
مندوب فلسطين: "إسرائيل" لا تبالي بميثاق الأمم المتحدة
وذكر منصور، خلال جلسة لمجلس الأمن: "التدابير المتخذة دوليا لا تتكافأ مع ما يجري من جرائم للشعب الفلسطيني"، داعيا المنظمة الدولية لتنفيذ قراراتها بخصوص فلسطين وإصدار أخرى.
اضافة اعلان
وأضاف: "لو أن دولة أخرى فعلت ما تفعله إسرائيل لفُرضت عليها العقوبات الدولية.. إسرائيل لا تبالي بالإدانات الدولية ويجب تحويل الأقوال لأفعال".
وأشار إلى أن نتنياهو "يريد محو الفلسطينيين من أرضهم"، مبرزا أن "القضاء على الحياة في قطاع غزة لا يزال مستمرا".
وتابع: "نتنياهو يدّعي أن المجاعة أكذوبة فليسمح للأمم المتحدة بالتحقق من ذلك".
وحث مندوب فلسطين بقية الدول التي لم تعترف بعد بالدولة الفلسطينية على فعل ذلك، مضيفا "إسرائيل تطيل الحرب ليس بسبب حماس بل لمنع قيام دولة فلسطينية".
وأكد أن تل أبيب "أظهرت مرارا أنها لا تأبه كثيرا لمصير رهائنها في قطاع غزة".-(وكالات)

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سرايا الإخبارية
منذ 2 ساعات
- سرايا الإخبارية
بيان صادر عن عشيرة أبو سرحان الجراوين
سرايا - في ظل استمرار النهج العدواني للاحتلال الصهيوني وسياسة التوسع غير المشروعة جاءت التصريحات الأخيرة لرئيس الحكومة الإسرائيلية المتطرفة نتنياهو التي طالت المملكة الأردنية الهاشمية لتكشف للعالم حجم التخبط الذي يعيشه الكيان الغاصب وابتعاده عن حقائق التاريخ والجغرافيا وانغماسه في أوهام لا مكان لها على أرض الواقع ونحن في عشيرة أبو سرحان الجراوين نؤكد أن هذه التصريحات البائسة لن تنال من عزيمة الأردنيين ولن تمس وحدتهم أو سيادتهم على تراب وطنهم الطاهر. فالأردن من شماله إلى جنوبه ومن سهوله إلى بواديه سيبقى قلعة شامخة وحصناً منيعاً يحرسه أبناؤه الأوفياء كما فعل الأجداد في وجه كل معتدٍ وطامع. إننا في عشيرة أبو سرحان الجراوين نعلن وقوفنا صفاً واحداً خلف قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، حفظه الله ورعاه ونجدد الولاء والانتماء للعرش الهاشمي متمسكين بقيم النخوة والوفاء التي ورثناها عن آبائنا وأجدادنا. ونؤكد أن أي محاولات يائسة من الاحتلال للنيل من الأردن أو المساس بفلسطين ستتحطم على صخرة إرادة الأردنيين الأحرار وأن فلسطين ستبقى قضية الأمة الأولى تحت الرعاية الهاشمية، حتى ينال شعبها حقه في الحرية وإقامة دولته المستقلة. نحن أبناء عشيرة أبو سرحان الجراوين، ومعنا كل الأحرار من قبائل الأردن نضع أرواحنا على أكفنا فداءً للوطن والقيادة، ونعاهد الله أن نبقى على العهد حماةً للأرض أوفياء للدماء الزكية التي ارتوت بها. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. شيوخ و جهاء وأبناء عشيرة ابوسرحان عنهم طراد سليم مسلم ابوسرحان

سرايا الإخبارية
منذ 3 ساعات
- سرايا الإخبارية
د.عبدالله سرور الزعبي يكتب: من ليلة مذبحة السكاكين الأوروبية إلى الأراضي الفلسطينية .. ذاكرة العنف حين تتكرر
بقلم : د.عبدالله سرور الزعبي في التاريخ الأوروبي، تمثل ليلة السكاكين الطويلة عام 1934 لحظة حاسمة، حيث اختارت السلطة الألمانية أن تُحكم قبضتها عبر الخوف والقوة بدل الإقناع والشرعية، وشهدت ألمانيا ما يُعرف بـ ليلة السكاكين الطويلة، وهو ما عبر عنه غرامشي «حين تعجز السلطة عن الإقناع، تلجأ إلى الإكراه». خلال العقود الأخيرة، ترددت أصداء هذا المنطق في الشرق الأوسط، في جناحي دولة فلسطين، في غزة (حيث القتل والدمار والحصار، وأزمة إنسانية معقدة، تشمل أكثر من 2 مليون شخص) والضفة الغربية (احتلال عسكري، توسع استيطاني، وانقسام داخلي)، يقابله صمت دولي يتدثر بلغة التوازن، متجاهلًا أن الموازين هنا تميل حيث لا عدل، والمسرح أكثر تعقيدًا. ما يجري ليس صراعًا بين قوتين متكافئتين، بل مواجهة بين سلطة تملك ترسانة كاملة وشعب محاصر، وكما حذّر ميشيل فوكو قائلاً «حين تسقط السياسة قناعها، نرى وجه الحرب». غزة اليوم هي ذلك الوجه، مدن مدمّرة، حصار خانق، وتجريد الإنسان من كرامته قبل حقوقه. حين يصبح التاريخ مرآة للمستقبل، لدى بعض الزعماء كنتنياهو، المشحون بخلفية عقائدية توراتية ترى في فلسطين أرضًا بوعد إلهي لا يقبل المساومة والممتزج برؤية أمنية مطلقة، يدفع نحو سياسات تُحوّل الصراع من سياسي قابل للحل إلى مواجهة وجودية مفتوحة. جذور هذا الفكر لا تقف عند النصوص الدينية، بل تمتد إلى نموذج تاريخي شهدته أوروبا في القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، حين استخدمت الحركات القومية الدينية، مثل الألمانية بالمرجعة اللوثرية المتشددة، والصربية الأرثوذكسية، بالميثولوجيا الدينية لتبرير مشاريع التوسع والسيطرة. وكما أضفى الخطاب الديني في أوروبا مسحة قدر مقدس على مشاريع قومية عنيفة، يفعل نتنياهو اليوم بتحويل الصراع السياسي إلى صراع عقائدي مصيري، ما يجعل الحلول الوسط شبه مستحيلة. لا يمكن قراءة مواقف نتنياهو الأخيرة، وخصوصًا تصريحاته عن فكرة إسرائيل الكبرى، إلا باعتباره تهديداً للأردن. هذه الرؤية، تعيد إنتاج خرائط الصهيونية الأولى، وقد تجد امتدادًا إلى تفاهمات قد تكون تمت في اتصالات دولية مغلقة، وربما مع قيادات عالمية، مثل الرئيس الأمريكي، اعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل (2017)، وضم الجولان (2019)، وبالتالي فأنها تقرأ بقابلية اتخاذ قرارات أحادية تُغيّر قواعد اللعبة، وتجعل من مشروع التوسّع أكثر واقعية إذا حظي بغطاء سياسي جديد. إن صحت هذه الفرضية، وتم التوافق عليها، قبل اجتماع ألاسكا، والذي قد يكون تم فيه الاتفاق على مقايضات جيوسياسية عابرة للملفات (نتنياهو مهد لها بتصريحاته)، وما يرافقها من أي تفاهم أميركي روسي واسع لصفقات جانبية تمس ملفاتنا، ولإعادة رسم الشرق الأوسط، عندها فإن ما يجري لا يقتصر على حرب في فلسطين، بل يدخل في إطار مشروع جيوسياسي أوسع لإعادة توزيع النفوذ والحدود في المنطقة. تصريحات نتنياهو الأخيرة، والمتوافقة مع رؤية إسرائيل الكبرى، تعبير توراتي تعدّدت دلالاته، وهو تراث حاضر في اليمين الإسرائيلي، ويُستحضر سياسيًا، ويضيف بعدًا أيديولوجيًا توسعيًا للحرب الجارية (رغم تحذيرات مسؤولين ومفكرين إسرائيليين، باراك، وأيالون، ويوفال هراري، وغيرهم، من أن مسار الضم الدائم يعني انزلاقا إلى نظام فصل وقمع مؤسسي يُهدد الأمن الإسرائيلي ذاته، ويُفجّر البيئة الإقليمية)، وتُفهم في عواصم عربية ودولية، كإشارة اختبار للحدود الممكن دفعها سياسيًا وجغرافيًا، وينتقل تدريجيًا من الرمز الأيديولوجي إلى اختبار واقعي، في ظل الميوعة في المواقف الدولية. الخطر لا يهدد الفلسطينيين وحدهم، بل تهديدًا مباشرًا لاستقرار الإقليم ولسيادة الدول، وخاصة الأردن، لا بل يهز البنية الأخلاقية للنظام الدولي، وخاصة في الغرب الذي يدّعي الدفاع عن القواعد الأخلاقية (اقتبس من كيلسن، الحق الطبيعي لا يتحقق الا ضمن إطار العدالة والمعايير المشتركة، لا بالتوسع الفردي)، وكما قالت آرنت «الشر يصبح عاديًا حين نتوقف عن التفكير فيه». الأردن، وعبر تاريخه الحديث، يعتبر نموذجًا فريدًا من التسامح السياسي في إدارة الصراعات، فالقيادة الهاشمية، اعتمدت على مبدأ احتواء الخصوم في المنطقة، والحفاظ على الاستقرار الاجتماعي، وهذا النهج ساعده على تجنب الانزلاق نحو صراعات خارجية وداخلية دامية. إن موقع الأردن الحساس يجعله الأكثر تأثرًا بأي محاولة لتنفيذ المشروع الإسرائيلي، حيث تشمل المخاطر، الحدود والأمن الإقليمي (أي توسّع في السيطرة الإسرائيلية، يهدد خط الدفاع الحدودي الأردني، ويزيد احتمالات الاشتباكات أو تدفق اللاجئين والمسلحين)، وان أي إعادة تعريف للوضع الديمغرافي أو السياسي في القدس، يهدد الوصاية الهاشمية الدينية والتاريخية على المقدسات، ويهدد الاستقرار الاجتماعي له، وان تصاعد التوترات على حدوده سيرفع وتيرة الهجرة أو النزوح، مما يولّد ضغوطًا اجتماعية وسياسية داخلية، قد تستغلها جماعات متطرفة أو أحزاب معارضة لتأجيج الاحتقان، وتهديد العلاقات الدبلوماسية الإقليمية، ويضع الأردن أمام خيار صعب بين الحفاظ على علاقته الإستراتيجية مع الولايات المتحدة والتعاون مع إسرائيل في بعض الملفات، أو الدفاع عن مصالحه الوطنية وأمنه القومي، ما قد يؤدي إلى توترات إقليمية متعددة. إن ما يجري، في المنطقة وفي احسن الأحوال (ان لم تذهب لحرب أوسع)، قد ينحصر في عدة سيناريوهات، أولها، فرض تثبيت الأمر الواقع المُوسّع (توسيع الضم في الضفّة، ووادي الأردن)، والثاني، الوصول إلى تقنين الضم، عبر تفاهم دولي يمنح إسرائيل اعترافًا بضم مناطق استراتيجية (الكتل الكبرى والأغوار)، مقابل مكاسب لقوى دولية بملفات أخرى (مع تصاعد اللهجة الأميركية عن الواقع الديمغرافي، وهندسة اقتصادية، وبنى تحتية تفصل الضفة إلى كانتونات)، والثالث، الارتداد الدولي والداخلي، باستخدام الضغط القانوني والحقوقي، مما قد يقيّد هامش التوسّع، ويجعل كلفة الحرب عالية، وتآكل شرعية الحكومة الإسرائيلية، تحت ضغط الاقتصاد والمجتمع الداخلي والدولي، مما قد يجمد الصراع، وعملية الضم، وعودة لمسارات إدارة الصراع دون حسم. إن مثل هذه السيناريوهات، تضع الأردن تحت ضغط الديموغرافيا، كنتيجة للدفع الصامت للسكان شرقًا (إذا جرى تفريغ جيوب حساسة)، وتهديد الوصاية على المقدسات وما ينتج عنها من تفاعلات شعبية، وتهديدات اقتصادية (ملف المياه والطاقة) واضطراب سلاسل التوريد، واختبار متانة معاهدة وادي عربة سياسيًا ورمزيًا، وتهديدات حدودية، وغيرها. مصلحة الأردن تتطلب الجمع بين ردع حدودي محسوب وإجراءات دبلوماسية وقانونية واقتصادية وبناء تحوّطات لمصادر المياه والطاقة، ومظلّة عربية (على الدول العربية أن تؤمن بالمطلق بان الأردن القوي، مصلحة إستراتيجية لهم)، وأوروبية مانعة، آخذين بعين الاعتبار أن النافذة الزمنية للتأثير ما تزال مفتوحة، لكنها تضيق مع كل سابقة جديدة تُكرّس الأمر الواقع. الأوروبيون، سبق لهم أن دفعوا ثمن تجاهلهم لوقف صعود التيارات المتطرفة قبل قرن من الزمن، وان أي تجاهل لما يجري في فلسطين اليوم، قد يكتب فصلًا جديدًا من الانهيارات الأخلاقية والسياسية التي لن تقف عند حدود غزة أو الضفة، بل ستمتد إلى قلب النظام الدولي ذاته (التاريخ لا يكرر نفسه فحسب، بل يعاقب من لم يتعلم منه). التاريخ يعلّم أن العنف المُمأسس لا يحسم الصراعات، بل يورث أجيالًا جديدة من الغضب. حروب القرن الماضي في أوروبا انتهت، لكن ندوبها باقية بالذاكرة الأوروبية، وما يُزرع في وعي الشرق الأوسط اليوم قد يظل حيًا لعقود، بل ويمتد إلى ما هو أبعد من المنطقة، وهو الأمر الذي يرفض نتيناهو تفهمه والاعتراف به. درس ليلة السكاكين الطويلة، ليس مجرد حدث تاريخي، بل تحذير للعالم من أن الاستبداد والصمت الدولي على المعاناة الفلسطينية، والتوترات المستمرة في المنطقة، تعكس نفس المخاطر التي عانت منها أوروبا، ويجب العمل على تجنها اليوم. الأردن، الدولة المعتدلة، في قلب المنطقة، ويمتلك أدوات التحصين الشعبي، ودبلوماسية متوازنة، ومجتمع مدني ناشط، وقيادة هاشمية حكيمة، تجمع بين التسامح السياسي، وقوة التأثير في المؤسسات الدولية، قادر على حماية أمنه، وله القدرة بالمساهمة في استقرار وامن الشرق الأوسط. *مركز عبر المتوسط للدراسات الإستراتيجية


أخبارنا
منذ 7 ساعات
- أخبارنا
د. سلطان المعاني : الأردن ليس ساحة لأحلام نتنياهو
أخبارنا : حين يتحدث بنيامين نتنياهو عن «اتصاله العميق» برؤية «إسرائيل الكبرى»، فهو يكشف عن جوهرٍ متأصل في بنيته الفكرية: عنفٌ مغلّف بأدلجة توراتية، وغطرسةٌ تعتقد أن الأرض والبشر مجرّد مسرح مفتوح لتمدّد مشروعه. لكن ما لا يدركه أن هذه اللغة، بدل أن تخيف، تشحذ عزيمة الأردنيين، وتُوحّد صفوفهم، وتُعيد رسم خطوطهم الحمراء بأقلام السيادة والكرامة. في مقابلة على قناة i24 بتاريخ 12 آب/أغسطس 2025، أعلن بلا مواربة أنه يشعر بارتباط شديد» بفكرة الأرض الموعودة، رابطًا نفسه بمهمة تاريخية وروحانية. هذه دعوة مكشوفة لتوسيع حدود الدم على حساب الجغرافيا والسيادة. فجاء الرد الأردني حاسمًا: «تصعيد استفزازي خطير، وتهديد لسيادة الدول، ومخالفة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة». كلمات ليست ديبلوماسية ناعمة، فهي إنذار واضح بأن السيادة الأردنية ليست على طاولة التفاوض ولا ضمن أوراق المساومة. هذا التلويح لا ينفصل عن سياق داخلي إسرائيلي يندفع نحو ضمّ الضفة الغربية، وهو ما أقرّه الكنيست في 23 تموز/يوليو بمذكرة رمزية أيّدها 71 نائبًا. نتنياهو يختبر الأعصاب، يحاول الضغط على الأردن بحكم ثقلنا الحدودي ووصايتنا على المقدسات، ويغطي فشله الداخلي بضجيج أيديولوجي، لكنه يصطدم بوقائع أقوى: حدود مُقرة، التزامات دولية قائمة، ومعاهدة سلام تنص بوضوح على احترام وحدة أراضي الأردن. إن الأردن لا يقف متفرجًا على هذا المشهد. فمشروع E1 الذي يسعى لقطع أوصال القدس، وخطاب «الهجرة الطوعية» من غزة المصحوب بالمجازر، هما تحركات يعرف الأردن جيدًا كيف يتعامل مع تداعياتها. ويملك الأردن أوراق قوة قانونية ودبلوماسية: رأي محكمة العدل الدولية في تموز 2024 الذي جرّم الاحتلال، الوصاية الهاشمية المؤكدة، ومعاهدة وادي عربة التي تتيح توصيف أي إخلال إسرائيلي بالتزاماتها كخرق لركائز السلام. والمسارات الأردنية واضحة: تدويل هجومي للملف، تحصين الجبهات، مراجعة هادئة للارتباطات التي تمنح الأردن هامش ضغط، وتغذية خطاب وطني موحّد يحوّل التهديد الخارجي إلى قوة داخلية. ولْيفهم نتنياهو ومن على شاكلته: الأردن ليس ضلعًا ضعيفًا في معادلة المنطقة، فهو عقدة صلبة، وأي وهم بالتمدد إليه سيبقى مجرّد خط على ورق، أمام دولة محروسة بالعهد، مدعومة بالجيش والشعب والقيادة. ليخسأ من يظن أن بإمكانه أن يطال شبرا من ترابه. ليسمعها نتنياهو جيّدًا: هذه الأرض ليست ورقة في كتاب أحلامه التوراتية، ولا ساحة يمدّ عليها خيوط أوهامه، ولا مساحة بيضاء يرسم عليها خرائطه المزعومة. هنا الأردن أرض العهد والدم، أرض الجيش الذي يحرسها بعينه، وشعبٌ يعرف معنى الكرامة إذا هُدِّد، وقيادة لا تساوم على شبر واحد من ترابها. في الثاني عشر من آب، أطلق نتنياهو كلماته من على شاشة i24، يحدّث عن «ارتباط شديد» برؤية إسرائيل الكبرى، وعن «مهمة تاريخية وروحانية» كأنه نبيٌّ مُرسل بكتاب مفتوح على حساب الجغرافيا والحقوق. لكن صوته، مهما علا، لن يخترق جدار الحقيقة: هذه البلاد لها سيادة، ولها حدود، ولها وصاية على مقدسات لن تسقط بالتقادم ولا بالتطاول. ويجيء الردّ الأردني طلقة تحذير واضحة: «تصعيد استفزازي خطير تهديد لسيادة الدول مخالفة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة». لم نقلها للخطابة، وإنما لتثبيت القاعدة: من يمدّ يده على الأردن سيجدها مكسورة قبل أن تلامس التراب. نحن نعرف ما وراء الكلمات؛ ضغط على الأردن، وجسّ نبض للوصاية الهاشمية، ومحاولة لخلط أوراق غزة والضفة على حسابنا. لكنهم لا يعرفون أننا نقرأ اللعبة من بعيد، ونملك من الأوراق ما يجعلنا نقلب الطاولة إن لزم الأمر: من رأي محكمة العدل الدولية الذي جرّم الاحتلال، إلى نصوص معاهدة وادي عربة، إلى شبكة الحلفاء التي تعرف وزن الأردن حين يتحدث. هذا الوطن أصلب من الصخر حين تتداعى الأخطار. جنودنا على الحدود، عيوننا على القدس، وأصواتنا في المنابر الدولية تقول: لا مساس لا تنازل لا تراجع. والأردني حين تُستفز كرامته، يصبح هو وجيشه وقيادته جبهة واحدة لا تُكسر. فليحتفظ نتنياهو بأحلامه على الورق، وليعلم أن أي وهم بالتمدد إلى هنا سيبقى وهمًا، وأن الأردن الذي حمى نفسه عبر التاريخ، لن يكون ساحةً لأطماع أحد. هنا الأردن وهنا الكرامة التي لا تُمس.