPN الخاصة بهم، المستخدمة للالتفاف على القيود، "عملت بعد عدة ساعات من المحاولة". كما أخبروني أيضاً أنهم سمعوا انفجارات في طهران اليوم. وكانت وسائل إعلام إيرانية قد ذكرت في وقت سابق أن الدفاعات الجوية الإيرانية نشطة في شرق وشمال طهران، دون تحديد مواقعها. وقالوا: "قد ينقطع الاتصال في أي لحظة. كيف يُفترض بنا أن نعرف متى نخلي المدينة الآن في ظل هذه القيود على الإنترنت؟". أصدرت إسرائيل عدداً من أوامر الإخلاء لسكان طهران - أوامر غالباً ما تُنشر على حسابات الجيش الإسرائيلي على مواقع التواصل الاجتماعي. تحتفظ بي بي سي ببعض تفاصيل المحادثة حفاظاً على سلامتهم. وزير الخارجية الإيراني يلتقي بنظرائه الأوروبيين يوم الجمعة من المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الإيراني بنظرائه البريطاني والفرنسي والألماني، إلى جانب مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كلاس، في جنيف يوم الجمعة، وفقاً لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا). وأكد عباس عراقجي المحادثات في مقابلة مع الوكالة، عقب تكهنات على وسائل التواصل الاجتماعي حول اجتماعات بين وفود إيرانية ووزراء خارجية أوروبيين. وسيناقش عراقجي البرنامج النووي الإيراني خلال الاجتماع، وفقاً لوكالة فرانس برس. صدر الصورة، Reuters ما الذي حدث إلى الآن؟ إن كنتم قد انضممتم إلينا الآن، فإليكم ملخصاً لأهم التطورات منذ بداية التصعيد بين إسرائيل وإيران: بدأت إسرائيل فجر الجمعة 13 يونيو/ حزيران 2025، بقصف مواقع عسكرية ومنشآت نووية داخل إيران، وقالت إنها استهدفت شخصيات بارزة في الحرس الثوري والجيش الإيراني، وعلماء نوويين في إيران. اعتبرت إيران الهجمات الإسرائيلية تعدياً عليها، وردت عليها بوابل من الصواريخ أصاب بعضها أهدافاً في مدن إسرائيلية. على مدار الأيام الماضية، استمرت المواجهة بين إسرائيل وإيران، وسط تدخل أمريكي مُرتقب. وأفادت الناطقة باسم البيت الأبيض، بأن إيران تمتلك الآن القدرة على تصنيع قنبلة نووية "خلال أسبوعين فقط"، في تحذير خطير يزيد من حدة التوترات بين واشنطن وطهران. وفي تطور متصل، كشفت الإدارة الأمريكية أن الرئيس دونالد ترامب، سيتخذ قراراً حاسماً بشأن الملف النووي الإيراني "خلال الأسبوعين المقبلين". من المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الإيراني، يوم الجمعة، بنظرائه من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، إلى جانب مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كلاس، وذلك في مدينة جنيف السويسرية، وفقاً لما أفادت به وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا". وفي مقابلة مع بي بي سي، وجّه نائب وزير الخارجية الإسرائيلي تحذيراً إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مطالباً إياه بعدم التدخل، وأضاف: "هذه ليست حرب أمريكا". وتشهد المواجهة تصعيداً ميدانياً حاداً، إذ شنّت إيران قصفاً صاروخياً، أسفر عن جرح 271 شخصاً، بحسب ما أعلنت السلطات الإسرائيلية وأُصيب مستشفى سوروكا في مدينة بئر السبع جنوب إسرائيل بأضرار جسيمة نتيجة الهجوم. وأكّدت إيران أنها كانت تستهدف موقعاً عسكرياً قرب المستشفى، وليس المنشأة الطبية نفسها. الهجوم دفع وزير الدفاع الإسرائيلي إلى التصعيد، قائلاً في تصريحات مثيرة للجدل إن "المرشد الإيراني لا ينبغي أن يبقى حياً"، ما عُدّ تهديداً جديداً على المستوى الرسمي. و شنت القوات الإسرائيلية، في وقت متأخر من الليل، غارات جوية استهدفت منشآت نووية داخل إيران، من بينها مفاعل آراك للماء الثقيل، ما يثير مخاوف من اندلاع مواجهة إقليمية مفتوحة.


BBC عربية
منذ 3 ساعات
- BBC عربية
إسرائيل تتهم إيران باستخدام ذخائر عنقودية، ورئيس جديد لاستخبارات الحرس الثوري الإيراني
Update: Date: 19 June 2025 Title: الولايات المتحدة وبريطانيا تتفقان على ألا تمتلك إيران سلاحاً نووياً Content: وردت إلينا تصريحات تعكس أن هناك اجتماعاً بين وزير الخارجية البريطاني دايفيد لامي ونظيره الأمريكي ماركو روبيو. ووصف لامي الموقف الراهن في الشرق الأوسط بأنه "خطير"، مؤكداً أن كلا المسؤولين تحدثا عن سبل "حل المشكلات النووية على المدى الطويل". وأضاف: "هناك فرصة على مدار الأسبوعيْن المقبليْن للتوصل إلى حل دبلوماسي". كما اتفق الوزيران على أن "إيران لا يمكنها أبداً أن تملك سلاحاً نووياً"، وفقاً للمتحدث باسم وزير الخارجية الأمريكية روبيو. وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه سوف يتخذ القرار بشأن مشاركة بلاده في الهجوم على إيران خلال أسبوعين. صدر الصورة، Reuters Update: Date: 19 June 2025 Title: سماع دوي انفجارات شرق طهران وتفعيل الدفاعات الجوية الإيرانية Content: Update: Date: 19 June 2025 Title: إسرائيل تتهم إيران باستخدام ذخائر عنقودية خلال هجومها الصاروخي الخميس Content: صدر الصورة، Reuters أطلقت إيران صاروخاً باتجاه إسرائيل الخميس، برأس حربي نثر قنابل صغيرة "بهدف زيادة حصيلة الضحايا" بين المدنيين، بحسب ما قاله الجيش الإسرائيلي والسفارة الإسرائيلية في واشنطن، في أول إشارة إلى استخدام الذخائر العنقودية خلال التصعيد. ونقلت وكالة رويترز عن السفارة الإسرائيلية في واشنطن قولها، إن القوات المسلحة الإيرانية أطلقت صاروخاً يحتوي على ذخيرة عنقودية باتجاه منطقة ذات كثافة سكانية عالية في إسرائيل، دون أن تحدد المنطقة المقصودة. وأضافت السفارة، أن الأسلحة العنقودية مصممة للانتشار في مناطق واسعة لـ "زيادة فرص إحداث ضربة مدمّرة". واتهمت السفارة الإسرائيلية، بحسب رويترز، إيران بالاستهداف المتعمّد للتجمعات المدنية، والسعي لـ "إحداث أكبر ضرر ممكن للمدنيين عبر استخدام ذخائر تنتشر على مساحات واسعة". على صعيد متصل، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن الجيش قوله، إن الرأس الحربي لأحد الصواريخ الإيرانية، تفكك على ارتفاع نحو 7 كيلومترات فوق الأرض، وأطلق نحو 20 قنبلة صغيرة في منطقة نصف قطرها 8 كيلومترات وسط إسرائيل. وتُعد القنابل العنقودية أسلحة مثيرة للجدل، لكونها ذخائر تتناثر دون تمييز بين الأهداف المدنية والعسكرية، وبعض هذه القنابل لا ينفجر عند اصطدامه بالأرض، ما يشكل خطراً لفترات طويلة بعد نهاية الصراع. وأصدر الجيش الإسرائيلي تحذيراً من خطورة الذخائر غير المنفجرة. يُذكر أن كلّاً من إيران وإسرائيل امتنعتا عن الانضمام إلى معاهدة دولية في 2008 تحظر إنتاج القنابل العنقودية وتخزينها ونقلها واستخدامها. Update: Date: 19 June 2025 Title: إيران تشهد أسوأ انقطاع للإنترنت "في تاريخها" لليوم الثاني على التوالي Content: وصف ناشطون في الحقوق الرقمية انقطاع الإنترنت الذي تشهده إيران في الوقت الحالي بأنه أسوأ تحكم في شبكة الإنترنت في تاريخ البلاد. وما يزال الإنترنت معطلاً لأكثر من 24 ساعة، منذ أن قطعت الحكومة الخدمة في عموم البلاد، ما يقيد الاتصال بالعالم الخارجي لأغلبية سكان إيران البالغ عددهم نحو 91 مليون نسمة. وقال أمير رشيدي، من جماعة ميعان، وهي منظمة إيرانية داعمة لحقوق الإنسان، إن "هذا هو أسوأ انقطاع للإنترنت يشهده البلاد في تاريخها". وأضاف، في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، أنه "أسوأ مما حدث في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019. ففي هذا الوقت، لم تكن خدمة الإنترنت الداخلية في إيران مقطوعة بشكل كامل؛ لكن ليلة أمس، حتى الخدمة الداخلية قُطعت هي الأخرى". ويعني الانقطاع الكامل لخدمة الإنترنت أن المواقع الإلكترونية وغيرها من الخدمات الرقمية لن يتمكن أحد من دخولها أو الوصول إليها. حتى من يستخدمون الشبكة الخاصة الافتراضية (VPN) على هواتفهم، وهي الشبكات التي تحجب إيران أغلبها بالفعل، لن يكون في إمكانهم الدخول على الإنترنت. Update: Date: 19 June 2025 Title: أستراليا تعلّق عمل سفارتها في طهران وتدعو موظفيها لمغادرة إيران Content: أعلنت أستراليا تعليق عمل سفارتها في طهران، وأصدرت توجيهات بمغادرة المسؤولين الأستراليين إيران، بسبب "تدهور الوضع الأمني". وصرحت وزيرة الخارجية، بيني وونغ، ليلة الجمعة، بأن السفير الأسترالي لدى طهران سيبقى في المنطقة لدعم استجابة حكومة بلادها للأزمة. وأضافت الوزيرة في بيان: "نواصل التخطيط لدعم الأستراليين الراغبين في مغادرة إيران، ونحن على اتصال وثيق بالدول الشريكة الأخرى". Update: Date: 19 June 2025 Title: تعيين رئيس جديد لجهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني Content: أفادت وكالة أنباء فارس بأن اللواء محمد باكبور، القائد العام للحرس الثوري الإسلامي، أصدر مرسوماً بتعيين العميد مجيد خادمي رئيساً جديداً لجهاز استخبارات الحرس الثوري. يأتي العميد خادمي خلفاً لمحمد كاظمي، الذي كان يشغل سابقاً منصب رئيس جهاز حماية المعلومات التابع للحرس الثوري، ويُعد من "الكوادر الأمنية الرفيعة التي تمتلك خبرة واسعة في المجالات الاستخبارية والأمنية داخل المؤسسة"، بحسب وكالة تسنيم الإيرانية. وكان العميد كاظمي وثلاثة من نوابه قد قُتلوا قبل أربعة أيام في غارة إسرائيلية. صدر الصورة، وكالة فارس للأنباء Update: Date: 19 June 2025 Title: كيف يمكننا أن نعرف متى يجب الإخلاء؟ أحد سكان طهران يسأل Content: تمكنتُ أخيراً من التحدث إلى أحد سكان طهران بعد ساعات من انقطاع الاتصال به في البلاد، بسبب قيود الإنترنت التي فرضتها السلطات. أخبروني، عبر تطبيق مراسلة آمن، أن إحدى إعدادات شبكة VPN الخاصة بهم، المستخدمة للالتفاف على القيود، "عملت بعد عدة ساعات من المحاولة". كما أخبروني أيضاً أنهم سمعوا انفجارات في طهران اليوم. وكانت وسائل إعلام إيرانية قد ذكرت في وقت سابق أن الدفاعات الجوية الإيرانية نشطة في شرق وشمال طهران، دون تحديد مواقعها. وقالوا: "قد ينقطع الاتصال في أي لحظة. كيف يُفترض بنا أن نعرف متى نخلي المدينة الآن في ظل هذه القيود على الإنترنت؟". أصدرت إسرائيل عدداً من أوامر الإخلاء لسكان طهران - أوامر غالباً ما تُنشر على حسابات الجيش الإسرائيلي على مواقع التواصل الاجتماعي. تحتفظ بي بي سي ببعض تفاصيل المحادثة حفاظاً على سلامتهم. Update: Date: 19 June 2025 Title: وزير الخارجية الإيراني يلتقي بنظرائه الأوروبيين يوم الجمعة Content: من المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الإيراني بنظرائه البريطاني والفرنسي والألماني، إلى جانب مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كلاس، في جنيف يوم الجمعة، وفقاً لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا). وأكد عباس عراقجي المحادثات في مقابلة مع الوكالة، عقب تكهنات على وسائل التواصل الاجتماعي حول اجتماعات بين وفود إيرانية ووزراء خارجية أوروبيين. وسيناقش عراقجي البرنامج النووي الإيراني خلال الاجتماع، وفقاً لوكالة فرانس برس. صدر الصورة، Reuters Update: Date: 19 June 2025 Title: ما الذي حدث إلى الآن؟ Content: إن كنتم قد انضممتم إلينا الآن، فإليكم ملخصاً لأهم التطورات منذ بداية التصعيد بين إسرائيل وإيران: بدأت إسرائيل فجر الجمعة 13 يونيو/ حزيران 2025، بقصف مواقع عسكرية ومنشآت نووية داخل إيران، وقالت إنها استهدفت شخصيات بارزة في الحرس الثوري والجيش الإيراني، وعلماء نوويين في إيران. اعتبرت إيران الهجمات الإسرائيلية تعدياً عليها، وردت عليها بوابل من الصواريخ أصاب بعضها أهدافاً في مدن إسرائيلية. على مدار الأيام الماضية، استمرت المواجهة بين إسرائيل وإيران، وسط تدخل أمريكي مُرتقب. وأفادت الناطقة باسم البيت الأبيض، بأن إيران تمتلك الآن القدرة على تصنيع قنبلة نووية "خلال أسبوعين فقط"، في تحذير خطير يزيد من حدة التوترات بين واشنطن وطهران. وفي تطور متصل، كشفت الإدارة الأمريكية أن الرئيس دونالد ترامب، سيتخذ قراراً حاسماً بشأن الملف النووي الإيراني "خلال الأسبوعين المقبلين". من المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الإيراني، يوم الجمعة، بنظرائه من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، إلى جانب مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كلاس، وذلك في مدينة جنيف السويسرية، وفقاً لما أفادت به وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا". وفي مقابلة مع بي بي سي، وجّه نائب وزير الخارجية الإسرائيلي تحذيراً إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مطالباً إياه بعدم التدخل، وأضاف: "هذه ليست حرب أمريكا". وتشهد المواجهة تصعيداً ميدانياً حاداً، إذ شنّت إيران قصفاً صاروخياً، أسفر عن جرح 271 شخصاً، بحسب ما أعلنت السلطات الإسرائيلية وأُصيب مستشفى سوروكا في مدينة بئر السبع جنوب إسرائيل بأضرار جسيمة نتيجة الهجوم. وأكّدت إيران أنها كانت تستهدف موقعاً عسكرياً قرب المستشفى، وليس المنشأة الطبية نفسها. الهجوم دفع وزير الدفاع الإسرائيلي إلى التصعيد، قائلاً في تصريحات مثيرة للجدل إن "المرشد الإيراني لا ينبغي أن يبقى حياً"، ما عُدّ تهديداً جديداً على المستوى الرسمي. و شنت القوات الإسرائيلية، في وقت متأخر من الليل، غارات جوية استهدفت منشآت نووية داخل إيران، من بينها مفاعل آراك للماء الثقيل، ما يثير مخاوف من اندلاع مواجهة إقليمية مفتوحة. في المقابل، فرضت السلطات الإيرانية قيوداً صارمة على الوصول إلى الإنترنت منذ يومين، في خطوة تُصعّب من إمكان التواصل مع الداخل الإيراني، وتثير تساؤلات حول ما يجري على الأرض. Update: Date: 19 June 2025 Title: Content: أهلا بكم إلى هذه التغطية المباشرة من بي بي سي عربي للتصعيد بين إيران وإسرائيل، الذي يدخل يومه الثامن على التوالي. في هذه التغطية، نتابع التطورات الميدانية لحظة بلحظة، ونرصد ردود الفعل ونقدم لكم تحليلات من مراسلينا وصحفيي بي بي سي في الخدمة العالمية والفارسية، فكونوا في المتابعة. وللاطلاع على التغطية السابقة يمكنكم الضغط على المزيد.