logo
الذكرى السبعون لمعركة 'الميم '

الذكرى السبعون لمعركة 'الميم '

الشروقمنذ 2 أيام
سبعون سنة انصرمت على معركة ليست كأحدٍ من المعارك، وهي ليست بين أعداء ولكنها كانت بين إخوة، وكان سلاحها اللسان وليس السنان، حيث لم يمتشق فيها حسام، ولم يسل فيها سيف، ولم يرم فيها سهم.
كانت المعركة على 'حرف'، فانقسم القوم إلى فريقين؛ فريق يدعو إلى هذا الحرف وينتصر له، ويتشبث به، ويجادل عنه، ولا يرى وجوده إلا في هذا الحرف، وفريق كان يدعو إلى نبذ هذا الحرف والتخلص منه، وعدم التقيد به… أتدرون ما هو هذا الحرف؟
إنه حرف 'الميم' وهو الحرف الأول من كلمة 'مسلم'، ويقابله في اللسان الفرنسي حرف 'M' وهو الحرف الأول من كلمة musulman .
في مثل هذه الأيام من عام 1955 تنادى الطلبة الجزائريون إلى تأسيس تنظيم خاص بهم ليدافع – في الظاهر- عن مطالبهم الاجتماعية، وليناصر في الحقيقة شعبهم، وينخرط في جهاده المقدس ويسفه دعاية الأعداء الفرنسيين أن هذه الثورة من عمل من تسميهم 'الخارجين عن القانون'، 'قطاع الطرق'.
عقد الطلبة هنا في الجزائر وفي فرنسا عدة اجتماعات للموافقة على تسمية تنظيمهم، وإعداد القوانين المسيرة له.
اقترحت عدة تسميات، ولكن أكثرية الطلبة انحازوا إلى تسمية تنظيمهم 'الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين'، رغم أن أكثرهم لم يكونوا ملتزمين بأداء شعائر الإسلام ولكن وعيهم دعاهم إلى التشبث بكلمة المسلمين، حتى لا يتسرب غير المسلمين إلى هذا الاتحاد، ويكون كـ'السوسة' التي تنخر هذا التنظيم من الداخل، وأما الأقلية من أولئك الطلبة (وهما اللائكيون، والشيوعيون) فكانوا يدعون إلى فتح أبواب التنظيم للطلبة الشيوعيين والنصارى واليهود – مما يفتح الباب إلى اختراقه من قبل الأعداء.
لا بد لهذا التنظيم من هيئة تدير شؤونه، ومن رئيس ينطق باسمه… وفي هذه الأثناء جاءت تعليمة من المجاهد رمضان عبان الذي كان يدير شؤون الثورة في مدينة الجزائر، محتوى هذه التعليمة هو أن لا يكون رئيس هذا الاتحاد الطلابي ميصاليا، اي من اتباع ميصالي الحاج، أو مركزيا أي من أتباع اللجنة المركزية المنشقة عن ميصالي، أو شيوعيا، أي من اتباع الحزب الشيوعي الجزائري أو الفرنسي فتوجهت الأنظار إلى الطالب أحمد طالب الإبراهيمي 'العلمائي' (نسبة إلى جمعية العلماء المسلمين الجزائريين) فانتخب رئيسا لهذا التنظيم إلى ضم إلى قيادة الثورة في باريس ثم قبض عليه. وقد سمعت هذه الرواية مرتين من المجاهد أحمد دوم، الذي كان مسئولا عن الثورة في منطقة باريس. رحم الله شهداءنا الأبرار، وأمد في أعمار مجاهدينا الذين نقلوا الجهاد إلى عقر دار العدو، وثبتنا على نهجهم الوطني.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة تنظم بكيغالي ندوة علمية دولية
مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة تنظم بكيغالي ندوة علمية دولية

حدث كم

timeمنذ 6 ساعات

  • حدث كم

مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة تنظم بكيغالي ندوة علمية دولية

تنظم مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، بتعاون مع المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في جمهورية رواندا، غدا السبت بكيغالي، ندوة علمية دولية في موضوع 'القيم الأخلاقية في الإسلام وأثرها في السلم المجتمعي الإفريقي'. وتأتي هذه الندوة تجسيدا لرؤية مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، تحت القيادة المتبصرة لأمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، الرامية إلى ترسيخ السلم الروحي، وتعزيز القيم الإسلامية في بناء المجتمعات الإفريقية على أسس العيش المشترك، والتسامح، وتفعيل التعاون بين علماء القارة الإفريقية بما يخدم تعزيز قيم الوسطية والاعتدال، ومواجهة مظاهر الغلو والتطرف والانقسام، وفق ما أفاد به بلاغ للمؤسسة. وأشار البلاغ إلى أن الندوة ستسلط الضوء على المكانة المحورية للقيم الأخلاقية في الإسلام، باعتبارها جوهرا أصيلا فيه، وأداة فاعلة في تزكية النفوس، وبناء المجتمعات المتماسكة، وضمان السلم والاستقرار والتنمية. وستشكل التجربة الرواندية، وفقا للمصدر ذاته، محطة مهمة في أشغال هذه الندوة، لما تمثله من نموذج إفريقي ناجح في إعادة بناء وترسيخ الاستقرار واستتباب الأمن في البلاد، بالاعتماد على المصالحة، والعدالة، والذاكرة المشتركة، وترسيخ ثقافة العيش المشترك والانتماء، وهي تجربة تؤكد أهمية الاستثمار في ترسيخ القيم الأخلاقية والثقافية، لتحقيق التنمية والوحدة الوطنية. كما تهدف الندوة إلى إبراز سبل تفعيل القيم الأخلاقية التي يدعو إليها الإسلام في الواقع الإفريقي لمواجهة التحديات الأمنية والاجتماعية، وتقديم نماذج ناجحة في توظيف هذه القيم لبناء التماسك المجتمعي، إلى جانب دعم التنسيق بين العلماء والمفكرين لصياغة خطاب ديني موحد، يخدم قضايا الوحدة والسلم والتنمية في القارة، ويحمي المجتمعات من نزعات التطرف والتفكك. وتعد هذه الندوة محطة علمية وروحية متميزة، تعزز الروابط بين علماء المملكة المغربية ونظرائهم في جمهورية رواندا، وتعمق الوعي الجماعي بأهمية القيم الأخلاقية الإسلامية في بناء مستقبل مشترك، قائم على الكرامة، والانتماء القيمي، والاعتدال، والسلم المستدام. يذكر أن مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة تضم ثمانية وأربعين فرعا تغطي كل أرجاء القارة الإفريقية، وتشتغل مع المؤسسة الأم من أجل تعزيز قيم التسامح والعيش المشترك، خدمة للأمن والاستقرار والتنمية في البلدان الإفريقية، وفق الاحترام التام للقوانين والأنظمة الجاري بها العمل في هذه البلدان.

لماذا تهتم إسرائيل بالأقليات والإثنيات؟
لماذا تهتم إسرائيل بالأقليات والإثنيات؟

إيطاليا تلغراف

timeمنذ 9 ساعات

  • إيطاليا تلغراف

لماذا تهتم إسرائيل بالأقليات والإثنيات؟

بلال التليدي نشر في 17 يوليو 2025 الساعة 22 و 49 دقيقة إيطاليا تلغراف بلال التليدي كاتب وباحث مغربي في زيارتي للولايات المتحدة ضمن فعاليات الزائر الدولي سنة 2010، لفت انتباهي الاهتمام الأمريكي الكثيف بالأقليات والإثنيات، والعدد الهائل من المكاتب التمثيلية لمختلف الطيف الإثني والديني في العاصمة واشنطن، وسمعت طيلة الزيارة التي خصصت للحوار بين الأديان والتعرف على التعددية الدينية في الولايات المتحدة الأمريكية، أسطوانة متكررة تحاول تفسير هذه الظاهرة في علاقة بالنموذج الديمقراطي الأمريكي، وأنه يقوم على احترام حقوق الأقليات وضمان الحريات الدينية، وأنه لهذا الغرض، تتابع الخارجية الأمريكية وضع الحريات الدينية ووضع الأقليات في العالم، وتصدر تقريرين سنويين خاصين بكل دولة على حدة، الأول يتابع وضعية حقوق الإنسان بشكل عام، والثاني، يتابع وضعية الحرية الدينية بشكل خاص. ولدى استقرائي لأكثر من عشرين تقريرا للخارجية الأمريكية حول وضعية الحريات الدينية بالمغرب صدرت بشكل متتال منذ أن أصدر الكونغرس الأمريكي سنة 1998 قانونا يلزم الخارجية الأمريكية بأن تحيل عليه تقريرا سنويا حول الحريات الدينية الدولية، تأكد لدي بأن الأجندة التي تحكم الولايات المتحدة الأمريكية في تعاطيها مع قضية الحريات الدينية هو خلق أقلية مسيحية إنجيلية بالمغرب تتمتع بنفس الوضع القانوني الذي للطائفة اليهودية، ومن ثمة، ممارسة قدر كبير من الضغط لتغيير النظام الدستوري المغربي، وبشكل خاص موقع الإسلام في البناء الدستوري والتشريعي، بما يعني ذلك إنهاء الشرعية الدينية للدولة (إسلامية الدولة) والقطع مع نظام إمارة المؤمنين، لصالح دولة علمانية، حيادية. المفارقة، أن هذه الاستراتيجية الأمريكية التي تستعمل ورقتي الحرية الدينية والأقليات الدينية والإثنية كمدخل للضغط على الدول والتدخل في قرارها السيادي، وربما الاشتغال على أجندة التقسيم، تتبنى السياسة الإسرائيلية نفس مفرداتها، فنجد باحثا معروفا في مركز موشيه دايان هو بريس مادي وايزمان، نذر نفسه منذ أكثر من ثلاثين عاما لدراسة الشأن المغاربي، وبشكل خاص المسألة الأمازيغية، يكتب كتابا بعنوان: «الهوية البربرية»، فضلا عن عشرات من المقالات والأوراق البحثية حول الهوية الإثنية للمغرب، والتوترات الإثنية والسياسية في المنطقة المغاربية، ويبلور بشكل جد مبكر، أطروحة إثنية، تعتبر أن المغرب لما كانت هويته أمازيغية، لم يكن له أي مشكل مع إسرائيل، وأن المشكلة بدأت حين بدأ المغرب يبتعد عن هذه الهوية، ويقترب من الهوية العربية الإسلامية، وأن مدخل إصلاح العلاقة بين المغرب وإسرائيل (التطبيع) يمر ضرورة عبر إحياء الهوية الأمازيغية، وأن أكبر عائق يمنع ذلك هو الحركات الإسلامية والقومية، لأنها في اعتقاده تمارس ضغطا على السلطة وتمنعها من التقدم إلى التطبيع. ملخص أطروحة هذا الباحث الإسرائيلي، هو العمل على إيجاد حليف داخلي يقوم بدور إزالة العائق النفسي والفكري أمام التطبيع الإسرائيلي المغربي، وأن المرشح للقيام بهذا الدور هو الفاعل الأمازيغي على أساس أن يضطلع ببث خطاب منافس ومقاوم لخطاب الحركة الإسلامية والحركات القومية، ويقنع الجمهور بأن قضية الصراع العربي الإسرائيلي هي شأن لا يعني المغرب الأصيل (ذي الهوية الأمازيغية). يقدم هذا الباحث في دراسته «إسرائيل والعلاقات مع الدول المغاربية حقائق إمكانات» (2009) عدة دواع للرهان الإسرائيلي على الحركة الأمازيغية، منها كونها ليست معنية بالدفاع عن الرصيد الحضاري العربي الإسلامي ولا ملتزمة باستحقاقاته، وأنها تستلهم خطابها من النموذج الغربي الكوني، وتتبنى فكرة سمو المواثيق الدولية على التشريعات الوطنية، ولأنها تعني بمشاكل الوطن الحقيقية وليس قضية الصراع العربي الإسرائيلي، ولأنها لا تتبنى خطابا معاديا لإسرائيل. هناك من سيدفع بحجة أن الأمازيغ يشكلون الأكثرية لا الأقلية بالمغرب، لكن، هذا بالتقدير الإثني وربما الديمغرافي والتاريخي، لكن في واقع الأمر، هناك اندماج بين مكونات الطيف الإثني بالمغرب، سواء على مستوى الموقف الوطني أو على مستوى الموقف من القضية الفلسطينية، وهدف تل أبيب هو استعمال الهوية الإثنية لضرب هذا الاندماج الوطني ومحاولة إحداث فرز على مستوى الموقفين معا، حتى يتأسس القول بحيادية المغرب عن قضية الصراع العربي الإسرائيلي، ويكون له مستند من الهوية التاريخية، وينشأ تبعا لذلك انقسام مجتمعي يكون الموقف من إسرائيل حافزه ومغذيه، ولعل رفع شعار «تازة قبل غزة» في أوساط بعض النخب، يبرز إلى حد كبير النجاح النسبي لهذه السياسة الإسرائيلية، فتشكل ذلك هذه النخب الأقلية المدعومة التي يراهن على تاريخية الهوية الأمازيغية المغربية لجعلها بعد ذلك الأغلبية الحاسمة. نورد هذه الخلفية الإثنية لنفهم بشكل أكثر تفصيلا رهانات تل أبيب على الدروز في سوريا ودفعها بذريعة حماية الأقليات لابتزاز النظام السوري وإرغامه على توقيع اتفاق أمني مع إسرائيل، يؤمن لها بقاء منطقة السويداء بعيدة عن سلطة الجيش وقوات الأمن السورية، وكيف تمسك تل أبيب بهذه الورقة لتحقيق أكثر من رهان استراتيجي. من الواضح، أن الأفق الاستراتيجي البعيد لتل أبيب هو تقسيم سوريا إلى كنتونات إثنية، وخلق دويلات إثنية كردية ودرزية وعلوية، وأن مطلبها الآني، هو خلق حزام أمني متوغل أكثر في الأراضي السورية على تخوم الجولان المحتل، وتشكيل حليف قوي داخل هذه المنطقة، يعتمد أساسا على الأقلية الدرزية. ولذلك، كلما اقتربت الدولة السورية من تحقيق هدف بسط يد الدولة على كل الأراضي السورية، واندماج كل الأقليات في الدولة الوطنية، تحركت تل أبيب بكل قوة، لأن نقيض استراتيجيتها في سوريا هو أن تتأسس الدولة الوطنية في سوريا وتؤمن وحدة ترابها، وأن يمتد نفوذها لكل الأراضي السورية، وأن تندمج الأقليات ضمن نسيجها الوطني. تقوم الاستراتيجية الأمريكية والإسرائيلية على خلق التنافر بين مكونات الوطن، والعمل على جعل الاندماج الوطني أمرا مستحيلا، والاقتراب من الأقليات والإثنيات، ومحاولة تشجيعها على الانفصال أو على الأقل الخروج عن النسيج الوطني. في المثال العراقي، انتقد الكثيرون سياسة واشنطن وكيف اتجهت بحمق نحو تقويض بنية الدولة (الجيش، الأمن، الإدارة عبر استهداف كوادر حزب البعث أو المقربين منه) لكنهم لم يفهموا في الجوهر العمق الاستراتيجي الأمريكي، فواشنطن كانت تدرك أنه ليس بعد سقوط الدولة سوى انتعاش الطائفية والإثنيات، ورهن مصير أمة بصراعات وميليشيات لا تنتهي، والحكم على حلم بناء الدولة والأمة الموحدة بالإعدام. في الواقع، تتكيف الاستراتيجية الأمريكية والإسرائيلية في الرهان على قضية الأقليات، فليس القصد دائما أو ابتداء هو تقويض الدولة، وخلق حالة فوضى إثنية وطائفية، فهذه الحالة يتم اللجوء إليها حين تكون شروطها ناضجة كما في المثال العراقي، لكن في المثال السوري، تتجه الاستراتيجية الإسرائيلية إلى منع اكتمال عقد الدولة، أي عرقلة سعيها نحو توحيد مواطنيها وإدماج أقلياتها، وفي المنطقة المغاربية، أقصى ما كانت ترجوه الاستراتيجية الإسرائيلية هو خلق حليف لها (الحركة الأمازيغية) يعينها على إيجاد مدخل للتطبيع، لكن هذا التكيف والاستيعاب لخصوصيات المناطق العربية الإسلامية، لا يعني الجمود على هدف واحد، فكلما تحقق الهدف القريب، تم المرور لما هو أبعد منه، حتى يصير الهدف المركزي أي تقويض الدولة، أو خلق الفوضى، أو التقسيم واجب الوقت بالنسبة للسياسة الإسرائيلية. في السويداء، فشلت تل أبيب في تحقيق رهاناتها، رغم الضربات العسكرية التي استهدفت الرموز السيادية للدولة السورية، لكنها أبدا، ستستمر في اللعب بورقة الدروز حتى تحقق هدفها القريب، أي جعل المنطقة منزوعة السلاح، وإبعاد الجيش وقوات الأمن التابعة للنظام السوري عنها، وفرض واقع منطقة أمنية تراقبها إسرائيل يوميا، وتمنح نفسها حرية الحركة كلما قدرت أن تهديدا ما يقترب منها. وفي المغرب لن يتوقف مخطط تقسيم المغرب على أساس إثني، ولا يخبو جزء من هذا الرهان إلا لأن الأهداف القريبة لم يكتمل تحقيقها، وحالما تصير واقعا يقترب هدف التقسيم أكثر. ما ينبغي أن يستوعبه صناع القرار السياسي العربي، أن ورقة الأقليات والإثنيات ستكون مكلفة إن لم يتم تأطيرها دستوريا وتشريعيا، بما يلزم من القواعد التي تقوي الاندماج الوطني في الدولة، وحقوقيا وثقافيا، بما يحصنها من الاقتراب من العدو الخارجي. الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لجريدة إيطاليا تلغراف السابق أجواء مهيبة في جنازة أسطورة الكرة المغربية أحمد فرس

الاستعمار الغربي حرص الحرص كله على تفريق الأمة الإسلامية، وضرب بعضها ببعض، وقد ترك لنا تركة نتنة من التفرق والتنازع والتقاطع
الاستعمار الغربي حرص الحرص كله على تفريق الأمة الإسلامية، وضرب بعضها ببعض، وقد ترك لنا تركة نتنة من التفرق والتنازع والتقاطع

الخبر

timeمنذ 15 ساعات

  • الخبر

الاستعمار الغربي حرص الحرص كله على تفريق الأمة الإسلامية، وضرب بعضها ببعض، وقد ترك لنا تركة نتنة من التفرق والتنازع والتقاطع

إن الدول الاستعمارية الغربية في استعمارها المباشر التقليدي القديم أو استعمارها غير المباشر الجديد تعمل بمقتضى المبدأ الرومانيِ المعروف: (‌فَرِّقْ ‌تَسُدْ)!، هل هذا اكتشاف؟، أو إذاعة سرّ؟، لا والله، هذا أمر معلوم مشهور، يعرفه الجميع، ويتكلم به الكثير، فمن ذا الذي لا يزال غافلا أو غبيا أو غِرا لا يعرف سياسة الاستعمار هذه؟!، وهي سياسة قديمة استعملها الأوربيون للسيطرة على شعوب العالم، ونهب ثرواتهم، وسرقة مقدراتهم منذ قرون عدة، ولا يزالون يستعملونها، والظاهر أنها لا تزال ناجعة محققة لأهدافها!. بيد أن نجاحها ليس لأن مبدأ (فرّق تسُد) مبدأٌ لا يمكن مقاومته، ولا يمكن الانتصار عليه، ولا يمكن التحرر من سطوته، بقدر ما هو في غباء الشعوب المستعمَرة [أي وجود أغبياء منها]، التي تعلم أن عدوها يفرقها ليسود عليها، وليتحكم فيها، وليضعفها بطبيعة الحال حتى تبقى تحت نفوذه وسيطرته واستغلاله، ومع ذلك تجدها سريعة إلى أسباب الفرقة والشقاق والنزاع، مخلصة غاية الإخلاص في اتباع هذا المبدأ الاستعماري، حريصة الحرص كله على تطبيق خطط التفرقة التي يضعها المستعمِر بإتقان وتفان!. وبقدر ما يوجد فيها من الخونة والمأجورين أيضا، الذين لهم استعداد غريزي لبيع كل شيء، حتى الدين والوطن والكرامة من أجل لعاعة من لعاعات الدنيا، يتفانون في تفريق الأمة وتمزيقها بمختلف الوسائل مقابل دولارات أو يوروهات معدودة!. إنه لولا تفرق الدولة العباسية لدويلات لما غزاها المغول من الشرق والفرنجة من الغرب، ولولا انقسام الأندلس إلى أكثر من اثني عشرة إمارة في شبه جزيرة [إسبانيا والبرتغال = شبه جزيرة أيبيريا] في ذلك الحيز الجغرافي الضيق لما نجحت حروب الاسترداد النصرانية ولما ضاعت الأندلس، ولولا انقسام الأمة في الزمن الأخير إلى دويلات متنافسة وغير متعاونة لما حدث الاستعمار الأوربي الوحشي، الذي سقطت فيه الدول العربية والإسلامية دولة تلو دولة، وأحيانا كثيرة بعد صراع بينها يغذيه المستعمِر، بدعم الطرفين المتنازعين لإنهاكهما، فيسهل ابتلاعهما بعد ذلك، والحق أن الأوربيين اتقنوا سياسة (فرق تسُد) ووجدوا المسلمين مرحبين بهذه السياسة، فاستغلوها أبشع استغلال، وحققوا مآربهم، وأشبعوا أطماعهم على أكتاف الأخوة الألداء المتفرقين!. إن الاستعمار الغربي حرص الحرص كله على تفريق الأمة الإسلامية، وضرب بعضها ببعض، وقد ترك لنا تركة نتنة من التفرق والتنازع والتقاطع، وذلك ظاهر في مسارين مختلفين: المسار الأول: تفكيك العالم الإسلامي إلى دويلات وإمارات برسم خطوط الحدود بين (سايكس - بيكو)، التي صارت حدودا مقدسة، يجتازها الغربيون بحرية مطلقة، ولا يحق لأي عربي أو مسلم أن يمر من دون إذن وتأشيرة!. والعجب أن المسلمين صاروا يتعدون حدود الله تعالى بجرأة وعرامة ولكن يستحيل أن يتعدوا حدود سايكس - بيكو مهما حصل!: {ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه}. والمسار الثاني: هو قتل روح الأمة الواحدة فينا، بإثارة النزعات القومية والعرقية والقبلية والطائفية والعصبية المختلفة، ومن مكرهم أن فصّلوا حدود سايكس - بيكو على وفق التوزيع الديموغرافي للأعراق والطوائف، حيث أن الدول القطرية العربية والإسلامية غالبا ما تشمل عرقيات مختلفة موزعة بين هذه الدول، وانظرها من شرقها لغربها: تجد صراعات بين الترك والكرد، والأوزبك والطاجيك، والعرب والتركمان، والكرد والعرب، والزنوج والبيضان، والعرب والبربر... وكلها نزعات جاهلية كانت تثور على استحياء قبل قدوم الغربي، الذي نفخ فيها من شرّه، وغذاها بدراسات شبه علمية، وأقام لأجلها أكاديميات استخباراتية [كالأكاديمية البربرية في باريس] لتتحول من نزغات جاهلية حمقاء إلى نظرات علمية جهلاء!، ولتكون الدول العربية والإسلامية على شقوق ديموغرافية عرقية خطيرة إذا تحركّت -أو بالأحرى: حركها الغربي المستعمِر- النزعة الجاهلية من تعصب للعرقيات أو الطائفة تزلزلت تلك الحدود، وتزلزلت تلك الدول، وتزلزلت تلك الشعوب، ودفعت أثمانا باهظة، وازداد المستعمِر التقليدي بالأمس نفوذا وسيطرة على قرار الدول العربية والإسلامية، وهيمنة على اقتصادها ومقدراتها تحت مظلة الاستعمار الجديد، وما هو إلا استحمار!، ولكن أكثر الناس لا يفهمون!. إننا حين نقول ونؤكد ونكرر ويصدقنا الواقع: الإسلام هو الحل، لا نعني بذلك الحل للمشاكل الأخلاقية والاجتماعية فقط، بل الحل الشامل لكل مشاكلنا، من المشاكل الأخلاقية السلوكية اليومية (إماطة الأذى من الطريق) إلى المشاكل الحضارية الوجودية. ولنترك خلفياتنا ولننظر بعين العقل: سنرى أن الأمة الإسلامية العربية ذات تاريخ مشترك، ومقومات مشتركة، ومصير مشترك، وسنرى الغرب -وهو أضعف منا مقدرات وثروات، وأسوأ منا موقعا استراتيجيا- متسلطا علينا متحكما فينا، وسنرى أن هذه السيطرة سببها تفرقنا أساسا ووجود خونة فينا، وبعضهم هو الآمر الناهي في بلده، وسنرى من ذلنا وضعفنا أننا عجزنا عن إدخال قنينة ماء صغيرة إلى غزة، وعن وقف إبادة جماعية همجية علنية تبث مباشرة على فضائيات العالم... وسنرى الأمة مفرقة ضعيفة تثق في رأي المستشارين الغربيين أكثر من ثقتها في كلام ربها تعالى، بَلْهَ آراء المصلحين من أبنائها، وكل هذا بسبب أننا فقدنا روح الأمة الواحدة، فصرنا كالثور الأبيض والأسود والأحمر [أو الحمار الأبيض..] ننتظر دورنا في التقسيم والتهديم، يخذل بعضنا بعضا، والغرب يدمر دولة تلو أخرى، ونحن ملتزمون بالوقوف في طابور الانتظار نتفرج بشكل غريب، كحال المواشي في المذبح!؛ لأن دول الاستكبار العالمي أقنعتنا أن تفرقنا أفضل لنا، وتوحدنا خطر علينا!. إنه وضع (كوميدي)، كارثي، تركنا توجيهات الإسلام الربانية الحضارية، واتبعنا نظريات الغرب الملحدة وسياساته المفسدة، فذقنا الوبال ولا نزال، قال لنا ربنا سبحانه: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا}، فعصينا، وأطعنا الغرب طاعة عمياء، قال لنا: تفرّقوا، فتفرقنا وقلنا: لبيك، لبيك!. وقال لنا ربنا سبحانه: {إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون}، فعصينا، وأطعنا الغرب، قال: أنتم أمم متعددة، ويجب أن تكون دولكم مفرقة مشتتة، فرفعنا راية القوميات وقدسنا حدود سايكس – بيكو، وقلنا: لبيك، لبيك!. وقال لنا ربنا سبحانه: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم}، فعصينا، وأطعنا الغرب، الذي قدم دراسات (علمية) تثبت أننا أجناس مختلفة وبعضنا أفضل من بعض، فتعصب كل منا لعرقه، الذي هو غير متأكد من نسبته إليه؛ لأن شعارنا مع ما يقوله الغرب: لبيك، لبيك!... إن الصورة واضحة لكل ذي عقل: شعار الغرب: فرّق تسُد، وعقيدة الإسلام: توحّد تسُد. وواقعنا يحدده لمن نقول: لبيك، لبيك!.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store